شكل للبيع
كثير منا يصادف نوعيات معينة من الناس تبحث عن المشاكسة والخناق ويقال عنهم بيخانقوا دبان وشهم .. وتوجد نوعية منهم يستدرجون ضحاياهم للوقوع فى الخطأ ليكون مبرر كافى لممارسة هوايتهم المفضله فى المشاكسة والعراك
وهؤلاء الناس معذورين فهم يخرجون طاقتهم المكبوته فى أى ضحية لأى سبب وأتفه سبب .. وهى ظاهرة صحية تفيد صاحبها منعا لأرتفاع ضغط الدم أو حدوث الجلطات أو السكتات القلبية والدماغية أو التهييس والبعض يمارسها كهواية للتغليس على خلق الله ( أهو غلاسة والسلام )
ومن أين أتى لهم هذا الكبت القاتل .. غالبا مايأتى من البيت أو العمل أو من مشاهدة التلفاز أو من قراءة الصحف أو من أشارات المرور أو من قلة ذات اليد أو من العيشة وأللى عيشنها ولا يستطيع أن يفرغ غضبه فى المتسبب الذى يكون أما زوج طاغى أو زوجه مستبده أو رئيس فى العمل أو مسؤل حكومى أو أعلامى وتنتاب هذه الحالة أحيانا أناس هادئين وأسوياء وهى الرغبة العارمه للمشاجرة والنقار وتكسير الأشياء أو الكآبة والأنزواء
وأنا لست بمحلل نفسى ولكنى مراقب وراصد لتصرفات الناس من فوق رصيف الحياة ولا أملك غير أن أقول هى الناس جرى لها أيه.. ولاحول ولا قوة ألا بالله
سنستعرض سويا بعض صورة مأساوية الضاحكة لربما تجد نفسك فيها وتتريث قبل أن تصيب غيرك أو تصاب من الغير برشاشات ومدافع الغضب المكبوت والتى تؤدى فى الغالب إلى جرائم مفزعة
ماذا لو تصادف أن أصطدم أثنان فقط مبؤئين مع بعض ويالها من مصادفة أن يتقابل الثائرون وجه لوجه فتشتعل النيران بأسرع مما نتصور ولا نعلم مدى الخسائر التى قد تصيبنا لو تركنا هؤلاء الناس تفرغ شحنات الغضب بطريقتهم الخاصة وفى النهاية لا نملك غير أن نقول المصطلح السياسى الدارج بأتباع سياسة ضبط النفس للضحية وليس الجانى
ثانيا القصة
أستقالة ضابط مرور
فى يوم شديد الحرارة من شهر أغسطس والساعة تشير إلى الرابعة وفى أشارة
ميدان العباسية الشهيرة التى أغلقت وفتحت أتوماتيكيا أكثر من أربع مرات ولا تتحرك السيارات وكلما أضائت باللون الأخضر أرتفع صوت أبواق السيارات للتحرك ولكن النقيب أسامه يقف مصلوبا وهو يفرد ذراعيه ليمنع تحرك السيارات الواقفة فى الأشارة وشمس أغسطس قد سيحت الخوذه التى يلبسها على رأسه وجعلته يهرتل ويتصرف كالمجنون وكل ديقيقتين ينظر خلفه وهو يسب ويلعن فى اليوم أللى تخرج فيه من كلية الشرطة واليوم الأسود الذى وضعه فى أدارة المرور وشمس وصيف أغسطس والبوت الأسود الطويل الذى جعل قدميه ككوز الذره المشوى وقطرات العرق التى تتساقط داخل ظهرة كصنبور بجلدة تالفة وهو على هذه الحالة المأساوية وبعد طول أنتظار تخرج سيارة من الصفوف الأولى وتنطلق بأقصى سرعة وكادت أن تصطدم به ولكنها توقفت فى منتصف الميدان بعد أن سدت أمامها جميع المنافذ من العربات القادمة فيلحق بها وهو يسب ويلعن فى سائقها وتستغل باقى السيارات الموقف ويندفعوا مقلدين صاحب السيارة الجريئة ليتحول الميدان إلى سويقة وتعطلت معه جميع الأشارات
أسامة وهو فى قمة ثورته : رخصك يا جزمة يا أبن الجزمه أن ما سجنتك عايز تموتنى يارمه يازباله يا معفن دى أخرتها
السائق ببرود : أنت عارف بتكلم مين ياحضرة الضابط
- مين يعنى حتكون أنسان متخلف ( يمسك بلياقة قميصه ليخرجه من السيارة )
السائق بنفس البرود : أنت قد الماسكه دى .. سيب للياقة وألا حتندم
- لأ بقى مش حسيب ورينى حتعمل أيه لو راجل
- مش حعمل حاجة ( يتناول الموبايل من على المقعد ويبدأ فى طلب نمره فيطيح الضابط بالموبايل ويستمر فى جذبه ليخرج من السيارة مع أرتفاع أصوات أبواق السيارات للمرور ..بيييب بيييب
السائق : سيب اللياقة بالذوق ياحضرة الضابط وأنا أنزل ( يتركه الضابط ليقوم بالنزول) – أتفضل أنزل بسرعة وألا مش حيحصلك طيب لو أنت أبن وزير الداخلية ذاته مش حسيبك
- أيه رأيك بقى مش نازل عندك نمرة العربية أعمل جميع المخالفات أللى تعجبك
- هات رخصك يابنى آدم
- مفيش رخص
- يبقى كده أنت جنيت على نفسك (وتبدأ معركة الأيدى والسباب وخرج سائق السيارة من العربة ليتبادل اللكمات مع ضابط المرور ويصيبا بعضهما وتسال الدماء من الوجوه ويتوقف الميدان تماما ويخرج أصحاب السيارات لمشاهدة هذه المعركة المسلية التى تكسر ملل الأنتظار وخنقة الحزام ويحاول البعض أبعادهما ولكن كانت معركة شديدة الوطيس الضابط يضرب بوكس فيرد عليه ببوكسين يضرب قلم ياخد قصاده دستة أقلام يقوله أبوك يرد عليه بسيل من الشتائم ولم يستطع أحد أن يوقفهما حتى أبتعد الضابط وجرى إلى الكشك ويفتح الجهاز اللاسلكى وينادى على أدارته ألوو نجده ألوو نجده أسامه ينادى ...زززز ردوا عليا ياولاد الكلب .. وبعد محاولات شاقة يردوا عليه يبلغهم بالموقف ويجرى السائق هو الأخر إلى سيارته ويتناول موبايله ويتحدث فيه لشخص مهم يناديه بالباشا بعد كل كلمه لأبلاغه ماحدث ومكان تواجده.. وتمر ساعة كاملة توقف فيها المرور تماما من جميع الأتجهات وتصل طوابير السيارات القادمة حتى ميدان التحرير والسيارات العائده حتى ميدان المحكمة فى مصر الجديده ونزل المتطوعين وأهل الخير من السيارت وقاموا بتنظيم المرور بمعرفتهم بعد أن جلس أسامه أمام الكشك وهو شامت وينظر لهم بتشفى وهو يجفف عرقه ويتحسس أثار المعركة على وجهه وهو يقول : تستاهلوا يابقر خليكم ملطوعين فى الشمس علشان تعرفوا قيمة النظام
ونشبت معارك جديده بين أطراف جدد وبدأت حركة المرور تسير ببطئ شديد حتى أنفرجت الأزمة فى الثامنه مساء لتحضر سيارة النجده للميدان
ينزل ضابط النجده ويقابل ضابط المرور : فين المتهم يا أسامه
- مشى طبعا جيين لسه دلوقتى كنتم فين كل ده البوليس خلاص راحت هيبته بقينا ملطشة للى يسوا وأللى مايسواش
- ما هو أنت السبب بعملتك دى عطلت البلد كلها أربع ساعات
- أن شا لله تولع البلد بأللى فيها أنا عايز حقى ويغور حق الداخلية وأللى عايزينها
- طب بتتزربن عليا ليه مش تهدأ أنا على ما وصلت هنا أخدت أربع ساعات وما تغدتش لحد دلوقتى أنت عارف مين صاحب العربية بلغونى على اللاسلكى أنها ملك رئيس نيابة الأموال العامة
- أن شالله تكون بتاعة رئيس الجمهورية روح يا عم بلا قرف أنا من بكره حقلع البدلة دى وأولع فيها فى الميدان عشان تستريحوا وأستقالتى حكتبها على ورقة وسخه وحسبى الله ونعمة الوكيل
- يظهر الواد كيلك جامد معلش علقة تفوت ولا حد يموت
يصرخ أسامه بأعلى صوته ويخلع الخوذه ويرميها على السيارات الواقفة ويخلع الرتب ويدوس عليها بالبوت وينطلق فى الميدان كالمجنون ويضرب بالقفا سائقى السيارات المنتظره الأشاره الخضراء وهويقول : فووؤا يامغفلين
ضابط النجده يضرب كف بكف : عليه العوض ومنه العوض النقيب أتجنن !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق