خرزانة أمن مركزى
الحلقة رقم (1)
المشهد الأول : فى أحد ميادين القاهرة الكبرى يخرج صلاح وفتوح من مقر الشركة التى يعملان بها فيجدا جميع الشوارع مغلقة بقوات الأمن المركزى لتفريق المظاهرات التى أندلعت فى القاهرة بمناسبة يوم الغضب ..
- شايف المظاهرة كبيره قد أيه يا فتوح.. بينا نتفرج عليها
- مظاهرة أيه وزفت أيه يا عم صلاح قول ياباسط أنا ماليش ولا فى المظاهرات ولا الأعتصمات الواحد كده كافى خيره شره ومالوش دعوة بالحكومه وأبعد عن الشر وغنى له ياعم .. وبنقول يا حيطه دارينا خلينا نربى العيال
- ياعم تعال وبلاش جبن هو حد قالك تعال أهتف معاهم أو أمشى وراهم أحنا حنقف نتفرج وبس ( صلاح يقبض على ذراع فتوح ويجذبه فى أتجاه المظاهرة )
- سيب أيدى يا صلاح خلينى أروح أنا تعبان ومهدود من الشغل ومش ناقص مشاكل .. دولت شويه عيال من الجامعة عايشين فى مية البطيخ ولا دريانين بالدنيا.. كل واحد فيهم ناحل وبر أهله من مصاريف وأكل ولبس ومرعة وقلة صنعة وماشيين وراء ناس بتوجههم لمصالحها .. سيبنى وحياة أبوك يا أبو صلاح
- حترّوح أزاى يا جدع أنت .. ما أنت شايف ولا أتوبيسات ولا عربيات ماشيه فى الشارع غير أن الشوارع الفرعيه متقفله بالبوليس والأمن المركزى حتروح فين
- طب خلينا نتفرج من هنا بلاش نقرب منها عشان خاطرى
- ماشى ياسى فتوح أهى المظاهره جايه ناحيتنا ولا حنروح ولا حنيجى
- أنا مش عارف عاجبك أيه فى أللى العيال ده بيعملوه والبهدله أللى بيشفوها
- يا عم فتوح العيال أللى مش عاجبينك دول بيعبروا عن رأى الجماهير ورأى الناس فى أللى بيحصل فى غزه والأرض المحتلة والبوظان أللى مالى البلد
- تانى غزه والفليسطينيين مش كفايه أللى نابنا من تحت راسهم طوال الستين سنه أللى فاتوا والحروب والدم والشهداء والتجويع والأحتلال ماحدش أتبهدل وذاق المُر والمَرّار أكثر من الشعب المصرى
- ده قدرنا يا عم فتوح ومصر هى الدوله الأم لكل العرب ومن غيرها لا تقم للعرب قائمه
- لا ياشيخ يعنى مكتوب علينا الغُلب وغيرنا قاعد مبسوط ومتهنى وما نخدش منهم غير الجعحعة الفاضيه فى الفارغة والمليانه ..أمبارح كنت بتفرج على التليفزيون الراجل فى قناة الجزيرة مفيش على لسانه غير مصر عملت ومصر سوت وطلعنا عملاء للأمبريالية والصهيونيه.. مايبصش هو لبلده ويشوف أن أكبر قاعده عسكريه فى الشرق موجوده على أرضهم.. أنما تقول أيه أستهبال ممكن.. أستطناع.. تخليص تار بايت غِيِِرَه وحقد ماتعرفش .. أسكت يا صلاح أحسن الواحد أتفلق من العالم دى
- شايف يا فتوح المظاهرة كل ماده عماله تشد وتزيد وداخلين ناحيتنا والأمن المركزى بيهجم عليهم ورافعين الخرزانات ( يشهق فتوح من الرعب ويفلت من ذراع صلاح ويجرى ليحتمى بمدخل أحدى العمارات فينادى عليه ولا مجيب فقد أختفى )
يدخل فتوح من باب العمارة فتتلقاه عصى الأمن المركزى المتمركزين أمام باب العمارة فيخر جريحا وهو يتألم من قسوة الضرب ويغمى عليه وتدوسه أقدام الجنود الذين أندفعوا لتفريق المظاهرة
المشهد الثانى : فى عنبر للجرحى والمصابين فى المظاهرة يقف على الباب أثنين من رجال الشرطة.. يسمحوا بدخول الزوار بعد الأطلاع على تصريح الزيارة
يفيق فتوح فيجد نفسه فى المستشفى وحوله ناس لا يعرفهم منهم سيده تجلس بجواره وهى تبكى وشاب وشابه فى مقتبل العمر وهما فى هلعٍٍ وحزن يبدو فى عيونهم وهم يقبّلون يده ويمسحون قطرات العرق عن جبهته
فتوح وهو مستغرب ويتكلم بوهن : أنتم مين وأنا بأعمل أيه هنا
ترد عليه السيده وهى تبكى : أنا عطيات مراتك يا فتوح ياحبيبى مش عارفنى
- عطيات مين .. أنتِ مراتى أنتِ .. أمتى وفين حصل الكلام ده أنا أول مره اشوفك ياست أنتِ ..ومين العيال دى أوعى تقولى أنهم عيالى
- دى أنجى بنتك وده على أبنك يا فتوح
- فتوح مين ؟؟
أنجى : أنت فتوح يا بابا .. بص لى كويس يا عم فتوح وركز متقطعش قلبنا
الحلقة رقم (2)
بداية رحلة التوهان
فتوح وهو يحدق في زوجته وأولاده : مش فاكر أنى شوفتكم قبل كده .. قوموا لو سمحتم لأنى دماغى بتوجعنى وعايز أنام شويه ( يضع يده على رأسه الملفوفه بالشاش وهو يتوجع من الألم فيسرع أبنه لأحضار الطبيب المتابع لحالته )
الدكتور : مالك ياعم فتوح حاسس بأيه
- دماغى حتتفرتك يادكتور
- معلش شويه كده وحتبقى كويس بعد الحقنه دى..( يقوم بحقنه ويتوجه بالكلام لزوجته وأولاده )
- أتفضلوا أنتم ياجماعة لأنه أخد حقنه حتخليه ينام سبع ساعات فما فيش داعى لوجودكم هنا دلوقتى
عطيات : بس يادكتور ده مش عارفنى ولا عارف ولاده ولا عارف أسمه
الدكتور : أنت ماتعرفيش أن جوزك قعد فى غرفة العمليات خمس ساعات على ما وقفنا النزيف وعمليات التربنه أللى عملناها .. الراجل ده أنكتب له عمر جديد.. وفقدان الذاكره حيكون بصوره مؤقته لحد مايتجاوز مرحلة الخطر وهو ونصيبه ترجع ذاكرته بعد يوم أو أتنين أو عشره أو بعد سنوات الله أعلم ربنا يلطف بيه
تستمر عطيات فى التتردد على المستشفى لمدة عشرة أيام ومازال عم فتوح لا يتذكرها ولا يتذكر أى شيئ وفى يوم ذهبت للمستشفى فلم تجد فتوح فى سريره وبسؤال أدارة المستشفى أفادوا بأنه تم نقله إلى مستشف السجن كقرار النائب العام لأستكمال علاجه هناك لأنه من ضمن المطلوبين للتحقيق ويقال بأنه من الرؤس المدبره للشغب وقيادة المظاهرات
يقع الخبر كالصاعقة على رأس عطيات فتصرخ : فتوح جوزى أنا من الرؤس المدبره للشغب وقيادة المظاهرات .. حرام عليكم ياناس ياظلمه ده راجل غلبان وعمره ما دخل القسم ولا مشى فى مظاهرة أو حتى فى جنازه
- خلاص ياست ممنوش فايده ..ألحقى شوفى له محامى يحضر معاه جلسات التحقيق بدل مايروح منك خالص
تلطم على وجهها وهى تولول وتدعى على المفترى وأبن الحرام
التحقيق
المشهد الثالث : بمقر النيابه حيث يجرى التحقيق مع فتوح بحضور محاميه
وكيل النيابه : أنت ياسيد فتوح متهم بقيادة المظاهرات ومحاولة قلب نظام الحكم وأتلاف الممتلكات فما هو قولك فيما هو منسوب أليك أتفضل جاوب
ينظر فتوح حوله ولا يرد فيشخط فيه وكيل النيابه فيرد عليه : حضرتك بتوجه لى الكلام ولا فتوح
- مش أنت يابنى آدم.أسمك. فتوح سيد فتوح الموظف فى شركة البطوطى للبطاطين
- لا .. - أومال أنت مين ؟؟
- مش عارف أنا مين ممكن حضرتك تقولى أنا مين
يتدخل المحامى : أطلب من عدالة سيادتكم بالأفراج عن المذكور لأستكمال علاجه
لأنه كما يبدو أمامكم و نتيجة الضرب بخيرزنات الأمن المركزى فقد الذاكره ولا يستطيع الأدلاء بأقواله
- حنشوف الكلام ده يا أستاذ بعد عرض الشريط الفيديو الوارد من مباحث أمن الدوله لعله يتذكر ماحدث .. أثبت عندك وتم فك الحرز المرفق بأوراق التحقيق وهو عبارة عن شريط فيديو بأحداث مظاهرة 6 أبريل المسماه بيوم الغضب .. أدخل الشريط فى الفيديو وأقعد يا أستاذ أتفرج
( يدور الشريط وتظهر صورة صلاح وفتوح وهم يقفان فى ميدان عرابى وهم يتكلمان وبدون صوت.. وصورة فتوح وهو منفعل ويشير ناحية المظاهرة ثم وهو يجرى ليختبئ فى مدخل العمارة )
وكيل النيابه : أيه رأيك يا استاذ فتوح فى أللى شوفته
فتوح : انا عايز أسأل حضرتك هو مين أللى كان واقف معايا وأنا بكلمه وبيشدنى من دراعى ده
- هو ده السؤال الأول أللى حتجاوب لنا عليه
- الشخص ده أنا أول مره أشوفه أنا مش فاكر حاجة خالص
المحامى : يا سيادة الوكيل واضح جدا بأن موكلى لا يتذكر اى شيئ
وكيل النيابه :خلاص ياسيدى يعرض السيد/ فتوح السيد فتوح على الطبيب الشرعى لأثبات أن المذكور فاقد الذاكرة أو من عدمه ويجدد حبسه لمدة 3 أيام على ذمة التحقيق ولحين ورود تقرير الطب الشرعى ويراعى التجديد فى الميعاد
الحلقة رقم (3)
محمود بيه
يتم الأفراج عن فتوح من السجن بعد أن تبين للنيابه بأنه ليس هو الشخص المطلوب
وكيل النيابه : مبروك يا أستاذ فتوح أفرج عنك بضمان وظيفتك أتفضل خد أمر الأفراج علشان تروح تستلم بطاقتك ومتعلقاتك وترجع بيتك
- فتوح مين؟؟ وبيت ايه ؟؟ أللى أرجع له تانى أنا مش عارف حاجة ياباشا
- ييه.. يا عسكرى ياللى بره ..خد الأستاذ فتوح وأطلع بيه على الأدارة لتوصيله بمعرفتهم لبيته .. مع السلامه يا فتوح أفندى
يخرج فتوح بصحبة العسكرى ويمشى معه ليصل لمكتب المسؤل بالنيابه ليتم أخلاء سبيله وأرساله بمندوب إلى بيته فيأمره بتركه أمام الباب لحين النداء عليه.. يظل عم فتوح جالس القرفصاء أمام باب المكتب لعدة ساعات وهو يشاهد ناس بتدخل وناس بتخرج ولا أحد بيسأل فيه جاع وعطش ونداء الطبيعة يناديه فما كان منه ألا أن قام يبحث عن دورة مياه
وعندما عاد لمكانه وجد باب الغرفه مفتوح ولا يوجد بداخلها أحد فسأل أحد الجنود ..هو البيه أللى جوه المكتب ده راح فين
العسكرى : قصدك محمود بيه .. روّح ولسه نازل دلوقتى ممكن تحصله على السلم ( يجرى فتوح على السلم وهو ينادى محمود بيه.. محمود بيه ..حتى وصل إلى الدور الأرضى وهو ينادى فأشار أحد الجنود بأنه يمكن أن يلحقه على البوابه فيجرى فى أتجاه البوابه وهو ينادى ..فيقول له حرس البوابه بأنه خرج من لحظات وهو يركب العربه الجيب أللى بتجرى قدامك دى يخرج من البوابه ويجرى خلف السيارة وهو ينادى حتى أختفت من أمام ناظره فيجلس فى الأرض وهو محطم يائس.. فماذا يفعل الأن وهو لا يعرف له اسم او عنوان فلا بد أن يرجع لمبنى النيابة مرة أخرى لعل أحد يدله ويعطيه عنوان منزله ويستلم بطاقته وأوراقه والمبلغ الموجود فى الأمانات
يدخل على البوابه التى خرج منها منذ دقائق فيتم أيقافه
- أنت رايح فين يا جدع أنت
- أنا عايز أقابل المسؤل هنا ..ورقى وبطاقتى عندكم
- أبعد يا جدع أنت .. أبقى تعالى الصبح ونخليك تقابل أللى أنت عايزه مفيش حد موجود دلوقتى كل الناس روحت
- يعنى أيه مفيش حد هنا.. أروح فين وأبيت فين دلوقتى
- ياعم روح ماطرح ماطروح أنت حتوجع دماغنا .. أمشى بقى لأحسن نحبسك
- أنا يابنى بقى عايز أتحبس
- ياعم روح الله ما يسيئك.. أبعد من هنا أحسنلك
- لا بقى أنا مش منقول من هنا هات أجعص جعيص عندك وآدى قاعده
- يا عم الحاج قوم من هنا أحسن لك.. أحسن مش حيحصلك طيب
- مش قايم ورينى حتعمل أيه
- مش عارف أيه البلاوى دى بتتحدف علينا منين .. قوم ياعم فى عرضك ربنا يهديك وتعال الصبح عشان خاطرى بدل ما أخد جزاء من تحت راسك
- مش قايم ورينى حتعمل أيه
العسكرى يقوم بالأتصال بحكمدار البوابه : يا حصول حسن تعال لو سمحت فيه راجل مجنون قاعد على البوابه ومش عايز يقوم وعايز يقابل محمود بيه أو أى مسؤل – طب أقفل أنا جاى أشوفه
يجذب الصول حسن فتوح من لياقة الجاكته ليقف أمامه والأخير يرفض أن يتحرك من مطرحه
- قوم ياراجل أنت وألا قسما عظما حبعت أجيبلك بتوع السرايا الصفراء يشلوك
- هات أللى تجيبه أنا مش منقول من هنا.. حروح فين أنا لا عارف بيتنا ولا عارف أسمى ولا معايا بطاقه وكل ده موجود عندكم عند محمود بيه بتاعكم
- ماشى يا عم المجنون.. يظهر أن مخك ضارب فعلا.. أنت الجانى على نفسك
يغيب بالداخل الصول حسن ويتصل ببوليس النجده ويخبرهم بوجود مجنون أمام بوابة نيابة أمن الدوله العليا .. وبعد دقائق تحضر عربة بوليس النجده للقبض عليه وتتجه به لقسم المعادى ليوضع بالحجز فى أنتظار العرض على الضابط النوبتجى
المشهد الرابع : فى قسم البوليس يقف فتوح أمام ضابط برتبة ملازم لأخذ أقواله
الضابط : اسمك وسنك وعنوانك
فتوح : ما أعرفش .. يعنى أيه ماتعرفش أكلم أحسن لك أنا مش ناقص جنان وألا حعرفك أزاى تتكلم
فتوح : أحلف لك بأيه ما أعرفش أنا كل أللى فاكره أنى كنت محجوز فى المستشفى وطلعت منها على السجن ومن السجن على النيابه أللى أفرجت عنى وأخدنى عسكرى وقعدنى قدام مكتب وسابنى ومشى وقاللى حيندهوا عليك دلوقتى علشان يدوك بطاقتك وفلوسك وعنوان بيتكم فضلت قاعد ويادوبك روحت دورة المياه ورجعت لقيت الأوضه فاضيه.. سألت الناس اللى هناك قالوا لى ورقك عند محمود بيه أللى خرج دلوقتى فضلت أجرى وراه ما حصلتوش فرجعت تانى النيابه وحضرة الصول اللى على البوابه رفض يدخلنى فقعدت قدام الباب لحد ما تشوفوا لى حل وآدى كل الحكاية ( ينظر أليه الظابط وهو مندهش هل يصدقه أو يكون الراجل ده مجنون حقيقى أو يخلى سبيله ويتحمل مسؤليته ..فيقوم لرئيس النوبتجيه ويحكى له ما حدث وكيف يتصرف )
رئيس النوبتجيه : بقولك أيه أرميه فى الحجز وبكره يتعرض على النيابه العامه وأكتب الكلمتين أللى قالهم فى مذكرة العرض ..والنيابه هى تتصرف.. تفرج عنه.. تبعته مستشفى المجانين تأمر بحبسه .. هم حرين يعملوا فيه أللى يعملوه يا أخى
الحلقة رقم (4)
مباحث أمن الدوله والشيخ رفاعى
فى اليوم التالى يتم عرض فتوح على النيابه العامه ومعه مذكرة قسم الشرطة
وكيل النيابه : أسمك وسنك ووظيفتك ومحل أقامتك
فتوح : تانى نقول ثور يقولوا أحلبوه .. أنا نفسى ياناس أعرف أنا مين وأسمى أيه وساكن فين وأيه أللى جابنى عندكم ..ححكيلك ياباشا من الأول صلى على النبى.. وكيل النيابه : عليه الصلاة والسلام أحكى ياسيدى وسمعنا
فتوح : من الأخر وعلشان مطولش عليك أنا أنسان فاقد للذاكره والطبيب الشرعى بتاعكم أثبت ذلك ونيابة أمن الدوله أفرجت عنى وبعتتنى مع عسكرى للأدارة عشان يدونى ورقى وبطاقتى وعنوان بيتنا .. وعلشان حظى الأسود البيه روح ونسانى فجريت وراه ومحصلتوش فرجعت لهم تأنى قاموا أفتكرونى مجنون وودونى القسم بييّت فيه ليله وحولونى على سعادتك علشان تشوفلى حل
وكيل النيابه : فهمت ياسيدى ( يرفع سماعة التليفون ويتصل بنيابة أمن الدوله ويحكى لهم قصة فتوح ويستفسر منهم على صحة كلامه يبدو على وجهه الأمتعاض والحيره ويضع السماعة جانبا ويوجه كلامه لفتوح : ما حدش عارف حاجه عنك فى أمن الدوله
فتوح : طب والعمل ياباشا
- العمل عمل ربنا ..خمس دقايق وحرجعلك تانى
يغيب عند رئيس النيابه ويرجع وهو ينفخ ويجلس على مكتبه ويكتب فى الأوراق التى أمامه وينادى على العسكرى الذى بالخارج
- خد الراجل ده وأرجع بيه القسم تانى وخلى رئيس المباحث ينفذ التأشيره الموجوده على المذكره .. أتفضل يا عم فتوح
- يخرج فتوح وهو يضرب كفا بكف ولكنه مطمئن فسوف يجد مكان يبيت فيه بدلا من النوم فى الشوارع والضياع .. ويعود ليدخل الحجز من جديد فى أنتظار تحريات المباحث لمعرفة شخصيته
فى اليوم الرابع يتم عمل فيش وتشبيه وأخذ بصماته للبحث عنه ضمن المجرمين والهاربين والغائبين المسجلين فى أدارة البحث الجنائى .. فلم يستدل عليه وتمر الأيام وتأخذ له صوره لتوزيعها على الأقسام ومباحث أمن الدوله فتأتى أشاره مستعجله بتسليم المذكور فورا لها لأنه جارى البحث عنه ..فيخرج معه مندوب وفى يده الكلبشات للعرض على مباحث أمن الدوله .. يدخل به المندوب على أحد الضباط الذى يرتدى الملابس المدنيه فيرحب به أحسن ترحيب وهو مبتسما أبتسامه عريضة ويأمر العسكرى الحرس فى فك قيوده ويطلب من فتوح الجلوس
الضابط : أهلا وسهلا بك يا شيخ رفاعى.. حلقت ذقنك ليه ياراجل دى مش سُنّه
فتوح وهو مستغرب : رفاعى مين !! أنا أسمى الشيخ رفاعى وكنت مربى ذقنى وحلقتها جديده دى ..يجوز ياباشا .. بس تصدق وتآمن بالله أنا ولا فاكر حاجة
- أستهدى بالله كده يامولانا وأقعد كده أشرب ينسون الحكومة أللى بتحبه ونقعد ندردش وأن شاء الله خير .. يرن الجرس فيدخل العسكرى مهرولا : تمام ياباشا ..
- ينسون هنا بسرعة لمولانا الشيخ رفاعى
فتوح : مابحبش الينسون ياريت تكون حاجة صاقعة وسندوتش.. ماشى يامولانا
يجلس الضابط على مكتبه ويفتح ملف أمامه ويتصفحه ويخرج منه صوره فوتوغرافيه لرجل ملتحى شديد الشبه لفتوح ويضعها أمامه
- دى مش صورتك وأنت مربى ذقنك يا سيدنا
ينظر فتوح فى الصوره ويتأملها جيدا ويضعها جانبا وهويتعجب
- شوف ياباشا أنا حاليا فاقد الذاكره ومش عارف أنا مين يجوز أكون الشيخ رفاعى وأنا مش واخد بالى وممكن أكون عمرو أو زيد أو حسنين
- لكن صورتك أللى عندنا بتأكد أنك الشيخ رفاعى من أمراء الجهاد الأسلامى فى الصعيد وعضو الجناح العسكرى والمتهم الأول فى قضية حرق محلات الفيديو والسطو على محلات الذهب فى أسيوط
- يا صلاة النبى كده نبقى وصلنا لحبل المشنقة
- والله بأيدك تلف حبل المشنقة حولين راقبتك أو تفكه لو شغلت مخك معانا
- أزاى يعنى أشغل مخى.. مش لما يكون فيه مخ أصلا
- يعنى تدلنا على أفراد التنظيم وأماكنهم والرؤوس الكبيره بتوع الجماعة ومين أللى بيمولكم وأوعدك أننا حنحميك ونعتبرك من التائبين وتخرج من هنا زى الفل
- أنا مستعد أنفذ أللى بتقول عليه ياباشا بس عالجنى الأول علشان ترجع لى الذاكره وأفتكر أساميهم وعنوانينهم وكل أللى طالبينه .. ياباشا أنا مخى أتمسح وبقى عامل زى الورقة البيضا ..ومش عارف أصلا أنا مين
- نفسى أصدقك لكن الكلام أللى مكتوب هنا بيقول أنك ذكى جدا وحويط جدا ومش حينفع معاك غير جهاز كشف الكدب أتفضل معايا..
الحلقة رقم (5)
جهاز كشف الكدب
يوضع فتوح على جهاز كشف الكدب ويبدأ أستجوابه بواسطة الخبراء
المحقق : أسمك وسنك
فتوح : ما أعرفش.. ساكن فين ..ما عرفش ..عندك كام عيل ..ما عرفش .. أنت عضو فى جماعة الجهاد ما عرفش .. ما عرفش.. ما عرفش.. ما عرفش
يتوقف المحقق عن الأسئله بأشاره من مشغل الجهاز فيترك فتوح ويخرج من الغرفه – أيه النتيجة يادكتور
- الجدع ده باين عليه يا فاقد للذاكره فعلا .. يا مدرب جيدا على أسلوب خداع جهاز كشف الكدب .. الواضح أمامى أنه مابيكدبش ومابيعرفش حاجه خالص
يصحب الضابط فتوح ويخرج به من الغرفه ويتم تسليمه لأحد العساكر ليوضع فى الحجز لحين الوصول لحل لمشكلته
يعرض الضابط تقريره على رؤسائه ويترك لهم حرية التصرف بعد أن أرفق رأيه فى التقرير ..يوافق المدير على رأى الضابط وهو تسليم فتوح لأهله فى أسيوط مع وضع رقابه مشدده عليه للوصول إلى عناصر التنظيم السرى
يخرج فتوح بصحبة حرس خاص لتسليمه فى نيابة أمن الدوله بأسيوط ومعه قرار بالأفراج عنه وتسليمه لأهله
يصل فتوح بالقطار إلى محطة أسيوط فيجد العشرات من الأخوة الملتحين فى أستقباله ويقف أعداد أخرى منهم أمام النيابه وهم يهتفون: الله أكبر الله أكبر ظهر الحق ...وبعد الأجراءات يتم تسليم فتوح لأبن عمه الشيخ مجاهد
وكيل النيابه : أمضى هنا يا شيخ مجاهد بأستلام أبن عمك الشيخ رفاعى
ينظر الشيخ مجاهد لفتوح وهو يبتسم بخبث ثم يقبل عليه ويحتضنه : حمد لله على السلامه ياواد عمى.. بينا نقوم تشوف أهلك وناسك أللى مستنيينك على شوق .. كفاره ياراجل ماكناش عارفين فين أراضيك.. متشكرين يا سيادة الوكيل ..يمضى على الأوراق ويأخذ فتوح تحت أبطه وهو يمشى معه وهو مذهول ولا يعرف تفسير مايحدث أمامه.. ويحدث نفسه :معقول أنا كنت عايش هنا فى الصعيد أومال لهجتى وكلامى مش زيهم ليه .. مش مهم طالما وجدت لى أهل وناس وأسم
يخرج من النيابه فيقبل عليه الأهل والمريدين وهم يقبلون يده وبين عينيه بحب وحرارة وهو كالتمثال الثلجى لا يصدر منه أى أنفعال أو تجاوب ويسمع أحدهم وهو يكلم زميله : الشيخ رفاعى أتغير خالص صوته وشكله وهيبته ومنظره
الأخر : ياولدى ربنا يتولاه أكيد من أللى شافاه من تعذيب فى المعتقل ربنا كبير قادر على كل ظالم .. ولا حول ولا قوة ألا بالله
يركب فتوح مع ولاد عمه العربات البيجو والميكروباسات الموجوده بالخارج ويتجه الركب بهم إلى قريتهم فى ديروط وبمجرد دخولهم القريه تسمع طلقات النيران من الرشاشات والزغاريط فى كل أنحاء القريه أحتفالا بخروج شيخهم وكبير بلدهم من المعتقل
تتوقف السيارات أمام دوار كبير فى وسط القريه وينزل الشيخ مجاهد ويأمرالناس بالأنصراف الأن فالشيخ رفاعى مجهد ويحتاج لراحة وعندما يسترد عافيته سيستقبلهم جميعا فى مسجد القرية .. ينصرف الجمع الغفير فمنهم غير مصدق بأنه الشيخ رفاعى ومنهم من يؤكد بأنه هو بعينه ولكن التعذيب وحلاقة ذقنه ولبسه لبس الأفنديه هو الذى غير من شكله وهيئته
يدخل فتوح والشيخ مجاهد الدوار فتندفع السيدات والبنات والأولاد للتسليم عليه وتقبيله فيمنعهم الشيخ مجاهد بصوته الجهورى
- أبعدى ياوليه أنت وهى ماحدش يجرب منه وألا حطخه فى نفوخه الراجل تعبان ومحتاج ينام شويه .. وأنت يا صابرين يا أختى حضرى الحمام وهدمه لدوزك وهاتى لنا الأكل فى أوضة الضيوف
تقف صابرين وهى متردده وتبحلق فى فتوح وتدعك فى عينيها وتهمس فى أذن الشيخ مجاهد : مين الراجل ده يامجاهد ياخويا .. ده مش الشيخ رفاعى
- أكتمى خالص جبر يلمك وأوعى تجيبى السيره دى قدام حد وألا قسما عظما لطربج الدار عليكى وعلى عيالك .. أنجرى بسرعة أعملى أللى بجولك عليه ولينا كلام بعدين
الحلقة رقم (6)
رفاعى الحقيقى
يجلس فتوح أمام صنية الطعام التى أعدتها صابرين وشهيته تفتحت بعد أن أستحم وأرتدى الملابس الصعيديه وأمامه الشيخ مجاهد
- بسم الله ياشيخ رفاعى حاجة كده على ما قسُم فراخ وبط ولحمه عمرك مادقتهم فى المعتقل .. كُل ياراجل وبر نفسك
فتوح وهو يلوك الأكل فى فمه بشراهة : ألا قولى ياشيخ مجاهد أنت متأكد أننى الشيخ رفاعى وأن الست أللى بره دى مراتى والعيال أللى ماليه الدار دى عيالى
- متأكد.. وألا متأكد دى ..جرالك أيه ياشيخ رفاعى كُل أومال ومتسألش
- يا عم مجاهد أنا راجل فاقد الذاكره وما عرفش أنا مين وأسمى أيه وأيه أللى بيحصلى .. لو تعرف قوللى وحياة أبوك أنا تعبت
- يعنى لو عرفت حتصدق.. أنت بجى الشيخ رفاعى بشحمه ولحمه وأللى يقول غير كده يبجى مايعرفش حاجة .. بلاش تصدقنى .. مش مصدق الحكومه كمان أللى جابيتك لحد هنا .. كُل كُل بكره لما تنام وتستريح تبجى كويس وزين.. وعشان ماحدش يتعبك.. ويضايقك لعب العيال ودوشتهم حخدك معايا تبيت فى دارى كام يوم لحد ماتبقى كويس نبجى نرجعك دارك .. بطلت أكل ليه .. أياك يكون الوكل مش عاجبك عاد .. ولا واخد على أكل السجن
- خلاص أنا شبعت فين الميه أغسل أديا
- تعال معايا.. الدار باينها أصبحت غريبه عليك ياولد عمى ..ألا قولى دماغك أللى مسحوها المفتريين الظلمه مسحوا منها كلام ربنا كمان
- أهى دى لأ ..جميع سور القرأن أللى كنت حافظها قاعده زى ماهيه ودى كانت سلوتى فى الهم أللى كنت فيه
- ماشاء الله وحافظ كام سوره على كده
- جزأ عمّ ونص الجزأ الأول
- عال ..عال.. خد الفوطه نشف أديك ويلا بينا فى الدار عندى نشرب الشاى وندردش لحد ما تنام .. دارى لطع فى داركم
يجلس فتوح والشيخ مجاهد فى المندره وهم يشربون الشاى ويتحدثون ويثرثون ويحكى ماحدث له حتى وصل لهم وهو يجيل بنظره بالمكان ويحاول أن يتذكر أى شيئ ولكنه لا يستطيع والأبتسامة تزداد أتساعا على وجه الشيخ مجاهد ولا يعلق وعندما دخل الليل أحس بصوت حركة غير عاديه بالخارج ويدخل عليهما رجل ملُثم ويلقى السلام ويجلس بجوار الشيخ مجاهد وعينه لا تنزل من على فتوح وكل فتره يميل على أذن الشيخ ويهمس فى أذنه فيستغرب فتوح ويسأله
- ما عرفتناش بالأخ أللى مخبى وشه ياشيخ مجاهد
- حتعرفه بعدين وكل وجت وله أذان مستعجل على أيه
- ماهى حاجة تمخول واحد مغطى وشه زى قطاعين الطرق هو فيه أيه ياشيخنا
- عايز تعرف مين ده ضرورى ولا تستنى شويه لما تاخد علينا .. هات المصحف من عندك ياولد عمى .. أحلف على المصحف ده أنك تحفظ السر أللى حنقولك عليه ولو فتحت خشمك لأى مخلوق مفيش غير طلقة فى دماغك بعشرة صاغ
- من غير طلقة ولا حلفان سركم فى بير ياشيخ مجاهد
الشيخ مجاهد يرفع الكوفيه التى يغطى بها الضيف وجهه : أللى قدامك ده الشيخ رفاعى الحقيقى أللى بعتاك المباحث علشان تقبض عليه وتكشف سره
يقف الأثنان أمام بعضهما وهما ينظران لبعض مره ولأنفسهما مرة أخرى ويتعجبان ولا يتكلم فتوح وهو فاتح فمه بأستغراب
فتوح : مش فاضل غير يبقى لى دقن وأبقى صورة طبق الأصل منه ياشيخ مجاهد
مجاهد : أنت أكبر خدمه قدمتها لينا مباحث أمن الدوله .. بعد ما دقنك تكبر وتربيها زيه حترحل من هنا .. ويرجع رفاعى الحقيقى لداره ولعياله ولمراته وما نقدرش نعمل الحكاية دى دلوقتى لأن العينين علينا كان ممكن الشيخ رفاعى يحلق دقنه دلوقتى ويبقى شكلك لكن حنسيبك أنت تمثل دوره لحد ما نشوف المباحث ناوية تعمل أيه وبعتاك لينا ليه .. فاهم
فتوح : فهمت ياشيخ مجاهد .. سركم فى بير وأللى عايزينه حعمله بالحرف لكن ليه رجاء يا عم الشيخ أنك تدور لى عن أهلى وناسى وترجعنى لهم وتبقى خدمة قصد خدمه
رفاعى : لك حق يا سيدنا الأفندى أللى يعمل معانا واجب ويخلص لنا عمرنا ماننسى جميله ونشيله فوق راسنا ومن بكره حندور لك على أهلك خده ياشيخ مجاهد بكره وأعمله تصويره فى البندر وهات نديها لرجالتنا من الأخوة والأخوات يدوروا على أهله فى مصر كولتها من قبليها لبحريها أستريحت يا أستاذ
فتوح : أنا فاكر أنى لما كنت فى المستشفى بتعالج فى مصر كان فيه واحده ست بتجيلى هى وعيالها أسمها عطيات وبتقول أننى جوزها وكانت بتنادينى بأسم فتوح ولكن بعد كده ماشوفتهاش لأنى ضعت بين الأقسام والنيابات
رفاعى : كلام زين وفرت علينا البحث ونبتدى من القاهرة .. حاول تفتكر أى معلومات تانيه عن الست دى
- مش قادر دلوقتى وكل مأفتكر حاجة حقولكم
الشيخ مجاهد : قوم ياعم فتوح أستريح وبكره الصبح حرسيك على كل حاجة وأنت ياشيخ رفاعى ماتهوبش ناحية دارك زى ما أتفقنا لتبوظ كل الترتيبات
تصبحوا على خير .. قوم يارفاعى أرجع للجبل قبل النهار يطلع
الحلقة رقم (7)
خطة الشيخ مجاهد
تتوطد العلاقة بين فتوح والشيخ مجاهد وهو لا يألوا جهدا فى راحته ولكنه أحس بأنه قد أنتقل من سجن حكومى إلى سجن جديد بدون قضبان وسجانه هو الشيخ والأخوة والمريدين فلا يستطيع أن يتحرك خطوة واحدة خارج البيت
أقصى مكان هو المضيفه والجلوس أمام الدوار فى الليل وهو يتحمل لدغات الناموس المتوحش.. وفى أحد السهرات يفضى فتوح مابنفسه للشيخ مجاهد
- أنا زهقت ياشيخ مجاهد من القاعده وتعبان ونفسى أشغل وقتى بدل القاعده دى أللى منهاش فايده .. عايز أخرج ألف فى البلد أشم هواء أغير مناظر بدل الحبسه
- كل شيئ بأوانه يا واد عمى .. الناس كلها دلوقتى عارفه أنك مريض وما بتخرجش من الدار لحد ما تتعافى وبعدين أحنا عاملين حسابنا لحد مادقنك تتطول حترحل من هنا وأللى حينزل ويلف فى البلد هو الشيخ رفاعى الحقيقى
- ياعم الشيخ أنا بقى لى شهر هنا ومفيش حس ولاخبر عن بحثكم عن أهلى وناسى هل حقضى عمرى هنا معاكم
- يا فتوح أفندى أن الله مع الصابرين وولادنا بيدوروا على أهلك مش ساكتين وبعدين لو على الزهق ياسيدى ممكن نجوزك واحده من الأخوات تسرى بيها عن نفسك وتنشغل بيها شويه على بال ما نلاقى أهلك قولت أيه
- يا عم الشيخ أتجوز أيه بس هو أنا حلتى اللضى ده أنا قاعد عواطلى ولا شغله ولا مشغله تقدر تقوللى حصرف عليها منين ولا حعيشها فين
- أولا ما تقولش على نفسك أنك عواطلى لأنك بتشتغل وبتقدم أكبر خدمة للدين وللجهاد فى سبيل الله
- ياشخ مجاهد قعدتى فى البيت زى الولايا وتمثيلى لدور الشيخ رفاعى بتسمي ده شغل وجهاد فى سبيل الله
– أيوه شغل وجهاد عظيم ومكافئة لك حنجوزك واحده من الأخوات الأرامل ودى كانت زوجه شهيد من الجماعة .. أنتظر يومين كمان وحنعقد لك عليها وتاخدها وترحل بيها هى وعيالها لبلدها فى المنيا تعيش بيها هناك ومصروفكم حييجى لكم اول كل شهر بشرط أنك تنفذ كل طلبتنا وحنفتح لك دكان فى بلدها سبوبه تاكل منها عيش بالحلال كل شيئ مترتب مالكش دعوة أنت
- جواز ورحيل من هنا.. أن جيت للحق أرحم من الحبسه ياشيخ مجاهد .. طب أحكى لى على العروسه ياعم الشيخ ظروفها شكلها معاها كام عيل وهل هى موافقه على كده كبيره ولا صغيره حلوة ولا مش قد كده
يضحك الشيخ مجاهد ويضرب برفق على ظهر فتوح : ماتخافش العروسه مليحة جوى لما حتشوفها حتعجبك ..ومعاها عيلين بس.. وكفايه ياراجل أنك حتتجوز مرات شهيد وما عندناش ست بتتشرط زى بتوع البندر يافتوح أفندى.. نام أنت وعلى ربك التساهيل
- طب سؤال ياشيخنا حتجوزها أزاى وأنا ما عنديش بطاقة
- ماتشلش هم الموضوع ده كله معمول حسابه ..من بكره حيكون عندك بطاقة جديده بأسم جديد وسكن جديد أصبر على رزقك
- دلوقتى المباحث بتدور على الشيخ رفاعى الحقيقى يعنى لو قبضوا عليا فى المنيا حتعمل أيه
- يقبضوا عليك أزاى يا فتوح أفندى وقدامهم هنا الشيخ رفاعى نفسه وبعدين ياسيدى أنت حتحلق دقنك وشعرك وتربى شنبك زى الأفنديه ومعاك بطاقة بأسم تانى وحتعيش فى المنيا بلد مراتك وماحدش حيعرفك بعد كده الصعيد واسع ياولد
- أمرى لله ياشيخنا بس أنا قلبى حاسس ولا بلاش
- قول ماتخبيش يا فتوح أحنا بينا عيش وملح
- بالعربى كده أنا خايف لأنكشف وتقبض عليا المباحث وأشيل الليله كلتها وبلاوى الشيخ رفاعى وأروح على المشنقه عدل
- قول لن يصيبنا ألا ماكتبه الله لنا .. تصبح على خير
الحلقة رقم (8)
دخلة فتوح على نجاة
وبعد صلاة العصر يحضر الشهود والعروس وهى منتقبه ولا يظهر غير عينيها الحائرتين وبعد قليل يحضر المأذون برفقة الشيخ مجاهد ليبدأ أجراءات العقد
فتوح : أستنى يا شيخ مجاهد ما تكتبش عايزك فى كلمتين لوحدينا
مجاهد : خير يا فتوح أفندى
فتوح : فين الأول البطاقة .. أهه معايا حتخدها بعد الكتاب وكتبنا فيها أسمك فتوح عبد الحميد الفولى الوظيفه تاجر محل الأقامه قرية الشيخ فضل محافظة المنيا بلد مراتك ..تاريخ الميلاد أهه قدامك عايز أيه أكثر من كده
- طب مش أعرف الأول أسم العروسه وأشوف وشها .. عايزنى أتجوزها على المغمض ياشيخ مجاهد.. الشرع والدين بيقول كده
- ومين قال أنك مش حتشوفها يا فتوح أفندى تعال معايا ( يسير خلفه وهو يأمر الحريم بالأبتعاد وترك العروسه منفرده ويطرق الباب ثم يدخل وورائه فتوح فيجد العروس جالسه فى ركن الأوضه وهى خجلى وتنظر إلى الأرض
الشيخ مجاهد : هذا عريسك يا نجاة أكشفى وجهك يابنيتى بحق شرع الله
تكشف نجاة وجهها وتنظر إلى فتوح الذى وقف مذهولا من حسن وجهها وجمال عينيها التى بداخلها حزن دفين يخفق له القلب .. بعد أن ألتقت عينه بعينيها فشعر بقبول واطمئنان لها ووقف صامتا وهو يركز فى دقة وجمال ملامحها
الشيخ مجاهد : هيه قولت أيه يا أستاذ
- قولت على خيرة الله يامولانا .. طيب بينا نكتب العقد أتفضل أستنى فى القاعة على ما أتكلم مع العروسه وآخد رأيها
يخرج الشيخ مجاهد بعد قليل وهو يبتسم ويربت على كتف فتوح ويهنئه وهو يقول: مبروك يا عريس العروسة وافقت عليك
تتم أجراءات العقد فى هدوء وتقوم نجاة بالتوقيع على وثيقة الزواج هى وفتوح الذى يجلس وهو سعيد بهذه الزيجة التى لم تخطر له على بال .. وبعد صلاة العشاء يأمر الشيخ مجاهد فتوح ليدخل على عروسته متمنيا لهما الرفاء والبنين بعد أن أوصاه بها خيرا فهى يتميه وأنها قريبة زوجته
يدخل فتوح غرفته وقلبه يخفق وهو متردد كأنها أول مره يتزوج فيها فيجد نجاة قد أرتدت قميص نومها وفكت شعرها وكحلت عيناها وجلست على طرف السرير وهى تنظر إلى الأرض فى خجل وأمامها صنية العشاء على أرضية الغرفة فيلقى عليها تحية المساء ويجلس بالقرب منها وقد ألجمت الفرحة لسانه وظل ساكنا وتمر دقائق كأنها الدهر وهم جالسان لا يتكلمان وأخيرا تتكلم نجاة بصوت هامس : أتفضل العشاء يا أستاذ .. يتجرأ قليلا فتوح فيأخذ يدها ويجلس بها على الأرض أمام صنية العشاء وهو ينظر إليها ولا يتكلم
هى : أتفضل كُل ..الأكل ده أنا عملاه بأيدى شوف حيعجبك أكل الصعايده ولا واخد على أكل البندر
فتوح : طالما الأكل عملها بأيديكى حيبقى طعمه زى السكر .. بسم الله يانجاة
ويبدأ الأكل وهو يعزم عليها وهى تعزم عليه وتبدأ حالة التوتر تذوب بينهما رويدا رويدا فتقوم نجاة من جواره لعمل الشاى وعيناه لا تنزل من عليها وهى تتحرك جيئة وذهابا فى الغرفة لتدخل فى قلبه السور والرضا بهذه الزيجة التى لم تخطر على باله .. وتجلس بجانبه بعد أن صبت له الشاى ويبدأ بالكلام فيحكى لها حكايته بكل تفاصيلها وهى تبتسم ولا تعلق ولكنها تنظر له بين الحين والأخر فى دلال وخجل يجعله يتوقف عن الكلام وبعد أن أنهى قصته ضحكت نجاة : ما هو أنا عارفه أنك مش الشيخ رفاعى
عمى الشيخ مجاهد حكى لى على كل حاجة وعارفه أنك فاجد الذاكره وبتدور على أهلك .. قل قولى يا سى فتوح لو لجيت أهلك حتفوتنا وترجع لهم
فتوح : معرفش والله يانجاة يمكن ربنا رايد أنك تكونى عوض عن أهلى وناسى أللى مش عارفهم
- شوف ياسى فتوح أنا راضيه بنصيبى وأللى ربنا قاسمه
- ونعم بالله ما تيجى نقوم ننام ونبقى نكمل كلامنا بكره والأيام جايه كتير ياعروسه وخلينا نفرح الليله دى
- أمرك ياسى فتوح .. قوم صلى بينا ركعتين شكر لله الأول عشان ربنا يبارك لنا فى عيشتنا
الحلقة رقم (9)
حكاية نجاة
يصحو فتوح وهو يتثائب فلا يجد نجاة بجوارة فقد قامت تعد الفطار وتدخل عليه وهى مبتسمه وهى تقول: صباحية مباركه يا عريس أصحى بجى بلاش كسل
- صباح الخير يانجاة أنت صاحية من بدرى ليه يا عروسه
- حتفضل تجولى يا عروسه أحنا كبرنا على شغل العرايس ياسى فتوح
- حتفضلى كده عروسه على طول فى نظرى .. ألا قوليلى يا نجاة ولادك فين
- صبحى وصبحيه سفرتهم البلد عند أمى ولما يأذن لنا الشيخ مجاهد بالسفر حنحصلهم .. وحشونى جوى جوى ياسى الأستاذ
- هانت يا نجاة ألا قوليلى يانجاة
- جرى أيه ياسى الأستاذ صاحى مابطلتش أسئله قوم الأول خد حمامك أنا مسخنه ميه وتعال صلى الصبح ونغير ريجنا ونشرب الشاى ونتكلم براحتنا
- ماشى ياست نجاة .. يقوم وهو يتمطع وهو يقول : ياسلام ياولاد ده الجواز حلو بشكل..تدارى نجاة ضحكتها وتسرع لأحضار ملابس فتوح ليرتديها بعد الحمام
يجلس فتوح وهو يشرب الشاى مع نجاة ويضحكان سويا وتغمرهما السعادة والحب والوفاق
فتوح : عارفة يانجاة أكنى أعرفك من زمان وحاسس أن الدنيا مش سيعانى
نجاة : ووحده واحده ياسى فتوح أنا مش جد الكلام الحلو ده كله
- أنت تستهلى كل خير .. ألا قوليلى يا نجاة أنت ماتجوزتيش بعد المرحوم جوزك
تسكت قليلا وتسرح وتبدو الدموع فى عينيها فينزعج فتوح ويطيب خاطرها : أنا آسف يانجاة لو كان سؤالى زعلك وفكرك بالمرحوم
تمسح دموعها :من حجك تسأل يا استاذ أحكيلك حكايتى عشان تبجى على نور
أنا تجوزت المرحوم علوان من عشر سنين كنت بنت صغيره بحلم بالطرحة والفرح والزغاريط وكان عمرى وجتها 16 سنه وكان علوان عمره 35 سنه وكان متجوز قبل منى مرتين وعنده عيال من الأتنين نسوان أللى أتجوزهم وعندنا هنا فى الصعيد البنت لازم تسمع كلام أبوها وأمها ما عندناش بنية تعترض فأتجوزته وعاش بيا فى البلد وكان بأستمرار يغيب عن الدار بالجمعة والجمعتين
ما بعرف بيروح فين كان أهله ناس مبسوطين وعندهم عزوه وطين أشترى لي دار وسكنى فيه بعد ما خلفت العيل الأولانى صبحى وربنا كرمنى بعدها بصبحيه وتشقلبت مره واحده أحواله فربى دقنه ولبس الجلابيه القصيرة وأتلم على المشايخ والأخوة وأمرنى أنى ألبس النقاب وبدأت المشاكل تنزل على دماغنا كل يومين ييجى البوليس والمباحث يسألوا عليه وهو هربان فى كل بلد شويه وفى يوم جالى وجلى قومى يا نجاة علشان نطفش من البلد دى ونروح نقعد فى ديروط مع الجماعة بتوعنا .. جولت جماعة مين يا علوان .. جالى جماعة الجهاد فى سبيل الله .. لميت خلجاتى ومشيت معاه وعشت أسود أيام حياتى فى بيت تحت الجبل الشرقى مبنى بالحجر والدبش ولا أشوف حد ولا حد يشوفنى ما عارفه أروح كده ولا كده بعيالى بعد أن هددنى بالقتل لو أشتكيت من عيشتى وفضلنا على ده الحال سنتين أشوفه تخاطيف والجماعة بتوعه بيجبولى كل طلباتى لى وللعيال وفى يوم جالى الشيخ قرد أللى قاعد بره
فتوح : قصدك الشيخ مجاهد
- داهية تقطعه.. الراجل ده واعر جوى ياسى الأستاذ خلى بالك من نفسك لاتأمن له .. القصد جالى يوم وقالى أبشرى ربنا نولهاله علوان أستشهد وهو البوليس بيطارده فى الجبل عقبالنا كلنا صوت وصرخت ولطمت وفى الأخر أخدنى أنا والعيال نعيش عنده فى البلد وفضل يصرف علينا لحد ما فى يوم قالى أنى لازم أتجوز علشان ما يصحش أن أجعد عازبه لازمن يكون ليه رادل يتحمل مصاريفى ومصاريف عيالى يادوبك خلصت العده وقام مجوزنى لواحد من الأخوة أسمه عزازى ما جعدش معايا غير ليلتين بالعدد وأخدته الحكومه وماجاش لحد دلوقتى رفع الشيخ مجاهد قضيه وطلقنى منه المحامى اللى ماسك قضاياهم المنيله بنيله خلصت العده وجابلى واحد تانى من الأخوه يتجوزنى .. جولت له أنا أولع فى
نفسى وأموت كافره ولا أتجوز واحد من الأخوة بتوعك وأنا حاخد عيالى وأرجع بلدنا هددنى أنى مش حشوف عيالى لو مانفذتش كلامه ركبت دماغى ورفضت الجواز نهائى.. لحد ماجالى وحكالى حكايتك وتأكدت أنك مش منهم ولما شوفتك معاه حسيت أنك راجل طيب فوافقت بشرط أن أرجع بلدى فوافق على طول وأديك بجيت من نصيبى وقسمتى ياسى فتوح
- ياه يانجاة أمتى اليوم أللى نخرج فيه من تحت أديهم ونعيش بعيد عنهم
- يسمع منك ربنا ياسى فتوح
الحلقة رقم (10)
دوخة عطيات فى البحث عن فتوح
تذهب عطيات زوجة فتوح إلى السجن فى زيارة له فيخبروها بأن زوجها أفرج عنه.. وتبدأ رحلة العذاب فى البحث فى الطرقات والميادين والحدائق وتحت الكبارى وأخيرا تقدم بلاغ فى قسم الشرطة بغيابه منذ الأفراج عنه وتستمر لأيام وشهورهى وأولادها وأصدقائه يبحثون عنه فى كل مكان وفى كافة المحافظات كلما أفاد البعض برؤيته هناك.
ويشير عليها أولاد الحلال بعمل أعلان فى الجرائد بصورته فتدفع كل ماتملك ثمن لهذا الأعلان المكلف ولكن لم يسفر عن نتيجة.. فيقوم أصدقائه بطبع أعلان فيه كافة البيانات بالصورة ولصقه على جدران المساجد ووسائل المواصلات ومحطات القطارات وتوزيعه على الماره ولم يتبقى لها غير أن تركب عربة نصف نقل بميكرفون وتجوب القاهرة لتقول : راجل تايه ياولاد الحلال
وفى يوم أرسل لها قسم البوليس أستدعاء للحضور بشأن غياب زوجها
تقف عطيات أمام ضابط الشرطة وهى ترتعد فهى تعلم بأنهم لا يأتى من ورائهم الخير.. الضابط : البقية فى حياتك ياست عطيات .. لقينا جثة أحتمال تكون لجوزك
لم يكمل الضابط جملته ألا وعطيات تصرخ بأعلى صوتها وتلطم على وجهها وتقع على الأرض وبعد أن تهدأ قليلا ..يصرخ الضابط فيها: أنا بقولك ياوليه أحتمال.. يعنى ممكن الجثة مش بتاعته قومى ياله من هنا وخدى الورقة دى وروحى على المشرحة تشوفيه الأول قبل ماتصوتى وتبهدلينا ..تهرع عطيات ومعها بعض الأهل وأصدقاء فتوح لمبنى المشرحة للتعرف على الجثة ولا تستطيع أن تدخل لتنظر إلى جثة زوجها فيدخل الأهل والأصدقاء ويخرجون وهم فى حيرة ..البعض يقول أنه فتوح وآخرين يتشككون فى كونها جثته وتتحامل عطيات وتتشجع وتدخل لرؤية الجثة وهى تمنى نفسها بأن لا تكون لزوجها فيكشفون الغطاءعن الجثة وتتأمل فيها جيدا ثم تسقط على الأرض وهى مغشيا عليها من هول المنظر فقد كانت الجثة مشوهة المعالم وقريبة الشبه من صورة زوجها .. وبعد أن تسترد وعيها تصرخ فى الجميع بأن الجثة ليست لفتوح فأنها تعرفه تماما بوجود ندبه كبيرة على فخذه الأيمن وهى غير موجوده بهذه الجثة لم تيأس عطيات وأولادها فى البحث عنه فلجأت لمن يفتحون المندل فمنهم من قال لها بأنه عايش ومنهم من قال بأنه فى عداد الموتى وآخرين قالوا لها بأنه يعيش فى أحد محافظات وجه بحرى فسافرت تبحث عنه فى بحرى وقبلى ولا جدوى ولا أشارة بوجوده
كتبت العديد من الشكاوى للمسؤلين بالداخليه ورئاسة الوزراء ورئاسة الجمهوريه والصحافة والتليفزيون.. وليس على لسانها غيركلمة أين زوجى ياظلمه ؟؟ تصل الشكوى ومعها صورة فتوح لمباحث أمن الدوله بعد أحالتها من المسؤلين للأستفسار عن موقفه لديهم فيأخذ ضابط المباحث الصورة ويدخل بها على رئيسه : شوفت ياباشا يظهر أن الراجل أللى كان عندنا من كام شهر وكان بيقول أنه فاقد الذاكرة ظهر له أهل أهه وأحنا أرسلناه الصعيد للوصول للشيخ رفاعى .. نعمل أيه دلوقتى
- أقبضوا عليه وهاتوه من الصعيد ونشوف أهله حيعرفوه ولا لأ.. أبعث أشارة دلوقتى لمكتبنا فى أسيوط لضبطه وأحضاره هنا فورا ..
- تمام يافندم ...
القبض على الشيخ رفاعى
تخرج مأمورية من مكتب مباحث أمن الدوله إلى ديروط لأحضار فتوح للعرض على الأدارة .. وتدخل المباحث قرب الفجر على القرية وتداهم منزل الشيخ رفاعى الحقيقى وتقبض عليه وترسله تحت حراسة مشدده للقاهرة
يقف الشيخ رفاعى أمام المحقق ويسأله : أسمك وسنك وعنوانك وعملك
- ما خبرش ياباشا أنا فاجد للذاكره وسبق أنى جولت الكلام ده لكم وأنتم أللى بعتونى الصعيد وجولتو عليا بأنى الشيخ رفاعى لأنى شبهه ودلوجتى جايبنى هنا تانى أقدر أعرف ليه ؟ ..- أهو ظهر لك أهل يا أستاذ فتوح
- فتوح مين أنا ماخبرش
- بسرعة كده بقت لهجتك صعيدى
- من عاشر الجوم أربعين يوم بجى منهم شوف بجى بقالى كام شهر معاهم
- طب أتفضل أنتظر فى الحجز على ما ييجى أهلك يتعرفوا عليك ويستلموك
الحلقة رقم (3)
محمود بيه
يتم الأفراج عن فتوح من السجن بعد أن تبين للنيابه بأنه ليس هو الشخص المطلوب
وكيل النيابه : مبروك يا أستاذ فتوح أفرج عنك بضمان وظيفتك أتفضل خد أمر الأفراج علشان تروح تستلم بطاقتك ومتعلقاتك وترجع بيتك
- فتوح مين؟؟ وبيت ايه ؟؟ أللى أرجع له تانى أنا مش عارف حاجة ياباشا
- ييه.. يا عسكرى ياللى بره ..خد الأستاذ فتوح وأطلع بيه على الأدارة لتوصيله بمعرفتهم لبيته .. مع السلامه يا فتوح أفندى
يخرج فتوح بصحبة العسكرى ويمشى معه ليصل لمكتب المسؤل بالنيابه ليتم أخلاء سبيله وأرساله بمندوب إلى بيته فيأمره بتركه أمام الباب لحين النداء عليه.. يظل عم فتوح جالس القرفصاء أمام باب المكتب لعدة ساعات وهو يشاهد ناس بتدخل وناس بتخرج ولا أحد بيسأل فيه جاع وعطش ونداء الطبيعة يناديه فما كان منه ألا أن قام يبحث عن دورة مياه
وعندما عاد لمكانه وجد باب الغرفه مفتوح ولا يوجد بداخلها أحد فسأل أحد الجنود ..هو البيه أللى جوه المكتب ده راح فين
العسكرى : قصدك محمود بيه .. روّح ولسه نازل دلوقتى ممكن تحصله على السلم ( يجرى فتوح على السلم وهو ينادى محمود بيه.. محمود بيه ..حتى وصل إلى الدور الأرضى وهو ينادى فأشار أحد الجنود بأنه يمكن أن يلحقه على البوابه فيجرى فى أتجاه البوابه وهو ينادى ..فيقول له حرس البوابه بأنه خرج من لحظات وهو يركب العربه الجيب أللى بتجرى قدامك دى يخرج من البوابه ويجرى خلف السيارة وهو ينادى حتى أختفت من أمام ناظره فيجلس فى الأرض وهو محطم يائس.. فماذا يفعل الأن وهو لا يعرف له اسم او عنوان فلا بد أن يرجع لمبنى النيابة مرة أخرى لعل أحد يدله ويعطيه عنوان منزله ويستلم بطاقته وأوراقه والمبلغ الموجود فى الأمانات
يدخل على البوابه التى خرج منها منذ دقائق فيتم أيقافه
- أنت رايح فين يا جدع أنت
- أنا عايز أقابل المسؤل هنا ..ورقى وبطاقتى عندكم
- أبعد يا جدع أنت .. أبقى تعالى الصبح ونخليك تقابل أللى أنت عايزه مفيش حد موجود دلوقتى كل الناس روحت
- يعنى أيه مفيش حد هنا.. أروح فين وأبيت فين دلوقتى
- ياعم روح ماطرح ماطروح أنت حتوجع دماغنا .. أمشى بقى لأحسن نحبسك
- أنا يابنى بقى عايز أتحبس
- ياعم روح الله ما يسيئك.. أبعد من هنا أحسنلك
- لا بقى أنا مش منقول من هنا هات أجعص جعيص عندك وآدى قاعده
- يا عم الحاج قوم من هنا أحسن لك.. أحسن مش حيحصلك طيب
- مش قايم ورينى حتعمل أيه
- مش عارف أيه البلاوى دى بتتحدف علينا منين .. قوم ياعم فى عرضك ربنا يهديك وتعال الصبح عشان خاطرى بدل ما أخد جزاء من تحت راسك
- مش قايم ورينى حتعمل أيه
العسكرى يقوم بالأتصال بحكمدار البوابه : يا حصول حسن تعال لو سمحت فيه راجل مجنون قاعد على البوابه ومش عايز يقوم وعايز يقابل محمود بيه أو أى مسؤل – طب أقفل أنا جاى أشوفه
يجذب الصول حسن فتوح من لياقة الجاكته ليقف أمامه والأخير يرفض أن يتحرك من مطرحه
- قوم ياراجل أنت وألا قسما عظما حبعت أجيبلك بتوع السرايا الصفراء يشلوك
- هات أللى تجيبه أنا مش منقول من هنا.. حروح فين أنا لا عارف بيتنا ولا عارف أسمى ولا معايا بطاقه وكل ده موجود عندكم عند محمود بيه بتاعكم
- ماشى يا عم المجنون.. يظهر أن مخك ضارب فعلا.. أنت الجانى على نفسك
يغيب بالداخل الصول حسن ويتصل ببوليس النجده ويخبرهم بوجود مجنون أمام بوابة نيابة أمن الدوله العليا .. وبعد دقائق تحضر عربة بوليس النجده للقبض عليه وتتجه به لقسم المعادى ليوضع بالحجز فى أنتظار العرض على الضابط النوبتجى
المشهد الرابع : فى قسم البوليس يقف فتوح أمام ضابط برتبة ملازم لأخذ أقواله
الضابط : اسمك وسنك وعنوانك
فتوح : ما أعرفش .. يعنى أيه ماتعرفش أكلم أحسن لك أنا مش ناقص جنان وألا حعرفك أزاى تتكلم
فتوح : أحلف لك بأيه ما أعرفش أنا كل أللى فاكره أنى كنت محجوز فى المستشفى وطلعت منها على السجن ومن السجن على النيابه أللى أفرجت عنى وأخدنى عسكرى وقعدنى قدام مكتب وسابنى ومشى وقاللى حيندهوا عليك دلوقتى علشان يدوك بطاقتك وفلوسك وعنوان بيتكم فضلت قاعد ويادوبك روحت دورة المياه ورجعت لقيت الأوضه فاضيه.. سألت الناس اللى هناك قالوا لى ورقك عند محمود بيه أللى خرج دلوقتى فضلت أجرى وراه ما حصلتوش فرجعت تانى النيابه وحضرة الصول اللى على البوابه رفض يدخلنى فقعدت قدام الباب لحد ما تشوفوا لى حل وآدى كل الحكاية ( ينظر أليه الظابط وهو مندهش هل يصدقه أو يكون الراجل ده مجنون حقيقى أو يخلى سبيله ويتحمل مسؤليته ..فيقوم لرئيس النوبتجيه ويحكى له ما حدث وكيف يتصرف )
رئيس النوبتجيه : بقولك أيه أرميه فى الحجز وبكره يتعرض على النيابه العامه وأكتب الكلمتين أللى قالهم فى مذكرة العرض ..والنيابه هى تتصرف.. تفرج عنه.. تبعته مستشفى المجانين تأمر بحبسه .. هم حرين يعملوا فيه أللى يعملوه يا أخى
الحلقة رقم (4)
مباحث أمن الدوله والشيخ رفاعى
فى اليوم التالى يتم عرض فتوح على النيابه العامه ومعه مذكرة قسم الشرطة
وكيل النيابه : أسمك وسنك ووظيفتك ومحل أقامتك
فتوح : تانى نقول ثور يقولوا أحلبوه .. أنا نفسى ياناس أعرف أنا مين وأسمى أيه وساكن فين وأيه أللى جابنى عندكم ..ححكيلك ياباشا من الأول صلى على النبى.. وكيل النيابه : عليه الصلاة والسلام أحكى ياسيدى وسمعنا
فتوح : من الأخر وعلشان مطولش عليك أنا أنسان فاقد للذاكره والطبيب الشرعى بتاعكم أثبت ذلك ونيابة أمن الدوله أفرجت عنى وبعتتنى مع عسكرى للأدارة عشان يدونى ورقى وبطاقتى وعنوان بيتنا .. وعلشان حظى الأسود البيه روح ونسانى فجريت وراه ومحصلتوش فرجعت لهم تأنى قاموا أفتكرونى مجنون وودونى القسم بييّت فيه ليله وحولونى على سعادتك علشان تشوفلى حل
وكيل النيابه : فهمت ياسيدى ( يرفع سماعة التليفون ويتصل بنيابة أمن الدوله ويحكى لهم قصة فتوح ويستفسر منهم على صحة كلامه يبدو على وجهه الأمتعاض والحيره ويضع السماعة جانبا ويوجه كلامه لفتوح : ما حدش عارف حاجه عنك فى أمن الدوله
فتوح : طب والعمل ياباشا
- العمل عمل ربنا ..خمس دقايق وحرجعلك تانى
يغيب عند رئيس النيابه ويرجع وهو ينفخ ويجلس على مكتبه ويكتب فى الأوراق التى أمامه وينادى على العسكرى الذى بالخارج
- خد الراجل ده وأرجع بيه القسم تانى وخلى رئيس المباحث ينفذ التأشيره الموجوده على المذكره .. أتفضل يا عم فتوح
- يخرج فتوح وهو يضرب كفا بكف ولكنه مطمئن فسوف يجد مكان يبيت فيه بدلا من النوم فى الشوارع والضياع .. ويعود ليدخل الحجز من جديد فى أنتظار تحريات المباحث لمعرفة شخصيته
فى اليوم الرابع يتم عمل فيش وتشبيه وأخذ بصماته للبحث عنه ضمن المجرمين والهاربين والغائبين المسجلين فى أدارة البحث الجنائى .. فلم يستدل عليه وتمر الأيام وتأخذ له صوره لتوزيعها على الأقسام ومباحث أمن الدوله فتأتى أشاره مستعجله بتسليم المذكور فورا لها لأنه جارى البحث عنه ..فيخرج معه مندوب وفى يده الكلبشات للعرض على مباحث أمن الدوله .. يدخل به المندوب على أحد الضباط الذى يرتدى الملابس المدنيه فيرحب به أحسن ترحيب وهو مبتسما أبتسامه عريضة ويأمر العسكرى الحرس فى فك قيوده ويطلب من فتوح الجلوس
الضابط : أهلا وسهلا بك يا شيخ رفاعى.. حلقت ذقنك ليه ياراجل دى مش سُنّه
فتوح وهو مستغرب : رفاعى مين !! أنا أسمى الشيخ رفاعى وكنت مربى ذقنى وحلقتها جديده دى ..يجوز ياباشا .. بس تصدق وتآمن بالله أنا ولا فاكر حاجة
- أستهدى بالله كده يامولانا وأقعد كده أشرب ينسون الحكومة أللى بتحبه ونقعد ندردش وأن شاء الله خير .. يرن الجرس فيدخل العسكرى مهرولا : تمام ياباشا ..
- ينسون هنا بسرعة لمولانا الشيخ رفاعى
فتوح : مابحبش الينسون ياريت تكون حاجة صاقعة وسندوتش.. ماشى يامولانا
يجلس الضابط على مكتبه ويفتح ملف أمامه ويتصفحه ويخرج منه صوره فوتوغرافيه لرجل ملتحى شديد الشبه لفتوح ويضعها أمامه
- دى مش صورتك وأنت مربى ذقنك يا سيدنا
ينظر فتوح فى الصوره ويتأملها جيدا ويضعها جانبا وهويتعجب
- شوف ياباشا أنا حاليا فاقد الذاكره ومش عارف أنا مين يجوز أكون الشيخ رفاعى وأنا مش واخد بالى وممكن أكون عمرو أو زيد أو حسنين
- لكن صورتك أللى عندنا بتأكد أنك الشيخ رفاعى من أمراء الجهاد الأسلامى فى الصعيد وعضو الجناح العسكرى والمتهم الأول فى قضية حرق محلات الفيديو والسطو على محلات الذهب فى أسيوط
- يا صلاة النبى كده نبقى وصلنا لحبل المشنقة
- والله بأيدك تلف حبل المشنقة حولين راقبتك أو تفكه لو شغلت مخك معانا
- أزاى يعنى أشغل مخى.. مش لما يكون فيه مخ أصلا
- يعنى تدلنا على أفراد التنظيم وأماكنهم والرؤوس الكبيره بتوع الجماعة ومين أللى بيمولكم وأوعدك أننا حنحميك ونعتبرك من التائبين وتخرج من هنا زى الفل
- أنا مستعد أنفذ أللى بتقول عليه ياباشا بس عالجنى الأول علشان ترجع لى الذاكره وأفتكر أساميهم وعنوانينهم وكل أللى طالبينه .. ياباشا أنا مخى أتمسح وبقى عامل زى الورقة البيضا ..ومش عارف أصلا أنا مين
- نفسى أصدقك لكن الكلام أللى مكتوب هنا بيقول أنك ذكى جدا وحويط جدا ومش حينفع معاك غير جهاز كشف الكدب أتفضل معايا..
الحلقة رقم (5)
جهاز كشف الكدب
يوضع فتوح على جهاز كشف الكدب ويبدأ أستجوابه بواسطة الخبراء
المحقق : أسمك وسنك
فتوح : ما أعرفش.. ساكن فين ..ما عرفش ..عندك كام عيل ..ما عرفش .. أنت عضو فى جماعة الجهاد ما عرفش .. ما عرفش.. ما عرفش.. ما عرفش
يتوقف المحقق عن الأسئله بأشاره من مشغل الجهاز فيترك فتوح ويخرج من الغرفه – أيه النتيجة يادكتور
- الجدع ده باين عليه يا فاقد للذاكره فعلا .. يا مدرب جيدا على أسلوب خداع جهاز كشف الكدب .. الواضح أمامى أنه مابيكدبش ومابيعرفش حاجه خالص
يصحب الضابط فتوح ويخرج به من الغرفه ويتم تسليمه لأحد العساكر ليوضع فى الحجز لحين الوصول لحل لمشكلته
يعرض الضابط تقريره على رؤسائه ويترك لهم حرية التصرف بعد أن أرفق رأيه فى التقرير ..يوافق المدير على رأى الضابط وهو تسليم فتوح لأهله فى أسيوط مع وضع رقابه مشدده عليه للوصول إلى عناصر التنظيم السرى
يخرج فتوح بصحبة حرس خاص لتسليمه فى نيابة أمن الدوله بأسيوط ومعه قرار بالأفراج عنه وتسليمه لأهله
يصل فتوح بالقطار إلى محطة أسيوط فيجد العشرات من الأخوة الملتحين فى أستقباله ويقف أعداد أخرى منهم أمام النيابه وهم يهتفون: الله أكبر الله أكبر ظهر الحق ...وبعد الأجراءات يتم تسليم فتوح لأبن عمه الشيخ مجاهد
وكيل النيابه : أمضى هنا يا شيخ مجاهد بأستلام أبن عمك الشيخ رفاعى
ينظر الشيخ مجاهد لفتوح وهو يبتسم بخبث ثم يقبل عليه ويحتضنه : حمد لله على السلامه ياواد عمى.. بينا نقوم تشوف أهلك وناسك أللى مستنيينك على شوق .. كفاره ياراجل ماكناش عارفين فين أراضيك.. متشكرين يا سيادة الوكيل ..يمضى على الأوراق ويأخذ فتوح تحت أبطه وهو يمشى معه وهو مذهول ولا يعرف تفسير مايحدث أمامه.. ويحدث نفسه :معقول أنا كنت عايش هنا فى الصعيد أومال لهجتى وكلامى مش زيهم ليه .. مش مهم طالما وجدت لى أهل وناس وأسم
يخرج من النيابه فيقبل عليه الأهل والمريدين وهم يقبلون يده وبين عينيه بحب وحرارة وهو كالتمثال الثلجى لا يصدر منه أى أنفعال أو تجاوب ويسمع أحدهم وهو يكلم زميله : الشيخ رفاعى أتغير خالص صوته وشكله وهيبته ومنظره
الأخر : ياولدى ربنا يتولاه أكيد من أللى شافاه من تعذيب فى المعتقل ربنا كبير قادر على كل ظالم .. ولا حول ولا قوة ألا بالله
يركب فتوح مع ولاد عمه العربات البيجو والميكروباسات الموجوده بالخارج ويتجه الركب بهم إلى قريتهم فى ديروط وبمجرد دخولهم القريه تسمع طلقات النيران من الرشاشات والزغاريط فى كل أنحاء القريه أحتفالا بخروج شيخهم وكبير بلدهم من المعتقل
تتوقف السيارات أمام دوار كبير فى وسط القريه وينزل الشيخ مجاهد ويأمرالناس بالأنصراف الأن فالشيخ رفاعى مجهد ويحتاج لراحة وعندما يسترد عافيته سيستقبلهم جميعا فى مسجد القرية .. ينصرف الجمع الغفير فمنهم غير مصدق بأنه الشيخ رفاعى ومنهم من يؤكد بأنه هو بعينه ولكن التعذيب وحلاقة ذقنه ولبسه لبس الأفنديه هو الذى غير من شكله وهيئته
يدخل فتوح والشيخ مجاهد الدوار فتندفع السيدات والبنات والأولاد للتسليم عليه وتقبيله فيمنعهم الشيخ مجاهد بصوته الجهورى
- أبعدى ياوليه أنت وهى ماحدش يجرب منه وألا حطخه فى نفوخه الراجل تعبان ومحتاج ينام شويه .. وأنت يا صابرين يا أختى حضرى الحمام وهدمه لدوزك وهاتى لنا الأكل فى أوضة الضيوف
تقف صابرين وهى متردده وتبحلق فى فتوح وتدعك فى عينيها وتهمس فى أذن الشيخ مجاهد : مين الراجل ده يامجاهد ياخويا .. ده مش الشيخ رفاعى
- أكتمى خالص جبر يلمك وأوعى تجيبى السيره دى قدام حد وألا قسما عظما لطربج الدار عليكى وعلى عيالك .. أنجرى بسرعة أعملى أللى بجولك عليه ولينا كلام بعدين
الحلقة رقم (6)
رفاعى الحقيقى
يجلس فتوح أمام صنية الطعام التى أعدتها صابرين وشهيته تفتحت بعد أن أستحم وأرتدى الملابس الصعيديه وأمامه الشيخ مجاهد
- بسم الله ياشيخ رفاعى حاجة كده على ما قسُم فراخ وبط ولحمه عمرك مادقتهم فى المعتقل .. كُل ياراجل وبر نفسك
فتوح وهو يلوك الأكل فى فمه بشراهة : ألا قولى ياشيخ مجاهد أنت متأكد أننى الشيخ رفاعى وأن الست أللى بره دى مراتى والعيال أللى ماليه الدار دى عيالى
- متأكد.. وألا متأكد دى ..جرالك أيه ياشيخ رفاعى كُل أومال ومتسألش
- يا عم مجاهد أنا راجل فاقد الذاكره وما عرفش أنا مين وأسمى أيه وأيه أللى بيحصلى .. لو تعرف قوللى وحياة أبوك أنا تعبت
- يعنى لو عرفت حتصدق.. أنت بجى الشيخ رفاعى بشحمه ولحمه وأللى يقول غير كده يبجى مايعرفش حاجة .. بلاش تصدقنى .. مش مصدق الحكومه كمان أللى جابيتك لحد هنا .. كُل كُل بكره لما تنام وتستريح تبجى كويس وزين.. وعشان ماحدش يتعبك.. ويضايقك لعب العيال ودوشتهم حخدك معايا تبيت فى دارى كام يوم لحد ماتبقى كويس نبجى نرجعك دارك .. بطلت أكل ليه .. أياك يكون الوكل مش عاجبك عاد .. ولا واخد على أكل السجن
- خلاص أنا شبعت فين الميه أغسل أديا
- تعال معايا.. الدار باينها أصبحت غريبه عليك ياولد عمى ..ألا قولى دماغك أللى مسحوها المفتريين الظلمه مسحوا منها كلام ربنا كمان
- أهى دى لأ ..جميع سور القرأن أللى كنت حافظها قاعده زى ماهيه ودى كانت سلوتى فى الهم أللى كنت فيه
- ماشاء الله وحافظ كام سوره على كده
- جزأ عمّ ونص الجزأ الأول
- عال ..عال.. خد الفوطه نشف أديك ويلا بينا فى الدار عندى نشرب الشاى وندردش لحد ما تنام .. دارى لطع فى داركم
يجلس فتوح والشيخ مجاهد فى المندره وهم يشربون الشاى ويتحدثون ويثرثون ويحكى ماحدث له حتى وصل لهم وهو يجيل بنظره بالمكان ويحاول أن يتذكر أى شيئ ولكنه لا يستطيع والأبتسامة تزداد أتساعا على وجه الشيخ مجاهد ولا يعلق وعندما دخل الليل أحس بصوت حركة غير عاديه بالخارج ويدخل عليهما رجل ملُثم ويلقى السلام ويجلس بجوار الشيخ مجاهد وعينه لا تنزل من على فتوح وكل فتره يميل على أذن الشيخ ويهمس فى أذنه فيستغرب فتوح ويسأله
- ما عرفتناش بالأخ أللى مخبى وشه ياشيخ مجاهد
- حتعرفه بعدين وكل وجت وله أذان مستعجل على أيه
- ماهى حاجة تمخول واحد مغطى وشه زى قطاعين الطرق هو فيه أيه ياشيخنا
- عايز تعرف مين ده ضرورى ولا تستنى شويه لما تاخد علينا .. هات المصحف من عندك ياولد عمى .. أحلف على المصحف ده أنك تحفظ السر أللى حنقولك عليه ولو فتحت خشمك لأى مخلوق مفيش غير طلقة فى دماغك بعشرة صاغ
- من غير طلقة ولا حلفان سركم فى بير ياشيخ مجاهد
الشيخ مجاهد يرفع الكوفيه التى يغطى بها الضيف وجهه : أللى قدامك ده الشيخ رفاعى الحقيقى أللى بعتاك المباحث علشان تقبض عليه وتكشف سره
يقف الأثنان أمام بعضهما وهما ينظران لبعض مره ولأنفسهما مرة أخرى ويتعجبان ولا يتكلم فتوح وهو فاتح فمه بأستغراب
فتوح : مش فاضل غير يبقى لى دقن وأبقى صورة طبق الأصل منه ياشيخ مجاهد
مجاهد : أنت أكبر خدمه قدمتها لينا مباحث أمن الدوله .. بعد ما دقنك تكبر وتربيها زيه حترحل من هنا .. ويرجع رفاعى الحقيقى لداره ولعياله ولمراته وما نقدرش نعمل الحكاية دى دلوقتى لأن العينين علينا كان ممكن الشيخ رفاعى يحلق دقنه دلوقتى ويبقى شكلك لكن حنسيبك أنت تمثل دوره لحد ما نشوف المباحث ناوية تعمل أيه وبعتاك لينا ليه .. فاهم
فتوح : فهمت ياشيخ مجاهد .. سركم فى بير وأللى عايزينه حعمله بالحرف لكن ليه رجاء يا عم الشيخ أنك تدور لى عن أهلى وناسى وترجعنى لهم وتبقى خدمة قصد خدمه
رفاعى : لك حق يا سيدنا الأفندى أللى يعمل معانا واجب ويخلص لنا عمرنا ماننسى جميله ونشيله فوق راسنا ومن بكره حندور لك على أهلك خده ياشيخ مجاهد بكره وأعمله تصويره فى البندر وهات نديها لرجالتنا من الأخوة والأخوات يدوروا على أهله فى مصر كولتها من قبليها لبحريها أستريحت يا أستاذ
فتوح : أنا فاكر أنى لما كنت فى المستشفى بتعالج فى مصر كان فيه واحده ست بتجيلى هى وعيالها أسمها عطيات وبتقول أننى جوزها وكانت بتنادينى بأسم فتوح ولكن بعد كده ماشوفتهاش لأنى ضعت بين الأقسام والنيابات
رفاعى : كلام زين وفرت علينا البحث ونبتدى من القاهرة .. حاول تفتكر أى معلومات تانيه عن الست دى
- مش قادر دلوقتى وكل مأفتكر حاجة حقولكم
الشيخ مجاهد : قوم ياعم فتوح أستريح وبكره الصبح حرسيك على كل حاجة وأنت ياشيخ رفاعى ماتهوبش ناحية دارك زى ما أتفقنا لتبوظ كل الترتيبات
تصبحوا على خير .. قوم يارفاعى أرجع للجبل قبل النهار يطلع
الحلقة رقم (7)
خطة الشيخ مجاهد
تتوطد العلاقة بين فتوح والشيخ مجاهد وهو لا يألوا جهدا فى راحته ولكنه أحس بأنه قد أنتقل من سجن حكومى إلى سجن جديد بدون قضبان وسجانه هو الشيخ والأخوة والمريدين فلا يستطيع أن يتحرك خطوة واحدة خارج البيت
أقصى مكان هو المضيفه والجلوس أمام الدوار فى الليل وهو يتحمل لدغات الناموس المتوحش.. وفى أحد السهرات يفضى فتوح مابنفسه للشيخ مجاهد
- أنا زهقت ياشيخ مجاهد من القاعده وتعبان ونفسى أشغل وقتى بدل القاعده دى أللى منهاش فايده .. عايز أخرج ألف فى البلد أشم هواء أغير مناظر بدل الحبسه
- كل شيئ بأوانه يا واد عمى .. الناس كلها دلوقتى عارفه أنك مريض وما بتخرجش من الدار لحد ما تتعافى وبعدين أحنا عاملين حسابنا لحد مادقنك تتطول حترحل من هنا وأللى حينزل ويلف فى البلد هو الشيخ رفاعى الحقيقى
- ياعم الشيخ أنا بقى لى شهر هنا ومفيش حس ولاخبر عن بحثكم عن أهلى وناسى هل حقضى عمرى هنا معاكم
- يا فتوح أفندى أن الله مع الصابرين وولادنا بيدوروا على أهلك مش ساكتين وبعدين لو على الزهق ياسيدى ممكن نجوزك واحده من الأخوات تسرى بيها عن نفسك وتنشغل بيها شويه على بال ما نلاقى أهلك قولت أيه
- يا عم الشيخ أتجوز أيه بس هو أنا حلتى اللضى ده أنا قاعد عواطلى ولا شغله ولا مشغله تقدر تقوللى حصرف عليها منين ولا حعيشها فين
- أولا ما تقولش على نفسك أنك عواطلى لأنك بتشتغل وبتقدم أكبر خدمة للدين وللجهاد فى سبيل الله
- ياشخ مجاهد قعدتى فى البيت زى الولايا وتمثيلى لدور الشيخ رفاعى بتسمي ده شغل وجهاد فى سبيل الله
– أيوه شغل وجهاد عظيم ومكافئة لك حنجوزك واحده من الأخوات الأرامل ودى كانت زوجه شهيد من الجماعة .. أنتظر يومين كمان وحنعقد لك عليها وتاخدها وترحل بيها هى وعيالها لبلدها فى المنيا تعيش بيها هناك ومصروفكم حييجى لكم اول كل شهر بشرط أنك تنفذ كل طلبتنا وحنفتح لك دكان فى بلدها سبوبه تاكل منها عيش بالحلال كل شيئ مترتب مالكش دعوة أنت
- جواز ورحيل من هنا.. أن جيت للحق أرحم من الحبسه ياشيخ مجاهد .. طب أحكى لى على العروسه ياعم الشيخ ظروفها شكلها معاها كام عيل وهل هى موافقه على كده كبيره ولا صغيره حلوة ولا مش قد كده
يضحك الشيخ مجاهد ويضرب برفق على ظهر فتوح : ماتخافش العروسه مليحة جوى لما حتشوفها حتعجبك ..ومعاها عيلين بس.. وكفايه ياراجل أنك حتتجوز مرات شهيد وما عندناش ست بتتشرط زى بتوع البندر يافتوح أفندى.. نام أنت وعلى ربك التساهيل
- طب سؤال ياشيخنا حتجوزها أزاى وأنا ما عنديش بطاقة
- ماتشلش هم الموضوع ده كله معمول حسابه ..من بكره حيكون عندك بطاقة جديده بأسم جديد وسكن جديد أصبر على رزقك
- دلوقتى المباحث بتدور على الشيخ رفاعى الحقيقى يعنى لو قبضوا عليا فى المنيا حتعمل أيه
- يقبضوا عليك أزاى يا فتوح أفندى وقدامهم هنا الشيخ رفاعى نفسه وبعدين ياسيدى أنت حتحلق دقنك وشعرك وتربى شنبك زى الأفنديه ومعاك بطاقة بأسم تانى وحتعيش فى المنيا بلد مراتك وماحدش حيعرفك بعد كده الصعيد واسع ياولد
- أمرى لله ياشيخنا بس أنا قلبى حاسس ولا بلاش
- قول ماتخبيش يا فتوح أحنا بينا عيش وملح
- بالعربى كده أنا خايف لأنكشف وتقبض عليا المباحث وأشيل الليله كلتها وبلاوى الشيخ رفاعى وأروح على المشنقه عدل
- قول لن يصيبنا ألا ماكتبه الله لنا .. تصبح على خير
الحلقة رقم (8)
دخلة فتوح على نجاة
وبعد صلاة العصر يحضر الشهود والعروس وهى منتقبه ولا يظهر غير عينيها الحائرتين وبعد قليل يحضر المأذون برفقة الشيخ مجاهد ليبدأ أجراءات العقد
فتوح : أستنى يا شيخ مجاهد ما تكتبش عايزك فى كلمتين لوحدينا
مجاهد : خير يا فتوح أفندى
فتوح : فين الأول البطاقة .. أهه معايا حتخدها بعد الكتاب وكتبنا فيها أسمك فتوح عبد الحميد الفولى الوظيفه تاجر محل الأقامه قرية الشيخ فضل محافظة المنيا بلد مراتك ..تاريخ الميلاد أهه قدامك عايز أيه أكثر من كده
- طب مش أعرف الأول أسم العروسه وأشوف وشها .. عايزنى أتجوزها على المغمض ياشيخ مجاهد.. الشرع والدين بيقول كده
- ومين قال أنك مش حتشوفها يا فتوح أفندى تعال معايا ( يسير خلفه وهو يأمر الحريم بالأبتعاد وترك العروسه منفرده ويطرق الباب ثم يدخل وورائه فتوح فيجد العروس جالسه فى ركن الأوضه وهى خجلى وتنظر إلى الأرض
الشيخ مجاهد : هذا عريسك يا نجاة أكشفى وجهك يابنيتى بحق شرع الله
تكشف نجاة وجهها وتنظر إلى فتوح الذى وقف مذهولا من حسن وجهها وجمال عينيها التى بداخلها حزن دفين يخفق له القلب .. بعد أن ألتقت عينه بعينيها فشعر بقبول واطمئنان لها ووقف صامتا وهو يركز فى دقة وجمال ملامحها
الشيخ مجاهد : هيه قولت أيه يا أستاذ
- قولت على خيرة الله يامولانا .. طيب بينا نكتب العقد أتفضل أستنى فى القاعة على ما أتكلم مع العروسه وآخد رأيها
يخرج الشيخ مجاهد بعد قليل وهو يبتسم ويربت على كتف فتوح ويهنئه وهو يقول: مبروك يا عريس العروسة وافقت عليك
تتم أجراءات العقد فى هدوء وتقوم نجاة بالتوقيع على وثيقة الزواج هى وفتوح الذى يجلس وهو سعيد بهذه الزيجة التى لم تخطر له على بال .. وبعد صلاة العشاء يأمر الشيخ مجاهد فتوح ليدخل على عروسته متمنيا لهما الرفاء والبنين بعد أن أوصاه بها خيرا فهى يتميه وأنها قريبة زوجته
يدخل فتوح غرفته وقلبه يخفق وهو متردد كأنها أول مره يتزوج فيها فيجد نجاة قد أرتدت قميص نومها وفكت شعرها وكحلت عيناها وجلست على طرف السرير وهى تنظر إلى الأرض فى خجل وأمامها صنية العشاء على أرضية الغرفة فيلقى عليها تحية المساء ويجلس بالقرب منها وقد ألجمت الفرحة لسانه وظل ساكنا وتمر دقائق كأنها الدهر وهم جالسان لا يتكلمان وأخيرا تتكلم نجاة بصوت هامس : أتفضل العشاء يا أستاذ .. يتجرأ قليلا فتوح فيأخذ يدها ويجلس بها على الأرض أمام صنية العشاء وهو ينظر إليها ولا يتكلم
هى : أتفضل كُل ..الأكل ده أنا عملاه بأيدى شوف حيعجبك أكل الصعايده ولا واخد على أكل البندر
فتوح : طالما الأكل عملها بأيديكى حيبقى طعمه زى السكر .. بسم الله يانجاة
ويبدأ الأكل وهو يعزم عليها وهى تعزم عليه وتبدأ حالة التوتر تذوب بينهما رويدا رويدا فتقوم نجاة من جواره لعمل الشاى وعيناه لا تنزل من عليها وهى تتحرك جيئة وذهابا فى الغرفة لتدخل فى قلبه السور والرضا بهذه الزيجة التى لم تخطر على باله .. وتجلس بجانبه بعد أن صبت له الشاى ويبدأ بالكلام فيحكى لها حكايته بكل تفاصيلها وهى تبتسم ولا تعلق ولكنها تنظر له بين الحين والأخر فى دلال وخجل يجعله يتوقف عن الكلام وبعد أن أنهى قصته ضحكت نجاة : ما هو أنا عارفه أنك مش الشيخ رفاعى
عمى الشيخ مجاهد حكى لى على كل حاجة وعارفه أنك فاجد الذاكره وبتدور على أهلك .. قل قولى يا سى فتوح لو لجيت أهلك حتفوتنا وترجع لهم
فتوح : معرفش والله يانجاة يمكن ربنا رايد أنك تكونى عوض عن أهلى وناسى أللى مش عارفهم
- شوف ياسى فتوح أنا راضيه بنصيبى وأللى ربنا قاسمه
- ونعم بالله ما تيجى نقوم ننام ونبقى نكمل كلامنا بكره والأيام جايه كتير ياعروسه وخلينا نفرح الليله دى
- أمرك ياسى فتوح .. قوم صلى بينا ركعتين شكر لله الأول عشان ربنا يبارك لنا فى عيشتنا
الحلقة رقم (9)
حكاية نجاة
يصحو فتوح وهو يتثائب فلا يجد نجاة بجوارة فقد قامت تعد الفطار وتدخل عليه وهى مبتسمه وهى تقول: صباحية مباركه يا عريس أصحى بجى بلاش كسل
- صباح الخير يانجاة أنت صاحية من بدرى ليه يا عروسه
- حتفضل تجولى يا عروسه أحنا كبرنا على شغل العرايس ياسى فتوح
- حتفضلى كده عروسه على طول فى نظرى .. ألا قوليلى يا نجاة ولادك فين
- صبحى وصبحيه سفرتهم البلد عند أمى ولما يأذن لنا الشيخ مجاهد بالسفر حنحصلهم .. وحشونى جوى جوى ياسى الأستاذ
- هانت يا نجاة ألا قوليلى يانجاة
- جرى أيه ياسى الأستاذ صاحى مابطلتش أسئله قوم الأول خد حمامك أنا مسخنه ميه وتعال صلى الصبح ونغير ريجنا ونشرب الشاى ونتكلم براحتنا
- ماشى ياست نجاة .. يقوم وهو يتمطع وهو يقول : ياسلام ياولاد ده الجواز حلو بشكل..تدارى نجاة ضحكتها وتسرع لأحضار ملابس فتوح ليرتديها بعد الحمام
يجلس فتوح وهو يشرب الشاى مع نجاة ويضحكان سويا وتغمرهما السعادة والحب والوفاق
فتوح : عارفة يانجاة أكنى أعرفك من زمان وحاسس أن الدنيا مش سيعانى
نجاة : ووحده واحده ياسى فتوح أنا مش جد الكلام الحلو ده كله
- أنت تستهلى كل خير .. ألا قوليلى يا نجاة أنت ماتجوزتيش بعد المرحوم جوزك
تسكت قليلا وتسرح وتبدو الدموع فى عينيها فينزعج فتوح ويطيب خاطرها : أنا آسف يانجاة لو كان سؤالى زعلك وفكرك بالمرحوم
تمسح دموعها :من حجك تسأل يا استاذ أحكيلك حكايتى عشان تبجى على نور
أنا تجوزت المرحوم علوان من عشر سنين كنت بنت صغيره بحلم بالطرحة والفرح والزغاريط وكان عمرى وجتها 16 سنه وكان علوان عمره 35 سنه وكان متجوز قبل منى مرتين وعنده عيال من الأتنين نسوان أللى أتجوزهم وعندنا هنا فى الصعيد البنت لازم تسمع كلام أبوها وأمها ما عندناش بنية تعترض فأتجوزته وعاش بيا فى البلد وكان بأستمرار يغيب عن الدار بالجمعة والجمعتين
ما بعرف بيروح فين كان أهله ناس مبسوطين وعندهم عزوه وطين أشترى لي دار وسكنى فيه بعد ما خلفت العيل الأولانى صبحى وربنا كرمنى بعدها بصبحيه وتشقلبت مره واحده أحواله فربى دقنه ولبس الجلابيه القصيرة وأتلم على المشايخ والأخوة وأمرنى أنى ألبس النقاب وبدأت المشاكل تنزل على دماغنا كل يومين ييجى البوليس والمباحث يسألوا عليه وهو هربان فى كل بلد شويه وفى يوم جالى وجلى قومى يا نجاة علشان نطفش من البلد دى ونروح نقعد فى ديروط مع الجماعة بتوعنا .. جولت جماعة مين يا علوان .. جالى جماعة الجهاد فى سبيل الله .. لميت خلجاتى ومشيت معاه وعشت أسود أيام حياتى فى بيت تحت الجبل الشرقى مبنى بالحجر والدبش ولا أشوف حد ولا حد يشوفنى ما عارفه أروح كده ولا كده بعيالى بعد أن هددنى بالقتل لو أشتكيت من عيشتى وفضلنا على ده الحال سنتين أشوفه تخاطيف والجماعة بتوعه بيجبولى كل طلباتى لى وللعيال وفى يوم جالى الشيخ قرد أللى قاعد بره
فتوح : قصدك الشيخ مجاهد
- داهية تقطعه.. الراجل ده واعر جوى ياسى الأستاذ خلى بالك من نفسك لاتأمن له .. القصد جالى يوم وقالى أبشرى ربنا نولهاله علوان أستشهد وهو البوليس بيطارده فى الجبل عقبالنا كلنا صوت وصرخت ولطمت وفى الأخر أخدنى أنا والعيال نعيش عنده فى البلد وفضل يصرف علينا لحد ما فى يوم قالى أنى لازم أتجوز علشان ما يصحش أن أجعد عازبه لازمن يكون ليه رادل يتحمل مصاريفى ومصاريف عيالى يادوبك خلصت العده وقام مجوزنى لواحد من الأخوة أسمه عزازى ما جعدش معايا غير ليلتين بالعدد وأخدته الحكومه وماجاش لحد دلوقتى رفع الشيخ مجاهد قضيه وطلقنى منه المحامى اللى ماسك قضاياهم المنيله بنيله خلصت العده وجابلى واحد تانى من الأخوه يتجوزنى .. جولت له أنا أولع فى
نفسى وأموت كافره ولا أتجوز واحد من الأخوة بتوعك وأنا حاخد عيالى وأرجع بلدنا هددنى أنى مش حشوف عيالى لو مانفذتش كلامه ركبت دماغى ورفضت الجواز نهائى.. لحد ماجالى وحكالى حكايتك وتأكدت أنك مش منهم ولما شوفتك معاه حسيت أنك راجل طيب فوافقت بشرط أن أرجع بلدى فوافق على طول وأديك بجيت من نصيبى وقسمتى ياسى فتوح
- ياه يانجاة أمتى اليوم أللى نخرج فيه من تحت أديهم ونعيش بعيد عنهم
- يسمع منك ربنا ياسى فتوح
الحلقة رقم (10)
دوخة عطيات فى البحث عن فتوح
تذهب عطيات زوجة فتوح إلى السجن فى زيارة له فيخبروها بأن زوجها أفرج عنه.. وتبدأ رحلة العذاب فى البحث فى الطرقات والميادين والحدائق وتحت الكبارى وأخيرا تقدم بلاغ فى قسم الشرطة بغيابه منذ الأفراج عنه وتستمر لأيام وشهورهى وأولادها وأصدقائه يبحثون عنه فى كل مكان وفى كافة المحافظات كلما أفاد البعض برؤيته هناك.
ويشير عليها أولاد الحلال بعمل أعلان فى الجرائد بصورته فتدفع كل ماتملك ثمن لهذا الأعلان المكلف ولكن لم يسفر عن نتيجة.. فيقوم أصدقائه بطبع أعلان فيه كافة البيانات بالصورة ولصقه على جدران المساجد ووسائل المواصلات ومحطات القطارات وتوزيعه على الماره ولم يتبقى لها غير أن تركب عربة نصف نقل بميكرفون وتجوب القاهرة لتقول : راجل تايه ياولاد الحلال
وفى يوم أرسل لها قسم البوليس أستدعاء للحضور بشأن غياب زوجها
تقف عطيات أمام ضابط الشرطة وهى ترتعد فهى تعلم بأنهم لا يأتى من ورائهم الخير.. الضابط : البقية فى حياتك ياست عطيات .. لقينا جثة أحتمال تكون لجوزك
لم يكمل الضابط جملته ألا وعطيات تصرخ بأعلى صوتها وتلطم على وجهها وتقع على الأرض وبعد أن تهدأ قليلا ..يصرخ الضابط فيها: أنا بقولك ياوليه أحتمال.. يعنى ممكن الجثة مش بتاعته قومى ياله من هنا وخدى الورقة دى وروحى على المشرحة تشوفيه الأول قبل ماتصوتى وتبهدلينا ..تهرع عطيات ومعها بعض الأهل وأصدقاء فتوح لمبنى المشرحة للتعرف على الجثة ولا تستطيع أن تدخل لتنظر إلى جثة زوجها فيدخل الأهل والأصدقاء ويخرجون وهم فى حيرة ..البعض يقول أنه فتوح وآخرين يتشككون فى كونها جثته وتتحامل عطيات وتتشجع وتدخل لرؤية الجثة وهى تمنى نفسها بأن لا تكون لزوجها فيكشفون الغطاءعن الجثة وتتأمل فيها جيدا ثم تسقط على الأرض وهى مغشيا عليها من هول المنظر فقد كانت الجثة مشوهة المعالم وقريبة الشبه من صورة زوجها .. وبعد أن تسترد وعيها تصرخ فى الجميع بأن الجثة ليست لفتوح فأنها تعرفه تماما بوجود ندبه كبيرة على فخذه الأيمن وهى غير موجوده بهذه الجثة لم تيأس عطيات وأولادها فى البحث عنه فلجأت لمن يفتحون المندل فمنهم من قال لها بأنه عايش ومنهم من قال بأنه فى عداد الموتى وآخرين قالوا لها بأنه يعيش فى أحد محافظات وجه بحرى فسافرت تبحث عنه فى بحرى وقبلى ولا جدوى ولا أشارة بوجوده
كتبت العديد من الشكاوى للمسؤلين بالداخليه ورئاسة الوزراء ورئاسة الجمهوريه والصحافة والتليفزيون.. وليس على لسانها غيركلمة أين زوجى ياظلمه ؟؟ تصل الشكوى ومعها صورة فتوح لمباحث أمن الدوله بعد أحالتها من المسؤلين للأستفسار عن موقفه لديهم فيأخذ ضابط المباحث الصورة ويدخل بها على رئيسه : شوفت ياباشا يظهر أن الراجل أللى كان عندنا من كام شهر وكان بيقول أنه فاقد الذاكرة ظهر له أهل أهه وأحنا أرسلناه الصعيد للوصول للشيخ رفاعى .. نعمل أيه دلوقتى
- أقبضوا عليه وهاتوه من الصعيد ونشوف أهله حيعرفوه ولا لأ.. أبعث أشارة دلوقتى لمكتبنا فى أسيوط لضبطه وأحضاره هنا فورا ..
- تمام يافندم ...
القبض على الشيخ رفاعى
تخرج مأمورية من مكتب مباحث أمن الدوله إلى ديروط لأحضار فتوح للعرض على الأدارة .. وتدخل المباحث قرب الفجر على القرية وتداهم منزل الشيخ رفاعى الحقيقى وتقبض عليه وترسله تحت حراسة مشدده للقاهرة
يقف الشيخ رفاعى أمام المحقق ويسأله : أسمك وسنك وعنوانك وعملك
- ما خبرش ياباشا أنا فاجد للذاكره وسبق أنى جولت الكلام ده لكم وأنتم أللى بعتونى الصعيد وجولتو عليا بأنى الشيخ رفاعى لأنى شبهه ودلوجتى جايبنى هنا تانى أقدر أعرف ليه ؟ ..- أهو ظهر لك أهل يا أستاذ فتوح
- فتوح مين أنا ماخبرش
- بسرعة كده بقت لهجتك صعيدى
- من عاشر الجوم أربعين يوم بجى منهم شوف بجى بقالى كام شهر معاهم
- طب أتفضل أنتظر فى الحجز على ما ييجى أهلك يتعرفوا عليك ويستلموك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق