الأحد، 2 فبراير 2020

زوبة الكلوباتية


اسم "زوبة الكلوباتية" يُستخدَم كثيرًا للتندر، أو للتعبير عن زمن غابر لا يمكن الإحاطة به تمامًا، ولكنها في الواقع كانت شخصية حقيقية، وكانت أشهر راقصات عصرها، تحديدًا في الثلاثينيات من القرن العشرين، ويقال إن شهرتها وصلت إلى درجة أن تماثيلها كانت تُستبدَل بالزجاجات الفارغة، مثلها مثل الفنان محمود شكوكو وفي وقت معاصر له.
في كتابه الممتع "مما جرى في بر مصر" ينشر الكاتب يوسف الشريف حوارًا أجراه مع الراقصة زوبة الكلوباتية عام 1960، أي بعد سنوات من ابتعادها عن الفن في بداية الحوار يتحسر الشريف على "شارع محمد علي" وعصره الذهبي في الأربعينيات، وكيف تحول إلى شارع هادئ وحزين واشتهرت فيه أسماء فنانات مثل "أنوسة العالمة" و"حسنية كهربا" و"شخليلة" الراقصة.
في منزل زوبة لم يجد الشريف أثرًا للأمجاد التي سمع عنها، ربما سوى صورة ترقص فيها أمام السلطانة مَلَك (زوجة السلطان حسين كامل)، وتماثيل صغيرة من الجبس لزوبة.
تحكي زوبة حكايتها، فقد أدى جمالها منذ الصغر إلى زواجها وهي في سن الثالثة عشر من "كلوباتي"، كان يسهر في الأفراح ليوقد الكلوبات، ولكنه كان يعود إلى المنزل في الفجر ومعه الراقصة التي كانت في الفرح، وعندما تعترض زوبة كان يُخرِج لها قسيمة زواج أو عقد عرفي، ثم يطلقها بعد أيام. صارحها زوجها بأنه يتزوج الراقصات لكونه يحب الراقصات لذلك قررت زوبة أن تتعلم الرقص والغناء حتى يستغني زوجها عن الراقصات.
ذهبت إلى منزل العالمة "خديجة الونش" لتتعلم الرقص والمغنى، وأخذت ترقص وتغني لزوجها، ولكن عندما عرف بأنها تتعلم لدى "عالمة" طلقها.
نتيجة بحث الصور عن زوبه الكلوباتيهكانت هذه فرصة لتبدأ حياتها في الفن، اصطحبتها "خديجة الونش" للأفراح"، لتصبح زوبة "أسطى": "ماهو فيه فرق بين الشغالة والأسطى.. الشغالة كمالة عدد في الفرقة، لكن الأسطى هي أهم وأجمل واحدة في الفرقة". كان أجر زوبة 60 قرشًا، ولكن بالإضافة إلى النقطة يصل إلى ستة جنيهات.
لم تكن زوبة تكتفي بالرقص، بل كانت تغني أيضًا: "ماهو زمان كانت الرقاصة لازم يكون صوتها حلو، وتعرف تغني وتقول مونولوجات وتزفّ العروسة كمان". وتذكر الكلوباتية أمثلة للأغاني التي كانت تغنيها "أعلمك ضرب النبلة.. أول ما ترمي ترميني"، و"يا باشا كلك شربات وبغاشة"، و"يا جميل يا أبو خاتم ومنشة.. قلبي مايل لك بس أنا كشّة
". بعد نجاحها تزوجت زوبة من المطرب محمد الصغير، ولحن لها ملحنون كبار مثل كامل الخلعي وأحمد صبرة والكحلاوي: "إدوني أغاني كتير محبة".
اشتهرت زوبة برقصة "الشمعدان" ويقال إنها أول من رقصتها، ولكن بحسب روايتها كانت شاهدت رجلًا يرقص بالشمعدان في صالة ببا عز الدين لتقرر تقليد الرقصة، رغم أن الشمعدان يزيد عن 10 كيلوجرام. تذكر زوبة أنواع رقصاتها "الفشخة" و"القلبة" و"شمعة البحر"، الرقصات التي كانت ترقصها دون أن يهتز الشمعدان أو تنطفئ الشموع الموجودة عليه. وتضيف أنها كانت ترقص وفوق رأسها "شيشة مولعة"، أو صينية الشربات. كان الرقص مع محاولة وضع أشياء على الرأس محاولة للتجديد، يذكر الصحفي عبد الفضيل طه أن الفنانة ماري منيب كانت ترقص رقصة مشابهة لزوبة في بداية حياتها الفنية قبل ان تتجه للتمثيل، ولكنها كانت ترقص بالقلل في ملاهي روض الفرج.
شاركت زوبة في فيلم "الخمسة جنيه"، و"فتاة السيرك"، وفي فيلم ألماني عن الرقص الشرقي، ووصلت شهرتها لأن ظهر قماش زوبة ومناديل زوبة وفنجان زوبة وتماثيل زوبة بقزايز. وكان السبب في ابتكار تمثال زوبة هو الكاتب والفنان عبد الرحمن الخميسي، الذي كان سببًا أيضًا في رواج تمثال شكوكو الشهير. وهذه المعلومة قد تجعلنا نفكر أن شكوكو لم يكن الوحيد الذي راج تمثال له، فربما حدث هذا مع فنانين كثيرين آخرين نسيهم 

قهوة الحراميه

  ألتف الحرامية حول المعلم فيشه شيخ المنصر وهم فى حالة تزمر وأنزعاج بعد أن أعلن عن نيته فى التوبه والأعداد لرحلة الحج فقال له مقص الحرامى : ...