جنون العظمة
جنون العظمة
هو مرض نفسى ومظهر من مظاهر الأنفصام الشخصى يمكن أن يصيب مختلف أنواع البشر غنيهم وفقيرهم سعيدهم وتعيسهم وعامل الوراثة له دخل كبير بالأصابه بمرض الأنفصام وليس شرطا أن يكون مريض الفصام يعانى من جنون العظمة الذى يأتي عادة كعرض من أعراض الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب. فيكون الشخص مرتفع المزاج،( مونون ) يشعر بأن مزاجه في أفضل وضع، فهو كثير الضحك على أقل الأشياء حتى وإن كانت أمورا لا تُضحك وليس بها طرافة، نظام كركر .. وهذه مانطلق عليها نوبه من نوبات الهوس ويُصاحبُ عادةً نوبة الهوس أعراض كثيرة ؛ فالشخص المُصاب يكون كثير الكلام، لا يتوقف عن الحديث وينتقل من موضوع إلى موضوع آخر دون أن يكون هناك رابط بين المواضيع التي يتحدث فيها فيتكلم عن السياسة والطبيخ والذرة والحريم وأسعار اللحوم دون رابط . ويكون أيضاً كثير الحركة قليل النوم، وقد لا ينام لعدة أيام وهذا الأمر قد يؤدي بالمريض إلى الإجهاد الشديد مما قد يقود إلى الوفاة في بعض الحالات التي يقوم فيها المريض بالحركة المستمرة دون أخذ قسطٍ من الراحة أوالنوم. لذا فإن من الضروري إدخال المريض الذي يُعاني من الهوس إلى المستشفى حتى يتم إعطاؤه أدوية مُهدئة كي ينام ولا يتعرض إلى السقوط ميتاً من الإجهاد الذي يقوم به دون أن يكون لديه أي إحساس بأنه بحاجةٍ إلى الراحة.
مظاهر جنون العظمة
نأتي إلى أكثر أعراض الهوس خطورةً وهو جنون العظمة. فقد يدّعي المريض بأنه نبي مُرسل من الله إلى البشر ليهديهم ويطلب من الآخرين أن يُعاملوه كنبي ويقدموا له الولاء والطاعة كنبي مُرسل، وقد يستخدم ألفاظاً لإقناع الآخرين بأنه نبي فقد شاهدت أحدهم وهو يسير على سور بلكونه فى الدور العاشر وأطلق على نفسه أسم النبى طه . وبعضهم يدّعي بأنه المسيح عيسى بن مريم ويطلب من الآخرين الإيمان به، وبعضهم يدّعي بأنه المهدي المُنتظر وأن الله أعاده إلى الحياة كي يقيم العدل ويهدي الناس إلى الإيمان. كنت أصلى فى أحد المساجد ودخل أحدهم وهو مطلق لحيته فطلبنا منه الأمامة فى الصلاة فوقف وكبر وبدأ يضحك بعد كل آية يقرأها فأدرك المصلين بأنه على غير مايرام فدعوا له بالشفاء وأنصرفوا يعيدوا الصلاة
المشكلة تكمن في أن هذا المرض قد يُصيب الأشخاص في أي مرحلة عمرية. وأحياناً يأتي هذا المرض لأشخاص ذوي مكانة علمية أو اجتماعية في مجتمعهم ويجعل الناس مشوشين بالنسبة له. وربما لأن بعض الناس لا يعرفون المرض فقد يظنون بأن هذا الشخص يتعمّد القيام بهذه الإدعاءات وقد يتعرض للإيذاء من قبل العامة الذين يستشيط بهم الغضب لإدعاء شخص ما بأنه نبي أو أنه المهدي المنتظر أو بأنه عيسى بن مريم. ولا يقتصر الأمر على الإدعاء بأمورٍ دينية ولكن ربما أدعّى المريض بأنه شخصية سياسية كبيرة أو أنه أمير أو ملك أو وزير أو قائد للجيوش كما نشاهد أحدهم بجوار سيدنا الحسين وهو يقود جيوش البربر ويعلق على صدره مختلف الأوسمه والنياشين ويحمل سيف خشبى ولا يقبل صدقة أو أحسان ألا بعد أن تستسمحه فى قبولها بكل أدب ..ويدّعي المصابون بجنون العظمة بأنهم أصحاب اكتشافات علمية هامة، أو أنهم أطباء لهم باعٌ طويل في تخصص مُعقد وقد يخدع بعضهم عامة الناس خاصةً في القرى والأرياف ولكن غالباً ما ينكشف أمره ويؤخذ إلى المكان الصحيح لمن هم في مثل حالته، وهو مستشفى الأمراض النفسية.
هل جنون العظمة هو مرض الزعماء ؟
فى كثير من الأحيان يصيب جنون العظمة الكثيرين الذين يتقلدون المناصب القيادية فى الدوله مثل رؤساء الدول والوزراء والقاده العسكريين وقيادات الشرطة والقضاة ووكلاء النيابه وأساتذة وعمداء الكليات ففى مستشفى الخانكة شخص يشبه جمال عبد الناصر الخالق الناطق ويقف يوميا فى نافذة العنبر ويلقى خطاب تأميم قناة السويس
وأن الرئيس العراقى صدام حسين كان مصابا بجنون العظمه وكانت أمريكا وحلفائها تعرف ذلك وأستطاعوا أن يستدرجوه ليقع فى فخ الغزو ويستولوا على بلاده وأسقاطه وأعدامه بالمثل وقع فى نفس الفخ جمال عبد الناصر فى حرب 67 وكان داء العظمه وبالا وخيما على أنور السادات وسببا من أسباب أغتياله فى المنصة وعندنا فى عالمنا العربى عدد لا بأس به من الزعماء والرؤساء والملوك والأمراء المصابين بمرض جنون العظمه
بعض الذين قد يُصابون بجنون العظمة لا يكون لديهم مرض عقلي ولكن تأتي أعراض جنون العظمة كجزء من شخصية الفرد وطبيعة عمله، وتتطور لتُصبح بشكلٍ مرضي، وغالباً هؤلاء لا يدّعون النبوة أو أنهم إحدى الشخصيات الدينية مثل المهدي المنتظر أو عيسى بن مريم ولكن يدّعون بأنهم أمراء أو وزراء أو من كبار التجار، ويتصرّفون على هذا الأساس . فيصرفون أموالاً طائلة وقد يخدعون بعض أصحاب المحلات التجارية أو الفنادق بأنهم من أصحاب المناصب والثروات
في جميع الحالات التي يكون فيها الشخص يُعاني من مرض جنون العظمة، فيجب عرضه على طبيب نفسي لكي يتأكد من مدى خطورة المرض، وتشخيص السبب لهذا السلوك المرضي والذي قد يكون خطيراً على أشخاص أبرياء.
بالنسبة لمن يصطدم بشخصٍ مصاب بجنون العظمة يجب عليه عدم التعرض له ومناقشته لأن ذلك قد يكون خطراً عليه ، خاصةً إذا كان المريض يحمل سلاحاً، أو يقود سياره فمن الممكن أن يطلق النار بكل بساطه أو يصدمك بسيارته ونشاهد ونسمع فى حياتنا اليوميه حوادث وكوارث تقع من أمثال هؤلاء المرضى كالقيام بأطلاق النيران على الأبرياء بدون سابق معرفه أو مبرر منطقى
العلاج الدوائي مهم جداً لأمثال هؤلاء المرضى وكذلك إدخال المريض إلى قسم نفسي لكي تتم حمايته من نفسه وكذلك حماية الآخرين من خطورته.