أففف ..وأخييه.. ويعععع
عندما تشم رائحة كريهه شيئ طبيعى أن تضع يدك على أنفك وتقول بطريقة عفويه أفففف وعندما تشاهد منظر مش ولا بد ستحاول أن تغمض عينك وتقول بطريقة عفويه أخييه وعندما تجبر أن تأكل أكلة فاسدة ستقوم بلفظها من فمك وتقول بطريقة عفويه يعععع
وموضوعنا اليوم هو عن ثلاث مصطلحات عفويه( أفف وأخييه ويعع) وهى تلعب دور كبير فى حياتنا اليوميه وظللت أبحث عنها فى قواميس اللغة فوجدت أنها أختصارات لأفعال وأسماء لبعض الحواس فأف من مادة أنف وهو فعل أستهجان مرتبط بالروائح أللى مش ولابد وأخييه من مادة خزى وهى مرتبطة بحاسة النظر عندما تقع أعيننا على شيئ مخزى
أما يعع فهذه قد أحترت فيها ..فهى تطلق فى الغالب على حالة العك المعوى الذى تأنفه النفس
وعندما أقرأ جرائد الصباح لا أتوقف عن قول هذه الكلمات التى أصبحت محور لجميع المشاكل التى نواجهها فى حياتنا
فعندما تقرأ فى الجريده عن فضايح النواب والوزراء والحزب الحاكم لا تملك أن تقول وأنت تضع يدك على أنفك : أففف ريحتكم فاحت قوى الله يخرب بيوتكم
وعندما تشاهد أخبار الفنانين والفنانات والفضائح التى تملء الدنيا سوف تقول أخييه
تتكم القرف ده مابقاش فن ده مسخرة وقلة أدب يعتمد على العرى والجنس
وعندما تقرأ فى صفحة الحوادث عن اللحوم المستورده التى تسعى فيها الديدان والأغذية المغشوشه والدقيق المسرطن ستقول يععع الله يقرفكم ياولاد الـ
لقد أختفت من حياتنا كلمات الأستحسان بعد أن أنتشرت الروائح الكريهه والمناظر المخزية والعك الغذائى
سرحت وسألت نفسى .. لماذا يحدث هذا ؟ ولماذا نحن ساكتين على هذا البلاء ؟ وهل نحن لنا يد فيه أو هو مفروض علينا .. وإلى متى ؟؟
هل من كثرة الروائح الكريهه والمناظر المغزية والعك الغذائى أصبحنا معتادين عليها وأصبحت جزأ لا يتجزأ من حياتنا لا نستطيع أن نستغنى عنه !!
هل كثرة المفاسد تفقد الأحساس وتوطن النفس على أبشع العادات.. والمناخ الصحى المتجدد يزيد حساسية الأنسان الفرد تجاه أى نقيصة أو فعل مخزى أو فضيحة فتجد فى الدول التى تتمتع بالحرية والديمقراطية أن الدنيا تقوم ولا تقعد لو أشتمت رائحة مش تمام فما بالك بالفضايح والسرقات والأختلاسات وبيع الذمم ودنو الأخلاق وكبت الحريات والأعتقلات وأرهاب الدوله
لا تجد هذه المشاكل ألا فى الدول التى تحكم بنظام شمولى دكتاتورى بوليسى ولا تملك شعوبها غير أن تقول أففف وأخييه ويععع فقط وبصوت واطى كمان
من الطبيعى عندما تشم رائحة كريهه أن تقوم بفتح النوافذ وتقوم برش معطر أو مطهر أو تزيل المتسبب أو تتأكد من أغلاق كافة البلوعات أو تسليكها ولكننا أعتدنا على البلوعات بدون أغطيه بعد أن سرقت وبيعت كحديد خرده تحت بند الخصخة
أما المناظر المخزية والفضائح فهى تصدر من أناس أعتادوا عليها فلا تجد فنان أو راقصة أو سياسى ألا وله فضيحة مخزيه وبالرغم من هذا مازال يطل علينا من خلال الشاشة الصغيرة ووسائل الأعلام وكأن الفضائح تزيده شهرة وتجعل نجمه يسطع أكثر
أما العك الغذائى فمازلنا نعانى منه الأمرين فلن تجد فى بر مصر أنسان معدته سليمة بعد أن ضرب بأطنابه فى كل ماهو يأكل أو يشرب وأصبح طعمه مستساغ تحت دعوى بأن معدة المصريين تهضم الزلط
وبعد هل سنظل نقول أففف وأخييه ويععع إلى متى ؟؟ فهل من مجيب ؟
؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق