الحلقة رقم ( 11 )
الخدعة
يتم أحضار عطيات لمباحث أمن الدوله للتعرف على زوجها فتجلس هى وأبنها فى غرفة ضابط المباحث لحين أحضاره من الحجز وهى تدعو الله أن يكون هو هذه المرة ويبدو عليها القلق أكثر حتى فتح باب الغرفه ويدخل العسكرى ومعه الشيخ رفاعى فتقوم عطيات بدون أن تشعر وتجرى عليه وهى تبكى لمنظره الذى تغير من طول ذقنه وأختفائه عنها طوال هذه الفتره وبالرغم أن قلبها شعر من أول وهله بأنه ليس زوجها ولكنها كذبت أحساسها فملامحه هى نفس ملامح فتوح ولكنه وزنه أزيد قليلا .. يمثل الشيخ رفاعى دور الفاقد للذاكره ولا يتكلم ويترك الأمور تسير حتى يتمكن من الهروب مرة أخرى فهذه فرصة أخرى لا تعوض
يسأله ضابط المباحث : هى دى مراتك وأبنك يا فتوح
- أنت عارف ياباشا أنا مش فاكر حاجة بس قلبى بيقولى أنى هما
الضابط : ده جوزك ياست عطيات
عطيات وهى تدقق فيه النظر وتلف حوله وتدور والشيخ رفاعى فى حالة قلق عما يسفر عليه ردها وفى النهاية تقول : هو ياباشا بس الذقن مغيره شكله شويه
الضابط : هو ولا مش هو ياست عطيات .. شايفك متردده .. خده يا عسكرى رجعه الحجز لحد ماترسى على رأى
عطيات : سيبنى معاه ياباشا شويه أتعرف عليه أكثر وأتكلم معاه لوحدنا حقدر أعرف على طول أن كان جوزى ولا لأ
الضابط : سيبه يا عسكرى .. حسيبكم مع بعض عشر دقايق أرجع ألاقيكى وصلت لحل ..جوزك ولا مش جوزك
يخرج الضابط فتجلس عطيات بجوار الشيخ رفاعى : طبعا أنت مش فاكر حاجة ولا فاكرنى ولا فاكر ولادك تقدر تكشف رجلك اليمين
الشيخ رفاعى يفهم مغزى ذلك بأنها تبحث عن علامه مميزه على جسده فيميل عليها ويهمس لها : شوفى ياست عطيات جوزك الحقيقى فتوح موجود عندىفى الصعيد وأنا عارف مكانه لو قولتى أنى أنا جوزك قدام الضابط حخرج من هنا وأجبهولك أما لو أنكرتى مش حتشوفيه تانى عمرك.. قولتى أيه
عطيات وهى لا تصدق ما تسمعه :حاضر يا خويا كلامك ده بجد ولا بتضحك عليا عشان تخرج من هنا
رفاعى : أحلف لك بكتاب الله ..الكلام أللى قولته لك هو الحقيقة والصدق
عطيات : خلاص ياخويا أتفقنا
رفاعى يكشف لها عن كتفه فتجد عليها شامه حمراء : لما يسألك الضابط تقولى أنت كنتى بتشوفى الشامه الحمراء أللى على كتفى خلاص
يجلسان فى أنتظار عودة الضابط ويدخل عليهما وهى تقول له : هو فتوح ياباشا
أنا شوفت الشامه أللى على كتفه ده جوزى مش حد تانى
الضابط : خلاص يا ست عطيات شوية أجراءات بسيطه وتاخديه وتروحى
يخرج الشيخ رفاعى مع عطيات من مباحث أمن الدوله فيتنفس الصعداء وتصل إلى منزلها فيطلب أن يدخل الحمام ليحلق ذقنه ويزيل عنه أثار المبيت فى الحجز وتجهز له قميص وبنطلون مما كان يرتديه فتوح .. وبعد أن يحلق ويستحم ويرتدى ملابس فتوح يخرج ليجلس فى وسطهم وهو يعتذر لهم ويوعدهم بحضور والدهم الحقيقى فى خلال أيام ولكنه يطلب موبايل ليكلم أبن عمه الشيخ مجاهد لعمل اللازم .. يدخل أحد الغرف ويكلم أبن عمه ويحكى له ماحدث ويطلب منه أن يقوم بأحضار فتوح من البلد بسرعة ليوفى بوعده لزوجته ويأكد على الشيخ مجاهد بأن يقوم بالسفر لفتوح فى المنيا وعندما يسافر به إلى القاهرة يقوم بالأتصال به على نفس النمره ليحدد له مكان وزمان المقابله
رفاعى بعد أن ينهى المكالمه : خلاص ياست عطيات كلتها يومين ثلاثة بالكثير ويكون جوزك عندك وأنا مش حمشى ألا لما جوزك تستلميه بأيدك أتفقنا
عطيات : ربنا يكرمك ياشيخ رفاعى جميلك مش حنساه لك عمرى
رفاعى : جميلك سابق ياست عطيات كفاية أن خلصتينى من أيدين الكفرة أخوة الشياطين
عطيات : أنا جهزت لك الأوضه دى تنام فيها براحتك ومش حخلى حد يقابلك زى ما أتفقنا لحد ما يوصل فتوح بالسلامه .. تصبح على خير يا مولانا
الحلقة رقم (12)
زيارة الشيخ مجاهد
يسافر الشيخ مجاهد إلى المنيا حيث يقيم فتوح مع زوجته نجاة وطفليها وهو فى منتهى السعادة والهناء معها وكأنه ولد من جديد ويصل الشيخ كالقضا المستعجل ليعكر صفو هنائهما
يطرق باب الدار فيفتح فتوح فيجد الشيخ أمامه فينقبض قلبه من هذه الزيارة الغريبه التى لم يره فيها منذ مايقرب من سنه بعدما غادر هو ونجاة ديروط ليبدأ حياته الجديد فى المنيا
فتوح : حمد لله على السلامه ياشيخ مجاهد أتفضل يا أهلا وسهلا نورت الدار
- يزيد فضلك ياأستاذ فتوح .. مرتك هنا
- ليه ياشيخ مجاهد بتسأل عليها .. أيوه هنا خير
- عايزك فى كلمتين كده على أنفراد .. أمرك ياشيخ مجاهد أتفضل فى أوضة المسافرين .. يدخل به الغرفه
مجاهد : مبروك يا فتوح أفندى رفاعى لقى ولادك ومراتك أجهز علشان بكره بعون الله ناخد أول قطار مبحر على مصر
يصمت فتوح فقد ألجمته المفاجأة فيبادره الشيخ مجاهد : مالك ساكت كده ليه مش فرحان أنك لجيت أهلك ولا عجبتك القاعدة فى الصعيد مع نجاة
فتوح وكأنه يكلم نفسه : ونجاة والعيل أللى فى بطنها وحبنا لبعض يروح كده علشان ناس بتقول أنهم أهلى ومراتى وعيالى وأنا أصلا مش فاكرهم .. أنا حياتى بدأت من ساعة ما أتجوزت نجاة ورضيت بيها وعايش فى سلام وأمان تيجى أنت ياشيخ مجاهد عايز تطلعنى من الجنه وترمينى فى الضياع من تانى
- جرالك أيه يا فتوح أفندى مش أنت أللى طلبت أن أحنا ندور لك على أهلك وناسك ولما ربنا كرمنا ولقيناهم مش عايز ترجع ليهم
- ونجاة يا عم الشيخ والعيل أللى جاى يروحوا فين
- مفيش مشكله ياسيدى مسموح لك بالزواج مثنى وثلاث ورباع خليها على ذمتك وتبجى تيجى تزورها ولو مش لادد عليك الحال طلق القديمه وأجعد هنا
- ما أقدرش ياعم الشيخ أبعد عنها أنا مش مسافر معاك ..ولما ربنا يريد وترجع لى الذاكرة أنا لوحدى حقرر أروح لبيتى ولعيالى ولا أقعد هنا
ينقلب لهجة الحديث ويظهر الوجه الأهر للشيخ مجاهد : يعنى أيه مش مسافر يا فتوح أفندى هو لعب عيال .. بالعربى كده أبن عمى الشيخ رفاعى قاعد دلوقتى فى بيتك ومستنيك تيجى علشان يرجع معايا البلد
- وأيه أللى يخليه يقعد فى بيتى ياشيخ
- المباحث قبضت عليه على أنه هو أنت ورحلته لمصر ومراتك أتعرفت عليه وقالت للبوليس أنه هو فتوح نعمل أيه بجى عايز مراتك تروح فى داهيه وعيالك تتشرد لأنها عايشه مع راجل مش جوزها وشهدت شهادة زور.. ولا تيجى معايا من سوكات عند مراتك ونخلص أبن عمنا وبعد كده تعمل أللى تعمله.. تقعد فى مصر تقعد فى المنيا تقعد ماطرح ماتحب
- يسكت فتوح ويقع فى حيره فوضع رأسه بين كفيه ثم يقول : الصباح رباح ياشيخ مجاهد لما أقعد مع نجاة ونتفاهم
- أنت لسه حتشاور مراتك يا فتوح .. يادى النصيبه السوداء على رجالة البندر
- ياشيخ مجاهد بلاش الكلام ده وقوم نام ولا تحب تتعشى الأول
- كتر خيرك يا أبن البندر يا متنور
يحكى فتوح لنجاة عما حدث وسبب زيارة الشيخ مجاهد لهما
نجاة : مش جولت لك ان الراجل ده مابيجيش من وراه خير يا فتوح أهو جاى يخرب بيتنا ويبعدنا عن بعض
فتوح : ومين قالك أن أنا حسافر وياه ولا أروح لناس أنا أصلا مش فاكرهم
نجاة : طب حتعمل أيه فى الورطة أللى وقعت فيها مراتك اللى ورطها فيها رفاعى
فتوح : ماتقوليش مراتى أنا ماليش زوجة غيرك قبل كده أنا ما أعرفش حاجة
نجاة : طب وذنبها أيه المسكينة دى يا فتوح لا زم تخلصها من أيديهم وروح أتفاهم معاهم وقلهم أللى بتقولوا دلقويتى وعايز ترجع يا أبن الناس أهلا وسهلا مش عايز ترجع أنت حر وده يبقى نصيبى معاك وعيشتنا أنتهت لحد كده وأنا عامله حسابى لليوم ده
- عداك العيب يا نجاة ياأصيله.. صعيدية صوح .. وأنا مش حسافر مع الشيخ مجاهد ألا لما أخدك معايا على الأقل يعرفوا أنى متجوز وعايش وراضى بحالى
- أللى تشوفه ياسى فتوح أجيب أمى تجعد بالعيال على ما نرجع من مصر .. نام يا فتوح وأرمى حمولك على الله وهو حيفرجها من عنده
- ونعم بالله .. ومين بس يجيله نوم .. - نام يا فتوح وربك كبير وقول( قل لن يصيبنا ألا ماكتبه الله لنا)
الحلقة رقم (13)
فى حديقة الحيوانات
فى الصباح الباكر يخرج فتوح ونجاة بصحبة الشيخ مجاهد للتوجه إلى القاهرة
وقبل أن يصل القطار إلى المحطة أتصل مجاهد برفاعى
مجاهد : أيوه يا أبن عمى أحنا حنركب القطار وجيين على مصر قوللى حنتقابل فين علشان أنا مش عارف مصر كويس
رفاعى : أول ماتوصل محطة مصر أتصل بيه وأقولك تجيلى فين
يغلق مجاهد الموبايل ويستعد لركوب القطار الذى وصل للمحطة ونجاة لا تريد أن تتعامل معه وترد عليه بجفاء برغم ما أبداه لها من تودد وفتوح يجلس طوال الطريق وهو سارح فيما أدت إليه الأحدث من الوضع الغريب الذى وقع فيه
نجاة : مالك يا سى فتوح سرحان فى أيه .. أياك تكون حنيت لبيت وولادك
فتوح : بيت أيه وعيال ايه يانجاة .. أنا فاكر حاجة أنما بفكر لو رجعت لى الذاكرة هل حنساكى هل حنسى الأيام الحلوة أللى قضيتها معاكى
- الله أعلم ياسى فتوح .. أنا بقى مش حابب أن ترجع ذاكرتى تانى لأنى حتحرم منك ومن البلد ومن عيالك ومن الناس الطيبين أللى حبونى وحبتهم أنا طالع فى دماغى أن ننزل أنا وأنت فى محطة بنى سويف ونسيب الشيخ قرد ده ونرجع بلدنا
- أنا لو عليا نفسى أوافقك على كده أنما بفكر فى العواقب
- عواقب أيه أللى بتفكرى فيها أياك حخاف من الجماعة دولت
- مش قاصدى ياسى فتوح الناس دى مش حتسيبنا فى حالنا ده مشوار وأحنا أبتديناه فلازم نكمله للآخر وأللى ربنا رايد لنا بيه حنشوفه خليها على الله
يصل القطار على محطة القاهرة فيخرج الشيخ مجاهد الموبايل من جيبه ويعاود الأتصال بأبن عمه رفاعى
مجاهد : ايوه يارفاعى وصلنا محطة مصر .. أيه بتجول أيه أركب تاكسى وأروح جنينة الحيوانات .. وبعدين أسأل على قفص السبع وأروح أقف عنده وأنت حتجيلنا .. طب خلاص يا رفاعى فهمت وحعمل زى ما أنت عايز ما تتخلجش ما يبقاش خلج ضيج .
يركب الجميع تاكسى لحديقة الحيوانات ويدخلوا الحديقة و يسألون المارة حتى وصلوا لقفص الأسد والشيخ مجاهد يجول بناظره ليبحث عن رفاعى ويخرج الموبايل ويتصل به .. أنا وا جف زى ما جولت عند قفص السبع أنت فين بجى
يظهر رفاعى ومعه عطيات وبمجرد أن شاهدت فتوح جرت فى أتجاهه وهى تبكى وتحتضنه وفتوح فى حالة أستغراب مما يحدث
رفاعى : أنا وفيت بوعدى يا ست عطيات جوزك عندك أهه أشتعى به.. أفوتك بعافية.. سلام .. ياله ياشيخ مجاهد نمشى من هنا بسرعة
ولم يمشوا غير خطوات قليله حتى أطبق عليهم رجال المباحث من كل مكان ويقتادوهما إلى خاج الحديقة ويبقى ضابط المباحث ويسلم على عطيات بحرارة
الضابط : متشكرين ياست عطيات على الخدمه العظيمه أللى قدمتيها لينا وساعدتينا فى القبض على أخطر أثنين فى الصعيد وأدى عندك جوزك أهه الأستاذ فتوح خديه وأرجعى بيه بيتك مبروك
تجلس نجاة على الأرض من تعب الحمل وهى تشاهد عطيات وهى تبكى وتقبل فى فتوح وهو واقف ساكنا
فتوح : أهدى بقى ياست عطيات وتعالى نقعد ماتفرجيش الناس علينا .. قومى يانجاة ياله بينا
عطيات : مين نجاة دى يافتوح هى ما مشيتش ليه مع الصعايده
- تمشى أزاى ياست عطيات دى مراتى
- بتقول أيه أنت أتجوزت عليا فتوح بعد أللى عملته ده كله .. يالهوتى
- أنا أعرفك ياست أنت دى أول مره أتجوز فيها
تهدا عطيات وتتذكر انه فاقد للذاكره وأن زواجه أمر طبيعى فهو لا يعرفها ولا يعلم عنها شيئا ..
- طب تعالوا أنتم الأتنين معايا البيت حتى على الأقل ولادك يشفوك وتقعد فى بيتك كام يوم يمكن تفتكرنا ونشوف حنعمل أيه
فتوح : أيه رأيك يانجاة ..
نجاة تهز رأسها بالموافقة : نروح معاها علشان عايزه أقعد مع الست عطيات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق