عودة الروح
لا نعلم بدقة ويقين من أين تخرج
الروح من البدن ولا كيفيته، لكن ظواهر النصوص تشير إلى أنها تخرج أولا من الأطراف
السفلية فتجذب من أطراف البنان ورؤوس الأصابع فتبرد هذه الأعضاء وتفارقها الحياة،
ولكل عضو من البدن سكرة وكربة، حتى تصل الروح إلى الحلقوم، هنا تكون الغرغرة
والمعاينة وعندها حضور الموت، وهنا تنقطع معرفة العبد من الناس كما يدل عليه حديث
ابن ماجه عن أبي موسى الأشعري. ومعنى المعاينة رؤية ملك الموت وما ينجم عنه من روع
وفزع، أو رؤية ما يصير إليه من نعيم أو هوان. وعندها يغلق باب التوبة كما ورد في
الأحاديث. وبعد أن تستجمع الروح في الصدر وتنتقل الى الحلقوم يقبضها ملك الموت
فيتبعها الميت ببصره فيشخص بصره ويبقى كذلك حتى يغمض. تخرج روح المؤمن كخروج
القطرة من السقاء، وأما الفاجر فتسل روحه كالسفود من الصوف المبلول.أنا لست متبحر فى أمور
الدين ولم تكن دراستى فى هذا المجال ولكن هى تأملات من قرائاتى ومشاهداتى فيجوز أن
أخطئ ويجوز أن أصيب فقد قرأت كثيرا فى موضوع الروح والنفس والفرق بينهما وأختلاف
رأى العلماء فى التفريق بينهما ..مستندين فى تحليلهم على ماجاء فى كتاب الله
والأحاديث الصحيحة وهدى السنه المطهرة فمنهم
من قال أن الروح هى من علم الله ( ونفخنا فيه من روحنا ) وبالتالى فالروح صافية
ونقيه وهى المحرك الأساسى لنشاط الأنسان أما النفس فهى تختلف عن الروح وأنها مظهر
من مظاهرها تنشأ فى الأنسان عندما تدب فيه الروح وهو فى رحم أمه... وهى تنقسم
لثلاثة أنواع.. النفس الخاطئة والخبيثة والنفس الملومه أو اللوامه.. والنفس
المطمئنه الطيبه الطاهرة والنفس مكانها القلب وهى المسؤله عن
تصرفات الأنسان سواء كانت طيبه أو شريرة وأن العقل هو مجرد مستشار لها أما الروح
فمكانها فى منتصف الصدر وهى النور الربانى الذى يسبب الحياة ..هذا كان معظم أراء
العلماء أن أختلفت قليلا فمنهم من قال بأن النفس والروح شيئا واحدا
وهى مجرد مرادفات لغويه ليس أكثر وأقفلوا هؤلاء باب المناقشة والبحث ولكن عجبنى
رأى للشيخ الغزالى قال فيه أن الروح + النفس = أنسان
وأن النفس هى التى تعذب أما الروح
فهى من شأن الله ( ويسألونك عن الروح قل هى من أمر ربى ) هذا النقاش الجدلى أستمر
منذ مئات السنين ونجد أن بعض رهبان المسيحية أدلوا فيه برأيهم وأن فلاسفة الأغريق
تناولوه فى مناقشتهم وتباحثوا فيه ووصلوا فيه لرأى يقارب الفكر الأسلامى
وكل الأراء أجمعت على أن الروح هى من النور
الربانى الذى بعثه فى كل شيئ حى وأنها تبعث بضيائها داخل الجسد وأن الجسد هو ردائها
فى الحياة الدنيا فيبلى الرداء ولا تبلى الروح التى تصعد إلى خالقها ..وتطرق البعض
فى هذا الحديث عن رحلة الأسراء والمعراج فمنهم من قال بأن الأسراء تم بالجسد وأن
المعراج تم بالروح ومنهم من يقول أن الرحلة تمت بالروح والنفس والجسد
كل هذه الأراء جعلتنى أجلس أتأمل فى قدرة وعظمة
الله فعندما يمرض أنسان ويحتاج لعمليه جراحيه فأن الأطباء يخدرونه ويصبح أمامهم لا
يحرك ساكنا فيشقون جسده ويستأصلون التالف من أعضائه.. ولو أجروا هذه العمليه بدون
بنج لخرجت روحه فى الحال ومات فماذا يحدث للروح والنفس أثناء الجراحة ..التفسير
العلمى يقول بأن المخدر يسرى فى الدم ليصل إلى مراكز الأعصاب والأحساس فى المخ
فيتوقف نشاط الجسم الذى تسيطر عليه النفس ويصبح الأنسان فى هذه الحالة روح + جسد
بعد أن نامت النفس فلا يتألم ولا يتحرك ولا يتكلم ولكن الروح تحفظ الحياة وتجعل
الجسد ينبض بالحياة حتى ينسحب المخدر من الجسم وتعود النفس لمكانها وتسيطر على
حركة الجسم مرة أخرى بعكس عملية النوم التى تنطلق فيها الروح لتحلق خارج الجسد
وتظل النفس تسيطر على باقى وظائف الجسم أراء ونظريات كثيره قابله للخطأ والصواب
ولكننا نقف مبهورين أما هذه المعجزه الألهيه ولم يستطع العلم الحديث أن يتوصل
لتعريف صحيح ومقبول عن الروح ولكنه توصل لتشخيص مظاهر الموت فيصفها بالسكته
القلبيه وهبوط وظائف القلب أو السكته الدماغيه وشلل جميع أعضاء وأجهزة الجسم
ولكنهم لم يستطيعوا تفسير الموت الطبيعى وخروج الروح وأنسحابها وحشجرات الموت
ومن المواقف المحيرة التى جعلتنى أتوقف أمامها
طويلا عندما يجرى مريض عمليه جراحية ويتوقف القلب لبضع دقائق ثم يعود للعمل مرة
أخرى ويحكى المريض بعدها بأنه كان يحلق فى سماء الغرفة وفوق جسده ويشاهد جميع من
بالغرفة ويسمع كلامهم واضحا أذن الروح فى هذه الحاله لم تنسحب بكاملها من جسده
ومازالت مربوطه بخيط كهرومغناطيسى بالجسد وهذا ماجاء ذكره فى القرأن عن الملكين
المكلفان بسحب الروح من الجسد وأستخلاصها لبارئها ومرورها بالبرزخ إلى عالم
الأرواح وهى تظل متعلقة بنفس المكان لفترة قليله قبل أن ترحل إلى عالمها فكثير ما
نشاهد أناس توقفت قلوبهم وتوقف تنفسهم وعند أعطائهم قبلة الحياة أو موجات كهربائيه
عاليه التردد يعودون إلى الحياة وهذا يتوقف على الوقت قبل أن تنطفئى داخل الجسد
مصابيح الحياة ..القرآن الكريم مليئ بالأشارات
الظاهرة والخفيه عن الموت والحياة وعالم النفس وعالم الروح