روتين الحفره
وقع وكيل نيابة الساحل فى حيرة لمن يوجه الأتهام فى هذه الواقعة التى بطلتها السيده حمديه هارون 30 سنه – ربة منزل و زوجة عبد السلام الفران التى صحت من الفجر وهى تجرى لتلحق بعرض أبنها الرضيع المصاب بالحمى على مستشفى أمبابه للحميات فأرتدت ملا بسها البسيطه على عجل وحملت الطفل المحموم على كتفها وسحبت الطفل الأكبر محمود 10 سنوات من يده وخرجت مسرعة لتبحث عن مواصلة للمستشفى فركبت ميكروباص بالنفر من ميدان شبرا قام بتنزيلها أمام مطلع كوبرى الساحل ونصحها السائق بعبور الكوبرى سيرا على الأقدام لتجد المستشفى فى الناحية المقابله سارت وهى تسحب أبنها الصغير ونور النهار يبدا فى البزوغ وهى تستحث الخطى لصغيرها الذى يسير على قدميه الذى تعثر منها فجأة ويقع فى داخل حفرة موجوده بالرصيف الذى تمشى عليه فلم تستطع أن تمنعه من الوقوع وهى تحمل رضيعها المريض ويختفى الطفل فى لحظات وهى تسمع صريخه وهو يهوى إلى الماء من أرتفاع 35 متر فى وسط النيل ليغرق على الفور وتقف فوق الحفرة وتصوت وتولول على صغيرها الذى غرق أسرعت الأم بالاستغاثة بالمارة وبانتقال رجال المباحث والحماية المدنية إلي محل الواقعة تم انتشال الجثة وبانتقال محمد الشبيني رئيس نيابة شمال الجيزة الكلية للمعاينة أمر باستدعاء مديري الطرق والنقل بالقاهرة ودفن الجثة كما استمع إلي أقوال رئيس حي شمال الجيزة الذي أكد أن هيئة الطرق والكباري هي المسئولة وليس مسئولي الحي، كما استمع إلي أقوال مدير عام الطرق والكباري بالجيزة، الذي أفاد بأن كوبري الساحل كائن بين محافظتي الجيزة والقاهرة وأن المنطقة التي سقط فيها المجني عليه تتبع محافظة القاهرة. وبعد الأخذ والرد والأستفسار والأستفتاء والرجوع لحدود المحافظات والقرارات الجمهورية فى هذا الشأن تبين أن الكوبرى يربط بين محافظتى القاهرة والجيزة وأن حدود محافظة القاهرة تنتهى فى منتصف الكوبرى بالظبط لتبدأ حدود محافظة الجيزة أى أن الكوبرى شرك بين المحافظتين وعندما وقعت الحادثة أدعت محافظة القاهرة بأن الحفرة موجوده فى نصف الكوبرى التابع للجيزه والجيزه أعلنت أن هذا أفك مفترى وتطلب خبير أجنبى للقياس حتى يكون رأيه محايد
وحضر الخبير الأنجليزى وأجرى القياس فوجد أن الحفرة يقع معظمها فى محافظة القاهرة وأن 10 بوصة تقع فى نطاق الجيزه فقامت النيابه بتوجيه الأتهام للمحافظتين فأعترضت الجيزه لأن وحدات القياس للخبير الأنجليزى كانت بالنظام الأنجليزى الميل والقدم واليارده والبوصه وهذا غير المعتاد عليه من قياس فى جمهورية مصر العربية وهى الكيلو والمتر والسنتى والمللى وبالتالى فأن قياس الخبير غير معترف به وأعيدت القضية لمصلحة الخبراء للقياس بالوحدات المعمول بها فجائت النتيجة بأن الحفره بالكامل فى محافظة القاهرة وأن نقطة القياس غير صحيحة وهى منتصف نهر النيل وليس منتصف الكوبرى مجازا وتبين أيضا أن الذى قام بالحفر هى مديرية الطرق فى محافظة الجيزه فأقامت محافظة القاهرة دعوة مباشرة على الفورعلى الجيزه لتعدى مدير الطرق بها على حدودها الأقليمية الوارده بقرار رئيس الجمهورية وقام بالحفر فى أملاكها دون علمها .. ضمت القضية لقضية حمديه هارون أم الشهيد الطفل محمود الذى سقط فى حفرة الكوبرى وبعد العديد من الجلسات والمرافعات قضت محكمة جنح إمبابة (لآحظ أن المحكمه للجنح وليست جنايات أو أمن دوله) بمعاقبة كل من وكيل أول وزارة النقل ومدير مديرية الطرق والكباري بالقاهرة، ومدير إدارة الكباري، ومدير عام الطرق والكباري بمجلس مدينة الجيزة بالسجن 3 سنوات وكفالة 5 الاف جنية وذلك عقب اتهامهم بالقتل الخطأ والتقصير في واجبات العمل مما تسبب في وفاة طفل عقب سقوطة من "فتحة" أعلي كوبري الساحل. والقاضى أراح نفسه هو الأخر من عملية القياس والأختصاصات و أقتسم الحكم بين القاهرة والجيزه
ولو كنت مكانه لحكمت على محافظ القاهرة ومحافظ الجيزة بالعزل من وظيفتهما ودفع التعويض المناسب لحمدية هارون وزوجها الفران .. حد يصدق أن الكوبرى به حفره يمر منها طفل 10 سنوات إلى قاع النيل بسهوله .. من الذى حفرها ولماذا لم يغلقها وأيه حكاية الأختصاصات ونص الكوبرى ده ليه والنص التانى ليك ليس الأهمال وحده هو المتهم فى هذه القضيه ولكنه الروتين الذى يحكم الدوله الفاشله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق