المرحلة الثانية (سفارى 3 )

بعد التتميم على الدورية بدأ الأستعداد والتحرك فى تمام الساعة الخامسة صباحا وأنطلقت الدورية فى الدروب الجبلية فى أتجاه الجنوب الشرقى من سيوة والكل يحدوهم الأمل والعزيمة والنشاط فى أول وثبة للدورية بطول 130 كم أستطعنا أن نقطعها فى أربع ساعات نظرا لوعورة الطريق والتحكم فى سرعة السير حتى لا تحدث أى حوادث قبل الدخول للمهمة الرئيسية وهذا مايؤثر بالطبع على الروح المعنوية والفأل الحسن منذ البداية

ووصلنا إلى واحة الجارة ( قارة أم الصغير التى سبق ذكرها فى بداية العرض

وأن عدد سكانها لا يتجاوز 340 نفس لا يزيدون ولا يقلون ) وكان فى أستقبالنا الشيخ حسن زعيم أهل الجارة ومعه أبنائه وولاد عمومته وقاموا بتقديم الشاى الساخن فى هذا الطقس البارد من شهر يناير وبدأ مهندس الصيانة بالمرور على العربات ومعه طاقم من الفنيين لمراجعة الحالة الفنية

وبعد مكوثنا ساعة أنطلقنا على مدق قديم يؤدى إلى البحرين وهى واحة محاطة ببحيرات مالحة ينبت فى أوسطها النخيل وشجر الزيتون وهى تبعد 40 كيلومتر من الجارة فوجدنا أثار عربات كثيرة لدوريات الحدود وعربات السياح

ومجموعات هائلة من الطيور المهاجرة تسبح على صفحة الماء الهادى وقد هدتها غريزتها لتحضر لأدفئ مكان لتستمتع بشمس مصر والغذاء المتوفر من الأسماك والطحالب

لم ننمكث كثيرا بالبحرين فقد بذلنا جهدا كبيرا للوصول لها عبر الرمال والصخور وأنطلقنا فى أتجاه نويمسه قبل أن تذهب شمس النهار لينقضى اليوم الأول وكانت من تعليمات الدوريه بعدم التحرك ليلا ويبدأ يوم العمل والتحركات من أول ضوء وحتى آخر ضوء ولكن كان فى نويمسة تنتظرنا مفاجأة لم تخطر على بال المخططين

أقتربنا من مشارف نويمسة وهى مجموعة من البرك والسبخات التى تحتوى على الهيش والبوص وفجأة أظلمت السماء وخرجت جحافل الناموس لتهاجمنا بعنف وتلدغنا فى جميع أجزاء أجسامنا الظاهر منها والمغطى بالأفرولات

فقد كان ناموس من نوع غريب لم نصادفه فى حياتنا فقد كانت الناموسة صغيرة جدا مثل الهاموش وكانت تدخل تحت طيات الملابس لتنهش أجسامنا

نهش وكان مخطط لنا المبيت فى هذا المكان وأمرت الدورية بالأبتعاد عن المكان بأقصى سرعة والأتجاه جنوبا بعيدا عن هذه المنطقة الموبؤة وأختفى الناموس تماما بعد أن قطعنا مايقرب من 30 كيلومتر لنقف ونستعد للمبيت ونحصر خسائرنا من هذه الهجمة المباغته ويمر الطبيب على القافلة ويقدم الدواء على من أصيب بتورمات بالوجه وباقى الجسم ومن الغريب أن الطبيب نفسه قد تغيرت معالم وجهة من كثرة اللدغ وأصبح شكله مضحك وفى النهاية رقد هو الأخر تحت رعاية الممرض

لم يتنبه أحد لأسم هذه المنطقة فكلمة نويمسة تصغير لكلمة ناموسه ومعظم الأسماء الموجوده على الخرائط قامت المساحة بتسجيلها من فم سكان المنطقة

فأسم مثل حديقة العطش يعنى بأن المكان مليئ بالنباتات ولا يوجد أى مصدر للمياه غير الأمطار ولا يوجد به أبار وكذلك وادى الحيات أتضح فعلا وجود أعداد رهيبة فى هذا الوادى من الثعابين السامة فلابد أن نتدقق من معانى الأسماء التى على الخرائط فلها مدلولات حقيقية على أرض الواقع

وأنتهى اليوم الأول ونحن نعالج أنفسنا من لدغات نويمسة ولكننا كنا نضحك على ماحدث لنا ومنظر الطبيب الوارم والذى يعالجه الممرض

اليوم الثانى

الوصول إلى الواحات البحرية

نقوم فى اليوم التالى لنصلى لفجر جماعة وتدار محركات السيارات وننطلق فى أتجاه الواحات البحرية أول مركز من مراكز الوادى الجديد وعى تتبع حاليا محافظة 6 أكتوبر وكانت قديما تتبع محافظة الجيزة

والطريق الذى نسلكه هو طريق القوافل القديم الذى يكر على عدة أبار وقد قامت الحكومة برشه بطبقة من الزيت أو البلاك بدون أسفلت ولكنها حاليا قامت بأصلاحة ولم يحدث شيئ يذكر فى هذه الوصلة التى وصل طولها إل 220 كيلومتر سوى وعورة الطريق لوجود صخور مدببه تشبه السكاككين التى تسببت فى عطب بعض الأطارات وتم أستبدله وأصلاحها بواسطة الورشة اثناء السير .. نصل الواحة فى العصر ونبدأ فى الأعداد للمهمة الصعبة للدخول إلى بحر الرمال .. ونترك الأستعداد والتجهيز ونأخذكم فى جولة داخل الواحات البحرية عروس الواحات وأمل مصر فى التنمية الزراعية والسياحية

الواحات البحرية

تصدرت الواحات البحرية المصرية اهم المناطق العلاجية التي يلجأ اليها العديد من المرضى خاصة مرض الروماتيزم والامراض الجلدية سواء كانو مصريين أو عرب أو أجانب نظرا للشهرة الكبيرة التي اكتسبتها الواحات البحرية في هذا المجال ..

ويلعب جو الواحات البحرية الجاف صيفا وشتاء أدورا كبيرا في الشهرة العالمية التي تعرف بها الواحات كواحدة من أهم مناطق العلاج الطبيعي على مستوي العالم، وخاصة في مناطق وسط وغرب أوروبا نظرا لوجود عدد كبير من الابار الكبريتية الساخنة والباردة بها، والتي تم استغلالها من جانب الاهالي والمسؤولين لدعم نشاط السياحة العلاجية بالواحات البحرية، حيث تم إنشاء العديد من الفنادق والموتيلات حول تلك الابار، مثل المركز الصحي العالمي (كامل جروب) والذي يمتاز باسعاره غير الرتفعة مقارنة بالمناطق السياحية الاخري ..

وتعتبر عيون بئر دحكيمة من اهم الابار الدافئة التي تتدفق منها المياة الكبريتية التي تستخدم في العلاج لكثير من الامراض، حيث تبلغ درجة حرارة المياة بها نحو 65 درجة مئوية، ويوجد بها أكثر من عشرة أبار في مواقع مختلفة مثل بئر عين الحلفا بالباويطي وبعض العيون بقرية القصر ومنديشة ويبلغ عدد العيون الطبيعية بالواحات نحو 398 عينا، الامر الذي يجع مستقبل عمليات العلاج الطبيعي بالواحات ينافس بقوة الاماكن الاخري في مصر مثل سفاجا والقصير، وذلك للعديد من الاسباب ياتي في مقدمتها تدني أسعار الخدمات المقدمة في الواحات البحرية مقارنة بالاماكن الاخري وهذا يمثل عنصر جذب للمصرين وبالتالي تنشيط السياحة الداخلية، كذلك قرب الواحات من العاصمة المصرية القاهرة وبالتالي تشجيع السياحة العلاجية للجانب والعرب، حيث لايستغرق زمن الرحلة من القاهرة إلي الواحات بالأتوبيس سوي خمس ساعات ونحو ثلاث ساعات ونصف بالسيارات الحديثة ..

ومنذ قديم الزمن اهتم المصريون القدماء بالواحات البحرية المصرية وجاء من بعدهم الرومان وذلك نظرأ للإمكانيات الزراعية الهائلة التي وفرت سبل العيش الكريم لهم وباتت تلك المنطقة تمثل سلة خبز للفراعنة والرومان لفترات طويلة من الزمن، والدليل الاكبر على ذلك عدد المقابر والمعابد والكنائس التي تم اكتشافها بالواحات البحرية ..

ففي منطقة مدينة الباويطي العاصمة الحالية للواحات يوجد بها العديد من الاماكن الاثرية واهمها منطقة يوسف سليم يوجد ست مقابر فرعونية منقوشة وملونة وهي منسوبة إلي مأمور مركز الباويطي والتي كان يوجد بها القصر الذي يعيش فية وقت إكتشاف المقابر وتوجد على عمق 5 أمتار تحت سطح الارض وقد استغلها الرومان كذلك عند قدومهم إلي الوحات، إلي جانب ثلاث مناطق من المقابر المنقوشة والملونة التي تم الكشف عنها في منطقة الشيخ" سوبي " ..


وفي منطقة الفروج يوجد بها أضخم مقبرة ترجع للعصر البطلمي مخصصة لدفن الطائر (أيبس)، كما يوجد بالمنطقة الاثرية بالحيز مجموعة من الكنائس والقصور والمقابر وجبانات ترجع للعصور المتأخرة والعصر الروماني، وكذلك في قري الزبو ومنديشة والحارة والقبالة والعجوز، حيث تمتاز هذة القري بوجود التلال الصخرية الرملية في أجزاء كثيرة، كما أنها اعتمدت في العهدين القديم والحديث على الزراعة التي تقوم على المياة الجوفية ومعظم آثارها تقع حول المناطق الزراعية والعيون القديمة والاثار الرومانية ..

كما تضم المنطقة مقبرة (بينا نيتو) وهي مقبرة تم إكتشافها عام 1938 وترجع للعصر الخاص بالاسرة 26، وترجع الاهمية التاريخية لهذة المقبرة إلي معرفة الاسلوب المستعمل في طريقة الرسوم والنقوش والخطوط الفرعونية والالوان..

وبالنسبة لاهم المقومات السياحية المتوفرة بالواحات البحرية كذلك انها عبارة عن سهل منبسط فسيح ومنطقة مزروعة كثيفة خاصة منطقة بئر المطار وهي أثر تاريخي لبئر رئيسي يمثل انكسارا صخريا طبيعيا عميقا تصل مياهه إلى مناطق الزراعة على بعد من 10 إلي 15 كيلة متر عبر مجموعة من الابار الرومانية التاريخية، وكذلك بئر مياه الواحات وهو عبارة عن هضبة رملية تطل على مجموعة من الزراعات الشاسعة بوادي محاط بمجموعة من الجبال العالية وتمثل بانوراما للمنطقة كما يوجد معبد جنائزي فرعوني بمصدرين للمياه أحدهما بارد والاخر ساخن يلتقيان في مسار واحد في تجويف صخري عميق داخل كهف جبل ..

اكتشف علماء الآثار المصريون العاملون في الواحات البحرية بمدينة الباويطي 11 مومياء جديدة، من بينها مومياء لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات.
وقال رئيس بعثة التنقيب د. زاهي حواس إن قناعا ذهبيا يجسد حالة البكاء كان موضوعا على وجه الطفل, مما يؤكد أن والدي الطفل اللذين دفنا معه قد توفيا قبله. وأشار حواس إلى أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في الأقنعة المثبتة على وجه المومياوات المستخرجة.
وأضاف إنها المرة الأولى التي يعثر المنقبون المصريون فيها على مومياوات تجسد تعابير الوجوه. وقال إن تاريخ المومياوات المكتشفة يرجع إلى 1800 عام خلت, وبالتحديد الحقبة الإغريقية الرومانية. ويعتقد أن مدينة الموتى المكتشفة في الواحات البحرية تضم عشرة آلاف مومياء, اكتشف منها 300 حتى الآن.

وتمثل المومياوات الـ 11 المستخرجة أفراد عائلة واحدة, مثبت على جميعها أقنعة تجسد صورة المومياء في آخر لحظة من حياتها. إذ يجسد أحد الأقنعة وجه امرأة مزين بألوان التجميل، وعيناها مكحلتان بخطين عريضين مما يثبت أن تلك العائلة غنية.
وفي المنطقة المجاورة لقبر العائلة وجد الباحثون تابوت والدي حاكم الواحات البحرية اللذين دفنا قبل خمسمائة عام من ميلاد السيد المسيح. ويعود تاريخ جميع المومياوات المكتشفة إلى الأسرة الفرعونية السادسة والعشرين.
وتغطي مقبرة الواحات البحرية مساحة قدرها ميلين مربعين, ويعود تاريخها إلى 330 و400 سنة قبل الميلاد. وقد دفنت تلك المومياوات عندما كان يسكن في المدينة حوالي 500 ألف نسمة, في حين بلغ تعداد سكان مصر في تلك الفترة سبعة ملايين شخص.

قصة الأسرة الأمريكيةالمسلمة التى تركت المدينه وأثامت مزرعة وتعيش فى الواحات.. قصة السائح الألمانى الذى أسلم فى الواحات بعد سماعه للآذان