الاثنين، 25 يناير 2010

تابع خرزانة أمن مركزى 14 - 15


الحلقة رقم (14)


الوفاق

يصل فتوح ونجاة وعطيات إلى البيت وهو ينظر إلى البيوت والشوارع والناس لعله يتذكر شيئا ولكن هيهات فكأنه يشاهد هذه المناظر لأول مره

تدخل عطيات وهى تفتح باب الشقة وتزغرط ترحيبا بعودة فتوح وتنادى على أولادها لستقبلوا أباهم الحقيقى ..يحتضن على وأنجى أباهم ويقبلونه وهم يبكون فرحا بعودته بعد غياب دام سنه ونصف وهو واقف فى حرج ولا يصدر منه أى أنفعال تجاه هذا الموقف

عطيات وهى ترحب بنجاة : أتفضلى ياست نجاة يا أهلا وسهلا ياميت مرحبه تحبى تقعدى هنا ولا فى الصالون

نجاة : فى أى مكان أنت حتعتبرينى ضيفه

بعد الترحيب واللقاء الساخن من عطيات وأولادها بفتوح يجلس الجميع والكل يستعيد ماحدث فى السنة ونصف الماضيه فيحكى فتوح عما حدث له فى السجن والنيابه والمباحث وكيف وصل للصعيد وقصة زواجة من نجاة وتحكى نجاة ماحدث لها من تحت رأس الشيخ مجاهد وحكايتها مع علوانى وتحكى عطيات عما شاهدته من بهدلة فى رحلة البحث عن فتوح وكيف قبلت بتواجد الشيخ رفاعى فى بيتها فى سبيل أن تصل لزوجها وكانت المفاجأة بأنها قد أبلغت مباحث أمن الدوله بأنه ليس زوجها الحقيقى وكيف وعدها بأحضار فتوح فطلبت منها المباحث أن تستمر فى مجارته حتى يتم الوصول لفتوح الحقيقى والقبض على رفاعى ومجاهد

نجاة : والله براوه عليكى يا ست عطيات فى اللى عملتيه أنك خلصت ناس كثير من شر الأثنين وأولهم أنا وسى فتوح

عطيات : أعمل أيه المحتاجة تركب الصعب فى سبيل أبو العيال ( توجه كلامها لفتوح) لسه يا فتوح ما أفتكرتش حاجة عن بيتك وعيالك وقاعدتك هنا جنب الشباك ساعة المغربية وأنت بتشرب الشاى

فتوح : أكدب عليكى يا عطيات أن كنت فاكر حاجة

عطيات : واحده واحده حتفتكر كل حاجة فى أولها صعب.. بكرة لم أصحابك ييجوا يشوفوك وتقعد معاهم يمكن يفكروك

فتوح : إذا كنتى أنت والولاد تعتبروا أقرب ناس ليه ومش فاكركم يبقى حقدر أفتكر صحابى أللى بتقولى عليهم الصبر جميل وكل حاجة حترجع لما ربنا يريد

نجاة وهى تميل على عطيات وهى تهمس لها : ألا أنت زعلانه ياست عطيات أن أتجوزت سى فتوح

عطيات : أن قولت لك لأ أبقى كدابه لكن أنت معذوره وهو كمان معذور ولا أنتى تعرفى له أهل ولا هو كمان فاكر حاجة والحمد لله أنه ربنا وفقه فى واحدة ست زيك عاش معاها وصانته بدل ماكان يتبهدل ..عموما أقعدوا معانا بتاع عشره خمستاشر يوم يمكن ربك يسهل وفتوح يفتكرنا

نجاة : كان على عينى ياختى أنا سايبه عيالى مع أمى وهى ست كبيره ومش حمل خدمتهم ولو عايز سى فتوح يقعد معاكم ماعنديش مانع بس يسفرنى أنا للعيال

عطيات : وهى تستعيد توازنها وتدرك أبعاد المشكله : شوف يا فتوح أنت ونجاة أنتم مالكمش ذنب فى اللى حصل ولكنها أرادة الله فوق كل شيئ هى أللى فرقتنا وهى أللى حتجمعنا بمشيئته ..ولو ربنا كرمه وأفتكرنا يقدر يقرر يعيش فين .. أنت تعتبرى ضرتى صحيح ..بس أنا بقولك أهه أن قلبى أتفتح لك وحبيتك زى أختى

نجاة : والله ولا ليكى عليا حلفان وأنا كمان حبيتك لله فى لله

فتوح : الحمد لله أنكم أتفقتم وبتحبوا بعض ودى البداية الطيبه لعلاقتنا ببعض

عطيات : طب قوموا ناكل لقمه سوا على ماقسوم

ويمر يومان يسعد فيهما فتوح ونجاة فى بيت عطيات وبعدها يصحب فتوح نجاة لمحطة القطار لتسافر لأولادها فى الصعيد

فتوح : ما تقلقيش يا نجاة كلها كام يوم وأحصلك على البلد

نجاة : براحتك ياسى فتوح وقت ما يهفك الشوق تعال حتلاقينى مستنياك أهى برضه مراتك وعيالك وليهم عليك حق .. سلام علشان القطار بيتحرك سلم لى على عطيات .. حستناك يافتوح لأخر يوم من عمرى..

- مع السلامه يا نجاة خلى بالك من نفسك كلها أسبوع وأحصلك

الحلقة رقم (15) والأخيرة

أمـــــــــــــــــــــــــل

يعود فتوح إلى بيته ويجلس مع عطيات وأولاده كالغريب وهم يحكون له كافة الذكريات والأحداث السابقة مستشهدين بالصور الفوتغرافيه وحضور أصدقائه وبعض من معارفه لعله يتذكر أحد منهم ولكنهم فشلوا جميعا فى أن يذكروه أو هو يتذكرهم وبعد أسبوع يستأذن من عطيات وأولاده ليذهب إلى الصعيد للأطمئنان على نجاة حيث أنها فى الشهور الأخيرة من الحمل ويحزم أمتعته ويسلم عليهم ويوعدهم بالعودة إليهم مرة أخرى ويركب تاكسى ليذهب إلى محطة مصر فيتوقف به فى منتصف الطريق ويطلب منه السائق أن ينزل لأن الطريق مقفول عند الجامعة بسب المظاهرات فيسلم امره لله وينزل من التاكسى وهو لا يعلم كيف يتصرف وأمامه أعداد غفيره من المتظاهرين وهم يهتفون ويقذفون الحجارة على عساكر الأمن المركزى الذين يطاردوهم.. فيفر مع الفارين وهو يحمل شنطته فيتعثر ويقع على الأرض وتدهسه أرجل الفارين ويصاب قى رأسه بخرزانه من خرزانات الأمن المركزى ولكنه يتحامل على نفسه ويقوم يجرى ويترك شنطته ولم يتوقف عن الجرى حتى وصل على بيته ويهرول على السلم ويدق بعنف على الباب والدماء تسيل من رأسه فتفتح عطيات وهى مندهشة وتأخذه من يده وتسقيه بعض الماء وتضمد جراحة وهو جالس أمامها لا ينطق حتى أسترد أنفاسه

فتوح وهو ينهج : الحمد لله أن قدرت أفلت منهم ولاد الأبالسه هما العيال فين .. فين على وفين أنجى

عطيات وهى مستغربه : على عند واحد صاحبه هنا بيذاكر وأنجى نايمه جوه

فتوح : أتصلى بيه أطمنى عليه

عطيات : حاضر بس أنت أهدأ وقوم أغسل وشك وأدخل أوضتك أستريح شويه

يدخل فتوح غرفته ويتمدد على السرير ويذهب فى نوم عميق لا يفيق منه ألا فى الصباح وعطيات قلقه عليه وتدخل عليه كل ساعة الغرفة لتطمئن عليه فتجده نائم

وفى الصباح الباكر يصحو فتوح من النوم ويقوم بأرتداء ملابسه على عجل ويهم بالخروج فتصحو عطيات : على فين يا فتوح

فتوح : أيه على فين دى .. على الشغل طبعا

عطيات تزداد دهشتها وتخفى فرحتها وتسأله وهى تتمنى أن تكون ذاكرته قد عادت له من جديد : هى الشركة بتاعتك أسمها أيه ياسى فتوح

فتوح : وقته الأسئله دى ما تعطلنيش يا عطيات خلينى ألحق أخرج

عطيات تزداد ألحاحا فى معرفة أسم الشركة .. يتعصب فتوح ويريد أن يخرج فتقف له عطيات وهى تسد الباب بجسمها : مش حتخرج ألا لما تقولى أسم الشركة أيه .. فتوح : أنت جرالك حاجة فى مخك يا عطيات أسمها شركة البطوطى للبطاطين أستريحتى ياستى وسعى بقى خلينى أخرج .. ترتمى عطيات بين يدى فتوح وهى تبكى وتقبله فى وجهه ويده وتحمد الله وتشكر فضله وتأخذه لتدخل به غرفة المعيشه وهى تقول : حمد على سلامتك تعال لما أفهمك كل حاجة

- سبينى ما تأخرنيش المدير مابيرحمش حيخصم لى نص يوم

- يخصم أللى يخصمه .. أنت يا حبيبى بقالك سنه ونص ماروحتش الشركة لأنك كنت مريض وربنا كمل شفاك النهارده

- أنت بتقولى أيه أنا بقالى سنه ونص ماروحتش الشغل ده أقربها أمبارح وأنا راجع من الشغل أنضربت فى المظاهرات وسبحان مين رجعنى البيت .. لا لا أنت بتهرجى أو عايزه تجنينى

- أنا ولا بهرج ولا عايزه أجننك أقعد كده وأستهدى بالله وأنا أحكيلك كل أللى حصلك ( يجلس فتوح امام عطيات وهى تحكى له ماحدث فيضع فتوح يده فوق رأسه وهو يقول : كل أللى أنت بتقوليه ده : شوفته أمبارح كأنه حلم أو كابوس وكنت لما حرجع من الشغل سأحكيهولك .. ياه ده بقى مش حلم ده علم

- أيوه حقيقة يا فتوح ولك زوجة تانيه فى الصعيد

فتوح وهو يتذكر : ايوه أيوه وكمان أسمها نجاة وحامل ووصلتها على محطة القطار أللى قام على المنيا

عطيات تنفعل فيه : أشمعنى دى أفتكرتها يا فالح

فتوح : أعذرينى يا عطيات أنا كنت عايش فى حلم وتايه مش عارف انا مين وجاى منين ورايح فين.. وليس على المريض حرج يا عطعط

تضحك عطيات وتحتضن فتوح وتحمد الله : كده بقيت فتوح جوزى أللى أنا عارفاه ضعت منى بخرزانة أمن مركزى ورجعت لى تانى بنفس الخرزانه

- فتوح طب نعمل أيه فى الست الغلبانه أللى أتجوزتها دى ذنبها أيه

- ولا يهمك يافتوح حنروح أنا وأنت الصعيد نجيبها تقعد معانا واللقمة نقسموها سوا ونعيش كلنا مع بعض وأعتبرها أخت ليا وكتر خيرها أن هى راعتك طوال الفتره أللى فاتت وجزاء المعروف يكون المعروف

- أصيله يا عطيات

- ألا قوللى يا فتوح المولود أللى حتخلفه نجاة حتسميه أيه

- لو جابت ولد حسميه مظلوم ولو جابت بنت حسميها نسيان

- مظلوم أيه ونسيان أيه.. أيه الأسامى الكئيبه دى .. لو جابت واد حنسميه أمل ولو جابت بنت برضه حنسميها أمل

ياحبيبى يافتوحتى ..ياحبيبتى ياعطعوتى

تمت


تابع خرزانة أمن مركزى 11- 12 - 13


الحلقة رقم ( 11 )


الخدعة

يتم أحضار عطيات لمباحث أمن الدوله للتعرف على زوجها فتجلس هى وأبنها فى غرفة ضابط المباحث لحين أحضاره من الحجز وهى تدعو الله أن يكون هو هذه المرة ويبدو عليها القلق أكثر حتى فتح باب الغرفه ويدخل العسكرى ومعه الشيخ رفاعى فتقوم عطيات بدون أن تشعر وتجرى عليه وهى تبكى لمنظره الذى تغير من طول ذقنه وأختفائه عنها طوال هذه الفتره وبالرغم أن قلبها شعر من أول وهله بأنه ليس زوجها ولكنها كذبت أحساسها فملامحه هى نفس ملامح فتوح ولكنه وزنه أزيد قليلا .. يمثل الشيخ رفاعى دور الفاقد للذاكره ولا يتكلم ويترك الأمور تسير حتى يتمكن من الهروب مرة أخرى فهذه فرصة أخرى لا تعوض

يسأله ضابط المباحث : هى دى مراتك وأبنك يا فتوح

- أنت عارف ياباشا أنا مش فاكر حاجة بس قلبى بيقولى أنى هما

الضابط : ده جوزك ياست عطيات

عطيات وهى تدقق فيه النظر وتلف حوله وتدور والشيخ رفاعى فى حالة قلق عما يسفر عليه ردها وفى النهاية تقول : هو ياباشا بس الذقن مغيره شكله شويه

الضابط : هو ولا مش هو ياست عطيات .. شايفك متردده .. خده يا عسكرى رجعه الحجز لحد ماترسى على رأى

عطيات : سيبنى معاه ياباشا شويه أتعرف عليه أكثر وأتكلم معاه لوحدنا حقدر أعرف على طول أن كان جوزى ولا لأ

الضابط : سيبه يا عسكرى .. حسيبكم مع بعض عشر دقايق أرجع ألاقيكى وصلت لحل ..جوزك ولا مش جوزك

يخرج الضابط فتجلس عطيات بجوار الشيخ رفاعى : طبعا أنت مش فاكر حاجة ولا فاكرنى ولا فاكر ولادك تقدر تكشف رجلك اليمين

الشيخ رفاعى يفهم مغزى ذلك بأنها تبحث عن علامه مميزه على جسده فيميل عليها ويهمس لها : شوفى ياست عطيات جوزك الحقيقى فتوح موجود عندىفى الصعيد وأنا عارف مكانه لو قولتى أنى أنا جوزك قدام الضابط حخرج من هنا وأجبهولك أما لو أنكرتى مش حتشوفيه تانى عمرك.. قولتى أيه

عطيات وهى لا تصدق ما تسمعه :حاضر يا خويا كلامك ده بجد ولا بتضحك عليا عشان تخرج من هنا

رفاعى : أحلف لك بكتاب الله ..الكلام أللى قولته لك هو الحقيقة والصدق

عطيات : خلاص ياخويا أتفقنا

رفاعى يكشف لها عن كتفه فتجد عليها شامه حمراء : لما يسألك الضابط تقولى أنت كنتى بتشوفى الشامه الحمراء أللى على كتفى خلاص

يجلسان فى أنتظار عودة الضابط ويدخل عليهما وهى تقول له : هو فتوح ياباشا

أنا شوفت الشامه أللى على كتفه ده جوزى مش حد تانى

الضابط : خلاص يا ست عطيات شوية أجراءات بسيطه وتاخديه وتروحى

يخرج الشيخ رفاعى مع عطيات من مباحث أمن الدوله فيتنفس الصعداء وتصل إلى منزلها فيطلب أن يدخل الحمام ليحلق ذقنه ويزيل عنه أثار المبيت فى الحجز وتجهز له قميص وبنطلون مما كان يرتديه فتوح .. وبعد أن يحلق ويستحم ويرتدى ملابس فتوح يخرج ليجلس فى وسطهم وهو يعتذر لهم ويوعدهم بحضور والدهم الحقيقى فى خلال أيام ولكنه يطلب موبايل ليكلم أبن عمه الشيخ مجاهد لعمل اللازم .. يدخل أحد الغرف ويكلم أبن عمه ويحكى له ماحدث ويطلب منه أن يقوم بأحضار فتوح من البلد بسرعة ليوفى بوعده لزوجته ويأكد على الشيخ مجاهد بأن يقوم بالسفر لفتوح فى المنيا وعندما يسافر به إلى القاهرة يقوم بالأتصال به على نفس النمره ليحدد له مكان وزمان المقابله

رفاعى بعد أن ينهى المكالمه : خلاص ياست عطيات كلتها يومين ثلاثة بالكثير ويكون جوزك عندك وأنا مش حمشى ألا لما جوزك تستلميه بأيدك أتفقنا

عطيات : ربنا يكرمك ياشيخ رفاعى جميلك مش حنساه لك عمرى

رفاعى : جميلك سابق ياست عطيات كفاية أن خلصتينى من أيدين الكفرة أخوة الشياطين

عطيات : أنا جهزت لك الأوضه دى تنام فيها براحتك ومش حخلى حد يقابلك زى ما أتفقنا لحد ما يوصل فتوح بالسلامه .. تصبح على خير يا مولانا

الحلقة رقم (12)

زيارة الشيخ مجاهد

يسافر الشيخ مجاهد إلى المنيا حيث يقيم فتوح مع زوجته نجاة وطفليها وهو فى منتهى السعادة والهناء معها وكأنه ولد من جديد ويصل الشيخ كالقضا المستعجل ليعكر صفو هنائهما

يطرق باب الدار فيفتح فتوح فيجد الشيخ أمامه فينقبض قلبه من هذه الزيارة الغريبه التى لم يره فيها منذ مايقرب من سنه بعدما غادر هو ونجاة ديروط ليبدأ حياته الجديد فى المنيا

فتوح : حمد لله على السلامه ياشيخ مجاهد أتفضل يا أهلا وسهلا نورت الدار

- يزيد فضلك ياأستاذ فتوح .. مرتك هنا

- ليه ياشيخ مجاهد بتسأل عليها .. أيوه هنا خير

- عايزك فى كلمتين كده على أنفراد .. أمرك ياشيخ مجاهد أتفضل فى أوضة المسافرين .. يدخل به الغرفه

مجاهد : مبروك يا فتوح أفندى رفاعى لقى ولادك ومراتك أجهز علشان بكره بعون الله ناخد أول قطار مبحر على مصر

يصمت فتوح فقد ألجمته المفاجأة فيبادره الشيخ مجاهد : مالك ساكت كده ليه مش فرحان أنك لجيت أهلك ولا عجبتك القاعدة فى الصعيد مع نجاة

فتوح وكأنه يكلم نفسه : ونجاة والعيل أللى فى بطنها وحبنا لبعض يروح كده علشان ناس بتقول أنهم أهلى ومراتى وعيالى وأنا أصلا مش فاكرهم .. أنا حياتى بدأت من ساعة ما أتجوزت نجاة ورضيت بيها وعايش فى سلام وأمان تيجى أنت ياشيخ مجاهد عايز تطلعنى من الجنه وترمينى فى الضياع من تانى

- جرالك أيه يا فتوح أفندى مش أنت أللى طلبت أن أحنا ندور لك على أهلك وناسك ولما ربنا كرمنا ولقيناهم مش عايز ترجع ليهم

- ونجاة يا عم الشيخ والعيل أللى جاى يروحوا فين

- مفيش مشكله ياسيدى مسموح لك بالزواج مثنى وثلاث ورباع خليها على ذمتك وتبجى تيجى تزورها ولو مش لادد عليك الحال طلق القديمه وأجعد هنا

- ما أقدرش ياعم الشيخ أبعد عنها أنا مش مسافر معاك ..ولما ربنا يريد وترجع لى الذاكرة أنا لوحدى حقرر أروح لبيتى ولعيالى ولا أقعد هنا

ينقلب لهجة الحديث ويظهر الوجه الأهر للشيخ مجاهد : يعنى أيه مش مسافر يا فتوح أفندى هو لعب عيال .. بالعربى كده أبن عمى الشيخ رفاعى قاعد دلوقتى فى بيتك ومستنيك تيجى علشان يرجع معايا البلد

- وأيه أللى يخليه يقعد فى بيتى ياشيخ

- المباحث قبضت عليه على أنه هو أنت ورحلته لمصر ومراتك أتعرفت عليه وقالت للبوليس أنه هو فتوح نعمل أيه بجى عايز مراتك تروح فى داهيه وعيالك تتشرد لأنها عايشه مع راجل مش جوزها وشهدت شهادة زور.. ولا تيجى معايا من سوكات عند مراتك ونخلص أبن عمنا وبعد كده تعمل أللى تعمله.. تقعد فى مصر تقعد فى المنيا تقعد ماطرح ماتحب

- يسكت فتوح ويقع فى حيره فوضع رأسه بين كفيه ثم يقول : الصباح رباح ياشيخ مجاهد لما أقعد مع نجاة ونتفاهم

- أنت لسه حتشاور مراتك يا فتوح .. يادى النصيبه السوداء على رجالة البندر

- ياشيخ مجاهد بلاش الكلام ده وقوم نام ولا تحب تتعشى الأول

- كتر خيرك يا أبن البندر يا متنور

يحكى فتوح لنجاة عما حدث وسبب زيارة الشيخ مجاهد لهما

نجاة : مش جولت لك ان الراجل ده مابيجيش من وراه خير يا فتوح أهو جاى يخرب بيتنا ويبعدنا عن بعض

فتوح : ومين قالك أن أنا حسافر وياه ولا أروح لناس أنا أصلا مش فاكرهم

نجاة : طب حتعمل أيه فى الورطة أللى وقعت فيها مراتك اللى ورطها فيها رفاعى

فتوح : ماتقوليش مراتى أنا ماليش زوجة غيرك قبل كده أنا ما أعرفش حاجة

نجاة : طب وذنبها أيه المسكينة دى يا فتوح لا زم تخلصها من أيديهم وروح أتفاهم معاهم وقلهم أللى بتقولوا دلقويتى وعايز ترجع يا أبن الناس أهلا وسهلا مش عايز ترجع أنت حر وده يبقى نصيبى معاك وعيشتنا أنتهت لحد كده وأنا عامله حسابى لليوم ده

- عداك العيب يا نجاة ياأصيله.. صعيدية صوح .. وأنا مش حسافر مع الشيخ مجاهد ألا لما أخدك معايا على الأقل يعرفوا أنى متجوز وعايش وراضى بحالى

- أللى تشوفه ياسى فتوح أجيب أمى تجعد بالعيال على ما نرجع من مصر .. نام يا فتوح وأرمى حمولك على الله وهو حيفرجها من عنده

- ونعم بالله .. ومين بس يجيله نوم .. - نام يا فتوح وربك كبير وقول( قل لن يصيبنا ألا ماكتبه الله لنا)

الحلقة رقم (13)

فى حديقة الحيوانات

فى الصباح الباكر يخرج فتوح ونجاة بصحبة الشيخ مجاهد للتوجه إلى القاهرة

وقبل أن يصل القطار إلى المحطة أتصل مجاهد برفاعى

مجاهد : أيوه يا أبن عمى أحنا حنركب القطار وجيين على مصر قوللى حنتقابل فين علشان أنا مش عارف مصر كويس

رفاعى : أول ماتوصل محطة مصر أتصل بيه وأقولك تجيلى فين

يغلق مجاهد الموبايل ويستعد لركوب القطار الذى وصل للمحطة ونجاة لا تريد أن تتعامل معه وترد عليه بجفاء برغم ما أبداه لها من تودد وفتوح يجلس طوال الطريق وهو سارح فيما أدت إليه الأحدث من الوضع الغريب الذى وقع فيه

نجاة : مالك يا سى فتوح سرحان فى أيه .. أياك تكون حنيت لبيت وولادك

فتوح : بيت أيه وعيال ايه يانجاة .. أنا فاكر حاجة أنما بفكر لو رجعت لى الذاكرة هل حنساكى هل حنسى الأيام الحلوة أللى قضيتها معاكى

- الله أعلم ياسى فتوح .. أنا بقى مش حابب أن ترجع ذاكرتى تانى لأنى حتحرم منك ومن البلد ومن عيالك ومن الناس الطيبين أللى حبونى وحبتهم أنا طالع فى دماغى أن ننزل أنا وأنت فى محطة بنى سويف ونسيب الشيخ قرد ده ونرجع بلدنا

- أنا لو عليا نفسى أوافقك على كده أنما بفكر فى العواقب

- عواقب أيه أللى بتفكرى فيها أياك حخاف من الجماعة دولت

- مش قاصدى ياسى فتوح الناس دى مش حتسيبنا فى حالنا ده مشوار وأحنا أبتديناه فلازم نكمله للآخر وأللى ربنا رايد لنا بيه حنشوفه خليها على الله

يصل القطار على محطة القاهرة فيخرج الشيخ مجاهد الموبايل من جيبه ويعاود الأتصال بأبن عمه رفاعى

مجاهد : ايوه يارفاعى وصلنا محطة مصر .. أيه بتجول أيه أركب تاكسى وأروح جنينة الحيوانات .. وبعدين أسأل على قفص السبع وأروح أقف عنده وأنت حتجيلنا .. طب خلاص يا رفاعى فهمت وحعمل زى ما أنت عايز ما تتخلجش ما يبقاش خلج ضيج .

يركب الجميع تاكسى لحديقة الحيوانات ويدخلوا الحديقة و يسألون المارة حتى وصلوا لقفص الأسد والشيخ مجاهد يجول بناظره ليبحث عن رفاعى ويخرج الموبايل ويتصل به .. أنا وا جف زى ما جولت عند قفص السبع أنت فين بجى

يظهر رفاعى ومعه عطيات وبمجرد أن شاهدت فتوح جرت فى أتجاهه وهى تبكى وتحتضنه وفتوح فى حالة أستغراب مما يحدث

رفاعى : أنا وفيت بوعدى يا ست عطيات جوزك عندك أهه أشتعى به.. أفوتك بعافية.. سلام .. ياله ياشيخ مجاهد نمشى من هنا بسرعة

ولم يمشوا غير خطوات قليله حتى أطبق عليهم رجال المباحث من كل مكان ويقتادوهما إلى خاج الحديقة ويبقى ضابط المباحث ويسلم على عطيات بحرارة

الضابط : متشكرين ياست عطيات على الخدمه العظيمه أللى قدمتيها لينا وساعدتينا فى القبض على أخطر أثنين فى الصعيد وأدى عندك جوزك أهه الأستاذ فتوح خديه وأرجعى بيه بيتك مبروك

تجلس نجاة على الأرض من تعب الحمل وهى تشاهد عطيات وهى تبكى وتقبل فى فتوح وهو واقف ساكنا

فتوح : أهدى بقى ياست عطيات وتعالى نقعد ماتفرجيش الناس علينا .. قومى يانجاة ياله بينا

عطيات : مين نجاة دى يافتوح هى ما مشيتش ليه مع الصعايده

- تمشى أزاى ياست عطيات دى مراتى

- بتقول أيه أنت أتجوزت عليا فتوح بعد أللى عملته ده كله .. يالهوتى

- أنا أعرفك ياست أنت دى أول مره أتجوز فيها

تهدا عطيات وتتذكر انه فاقد للذاكره وأن زواجه أمر طبيعى فهو لا يعرفها ولا يعلم عنها شيئا ..

- طب تعالوا أنتم الأتنين معايا البيت حتى على الأقل ولادك يشفوك وتقعد فى بيتك كام يوم يمكن تفتكرنا ونشوف حنعمل أيه

فتوح : أيه رأيك يانجاة ..

نجاة تهز رأسها بالموافقة : نروح معاها علشان عايزه أقعد مع الست عطيات


خرزانة أمن مركزى ( قصة ممتعة )


خرزانة أمن مركزى




الحلقة رقم (1)



المشهد الأول : فى أحد ميادين القاهرة الكبرى يخرج صلاح وفتوح من مقر الشركة التى يعملان بها فيجدا جميع الشوارع مغلقة بقوات الأمن المركزى لتفريق المظاهرات التى أندلعت فى القاهرة بمناسبة يوم الغضب ..



- شايف المظاهرة كبيره قد أيه يا فتوح.. بينا نتفرج عليها



- مظاهرة أيه وزفت أيه يا عم صلاح قول ياباسط أنا ماليش ولا فى المظاهرات ولا الأعتصمات الواحد كده كافى خيره شره ومالوش دعوة بالحكومه وأبعد عن الشر وغنى له ياعم .. وبنقول يا حيطه دارينا خلينا نربى العيال



- ياعم تعال وبلاش جبن هو حد قالك تعال أهتف معاهم أو أمشى وراهم أحنا حنقف نتفرج وبس ( صلاح يقبض على ذراع فتوح ويجذبه فى أتجاه المظاهرة )



- سيب أيدى يا صلاح خلينى أروح أنا تعبان ومهدود من الشغل ومش ناقص مشاكل .. دولت شويه عيال من الجامعة عايشين فى مية البطيخ ولا دريانين بالدنيا.. كل واحد فيهم ناحل وبر أهله من مصاريف وأكل ولبس ومرعة وقلة صنعة وماشيين وراء ناس بتوجههم لمصالحها .. سيبنى وحياة أبوك يا أبو صلاح



- حترّوح أزاى يا جدع أنت .. ما أنت شايف ولا أتوبيسات ولا عربيات ماشيه فى الشارع غير أن الشوارع الفرعيه متقفله بالبوليس والأمن المركزى حتروح فين



- طب خلينا نتفرج من هنا بلاش نقرب منها عشان خاطرى



- ماشى ياسى فتوح أهى المظاهره جايه ناحيتنا ولا حنروح ولا حنيجى



- أنا مش عارف عاجبك أيه فى أللى العيال ده بيعملوه والبهدله أللى بيشفوها



- يا عم فتوح العيال أللى مش عاجبينك دول بيعبروا عن رأى الجماهير ورأى الناس فى أللى بيحصل فى غزه والأرض المحتلة والبوظان أللى مالى البلد



- تانى غزه والفليسطينيين مش كفايه أللى نابنا من تحت راسهم طوال الستين سنه أللى فاتوا والحروب والدم والشهداء والتجويع والأحتلال ماحدش أتبهدل وذاق المُر والمَرّار أكثر من الشعب المصرى



- ده قدرنا يا عم فتوح ومصر هى الدوله الأم لكل العرب ومن غيرها لا تقم للعرب قائمه



- لا ياشيخ يعنى مكتوب علينا الغُلب وغيرنا قاعد مبسوط ومتهنى وما نخدش منهم غير الجعحعة الفاضيه فى الفارغة والمليانه ..أمبارح كنت بتفرج على التليفزيون الراجل فى قناة الجزيرة مفيش على لسانه غير مصر عملت ومصر سوت وطلعنا عملاء للأمبريالية والصهيونيه.. مايبصش هو لبلده ويشوف أن أكبر قاعده عسكريه فى الشرق موجوده على أرضهم.. أنما تقول أيه أستهبال ممكن.. أستطناع.. تخليص تار بايت غِيِِرَه وحقد ماتعرفش .. أسكت يا صلاح أحسن الواحد أتفلق من العالم دى



- شايف يا فتوح المظاهرة كل ماده عماله تشد وتزيد وداخلين ناحيتنا والأمن المركزى بيهجم عليهم ورافعين الخرزانات ( يشهق فتوح من الرعب ويفلت من ذراع صلاح ويجرى ليحتمى بمدخل أحدى العمارات فينادى عليه ولا مجيب فقد أختفى )



يدخل فتوح من باب العمارة فتتلقاه عصى الأمن المركزى المتمركزين أمام باب العمارة فيخر جريحا وهو يتألم من قسوة الضرب ويغمى عليه وتدوسه أقدام الجنود الذين أندفعوا لتفريق المظاهرة



المشهد الثانى : فى عنبر للجرحى والمصابين فى المظاهرة يقف على الباب أثنين من رجال الشرطة.. يسمحوا بدخول الزوار بعد الأطلاع على تصريح الزيارة



يفيق فتوح فيجد نفسه فى المستشفى وحوله ناس لا يعرفهم منهم سيده تجلس بجواره وهى تبكى وشاب وشابه فى مقتبل العمر وهما فى هلعٍٍ وحزن يبدو فى عيونهم وهم يقبّلون يده ويمسحون قطرات العرق عن جبهته



فتوح وهو مستغرب ويتكلم بوهن : أنتم مين وأنا بأعمل أيه هنا



ترد عليه السيده وهى تبكى : أنا عطيات مراتك يا فتوح ياحبيبى مش عارفنى



- عطيات مين .. أنتِ مراتى أنتِ .. أمتى وفين حصل الكلام ده أنا أول مره اشوفك ياست أنتِ ..ومين العيال دى أوعى تقولى أنهم عيالى



- دى أنجى بنتك وده على أبنك يا فتوح



- فتوح مين ؟؟



أنجى : أنت فتوح يا بابا .. بص لى كويس يا عم فتوح وركز متقطعش قلبنا



الحلقة رقم (2)



بداية رحلة التوهان



فتوح وهو يحدق في زوجته وأولاده : مش فاكر أنى شوفتكم قبل كده .. قوموا لو سمحتم لأنى دماغى بتوجعنى وعايز أنام شويه ( يضع يده على رأسه الملفوفه بالشاش وهو يتوجع من الألم فيسرع أبنه لأحضار الطبيب المتابع لحالته )



الدكتور : مالك ياعم فتوح حاسس بأيه



- دماغى حتتفرتك يادكتور



- معلش شويه كده وحتبقى كويس بعد الحقنه دى..( يقوم بحقنه ويتوجه بالكلام لزوجته وأولاده )



- أتفضلوا أنتم ياجماعة لأنه أخد حقنه حتخليه ينام سبع ساعات فما فيش داعى لوجودكم هنا دلوقتى



عطيات : بس يادكتور ده مش عارفنى ولا عارف ولاده ولا عارف أسمه



الدكتور : أنت ماتعرفيش أن جوزك قعد فى غرفة العمليات خمس ساعات على ما وقفنا النزيف وعمليات التربنه أللى عملناها .. الراجل ده أنكتب له عمر جديد.. وفقدان الذاكره حيكون بصوره مؤقته لحد مايتجاوز مرحلة الخطر وهو ونصيبه ترجع ذاكرته بعد يوم أو أتنين أو عشره أو بعد سنوات الله أعلم ربنا يلطف بيه



تستمر عطيات فى التتردد على المستشفى لمدة عشرة أيام ومازال عم فتوح لا يتذكرها ولا يتذكر أى شيئ وفى يوم ذهبت للمستشفى فلم تجد فتوح فى سريره وبسؤال أدارة المستشفى أفادوا بأنه تم نقله إلى مستشف السجن كقرار النائب العام لأستكمال علاجه هناك لأنه من ضمن المطلوبين للتحقيق ويقال بأنه من الرؤس المدبره للشغب وقيادة المظاهرات



يقع الخبر كالصاعقة على رأس عطيات فتصرخ : فتوح جوزى أنا من الرؤس المدبره للشغب وقيادة المظاهرات .. حرام عليكم ياناس ياظلمه ده راجل غلبان وعمره ما دخل القسم ولا مشى فى مظاهرة أو حتى فى جنازه



- خلاص ياست ممنوش فايده ..ألحقى شوفى له محامى يحضر معاه جلسات التحقيق بدل مايروح منك خالص



تلطم على وجهها وهى تولول وتدعى على المفترى وأبن الحرام



التحقيق



المشهد الثالث : بمقر النيابه حيث يجرى التحقيق مع فتوح بحضور محاميه



وكيل النيابه : أنت ياسيد فتوح متهم بقيادة المظاهرات ومحاولة قلب نظام الحكم وأتلاف الممتلكات فما هو قولك فيما هو منسوب أليك أتفضل جاوب



ينظر فتوح حوله ولا يرد فيشخط فيه وكيل النيابه فيرد عليه : حضرتك بتوجه لى الكلام ولا فتوح



- مش أنت يابنى آدم.أسمك. فتوح سيد فتوح الموظف فى شركة البطوطى للبطاطين



- لا .. - أومال أنت مين ؟؟



- مش عارف أنا مين ممكن حضرتك تقولى أنا مين



يتدخل المحامى : أطلب من عدالة سيادتكم بالأفراج عن المذكور لأستكمال علاجه



لأنه كما يبدو أمامكم و نتيجة الضرب بخيرزنات الأمن المركزى فقد الذاكره ولا يستطيع الأدلاء بأقواله



- حنشوف الكلام ده يا أستاذ بعد عرض الشريط الفيديو الوارد من مباحث أمن الدوله لعله يتذكر ماحدث .. أثبت عندك وتم فك الحرز المرفق بأوراق التحقيق وهو عبارة عن شريط فيديو بأحداث مظاهرة 6 أبريل المسماه بيوم الغضب .. أدخل الشريط فى الفيديو وأقعد يا أستاذ أتفرج



( يدور الشريط وتظهر صورة صلاح وفتوح وهم يقفان فى ميدان عرابى وهم يتكلمان وبدون صوت.. وصورة فتوح وهو منفعل ويشير ناحية المظاهرة ثم وهو يجرى ليختبئ فى مدخل العمارة )



وكيل النيابه : أيه رأيك يا استاذ فتوح فى أللى شوفته



فتوح : انا عايز أسأل حضرتك هو مين أللى كان واقف معايا وأنا بكلمه وبيشدنى من دراعى ده



- هو ده السؤال الأول أللى حتجاوب لنا عليه



- الشخص ده أنا أول مره أشوفه أنا مش فاكر حاجة خالص



المحامى : يا سيادة الوكيل واضح جدا بأن موكلى لا يتذكر اى شيئ



وكيل النيابه :خلاص ياسيدى يعرض السيد/ فتوح السيد فتوح على الطبيب الشرعى لأثبات أن المذكور فاقد الذاكرة أو من عدمه ويجدد حبسه لمدة 3 أيام على ذمة التحقيق ولحين ورود تقرير الطب الشرعى ويراعى التجديد فى الميعاد
الحلقة رقم (3)


محمود بيه

يتم الأفراج عن فتوح من السجن بعد أن تبين للنيابه بأنه ليس هو الشخص المطلوب

وكيل النيابه : مبروك يا أستاذ فتوح أفرج عنك بضمان وظيفتك أتفضل خد أمر الأفراج علشان تروح تستلم بطاقتك ومتعلقاتك وترجع بيتك

- فتوح مين؟؟ وبيت ايه ؟؟ أللى أرجع له تانى أنا مش عارف حاجة ياباشا

- ييه.. يا عسكرى ياللى بره ..خد الأستاذ فتوح وأطلع بيه على الأدارة لتوصيله بمعرفتهم لبيته .. مع السلامه يا فتوح أفندى

يخرج فتوح بصحبة العسكرى ويمشى معه ليصل لمكتب المسؤل بالنيابه ليتم أخلاء سبيله وأرساله بمندوب إلى بيته فيأمره بتركه أمام الباب لحين النداء عليه.. يظل عم فتوح جالس القرفصاء أمام باب المكتب لعدة ساعات وهو يشاهد ناس بتدخل وناس بتخرج ولا أحد بيسأل فيه جاع وعطش ونداء الطبيعة يناديه فما كان منه ألا أن قام يبحث عن دورة مياه

وعندما عاد لمكانه وجد باب الغرفه مفتوح ولا يوجد بداخلها أحد فسأل أحد الجنود ..هو البيه أللى جوه المكتب ده راح فين

العسكرى : قصدك محمود بيه .. روّح ولسه نازل دلوقتى ممكن تحصله على السلم ( يجرى فتوح على السلم وهو ينادى محمود بيه.. محمود بيه ..حتى وصل إلى الدور الأرضى وهو ينادى فأشار أحد الجنود بأنه يمكن أن يلحقه على البوابه فيجرى فى أتجاه البوابه وهو ينادى ..فيقول له حرس البوابه بأنه خرج من لحظات وهو يركب العربه الجيب أللى بتجرى قدامك دى يخرج من البوابه ويجرى خلف السيارة وهو ينادى حتى أختفت من أمام ناظره فيجلس فى الأرض وهو محطم يائس.. فماذا يفعل الأن وهو لا يعرف له اسم او عنوان فلا بد أن يرجع لمبنى النيابة مرة أخرى لعل أحد يدله ويعطيه عنوان منزله ويستلم بطاقته وأوراقه والمبلغ الموجود فى الأمانات

يدخل على البوابه التى خرج منها منذ دقائق فيتم أيقافه

- أنت رايح فين يا جدع أنت

- أنا عايز أقابل المسؤل هنا ..ورقى وبطاقتى عندكم

- أبعد يا جدع أنت .. أبقى تعالى الصبح ونخليك تقابل أللى أنت عايزه مفيش حد موجود دلوقتى كل الناس روحت

- يعنى أيه مفيش حد هنا.. أروح فين وأبيت فين دلوقتى

- ياعم روح ماطرح ماطروح أنت حتوجع دماغنا .. أمشى بقى لأحسن نحبسك

- أنا يابنى بقى عايز أتحبس

- ياعم روح الله ما يسيئك.. أبعد من هنا أحسنلك

- لا بقى أنا مش منقول من هنا هات أجعص جعيص عندك وآدى قاعده

- يا عم الحاج قوم من هنا أحسن لك.. أحسن مش حيحصلك طيب

- مش قايم ورينى حتعمل أيه

- مش عارف أيه البلاوى دى بتتحدف علينا منين .. قوم ياعم فى عرضك ربنا يهديك وتعال الصبح عشان خاطرى بدل ما أخد جزاء من تحت راسك

- مش قايم ورينى حتعمل أيه

العسكرى يقوم بالأتصال بحكمدار البوابه : يا حصول حسن تعال لو سمحت فيه راجل مجنون قاعد على البوابه ومش عايز يقوم وعايز يقابل محمود بيه أو أى مسؤل – طب أقفل أنا جاى أشوفه

يجذب الصول حسن فتوح من لياقة الجاكته ليقف أمامه والأخير يرفض أن يتحرك من مطرحه

- قوم ياراجل أنت وألا قسما عظما حبعت أجيبلك بتوع السرايا الصفراء يشلوك

- هات أللى تجيبه أنا مش منقول من هنا.. حروح فين أنا لا عارف بيتنا ولا عارف أسمى ولا معايا بطاقه وكل ده موجود عندكم عند محمود بيه بتاعكم

- ماشى يا عم المجنون.. يظهر أن مخك ضارب فعلا.. أنت الجانى على نفسك

يغيب بالداخل الصول حسن ويتصل ببوليس النجده ويخبرهم بوجود مجنون أمام بوابة نيابة أمن الدوله العليا .. وبعد دقائق تحضر عربة بوليس النجده للقبض عليه وتتجه به لقسم المعادى ليوضع بالحجز فى أنتظار العرض على الضابط النوبتجى

المشهد الرابع : فى قسم البوليس يقف فتوح أمام ضابط برتبة ملازم لأخذ أقواله

الضابط : اسمك وسنك وعنوانك

فتوح : ما أعرفش .. يعنى أيه ماتعرفش أكلم أحسن لك أنا مش ناقص جنان وألا حعرفك أزاى تتكلم

فتوح : أحلف لك بأيه ما أعرفش أنا كل أللى فاكره أنى كنت محجوز فى المستشفى وطلعت منها على السجن ومن السجن على النيابه أللى أفرجت عنى وأخدنى عسكرى وقعدنى قدام مكتب وسابنى ومشى وقاللى حيندهوا عليك دلوقتى علشان يدوك بطاقتك وفلوسك وعنوان بيتكم فضلت قاعد ويادوبك روحت دورة المياه ورجعت لقيت الأوضه فاضيه.. سألت الناس اللى هناك قالوا لى ورقك عند محمود بيه أللى خرج دلوقتى فضلت أجرى وراه ما حصلتوش فرجعت تانى النيابه وحضرة الصول اللى على البوابه رفض يدخلنى فقعدت قدام الباب لحد ما تشوفوا لى حل وآدى كل الحكاية ( ينظر أليه الظابط وهو مندهش هل يصدقه أو يكون الراجل ده مجنون حقيقى أو يخلى سبيله ويتحمل مسؤليته ..فيقوم لرئيس النوبتجيه ويحكى له ما حدث وكيف يتصرف )

رئيس النوبتجيه : بقولك أيه أرميه فى الحجز وبكره يتعرض على النيابه العامه وأكتب الكلمتين أللى قالهم فى مذكرة العرض ..والنيابه هى تتصرف.. تفرج عنه.. تبعته مستشفى المجانين تأمر بحبسه .. هم حرين يعملوا فيه أللى يعملوه يا أخى

الحلقة رقم (4)

مباحث أمن الدوله والشيخ رفاعى

فى اليوم التالى يتم عرض فتوح على النيابه العامه ومعه مذكرة قسم الشرطة

وكيل النيابه : أسمك وسنك ووظيفتك ومحل أقامتك

فتوح : تانى نقول ثور يقولوا أحلبوه .. أنا نفسى ياناس أعرف أنا مين وأسمى أيه وساكن فين وأيه أللى جابنى عندكم ..ححكيلك ياباشا من الأول صلى على النبى.. وكيل النيابه : عليه الصلاة والسلام أحكى ياسيدى وسمعنا

فتوح : من الأخر وعلشان مطولش عليك أنا أنسان فاقد للذاكره والطبيب الشرعى بتاعكم أثبت ذلك ونيابة أمن الدوله أفرجت عنى وبعتتنى مع عسكرى للأدارة عشان يدونى ورقى وبطاقتى وعنوان بيتنا .. وعلشان حظى الأسود البيه روح ونسانى فجريت وراه ومحصلتوش فرجعت لهم تأنى قاموا أفتكرونى مجنون وودونى القسم بييّت فيه ليله وحولونى على سعادتك علشان تشوفلى حل

وكيل النيابه : فهمت ياسيدى ( يرفع سماعة التليفون ويتصل بنيابة أمن الدوله ويحكى لهم قصة فتوح ويستفسر منهم على صحة كلامه يبدو على وجهه الأمتعاض والحيره ويضع السماعة جانبا ويوجه كلامه لفتوح : ما حدش عارف حاجه عنك فى أمن الدوله

فتوح : طب والعمل ياباشا

- العمل عمل ربنا ..خمس دقايق وحرجعلك تانى

يغيب عند رئيس النيابه ويرجع وهو ينفخ ويجلس على مكتبه ويكتب فى الأوراق التى أمامه وينادى على العسكرى الذى بالخارج

- خد الراجل ده وأرجع بيه القسم تانى وخلى رئيس المباحث ينفذ التأشيره الموجوده على المذكره .. أتفضل يا عم فتوح

- يخرج فتوح وهو يضرب كفا بكف ولكنه مطمئن فسوف يجد مكان يبيت فيه بدلا من النوم فى الشوارع والضياع .. ويعود ليدخل الحجز من جديد فى أنتظار تحريات المباحث لمعرفة شخصيته

فى اليوم الرابع يتم عمل فيش وتشبيه وأخذ بصماته للبحث عنه ضمن المجرمين والهاربين والغائبين المسجلين فى أدارة البحث الجنائى .. فلم يستدل عليه وتمر الأيام وتأخذ له صوره لتوزيعها على الأقسام ومباحث أمن الدوله فتأتى أشاره مستعجله بتسليم المذكور فورا لها لأنه جارى البحث عنه ..فيخرج معه مندوب وفى يده الكلبشات للعرض على مباحث أمن الدوله .. يدخل به المندوب على أحد الضباط الذى يرتدى الملابس المدنيه فيرحب به أحسن ترحيب وهو مبتسما أبتسامه عريضة ويأمر العسكرى الحرس فى فك قيوده ويطلب من فتوح الجلوس

الضابط : أهلا وسهلا بك يا شيخ رفاعى.. حلقت ذقنك ليه ياراجل دى مش سُنّه

فتوح وهو مستغرب : رفاعى مين !! أنا أسمى الشيخ رفاعى وكنت مربى ذقنى وحلقتها جديده دى ..يجوز ياباشا .. بس تصدق وتآمن بالله أنا ولا فاكر حاجة

- أستهدى بالله كده يامولانا وأقعد كده أشرب ينسون الحكومة أللى بتحبه ونقعد ندردش وأن شاء الله خير .. يرن الجرس فيدخل العسكرى مهرولا : تمام ياباشا ..

- ينسون هنا بسرعة لمولانا الشيخ رفاعى

فتوح : مابحبش الينسون ياريت تكون حاجة صاقعة وسندوتش.. ماشى يامولانا

يجلس الضابط على مكتبه ويفتح ملف أمامه ويتصفحه ويخرج منه صوره فوتوغرافيه لرجل ملتحى شديد الشبه لفتوح ويضعها أمامه

- دى مش صورتك وأنت مربى ذقنك يا سيدنا

ينظر فتوح فى الصوره ويتأملها جيدا ويضعها جانبا وهويتعجب

- شوف ياباشا أنا حاليا فاقد الذاكره ومش عارف أنا مين يجوز أكون الشيخ رفاعى وأنا مش واخد بالى وممكن أكون عمرو أو زيد أو حسنين

- لكن صورتك أللى عندنا بتأكد أنك الشيخ رفاعى من أمراء الجهاد الأسلامى فى الصعيد وعضو الجناح العسكرى والمتهم الأول فى قضية حرق محلات الفيديو والسطو على محلات الذهب فى أسيوط

- يا صلاة النبى كده نبقى وصلنا لحبل المشنقة

- والله بأيدك تلف حبل المشنقة حولين راقبتك أو تفكه لو شغلت مخك معانا

- أزاى يعنى أشغل مخى.. مش لما يكون فيه مخ أصلا

- يعنى تدلنا على أفراد التنظيم وأماكنهم والرؤوس الكبيره بتوع الجماعة ومين أللى بيمولكم وأوعدك أننا حنحميك ونعتبرك من التائبين وتخرج من هنا زى الفل

- أنا مستعد أنفذ أللى بتقول عليه ياباشا بس عالجنى الأول علشان ترجع لى الذاكره وأفتكر أساميهم وعنوانينهم وكل أللى طالبينه .. ياباشا أنا مخى أتمسح وبقى عامل زى الورقة البيضا ..ومش عارف أصلا أنا مين

- نفسى أصدقك لكن الكلام أللى مكتوب هنا بيقول أنك ذكى جدا وحويط جدا ومش حينفع معاك غير جهاز كشف الكدب أتفضل معايا..
الحلقة رقم (5)


جهاز كشف الكدب

يوضع فتوح على جهاز كشف الكدب ويبدأ أستجوابه بواسطة الخبراء

المحقق : أسمك وسنك

فتوح : ما أعرفش.. ساكن فين ..ما عرفش ..عندك كام عيل ..ما عرفش .. أنت عضو فى جماعة الجهاد ما عرفش .. ما عرفش.. ما عرفش.. ما عرفش

يتوقف المحقق عن الأسئله بأشاره من مشغل الجهاز فيترك فتوح ويخرج من الغرفه – أيه النتيجة يادكتور

- الجدع ده باين عليه يا فاقد للذاكره فعلا .. يا مدرب جيدا على أسلوب خداع جهاز كشف الكدب .. الواضح أمامى أنه مابيكدبش ومابيعرفش حاجه خالص

يصحب الضابط فتوح ويخرج به من الغرفه ويتم تسليمه لأحد العساكر ليوضع فى الحجز لحين الوصول لحل لمشكلته

يعرض الضابط تقريره على رؤسائه ويترك لهم حرية التصرف بعد أن أرفق رأيه فى التقرير ..يوافق المدير على رأى الضابط وهو تسليم فتوح لأهله فى أسيوط مع وضع رقابه مشدده عليه للوصول إلى عناصر التنظيم السرى

يخرج فتوح بصحبة حرس خاص لتسليمه فى نيابة أمن الدوله بأسيوط ومعه قرار بالأفراج عنه وتسليمه لأهله

يصل فتوح بالقطار إلى محطة أسيوط فيجد العشرات من الأخوة الملتحين فى أستقباله ويقف أعداد أخرى منهم أمام النيابه وهم يهتفون: الله أكبر الله أكبر ظهر الحق ...وبعد الأجراءات يتم تسليم فتوح لأبن عمه الشيخ مجاهد

وكيل النيابه : أمضى هنا يا شيخ مجاهد بأستلام أبن عمك الشيخ رفاعى

ينظر الشيخ مجاهد لفتوح وهو يبتسم بخبث ثم يقبل عليه ويحتضنه : حمد لله على السلامه ياواد عمى.. بينا نقوم تشوف أهلك وناسك أللى مستنيينك على شوق .. كفاره ياراجل ماكناش عارفين فين أراضيك.. متشكرين يا سيادة الوكيل ..يمضى على الأوراق ويأخذ فتوح تحت أبطه وهو يمشى معه وهو مذهول ولا يعرف تفسير مايحدث أمامه.. ويحدث نفسه :معقول أنا كنت عايش هنا فى الصعيد أومال لهجتى وكلامى مش زيهم ليه .. مش مهم طالما وجدت لى أهل وناس وأسم

يخرج من النيابه فيقبل عليه الأهل والمريدين وهم يقبلون يده وبين عينيه بحب وحرارة وهو كالتمثال الثلجى لا يصدر منه أى أنفعال أو تجاوب ويسمع أحدهم وهو يكلم زميله : الشيخ رفاعى أتغير خالص صوته وشكله وهيبته ومنظره

الأخر : ياولدى ربنا يتولاه أكيد من أللى شافاه من تعذيب فى المعتقل ربنا كبير قادر على كل ظالم .. ولا حول ولا قوة ألا بالله

يركب فتوح مع ولاد عمه العربات البيجو والميكروباسات الموجوده بالخارج ويتجه الركب بهم إلى قريتهم فى ديروط وبمجرد دخولهم القريه تسمع طلقات النيران من الرشاشات والزغاريط فى كل أنحاء القريه أحتفالا بخروج شيخهم وكبير بلدهم من المعتقل

تتوقف السيارات أمام دوار كبير فى وسط القريه وينزل الشيخ مجاهد ويأمرالناس بالأنصراف الأن فالشيخ رفاعى مجهد ويحتاج لراحة وعندما يسترد عافيته سيستقبلهم جميعا فى مسجد القرية .. ينصرف الجمع الغفير فمنهم غير مصدق بأنه الشيخ رفاعى ومنهم من يؤكد بأنه هو بعينه ولكن التعذيب وحلاقة ذقنه ولبسه لبس الأفنديه هو الذى غير من شكله وهيئته

يدخل فتوح والشيخ مجاهد الدوار فتندفع السيدات والبنات والأولاد للتسليم عليه وتقبيله فيمنعهم الشيخ مجاهد بصوته الجهورى

- أبعدى ياوليه أنت وهى ماحدش يجرب منه وألا حطخه فى نفوخه الراجل تعبان ومحتاج ينام شويه .. وأنت يا صابرين يا أختى حضرى الحمام وهدمه لدوزك وهاتى لنا الأكل فى أوضة الضيوف

تقف صابرين وهى متردده وتبحلق فى فتوح وتدعك فى عينيها وتهمس فى أذن الشيخ مجاهد : مين الراجل ده يامجاهد ياخويا .. ده مش الشيخ رفاعى

- أكتمى خالص جبر يلمك وأوعى تجيبى السيره دى قدام حد وألا قسما عظما لطربج الدار عليكى وعلى عيالك .. أنجرى بسرعة أعملى أللى بجولك عليه ولينا كلام بعدين

الحلقة رقم (6)

رفاعى الحقيقى

يجلس فتوح أمام صنية الطعام التى أعدتها صابرين وشهيته تفتحت بعد أن أستحم وأرتدى الملابس الصعيديه وأمامه الشيخ مجاهد

- بسم الله ياشيخ رفاعى حاجة كده على ما قسُم فراخ وبط ولحمه عمرك مادقتهم فى المعتقل .. كُل ياراجل وبر نفسك

فتوح وهو يلوك الأكل فى فمه بشراهة : ألا قولى ياشيخ مجاهد أنت متأكد أننى الشيخ رفاعى وأن الست أللى بره دى مراتى والعيال أللى ماليه الدار دى عيالى

- متأكد.. وألا متأكد دى ..جرالك أيه ياشيخ رفاعى كُل أومال ومتسألش

- يا عم مجاهد أنا راجل فاقد الذاكره وما عرفش أنا مين وأسمى أيه وأيه أللى بيحصلى .. لو تعرف قوللى وحياة أبوك أنا تعبت

- يعنى لو عرفت حتصدق.. أنت بجى الشيخ رفاعى بشحمه ولحمه وأللى يقول غير كده يبجى مايعرفش حاجة .. بلاش تصدقنى .. مش مصدق الحكومه كمان أللى جابيتك لحد هنا .. كُل كُل بكره لما تنام وتستريح تبجى كويس وزين.. وعشان ماحدش يتعبك.. ويضايقك لعب العيال ودوشتهم حخدك معايا تبيت فى دارى كام يوم لحد ماتبقى كويس نبجى نرجعك دارك .. بطلت أكل ليه .. أياك يكون الوكل مش عاجبك عاد .. ولا واخد على أكل السجن

- خلاص أنا شبعت فين الميه أغسل أديا

- تعال معايا.. الدار باينها أصبحت غريبه عليك ياولد عمى ..ألا قولى دماغك أللى مسحوها المفتريين الظلمه مسحوا منها كلام ربنا كمان

- أهى دى لأ ..جميع سور القرأن أللى كنت حافظها قاعده زى ماهيه ودى كانت سلوتى فى الهم أللى كنت فيه

- ماشاء الله وحافظ كام سوره على كده

- جزأ عمّ ونص الجزأ الأول

- عال ..عال.. خد الفوطه نشف أديك ويلا بينا فى الدار عندى نشرب الشاى وندردش لحد ما تنام .. دارى لطع فى داركم

يجلس فتوح والشيخ مجاهد فى المندره وهم يشربون الشاى ويتحدثون ويثرثون ويحكى ماحدث له حتى وصل لهم وهو يجيل بنظره بالمكان ويحاول أن يتذكر أى شيئ ولكنه لا يستطيع والأبتسامة تزداد أتساعا على وجه الشيخ مجاهد ولا يعلق وعندما دخل الليل أحس بصوت حركة غير عاديه بالخارج ويدخل عليهما رجل ملُثم ويلقى السلام ويجلس بجوار الشيخ مجاهد وعينه لا تنزل من على فتوح وكل فتره يميل على أذن الشيخ ويهمس فى أذنه فيستغرب فتوح ويسأله

- ما عرفتناش بالأخ أللى مخبى وشه ياشيخ مجاهد

- حتعرفه بعدين وكل وجت وله أذان مستعجل على أيه

- ماهى حاجة تمخول واحد مغطى وشه زى قطاعين الطرق هو فيه أيه ياشيخنا

- عايز تعرف مين ده ضرورى ولا تستنى شويه لما تاخد علينا .. هات المصحف من عندك ياولد عمى .. أحلف على المصحف ده أنك تحفظ السر أللى حنقولك عليه ولو فتحت خشمك لأى مخلوق مفيش غير طلقة فى دماغك بعشرة صاغ

- من غير طلقة ولا حلفان سركم فى بير ياشيخ مجاهد

الشيخ مجاهد يرفع الكوفيه التى يغطى بها الضيف وجهه : أللى قدامك ده الشيخ رفاعى الحقيقى أللى بعتاك المباحث علشان تقبض عليه وتكشف سره

يقف الأثنان أمام بعضهما وهما ينظران لبعض مره ولأنفسهما مرة أخرى ويتعجبان ولا يتكلم فتوح وهو فاتح فمه بأستغراب

فتوح : مش فاضل غير يبقى لى دقن وأبقى صورة طبق الأصل منه ياشيخ مجاهد

مجاهد : أنت أكبر خدمه قدمتها لينا مباحث أمن الدوله .. بعد ما دقنك تكبر وتربيها زيه حترحل من هنا .. ويرجع رفاعى الحقيقى لداره ولعياله ولمراته وما نقدرش نعمل الحكاية دى دلوقتى لأن العينين علينا كان ممكن الشيخ رفاعى يحلق دقنه دلوقتى ويبقى شكلك لكن حنسيبك أنت تمثل دوره لحد ما نشوف المباحث ناوية تعمل أيه وبعتاك لينا ليه .. فاهم

فتوح : فهمت ياشيخ مجاهد .. سركم فى بير وأللى عايزينه حعمله بالحرف لكن ليه رجاء يا عم الشيخ أنك تدور لى عن أهلى وناسى وترجعنى لهم وتبقى خدمة قصد خدمه

رفاعى : لك حق يا سيدنا الأفندى أللى يعمل معانا واجب ويخلص لنا عمرنا ماننسى جميله ونشيله فوق راسنا ومن بكره حندور لك على أهلك خده ياشيخ مجاهد بكره وأعمله تصويره فى البندر وهات نديها لرجالتنا من الأخوة والأخوات يدوروا على أهله فى مصر كولتها من قبليها لبحريها أستريحت يا أستاذ

فتوح : أنا فاكر أنى لما كنت فى المستشفى بتعالج فى مصر كان فيه واحده ست بتجيلى هى وعيالها أسمها عطيات وبتقول أننى جوزها وكانت بتنادينى بأسم فتوح ولكن بعد كده ماشوفتهاش لأنى ضعت بين الأقسام والنيابات

رفاعى : كلام زين وفرت علينا البحث ونبتدى من القاهرة .. حاول تفتكر أى معلومات تانيه عن الست دى

- مش قادر دلوقتى وكل مأفتكر حاجة حقولكم

الشيخ مجاهد : قوم ياعم فتوح أستريح وبكره الصبح حرسيك على كل حاجة وأنت ياشيخ رفاعى ماتهوبش ناحية دارك زى ما أتفقنا لتبوظ كل الترتيبات

تصبحوا على خير .. قوم يارفاعى أرجع للجبل قبل النهار يطلع

الحلقة رقم (7)


خطة الشيخ مجاهد

تتوطد العلاقة بين فتوح والشيخ مجاهد وهو لا يألوا جهدا فى راحته ولكنه أحس بأنه قد أنتقل من سجن حكومى إلى سجن جديد بدون قضبان وسجانه هو الشيخ والأخوة والمريدين فلا يستطيع أن يتحرك خطوة واحدة خارج البيت

أقصى مكان هو المضيفه والجلوس أمام الدوار فى الليل وهو يتحمل لدغات الناموس المتوحش.. وفى أحد السهرات يفضى فتوح مابنفسه للشيخ مجاهد

- أنا زهقت ياشيخ مجاهد من القاعده وتعبان ونفسى أشغل وقتى بدل القاعده دى أللى منهاش فايده .. عايز أخرج ألف فى البلد أشم هواء أغير مناظر بدل الحبسه

- كل شيئ بأوانه يا واد عمى .. الناس كلها دلوقتى عارفه أنك مريض وما بتخرجش من الدار لحد ما تتعافى وبعدين أحنا عاملين حسابنا لحد مادقنك تتطول حترحل من هنا وأللى حينزل ويلف فى البلد هو الشيخ رفاعى الحقيقى

- ياعم الشيخ أنا بقى لى شهر هنا ومفيش حس ولاخبر عن بحثكم عن أهلى وناسى هل حقضى عمرى هنا معاكم

- يا فتوح أفندى أن الله مع الصابرين وولادنا بيدوروا على أهلك مش ساكتين وبعدين لو على الزهق ياسيدى ممكن نجوزك واحده من الأخوات تسرى بيها عن نفسك وتنشغل بيها شويه على بال ما نلاقى أهلك قولت أيه

- يا عم الشيخ أتجوز أيه بس هو أنا حلتى اللضى ده أنا قاعد عواطلى ولا شغله ولا مشغله تقدر تقوللى حصرف عليها منين ولا حعيشها فين

- أولا ما تقولش على نفسك أنك عواطلى لأنك بتشتغل وبتقدم أكبر خدمة للدين وللجهاد فى سبيل الله

- ياشخ مجاهد قعدتى فى البيت زى الولايا وتمثيلى لدور الشيخ رفاعى بتسمي ده شغل وجهاد فى سبيل الله

– أيوه شغل وجهاد عظيم ومكافئة لك حنجوزك واحده من الأخوات الأرامل ودى كانت زوجه شهيد من الجماعة .. أنتظر يومين كمان وحنعقد لك عليها وتاخدها وترحل بيها هى وعيالها لبلدها فى المنيا تعيش بيها هناك ومصروفكم حييجى لكم اول كل شهر بشرط أنك تنفذ كل طلبتنا وحنفتح لك دكان فى بلدها سبوبه تاكل منها عيش بالحلال كل شيئ مترتب مالكش دعوة أنت

- جواز ورحيل من هنا.. أن جيت للحق أرحم من الحبسه ياشيخ مجاهد .. طب أحكى لى على العروسه ياعم الشيخ ظروفها شكلها معاها كام عيل وهل هى موافقه على كده كبيره ولا صغيره حلوة ولا مش قد كده

يضحك الشيخ مجاهد ويضرب برفق على ظهر فتوح : ماتخافش العروسه مليحة جوى لما حتشوفها حتعجبك ..ومعاها عيلين بس.. وكفايه ياراجل أنك حتتجوز مرات شهيد وما عندناش ست بتتشرط زى بتوع البندر يافتوح أفندى.. نام أنت وعلى ربك التساهيل

- طب سؤال ياشيخنا حتجوزها أزاى وأنا ما عنديش بطاقة

- ماتشلش هم الموضوع ده كله معمول حسابه ..من بكره حيكون عندك بطاقة جديده بأسم جديد وسكن جديد أصبر على رزقك

- دلوقتى المباحث بتدور على الشيخ رفاعى الحقيقى يعنى لو قبضوا عليا فى المنيا حتعمل أيه

- يقبضوا عليك أزاى يا فتوح أفندى وقدامهم هنا الشيخ رفاعى نفسه وبعدين ياسيدى أنت حتحلق دقنك وشعرك وتربى شنبك زى الأفنديه ومعاك بطاقة بأسم تانى وحتعيش فى المنيا بلد مراتك وماحدش حيعرفك بعد كده الصعيد واسع ياولد

- أمرى لله ياشيخنا بس أنا قلبى حاسس ولا بلاش

- قول ماتخبيش يا فتوح أحنا بينا عيش وملح

- بالعربى كده أنا خايف لأنكشف وتقبض عليا المباحث وأشيل الليله كلتها وبلاوى الشيخ رفاعى وأروح على المشنقه عدل

- قول لن يصيبنا ألا ماكتبه الله لنا .. تصبح على خير

الحلقة رقم (8)

دخلة فتوح على نجاة

وبعد صلاة العصر يحضر الشهود والعروس وهى منتقبه ولا يظهر غير عينيها الحائرتين وبعد قليل يحضر المأذون برفقة الشيخ مجاهد ليبدأ أجراءات العقد

فتوح : أستنى يا شيخ مجاهد ما تكتبش عايزك فى كلمتين لوحدينا

مجاهد : خير يا فتوح أفندى

فتوح : فين الأول البطاقة .. أهه معايا حتخدها بعد الكتاب وكتبنا فيها أسمك فتوح عبد الحميد الفولى الوظيفه تاجر محل الأقامه قرية الشيخ فضل محافظة المنيا بلد مراتك ..تاريخ الميلاد أهه قدامك عايز أيه أكثر من كده

- طب مش أعرف الأول أسم العروسه وأشوف وشها .. عايزنى أتجوزها على المغمض ياشيخ مجاهد.. الشرع والدين بيقول كده

- ومين قال أنك مش حتشوفها يا فتوح أفندى تعال معايا ( يسير خلفه وهو يأمر الحريم بالأبتعاد وترك العروسه منفرده ويطرق الباب ثم يدخل وورائه فتوح فيجد العروس جالسه فى ركن الأوضه وهى خجلى وتنظر إلى الأرض

الشيخ مجاهد : هذا عريسك يا نجاة أكشفى وجهك يابنيتى بحق شرع الله

تكشف نجاة وجهها وتنظر إلى فتوح الذى وقف مذهولا من حسن وجهها وجمال عينيها التى بداخلها حزن دفين يخفق له القلب .. بعد أن ألتقت عينه بعينيها فشعر بقبول واطمئنان لها ووقف صامتا وهو يركز فى دقة وجمال ملامحها

الشيخ مجاهد : هيه قولت أيه يا أستاذ

- قولت على خيرة الله يامولانا .. طيب بينا نكتب العقد أتفضل أستنى فى القاعة على ما أتكلم مع العروسه وآخد رأيها

يخرج الشيخ مجاهد بعد قليل وهو يبتسم ويربت على كتف فتوح ويهنئه وهو يقول: مبروك يا عريس العروسة وافقت عليك

تتم أجراءات العقد فى هدوء وتقوم نجاة بالتوقيع على وثيقة الزواج هى وفتوح الذى يجلس وهو سعيد بهذه الزيجة التى لم تخطر له على بال .. وبعد صلاة العشاء يأمر الشيخ مجاهد فتوح ليدخل على عروسته متمنيا لهما الرفاء والبنين بعد أن أوصاه بها خيرا فهى يتميه وأنها قريبة زوجته

يدخل فتوح غرفته وقلبه يخفق وهو متردد كأنها أول مره يتزوج فيها فيجد نجاة قد أرتدت قميص نومها وفكت شعرها وكحلت عيناها وجلست على طرف السرير وهى تنظر إلى الأرض فى خجل وأمامها صنية العشاء على أرضية الغرفة فيلقى عليها تحية المساء ويجلس بالقرب منها وقد ألجمت الفرحة لسانه وظل ساكنا وتمر دقائق كأنها الدهر وهم جالسان لا يتكلمان وأخيرا تتكلم نجاة بصوت هامس : أتفضل العشاء يا أستاذ .. يتجرأ قليلا فتوح فيأخذ يدها ويجلس بها على الأرض أمام صنية العشاء وهو ينظر إليها ولا يتكلم

هى : أتفضل كُل ..الأكل ده أنا عملاه بأيدى شوف حيعجبك أكل الصعايده ولا واخد على أكل البندر

فتوح : طالما الأكل عملها بأيديكى حيبقى طعمه زى السكر .. بسم الله يانجاة

ويبدأ الأكل وهو يعزم عليها وهى تعزم عليه وتبدأ حالة التوتر تذوب بينهما رويدا رويدا فتقوم نجاة من جواره لعمل الشاى وعيناه لا تنزل من عليها وهى تتحرك جيئة وذهابا فى الغرفة لتدخل فى قلبه السور والرضا بهذه الزيجة التى لم تخطر على باله .. وتجلس بجانبه بعد أن صبت له الشاى ويبدأ بالكلام فيحكى لها حكايته بكل تفاصيلها وهى تبتسم ولا تعلق ولكنها تنظر له بين الحين والأخر فى دلال وخجل يجعله يتوقف عن الكلام وبعد أن أنهى قصته ضحكت نجاة : ما هو أنا عارفه أنك مش الشيخ رفاعى

عمى الشيخ مجاهد حكى لى على كل حاجة وعارفه أنك فاجد الذاكره وبتدور على أهلك .. قل قولى يا سى فتوح لو لجيت أهلك حتفوتنا وترجع لهم

فتوح : معرفش والله يانجاة يمكن ربنا رايد أنك تكونى عوض عن أهلى وناسى أللى مش عارفهم

- شوف ياسى فتوح أنا راضيه بنصيبى وأللى ربنا قاسمه

- ونعم بالله ما تيجى نقوم ننام ونبقى نكمل كلامنا بكره والأيام جايه كتير ياعروسه وخلينا نفرح الليله دى

- أمرك ياسى فتوح .. قوم صلى بينا ركعتين شكر لله الأول عشان ربنا يبارك لنا فى عيشتنا
الحلقة رقم (9)


حكاية نجاة

يصحو فتوح وهو يتثائب فلا يجد نجاة بجوارة فقد قامت تعد الفطار وتدخل عليه وهى مبتسمه وهى تقول: صباحية مباركه يا عريس أصحى بجى بلاش كسل

- صباح الخير يانجاة أنت صاحية من بدرى ليه يا عروسه

- حتفضل تجولى يا عروسه أحنا كبرنا على شغل العرايس ياسى فتوح

- حتفضلى كده عروسه على طول فى نظرى .. ألا قوليلى يا نجاة ولادك فين

- صبحى وصبحيه سفرتهم البلد عند أمى ولما يأذن لنا الشيخ مجاهد بالسفر حنحصلهم .. وحشونى جوى جوى ياسى الأستاذ

- هانت يا نجاة ألا قوليلى يانجاة

- جرى أيه ياسى الأستاذ صاحى مابطلتش أسئله قوم الأول خد حمامك أنا مسخنه ميه وتعال صلى الصبح ونغير ريجنا ونشرب الشاى ونتكلم براحتنا

- ماشى ياست نجاة .. يقوم وهو يتمطع وهو يقول : ياسلام ياولاد ده الجواز حلو بشكل..تدارى نجاة ضحكتها وتسرع لأحضار ملابس فتوح ليرتديها بعد الحمام

يجلس فتوح وهو يشرب الشاى مع نجاة ويضحكان سويا وتغمرهما السعادة والحب والوفاق

فتوح : عارفة يانجاة أكنى أعرفك من زمان وحاسس أن الدنيا مش سيعانى

نجاة : ووحده واحده ياسى فتوح أنا مش جد الكلام الحلو ده كله

- أنت تستهلى كل خير .. ألا قوليلى يا نجاة أنت ماتجوزتيش بعد المرحوم جوزك

تسكت قليلا وتسرح وتبدو الدموع فى عينيها فينزعج فتوح ويطيب خاطرها : أنا آسف يانجاة لو كان سؤالى زعلك وفكرك بالمرحوم

تمسح دموعها :من حجك تسأل يا استاذ أحكيلك حكايتى عشان تبجى على نور

أنا تجوزت المرحوم علوان من عشر سنين كنت بنت صغيره بحلم بالطرحة والفرح والزغاريط وكان عمرى وجتها 16 سنه وكان علوان عمره 35 سنه وكان متجوز قبل منى مرتين وعنده عيال من الأتنين نسوان أللى أتجوزهم وعندنا هنا فى الصعيد البنت لازم تسمع كلام أبوها وأمها ما عندناش بنية تعترض فأتجوزته وعاش بيا فى البلد وكان بأستمرار يغيب عن الدار بالجمعة والجمعتين

ما بعرف بيروح فين كان أهله ناس مبسوطين وعندهم عزوه وطين أشترى لي دار وسكنى فيه بعد ما خلفت العيل الأولانى صبحى وربنا كرمنى بعدها بصبحيه وتشقلبت مره واحده أحواله فربى دقنه ولبس الجلابيه القصيرة وأتلم على المشايخ والأخوة وأمرنى أنى ألبس النقاب وبدأت المشاكل تنزل على دماغنا كل يومين ييجى البوليس والمباحث يسألوا عليه وهو هربان فى كل بلد شويه وفى يوم جالى وجلى قومى يا نجاة علشان نطفش من البلد دى ونروح نقعد فى ديروط مع الجماعة بتوعنا .. جولت جماعة مين يا علوان .. جالى جماعة الجهاد فى سبيل الله .. لميت خلجاتى ومشيت معاه وعشت أسود أيام حياتى فى بيت تحت الجبل الشرقى مبنى بالحجر والدبش ولا أشوف حد ولا حد يشوفنى ما عارفه أروح كده ولا كده بعيالى بعد أن هددنى بالقتل لو أشتكيت من عيشتى وفضلنا على ده الحال سنتين أشوفه تخاطيف والجماعة بتوعه بيجبولى كل طلباتى لى وللعيال وفى يوم جالى الشيخ قرد أللى قاعد بره

فتوح : قصدك الشيخ مجاهد

- داهية تقطعه.. الراجل ده واعر جوى ياسى الأستاذ خلى بالك من نفسك لاتأمن له .. القصد جالى يوم وقالى أبشرى ربنا نولهاله علوان أستشهد وهو البوليس بيطارده فى الجبل عقبالنا كلنا صوت وصرخت ولطمت وفى الأخر أخدنى أنا والعيال نعيش عنده فى البلد وفضل يصرف علينا لحد ما فى يوم قالى أنى لازم أتجوز علشان ما يصحش أن أجعد عازبه لازمن يكون ليه رادل يتحمل مصاريفى ومصاريف عيالى يادوبك خلصت العده وقام مجوزنى لواحد من الأخوة أسمه عزازى ما جعدش معايا غير ليلتين بالعدد وأخدته الحكومه وماجاش لحد دلوقتى رفع الشيخ مجاهد قضيه وطلقنى منه المحامى اللى ماسك قضاياهم المنيله بنيله خلصت العده وجابلى واحد تانى من الأخوه يتجوزنى .. جولت له أنا أولع فى

نفسى وأموت كافره ولا أتجوز واحد من الأخوة بتوعك وأنا حاخد عيالى وأرجع بلدنا هددنى أنى مش حشوف عيالى لو مانفذتش كلامه ركبت دماغى ورفضت الجواز نهائى.. لحد ماجالى وحكالى حكايتك وتأكدت أنك مش منهم ولما شوفتك معاه حسيت أنك راجل طيب فوافقت بشرط أن أرجع بلدى فوافق على طول وأديك بجيت من نصيبى وقسمتى ياسى فتوح

- ياه يانجاة أمتى اليوم أللى نخرج فيه من تحت أديهم ونعيش بعيد عنهم

- يسمع منك ربنا ياسى فتوح

الحلقة رقم (10)

دوخة عطيات فى البحث عن فتوح

تذهب عطيات زوجة فتوح إلى السجن فى زيارة له فيخبروها بأن زوجها أفرج عنه.. وتبدأ رحلة العذاب فى البحث فى الطرقات والميادين والحدائق وتحت الكبارى وأخيرا تقدم بلاغ فى قسم الشرطة بغيابه منذ الأفراج عنه وتستمر لأيام وشهورهى وأولادها وأصدقائه يبحثون عنه فى كل مكان وفى كافة المحافظات كلما أفاد البعض برؤيته هناك.

ويشير عليها أولاد الحلال بعمل أعلان فى الجرائد بصورته فتدفع كل ماتملك ثمن لهذا الأعلان المكلف ولكن لم يسفر عن نتيجة.. فيقوم أصدقائه بطبع أعلان فيه كافة البيانات بالصورة ولصقه على جدران المساجد ووسائل المواصلات ومحطات القطارات وتوزيعه على الماره ولم يتبقى لها غير أن تركب عربة نصف نقل بميكرفون وتجوب القاهرة لتقول : راجل تايه ياولاد الحلال

وفى يوم أرسل لها قسم البوليس أستدعاء للحضور بشأن غياب زوجها

تقف عطيات أمام ضابط الشرطة وهى ترتعد فهى تعلم بأنهم لا يأتى من ورائهم الخير.. الضابط : البقية فى حياتك ياست عطيات .. لقينا جثة أحتمال تكون لجوزك

لم يكمل الضابط جملته ألا وعطيات تصرخ بأعلى صوتها وتلطم على وجهها وتقع على الأرض وبعد أن تهدأ قليلا ..يصرخ الضابط فيها: أنا بقولك ياوليه أحتمال.. يعنى ممكن الجثة مش بتاعته قومى ياله من هنا وخدى الورقة دى وروحى على المشرحة تشوفيه الأول قبل ماتصوتى وتبهدلينا ..تهرع عطيات ومعها بعض الأهل وأصدقاء فتوح لمبنى المشرحة للتعرف على الجثة ولا تستطيع أن تدخل لتنظر إلى جثة زوجها فيدخل الأهل والأصدقاء ويخرجون وهم فى حيرة ..البعض يقول أنه فتوح وآخرين يتشككون فى كونها جثته وتتحامل عطيات وتتشجع وتدخل لرؤية الجثة وهى تمنى نفسها بأن لا تكون لزوجها فيكشفون الغطاءعن الجثة وتتأمل فيها جيدا ثم تسقط على الأرض وهى مغشيا عليها من هول المنظر فقد كانت الجثة مشوهة المعالم وقريبة الشبه من صورة زوجها .. وبعد أن تسترد وعيها تصرخ فى الجميع بأن الجثة ليست لفتوح فأنها تعرفه تماما بوجود ندبه كبيرة على فخذه الأيمن وهى غير موجوده بهذه الجثة لم تيأس عطيات وأولادها فى البحث عنه فلجأت لمن يفتحون المندل فمنهم من قال لها بأنه عايش ومنهم من قال بأنه فى عداد الموتى وآخرين قالوا لها بأنه يعيش فى أحد محافظات وجه بحرى فسافرت تبحث عنه فى بحرى وقبلى ولا جدوى ولا أشارة بوجوده

كتبت العديد من الشكاوى للمسؤلين بالداخليه ورئاسة الوزراء ورئاسة الجمهوريه والصحافة والتليفزيون.. وليس على لسانها غيركلمة أين زوجى ياظلمه ؟؟ تصل الشكوى ومعها صورة فتوح لمباحث أمن الدوله بعد أحالتها من المسؤلين للأستفسار عن موقفه لديهم فيأخذ ضابط المباحث الصورة ويدخل بها على رئيسه : شوفت ياباشا يظهر أن الراجل أللى كان عندنا من كام شهر وكان بيقول أنه فاقد الذاكرة ظهر له أهل أهه وأحنا أرسلناه الصعيد للوصول للشيخ رفاعى .. نعمل أيه دلوقتى

- أقبضوا عليه وهاتوه من الصعيد ونشوف أهله حيعرفوه ولا لأ.. أبعث أشارة دلوقتى لمكتبنا فى أسيوط لضبطه وأحضاره هنا فورا ..

- تمام يافندم ...

القبض على الشيخ رفاعى

تخرج مأمورية من مكتب مباحث أمن الدوله إلى ديروط لأحضار فتوح للعرض على الأدارة .. وتدخل المباحث قرب الفجر على القرية وتداهم منزل الشيخ رفاعى الحقيقى وتقبض عليه وترسله تحت حراسة مشدده للقاهرة

يقف الشيخ رفاعى أمام المحقق ويسأله : أسمك وسنك وعنوانك وعملك

- ما خبرش ياباشا أنا فاجد للذاكره وسبق أنى جولت الكلام ده لكم وأنتم أللى بعتونى الصعيد وجولتو عليا بأنى الشيخ رفاعى لأنى شبهه ودلوجتى جايبنى هنا تانى أقدر أعرف ليه ؟ ..- أهو ظهر لك أهل يا أستاذ فتوح

- فتوح مين أنا ماخبرش

- بسرعة كده بقت لهجتك صعيدى

- من عاشر الجوم أربعين يوم بجى منهم شوف بجى بقالى كام شهر معاهم

- طب أتفضل أنتظر فى الحجز على ما ييجى أهلك يتعرفوا عليك ويستلموك










الاثنين، 18 يناير 2010

بلطجة حريمى


بلطجة حريمى




المقدمه



المرأة مخلوق جميل ورقيق خلقت لتكون نبع للحب والحنان فهى أم وزوجة وأخت وهى بتكوينها الجسمانى تعلن عن هذا الغرض الذى خلقت من أجله



وكلً ميسر لما خلق له وكلنا نسمع عن البلطجة التى يمارسها الرجال فى كل زمان ومكان ولكننا نقف مشدوهين عندما تنافس المرأة الرجل فى هذا المجال الأجرامى وقد طفت على السطح فى هذا العقد الأول من الألفية الثالثة العديد من الحوادث والتصرفات التى جعلت المرأة تقف على قدم المساوة مع الرجل فى البلطجة الأنثويه أن لم يكن تزيد فى بعض الأحيان..ويقال بأن المرأة مخلوق ضعيف وهى مقوله خادعة نعم هى لا تملك العضلات المفتوله والجسد الخشن ولكن أتضح بأن فى ضعفها قوة هائلة تستطيع مع قليل من الجرأة والحماقة أن ترتكب أعنف الجرائم وأكثرها دمويه التى يعجز عنها الرجال



سنستعرض هنا بعض الحوادث والحكايات التى تدور حول بلطجة المرأة عسى أن تكون واعظا ومرشدا ومعينا للرجال والنساء على السواء ليأخذوا حذرهم من الوقوع فى براثن البلطجة الحريمى



الحلقة رقم (1)



زلابطه



فى أحد شوارع ضاحية مصر الجديده الهادئة المكتظه بالسيارات دارت أحداث هذه الواقعة بين الدكتوره (سالى ) وهى شابه جميله مثقفة فى العشرينات من عمرها و(سهير ) ربة منزل فى العقد الرابع من العمر ..على أحقية ركن سيارة الدكتوره تحت بلكونتها.. وتبدأ الأحداث



الدكتوره سالى تعود من عملها فى أخر النهار بعد يوم مرهق وشاق فى المستشفى الحكومى التى تعمل به..وتبحث عن مكان تركن به عربتها فى شارعها المليئ بالسيارات فلم تجد وتظل تلف وتدور حول الشارع وتفشل فى الحصول على مكان خاوى سوى تحت بلكونة مدام سهير التى تسكن معها فى نفس العمارة فى الدور الأرضى وقد أحاطت المكان بحجرين لمنع أى سيارة من الوقوف فيه.. وتزرزرت سالى من هذا العمل الهمجى الذى تمارسه جارتها سهير فما كان منها إلا أن ترجلت وأزاحت الحجرين ثم قامت بركن عربتها بكل هدوء



فتتنبه سهير على صوت سيارتها فتطل من البلكونه القريبه من الأرض وتبدأ معها المعركة بالشتيمه والسباب والتهديد وأنتهت وصلة الردح الحريمى بينهما بأن قامت سالى بالتشويح لها وهى تصفها بأنها سيده متخلفه وأن الشارع ملك الجميع وليس لها الحق فيما تفعله وأنه ليس ورث لها ولأولادها ودخلت سالى من باب العمارة وتركت سهير وهى مستمره فى الزعيق والسباب ولم تعيرها أى أهتمام



وفى اليوم التالى تعود سالى من الكوافير الذى صبغ لها شعرها باللون الأصفر وسشوره وفرده وبدى أجمل مايكون وهى تطوحه يمين ويسارا وهى سعيده به فاليوم سيحضر أحد زملائها لخطبتها من والديها..ولكنها لا تعلم مايخبئه لها القدر وما أعتزمت عليه جارتها سهير وأولاها.



تقوم سهير وبمساعدة بناتها الشابات بالهجوم على سالى قبل أن تركب المصعد وسحبتها من شعرها إلى داخل شقتها وقيدوها بالحبال وأعطوها علقة ساخنة بالشباشب مع العض وغرس الأظافر واللكم والتقريص وبدأت سالى تصرخ وتولول من حرقة الضرب وأنها ستفعل وتسوى بهم ولكنها فقدت قدرتها على المقاومة وأغمى عليها



سهير : روحى يابت هاتى المقص من جوه علشان تتربى وتعرف مين المتخلفة نقص لها شعرها أللى صابغة وماشية تتعايق بيه علشان نكسر نفسها



تقوم سهير بقص شعر الدكتوره سالى ولكن كانت لا تجيد فن القص فقد جارت على كل شعرها ليصل طوله إلى سنتيمتر واحد فى بعض الأماكن لتصبح قريبة الشبه من الرجال أو تشبه الفنانه ماجده فى فيلم جميله بوحريد وعلى وجهها أثار التعذيب ثم تفك وثاقها وترميها خارج باب شقتها وتغلق الباب وتكنس بقايا الشعر من على الأرض وكأن شيئا لم يكن



تفوء سالى فتصاب بحالة هستيريه وهى تشاهد شعرها الأصفر الجميل وهو ملقى أمامها على الأرض فتظل تصرخ وتلطم وهى تضرب بكلتا يديها على رأسها التى أقرعت حتى أغمى عليها مرة أخرى ..فيتجمع الماره والسكان على صوتها وهم يستغربون من شكلها وما حدث بها من أصابات وكدمات وتخرج سهير وبناتها ويقفن مع المتفرجين ويسألن عن سبب صراخها وأغمائها ويتصعبون عليها ويضربون كفا بكف ويحضرون لها الكولونيا والنشادر لأفاقتها وكأنهم براء من هذه الجريمه كما يقول المثل يقتل القتيل ويمشى فى جنازته



نشرت هذه الواقعة بجريده الأخبار العام الماضى والقضية معروضة أمام القضاء



تُرّى هل وصلت البلطجة إلى هذا الحد فى هذا الحى الراقى



وإلى بلطجة جديده
 الحلقة رقم (2 )


بلطجيات بالأيجار

سكسكه ونفتالين بليه

من أشهر البلطجيات فى القاهرة أمرأتان هما سكسكه ونفتالين بليه يستعين بهما المتنازعين فى الأضرار بخصومهم أضرارا جسيما فهم أشد وأخطر النساء البلطجيات ولهما تسعيرة خاصة تبدأ من 300 جنيه لتصل إلى آلاف الجنيهات وكل برغوث على قد دمه وهذا مثال عن قائمة الأسعار

- شتيمه وتهزىء فى مكان العمل وعلى الملاء من 300 إلى 500 جنيه

- شتيمه + ضرب على خفيف وتمزيق ملابس وضرب على القفا 700 جنيه

- ضرب وأصابات بأنفسهن لتلبيس الضحيه قضية تعدى على أنثى 1000 جنيه

- ضرب + هتك عرض للضحايا من النساء والبنات من 1500 – 2000 جنيه

- وتتدرج التسعيره حسب المطلوب ونوعية الضحية

سوف يحضر بذهنك عزيزى القارئ فيلم خالتى فرنسا بطولة عبله كامل وبما أنه شغل سينما يعتمد على النجوم وأختيار بطله للفيلم ذات شكل جميل مثل الفنانه منى زكى فأنه لم يحقق الواقع المعروف عن أمثال هؤلاء النسوة البلطجيات

فمنظر سكسكة ونفتالين بليه هو فى حد ذاتها صدمه لمن يقع بين أيديهن

فسكسه ضخمة الجسم على قدر كبير من الدمامه وهى فى شكلها تقارب شكل الرجال وكان يطلق عليها فى السابق عليه مجانص وأستبدلته بسكسكه على سبيل العياقه والدلع.. وهى سيده مطلقة أنفصلت عن زوجها بعد أسبوع واحد فقط من الزواج بعد أن ضربته وأحدثت به عاهة مستديمه وضربت أمه وأخواته البنات على مسمع ومرأى سكان حتتها فقد كانت تجر الواحده منهن كالذبيحة إلى قارعة

الطريق وتضربها العلقة المتينه حتى تفقدها النطق ثم تصعد لتحضر التى عليها الدور وفى النهاية تنطح الحائط برأسها لتسيل الدماء على وجهها وتنطلق إلى قسم الشرطه لعمل محضر تعدى لزوجها وأمه وأخواته البنات.. ومن هنا كسبت شهرتها وأصبحت فتواية حى المواردى وأبو الريش بدون منازع ويحضر لها الزبائن من جميع أنحاء القاهرة وهى تستعين بعدد لا بأس به من النسوة لمساعدتها فى عملها الأجرامى ومن الغريب بأن سكسكه لم تحبس ولو يوم واحد فى حجوزات الأقسام التى أصبحت زبون دائم لها وقد قدمت سكسه خدمه وطنيه للمرشحين على أختلاف أحزابهم فى موسم الأنتخابات وهى تقود قوافل النساء والرجال البلطجيه والرعاع لأى دائرة أنتخابية لتقفيلها وتجبر المؤيدين للمنافس على أن يغادروا الدائرة بدون الأدلاء بأصواتهم

أما نفتالين بليه فهى الشخصية رقم أثنين فى عالم البلطجة وهى تسكن فى حى الجياره بمصر القديمه وهى تخصص خناقات من العيار الثقيل وتستخدم الموسى والبشله فى معاركها وقد حبست عدة مرات فى سجن القناطر ومشهورة بين نزيلات هذا السجن العريق بهذا الأسم وقد أستخدمها مأمورى السجن فى قمع المسجونات المتمردات لتقوم بتطهير العنابر من معتادى الأجرام من النساء وسميت بأسم بليه لقصر قامتها وأستدارة جسمها بما يشبه الكره

ومن أشهر حوادثها قيامها بضرب رجل أعمال مشهور فى وجهه بالموس عدة ضربات ذهب لعلاجها فى الخارج عند أطباء التجميل المشهورين..

وبالرغم من طول قامة هذا الرجل فقد أستطاعت ضربه فى وجهه بعد أن أصابته فى ساقه مما جعله ينحنى ويكون فى متناول يدها وقد قبضت فى هذه العمليه من منافسه على أكبر مبلغ فى حياتها وهو عشرين ألف جنيه ولم يستطع الضحيه أن يقاضيها أو يثبت بأنها التى أصابته فقد أختفت فى وسط الجمهور وبين أعوانها من البلطجيه

وليكن معلوم لكم بأن هذه المرأة مازالت بنت ولم ولن تتزوج بالرغم بأن شكلها مقبول ولكن سمعتها وأجرامها جعل أى عريس ولوكان على شاكلتها وشديد الجرام أن يفكر ألف مره قبل أن يتقدم لها للزواج .

وإلى بلطجة جديده
الحلقة رقم (3)


المعلمه بلاوىوعريس بالأكراه

هى شخصية تشبه تقريبا كل من سكسكه ونفتالين بليه ولكنها تقيم بالأسكندريه فى حى بحرى وهى تملك محل لبيع السمك فى السوق وتعرض أنظف وارقى أنواع السمك ولا تقوم بوضع تسعيره على بضاعتها وتلبس لاسه بيضاء على رأسها وترتدى جلابية رجالى مثل المعلمين وهى تشبه البطه المتزغطه وعلى قدر كبير من الجمال ويزين فمها عدة أسنان من الذهب والفضة وهى أسنان تعويضيه زرعتها أثر مشاجرة نشبت بينها وبين معلمين السوق وهى دائمة العراك وتخانق دبان وشها ولا يهدأ لها بال أو ينعدل مزاجها ألا بالخناق والضرب وعندما تتكلم تشعر بأنك أمام راجل كامل الرجوله فصوتها الخشن يرجع لزيادة هرمونات الذكوره عندها حبتين ويمكن هذا من أحد أسباب تحولها للعنف منذ فجر شبابها فهذا الصوت لا يركب مع شكلها الحريمى المتفجر أنوثه وحيوية وشباب

وقد تزوجت عشرات المرات بالأكراه فجميع أزواجها هى التى أختارتهم وأجبرتهم على الزواج منها بالذوق أو بالعافيه وهذه أحد حوادثها الشهيره فى الزواج من أحد المصطافين الغرباء عن الأسكندريه

محفوظ عبد السميع شاب خريج كلية التربيه الرياضيه بالهرم ذهب فى رحلة مع أصدقائة لقضاء أسبوع فى الأسكندريه وقاموا بأيجار غرفة فى أحد البنسيونات فى بحرى وطلب منه أصحابه أن يقوم بشراء سمك من السوق لخبرته فى الشراء وطهى السمك ..نزل محفوظ السوق وظل يبحث عن سمك محترم فلم يجد ضالته ألا عند المعلمه بلاوى فأعجب بشكلها وأستدارة جسمها ووقف أمامها بعد أن قام بشراء السمك وهو مشدوه بها ويراقبها وهى تتعامل مع الزباين ورواد السوق وهو يتحسر أن تكون فى مثل هذا الجمال وصوتها بمثل هذه البشاعة وهو فى وقفته هذه لاحظته بلاوى وهو متتبعها بنظراته وسرحانه فتشاور له ليدخل المحل

بلاوى : أنت ياأخ عدى من وراء الفرش تعال جوه أنا عيزاك فى كلمتين

محفوظ : أنا .. – أيوه أنت أومال خيالك

يعبر محفوظ الفرش ويدخل المحل وهو مستغرب من طلبها

محفوظ : خير يا معلمه

بلاوى : أنت منين ياواد ..من مصر .. أنا شايفاك واقف وعينك مانزلتش من عليا هو فيه .. أبدا يا معلمه بس أنت عجبانى فى طريقتك ولبسك ووقوفك فى وسط السوق كأجدعها راجل

بلاوى : عجبتك يا أخ ..أنت تعجبى الباشا ..ألا قولى أنت عازب ولا متجوز

- أنا عازب يا معلمه

- تتجوزنى ..( ترن هذه الكلمه فى أذنه كالقنبلة فيقف حائرا لا يعرف كيف يرد )

- أنت بتتكلمى جد ولا بتهزرى

- أنا ما بهزرش والهزار ما نعرفوش تحب تتجوزنى

- بس أنا لسه متخرج و..و..

- عارفه أنك على قدك ماتشيلش هم قولت أيه

- قولت لا أله ألا الله أللى تشوفيه ياست ..أسمك أيه

- سعديه الشهيرة ببلاوى خلص مش فاضيالك ماتبلمش كده .. واد يا حوده تعال أقف على الفرش على ما نروح نجوزوا الجدع ده ونرجعولك

محفوظ يتردد وهو خائف وهو يتراجع للخلف : طب أجيلك بكره يا معلمه

- بكره أيه ياروح خالتك أنا مش قولت لك أنا مابحبش الهزار وبعدين أنت وافقت

...راجل وقد كلمتك ولا عيل ؟؟

- بس العباره مش بالسرعة دى أنا نازل أجيب غداء لأصحابى ومستنينى فى البنسيون علشان ياكلوا

- عنوان البنسيون أيه (يقول لها أسم البنسيون ) وله ياحوده تجهز السمك ده وأبعته على بنسيون السعاده بأسم الأستاذ ..أسمك أيه ..محفوظ وقول لأصحابه أنه مش حيتأخر عليهم .. ياله ياسيدى معاك بطاقة ..أيوه.. طب ياله بينا على المأذون مش بعيد ورانا على الأمه حنتمشوها (وتقبض على زراعه بقوه وتنطلق به حيث مصيره المحتوم)

يقلق أصحاب محفوظ عليه بعد أن غاب لمده يومين ولا حس ولا خبر فيقوموا بأبلاغ الشرطه عن أختفائه فى سوق السمك .. تنتهى فترة الأجازة ولم يعثروا على محفوظ فيسافروا ويبلغوا أبوه وأخواته عن أختفائه فيسافر والده وأخوه الكبير إلى الأسكندريه للبحث عنه ويتوجهوا إلى قسم شرطة بحرى للسؤال عما تم بمحضر الأختفاء فيضحك معاون المباحث ويطمئنهم بأنه موجود وبخير طرف المعلمه بلاوى ودلهم على السوق ليجدوه هناك

يذهب الوالد والأخ فيجدوا محفوظ يقف على فرش السمك وهو ينادى على السمك الطازه أللى بيلعب.. والمعلمه تجلس فى أخر المحل وهى تدخن الشيشه فتشاهد محفوظ يحتضن والده وأخوه وهو يبكى فتخرج عليهم المعلمه وترحب بهم وتدخلهم بداخل المحل

بلاوى : انتم مين لا مؤاخذه .. أنا أبوه وده أخوه .وجايين ناخد محفوظ

- تاخدوا مين !! ده جوزى ومجوزاه على سنة الله ورسوله .. هو عيل ولا عيل

- أيوه عيل ياست بلاوى ..ده لسه متخرج ولا هو أشتغل ولا دخل دنيا

- خلاص ياسيدى أهو اشتغل ودخل دنيا على أديا أحمد ربنا

- طب ينزل معانا مصر أمه تشوفه وتطمن عليه

- أطلع يامحفوظ شوف الزباين .. بقى أسمع أنت وهو المعلمه بلاوى ماتكلش من الكلام ده .. الواد ده مش حيمشى من هنا ألا بمزاجى ولو هرب أو حاولتوا تهربوه أنتم الجانيين عليه وعلى أنفسكم .. وصل الأمانه فى جيبى أهه تحب أبنكم يتحبس ما عنديش مانع

- فى طولك فى عرضك سيبى لنا الواد ده عيل أهبل حرام عليكى

ويظل الوالد والأخ يتحايلان عليها ولكن مفيش فايده فيتركاها ويسافران وهم فى حيره فكيف يمكنهما أعادة أبنهما لبلده مره أخرى

ويظل محفوظ فى قبضة بلاوى حتى ملت منه بعد سنه وطلقته وعاد لأهله وهو كسير الفؤاد محطم وفى يده ورقة طلاقه وعادت بلاوى تبحث من جديد عن عريس بالأكراه.. بلطجة حريمى يتمناها البعض ولكن مش أى حد حتوافق عليه بلاوى ههههههه

وإلى بلطجة جديده
الحلقة رقم (4)


جعلونى مجرمه

صباح السلعوه أجتمعت عليها جميع الظروف والمحن لتصنع منها شخصيه مشهوره فى عالم الأجرام والبلطجة

صباح ربة منزل تزوجت من سعيد الشرنوبى المتخصص فى أعمال النصب والأحتيال على تُجَار الجُمله وهى لا تعلم عن نشاطه شيئا سوى أنه تاجر للأدوات الكهربائيه وأستخدم منزل الزوجيه مخزن لبضاعته وفى يوم طلب منها أن توقع على بعض الشيكات حتى يستطيع الحصول على بضاعه لكثرة ديونه فوافقت ووقعت.. ولم يمر شهر ألا وهى مقبوض عليها فى قضية شيك بدون رصيد وتوالت القضايا المماثله ليصل عددها إلى 10 قضايا بعدد الشيكات التى وقعتها لزوجها ويحكم عليها بالسجن لمدة سبع سنوات وتدخل السجن ظلما وهى تلعن اليوم الذى تزوجت فيه هذا الرجل .. وفى السجن أختلطت بكافة النساء المجرمات المتهمات فى قضايا القتل والسرقة والبغاء والبلطجة وتدربت على أيديهن الأجرام وبرعت فيه وهى تضع أمامها هدف واحد بأن تنتقم من الرجل الذى خدعها ووضعها فى هذا المكان ظلما وعدوانا وأن تزيل عن عينيها الغشاوة والسذاجة التى تسببت فى ضياعها .. وخرجت من السجن بعد أنقضاء فترة العقوبه فلم تجد بيتها ولا زوجها ولا أحد يريد أن يتعامل معها فلم يبقى لها غير الشارع لتهيم فيه وتقودها قدماها لزميلتها فى السجن بهية الشهيره بشعليله فترحب بها وتقيم معها

فى بيتها فى أمبابه فشعليله تمارس كل صنوف الأجرام بلطجة سرقات نشل..ألخ

وأشتركت معها صباح فى كافة الأنشطة وجمعتا سويا حصيله لا بأس بها من هذا النشاط المحرم.. وقررت صباح أن تعتزل الأجرام نهائيا وتسكن بعيدا عن صديقتها ولكن الشرطة لم تتركها فى حالها وأصبحت من المسجلين خطر فى المديريه وفى يوم أستدعاها معاون مباحث أمبابة فى مكتبه

- أنا عايزك يا صباح فى مهمه رسميه

صباح : ياباشا أنا خلاص توبت وما ليش دلوقتى فى السكك الخطره

- تخلصى المهمة ..وبعد كده ياروح أمك أبقى توبى على مهلك

- بس وعد منك يا طارق بيه أنت تسيبنى بعد كده فى حالى

- أسيبك فى حالك أيه ياوليه طول ما أنتى بتشتغلى معانا مش حتبطلى ألا بقى لو قفلوا الأقسام وبطلوا بوليس.. ما عندناش حد بيعتزل يا سلعوه

- أنا مستعده أشتغل معاكم بس بشرط تشوفوا لى سعيد الشرنوبى جوزى فين

- ههههه سعيد فى السجن يا فالحة فى 12 قضية نصب وما خفى كان أعظم

- طب ما تقدرش ياباشا تعرف لى حيخرج أمتى ؟

- أيه اللى يهمك يا وليه يخرج أو يفضل متلقح فى السجن مش طلقك

- ياباشا ربنا يكرمك ويعلى مراتبك تعرف لى الواد ده حيخرج أمتى وأنا أبقى من ايدك دى لأيدك دى أصل فيه حساب قديم مابينا

- خلاص يا صباح بكره لما تيجى المكتب علشان تعرفى مهمتك أكون عرفت لك كل حاجه عن سعيد الشرنوبى

وفى صباح اليوم التالى توجهت لقسم الشرطة لتجد شعليله موجوده بغرفة معاون المباحث لأستلام المهمة هى الأخرى

وكانت تتلخص أن تلبسا نقابا وتندس وسط نساء الجمعية الشرعية المنتقبات لحضور درس للدكتوره عواطف وسرقة شنطة الأوراق التى تحملها بأفتعال خناقة

مع زميلتها شعليله وباقى المترددات على الدرس وأثناء مغادرة الدكتوره المسجد

وقد تمكنتا من تنفيذ هذه المهمة بنجاح وأستطعتا سرقة الشنطة وتسليمها للمعاون ولم تنتهى مهمتها ولكن كلفت بمأموريات عديده من سرقة وأعتداءات جعلها ترجع مرة أخرى إلى عالم الجريمه ببشاعة فهى مسنوده من الشرطه وأصبحت تعمل لحسابها الخاص بعد أن سدت أمامها سبل التوبه

حتى عرفت بموعد خروج سعيد الشرنوبى من السجن فذهبت لأستقباله وهى تظهر له الطيبه والسذاجة التى كانت عليها عندما تزوجها وتأخذه معها لبيتها وتقتله شر قتله وتقوم بتقطيع جثته وتعبئتها فى أكياس وقذفت بها فى مقالب الزباله والترع والمصارف وتمكنت المباحث من الوصول إليها وقدمت للمحاكمة وحكم عليها بالأعدام شنقا دون النظر للأسباب التى دفعتها أن تكون مجرمه وترتكب مثل هذه الجريمه البشعة

وإلى بلطجة جديده
الحلقة رقم (5)


بلطجيات الحكومه

أم حنفى الشهيرة بأم الزعيم أمرأة فى العقد الرابع من عمرها مشهوره بعدوانيتها الشديده وجرأتها ..قتل زوجها فى خناقة مشهوره وتركها ومعها سته من الأطفال فلم تجد مفر من العمل فى سوق الخضار لتطعم صغارها.. تسكن فى العشوائيات القريبه من أحد المناطق الراقية بالقاهرة أكتسبت شهرتها بكثرة المشاجرات والمعارك التى خاضتها فى السوق ضد البلطجية والسماسرة ومحترفى فرض الأتاوه على البياعين وأستطاعت أن تشكل جبهة نسائية قويه تحت قيادتها لمقاومة ظلم وطغيان المعلمين والأفاقين وكان تكوينها الجسمانى يساعدها على ذلك بالأضافة إلى سمعتها وكونها كانت زوجة أحد المجرمين العتاه .. وموسم الأنتخابات يعد من أزهى المواسم التى تسترزق منها ويعرف جميع المرشحين بيتها ويتصارعوا للأتفاق معها لتقود حملتهم الأنتخابيه وضرب الخصوم ومؤيديهم وفى هذا الموسم تتفرغ تماما وتترك أحد أبنائها للوقوف بدلا منها على فرش الخضار والفاكهة وتقوم بجمع النسوة والرعاع من أجل الأنتخابات وتتولى أستخراج بطاقات الأنتخاب لهم بمساعدة أعضاء الحزب الحكومى وتحتفظ بها فى منزلها ويصل عددها لأكثر من 2000 بطاقة يسيل لها لعاب أى مرشح بالأضافة إلى الخدمات الأخرى مثل الدعاية وعمل المسيرات والألتفاف حول المرشح أثناء جولاته فى الدائرة وحمايته من المعارضين وتقبض على كل بطاقة أو صوت من طرفها 100 جنيه وتقوم بتوزيع خمسين على كل منتخب بمعرفتها لتصل مكاسبها من هذه العمليه عشرات الألوف من الجنيهات وأصبحت أم الزعيم أسم مشهور فى عالم الأنتخابات كنار على علم فقبل الأنتخابات يمتلء بيتها بخيرات الله من قماش ومواد غذائيه وأجهزة كهربائيه تقوم بتوزيعها بمعرفتها ويصبح لها الحظوة لدى المرشح عندما ينجح فيلبى لها جميع مطالبها ومطالب مجموعتها

ومواسم الأنتخابات لا تنتهى فى مصر فيبدأ من مجلس الشعب ثم مجلس الشورى ثم مجالس الأحياء ثم مجلس المحافظه ثم مجالس الأنديه الرياضيه ثم تجديد فترة رئاسة الجمهورية خلاف المسيرات والمظاهرات المدبره من الحكومه للتأييد

ثم مقاومة الوقفات الأحتجاجية والأعتصامات من الأحزاب أو النقابات

قامت أم الزعيم بفتح مكتبه لبيع الكتب والكراريس ولوازم دخول المدارس ويقال بأن أحد المرشحين تبرع بكميات هائلة منها كرشوة لأهالى الحى ولكنه كان من حزب معارض للحكومه وأجبرها مأمور القسم على تأييد مرشح الحكومه مقابل أعانات ماليه فلم تمانع وضاعت على المرشح المعارض صفقة مستلزمات المدارس التى فتحت بها محل لبيعها لحسابها ورزق الهبل على المجانين

ومن أشهر معاركها كانت ضد الأحزاب المغضوب عليها مثل الوفد والغد والناصريين والأخوان المسلمين وأخيرا حركة كفايه

فتحضر اللوارى والأتوبيسات لتحميل نساء ورجال وبلطجية أم الزعيم وهى تقف أمام كل لورى أو أتوبيس لدفع نصف الثمن قبل تنفيذ العمليه والنصف الأخر بعدها وعندما يصلوا لمكان العملية ويحتشدون خلف جنود الأمن المركزى وفى الوقت المناسب يفتح الجنود ثغرة لتدخل أم الزعيم بمجموعتها لتهجم على المعارضين الذين يفرون تحت وطئة الضرب والعدوان من سنج وجنازير ومطاوى وشباشب حريمى.. ولم يتوقف نشاط أم الزعيم ومجموعتها على أحياء القاهرة وضواحيها فقط فيستعان بها فى المحافظات التى تنشب بها مظاهرات أو أحتجاجات أو أنتخابات وأصبحت بمجموعتها عضو فعال فى مقاومة المعارضين تمدها الحكومه بالأموال والهبات بصفة دائمة لتوزعها بمعرفتها على أعوانها ووفرت الداخليه عن نفسها خطر التعرض للمتظاهرين وأصبحت الصورة أمام جميع أنحاء العالم هى مشاجرات بين المرشحين والمؤيدين ..

أسلوب قديم من أساليب الأحزاب الفاسده قبل الثورة التى كانت تستعين فيه بفتوات الحارات لعمل الدعاية الأنتخابيه ولكن الحكومه الحالية طورته وأستخدمت فيه البلطجيات الحريمى لقمع المتظاهرات والمحتجات من النساء المتعلمات والمثقفات .. فساد وبلطجة ألبستها الحكومه قناع كاذب أسمه الديمقراطيه وليحيا عصر أم الزعيم

ولا يقتصر دور البلطجة الحريمى على أعمال الشغب فى الطريق أو الأنتخابات ولكننا نرصد أساليب جديده تتبعها السيدات فى المنازل بأستخدام أسلوب البلطجة ضد الزوج التعيس وعائلته من قبل الزوجه المفتريه لتأخذ حقها تالت ومتلت من حبابى عنيه بالقوة والعنف والأرهاب تعالوا بنا نأخذ مثل من حياة الأستاذ صابر وزوجته شكريه من حياتهما الزوجيه

وإلى بلطجة جديده
الحلقة رقم (6)


بلطجيات من منازلهم

لا يستطيع أحدا ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنيا

تزوج الأستاذ صابر من شكريه زواج تقليدى( زواج صالونات ) فقد أعجبه هدوئها وقلة كلامها بالأضافة إلى جمالها العادى والمقبول وعزم الأمر وتزوجها وهو سعيد بها وقرر أن يودع حياة العزوبية إلى الأبد بعد أن طال المكوث بها حتى شارف على الأربعين عاما .. وقرر صابر أن تتولى شكريه جميع أمور المنزل من حيث الصرف وعمل الميزانية التى تجعلهما يعبران الشهر بأمان دون الحاجة للسلف والدين فقد كان موظف من محدودى الدخل..وكان كل شهر يقوم بتسليمها مرتبه بالكامل ليأخذ مصروفه اليومى منها وهو يكفى للمواصلات وكوباية الشاى من البوفيه وسيجارتين فرط يأخذهم منها فى الصباح وهو ذاهب إلى عمله وأنتقل زمام السلطة بالتدريج إلى يدها بعد أن أزداد تعلقا بها

وتمر الشهور الأولى للزواج وتحمل شكريه فى طفلها الأول وبعد أن تضع حملها بالسلامه تتحول شكريه إلى وحش كاسر يشخط ويصرخ فى وجه صابر لأتفه الأسباب وبدأت أعمال التمرد تزداد يوما بعد يوم كلما شاهدت صابر متعلق بوليده الجديد وصابر يصبر على ما يتلقاه من من أهانه من شكريه وعلشان الورد ينسقى العوليق .. وفى زيارة منزليه لأخواته يجلس صابر بينهم وهو سعيد بهم محتفيا بهم وكانت غلطة عمره أن طلب من شكريه أن تقوم بواجب الضيافة تجاه أخوته وأنتظرت حتى غادروا بيتها ووقفت وهى تلقى عليه تعليماتها

شكريه : عامل فيها سبع البورمبه وعمال تطلب منى أوجبهم فى الرايحة والجاية

صابر : وفيها أيه ياشكريه دول برضه أهلى وواجب أنك توجبيهم وتحتفلى بيهم

شكريه : أنت بتقول واجب أومال هم ما بيعملوش معنا كده لما بنزورهم .. بالعربى كده أخواتك وأهلك كلهم مابينزلوش لى من زور .. ولا عايزه أزورهم ولا هم يزورونى

- خلاص ياستى بلاش تزوريهم أزورهم أنا

- ولا أنت كمان ياصابر ..أنت لما بتزورهم بتيجى من عندهم مش طايق نفسك وأخلاقك بتبوظ وبتتنمرد ومش عاجبك حاجة

- أنا .. أنا أللى مش طايق نفسى ولا أنت أللى بتدبى خناقة أول ماتعرفى أنى قابلت حد من أخواتى أو زرت أمى

- أهى أمك دى كوم وأخواتك دى كوم .. الست دى مش عارفه ولا هى طيقانى ولا أنا طايقها تقولش خدت منها حاجة عدله ياخى

- وبعدين يا شكريه مفيش داعى تغلطى فى أهلى وأمى بالذات

- صاااابر ... أتلم

– شكريه ( تدخل شكريه غرفتها وتغلق الباب بالمفتاح لتبدأ فتره جديده من الحرمان من حقوقه الزوجيه )

صابر يدق على باب غرفة شكريه : أفتحى يا شكريه ما تزعليش ياستى .. خلاص مش حزور أمى ولا أخواتى علشان خاطرك

شكريه من الداخل : قدامك يومين كمان تكفر فيهم عن سيئاتك قبل ماتدخل هنا .. عندك الكنبه بره نام عليها زى كل مره وما تخبطش تانى علشان ما تصحيش الواد

يستسلم صابر للأمر الواقع وينام حزينا على الكنبه وتستمر شكريه فى فرض العقوبات على صابر حتى يحلف لها على مصحف بأنه لن يزور أو يزار من أهله

فترضى عنه وترفع العقوبات وبعدها بأسبوع يرن جرس التليفون فيسمع صوت أمه وهى تعاتبه على عدم زيارته لها ( شكريه تجلس بجواره وهى تستمع للمكالمه وهو مرتبك ولا يرد بغير كلمة حاضر.. حاضر ..مشاغل يا أمى حاضر المهم أنت كويسه .. طب سلام )

بعد أن ينتهى من المكالمه تقف له شكريه وقد قلبت سحنتها : هى الوليه دى مش عايزه تسيبنا فى حالنا ليه .. هى ورانا ورانا

صابر : أمى تبقى وليه يصح كده ياشكريه

شكريه : أيوه وليه لأنها عايزه تخرب البيت يا صابر أنا عارفاها كويس

صابر : أمى ست طيبه وغلبانه وبتحبك حتى كمان بتسأل عليكى

شكريه :يا كداب .. أنا سامعة المكالمة بالكامل ما جبتش سيرتى ما فيش على لسانها أنت كويس يا حبيبى وحشنى يانور عينى مش عايز حاجة يا صبوره ..كنت عايزه آخد السماعة منك وأقولها : تعالى يا حماتى أديله الرضعة .. أيه الدلع والحنية أللى حطت عليها دى يا خويا كان من أمتى.. أنا عارفه هى قصدها تفرسنى .. وليه فراسه بصحيح

صابر : عيب ياشكريه ما تقوليش على أمى وليه فراسه

شكريه تقوم وتدخل غرفتها وتغلقها بالمفتاح لتبدأ فترة عقوبه جديده .. ويدق صابر عليها الباب : أفتحى يا شكريه طب نتفاهم

- خلى أمك تنفع يا صبر يا أبن أم صابر

- ما يصحش ياشكريه بلاش تعملى فيه كده

- قدامك أسبوع يا صابر على الكنبه على ما نفسيتى تصفى

ويمر الأسبوع وتعلن شكريه الفرمان رقم أتنين : الرد على التليفون ممنوع أنا أللى أرد فقط أن شالله يفضل يرن طول النهار ما تقربش منه فاهم يا صابر

- فاهم ياشكريه

- شيل الغطاء والفرش أللى على الكنبه وأتفضل قدامى أدخل الأوضه

ولا يستطيع أحدا ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنيا

وإلى بلطجة جديده
الحلقة رقم (7)


بلطجة بنات الجامعة

سميه وصفاء يتنافسان فى حب طارق زميلهما فى الكليه لما حباه الله من شكل وشياكه وثراء ورومانسيه فقد كان هو الشخص الوحيد فى الشله الذى يمتلك سياره حمراء أسبور آخر موديل وطريقة كلامه ومعاملته تدل على أنه شخص مهذب ومن عيله وهو يعتبر فتى الأحلام المناسب لجميع البنات وليس فقط لسمية وصفاء ولكن كلتهما تتقربان إليه بمختلف الطرق والوسائل وهو لا يضعهما فى حساباته مطلقا فقلبه مشغول بأخرى وأزدادت حدة المنافسه بينهما يوما بعد يوم حتى تحولت العلاقة بينهما إلى معارك شبه يوميه بالألفاظ الجارحة والدفع والشد ولم تجد سميه من وسيله فى الكيد لصفاء سوى أن تطلق الأشاعات تلو الأشاعات عن علاقتها بطارق وأنها سيتقدم لخطبتها وأنتشرت الأشاعة فى الكليه كالنار فى الهشيم وأزداد جو التوتر والحده بينهما وكانت هذه الخناقة التى تردد صداها وأحداثها فى المدرجات والجامعة بأكملها ونتج عنها عرض الثلاثه سميه وصفاء وطارق على مكتب عميد الكليه

العميد : أزاى يوصل بيكم الأمر أنكم تضربوا بعض بالشكل ده مشرفطين وش بعض ومقطعين شعوركم وهدومكم ولا ولاد السكك والمجرمين وصل بكم الأمر لهذا المستوى المتدنى هو فيه أيه يا أنسة أنت وهى

سميه : هى يادكتور أللى ضربتنى بشهادة الجميع

صفاء : ما حصلش يادكتور أنا كنت واقفه مع زمايلى لقيتها مره واحده قامت شدانى من البلوزه وضربانى بالبوكس فى مناخيرى وموقعانى فى الأرض

سميه : كدابه فى أصل وشها دى هى أللى شدتنى من شعرى وخربشتنى بأظفرها فى وشى زى ما حضرتك شايف وعضتنى فى دراعى حتى شوف

- ضربتوا بعض من الأخر وبهدلتوا نفسيكم أخر بهدله.. أقدر أعرف أيه السبب

سميه : مفيش غير أنها غارت وولعت وفلفلت لماعرفت أن طارق عايز يخطبنى

- وأنت ياسى طارق عامل فيها هارون الرشيد أياك ..أنت جاى تتعلم يا أبنى ولا جاى تخطب وتعمل غراميات فى الكليه

طارق : يا دكتور أنا برىء وما حصلش أنى كلمتها هى أو غيرها فى موضوع خطوبه دى أشاعات البنات بتطلعها مالهاش أساس من الصحة واللهِ

العميد : يعنى عايز تقول أنك مالكش علاقة بسميه وصفاء

طارق : أنا زى ما قولت لحضرتك أنا عمرى ماتكلمت ولا مع دى ولا دى فى حاجة زى كده وكل علاقتى بيهم مثل علاقتى باى زميل أو زميله فى السيكشن

سميه : كداب يادكتور ..أنا وطارق نعرف بعض من ثلاث سنين ووعدنى بالجواز بعد التخرج وكل الكليه عارفه الكلام ده..قول ياطارق ماتكسفش

طارق ينفعل : أنا مشيت معاكى .. أنا وعدتك بالجواز يا كدابه يا مفتريه.. البنت دى مجنونه ياباشا ودماغها لاسعة

العميد : أسكت يا طارق ما تتكلمش ألا لما أقولك أتكلم .. وأنت يا ست صفاء ما وعدكيش أنت كمان بالجواز

صفاء : أنا أعرف طارق يا دكتور قبل سميه وكنا فى المدرسه الثانوى مع بعض ولما كان مجموعى يدخلنى كليه من كليات القمه هو أللى أقنعنى أنى أدخل الكلية دى معاه علشان ما نبعدش على بعض والكلام أللى بتقولوه صفاء مش مظبوط يا دكتور دى كدابه وطارق عمره ما وعد حد بالجواز ألا أنا ..طب حتى أسئله

طارق وهويصرخ : يانهار أبوكى أسود.. كدابين كدابين .. أنا ولا بطيق دى ولا بطيق دى وعمرى ما مشيت ولا وعدت حد فيهم ما تصدقهمش يا دكتور

العميد : انا مش عارف أصدق مين ولا مين فيكم ..يتم تحويلكم للشؤن القانونيه

للبت فى أمركم .. أتفضلوا بره

ولم تتمكن الشؤن القانونيه من الوصول للحقيقة فقد تضاربت أقوال الشهود لجميع الأطراف فتوجه لثلاثتهم تهمة السلوك المعيب لطالب جامعى وتحيل أوراقهم لمجلس تأديب الكليه الذى وقع عليهم عقوبة الحرمان من الأمتحان النهائى

يقوم طارق بالتحويل من الكليه إلى كلية أخرى فى جامعة أقليميه حتى يبتعد عن بلطجة سميه وصفاء التى تسببت فى ضياع العام الدراسى ولكن كانت هناك مفاجأة تنتظره فى الكلية الجديده فقد حولت سمية إلى نفس الكليه لتبدأ من جديد فى مطاردته والتشاجر مع المعجبات وأخيرا لم يجد حل غير أن يلتحق بقسم الأنتساب ولكن على مين !! وأستمرت فى مطاردته حتى ظفرت به فى النهاية لتكلل جهودها بالنجاح عن طريق البلطجة ..والزن على الودان أمر من السحر

تمت












قهوة الحراميه

  ألتف الحرامية حول المعلم فيشه شيخ المنصر وهم فى حالة تزمر وأنزعاج بعد أن أعلن عن نيته فى التوبه والأعداد لرحلة الحج فقال له مقص الحرامى : ...