أهلى وحبايبى الصعايده أصحاب الشهامة والصلابة أللى على حق قادنى الحنين أن أقوم بزياره لهم حيث مسقط رأس الوالد بدعوة من ولاد العم فلم أكدب خبر وركبت سيارتى لأقودها على طريق الأهوال طريق أللى يروح مايرجعش ظنا منى بأنى سأقضى رحلة رائعة أتمتع فيها برؤية الحقول الخضراء والقرى والمدن الصعيدية وأستعيد ذكريات الماضى التليد وكانت متعة أعقبها ندم وبكاءفلم أتخيل بأن الشخصية الصعيدية المشهور عنها بصلابة المخ هى المسيطره على تصرفات السائقين والماره فبعد أن خرجت من مدينة الجيزه وجدت نفسى مطارد من جميع السيارات والميكروباصات التى عبرتها فقد أرتكبت أثما بالغا أن أقوم بتعدية سيارة صعيدية المنبت والمنشأ يقودها صعيدى شهم غيور على صعيديته وخاصة عندما يشاهد سيارة تحمل لوحات ملاكى القاهرة بالمناسبة لم أقم بتغيير اللوحات القديمة لعدم توفر الجديد حاليا بأدارة المرور وفى نهاية الرحلة عرفت الغاية التى من أجلها تم تغيير اللوحات لتكون مكوده لتخفى جنسية السياره على طريق الصعيد وبدأ السيرك الصعيدى يتنصب فى برنامج أستمر لمدة ست ساعات وبدون فاصل كتمت فيه أنفاسى ووقف فيه شعرى .. الصعايده شيبونى وكله من تحت راس نمر ملاكى القاهره والكل يتصارع من حولى ليثبتوا لى بأن الصعيد به رداله ولاد رداله فقلت فى نفسى لابأس من أستعراض العضلات وأنكمشت على يسار الطريق وبدأو فى الخروج عن يمينى ولكن كانت المفاجأة أن البعض يصر أصرار على العبور من يسارى حتى لو نزل فى الترعة قمة الحماس الصعيدى فسرت فى المنتصف وبدأو فى عمل الغرز والخمسات والسبعات والتمنتيات يعلم الشباب طبعا هذه المصطلحات وفى كل مره أشهق وأتزرزر وأصرخ ولا من مجيب فيلم رعب مستمر وبدأت الدخول على المدن والقرى التى يخترقها الطريق وظهرت العربات الكارو والبهايم والأغنام وعابرى الطريق من الفدائيين الصعايده .. ولم تنفع معهم الكلاكسات بل كانت تزيدهم عنادا وأتضح لى فيما بعد بأن الصعيدى الذى يستجيب لصوت كلاكس ويوسع الطريق يعتبر أنسان خرع وخواف وقليل ماتسحب منه الجنسية الصعيدية ويتبرأ منه أهل بلده حتى البهايم والماعز والأغنام لا تستجيب لصوت الكلاكسات ويقال بان البهيمة التى تفزع من صوت الكلاكس تعتبر وصمة عار لصاحبها ولن تنجو من الذبح لفعلتها الشنعاء بعد ان لوثت كرامة وعناد العيله.. فكنت أسير خلف البشر والبهايم الهوينا بعد أن يئست من الخبط على الكلاكس وقلت لله يازمرى حتى خرجت من المدينه أو المركز الله أعلم لأصطدم بأول نقطة مرور صعيدية ويقف بها الصول عبد الجبار
الذى أوقفنى وترك جميع السيارات تمر بسلام ألا أنا صاحب لوحات ملاكى القاهرة فشاور لى بعنف لأركن بجانب الطريق
- رخصك يامحترم .. أتفضل .. عندك ثلاث مخالفات منهم مخالفة رادار وأستعمال الكلاكس وأستنى لما أشوف الثالثة
- رادار أزاى ياحصول وأنا ماشى بسرعة 60 كم/ ساعة وعدى منى طوب الأرض .. أنت حتكدب الرادار الصعيدى .. والله عال يابتوع البندر .. ياعم الحاج أحلف لك بأيه .. ولا تحلف ولا تتحالف عايز تفهمنى أن العربية دى مابتجيبش 160 و 180 كيلو..تجيب ياحصول .. تبقى المخالفة مظبوطه .. هو الرادار بتاعكم ده بيرصد السرعة ولا ماركات العربيات.. الأتنين ياسيدوبدأت أفكر كيف أتخلص من هذا الموقف الظالم .. فقلت فى نفسى أعوج لسانك يازيزو وكلمه باللهجة الصعيدى عسى أن يحن قلبه .. وبالفعل بدأت أتحدث معه بعد أن قلبت الجيم دال والقاف كاف وعطشت الحروف كلها وأخرجت علبة سجائرى ورشيت على النقطة والمارين والمتفرجين كأنى فى فرح وحلفت بن العلبة لن تعود لجيبى مرة أخرى وبدأت تظهر الروح الصعيدية الطيبه رويدا رويداالصول : أنت منين يابيه ..أنا من ملوى مركز تونه الجبل .. تعرف ولاد أبو الدهبماهو أنا دهباوى ياحصول .. مش معقول أحنا مناسبين منهم .. ياه ده أحنا جرايبومانعرفش .. أجعد نسوى لك الشاى .. وأدى قاعده وجلست بجوار حصول عبد الجبار نشرب الشاى ونحكى على العيله والبلد فشكوت له ماحدث لى فى الطريق من مطاردات وأهوال كانت يمكن أن تقضى عليا فقال : ماهم معذورين ياباشا لابس لى بدله ومعلق نمر ملاكى القاهرة وعايز تعدى بالساهل .. طب أعمل أيه
- ألبس جلابيه وعمة صعيدى وشيل نمر القاهرة دى أللى جايبالك الكافيه ..
- وأمشى من غير نمر ..- وايه يعنى نص العربيات أللى ماشية من غير نمر .. أشيلهم وعلى ضمانتك .. شيل ياولد ولو حد سألك جول له أنك نسيب الصول عبد الجبار
- سهله معايا فى شنطة السفر الجلابيه والطاقية والشال ونفك النمر ونخليها صعيدى على الأخر- بجولك أيه ياباشا بعد ماتغير هدومك ..خلى بالك المركز أللى جاى ماتحاولش تعدى من حد ماله المركز ده ياحصول .. المركز ده فيه ولاد الغرباوى أبو دماغ .. أسمع عنهم مالهم بجا .. أى عربية تعدى من عربياتهم أو تزمر لمواشيهم أوعيالهم تنطخ على طول وتلاقى الرصاص نازل عليك زى المطر يخلى عربيتك زى المصفه..أنا حذرتك سلام سلم لى على الشيخ عثمان أبو ودان وسيد ابومنخار
- حاضر يوصل حسلم لك عليهم ودن ودن منخار منخار هععع يابوى
-لحلقة رقم (2)
الخال سعدون
تركت الصول عبد الجبار حكمدار نقطة المرور بعد أن أرتديت الجلابيه والعمة الصعيدى فوجدت نفسى مرتاح بعد أن تحررت من البدله والكرافته وتأكدت بان الزى الصعيدى هو أنسب زى فى هذه البلاد وأن العمة عندما تشدها بالشال تعتبر خط دفاع أول تجعلك معزول تماما عن أى أحداث ولا تجعل أى مجال للتفكير وتشعرك بصعيديتك الأصيله مما جهلنى أتجرأ وأدخل فى سباقات مع الصعايده وأظهر أمكانياتى الفذه فى القياده التى أكتشفتها على طريق الصعيد وطرت بأقصى سرعة وورائى جميع أنواع وسائل النقل تمر منى وعلى وجوه سائقيها أبتسامة الأنتصار حتى توقف الطريق تماما أمام أحدى القرى لخروج جنازه تسير على الطريق الرئيسى وتحولت الجنازة للعربات الواقفه ليركب المشيعين أى سيارة بدون أستئذان ويبقى يومك مش معدى لو رفضت ركوبهم وكبس على سيارتى عشرة من الصعايده وقفوا أمام السياره ويطلبون الركوب ففتحت لهم أبواب السياره فتدافعواليركبوا وأمتلئت السيارة عن آخرها لدرجة أننى لا أستطيع القياده فأطفأت المحرك وركنت بجوار الطريق ونظرت داخل السيارة وقمت بعد العمم التى تجلس فوق بعضها فوجدتهم تسعة من العتاوله وهم يحملون الشوم والخرزانات ..ونظرت إلى سوست السيارة فقد نزلت وأصبح الشكمان قريب من سطح الأرض ببضعة سنتيمرات .. قفلت السياره وجلست مقرفصا بجانب الطريقأفكر فى هذه النصيبه لربما يكونوا من عيلة الغرباوى أبو دماغ ونروح فى خبر كان .. القاعدة طولت أن أحد فيهم ينزل ويسألنى أيه سبب قاعدتى ولم أتحرك
وأخيرا سمعت صوت ينادى من داخل السياره : يا أسطى أطلع بجى علشان نحصل الدفنه ..فتشجعت وأنا أغلى من الغيظ : مين أللى بيتكلم يورينى نفسه
وساد صمت ثم تبع ذلك حركة وخروج عدد منهم ليسفر عن خروج عملاق صعيدى أصلى وهو يحمل نبوت مطعم بدابيس ونتوءات فلم يهمنى منظره أو طوله بقدر أهتمامى بنبوته المحترم الذى يحمله يكون ذو عزوه وسطوهأسحب ناعم قبل أن تتطور الأمور : ينفع ياكبير العربيه تمشى بالشكل ده .. أى مطب حيقطمها نصين يرضيك كده - عايز أيه يابو خاله ..عايز نخف الحموله علشان نمشى .. يلزمك كام واحد وتمشى .. ثلاثه كفايه جوى ياكبيركان متفاهما ونظر داخل السياره : أنزل ياولد أنت وهو وأقعد يا بو أسماعيل وأنت ياعبد الرحيم
- وأحنا نروح فين ياخال سعدون ..تروحوا فى داهيه حصلونا مشى أو جرى أو أتشعبطوا فى أى حاجة قبر يلمكم بوظتوا عربية الراجل
لم يستطع أحد أن يرد أمر الخال سعدون الذى جلس بجوارى وهو يعتذر ويتشكر لهذا الجميل وبدأنا نتعرف وأنا أرد دائما بأنهم أجدع ناس وبعد 15 كيلوا طلبوا النزول وأخرج الخال سعدون من صدره محفظه جلديه ضخمه معروفه فى الصعيد تطوى ثلاث طيات ويمكنك أن تشيل فيها ماشئت من نقود وأوراق وصور
- خد يا أسطى الأجره .. ياخال مايصحش العربية بتاعتى وخلى التوصيله دى جدعنه وعربون محبه ..بتجول أيه ياولد عليا الطلاج لتاخد أجرتك .ويظهر أن العمة التى ألبسها أيقظت الصعيدى النائم داخلى : يمين على يمينك ياخال ما أنا واخد فلوس ..وظل يحلف وأنا أرد له اليمين أضعاف مضاعفه حتى وصل بنا الأمر أن أتلمت علينا الناس معتقده بأننا نتشاجر ثم جذبنى أبو أسماعين من الجلباب ليضع الأجره فى عبى فظهرت الفانله الحملات فصرخ فى وكمان بندراوى لابس فلينه (فانله ) أزبور وعايز تتفنجر علينا ياخال سعدون الرادل ده مش صعيدى أصلى .. خد الفلوس بالذوج وألا ماأنتش ماشى من هنا خطوة واحدهوبدأت النظرات تتغير عندما قال الملعون بأنى أفندى بندراوى فقلت خدها من أصيره ورياحهم حتى أكمل بقية الرحلة فأخزت منه النقود وأنا متضرر بعد أن وضعهم فى جيب الجلباب وهو يقبض على يدى بعنف بالآ أخرجهم وتركتهم وأكملت الطريق ووضعت يدى فى جيبى وأخرجت المبلغ الذى وضعه فى جيبى وكان من فئة الربع جنيه الورقى وعديته فوجدته ثلاثة جنيهات بالتمام والكمال فخلعت العمه التى كانت ستسبب فى مشكله مع الخال سعدون والذى حلف عليها أكثر من 20 يمين طلاق وبالثلاثه.......فاصل ونواصل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق