الردع هو التهديد بالقوة من أجل إثناء الخصم عن تنفيذ إجراء غير
مرغوب. يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال التهديد بالانتقام (الردع بالعقاب) أو عن
طريق إنكار قدرة الخصم على تحقيق أهدافه من الحرب (الردع بالإنكار). هذا التعريف
البسيط غالبًا ما يقود إلى نتيجة مفادها أن كل ما يتطلبه الردع هو التلويح بقوة
كافية. طالما أن كلا الطرفين ينتهجان ممارسات "عقلانية"؛ أي وفقًا
لحسابات المكسب والخسارة، وإذا لم تكن لدى أي منهما نزعات انتحارية، فإن قدراتهما
العسكرية ستجعلهما في حالة ضبط النفس دائمًا.
لكن الأمر ليس بهذه السهولة. فالتاريخ يزخر بأمثلة عن فشل الردع بالرغم
من توازن القوى، بل وبمواقف هاجم فيها الطرف الأضعف الطرف الأقوى. في بعض المواقف،
اعتمد الجانب الأضعف على عنصر المفاجأة. فالقيادة العسكرية لإمبراطورية اليابان،
على سبيل المثال، كانت مدركة تمامًا للتفوق العسكري الذي يصب في صالح الولايات
المتحدة. ولكن في حال استطاعت هجمة مفاجئة على قاعدة بيرل هاربور البحرية تدمير
جزء كبير من الأسطول البحري الأمريكي في المحيط الهادئ وشل القيادة السياسية في
واشنطن، فقد تمتلك اليابان فرصة للانتصار. وفي عام 1973، شنت سوريا ومصر هجومًا
مشتركًا على إسرائيل التي كانت تمتلك عنصر التفوق العسكري - لا على أمل الانتصار
بل رغبةً في استعادة النفوذ السياسي الذي فقدته كلتا الدولتين بعد هزيمتهما على يد
إسرائيل في حرب الأيام الستة في عام 1967. لم تلحظ إسرائيل الهجمة الوشيكة؛ ولم
يرد على خاطر الدولتين الأضعف عسكريًا مهاجمة خصم على ثقة أنه سيحرز النصر في
النهاية؟ قادت هذه الثقة بالنفس إسرائيل إلى تجاهل العديد من إشارات التحذير بشأن
هجوم وشيك. ونتيجةً لذلك، حقق الجيشان المصري والسوري بفضل تقدمهما السريع على
كلتا الجبهتين نجاحًا أكثر من المتوقع في البداية. فعنصر التفوق العسكري لم يضمن
الردع.
وحرب 1967 أكبر مثال لفشل لأسلوب الحشد وأستعراض القوة الذى أتبعه عبد
الناصر وقام بحشد آلاف الجنود والمعدات فى سيناء كأستعراض للقوة وكانت النتيجه
كارثية دمرت الجيش بالكامل فى حرب الأيام السته
الحرب فى الصحراء الليبية حكاية كبيره يحدثنا التاريخ العسكرى عن
مشاكلها فى معارك برقه وفزان وطبرق وغزاله والعلمين
وأنتشار القوات على محاور طويله وممتده وتعرضها للهجمات الجوية
والصاروخية وتدمير طرق الأمداد
وقد يسبب أستعراض القوة العسكرية وتحريك القوات على الحدود بأشعال حرب
غير متوقعة
الدول الكبرى تمارس أسلوب أستعراض القوة بواسطة المناورات العسكرية
على حدود الخصم مثال ذلك
ففى أكتوبر 2019
استعرضت الصين قوتها بعرض عسكري هو الأكبر بتاريخ البلاد بمناسبة
الذكرى السبعين لقيام النظام الشيوعي، مقابل تظاهرات تحدٍ في هونج كونج من قبل
ناشطين مؤيدين للديموقراطية الذين تعهدوا إفساد الاحتفالات.
وضم العرض العسكري في بكين 15 ألف عسكري ومئات الدبابات والطائرات
الحربية والصواريخ العابرة للقارات
وفى 25 ديسمبر/2019 أجريت مناورات بحرية مشتركة بين روسيا وإيران
والصين فى الخليج العرببى أمام سواحل اليمن وعمان مما أثار غضب أمريكا على إيران
بشان تجاربها الذرية .وماتقوم به من استعراض للقوة في المنطقة الخلفية لواشنطن،
وبالقرب من الأسطول الخامس
فهل قمنا بتقدير الموقف جيدا وحساب عواقب الحشد والتهديد بالردع ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق