الخميس، 28 أغسطس 2008


الحكاية رقم 6
الحب على جسر التنهدات
الشمس فى طريقها للغروب وهى ترمى بأشعتها الحمراءعلى سطح الماء فى منظر شاعرى خلاب يبعث فى النفس الطمأنينة والسكون
وعلى الشاطئ الجميل حاجز للأمواج يمتد إلى داخل البحر رصت مكعباته الخرسانيه لتشكل رصيف ممتد ليصبح ممشى ومجلس للمصييفين
وقد أغرانى شكل الحاجز على تسلقه والسير فوقه ساعة الغروب
فوزى : على فين يازيزو
أنا : أتمشى على جسر التنهدات
فوزى : مالكش دعوة بحد يازيزو وخليك فى حالك
أنا : ما وعدكش
المنظر من فوق غاية الروعة وكل العيال الحبيبه أتنين أتنين يتهادون ويتهامسون ويصوصون فتسمع لصوت الجسر آهات وزفرات..الحقيقة عندهم حق
فالمنظر يحنن قلب الحجر فالماء والخضرة والوجه الحسن كانوا على موعد فى هذا المكان
جلست فى نهاية الجسر وسرحت فى ملكوت الله وعظمة الكون والمنظر الرائع البديع
وأنا فى دوامة التأمل والأنسجام..أسمع صوت رجالى خشن يأتى من خلفى
فأجد رجل فى منتصف الأربعينات وممكن الخمسينات قد زحف الشيب على رأسه وهو يقف فى وضع عاطفى فاتحا ذراعيه وعلى بعد خطوات أمامه حوريه جميله ذات شعر ناعم مسترسل يداعبه هواء البحر ..لايتعدى سنها
23- 25 سنه تقف هى الأخرى فاتحة ذراعيها فى لحظة وداع مع غروب الشمس
البنت : مش قادره أمشى وأسيبك يا محسن
محسن : وأنا كمان ياسحر
فيندفع الحبيبان ليتعانقا عينى عينك أمام الخلق..ثم تعود للخلف مرة أخرى ويتكرر المشهد أكثر من خمسة مرات يعنى أللى ماشوفتش شوف
وفى النهايه تسير البنت القهقرى وهى تودع حبيب القلب فى منظر مأسوى
ودموعها تبلل خديها الأسيلين
وهى تقول : باى يامحسن باى ياروحى باى ياحياتى
أتعدلت فى قعدتى وأنا أقول يانهار أسود يانهار أسود معقول أللى بيحصل ده أكيد ده تمثيل لأبحث عن الكاميرا التى تصور هذا المشهد السينمائى
ولكنى لم أجد غير العيال الحبيبه أزواجا أزواج وهم يتابعون المشهد فى رضا وسعادة وقد زادت لوعة الحب بينهم قتجرأوا أكثر وأكثر وماعدش فيه خشى
وضربت كفا بكف على المشهد الذى لم أشاهده ألا فى الأفلام الهندى
وسألت نفسى مالذى يجمع بين خريف هذا الرجل وربيع هذه الأنثى
هل هذا هو الحب ؟ أم هو خداع بصرى أو أنحلال أخلاقى أو هذا يتماشى مع قوانين مارينا العظيمه
أين الخشى والعفة أين الفضيلة والأخلاق أين الأحترام والمبادئ
أكيد أكيد هذه القيم قد دفنت تحت جسر التنهدات..ولآ عزاء للأخلاق
يتبع
الحكاية رقم (7)

ليست هناك تعليقات:

قهوة الحراميه

  ألتف الحرامية حول المعلم فيشه شيخ المنصر وهم فى حالة تزمر وأنزعاج بعد أن أعلن عن نيته فى التوبه والأعداد لرحلة الحج فقال له مقص الحرامى : ...