الأربعاء، 2 يونيو 2010

رحلة سفارى فى صحراء مصر الجميله


نبذة وتقديم للمؤلف
ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذا الكتاب خشية ألا أوافيه حقه لما أملك من معلومات
وخبرات فى صحراء وفيافى مصر القاحلة فقد كان لى شرف الخدمة والقيادة فى كل صحراء مصر بقوات حرس الحدود والأن أضع بين أيديكم خبرة 35 سنة من قراءات ورحلات ودوريات ودراسة لطبيعة وعادات أهل الصحراء المصرية وقد أحترت من أين أبدأ فكل جزء فيك يامصر غالى وعزيز عليا لما يحتويه من ذكريات وأصدقاء وحوادث ووقائع لربما البعض يسمع عنها  لأول مره أنها رحلة سنوات طويلة وشاقة قضيتها بين الجبال والوديان والسهول وفى داخل الواحات وعلى حدود مصر الشرقية والغربية والجنوبية وقد أستعنت ببعض الصور والخرائط والمتوفر منها بقدر الأمكان
ويمكن أن نعتبر هذا الكتاب من أدب الرحلات أو تجربة حياة وان شئت أعتبره بحث فى علم الأجتماع وفى أجزاء منه يكون أكاديمى لمن هم يهتمون بعلوم الصحراء وبعض منه يحتوى على كم كبير من المعلومات القيمة المفيد منها والمسلى والذى يشد القارئ على متابعتها والأستمتاع بها
وسنقوم بتشريح صحراء مصر وتوضيح العجيب منها مع ربطه بتاريخ القديم والحديث مع ذكر أهم طرق ومسارب التسلل والتهريب والطرق القديمة المعروفه فى مصر وذكر خواصها وتأثيرها على الدوله المصريه خلال حقب التاريخ
ثم نصحبكم فى رحلة سفارى طويلة فى بحر الرمال الأعظم
 وينقسم الكتاب إلى عدة فصول يمكن متابعتها من خلال الفهرست الملحق وقد توخيت أن تكون لغة الكتاب سهلة ومبسطة على قدر الأمكان وأرفقت بها من الهوامش الذى يساعد القارئ العادى والمتخصص على معرفة الغامض من المصطلحات والألفاظ
أتمنى أن يكون هذا العمل رد لجميل ومجهود القادة الذين سبقونى سواء الموجود منهم أو الذى رحل ويكون أضافة طيبة لكل من يحب مصر ويعشقها من أجيال الشباب الحالى والقادم وعمل يسير يضاف إلى المكتبة العربية
وعلى الله التوفيق
                                                       المؤلف


سيوه

كانت سيوة أحد المحطات الهامة التى شكلت فى وجدانى حب كبير لهذا المكان
فقد خدمت فيها كقائد للحدود لعدة سنوات تجولت فى صحاريها وغرودها الرمليه وأبارها وتعرفت على سكانها من قريب وذلك بحكم عملى  وهو ما ساعدنى كثيرا فى جمع كافة المعلومات والصور عنها لأضعها جميعها تحت أيديكم لتعرفوا المزيد والمزيد عنها وكنت هنا مثال للدارس المتخصص ولست سائحا متجول أقضى بها عدة ليالى لأتفرج على أثارها وأرحل ولكن كانت معايشة مستمرة وتفاعل مع المكان والرجوع إلى كافة المراجع الجغرافية والتاريخية لواحة سيوة .. وكانت هى المحطة الأولى بعد ذلك بسنوات للأنطلاق بأول دوريه أستكشافية لبحر الرمال الأعظم
 في قلب الصحراء وبعيدًا عن مدن العمران بمئات الكيلومترات تقع واحدة من البقاع التي ما إن تطأها قدماك حتى يتوقف بك الزمن وتعود بك عجلاته آلاف السنين، لتفاجأ بعالم غريب وعجيب يمتزج فيه الواقع بالخرافة وتختلط الحكايات بالأساطير وتتجاور الطقوس مع الأعياد والاحتفالات؛ لتصنع لنا أسطورة اسمها واحة "سيوة" المصرية، أجمل ما فيها أنها كلها حكايات في زمن لم يَعُد به من الوقت ما يسمح بالحكي، بعد أن دخل أهله طاحونة الحياة التي لا تتوقف.
الجارة أو قارة أم الصغير

ومن الصعب إذا أردت الحديث عن واحة سيوة الكبرى أن تقنع من تحدثه أنك تتكلم في الحاضر وليس الماضي السحيق، والأصعب منه أن تبحث عن نقطة البدء، فبأي خيوط الأسطورة نبدأ: من كرامات سيدي سليمان؟ أم جبل الدكرور؟؟
يمكن أن أبدأ من حكاية الغولة أو من جبل الموتى.. لا أدري.. فالحكايات والأساطير والعادات ثرية ثراء هذه البقعة الخلابة.. لكن لنبدأ من دعوة الشيخ الطرابلسي التي تركت بصمتها علي كل شيء في سيوة.
دعوة الشيخ التي أصابت واحة الجارة
كان الشيخ الطرابلسي قادمًا من ليبيا في طريقه إلى الحجاز سيرًا على الأقدام لأداء فريضة الحج، فمر بواحة "الجارة" أو "أم الصغير" إحدى الواحات السيوية الصغيرة التى تبعد عن الواحة الأم 130 كيلومتر فرشقه بعض الصبية بالحجارة، فدعا عليهم الشيخ بقلة النسل، وقد كان.
هذا ما استقر في ذاكرة أهالي الواحة التي تُعَدّ أصغر واحة في مصر حيث لا يتعدى سكانها 340 نسمة لا يزيدون ولا ينقصون، ويسود اعتقاد قديم لدى الأهالي أنهم لو أنجبوا طفلا في الصباح فإن شيخًا من كبار السن سيموت في المساء، وتصادف أنه كثيرا ما كان يحدث ذلك.
وحين تزور واحة الجارة عليك أن تقطع 130 كم شرق من واحة سيوة حتى تصل إلى هذه الواحة التي يحيط بها من الخارج سور أشبه بأسوار القلاع له باب واحد فقط يغلق على سكانها في المساء خوفًا من الضباع التي تعيش بكثرة على تخومها وتهدد أهل الواحة وتفتك بثروتهم الحيوانية.
وأهل "الجارة" ظلوا حتى قيام ثورة يوليو 1952 لا يعرفون شكلاً من أشكال العملة النقدية مكتفين بالمقايضة، وهم يعيشون -إلى الآن- على الزيتون والبلح ويستخدمونه في المقايضة بما يحتاجونه من سكان القرى الأخرى والأغراب، وهم في حياتهم أشبه بجدارية عتيقة، فمنذ قديم الأزل لا يفكرون إلا في دعوة الشيخ الطرابلسي، ويدعون الله أن تنتهي هذه اللعنة التي أصابت نسلهم!.
وعند مقابلتى للشيخ حسن ظل يحكى لى  ما كان وما سيكون وقمنا بزيارة سويا لقلعة الجارة وهى مبنية من الطين والملح وجريد النخل لو شاهدتها لأول مره لطفق إلى مخيلتك جبلاية القرود .. فلها بوابة ضخمة تغلق فى المساء وبجوارها حصن صغير ملحق بها ليجلس بها حراس الليل .. دخلنا من البوابه كأننا أنتقلنا إلى  عالم ألف ليله وليله فالطريق ضيق لا يسع ألا فرد واحد وهو صاعد يمر بجميع طوابق القلعة التى قسمت لحجرات ضيقة مظلمة لا يوجد بها غير الباب وفتحة لشباك ضيق وكان هذا الدور مخصص للعرسان الجدد يقيموا فيه حتى يرزقوا بأولاد وهذا نادرا لقلة النسل ودعوة الشيخ الطرابلسى ويظل الطريق يصعد بنا لنصل على ساحاة كبيرة متعددة الأستخدمات فهى تستهدم كسوق أو ساحة للأحتفال او اللهو .. وتأملت فى أسلوب البناء العجيب فوجدت أن الطفلة الجبلية مخلوطة بالرمال والملح الجبلى والقش وكسر الطوب ويتم تشكيل منه الحوائط والممرات تشله هذه القلعة مستعمرات النمل الأبيض ..ودلف بنا لطريق فرعى يلف القلعة من أعلى يتواجد به الرجال للدفاع عن أنفسهم ضد العربان ولصوص الصحراء .. حصن بمعنى كلمة حصن
ومع تقدم الزمن ووصول الحضارة الحديثة وعمل طريق لهذه الواحة الصغيرة ودخول العمران هجر الأهالى الحصن وقاموا بالبناء المعروف خارجة وفى اول زيارة لوزير الدفاع لهذه البقعة طلب منى تقديم كافة التسهيلات لأبناء الواحة الصغيرة وأمر بأن تفتح لهم فصول لمحو الأمية يقوم بالتدريس فيها الجنود والضباط وقمنا بأفتتاح عيادة طبية يمر بها طبيب الوحدة كل اسبوع كما أهداهم عربة اسعاف بالأضافة ماكنا نقدمه لهم من أمداد غذائى كل شهر
وعندما تدخل هذا الحصن تشعر بأنقباض غريب فسألت الشيخ حسن عن سبب هذا الشعور .. فقال لأنك غريب وهذا المكان مسحور من قديم الزمن لمنع الغزاة من الأقامة فى الحصن فتحرسه الجان والأرواح ونحن قد غادرناه بعد أن كثرت فيه الحوادث الغريبه ولكننا لا نستطيع أن نستغنى عنه فهو ملجئنا الذى نختبئ به عند تعرضنا لأى شر قادم من الصحراء


وفي كل عام عندما يحل شهر أكتوبر وعند اكتمال القمر تبدأ احتفالات أهالي سيوة بعيد الليالي القمرية أو "عيد السلام"، فعند سفح جبل الدكرور يجتمع السيويون شيوخا وشبابا وأطفالا ونساء، تاركين منازلهم، يجتمعون على مائدة واحدة، حيث يحمل كل شيخ قبيلة مائدة من الطعام على رأسه ليقدمها لكل الناس، لا فرق بين غني وفقير، ولا يبدءون في تناول الطعام قبل إطلاق إشارة البدء من شخص يسمى القدوة يجلس في أعلى مكان على الجبل، وبعدها تبدأ الاحتفالات والأناشيد لأهم عيد في سيوة. وعندما يحل مساء اليوم الأول للاحتفالات يجلس شيوخ القبائل يروون قصص البطولات والتصدي للغزاة وأمجاد سيوة القديمة ويروون أشهر قصة تصالح وهو التصالح الكبير بين السيويين الشرقيين والغربيين والذي كان الفضل فيه للشيخ أحمد الظافر المدني الذي صاهر بين الشرقيين والغربيين ليسود التسامح وتذهب الخلافات، ومن هنا اتخذ هذا اليوم من كل عام ذكرى طيبة للاحتفال بعيد السلام كعيد قومي للواحة.
وفي "يوم المصالحات" تعقد المصالحات لإنهاء الخلافات بين القبائل، وبعد التصالح يتناول الجميع الغذاء، دليلا على انتهاء أي خصومات وقعت على مدار العام.
وفي اليوم الثالث يرتدي شخص جلبابا أبيض ويطوف على المنازل ليأخذ من كل بيت شيئا يؤكل، ويتم عمل وليمة كبيرة يتجمع الأهالي لها مرة أخرى؛ تأكيدا للتصافي والتسامح، وتسمى هذه الوجبة "النفحة"، ويزور هذا العيد -عيد الليالي القمرية- نحو 30 ألف زائر وسائح سنويا ليشاهدوا هذه الطقوس السيوية العريقة.
جبل الدكرور
وجبل الدكرور هو الجبل الذي يشهد "عيد السلام السنوي" وهو يقع على بعد 5 كم جنوب مدينة سيوة، ويتميز الجبل بجوه الصحي وتتوفر فيه المياه العذبة وتستخدم رماله في علاج الروماتيزم عن طريق حمامات الرمال الساخنة، حيث توجد خمسة أنواع متخصصة من هذه الحمامات، وهناك أشخاص بأعينهم متخصصون في دفن أجسام أولئك الذين يعانون من آلام الروماتيزم والروماتويد والتهاب الأعصاب، وتختلف فترة الحمام الرملي حسب الحالة المرضية.
وفي جبل الدكرور توجد أيضا مقابر منحوتة في الصخر يعود تاريخها إلى العصر البطليمي قبل آلاف السنين، وتوجد مقبرتان كبيرتان يسهل الوصول إليهما، وكل المقابر خالية من أي نقوش على جدرانها.
حلي الصالحات

ملابس الفتيات السيويات وما يتحلين به من حلي فضية، هو أول ما يجذب الأنظار لمن يزور هذه الواحة، فهن يلبسن ثيابا زاهية الألوان لها أكمام طويلة واسعة، ويضعن حول أعناقهن عقودا من الخرز. وما زالت بعض الفتيات يصففن شعورهن في جدائل متعددة، وتنفق الفتاة ساعات في تصفيفه، وفي كل مرة تخرج المرأة السيوية لزيارة قريبة أو تهنئة جارة بمولد جديد فإنها ترتدي عدة أثواب فوق بعضها، ومهما كان العدد فإن الثوب الخارجي يجب أن يكون أسود اللون مطرزا بزخارف مشغولة بالحرير متعددة الألوان.
وفي داخل المنزل يكون للمرأة السيوية أن تخلع الثوب الأسود وتبقى بالثوب ذي اللون الزاهي والأكمام الطويلة الواسعة.
والحلي السيوية تتكون من أساور عريضة فضية وخواتم وأنواع مختلفة من العقود وخاصة العقد المسمى "الصالحات" وهو يتكون من ست قطع على شكل هلالي، يوضع بين كل اثنين من الفضة والمرجان، ويتحلى النساء بالأقراط، وهي إما خفيفة وتتدلى من ثقب من حلمة الأذن أو ثقيلة تتدلى على جانبي الرأس في نفس مستوى الأذنين.
ويبلغ حلي بعض النساء في العائلات الغنية أكثر من عشرة أرطال، والحليتان الرئيسيتان هما "الأغرو" وهو فضي تحرص السيدة الثرية في سيوة على ارتدائه. و"التعليق" وهو قرط يتدلى على جانبي الرأس يتكون كل جانب منه من عدة سلاسل فضية مثبتة في حلية هلالية الشكل، وتنتهي كل سلسلة منها بجلجلة ، أما أدوات التجميل عند المرأة السيوية فهي الكحل والأعشاب الطبيعية.
عرس مبارك

في عصر يوم عقد الزواج ترتدي العروس أبهي ملابسها وتذهب مباشرة في صحبة بعض نساء أسرتها وقليل من الذكور من أقاربها لتغسل وجهها ويديها وقدميها في عين طموس، من ضمن أكثر من مائتي عين وينبوع للشرب والتداوي تملأ واحات سيوة، لتبارك هذا الزواج، وعند هذه العين المباركة تقوم بخلع حزامها وتعطيه لأمها أو إحدى خالاتها لكي تستخدمه إحدى بنات العائلة في المستقبل.
وتظل النسوة ترددن الأغاني في طريق رجوعهن من العين حتى يقابلن نساء أهل العريس اللاتي يكن في انتظارهن عند مكان معين، ثم يذهبن جميعا إلى منزل العروس، وفي المساء يذهب العريس إلى منزل عروسه وتبدأ الرقصات والموسيقي في العزف ثم يأخذ عروسه إلى منزله.
ووليمة العرس تسمى "الزقاة" وهو طعام مألوف في سيوة يقدم لضيوف حفل الزواج وملابس العرس في ليلة الزفاف سبعة فساتين فوق بعضها البعض؛ الأول وهو الملاصق للبشرة يكون أبيض اللون خفيفا شفافا، والثاني أحمر شفاف، والثالث أسود، والرابع أصفر، والخامس أزرق، والسادس من الحرير الوردي، والسابع وهو الخارجي من الحرير الأخضر. فوق كل هذا ترتدي فستانا خاصا بالزفاف مطرزا بتطريز غالي التكاليف حول الرقبة، وتضع على رأسها شالا من الحرير الأحمر 

ميلاد طفل

لاحتفالات بميلاد طفل كثيرة خصوصا إذاكان ذكرا أو كان والداه من أسرة غنية، وعقب الولادة التي تشرف عليها القابلة تستلقي المرأة على كليم مفروش على الأرض لمدة سبعة أو عشرة أيام، ولا يزورها في هذه الفترة إلا الصديقات والمقربات. أما في اليوم السابع فهو يوم الاحتفالات؛ إذ يأتي أقارب المرأة والأصدقاء مصطحبين أولادهم ليحتفلوا بالمولود الجديد ويشارك النسوة في إعداد وجبة خاصة بهذه المناسبة يدخل في أصنافها السمك المملح، وهذا النوع من الطعام تقليد جروا عليه تيمنا بولادة سيدي سليمان إمام السيويين.
ويبدأ الأب والأم في تسمية المولود بعد هذه الوجبة، ثم تقوم القابلة بوضع علامات على وجنات الطفل وعلى أنفه ورجليه مستخدمة في ذلك عجينة الحنة، ثم تندفع الجموع إلى الشوارع والأسواق ينادون بأعلى أصواتهم باسم المولود واسم والده، وبعد أن يرحل الأولاد يؤتى بإناء مصنوع من الفخار، حيث ترقد الأم في الغرفة ويكون الإناء مملوءا إلى منتصفه بالماء حيث تقوم كل امرأة بإلقاء حليها داخل هذا الإناء وتكون النساء حلقة حوله رافعين إياه وسط تراتيل تنشدها القابلة بالدعوات للطفل أن يحيا حياة سعيدة، ثم يرفع الإناء إلى أعلى وأسفل سبع مرات ثم يكسر الإناء إلى أجزاء وتستعيد كل امرأة حليها. ويعتقد أن كسر الإناء الفخاري يعمل على اتقاء شر الحسد ويضمن للطفل حياة سعيدة.
وفي حالة الولادة الأولى يستدعي الأب الحلاق ويقوم بإعطائه مثل وزن شعر الطفل من الفضة إن كانت الأسرة فقيرة الحال أو مثل وزنه ذهبا إن كانت غنية.
الغولة والروح الشريرة
الغولة هي
المرأة السيوية التي يتوفى زوجها، فأهل سيوة يعتقدون أن الأرملة لديها عين قوية حسودة تجلب سوء الحظ لمن تقع عليه!
وحين يتوفى زوج هذه الأرملة المسكينة التي قد لا تتجاوز السبعة عشر عاما يصحبها أهلها مرة أخرى إلى "عين طموس" الذي اغتسلت فيه يوم زواجها لتخلع هناك حليها وثيابها المعتادة وترتدي ثوبا أبيض علامة على الحزن والحداد، ثم تعيش في عزلة تامة أربعين يوما؛ ينبغي خلالها ألا تأكل شيئا من اللحوم ولا يسمح لها في هذه الفترة بالاغتسال أو تغيير ثوبها، ثم تظل سنة بعد وفاة زوجها لا يحق لها أن تتزوج إلا بعدها!
من هم السيويون؟
أهل سيوة كلهم مسلمون وغالبيتهم ينتمون إلى الطريقة السنوسية التي تنتشر شمال أفريقيا، أو الطريقة الميدانية التي تنتهي إلى الشيخ أحمد الظافر المدني، ووجوه أهلها السمراء ذات الملامح البدوية بسيطة تشبه بساطة منازلهم المصنوعة من الطوب اللبن والتي لم تصبها لعنات الكتل الخرسانية. فالسيوي - الذي ينحدر من أصول اختلط فيها العربي بالبربري بل والزنجي - لم تجرفه تيارات المدنية الحديثة، وما زال متمسكا بعاداته وتقاليده التي ورثها عن الأجداد، وهو دائما ما يبدي أسفه من أولئك الذين تخلو عن عاداتهم ونسوا تراثهم.
السيوي شخص محافظ ليس من طباعه تشجيع العلاقات الحميمة مع الغرباء، وهو ما جعل سيوة أقرب إلى عالم مستقل بذاته على مر السنين رغم أنها تتبع الدولة المصرية منذ ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة 

لايصدق الذين لم يزوروا سيوة أنها فعلا تلك الجنة المفقودة وأن سحرها وروعتها لامثيل لهما في أي بلد في العالم‏.‏ فهي فعلا جنة الله فى ارضه

الطبيعة في أبهي صورها‏ وجمالها‏ بقعة أرض لم تلوثها يد بشرية منذ قديم الأزل ذات خصوصية و جمال متفرد,‏ إنها كنز من كنوز مصر المدفونة

الخالق اعطانا في مصر‏,‏ كما لم يعط أحدا‏‏ فاعطانا سحر الطبيعة بآثارها الخالدة التي لن تتكرر‏

الواحة تقدم كل ما يداعب مخيلة السائح من أشجار النخيل المتعانقة حول بحيرات الماء العذبة والمالحة وكثيبات رملية عملاقة وأطلال المدن الطينية المتبقية التي تشهد على شهرة سيوة وعلو شأنها في العصور الإغريقية الرومانية،حتى إن البعض يؤمن بوجود قبر الإسكندر الأكبر فيها

التعريف بالواحة

تعتبر سيوة أحد المنخفضات في الصحراء الغربية. فمنسوبها يقع تحت مستوى سطح البحر بحوالي 24 متراً . وتبعد عن مرسى مطروح حوالي 330 كم في اتجاه الجنوب الغربي. وتبعد عن القاهرة بحوالي. 800 كم غربا .
يبلغ تعداد الواحة 30 ألف نسمة. يعملون في الزراعة التي تقوم حول عيون الماء المتفجرة في الصحراء.
وتمتلئ سيوه بالعيون والينابيع المتفجرة ومياهها براقة نظيفة لامعة جارية وفوارة حتى يخال للناظر اليها انها تغلى
وهناك عيون تمد الواحة بكميات عظيمة من المياه كعين تجزرت وعين الدكرور. وقوريشت وغيرها والتى يسمع خرير مياهها المستمر ليلا ونهارا من مسافات بعيدة كما ان هناك ينابيع لها قيمتها التاريخية
و يندر جدا ان تسقط الامطار فى الواحة والزراعة تعتمد على مياه العيون المتفجرة
وتشتهر سيوة بزراعة نخيل البلح و اشجار الزيتون والفواكه المختلفة والحبوب كالقمح والشعير وبعض الخضروات
ويبلغ عدد النخيل بالواحة 540 الف نخلة بين مثمر وغير مثمر ومتوسط المحصول السنوى منه نحو خمسين الف قنطار
ولاتوجد فى سيوة صناعات مهمة غير صناعة تجفيف البلح وعصر الزيتون وترشيحه والصناعة المرتبطة بشجر النخيل
مناخها قاري شديد البرودة شتاء وشديد الحرارة صيفا ومعتدل في الربيع والخريف
أما أهم العيون والآبار في سيوه فهي حمام كليوباترا وعين العرايس وفنطاس وملول والحموات
يفد إلي الواحة آلاف من السياح الاجانب للعلاج في رمال سيوة الساخنة، وخصوصاً في منطقة تدعي »جبل الدكرور«
التي يأتي اليها مرضي الروماتيزم والروماتويد والتهاب المفاصل وحتي مرضي العقم
للعلاج بالدفن في رمال جبل الدكرور تحت اشراف من الخبراء الشعبيين المشهورين بدرايتهم الكاملة بأسرار وفنون هذا العلاج الشعبي
سيوة بها عدة معالم أثرية يرجع تاريخها إلى العصر الفرعوني والروماني
ومن أهم معالمها السياحية والأثرية معبد آمون شرق مدينة سيوة وجبل الموتى الذي يضم مقابر فرعونية
ترجع إلى الأسرة 26، كذلك القاعدة التي توج فيها الأسكندر الأكبر
وسيوة لها مكان مميز ومهم في التاريخ المصري القديم بلغت أهميتها عندما قرر الإسكندر الأكبر المقدوني
ان يزور هذه الواحة‏,‏ تلك الزيارة التي جعلت للواحة شهرة كبيرة وأصبحت المكان الخاص والمميز بالنبوءات
بل هناك العديد من الشخصيات العالمية يذهبون لمعبد الوحي لمجرد ان القائد الشهير
زار هذا المكان ودخل قدس الأقداس وقابل كبير الكهنة وتحدث معه عن أبيه الإله آمون وما حدث في هذا المكان
وما سمعه الإسكندر الأكبر ظل سرا لم يعرفه احد لان الإسكندر الأكبر بعد ان غادر سيوة أقسم بانه لن يبوح بهذا السر لاحد الا عندما يعود إلي اليونان ويقابل أمه الملكة أوليمبياس ويحدثها بتفاصيل النبوءة.....
ويحكى تاريخيا أن الملك قمبيز ملك الفرس قرر أن يزور سيوة كي ينزل العقاب بكهنة آمون الذين تنبأوا بنهاية مؤلمة له في مصر‏.‏
ويبدو أن النبوءة كانت حقيقية حيث هبت العواصف في الصحراء وأهلكت جيش الفرس‏,‏
لذلك فإن ما حدث للجيش الفارسي والنهايةالمؤلمة التي نالها قمبيز زادت من هيبة نبوءة آمون
ومن غرائب الامور أن الباحثين والمغامرين مازالوا يحلمون باليوم الذي يتم فيه العثور علي جيش قمبيز في الصحراء الغربية
هذا الجيش الذي كان يتكون من أكثر من‏50,000‏ فهل يختفي بهذه الصورة؟
معلومات متنوعة عن سيوة
الوصف الجغرافى
يحيط بسيوه من الشرق واحة الزيتون و من الغرب ناحية الراغى (المراقى) وطولها من الشمال الى الجنوب نحو 5 اميال والجز الزرع يبلغ ربع الماحة والباقى عبارة عن اراض سبخة وتلال رملية وبحيرات مالحة وتتالف الواحة نفسها من جملة واحات صغيرة متراصة واهمها (سيوة وتنقسم الى سيوةشرق وسيوة غرب) ثم الاغورمى والمراغى وخميسة وابو الشروف وقوريشت والزيتون .
ويتبعها اداريا عدة واحات صغيرة متلاصقة من الشرق والغرب تسمى بالحطايا واهمها من الشرق الجارة وتسمى ( جارة ام الصغير) والقطارة والبحريين وسترا وواطيا والعرج وتبجبج وتاميرا ومن الغرب الليج والمراقى وام عشة ودهيبة والجربا وام غزلان وشياطا .
والاراضى المنزرعة فى الواحة ترتفع نحو 3 الى 4 اقدام عن الاراطى السبخة وتحاط دائما بسياج من جريد النخيل ليمنع عنها هبوب سفى الرمال الخفيفة المتنقلة .
وتنخفض الواحة عن سطح البحر بنحو 14 مترا او نحو 55 قدما
البحيرات :
ومما يدهش الانسان حقا وجود عدد عظيم من البحيرات المتسعة فى وسط هذه الصحارى فبعد مسير مئات من الاميال فى صحراء قاحلة تشاهد سطوحا بيضاء ناصعة . واهم بحيرات سيوة هى بحيرات الزيتون وقوريشت وخميسة والمراغى وتبلغ مساحة بعض هذه البحيرات حوالى 15 كيلو  مترا فى الطول وبعضها عميق قد استعملت فيها احيانا بعض القوارب الصغيرة الخفيفة للمواصلات وتهتم الحكومة بتربية بعض انواع الاسماك هناك ولكن كثيرا منه يموت لشدة الملوحه وتصل المياة الحلوة الى هذه البحيرات من ينابيع وعيون متفجرة فى وسط هذه البحيرات او من مصارف المياة الحلوة التى تصل اليها بعد رى المزروعات .
وتطوق الواحة تلال رملية تنبت فيها الحشائش والحلفا . اما الاراضى السبخة فتغطيها طبقات بيضاء من الملح  الجيد يجمعه الاهالى ليلة عيد الاضحى ويستعملونه فى تمليح الزيتون والطعام .
الطرق الرئيسية
ويخترق الواحة طريق رئيسى جميل يسير فى وسط احراش النخيل تظلة فروعها من الجانبين وتتدلى منها عناقيد البلح مختلفة الالوان و من هذا الطريق تتفرع عدة طرق فرعية توصل لانحاء الواحة وتمر هذه الطرق بعيون جارية تظللها اشجار الزيتون والنخيل اذا اويت تحتها تمثل لك منظر خلاب يبعث فى نفسك الانس والسرور.
المياه
ومما يدهش الانسان فيها حقا عدد الينابيع المنتشرة بالواحة وقد قيل انه كان بها يوما من الايام نحو الف عين . اما الان فان بها نحو 200 عين لايستعمل منهاللرى او الشرب الا نحو 80 عينا .
على ان خصوبة الاراضى وغناها بالمحاصيل لا يرجع فقط الى طبيعة ارضها ومناخها بل يعود الى انفجار هذا العدد العظيم من ينابيعها وغناها بالماء.
العيون والينابيع التفجرة

ومياهها براقة نظيفة لامعة جارية وفوارة حتى يخال للناظر اليها انها تغلى وهناك عيون تمد الواحة بكميات عظيمة من المياه كعين تجزرت وعين الدكرور. وقوريشت وغيرها ويسمع خرير مياهها المستمر ليلا ونهارا من مسافات بعيدة كما ان هناك ينابيع لها قيمتها التاريخية كعين الحمام وعين طاموسة وعين خميسة ثم عين الجربة ويختلف مقدار مياهها وكعين الشفاء وهى احلى هذه العيون طعما للشرب .
وكما ان بعض هذه العيون مستعمل فى الرى فان غيرها يستعمل فى التداوى وتشم رائحتها الكبريتية بسهولة بدون تحليل ويستحم نساءسيوة والاغورمى عادة فى عين الحمام (عين كليوباترا) اما الرجال فيفضلون عين موسى (عين طاموسة).
ويجتمع اهالى الواحة سنويا فى وقت معين لتنظيف وتطهير هذه العيون والبحث عن عيون جديدة وتعرف بسماع حركة مياهها تحت الارض وسياتى فى مجال اخر ما يحيط يعض هذه العيون المقدسة من النعلومات التاريخية .
عجائب العيون :
وللطبيعة هناك تكوين غريب فى هذه العيون فنجد فى منطقة واحدة عيونا متجاورة جدا فهذا ينبوع ساخن واخربارد وثالث حلو ورابع مالح والمسافة بينهما جميعا لا تتجاوز امتار قليلة كما تشاهد عينا حلوة فى وسط مستنقع مالح.
عين الشمس – عين الحمام (عين كليوباترا)
وتعرف ايضا بعين الشمس وتزداد شهرتها لوقوعها بالقرب من معبد امون وتعد من العيون الشهيرة جدا فى الواحة وقد ذكرها المؤرخ هيردوت وغيره من المؤرخين ويقول عنها ان حرارة مياهها تزداد وتنقص بحسب توقيت ساعات اليوم المختلفة فتجدها ساخنة فى الصباح ثم تاخذ حرارتها فى النقصان تدريجيا من ساعة لاخرى كلما تقدم النهار حتى تصبح باردة تماما وقت الظهيرة وبعدها تاخذ فى الدفء تدريجيا حتى المساء فتعود ثانية الى حرارتها القديمة الاولى التى كانت عليها فى الصباح . والمعتقد انها العين التى زراها الاسكندر فى رحلته الى سيوة وقد وردت فى القران الكريم "عين حمئة" .
اما عين خميسة وعين طاموسة فتكاد تشابه عين الحمام فى حجمها وهدبر مياهها وتقلب درجة حرارتها
الأحتفال بالمناسبات الدينية
مولد النبى صلى الله عليه وسلم :
قيل هذا اليوم تستعد له الاهالى فالنساء ينبتن الفول والغلال ويسمينها (بلبلة)ويضعنها ليلة المولد فوق النار حتى الصباح وبجانبها النساء يزغردن طول الليل اعتقادا ان ذلك يساعد على سرعة نضجها .
اما الرجال فيذهبون الى الجامع للصلاة وقراءة القرآن الى ساعة متاخرة من الليل ثم ينصرفون وعند اذان الفجر يذهبون الى العيون للاستحمام ويتجملن باحسن ملابسهم ثم يذهبون الى الجامع للصلاة وبعد تناول الفطور تخرج النساء ومعهن ما عملنة من البلية وتذهب كل اماة للاخرى وتطلب منها ان تذوق شيئا من هذه البلية قائلة لها بلهجة سيوة (تحليت نولا) اى حلوة ام لا.. فترد عليها الاخرى بعد ان تذوقها (تحلت كوم) اى حلوة جدا وفى العصر يذهب الرجال الى مقام سيدى سليمان وهو الموجود بجوار الجامع الكبير بسيوة ويعتقدون جدا فى هذا السيد وياخذون فى الصلاة وقراءة القران والذكر وقراءة المولد النبوى الشريف .
اما النساء فيذهبن لزيارة سيدى سليمان فى المساء مرتديات احسن ماعندهن ويضعن ورق التين المدقوق والقرنفل والعطر على رءوسهن بمثابة دهان للشعر ويسمين سيدى سليمان (بسلطان سيوة)
عاشوراء
قبل ذلك اليوم يستعد الاهالى بطحن الغلال لعمل مايسمى بالكسكسى ويذهب الرجل والاولاد الى المزارع لقطع سعف النخيل ويعملونه على هيئة اعواد تنتهى اطرافها باشكال مخصوصة تختلف بحسب الذكور تعمل هذا الطرف بشكل اشبة بالصليب وتلف اطرافه بخرق مبللة بالزيت وهذا الشكل يسمى عندهم عمود .
اما البنات فتعمل هذا الطرف على شكل نجفة رباعية الشكل او مستديرة  وعند حلول اليوم المذكور ياكلون هذا الكسكسى ومعة ضلع من اللحم مما تبقى بعد ذبيحة عيد الاضحى الماضى .
واذا كان لاحدهم خطيبة ارسل اليها سعف النخيل بشكل نجفة كما تعلمه البنات الا انة يختلف عنة بان يعلق فيه الرمان والليمون والنعناع والطماطم والريحان  وبعض الاحيان تعلق ايضا حمامتان حيتان .
فيرد اهل الخطيبة هذه الهدية بان يرسلوا اليه ثلاثة اقداح دقيق ودجاجة وريال فيقبل الخطيب ذلك الا انه يرد الريال . وعند المساء تضاء هذه المشاعل على سطوح المنازل ويهلل الاولاد ويقولون (عيدى عيدى ياعمودى فوق جريدى) والبنات يرددن قائلات (عيدى عيدى يابصباصة فوق جريدى) ومعنى ذلك انهم يطلبون من الله ان يعيد عليهم هذا العيد وتستمر المشاعل مضاءة حتى تنطفى من نفسها ولو استمرت الى ساعة متاخرة من الليل ثم يحتفظون ببقايا هذا السعف لعاشوراء المقبل ليطهو به الكسكسى اعتقادا منهم ان ذلك يطيل اعمارهم
ليلة نصف شعبان
لا يوجد فى هذا اليوم شى يستحق الذكر الا ان الاهالى ياكلون هذا اليوم عدسا ويوزعون الصدقات على ارواح موتاهم ، ويذهب الرجال الى الجامع للصلاة والتسبيح والدعاء ويزورون القبور فى الفجر .
وقد أكتسب رجال الهجانة هذه العادة منهم فعند أصابتهم بأى ظلم فأنهم يقوموا بتسوية العدس وأكله فى العشاء وقلب حلة العدس على وجهها ويبدأون بالدعاء على الظالم والمفترى وأبن الحرام..والناس على مايعتقدون ولا أعرف حتى الأن مدى أرتباط العدس بالدعاء !!
عيد الزجالة ( موسم الحصاد)
بعد الانتها من الحصاد وتخزين المحصول يستريحون من العمل ثلاثة ايام ويوزعون الصدقات على الفقراء ويمضون سحابة نهارهم فى الحقول يمرحون ويلعبون ويشربون مايسمونه (اللبجى) وهو شراب مسكر يستخرج من النخيل وحين يسكر الزجالة ياخذون فى الرقص والعربدة  ويستمر هذا العيد  ثلاثة ايام لكن بالنسبة لان اللبجى شراب مسكر يخرج كثير من الزجالة عن طورهم وحدثت
 حوادث ومشاجرات وقتال فقد اوقفت الحكومة عمل اللبجى وشربة فى هذا العيد بصفة خاصة .
اللبجى
اما اللبجى فهو مادة سريعة التخمر مسكرة لدلرجة شديدة  اما كيفية عمله او استخراجه فهو تنتخب نخلة لا تأتى بمحصول وتبتر من قمتها التى ينبت منها السعف الابيض الفضى ويترك فرعان من السعف المشار الية ويعلق وعاء فى النخلة بشكل يمكن ان يدلى الفرعان فية  او تعمل فجوة فى احر النخلة تركب فيها غابة مثقوبة وبذلك ينقل الفرعان او الغابة المثقوبة المادة التى تخرج من النخلة الى الوعاء المعلق وتسمى هذه المادة باللبجى . وتخرج المادة المذكورة لمدة شهر واحد وتعمل العملية وقت جمع المحصول من النخيل المثمر . والغرض من هذه العملية هو اما الحصول على مادة لبجى واستعمالها لان الاهالى يعتقدون بانها مادة مرطبة للجسم ولو انها مسكرة بعد تخميرها ولون هذه المادة ابيض ويمكن تخفيفها باضافة المياة اليها .
وتستعمل هذه الطريقة ايضا فى نخلة غير مثمرة كعملية التختين ولكن النخلة التى تعمل فيها هذه العملية تحيا بعد 4 او 5 سنين
وبالرغم من هذا كنت عندما أمر من داخل غابات النخيل أشاهد قرب اللبجى وهى معلقة فوق النخيل وحولها النحل والدبابير
ومن مظاهر الكرم الزائد لسكان سيوة أن يقوم الرجل بدلا من ذبح ماعز أو شاة أحتفالا بضيفة فأنه يقوم بذبح نخلة وأستخراج قلبها وهو مايسمى بالجمار وهو لونه أبيض شاهق  وطعمه لذيذ وغالبا ماتكون نخلة مذكره لا تنتج تمر ويقال أن هذا الجمار له قدرة كبيرة على شفاء بعض الأمراض ويعطى طاقة جنسية سواء للرجل أو المرأة
الزجالة
ولهذه المناسبة نذكر ان الزجالة هى طائفة من السيويين الشغالة ويقابلهم فى مصر التملية وهذه الطبقة هى التى تعمل فى سيوة فى زراعة الارض لطبقة الاغنياء مقابل جعل معلوم ولكل صاحب ارض زجالتة الخاصة لايعملون عند اخر وهذا النظام وراثى من ايام قدماء المصريين وهو نظام الطبقات ، والزجالة عادة رجال اقوياء مفتولو السوعد ويكفى ان تعلم ان ثقل الفاس الذى يستعملونه يبلغ نحو قنطار ونصف وسلاح الفاس المذكور يبلغ نحو نصف متر .
مولد سيدى سليمان
ويعرف بسلطان سيوة ويحتفل به الاهالى على اختلاف مذاهبهم الدينية بدون تمييز سواء كانو من السنوسيين او المدنيين وغيرهم ويحتفلون به بقراءة القران وعمل الاذكار وذلك فى اليوم الاول من عيد الحصاد ( او عيد الزجالة) ويسمى هذا اليوم بمولد سيدى سليمان .
الصيام
هو كصيام المسلمين فى انحاء الارض الانه عندم يصوم ولد لاول مرة يتعلم الصلاة ويشترون له كمية كبيرة من البيض قبل حلول العيد  ببضعة ايام ويعملون له كعكا ويوزع الولد هذه الاشياء بنفسة فى العيد على اقرانة واذا وزع شى من ذلك على طفل لم يبلغ بعد سن الصيام فيلتزم هذا الطفل ان يرد ما اخذه عند وجوب صيامة .
الاعياد : عيد الفطر
يذهبون ليلة العيد لزيارة ضريح سيدى سليمان ويؤدون  صلاة العيد كالعادة ثم يتزاورون بعد تناول فطورهم ويطهون اللحم والارز ويضعون اللحم فى مرجونة وعندما يزورهم احد للمعايدة يقدمون له ذلك وفى الغالب لايتناول منه شيئا وعندئذ يقدم له الشراب وغيرمما يقدم فى الاعياد والاولاد الذين صامو لاول سنة يسجنون فى حجرة قذرة والاولاد الذين استحق عليهم الصوم ولم يؤدوه يعفرونهم بالتراب ويقدمون لهم ماء قذرا فى وعاء كالوعاء الذى يقدم فيه الماء للحيوان كما انهم يقدمون لهم طعامارديئا ويطلقون سراح من سجنوا بعد اذان العصر حيث يذهبون الى العيون للاستحمام مما حل بهم .
عيد الاضحى :
يوم الوقفة يخرجون جميع فرشهم وينشرونها على جدران سطوح منازلهم ثم يعيدونها اخر النهار ويذهب الرجال لتادية صلاة العيد خارج الجوامع لانها ضيقة جدا .
وبعد انتها الصلاة يذبحون ذبائحهم فوق اسطح المنازل ويشترط انهم لايذبحون الا بعد ان يذبح خطيب الجامع ذبيحة ويذبح كل منهم حسب مقدرته من الذبائح ويلطخون ابواب منازلهم بالدماء ثم يعلقون ذبائحهم حيث يقع عليها نظر من يزورنهم من الاقارب ولا ياكلون فى هذا اليوم الا الجلد بعد نظافته من الشعر ثم يقلى فى زيت الزيتون مع امعاء الذبيحة والكلاوى والكبد وغير ذلك وثالث يوم العيد يقطعون الذبيحة  ويشرحون اللحم ويضعون عليها ملحا وينشرونها فى حجرة على احبال وبعد ذلك يقددونها الى ان تجف تماما ثم يجمعونها فى مراجين وياكلون منها الى ان تنتهى مع ملاحظة حجز ضلع من الذبيحة لعاشوراء القادم كما سبق ذكره ويعدون قصعة مملوءة بالكرشة والكبد والجلد والخبز والرقائق وعندما يحضر احد للمعايدة يقدمون له هذا الطعام فبعضهم ياخذ منه قليلا والبعض الاخر لايتناول منه شيئا . وبعد العيد بثلاثة ايام يخرج الاهالى خارج البلدة فى الحقول وجهة جبل الدكرور لمدة سبعة ايام ياكلون فى الثلاثة ايام الاولى منها الثوم فقط ويعتقدون ان فى ذلك تغيرا للهواء ومنعا للامراض .
شرب الشاى : سلطان الشاى
واهالى سيوة يشربون الشاى الاخضر على الاقل ثلاث مرات فى اليوم بعد الاكل ويعملونة على الطريقة السنوسية وفى اول مرة يكون مرا بسكر قليل وفى الثانية متوسط اللون والطعم وفى الثالثة يكون خفيفا ويضاف الية النعناع .
ومجالس الشاى فى سيوة  لها اهمية خاصة وادوات جميلة نحاسية ودوارق زجاجية بها ماء الورد وعلى العموم ليس لكل شخص اجراء عملية الشاى بسهولة كما نتصور نحن بل هناك (سلطان الشاى) وهم اشخاص معلومون لديهم حساسية اتقان عملة وضبط كميات السكر فى كل طبخة وفن خلط الشاى بالنعناع وماء الورد بالنسبة المعقولة وليس هذا فقط بل ايضا افراغ الشاى فى الاقداح بحيث لاتسقط قطرة وحدة خارج الاقداح .
السيويون والعربان :
وهناك دائما سوء نية متوفرة بين العرب والسيويين فالعرب يخافون اهالى سيوة ويعتقدون ان لديهم قدرة كبيرة على السحر والسيويين يضمرون للعرب شرا قديما من سوء المعاملة التى لقوها منهم فى سالف الزمان . ويندر ان يدخل العرب الواحة للاقامة ولكنهم يعسكرون فى الساحة الكبيرة لانهم بطبيعتهم لايرتاحون لسكنى الواحة ويبادلون اهل سيوة البلح بالشعير وياخذون البلح بدين لحين انتاج الشعير وهولاء يبيعونه للعرب بفوائد كبيرة ولهم حساب غريب فى معاملاتهم التجارية .
تاريخ سيوه القديم
بناء الواحة وانشاؤها
ان اول من بنى سيوة ملك قبيلة اخميم الطالب . فقد ارسل اولا رجالا كثيرين لاستكشاف المنطقة الواقعة غرب النيل . ثم ارسل بعدهم نجلة على راس جيش كبير ومعه النجارون والحدادون والمهندسون وارباب الحرف المختلفة لبناء مدينة فى مكان الواحة وقد بنوها من سبع طبقات الطبقة الاولى لابن الملك وهو الحاكم والثانية للمهندسين والثالثة للامراء والباقية لعامة القوم وقد نصحهم الملك بعدم المشاكسة والاضطربات وان يقتنع كل فرد منهم بماقسم الله له .
ولما انتهو من انشاء المدينة عادوا الى وطنهم واخطروا مولهم الملك بذلك فامرهم بالعودة ثانية الى الواحة لزراعة الاراضى المجاورة واستغلالها وتطهير الينابيع والعيون والابار وعادوا للواحة واشتغلوا فى فلاحة الارض وزراعتها بالحب والزعفران والقصب وجنوا منها مالا وفيرا وتحسنت لهم الاحوال ، واشتد ساعدهم وقوى جانبهم وشوكتهم وحكموا المنطقة من برقة الى صحراء العرب وارسلوا رجالا منهم الى الواحات الاخرى القريبة لاستغلالها كواحات البحرين (جنوب سيوة) والخطابين ودورن(جنوب) والنجويين والداخلة والخارجة والبحرية والفرافرة .
امون (ام بيضاء(
بعد ذلك نصح لهم السحرة والكهنة المنجمون ببناء معبد ام بيضاء (جوبتر امون) وسلموه لاحدى السحرة المسماة امون ،وامون هذه سيدة وكان اسمها ام بيضاء او مبيوضة وكان ياتى بعض الناس لزيارتها والتبرك بها ، وقد صنع الملك تمثالا لهذا المعبد وسماه سيوة ومن هنا اشتق اسم الواحة وكانت تسمى قبلا سنتريا
  ملوك الواحة :
اما الملك الاول والاصلى فقد كان من الاغريق وقد استغاث ملك طرابلس (ليبيا) يوما بملك سيوة فاغاثة ملك سيوة بثمانين الفا من الفرسان وكانوا فرسانا بطول واحد ويركبون خيولا من لون واحد .. وهكذا استمرات البلد تحت حكم الاغريق حتى بدات فتوحات العرب تمتد فى افريقيا فى ايام الخليفة عمربن الخطاب خليفة المسلمين الذى ارسل جيوشة العربية لغزو مصر وفتحها فاستغاث ملوك مصر بملك سيوة فاغاثهم بجيش كبير ولكن هذا الجيش لم يتمكن من الوصول الى مصر حيث هلك فى الطريق من تاثير عاصفة رملية.
املاك سيوة :
وكانت سيوة تمتد املاكها الى الاسكندرية شمالا والنوبة جنوبا وبلاد القفار (السودان) .
كبف عثر العرب على الواحة وفتحوها :
بنى هلال : وفى اعلى هذا التل مقام سيدنا عبدالغفار ويقال انه فاتح سيوة واوا من فتح سيوة هم قبائل من بنى هلال يساعدهم قسم من العرب والبربر وكانت قبائل بنى هلال (نسبة الى ابى زيد الهلالى) يقدر عددهم فى هذا الوقت بحوالى 9000 رجل وكانوا امروا بفتح سيوة والبقاء هناك لحراسة الجناح الغربى لمصر ولرد الثوار عنها
عبدالعزيز بن مروان :
ويقال انه فى زمن عبدالعزيز بن مروان سنة 50 هجرية اخبره احد الاهالى انه بينما كان يبحث عن جمل له تاه فى الصحراء عثر علىبلد غنية اهلة بالسكان وفيها كثير من انواع الفاكهة والخيرات فارسل الامير حملة كبيرة للبحث عنها ومعرفة مكانها ولكنها  بعد شهر من البحث عادت ثانية ولم تعثر لهذه الواحة على اثر .
وحدث ان احد الحكام نفى بعض المشاغبين الى الصحراء وتركهم فيها فهاموا على وجوههم وعثروا صدفة على عنزة فساروا يطاردونها وهى تجرى امامهم حتى وجدوا انفسهم فجاة فى مدينة  اهلة بالسكان وغنية بالاثار والاشجار والزراعة فعادوا ايضا واخبروا الحاكم بذلك فارسل معهم حملة للبحث ولكنها عادت ولم تتمكن من العثور عليها
موسى بن نصير 80 هجرية :
وفى زمن حكم بنى امية كان موسى بن نصير قائدا مشهورا ويشتغل ايضا بالتنجيم (منجم) فسار ومعه جيش كبير نحو الجنوب الغربى مدة سبعة ايام فشاهد مدينة حصينة لها ابواب حديدية قوية وحاول فتح الواحة فلم يتمكن وقتل من جيشة عدد كبير وحاصر الواحة فعاد ولم يتمكن من فتحها ايضا .
لقمان الحكيم :
ويقال ان لقمان الحكيم الذى عاش فى عصر سيدنا داود وورد ذكره فى القرآن ولد فى مدينة النوبة جنوب سنتر (سيوة) .
انقطاع سيوة عن العالم 700 سنة تقريبا :
بعد فتح العرب للواحة سنة 1100 ميلادية انقطعت اخبارها عن العالم الى سنة 1820 اى حوالى 700 سنة تقريبا لم يعلم عنها احد الا القليل .
السنوسى :
بعد تدمير سنتريا والبحريين والنجويين . ظهر فى الغرب رجل تقى ورع رأى فى المنام ان سيوة ارض التعبد والنسك وانه يلزم ان يقوم فيها بنشر تعاليمه وعباداته فرحل اليها هو وعائلته ونزل اولا فى عين زامورا (عين فيناس) وزرع النخيل ويقال انه احضره من وادى النيل ثم زرع نخيلا اخر واوقف ريعه على النبى صلى الله علية وسلم للصرف منه على الحرم النبوى وذهب بعد ذلك الى الحجاز وحج الى مكة وهناك اجتمع باقطاب المسلمين وحكى كثيرا عن احوال هذه الواحة المحهولة واقام مدة طويلة فى بلاد العرب متنقلا بين مكة والمدينة مكرما معززا واخذ كثيرا من العهود على المتصوفين ومن هناك بعد ذلك عاد الى سيوة واستصحب معه بعض اتباعه من بلاد العرب فاقاموا فى سيوة وضواحيها وبلغ عددهم 40 نفسا واقاموا بينهم قاضيا للحكم وسمى هذا الرجل بالشيخ الصورى ولاتزال عائلتة فى سيوة وتسمى الحيشات ، كما ان عائلة الرجل التقى الورع منها عائلة سيدى حسين . وقد زرعوا البلح الصعيدى وجعلوا سيوة مركزا دينيا عظيما وزوايا للقران .
سيدى مسلم
وتوفى فى هذا الوقت سيدى مسلم الوالى وتولى بعض اولاده القضاء وكانت قبائل البربر والعرب من السودان يشنون الغارات دائما على سيوة ولكن فى احدى الغارات قرا عليهم الادعية فقامت عاصفة من الرمال غمرتهم الى وسطهم ولما علموا بذلك خافوا وبذلك امتنعت غاراتهم على البلد ثم دعا الله ان يطمس طريقهم فقامت العواصف وطمثت الطريق والطرق الاخرى الموصلة بين الجنوب (السودان) وسيوة وبذلك انقطعت الغارات عن سيوة من الجنوب .
سيدى سليمان :
بعد ذلك تولى القضاء فى سيوة رجل يدعى سيدى سليمان ، وبعد وفاته انقسم البلد الى قسمين شرقيين وغربيين وناحية الاغورمى .
انقسام البلد :
بدا العراك بين الشرقيين والغربيين ، وفى احدى المعارك قتل 72 من الغربيين و28 من الشرقيين ،وكانت المعركة الاولى فى الخلاء بالقرب من منزل محمد سعيد والمعركة الثانية بجهة المحاركة والثالثة فى تبان الطوب بالقرب من جميسة ،ولهذا السبب استغاث على بالى احد مشايخ سيوة بوالى مصر محمد على  باشا سنة 1815 ، الذى ارسل حملة تاديبية . اخضعت البلد لمصر وفرضت الضرائب باعتبار مليمان ونصف مليم لكل نخلة بعد ذلك قام الاهالى بثورة فعاد على بالى واستغاث بوالى مصر فارسل اليهم حملة تاديبية ورفع الضرائب الى 22.5 مليم على كل نخلة واقام على بالى حاكما لسيوة مدة سبع سنوات بعدها قتله الشرقيون ثم اقام موسى حاكما فقتل ايضا واستغاث ابناء عمه بالحكومة المصرية فارسلت حملة قوامها 1400 جندى وتعصبت للواحة واخذات بثاره  واقامت الشيخ يوسف بن على لمدة سنتين وفى مدة حكم عباس الاول صدر عفو عن المجرمين فعادوا الى سيوة وقتلوا الشيخ يوسف . بعد ذلك رات الحكومة ان تقيم شيخا على الشرقيين واخر على الغريين ، ثم عينت مامورا ومحكمة الخ . وبقيت كذلك الى الوقت الحاضر .
هذا مجمل حديث الشيخ عمر مسلم الذى توفى ولاتزال عائلتة موجودة بسيوة ، وفى اعتقادى ان هذا التاريخ لايخلو من كثير من المعلومات الحقيقية خاصة الجزء القريب منه .

جبل الموتى المصبرين

ويقع هذا الجبل على بعد كيلومتر تقريبا بحرى البلدة وهو عبارة عن تل مخروطى الشكل يبلغ ارتفاعه 50 مترا ذو تربة جيرية ولهذا الجبل منظر عجيب ومن اسفلة الى اعلاه عبارة عن مقابر للموتى على شكل خلية النحل ومنحوتة فى الحجر من اسفل لاعلى فى صفوف منتظمة وطبقات متتالية بنظام هندسى مشابه لنظام بناء الواحة القديمة نفسها وهذه المقابر بعضها يسير فى االداخل الى عمق كبير وكل مقبرة عبارة عن دهليز مستطيل الشكل ينتهى الى فناء متسع مربع الشكل ومن هذا الفناء تتفرع جملة فتحات او مقابر لوضع الموتى بها وينزل الية بسلم بدرجة او اثنين ولايزال على الحوائط بقايا كتابات مصرية ومن سنين مضت كانت الجماجم وعظام الموتى تشاهد بكثرة منثورة على الارض وقد نبشت هذه المقابر بشكل يدل على الوحشية اما من الاهالى انفسهم فى سبيل البحث على الاثار او بوسطة بعض السائحين وزوار الواحة بقصد البحث العلمى ولم يبق منها للان الابعض عظام قليلة منثورة هنا وهناك
وفى الشتاء يسكن بعض الفقراء من اهالى الواحة هذه المقابر لتقيهم برودة الطقس فى الوقت الذى تصبح فيه منازلهم الطينية الخالية من منافذ النور غير محتمله لشدة البرودة بها .ويحج الاهالى لهذا الجبل والى جبل الدكرور فى اوقات معلومة فى السنة ويقيمون بها حوالى سبعة ايام فى زمن مخصوص يسمى بعيد الثوم وياكل الاهالى فية الثوم فقط وذلك فى وقت تغير فصول السنة ويعتقدون ان هذا يعطيهم مناعة من الامراض خاصة حمى الملاريا المنتشرة هناك
قصر الروم :
اما قصر الروم غربى الواحة فكان به كنيسة ومقابر للبطاركة ملوك مصر فى هذا الوقت ويقال انه بعد فتح العرب الواحة وجدوا كتبا ومخطوطات اثرية كثيرة جدا فى محل يقال له عبدالجبار وفى جارة البيضاء ولكن اهل سيوة احرقوا هذه الكتب خوفا من عودة الافرنج ثانية واثبات ملكية الارض لهم .
العلاج بالادوية المحلية

يعقد مجلس الطب برئاسة امراة عجوزمن عجائز الواحة المعروفين . ويتم انعقاد هذا المجلس فى مكان وجود المريض . ثم يشعلون النار ويطبخون عليها (بليلة) وياكلون منها فى صمت وسكون ويتركون فى النهاية جزءا من الطبخة فى الاناء لتاكل منها الملائكة وبعد ذلك يبدءون بحرق البخور من الكسبرة والجاوى وتبدا العجوز فى قراءة التعاويذ السحرية وترجو فى نهاية القراءة من الملائكة الرحمة للمريض ورفع المرض عنة ثم تشرح حالة المريض وضعفه وفقره وانه يستحق الرحمة والعطف والاحسان . وتترك باقى الطعام للصباح وفى اليوم التالى يعود المجلس للانعقاد ويبحث اولا عن بقية الطعام المترك من امس فاذا وجد باقيا فيعتبر هذا شرفا ورضاء من الكلائكة على الرجل المريض فيقدم للمريض لياكله فيزول ما حل به من المرض او السقام .
فاذا استمرت حالة المريض بدون تحسن او كان فاقد الشعور او فى حالة اغماء فان ملابسة تجمع وترسل ومعها بعض النقود الى وكيل مسجد (مقام) سيدى سليمان الموجود بالقرب من الجامع الكبير بسيوة . وعلى هذه الحالة ان يضع هذه الملابس تحت راسه ةينام ليلا فان هذه الحالة تكسب المريض الشفا فى اعتقادهم .
                                           الزواج :                                          
اما البنات اللاتى يرغبن فى الزواج فيذهبن ليلا الى بئر احمد وينثرن الماء على انفسهن واما النساء الاخريات فيذهبن للاستحمام ليلة العرس فى عين طاموسة .
الاحجبة والتمائم :
وفى الواحة عدد عظيم من النساء اختصاصيات فى كتابة احجبة الحب ويقلن انها ذات تاثير عجيب ونتائجها مضمونة لدرجة ان كثير منها ترسل لوادى النيل بناء على طلبات خاصة . والاحجبة والتمائم شائعة هناك جدا ولكل منها نظام خاص ودلالة منفصلة فهذه للحب واخرى لمنع الحسد وثالثة للربح  ورابعة لمنع الامراض ويحمل جميع السكان الاحجبة والتمائم بدون استثناء .
الادوية المحلية :
قبل تقرير الدواء يعمل اولا الحجاب بهذا المرض ثم يوصف الدواء وبدون الحجاب لايكون للدواء اى تاثير ةالادوية الاتية هى الاكثر شيوعا وتكاد تكون هى المنتشرة فى مصر بل فى الشرق تقريبا .
الصداع :
(1)   تدهن الاس بالخل المستخرج من عسل النخيل . (2) تعمل لبخات من الحناء والملح وتوضع على قورة الراس .(3) يمضغ اللبان ثم يوضع على الصدغين . (4) تعصب الراس بتكة من القماش وتشد جيدا بمفتاح وينقل المفتاح من محل لاخر حتى يتم الشفاء (5) فصد الدم من الصدغين (حجامه) .
البرد فى الراس (الزكام) :
يحرق السكر فى النار ويشم المريض البخار المتصاعد منه
مرض الاسنان :
(1) يغلى الشاى الاخضر ويستعمل كمضمضة (2) تشوح بصلة صغيرة على النار وتوضع محل الالم (3) تعمل لبخة من البيض الساخن وتوضع على موضع الالم .
امراض الصدر :
(1) تعمل حجلمة فى الذراع والصدر (2) تعمل كاسات هواء (3) بلع بيض مسلوق (4) شرب مياء ساخنة
الاسهال :
تاكل كميات من الارز المسلوق
الامساك :
شرب الملح او زيت الزيتون .
مرض الاذن :
يعمل دواء مركب من الملح والزيت وعصير البصل والمر ويوضع منه نقط فى الاذن المريضة .
الام الظهر
(1) يعمل دهان للظهر بزيت الزيتون (2) عمل لبخات ساخنة على الظهر .
الدحوس
(1) يسخن البيض ويلبس فى الاصبع المدحوس . واذا فتح الجرح يدهن بعسل نحل
الجروح :
يخلط نسيج العنكبوت بالبلح ويجفف ويعمل كبدرة يوضع على الجرح ويعمل الجاوى كبودرة او الكحل ويمزج بالسكر او الملح ويرش على الجرح
الحروق
تعمل لبخة من النخالة او تعمل الواح ساخنة من الصبار او تدهن بدهان من منقوع عنب الديب .
الجرب :
اكل احم كلب و الاستحمام فى عين معروفة فى سيوة مياهها كبريتية
الحمى :
لبس الاحجبة او شم بخار من حرق الكسبرة والجاوى
امراض العيون :
يخلط بياض البيض بالشبة ويوضع فى قطعة قطن وتوضع ليلا على العين او على ورق شاى وتغسل به العينان او توضع بالعين لبن من سيدة ترضع بنتا ويستحسن ان تكون المراة سودانية

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

جميل ما قرأت .. هل ممكن أعرف اسم المؤلف واسم الكتاب ..ولكم جزيل الشكر

قهوة الحراميه

  ألتف الحرامية حول المعلم فيشه شيخ المنصر وهم فى حالة تزمر وأنزعاج بعد أن أعلن عن نيته فى التوبه والأعداد لرحلة الحج فقال له مقص الحرامى : ...