الخميس، 7 مايو 2009

حكاية رجل عملى جدا ( كوميدى )


يوميات شخص عملى جدا
مقدمه موجزه
أحب أعرفكم بنفسى أنا حازم عبد الحكيم مهندس ميكانيكى حاصل على بكالوريوس الهندسه من جامعة القاهرة والماجستير والدكتوراه من جامعة أوكسفورد بأنجلترا التى عشت فيها مايقرب من 16 عاما أعمل حاليا كمدرس متفرغ فى كلية الهندسه بجامعة أسكندريه عمرى 36 عاما تزوجت بعد عودتى من البعثة من الدكتوره (مديحة السيد) الأستاذ المساعد فى كلية الأداب بنفس الجامعة تدرس الحضارة والعلوم الأنسانيه وعندنا نصف دستة أشرار خلفناهم بطريقه عمليه جدا
أحببت أن أكتب لكم يومياتى العمليه لأنشر بين أوساط الشباب الفكر العملى الجديد الذى أتبناه أنا وزوجتى العزيزة مديحة
سأحكى لكم أولا قصة تعارفى على مديحة وكيف تزوجنا ومن خلالها ستعرفون الفكر العملى الجديد الذى أتبناه وأنعم به
الحلقة الأولى
أعلان زواج
أثناء تصفحى منتديات الزواج المصريه على شبكة الأنترنت لفت نظرى أعلان عن طلب زواج كأنه موجه لى شخصيا وكان مضمونه الأتى دكتوره بالجامعة تبحث عن شريك للعمر مواصفاته كالأتى
أن يكون أعزب ولم يسبق له الزواج ..أن يكون مثقف وعلى درجة علميه مقاربه
لدرجتها أن يكون مسلم ..مش مهم الشكل ..مش مهم الأخلاق ..مش مهم الغنى أو الثراء العمر لا يزيد عن 40 عاما وأن يقبل أن يقيم بالأسكندريه
وشرطى الوحيد أن يكون رجل عملى بمعنى الكلمه
تركت الكمبيوتر جانبا وأنا أحلم بهذه العروسه الرائعة وكأننى قد حصلت على
أمنية عمرى بعد طول أنتظار وكمان من مدينتى أسكندريه وكما يقولون حله ووجدت غطاها
وشمرت عن ساعدى وكتبت لعروس المستقبل أول رسالة عمليه وكانت بكلمات
قليله ولكنها معبرة نصها كالأتى ( جاء من يستحقك..بيانتى فى المرفقات ..حددى لى مقابلة بالمكان والزمان ..د. حازم )
وجائنى ردها العملى بعد ساعتين فقط وكان كالأتى ( قبلت..1234 كورنيش أسكندريه شقة10 فى تمام السابعة مساء الخميس يوم .....) د. مديحة
وكانت أجمل رسالة أستقبلتها فى حياتى بدون كلمة عزيزى أو المحترم أوالصديق
لا وقت للمجاملات ومن هنا عرفت أن عروستى عمليه جدا وبنت أصول عمليه
وتوكلت على الله وحزمت أمتعتى وغادرت أنجلترا إلى غير رجعة وتركت بلاد الناس العمليين قووى لأحقق حلم حياتى فى بلدىمع عروسه عمليه جدا
اللقاء الأول
وقبل أن أذهب فى الميعاد كنت قد أعددت حافظة بها كل المستدات العلميه والأسريه والحالة الصحيه والماليه كطلب العروس وأرتديت بدلة المناسبات العمليه (بدلة سفارى نصف كم ) ودعوت لنفسى بالتوفيق وأخذت الميكروباص من محطة الرمل ونزلت فى سيدى بشر على البحر ولم أستغرق وقتا طويلا فقد وصلت قبل ميعادى ب10 دقائق فجلست أمام عمارة عروستى حتى تحين ساعة الصفر وطرقت بابها ففتحت لى بكل أدب وأحترام دون أدنى مجاملات وكانت ترتدى ملابس عمليه أيضا عبارة عن تشيرت وكوتشى وبنطلون جينز ومكياج خفيف ..كانت خمريه متوسطة الطول نظراتها حاده بشيئ من الجديه وشعرها مقصوص على جرسون أقرب لقصة الرجال أنها فعلا عمليه بمعنى الكلمه مظهرها يدل على ذلك وتنبهت على كلماتها وهى تدعونى
> دكتور حازم ..أتفضل فى الصالون
وبدون أى مقدمات أخذت منى (السى فى )ثم أخرجت نظارتها الطبيه وبدأت تطلع عليه وهى تهز فى رأسها كلما قلبت صفحة من صفحاته وأخيرا رفعت عينيها وقالت: أوكيه دكتور حازم نو كومنت فرى جود ..أتفضل آدى نسخة من (السى فى ) بتاعى أطلع عليه وقول أيه رأيك
أقرأ التقرير بسرعة ففيه جميع بيانتها وفصيلة دمها وجميع الشهادات وصورها فى مراحل حياتها وشهادات الشكر والتقدير الحاصلة عليها
> دكتورة مديحة أوكيه انا مقتنع ممكن أقابل الوالد
> why..عايز منه أيه ؟ ..علشان نتفق على مشروع الجواز
> دكتور حازم حتخلينى أشك فى مدى عمليتك ..مادخل بابا أو ماما فى حاجة تخصنى أنا بالدرجة الأولى والأخيرة ..أتكلم معايا فأنا صاحبة الشأن
>( OK نو بروبلم)..
ونتباحث سويا فى كافة التفصيلات العمليه التى تؤهلنا للزواج وتجمعنا فى بيت واحد فسوف نتزوج هنا فى شقة الوالد فىغرفة نومها وكل ما أشتريه هو غرفة نوم بسريرن ودولابين وأتنين كومدينو وستارة جديدة وقطعتين من السجاد تفرش بين السراير ومرآة وليست تسريحة وأكتب مؤخر صداق مائة ألف جنيه
وقالت أنها ستتوسط لى فى الجامعة لألحاقى بهيئة التدريس بعد الزواج ..وسيكون حفل الزواج عائلى جدا يقتصر على أربعة أفراد من كل عائلة وستحجز لى مائدة فى مطعم بمحطة الرمل لعشرة أفراد سيكون منهم شهود العقد وأجازة الزواج ثلاثة أيام سنقضيها فى شاليه بالعجمى ..وافقت على جميع شروطها وأنا فى منتهى السعادة وقرأنا الفاتحة سويا وقامت لتوصلنى لباب الشقة
> ممكن طلب صغير يادكتورة ..رقم الموبايل أو تليفون البيت
> عندك يادكتور فى الصفحة رقم 35 فى السى فى ..يظهر أنك لم تقرأه بعنايه
> آسف سورى.. طلب تانى ممكن أزود عدد المعازيم بتوعى بدال ماهم أربعة يبقوا خمسة علشان أعزم واحد صاحبى وعزيز عليا قوى
> طلبك مرفوض يادكتور ..إذا عزمته فسيكون ضيف شرف بدون عشاء ومشروباته على حسابك
> أوكيه ميعادنا بكره الساعة الخامسة لشراء غرفة النوم ..باى
وخرجت وأنا أطير من السعاده ..يا ما أنت كريم يارب ..أهو كده البنات ولا بلاش ..ألحق أروح بسرعة عشان أحلق شعرى وأجهز نفسى وأبلغ أبى وأمى وأختى وجوزها للأستعداد لحفل الزواج
ودخلت صالون الحلاقة وطلبت من الحلاق أن يحلق لى شعرى بالمكنه نمرة 3
فتعجب الرجل وقال: أن شاءالله حج ولا عمرة
> جواز بأذن الله (فمط الرجل شفتيه وبدأ العمل وهو يحدث نفسه )وبعد عشر دقائق نفض الفوطه وهو يقول نعيما ياعريس لامؤاخذه سؤال هو سيادتك لما حتتجوز مش حتحلق تانى ..نظرت إليه فى برود ولم أعلق عليه هكذا دائما الحلاقين لم يغيروا عادتهم فى الثرثرة ...وغادرت المحل إلى بيتنا العامر
الحلقة رقم (2)
ألتف حولى الأخوة والأخوات وبيننا الوالد والوالده وهم يستمعون فى شغف عما حدث عند مقابلتى للدكتور مديحة ومادار بيننا ويعترض والدى على قيمة مؤخر الصداق وتضرب أمى يدها على صدرها عندما علمت بأنى لم أقابل أحد من عائلتها وضحكت البنات عندما وصفت لهم ماكانت ترتديه من ثياب عمليه أما الشباب من الذكور فكانوا لى مؤيدين ويتمنون أن يجدوا عرايس بهذه المواصفات
وأنفض الجميع عندما علموا بتصميمى على تنفيذ الجوازه وأنفردت بى أمى فى غرفتها وهى فى فزع ولهفة
> ياحبيبى أنت ماقلتش أن كانت عروستك دى حلوة ولا وحشه
> مش مهم يا أمى الحلاوة أو الوحاشه
> طالما ماقولتش تبقى وحشه طب يابنى ماتخطبها لمدة 6 أشهر على الأقل تعرف طباعها وتتعرف على طباعك مش جواز كده.. خبط لزق
> يا أمى أولا ولاهى وحشه ولا هى حلوة أنسانه عاديه خالص والكلام ده كان زمان فترة خطوبه والذى منه .. خلاص ماعدش فيه حد بيعمل كده ..كفايه أنها بنت عمليه وأنا راجل عملى وما جمع ألا ما وفق
>عملى وعمليه ..عمايلكم سودا يابوعده ..يظهر أنه من طول عشرتك مع الخواجات مخك أتلحس أمشى ياواد من قدامى سديت نفسى
> بكرة تشوفيها ياست الحبايب وتحبيها ..صدقينى يا أمى البنت دى أنسب واحده
> أنت حر قال: جابوا للمجنون عقل على عقله ماعجبوش غير عقله ..يظهر
ياواد يادكتور مخها لاسع زى مخك
> مظبوط أهو أنت جيبتى المفيد ..وأنا يعجبنى النوع اللاسع ده ..كده تبقى أنت ست عمليه جدا بس مش واخده بالك
> أنا ست عمليه يا حازم ..بتغلط فى أمك على آخر الزمن ..أمشى أنت أللى عملى
أنت وإللى حتتجوزها ..أنما قولى يعنى أيه عملى ..يكونش قصدك على العمولات بتاعة الناس أللى بتسحر وتشبشب
> لا ياماما ياحبيبتى ده موضوع كبير لما أكون فاضى أقعد أشرحهولك ..سلام
وتمر الأحداث سريعا ونشترى غرفة النوم العملية وأتعرف على عائلة مديحة فأبوها وأمها على المعاش وقدعاشا فترة من عمرهما بأمريكا ونشأت مديحة فى المجتمع الأمريكى فترة ليست بالقليله تأثرت فيها بأسلوب الحياة فى المجتمع الغربى وقد رحب والديها بى أشد الترحيب وهم سعداء بقبولى فكرة الأقامه والزواج فى شقتهما الواسعة وأن عقدة مديحة من ناحية الزواج قد أنفكت على يداى ..يمر أسبوع على تعارفنا وكل يوم يمر أتأكد فيه بأن مديحة أكثر منى عمليه
فهى ترفض شراء فستان للزفاف أو قضاء شهر عسل وأكتفت بالأيام الثلاثة يتخللهما الجمعة والسبت وهو الأجازة الرسميه بمعنى أنها أختزلت شهر العسل لمدة يوم وأعتبرت أن شهر كثير على أى عروسين فسوف يتخلله الملل والسأم
وتم الزفاف كما خططنا بحفل عشاء بسيط وأنطلقنا لنقضى أول يوم عسل فى حياتنا العمليه

الحلقة رقم (3 )
أول يوم عسل
ودخلنا شاليه شهر العسل لنقضى أول يوم عسل فوضعنا شنطنا الهاند باج وجلسنا فى البرانده المطلة على البحر نستمتع بنسيم الليل ونتأمل فى القمر والنجوم وندردش فى النظريه العمليه لحياتنا المستقبليه وأبتدأت هى بالكلام
مديحة: عزيزى هل أنت مبسوط
> نعم أنا سعيد جدا ولكنى معترض على كلمة عزيزى فلماذا لا تقولى حبيبى
> لا تفرق كثيرا حبيبى أو عزيزى كلاهما سفسطه كلاميه لا داعى لها فدعنا نتحدث على طبيعتنا دون أن نذوق الكلام وأريد أن أعرف منك بصراحة دون أدنى خجل لماذا تزوجتنى ؟؟ اجابتك سيتوقف عليها أمور كثيرة فى حياتنا العمليه
كان السؤال مباغت يتطلب قليل من التريث والتفكير فهذا فيه البداية أو النهاية
> لن أقول لك بأنى أحببتك ولكنى أرتحت إلى طريقتك وأسلوبك فى الحياة ولن أقول لك بأنك جميله بل كان شكلك فيه غموض وأنا أحب الغموض وبالتالى أنا تزوجتك لنكمل بعضنا البعض دليل على ذلك بأنى كنت مضرب عن الزواج لسنين طويله فأنا أكره كلمة حب فأن فى الحب ضعف وشقاء ولى نظرة خاصة فى الجمال فأنا لا يغوينى جمال الوجه أو الجسد ولكنى أبحث عن جمال العقل المنظم العملى فطبيعة عملى كمهنس ميكانيكى لا يغرنى شكل الماكينه بقدر كفائتها ودقة عملها وبراعة تصميمها
> ولكنى لست ماكينه يادكتور أنا سيده لها فكر وعقل وماكيناتك تعمل بفكر وعقل مصممها فهل أنت تنظر لى على أنى ماكينه جيدة التصميم هذا لا بأس فهذا فيه شيئ من المبالغة ولتعلم بأنى أرفض المبالغة فى الحديث والتعامل
>وأنا أيضا ..ولكن لى نظرة أخرى فى الزواج وهو أن نكون سويا ثنائى متفاهم لنكمل مسيرة الحياة ونخلف اطفال أسوياء يعتنقون الفكر العملى لكلانا
> هل أنت تزوجت من أجل الخلفه يادكتور
> هذا هو النتيجة المنطقيه لأى أتنين متزوجين
> نحن لسنا أى أتنين ..نحن أًصحاب فكر ونظريه ليست مهمتنا هى التناسل البيولجى ولكنه هدف فرعى نخطط له بعناية قبل الأقبال عليه
>أحب أن أعرف يادكتورة نظرتك المستقبلية فى أنجاب الأطفال
> توقف يادكتور عند كلمة أطفال لأنها أثارتنى فأنا أخطط ليكون لنا طفل واحد فقط أى كان نوعة ذكر أو أنثى أكثر من ذلك فهو تهور وعدم ألمام بجوانب النظرية العمليه ..وأنى أفكر جديا بعد أن يرزقنا الله بأول طفل أن نعقم أنفسنا أنا وأنت لنتفرغ تماما لتربيته وألا أيه رأيك يادكتور
> لماذا نتعقم كلانا ويكفى أحدانا وليكن أنت
> فلماذا لا يكون أنت حتى لاتحاول الأنجاب مرة أخرى من أى واحده
> أسف يادكتوره لن أقبل بهذا الشرط
> كلام عملى جدا ولحين أن تقتنع ماذا يمنع أن نستخدم وسائل منع الأنجاب المعروفه لحين أن نقرر من فينا سيتم تعقيمه
ونظل نتحدث فى النظريات والتجارب والأفكار لمدة ماتقرب من ثلاث ساعات أحاورها وتحاورنى أنا أعترض مرة وهى تعترض مرات وأخيرا نتفق بعد أن قرصتنا برودة الليل فقمت وأحضرت بطانيه من الداخل وغطيتها بها
> أنت مش بردان يادكتور
> طبعا بردان أذن أدخل تحت البطانيه بجانبى
> أذا كان هذا لا يضايقك يادكتوره
> لا أبدا مفيش مضايقة ..أقترب أكثر فالجو يزداد بروده
ولأول مرة أقترب منها ونلتصق سويا فتتوقف الألسنه عن الكلام وتتبخر النظريه العمليه وكأنها لم تكن.. وتضع رأسها على كتفى وتنام كطفل وديع
> مديحة ماتيجى ننام جوه أحسن
> أمرك ياحبيبى أهو كده الكلام العملى
> حبيبتى ..أنت فعلا ست عمليه
> أنت بتقول حاجة ياحزومتى
> لا أبدا بقول فلتسقط النظريه العمليه ولتحيا النظريه الطبيعيه
>نظرية أيه شيلنى ياحزومه ودخلنى جوه أنا أناا عايزه عايزه
> عايزه أيه قولى أحسن حقع بيكى....
خخخخخخ
الحلقة رقم ( 4 )
ثانى يوم عسل
وينقضى أول يوم عسل بمره فى أول الليل وحلوه فى أخره وأتمطع وأتثائب وأتقلب وأبحث عن عروستى العمليه لأقول لها صباحية مباركه ياعروسه فلم أجدها بجانبى وناديت عليها عدة مرات فلم يأتنى غير صدى صوتى فقمت من السرير وأتجهت إلى البرانده فوجدت الفطار على الترابيزه وبجانبه ورقة مكتوب فيها ( أفطر وحصلنى على البحر وبلاش كسل )
من هنا عرفت بأنى قد بدأت حياتى العمليه بهذه الرساله ..الله أهو كده العرايس
فطرت بسرعة ولبست المايوه وأتجهت إلى الشاطئ الخالى تماما ألا من شمسيتها
التى أستلقت تحتها لتنعم بشمس شهر مايو
> هاى مديحة ..<هاى حازم أنزل بسرعة البحر وتعال أشرب الشاى .. >أوكيه
أجفف نفسى بعد خروجى من البحر فتناولنى كوباية الشاى وتدفع لى الجرايد ثم تنشغل فى قرائة بعض الأوراق
> أنت بتقرأى أيه يادكتور مديحة
> أنا براجع رسالة ماجستير بأشرف عليها أمامى نصف ساعة وأفضى لك أتسلى فى الجرائد على ماخلص
أنا فى سرى (يانهار أبيض وأنا أللى فاكر نفسى راجل عملى صاحى من النوم الساعة 8 أومال هى صحية الساعة كام ده أحنا نايمين الساعة خمسه صباحا )
هى : خلاص أنا خلصت يادكتور ..هه نمت كويس
> أيوه نمت بس لسه عايز أكمل نومى
>تؤ تؤ تؤ.. كده مش كويس خليك نشيط قوم أعمل شوية رياضه تعال نتمشى على الشاطئ المشى كويس ليك
ونحن نتمشى على الشاطئ ونمسك فى أيدين بعض ونمرجحها لأعلى وللخلف ونتحدث فى النظريات الفلسفيه والأساليب العمليه لحياتنا المستقبليه أكتشف بأن داخل مديحة طفله رقيقة مليئة بالحب والنشاط وأن التجهم والعبوس الذى كان يبدوا فى منظرها قد أنكسرت قشرته من الليله السابقة وتغيرت لغة الحوار بيننا
وحلت مكانها لغة الغزل والدلع
هى : أنا بقول أن أحنا نمد فترة أجازة الجواز شويه ..أنا بعت ماسيج للدكتورة لطفيه رئيسة القسم لمد الأجازه فوافقت على طول أيه رأيك ؟؟
> أحسن حاجة عملتيها كنت عايز أقول كده خوفت لعطلك عن حياتك العمليه والأكاديمية
> بلا عمليه بلا أكاديميه أنا من زمان قوى ماخدتش أجازات وأهى فرصة
> مش كفايه كده مشى وتعالى نرجع الشاليه
> كده فعلا انت رجل عملى ياله ..أنا أجرى ولو شاطر تحصلنى ياحزومه
> ده أنا أحصلك وأحصلك ..اجرى فرجينى
وقضينا يوم أجمل من اليوم السابق وأختفت تماما قشرة الجديه والعبوس وملئت ضحكاتها المكان وتغيرت أحوالنا وأصبحنا غير عمليين بالمرة
وحان وقت الغذاء ..فقامت بتسخين المطهيات الموجوده فى الثلاجه وجلسنا نأكل
وأنا أستمتع بطعم الأكل
> الله وحشنى أكل مصر وخضار وفاكهة مصر الله ينور عليكى طبيخك زى السكر
> بس ده مش طبيخى
> يبقى طبيخ ماما ..الله عليكى ياحماتى
> ولا طبيخ حماتك ده طبيخ أم حنفى
> أم حنفى مين ؟ ...< أم حنفى دى واحده نعرفها من زمان بتطبخ أى حاجة نطلبها منها بالتليفون قبلها بيوم وتجيب الأكل على البيت جاهز على التسخين والأكل على طول
> وأم حنفى دى بتعرف تعمل ملوخيه وحمام محشى وورق عنب
> كل حاجة تخطر على بالك حتى الحلويات وسد الحنك تصدق
> هايله أم حنفى دى
> أنما أنت ماحولتيش يادكتوره تدخلى المطبخ وتطبخى بنفسك
> أنت عارف أنا ست عمليه ومش فاضيه لعك المطبخ بس بعرف أعمل سندوتشات أيه رأيك فى السندوتشات بتاعة الصبح
> هايله ..طب لو فرضنا مثلا أم حنفى عيانه أو مسافرة أو أو لأى ظروف حتعملى أيه
> يادكتور أومال المطاعم عملوها ليه ..والدليفرى يجيلك لحد البيت
> ياااه هو الدليفرى دخل فى مصر ..عال يبقى مفيش مشكلة
> الأكله كبست قوى ماتيجى نقوم ننام شويه
> أوكيه أحب أنا الرجل العملى أللى مابيضيعش وقت
هههههههههههههه
الحلقة ( 5 )
نهاية رجل عملى جدا
أنتهى أسبوع العسل وتبلورت أفكارنا العمليه وأصبحنا سمن على عسل ومضى شهر وتعينت فى جامعة الأسكندريه فقد رحبوا بى أشد الترحيب لندرة التخصص الذى أقوم بتدريسه وأصبحت حياتنا هى العمل ولا شيئ غير العمل نصحو فى السادسه نقوم بعمل التمرينات الرياضيه ثم نفطر ثم ننطلق إلى عملنا راكبين أى ميكروباص من على الكورنيش وفى يوم كنا نقوم بعمل تمرينات الصباح حدث أن أغمى على مديحة وعندما فاقت قامت بالترجيع وبما أننا ناس عمليين أعتبرناهذا نوبة برد وستذهب لحالها حتى فاجأتنى بطلب غريب
مديحة: أنا نفسى أأكل فراوله ياحزومتى
> بس ده مش موسم الفراوله ياديحه ..تكونيش بتتوحمى ياروحى
> يا نهار مش فايت أنا حامل ..لا..لا أن عامله كل أحتياطتى
> نروح النهارده تكشفى وتحللى ونشوف
وقد كان وظهرت النتيجة بانها حامل فى شهرين وماشيه فى الثالث وأسقط فى يدها وأنقلبت إلى أسد جسور وترمى المسؤليه علينا وأنها لم تخطط لهذا الحمل
> طب والعمل ياحازم نعمل أيه دلوقتى
> عايزه رأيى أتركيها لربنا ( قدر الله وما شاء فعل )
وبعد ثلاثة أشهر أصبحت مديحة غير قادرة على الشعبطة فى الميكروباص وأصبح لزما ولابد من التفكير الجدى فى شراء سيارة لحل هذه المشكلة فقمت بشراء من مدخراتى عربه صغيرة الحجم لا تستهلك بنزين من السهل ركنها فى أى مكان ..ومضت شهور الحمل ورزقنا بأول أطفالنا (محمد ) وبدأت تتساقط أول جدران النظرية العمليه وأصبح محمد هو الشغل الشاغل لمديحة ولوالديها
ولم تمضى ستة أشهر ألا وأصبحت مديحة حامل مرة أخرى فلم تنزعج هذه المرة وقالت قدر الله وماشاء فعل
مضى على زواجنا الأن خمس سنوات وأصبح لدينا ستة أبناء من الشياطين منهم أثنان توأم..وأمتلء البيت بالضجيج والصريخ فترك لنا والدا مديحة الشقة وهربا بأنفسهما من هذا المورستان وتركت مديحة العمل فى الجامعة بأجازة مفتوحة وتفرغت أستاذة كلية الأداب لتربية أطفالها مثل أى ست فى الدنيا
وجاء عيد جوازنا السادس فقررت مديحة مش أنا أن نحتفل به فى الشاليه الذى تزوجنا فيه
> الشاليه مش حياخدنا يامديحة أحنا والعيال
> معلش ياحازم عشان خاطرى نفسى أعيش ذكرياتنا الجميله فى هذا المكان لو سمحت < حاضر ياستى
وفى الميعاد حملنا الشنط والعيال فى العربية الصغيرة ثلاثة فى الأمام على أرجلنا وثلاثة فى الخلف وربطنا الشنط الزياده فوق سقف العربيه وأنطلقنا إلى العجمى لنحتفل بعيد جوازنا السادس المجيد
نزل الجميع من العربه وهم يجرون فى أتجاه الشاليه ومعهم مديحة وأنا أقوم بتنزيل الشنط حتى تعبت فركنت قليلا على شجرة قريبه وطافت فى رأسى الذكريات القريبه فأبتسمت وتعجبت لحالى
هاهى مديحة وهى تحمل آخر أطفالها الرضع وقد زاد وزنها للضعف وهى تمشى تتاميل يمينا ويسارا وهى تنادى على أولادها بعدم العبث بحديقة الجيران
(بس ياوااد ..بس يامقصوفة الرقبه..أنزل ياوااد من فوق الشجرة )
فقلت فى نفسى أيييه الله يرحم يوم ماجينا هنا وماكنش معنا غير شنطتين هاندباج
عوميى ونتناقش فى النظريه العمليه لحياتنا المستقبليه
أصحو من تأملاتى على صرخات مديحة بسرعة تنزيل الشنط والدخول إلى الشاليه
> أيه ياحازم أيه أللى جرالك سرحان فى أيه
> سرحان فى النظريه العمليه
> العمليه فى النمليه ياخويا أصحى معايا وبلاش تهييس كل سنه وأنت طيب
> وهى دى عمليه تتنسى يانمليتى ياريتنى سمعت كلامك وعقمت نفسى فلتسقط النظريه العمليه ولتحيا النظريه الذريه
ههههههههههه
تمت

ليست هناك تعليقات:

قهوة الحراميه

  ألتف الحرامية حول المعلم فيشه شيخ المنصر وهم فى حالة تزمر وأنزعاج بعد أن أعلن عن نيته فى التوبه والأعداد لرحلة الحج فقال له مقص الحرامى : ...