مقدمه
بحثت عن كلمة طفش فى قواميس اللغة العربية فلم أجد لها وجود برغم من أستعمالها بكثرة فى حياتنا اليوميه ونقصد بها الهروب المُكّره أبتعادا عن الشر أو الأذى
فنقول فلانه طفشت من جوزها أو فلان طفش من أهله وغيرها وكلمة تطفيش على وزن تفعيل تعنى بأن شخص معين عمل على أبعاد آخر من طريقه ليخلو له الجو أى قام بعمل عدائى كان من أثره أن ترك خصمه الجمل بما حمل أتقاءً لشر المطفشاتى .. ومعظمنا مرت فى حياته لحظات كاد أن يقدم على قرار الطفشان ولكنه يتراجع فهو أمر جل وخطير بأقتلاع الأنسان من جذوره خارج بيته أو مدينته أو بلد بالكامل
وهذه قصة بها بعض الأسقاطات يفهمها القارئ أو يمر عليها مرور الكرام ولكنها قصة ستشدك من بدايتها حتى نهايتها أتمنى أن تعجبكم وتجد لديكم القبول
فاطمه وأبو العلا
- همى شويه يا فاطنه (فاطمه ) قبل مالنهار يطلع علينا خلينا نهرب من البلد الفقر دى
- مش قادره أجرى أكثر من كده يا ابو العلا .. أنا حقعد أرتاح شويه آخد نفسى تحت الشجره دى .. تعال هنا فى ريحى ( يجلس بجوارها وهو يلهث من شدة التعب )
- أنا شامم ريحة مش ولابد .. حاجة كده عفنه .. يعنى مالقتيش ألا الشجره دى وترتاحى تحتيها .. قومى فزى نشوف حتة تانيه
- مش قادره أتحرك من مكانى يا أبو العلا أنا خلاص خلصت
- أستنى شويه يظهر فيه حاجة مدفونه تحتينا وهى سبب الريحة دى ..
- شد معايا يا أبو العلا
- أشد أيه يابت ..- الشال أللى مدفون ده ( يشد معها بكل قوته فتظهر جثة آدميه لرجل .. يقفان وهما مشدوهان )
- يخرب بيت فقرك .. انا عارفك من يومك فقرية .. همى يابت نجرى قبل ماحد يشوفنا يتهمونا فيه أحنا مش ناقصين نصايب
يسمعان طلق نارى يدوى فى أذنيهما وصوت أجش يأمرهما بالتوقف
- وقف عندك انت وهى وألا حضرب فى المليان .. يقترب منهما ويوجه نور الكشاف فى وجهيهما فيتعرف عليهما :
- مين أبو العلا وفاطمه .. بتعملوا أيه أنت وهى فى الساعة دى .. وايه اللى شايلينه ده
نزل ياواد أنت وهى.. القفتين من على راسكم أشوف فيهم أيه
- مافهمش حاجة ياجناب الخفير سنقر.. دى خلجاتنا وشوية عيش بتاوى واخدنهم معانا لزوم السفر
- مسافرين فين ياوله أنت فاكرنى باكل من الكلام ده أنتم مقطوعين من شجره.. قدامى أنت وهى على دوار العمده يتصرف معاكم .. يقودهما أمامه ويمروا من أمام الشجرة الموجود تحتها القتيل فيقف الغفير سنقر ويأمرهما بالتوقف : أستنى ياواد انت وهى لما نشوف الريحه العفنه دى جاية منين ( يسلط نور الكشاف حتى يعثر على الجثة المدفونه فيصرخ فيهم )
- ياليلة أبوكم السوخة .. قتلتم معيط .. ودفنتوه كمان.. قدامى أنت وهى
- معيط مين ياعم سنقر ..أحنا ولا نعرف معيط ولا نطاط الحيط .. فى عرضك أحنا مش ناقصين نصايب
- يعنى أنتم ماقتلتوش الراجل ده
- نقتل مين بس ياعم سنقر أحنا وش كده دى جثة مدفونه من ييجى شهر ولا أكثر
- طب أنكتم أنت وهى وماحدش يجيب السيره دى وألا النصيبه دى حتلزق فيكم
- ربنا يخليك ياعم سنقر ويستر عرضك سيبنا بقى نروح لحالنا ونخفى من البلد دى
- أسيبكم أزاى ..لاممكن أبدا.. لحد ماشوف أيه حكاية القتيل الأول.. قدامى أنت وهى على بيت شيخ الخفريتصرف معاكم بمعرفته
(يطرق على باب شيخ الخفر ) – أفتح ياشيخ الخفر معايا ضيوف لزمن تشوفهم
صوت شيخ الخفر من الداخل : ده وقته يا أبن الفقريه تصحينى من أحلاها نومه
يفتح الباب ويخرج شيخ الخفر بقامته المديده وهو يتثائب : فين الضيوف ياوله
- أهم قدامك أهم الواد أبو العلا والبنت فاطمه بنت ستيته أللى بيشتغلوا حدا العمده
- مالهم دول عملوا أيه
- ظبطهم بيجروا على الزراعيه وشايلين القفتين دولت فوج راسهم سألتهم على فين ياواد أنت وهى قالولى أحنا طفشانين من البلد
- طفشانين كده بدون أحم ولا دستور ولا أستئذان من حضرة العمده .. وطفشانين ليه بجه أنت وهى مش عجباكم بلدنا ولا مش عاجبكم عمدتنا
- أصل ياجناب شيخ الغفر ..- ولا أصل ولا فصل أتفضلوا شرفوا فى الزريبه لحد ما النهار يطلع ونعرضكم على جناب العمده .. خدهم ياواد ياسنقر وأقعد قدام الزريبه لحد النهار ما يطلع ونشوف أيه حكايتهم
بعد أن يغلق عليهم باب الزريبه يقترب سنقر من أذن شيخ الغفر ويهمس له بموضوع القتيل المدفون تحت الشجرة
شيخ الغفر : متأكد ياواد من الكلام ده ..- وألا متأكد عايزين نلحق نتاويه قبل ماحد تانى يشوفه وتبقى حكاية
- طب سيب العيال دولت وأجرى ألحق أدفنه كويس وأرجع هنا بسرعة عندك الفأس خده من جنب الساقيه وأجرى بسرعة أردم عليه
أبناء عوضين
يعود الخفير سنقر وهو يلهث حتى يصل لبيت شيخ الغفر ويطرق الباب طرقات مجنونه
- أفتح ياشيخ الغفر نصيبه وحلت على دماغنا
(يفتح شيخ الغفر وهو حانق) : أيه ياواد فيه أيه فى يومك المقندل ؟؟
- نصيبه ياجناب شيخ الغفر روحت المشوار أللى قولت لى عليه .. دورت لما دوخت مالقتوش .. – هو أيه أللى ملقتوش يامجنون يا أبن المجانين
بصوت منخفض : جثة معيط أنت نسيت ولا أيه
- يانهارك مدوحس .. أزاى الكلام ده حصل ياجاموسه
- أهو زى مابقولك كده فص ملح وداب
- أحنا كنا دفنينه فى أرض مين ياوله
- فى أرض عوضين جنابك
- أجرى بسرعة هات لى عوضين دلوقتى حالا .. آه يابلد الواحد مش عارف يتاوى جثه فيكى .. غور من قدامى يومك أغبر باين من أوله
- أجيبه لوحده ولا أجيب ولاده على وحسين
- أنا جيبت سيرة على وحسين عامل فيها كولمبو يا بأف أجرى هات عوضين زى ما قولت
- حاضر جنابك .. أقوله أيه ياشيخنا
- ماتقلوش حاجه ياغبى قوله شيخ الغفر عايزك دلوقتى حالا
يغيب سنقر ويعود وهو ممسك عوضين من قفاه ويقوده لدوار شيخ الغفر
عوضين وهو متذمر : عيب كده ياغفير الغبرا ماتمسكنيش كده أنا راجل كبير زى أبوك هو أنا عامل عامله ولا سارق سريجه
- بلاش مقاوحه ياعوضين أنا بنفذ كلام شيخ الغفر .. ولا مش عاجبك شيخ الغفر كمان ماهو أنت عامل فيها فلعوص مش مالى عينك حد ..(يطرق على الباب ) أفتح ياشيخنا
الزبون شرف
يفتح شيخ الغفر فينهر سنقر : سيبه ياوله يا قليل الذوق .. تعالى جوه أنا عايزك يا عوضين فى كلمتين
يبعد عوضين يد سنقر : بيقولك سيبنى ياجليل الذوق
شيخ الغفر : أترزع هنا قدام الزريبه وخلى بالك من الواد والبت أللى جوه ..حاضر جنابك
- ماتزعلش ياعوضين ماهو أنت عارف الواد سنقر مخه على قده
- خير ياشيخ الغفر عايزنى فى أيه وجايبنى على ملى وشى فيه حاجة
- دى حاجة بسيطه هما كام سؤال وتروح لحالك .. أنت روحت الأرض بتاعتك النهارده
- هو أنا لحقت أنا لسه بفتح عنيا لقيت سنقر واقف على دماغى وساحبنى علشان أقابل جنابك ..- سؤال تانى فيه حد من عيالك راح الأرض النهارده الصبح
- ماهو أنت عارف ياشيخ الغفر ولادى الأتنين هما أللى بيشتغلوا فى الأرض هو أنا عاد فيه صحة أزرع وأقلع
- يعنى هما الأتنين راحو الأرض قبل منك النهارده
- أيوه ياحضرة شيخ الغفر .. راحوا الساعة كام .. الولدين بيصلوا الفجر وبيطلعوا على الغيط عِدّل على بال ما أصحى أنا وأمهم ونروح نفطر معاهم
- كلام جميل تعرف تبعت لى ولادك دلوقتى
- أبعتهم بس لا مؤاخذه من السؤال هو فيه حاجة حصلت حدانا
- مفيش حاجة ياعوضين ماتتكلمش كثير حتبعتهم بالذوق ولا أبعت الغفر يجرجروهم
- أبعتهم بس أعرف ليه جنابك
- مش لازم تعرف .. بعدين لما أشوفهم .. المقابله أنتهت يا عوضين فززز قوم داهية تقطعك
رفاعى التبت
على وحسين وهما يسيران فى أتجاه دوار شيخ الخفر
- تفتكر ياعلى شيخ الغفر عايزنا ليه
- علمى علمك ياحسين ياخويا .. ياخبر بفلوس بكره ببلاش
(يطرقان باب شيخ الغفر ويدخلان يستقبلهم بوجه متجهم وهو يعقد يديه خلف ظهره )
على : خير ياجناب شيخ الغفر أبونا بعتنا وبيقول أن جنابك عايز تشوفنا
شيخ الغفر وهو يدور حولهما ويتفحص فى وجوههما : أنتم روحتم الغيط أمتى
- الفجر ياجناب شيخ الغفر
- ماشمتوش ريحه عفنه نواحى شجرة النبق أللى فى الجهة البحريه من غيطكم
- لا ياشيخ الغفر وأيه أللى حيجيب الريحه العفنه ناحية أرضنا يمكن حد كان مزنوق وعملها لامؤاخذه تحت الشجرة وكان واكل أكله وسخه أو بطنه مدوده .. هى الريحة وصلت لحد جنابك
- ماتستهبلش ياواد أنت وهو .. وديتم فين الجثة
- جثة أيه ياشيخ الغفر
- وصلنى معلومات أن مدفون تحت شجرة النبق بتاعتكم جثة
- قصدك على الحمار..ده كان من زمان قوى ياشيخ الغفر كنا دفنا تحت الشجرة دى حمارتنا أللى ماتت من خمس سنين أهو قلنا نتاوى جتتها وتبجى تقاوى للشجرة تستفيد منها وترعرع.. من بعديها جنابك بقت تطلع كل نبقاية ونبقاية قد المشمشه
- أنا مابتكلمش على جتت الحماره ياحمار أنت وهو.. أنا بتكلم عن جثة قتيل مدفونه نواحيكم (الأثنان فى نفس واحد ) : قتيل قتيل ..وأيه أللى جاب القتيل نواحينا ومين هو القتيل ده
- أنا أللى بسأل ياولاد الـ.. عوضين مش عايز مكر ومُحن الفلاحين تردوا على قد السؤال
- مانعرفش حاجة عن الموضوع ده جنابك
(دقات على الباب وصوت ينادى من الخارج : أفتح ياشيخ الغفر حضرة العمده عايزك دلوقتى لقينا قتيل عايم على وش الترعة هات الغفر وحصل العمده عند أرض رفاعى التبت
- يادى النهار أللى مش معدى ..(ينادى على سنقر الجالس أمام الزريبه ) واد ياسنقر
- أأمر يا جناب شيخ الغفر خد الولدين دول وحطهم عندك فى الزريبه مع فاطمه وأبو العلا وخلى بالك منهم لحد ما أرجع أشوف النصيبه أللى حلت على الكفر
- نصيبه أيه جنابك .. أكتم يابغل ما أسمعش ولا كلمه
حديث الزريبه
يدخل على وحسين أولاد عوضين بعد أن دفعهم سنقر داخل الزريبه المظلمه وأغلق عليهم الباب ولم يلحظا وجود أبو العلا وفاطمه المكومين فى ركن من الزريبه
حسين : أيه ياخويا البلاوى أللى بتتحدف علينا ع الصبح دى
على : يعنى كنت عايزنا نسيب القتيل مدفون فى أرضنا ونسكت كان زماننا مشرفين أنا وأنت وبقية العيله فى المركز .. وسين وجيم وضرب وأهانة وقليل ما أتهمونا بأننا أللى قتلناه ونطس فيها تأبيده وموت ياحمار لحد مايبان لك صحاب ونثبت برائتنا
حسين : أنا نفسى أعرف مين أبن اللئيمه أللى دفنه فى أرضنا .. آه يانارى كنت طبقت فى زمارة رقبته
- بس أنت مش ملاحظ حاجه ياوله أن شيخ الغفر عارف أن فيه جثة مدفونه فى أرضنا وتحت شجرة النبق بالذات تفتكر عرف أزاى
- أكيد ياخويا حاجة من أتنين ياحد شافنا وأحنا برنميه فى الترعة يا الراجل ده له يد فى الموضوع
- بس أنا متأكد أنى مافيش حد شفنا .. سامع الغفير أللى جه وقال له أنهم لقوا جثة عايمه قدام أرض رفاعى التبت أللى بحرى من أرضنا يكونش هى الجثة أللى رميناها .. تلحق تقب كده بسرعة.. هسس أنا سامع صوت من آخر الزريبه يظهر فيه حد هنا معانا تعالى معايا نبص ونتأكد (يتحركان بحذر حتى يصلا لأخر الزريبه فيجدا القفتين وخلفهما أبو العلا وفاطمه متكومان ويتظاهران بالنوم وأبو العلا يضع يده على فم فاطمه ليمنعها من الكلام فيتعثر حسين بهما ويقع عليهما فتطلق فاطمه صرخه مدويه وقد تملكها الرعب
- أنتوا مين ؟؟ أنتوا أللى مين .. أنا أبو العلا ودى ومرتى فاطمه
- وبتعملوا أيه هنا أنت وهى
- شيخ الغفر حبسنا .. زيكم
- يانهار أبوكم أسود من قرن الخروب يبقى أكيد أنتم أللى دفنتم القتيل فى أرضنا
أبو العلا يقف وقد تشجع : قتيل أيه أللى بتتكلموا عليه .. أحنا سمعنا كل كلمه قلتوها
يرتبك الأخوين : سمعت أيه بقى أنت وهى
- سمعنا أللى سمعناه بجى تحبوا أعيد كلامكم ولا مفيش داعى ونخلى الطابق مستور
- بس أحنا ماقتلناش حد أحنا شيلنا النصيبه من أرضنا لأننا مش عايزين مشاكل
أبو العلا : ماتخفوش سركم فى بير وأنا مارضاش ليكم الأذيه
يرتاح على وحسين بعد أن أستأمنا أبو العلا وفاطمه على سرهما ويجلسان سويا يقلبون الموضوع فى رؤسهم
على : ماقولتليش يا أبو العلا أنتم محبوسين هنا ليه
فاطمه تنسحب من لسانها وتهم بالكلام فيلكزها أبو العلا فى جنبها ويسرع أبو العلا فى الرد :ماهو أنتم عارفين تلاكيك الغفر .. الجدع أللى أسمه سنقر شافنا محملين خلجتنا وماشيين على الزراعيه وبنجرى علشان نلحق القطر أفتكر أن أحنا عاملين عامله وجرجرنا على هنا وحبسنا شيخ الغفر لما يروق ويعرف أيه الحكايه .. منه لله سنقر ضيع علينا القطر
حسين : كنتم مسافرين فين
- كنا مسافرين وخلاص .. طهقنا من البلد وقلنا نقضى كام يوم عند قرايبنا فى مصر
- ياسلام .. أنتوا شكل ناس ليهم قرايب فى مصر .. قولوا الحقيقة وسركم فى بير
- هى دى الحقيقه .. أحنا لا لينا أرض ولا حاجه نبكى عليها ورب هنا رب هناك نقعد عند أبن عمى على ماشوف سبوبه ناكل منها عيش بدل من بلدنا الفقر دى أنا بأشتغل أوجرِى فى أرض العمده وفاطنه بتخدم فى الدوار وأنتم بقى عارفين رزالة وندالة عمدتنا اللى ياكل مال النبى .. قولنا ما بدهاش نطفش من البلد دى أرحم من الذل أللى أحنا شايفينه
- حاسس أن كلامك صدق يا أبو العلا .. لكن برضه ليه شيخ الغفر حبسكم هنا فى الزريبه
- قال ياسيدى أننا لم نستأذن من العمده .. بالذمه ده كلام هو الطفشان كمان لازم يستأذن
- أنت عندك حق وشيخ الغفر عند حقه برضه .. مش ممكن تكونوا عاملين عامله فى دار العمده وهربانين
- جرى أيه ياوله أنت وهو لموا لسانكم.. أنا ومراتى أشرف من الشرف وربنا قال إللى يلاقى ظلم فى بلد يفوتها ويشوف مكان تانى وأرض الله واسعة
- خلاص ماتزعلش يا أبو العلا .. خلينا نفكر أزاى نخلص من النصيبه أللى حتحل على دماغنا كلتنا
(يفتح باب الزريبه ويدفع الغفير سنقر رفاعى التبت التى وجدت الجثة طافيه أمام أرضه
سنقر : أدخل ياتبت شرف مع أخوانك جوه على ماييجى حضرة الضابط من المركز
رفاعى التبت : نزل أيدك تك داهيه فيك وأللى مشغلينك
سنقر بعد أن يغلق الباب : أن شاء الله لماضتك تدى حتوديك أبو زعبل ياتبت
فى دوار العمده
حول السفره يجلس مأمور المركز ورئيس المباحث وضباط النقطه ويقف العمده السرساوى وشيخ الخفر والشغالين وهم يخدمون عليهم ويقدمون أصناف الطعام والفطير المشلتت وهم يتحدثون عن الجثة التى وجدوها فى الترعة أمام أرض رفاعى التبت
العمده : يارب يكون الفطير عجبك المره دى ياباشا
المأمور وهو يلوك الطعام فى فمه بتلذذ : كويس ياعمده .. ألا قولى ياشيخ الغفر هو مفيش حد من البلد قدر يتعرف على الجثه
العمده يسرع بالرد :هى الجثة باين لها ملامح ياباشا .. دى أتحللت وضاعت معالمها وماحدش من عندينا فى البلد عرفها ..وبلدنا معروفه وعارفين ناسها كلتهم بالأسم وماعندناش حد غاب أو أتبلغ عنه أنه خرج وما أرجعش ..الأمن عندنا مستتب وبلدنا ينضرب بها المثل فى المركز كولاته ناسها طيبين وغلابه وفى حالهم وماعندناش ولا حراميه أو مجرمين
المأمور وهو يستمر فى ألتهام الطعام : مظبوط مظبوط ياعمده ..شددوا الحراسه أنتم بس لحد ما يوصل رشدى بيه وكيل النيابه للمعاينه ويأمر بنقل الجثة
بعد أن ينتهى من طعامه : سفره دايما ياعمده لو سمحت هات التليفون علشان أكلم البيه الحكمدار ونستعجل وصول الكلاب من المركز
العمده وهو منزعج : كلاب أيه أسم الله على مقامك ياباشا
- الكلاب البوليسيه ياعمده علشان نعرف من أى جهة طلعت الجثة وبالمره نشوف المشبوهين أللى أنتم حاجزينهم عندكم .. أجراء روتينى قدام النيابه ماتقلقش ياعمده
يدخل خفير : سيادة وكيل النيابه وصل ياجناب العمده
المأمور : لموا السفره دى وشوفوا لنا حته بره الدوار فى الهواء نقعد فيها وجهزوا العربيات عشان نروح نعاين الجثة مع رشدى بيه وكيل النيابه وأنبهك ياعمده بلاش لك وكلام كتير أنت وأللى معاك والجواب على قد السؤال مش ناقصين وجع دماغ .. رشدى بيه مش سهل وأنت عارفه بيمسك على الكلمه.. قوموا بينا ناخده على مشمه لمكان الجثه خلينا نخلص من الشغلانه دى
المعاينه
يقوم رشدى بيه بمعاينة الجثة التى ضاعت معالمها ويكتب فى الأجنده التى معه الملاحظات التى يشاهدها ثم يأمر العمده بالتحفظ عليها ونقلها إلى مستشفى المركز لفحصها بواسطة الطبيب الشرعى ثم يختلى بالمأمور جانبا
رشدى : دلوقتى ياجناب المأمور كلف المباحث بالمرور على شط الترعة من الناحيه القبليه لجمع المعلومات والأدله وواضح أن الجثة كانت مدفونه فى أحد الغيطان القريبه منذ مده وتم التخلص منها من فتره قليله فالجثة المتحلله لا تغطس فى الماء ولكنها تطفو فور رميها وبما أنها لم ترمى فى وسط الترعة فقد تعلقت بالحشائش القريبه
وياريت تستعينوا بالكلاب البوليسيه لمعرفة المكان الأصلى الذى دفنت فيه
- الكلاب على وصول .. والعمده محتجز خمس أشخاص بيشتبه فيهم
- ياله بينا على دوار العمده لنفتح التحقيق ونشوف تقرير المباحث وكلف ظباطك بأللى قولت لك عليه ياجناب المأمور
يتحرك الركب إلى دوار العمده وتخصص غرفه للنيابه للتحقيق مع المشتبه فيهم ويتم أحضار أبو العلا وفاطمه وعلى وحسين أبناء عوضين ورفاعى التبت التى ظهرت الجثة أمام أرضه ومعهم شيخ الغفر والغفير سنقر للعرض على النيابه ويختلى بهم العمده قبل أن يدخلوا لوكيل النيابه
العمده : أسمع ياوله أنت وهو وطرطأ ودانك ..بيقولوا أيه فى المثل لسانك حصانك أن صنته صانك يعنى بالعربى الجواب على قد السؤال وألا النيابه حتحبسكم دى قضية قتل مش لعب عيال فاهمين ولا أقول تانى يارفاعى ياتبت
فاطمه : وأنا كمان حيسألونى ياحضرة العمده
- أومال يافاطمه يكونش على راسك ريشه ولا بنت أللى برم ديله وحسابنا بعدين بقى عايزه تطفشى أنت وجوزك أهو ربنا وقعكم فى شر أعمالكم
فاطمه : لكن أنا ما أعرفش حاجة ياحضرة العمده
- لما يسألك وكيل النيابه قولى له ماعرفش صعب دى يابنت ستيته
أتفضلوا أقعدوأ وأللى ننادى عليه حيدخل لجنابه .. وأحفظوا لسانكم ياولاد القديمه وحطوا الكلمتين بتوعى حلقة فى ودنكم
التحقيق
يفتح وكيل النيابه التحقيق ويأمر بأحضار رفاعى التبت لأخذ سؤاله
- أيه أللى حصل يارفاعى
- ياباشا وأنا بأنظف الحشيشه والحامول فى طرف الغيط شميت ريحة وحشه قوى فضلت أدور ليكون حد رمى حيوان أو طير ميت فى وسط الزرع لحد مالقيت الجثة مزنوقه فى هيش الترعة ماقربتش ناحيتها وسيبتها فى مكانها وطلعت أجرى على دوار العمده وبلغته بأللى حصل بعديها أخدنى شيخ الغفر وحبسنى فى الزريبه مع أبو العلا ومراته وولاد عوضين على وحسين وأدينى قدام جنابك أهه
- شوفت الجثة كويس يارفاعى .. أيوه ياباشا تفتكر تكون جثة مين
- هى الجثة مش باين لها معالم لكن طولها وعرضها والهدمة أللى عليها بتقول أنها جثة معيط .. ومين معيط ده ..معيط ده ياباشا واحد من المطاريد أللى بيعيشوا فى الجبل الغربى .. وتعرفه منين يارفاعى .. هو فيه حد فى الناحية مايعرفوش ياباشا أسأل عليه المباحث وضباط النقطه أللى مدوخهم بقاله سنين .. وبيمشى عينى عينك فى البلد وحواليه رجالته يستجرى حد يهوب ناحيته
- وكان بيجى البلد يعمل أيه ..؟؟
- ياباشا كان بيلم الفرده من الفلاحين من أول العمده لأصغر فلاح وأللى مايدفعش قول عليه يارحمن يارحيم يا ينقتل أوتتسمم بهايمه أو يتولع فى بيته أو غيطه
- وأيه أللى خلاك تتأكد من أنها جثة معيط ؟
- أحنا بقالنا ييجى شهرين ماشفناش معيط ولا رجالته ولا دفعنا الشهريه فيه ناس قالت أن الحكومه قبضت عليه وفيه ناس قالت أنه أتقتل وفي ناس بتقول أنه بيصيف هئ هئ
- تفتكر مين قتله ؟
- ياباشا ده راجل من المطاريد وشايل رقبته على كفه وخصومه كتير وياما قتل وسرق ونهب أكيد حد قتله من بلدنا أو البلاد أللى حولينا
- عموما تقرير الطبيب الشرعى حيثبت أن كانت الجثه لمعيط أو لغيره .. عايز تقول حاجة تانيه .. لا ياباشا (ينادى على العسكرى الموجود خارج الغرفه ليتحفظ على رفاعى فى غرفة الحجز بعيدا عن باقى المتهمين
رفاعى : يتحفظ عليا ليه ياباشا
- مؤقتا لحد ماناخد سؤلات الباقى ونشوف فى الأخر أن كنا محتاجينك ولا لأ
- أمرك ياباشا ..(يأمر العسكرى بأدخال على أبن عوضين )
- أسمك وسنك ومهنتك
- على عوضين الضرس .. عمرى 25 سنه فلاح بأشتغل فى أرض أبويا
- أرضكم فين ياعلى .. قبلى أرض رفاعى التبت وبحرى أرض الشوادفيه
- أيه أللى حصل ياعلى
- ياباشا أنا ما أعرفش حاجة أهو جابونا هنا أنا وأخويا والسلام
- مين ده أللى جابك هنا ؟ وعلشان أيه ؟ خلى بالك أحنا حنسأله وحنعرف سبب مجيئك فما فيش داعى للأنكار وحكاية ما أعرفش ولا شفتش الكلام ده مش حيفيدك بل يمكن يضرك
- أنا حقول لحضرتك على الحقيقه .. شيخ الغفر عبد الجبار محفوظ .. بعت لأبويا وسأله أنت رحت الغيط أمتى قاله أنا ماروحتش الغيط النهارده ولادى على وحسين هما أللى راحوا فقال له أبعتهم بدل مالغفر ييجوا يجرجروهم .. روحنا أنا وأخويا حسين داره قال لنا أنتم ماشمتوش ريحه عفنه تحت شجرة النبق أللى على طرف الغيط بتاعكم قولنا له لأ ماشمناش فقال لنا بأن الشجره دى مدفون تحتها جثة قولنا يمكن يقصد الحماره بتاعتنا أللى ماتت ودفناها تحت الشجره من خمس سنين قال لنا: لع أنا أقصد جثة قتيل
قولنا له قتيل قتيل قال أيوه جثة قتيل قولنا له مانعرفش حاجة عنها فقام حبسنا أنا وأخويا فى الزريبه
- عايز تقول حاجة تانى لو أفتكرت حاجة تعال قولها قبل ما أمشى من هنا
- لا ياباشا خلاص كده
- طب أتفضل خده ياعسكرى وحطه فى غرفه لوحده بعيد عن باقى المتهمين وأبعت هات لى أخوه حسين عوضين الضرس
الأستجواب
- أسمى حسين عوضين الضرس عمرى 23 سنه فلاح وحالتى الأجتماعيه قارى فتحة البت بهانه بنت البكرى أبو أسماعين .. أللى حصل ياباشا هو نفس الكلام أللى قاله أخويا على لحضرتك .. أحنا مانعرفش حاجه وشيخ الغفر عبد الجبار محفوظ حبسنا فى الزريبه عشان شم ريحه عفنه جايه من غيطنا وقال لنا أن فيه جثة قتيل مدفونه تحت شجرة النبق قولنا له أحنا كنا دفنين حمارتنا تحت الشجره من خمس سنين فاتوا
وآدى كل أللى أعرفه ياسعادة البيه
- ما عندكش حاجة تانيه عايز تقولها .. لأ ياباشا
- خده ياعسكرى وهات لى أبو العلا
يدخل أبو العلا وعلى وجهه يظهرالأرتباك وهو يتمتم فى سره آيات من القرآن الكريم
وكيل النيابه : أسمك وسنك ومهنتك وتعرف أيه عن الجثة
- أسمى آنيى .. أومال أسمى آنيى .. أهدأ يا أبو العلا ماتخفش
- ربنا يكرم أصلك ياباشا .. أنا أسمى أبو العلا محمد الدرديرى عمرى 29 سنه فلاح أوجرى بأشتغل فى أرض العمده ومرتى فاطنه بتشتغل فى دواره
- كنت عايز تطفش ليه من البلد أنت ومراتك يا أبو العلا
- الأحوال ماتسرش فى بلدنا ياباشا مش عارفين نلاقيها من مين ولا من مين.. من الغلا ولا من الظلم ولا من الفقر .. أنا ومراتى فاطنه غلابه ياباشا مالناش حد فى البلد دى غير ربنا ..وارثين أنا وهى الفقر أباًَ عن جد ومش طالبين غير الستر .. نتعب ونشقى طول النهار ونرجع نكمل عشانا نوم فى العشه أللى عايشين فيها فى أرض العمده وياريته عاجب ياباشا بناخد ملاليم ماتجبش حق الغموس وعايشين على فضلة خير العمده وفى يوم قالت لى فاطنه أنا عايزه هدمة جديده بدل أللى أتهربدت أستر بيها نفسى يا أبو العلا
قولت لها منين يابت آدى الله وآدى حكمته قالت لى أنا شايله سبعه جنيه محواشهم والراجل أللى بيلف فى البلد وبيبيع الهدوم مالقتش عنده هدمه بالسبعه جنيه أقل حاجة بعشره أتصرف أستلف تلاته جنيه ومين يابت حيرضى يسلفنا فى البلد ..قالت لى أستلف من جناب العمده مش بتشتغل فى أرضه .. المهم ياباشا ماطولش عليك أخدت بعضى ورحت للعمده وقولت له سلفنى خمسه جنيه من أجرتى .. قال لى أنت ياواد عايش ببلاش وساكن ببلاش وواكل وشارب ببلاش وبتاخد أللى فيه النصيب فى آخر كل زرعه أستنى شويه لما نبيع محصول العنب قولت له ماينفعش جنابك أنا محتاج الخمسة جنيه ضرورى .. قال لى حتعمل بيهم أيه يافالح .. قولت له حنكمل عليهم ونشترى هدمه جديده لفاطنه .. بسيطه يا أبو العلا وقام منادى على الحاجة سعديه مراته وقال لها شوفى هدمه قديمه عندك لفاطنه غابت ورجعت ومعاها هدمه وقالت لى خد حار ونار فى جتتها طلباتك أنت ومراتك كترت أخدت الهدمه وطيران على العشه وقلت لفاطنه قسيها يابت لبستها ياباشا فطلعت واسعه قوى عليها حاكم الحاجه سعديه ماشاء الله تخينه قوى وفاطنه رفيعة ومعصعه ياباشا فبقت عامله فيها زى الأراجوز ولا عارفه تمشى أو تتحرك بيها فقلعتها ورمتها على جنب وقعدت حزينه وفضلت تنوح طول الليل وأنا أسكت فيها ولما طلع الصبح قالت لى أنا مش رايحه بيت العمده ما أقدرش أمشى بالهدمه أللى عليا أللى أتقطعت من كل حته ولا جلابية مرات العمده الواسعه قولت لها طب ماتقعدى تصغريها .. فقالت لى ماتنفعش يا أبو العلا لأن الجلابيه دايبه قولت لها طب والعمل يابنت ستيته قالت لى نطفش من البلد دى أهو رب هنا ..هو رب هناك قولت لها ونروح فين يافاطنه قالت لى مش أبن عمك بيشتغل بواب فى مصر ننزل عليه لحد ماتشوف لك شغلانه نعيش منها وأهو كله شقى على الأقل مصر مافيهاش العمده السرساوى ولا الحاجه سعديه وأحنا مالناش حاجه نبكى عليها فى بلدنا
(يستمع رشدى بيه لأبو العلا فى صمت وهو ينظر فى الأرض متأثرا بحالة أبو العلا وفاطنه وأخيرا يخرج من صمته)
- برضه ماقولتليش يا أبو العلا أيه سبب حبسك فى الزريبه وأيه علاقتك بالجثة
- ماهو أنا جاى لحضرتك فى الكلام .. فكرة البت فاطمه شعشت فى دماغى وقررنا أحنا الأتنين نطفش من البلد فلمينا حاجتنا وشوية المِش على كام رغيف مرحرح وقبل الفجر بساعة أخدنا ديلنا فى اسنانا وجرى على الزراعيه قبل ماحد يشوفنا نقوم نلاقى مين فى وشنا علشان حظنا المنيل نلاقى الغفير سنقر أللى أخدنا على بيت شيخ الغفر ولما عرف أن أحنا مسافرين بدون أذن من العمده حبسنا لحد ما النهار يطلع ويعرضنا على العمده
- برضه يا أبو العلا ما قولتش أيه علاقتك بالجثة
- جثة أيه ياباشا أنا زى ماقولت لجنابك أحنا كنا مسافرين أو بالعربى طفشانين من البلد ومالناش دعوه بجثث أو ميتين
- ماشى يا أبو العلا خده يا عسكرى وأبعت لى فاطمه مرات أبو العلا
- يادى النيبه .. بتقول حاجه يا أبو العلا .. لا يا باشا .. مابلاش فاطنه ماهو أنا قولت لحضرتك كل حاجه أصلها بت لكاكه وحتصدع دماغ جنابك
- خده ياعسكرى وأبعت هات لى فاطمه
أعترافات فاطمه
تدخل فاطمه وهى مرعوبه وهى تقول :وحياتك يابيه ماعملنا حاجة وحياة سيدى حماد - أهدى ياشاطره ..أسمك وسنك
- فاطمه محمد المرجاوى عمرى كده قول عشرين خمسه وعشرين وكُلك نظر
- تعرفى أيه عن الجثة إللى مدفونه تحت شجرة النبق فى غيط عوضين
-هو أبو العلا قالك ياباشا
- أيوه يافاطمه قال كل حاجه
- وحياتك ياباشا أحنا كنا ماشيين فى حالنا وكان أبو العلا واخدها جرى وأنا من كتر الرمح وراه تعبت وياريتنى ماتعبت كنت مت وماطلبتش منه يقعد تحت شجرة النبق فى غيط عوضين أبو حسين كنت أتشكيت فى لسانى ولا جولت له أقعد هنا يا أبو العلا
لكن أعمل أيه صحتى على قدى .. أصلنا ياباشا فقريين بعيد عنك وعن السامعين.. والفقر عارف أصحابه ماتجيش قاعدتى ألا فوق جثة القتيل
- وهى الجثة كانت على وش الأرض يافاطمه
- كانت أتشلت أيدى ولا شديت طرف الشال أللى كان تحتيه فظهرت النصيبه والبلوى التجيله ياباشا
- يعنى كانت مدفونه
- ماكنتش يابيه مدفونه قوى .. تعرفى الجثة دى بتاعة مين
- ماهو أنا يابيه جيالك فى الكلام .. لما شدينا أنا وأبو العلا الشال طلعت الجثة على وش الأرض .. أن جيت للحق أترعبنا يابيه فأبو العلا قال لى همى يابت نجرى من هنا ليلزقوا فينا النصيبه دى قمنا نجرى فى جية مين ياباشا
- مين يافاطمه .. مش بتقول أن أبو العلا قال لك
- لأ .. أنا عايز أسمع منك أنت
- فى جية الغفير سنقر وقام ضارب بالبندقه طلقه فوقفنا فى مكاننا وفتش القفف وقال ناخدكم على بيت العمده لأننا ما أستأذناش من جنابه علشان نسيب البلد وأحنا راجعين شم ريحة الميت أللى بقى على وش الأرض لما شدينا الشال فلقاها باينه تحت الكشاف أللى كان فى أيده
وقام قايلنا أنتوا قتلتوا معيط ..قولنا له أحنا وش كده و..
- أستنى يافاطمه هو أللى قال لكم أنتم قتلتم معيط
- أيوه يابيه قال لنا بعضمة لسانه أنتم قتلتم معيط قولناله ولا نعرف معيط ولا نطاط الحيط واخدنا على دوار شيخ الخفر ومنها للزريبه وبعديها بساعة ولا ساعتين كده دخل الزريبه مين
- مين يافاطمه ؟؟ هو مش أبو العلا قالك يابيه .. لأ أحب أسمع منك أصل كلامك عاجبنى
- صحيح يابيه ربنا يكرم أصلك .. فى دخلة على وحسين ولاد عوضين .. وكانت الزريبه ضلمه وعرفنا من كلامهم مع بعض بأنهم لقوا الجثة وشالوها ورموها فى الترعة أصلهم كانوا خايفين يابيه زيينا يا التهمه تلزق فيهم
- عندك حاجة تانيه عايزه تقوليها يافاطمه
-عايزاك يابيه تسيبنى أنا وجوزى أبو العلا نطفش ونسيب البلد دى
- وعايزيين تطفشوا ليه يافاطمه ما البلد دى أحسن من غيرها
- يابيه بلدنا دى الفقير فيها مالوش مكان فيها بينداس عليه –أسم الله على مقامك- بالمداس وقليل لو لبسونا تهمه ولا نصيبه ما هو أحنا يابيه مالناش قيمه فى نظر كُبرات البلد نشقى ونتعب ونطفح الدم علشان لقمة العيش المتغمسه بالذل .. نسيبها أحسن وننفد بجلدنا يمكن ربنا يرضى عننا ويرزقنا من طريق تانى
- حتستنى معانا شويه يافاطمه لحد مايخلص التحقيق .. خدها ياعسكرى وهات لى الغفير سنقر من بره
قتيل كفر الجرابيع
يدخل الغفير سنقر ويدب فى الأرض بقدميه وهو يؤدى التحية لوكيل النيابه : تمام يا فندم خدامك شعبان عبدالله الغفير االنظامى لكفر الجرابيع الشهير بالغفير سنقر
وكيل النيابه:شوفت الجثة أللى ظهرت أمام غيط رفاعى التبت
- شوفتها ياسعادة البيه .. تفتكر الجثة دى لمين يا سنقر .. علمى علمك ياباشا
- ورد بأقوال فاطمه محمد المرجاوى عندما قبضت عليها هى وجوزها أبو العلا ليلة أمس بقولك لهما بأن الجثة المدفونه تحت شجره النبق هى جثة معيط ..
- كدابه يابيه فى أصل وشها هى وجوزها ..
- مفيش داعى للأنكار ياسنقر ولاحظ أنك غفير حكومى وأخفاء أى معلومات عن النيابه حيعرضك للسجن والعزل فأتكلم وأقول أيه أللى حصل .
- بقى العمليه فيها عزل وسجن كمان أتكلم بجى وياروح ما بعدك روح .. أنا بالعربى ما أعرفش جثة مين دى ..من شهرين وكانت الساعة أتنين بالليل بعت لى شيخ الغفر مرسال على الدار بيقولى تعال عايزينك ضرورى فى دار العمده ..ماكدبتش خبر ورحت رهوان على هناك لقيت خالى شيخ الغفر عبد الجبار وحضرة العمده قاعدين فى التراسينا منتظرينى ..هو شيخ الغفر خالك .. أيوه يابيه ده أخو المرحومه أمى لزم وهو أللى مربينى .. ها وبعدين ياسنقر .. أخدنى ياباشا على جنب وقال لى فيك مين يكتم السر قولت له فى بير ياخال قال لى فيه ناس مش عارفين مين.. قتلت معيط الهربان ورمت جتته ورا دوار العمده عايزين نشيل الجثة ونتوايها وده مجرم ماحدش حيسأل عليه قولت له ياخال مانبلغ عنه الحكومه دول حيفرحوا قوى لما يعرفوا أنه أنقتل
قال لى :العمده مش عايز مشاكل وسين وجيم ووجع قلب وبعدين أسمع الكلام وما تتلامضش كتير وقال لى الجثة ورا الدار حتحطها على الحمار بتاعك من سوكات وتروح تدفنها فى غيط أو حته مداريه وأنا جاى معاك أساعدك علشان تحمله على الحمار وخد البطانيه دى علشان تغطيه .. روحنا ياباشا خلف الدار لقيت القتيل متلقح على وشه وواخد عيارين فى ظهره وجسمه لسه سخن مالحقش يخشب وتقريبا ميت من ساعة أو ساعتين بالكتير عدلت جثة القتيل وشيلته أنا وخالى شيخ الغفر على الحماره وببص فى وشه مالقتوش معيط المطرود فقلت لخالى : ياخال ده مش معيط .. قالى أنكتم خالص تعمل أللى بقولك عليه وألا وأنت عارف حعمل فيك أيه.. شيلته ياباشا وأنا متأكد أن دى مش جثة معيط ومالقتش مكان أدفن فيه غير شجرة النبق أللى فى غيط عوضين حفرت تحتيها وردمت عليه و كل ليله فى ورديتى أمر عليه لحد أمبارح لما قابلت الواد أبو العلا والبت فاطمه وهما طالعين يجروا من تحت شجرة النبق خفت ليكونوا كشفوا السر وينشروه فى البلد قولت آخدهم على دار خالى شيخ الغفر وحكيت له الحكاية فحجزهم فى الزريبه وقال لى روح أجرى تاوى الجثه قبل ماحد تانى يشوفها .. على مارجعت ياباشا مالقيتش الجثة والأرض متساويه رجعت لشيخ الغفر وحكيت له أللى حصل وبعدها بساعتين سمعنا أن فيه جثة عايمه أمام أرض رفاعى التبت ولما روحت أبص عليها عرفت أنها الجثة أللى كنت دفنها من شهرين يظهر أن فيه حد تانى لقاها ورماها فى الترعة وفى الغالب يابيه ولاد عوضين على وحسين وآدى كل أللى أعرفه
وكيل النيابه : أنت متأكد أن الجثة دى مش لمعيط .. أيوه ياباشا هو أنا عبيط ده أنا أعرف معيط عز المعرفه ويامه قابلنى بالليل هو ورجالته
- تفسر أيه بأختفاء معيط وعدم ظهوره فى البلد من شهرين .. الله أعلم يابيه
- لما قابلت فاطمه وأبو العلا قولت لهم أنتم قتلتم معيط ليه
- البلد كولتها عارفه أن معيط أتقتل بعد ما أختفى وماعدش يظهر من شهرين فقلت أقول لهم كده يابيه بدل الشوشره وكلمه تتقال كده ولا كده وينكشف السر.. أنا عبد المأمور يابيه ونفذت أللى قالوا عليه علشان خالى مايزعلش
- تعال أمضى على أقوالك .. ياعسكرى خد الغفير سنقر وحطه فى البوكس وماتخليش حد يقرب منه أو يكلمه ..سامع ..حاضر يافندم وأبعت حد يجيب المأمور
جثة من ؟
حضر المأمور ومعه معاون مباحث المركز ودخل غرفة التحقيق ورشدى بيه وكيل النيابه مشغول بعمل مكالمه تليفونيه للمركز : أيوه ياباشا أستعجل لنا حضور الطبيب الشرعى لتشريح الجثة وأنا حتأخر شويه لحد ما أخلص التحقيق .. أيوه الموضوع أكبر من كده بكتير لما آجى حضرتك حتعرف ( ينهى المكالمه ويرحب بالمأمور )
وكيل النيابه : وصلتوا لحاجة ياجناب المأمور
- الكلاب البوليسيه قدرت توصلنا لمكان دفن الجثة
- تحت شجرة النبق قى غيط عوضين الضرس
- حضرتك عرفت أزاى ..
- من أقوال المشتبه فيهم .. ده مش مهم .. عايزك تعرف بأن الجثة دى بتاعة مين
معاون المباحث : ده تقرير بتحرياتنا فى البلد بيقول فيه من مصادرنا السريه بأنها جثة المدعو معيط المجرم الهارب المعروف
وكيل النيابه : حضرتك تعرف شكل معيط ..لأ ياباشا ..ياجناب المأمور هل توجد صوره للمجرم الهارب معيط عندكم
- لا ياباشا وغالبا صورته موجوده فى المديرية بشعبة البحث الجنائى
- لو سمحت أبعت مندوب دلوقتى حالا لأحضار صورة معيط من هناك .. وآدى أمر بضبط وأحضار كل من العمده السرساوى وشيخ الغفر عبد الجبار والغفير سنقر لمقر النيابه النهارده لأستكمال التحقيق وتستمر المباحث فى جمع المعلومات والتنبيه على على وحسين أولاد عوضين وفاطمه وأبو العلاء ورفاعى الشهير بالتبت للحضور باكر لسرايا النيابه وعدم مغادرتهم البلد
معاون المباحث : جميع المعلومات موجوده عند سيادتك فى التقرير
- المعلومات دى ناقصة ولحين ورود تقرير الطبيب الشرعى وصورة معيط أحب أعرف حضراتكم بأن الجثة دى مش بتاعة معيط
- أومال بتاعة مين جنابك
- دى بقى مهمة المباحث تعرف لنا الجثة بتاعة مين .. ربنا يوفقكم .. خلى المتهمين يحصلونى على سرايا النيابه وشكرا ( يقوم بجمع أوراقه ويخرج من الغرفه ومعه السكرتير ويركب سيارته ويغادر كفر الجرابيع ويجلس المأمور ومعه ضباطه وهو فى حيره من هذه القضيه التى كان يتخيل بأنها ستنتهى بالحفظ )
المأمور وهو يتعجب ويخبط كفا بكف : العمده وشيخ الغفر والغفير سنقر نقبض عليهم
والجثة مش جثة معيط أومال جثة مين .. أنا عارف رشدى لما يمسك قضيه مابيجيش ألا من وراها النصايب .. قوموا جهزوا المتهمين وأشحنوهم فى البوكس وحصلونى على المركز وأنت يا هيثم بيه كمل بقية تحرياتك وماترجعش من كفر الجرابيع ألا لما تعرف جثة مين دى .. حاضر ياباشا
(يدخل العمده السرساوى الغرفه وهو هايج : أيه ياباشا أللى بيحصل ده أنا يتقبض عليا وأترحل على المركز .. علشان أيه .. فى جثة معفنه بتاعة واد مجرم
المأمور يهدء من ثائرة العمده : أهدى ياعمده كل الحكاية سؤالين فى النيابه وترجع بالسلامه ..- ما وكيل النيابه قاعد هنا بقاله أربع ساعات ماكنش قادر يسألنى ونفضها سيره ولا لزمن يجرجرنى وراه فى المركز .. هى العموديه دى لعبه أنا ورايا مشاغل كتير أنا حاجى بكره ياجناب المأمور
- ما ينفعش ياعمده السيد وكيل النيابه أصدر أمر بضبطك وأحضارك أنت والأتنين غفر
ولازم تيجى معانا لسرايا النيابه دلوقتى
- أفهم من كده بأننى متهم .. وأيه تهمتى بقى أنشاء الله .. الله أعلم وياريت ياعمده خلى المحامى بتاعك يحضر معاك التحقيق
- يانهار أزرق وكمان فيها محامى .. – ده لمصلحتك ياعمده
( ينطلق ركب الشرطه ومعهم المتهمين إلى سرايا النيابه لأستكمال التحقيق)
شيخ الغفر والعمده
فى المساء يبدأالتحقيق مع شيخ الغفر فى سرايا النيابه
وكيل النيابه : أسمك وسنك ومهنتك وماهى أقوالك بخصوص الجثة التى تم العثور عليها فى الترعة أمام غيط رفاعى التبت
- عبد الجبار محفوظ عمرى 50 سنه شيخ غفر كفر الجرابيع أنا ما عرفش حاجة ياباشا غير أن رفاعى التبت حضر لدوار العمده وبلغه بوجود جثة عايمه وشابكه فى الهيش الموجود قصد أرضه فجرينا أنا والغفر هناك علشان نشوف أيه الحكاية وقلت للعمده نبلغ المركز حالا وهو يتصرف
- ما تعرفش جثة مين دى ياعبد الجبار .. بيقولوا جثة معيط الهربان من الحكومه وده كلام كل البلد .. أنت شوفت الجثه ..شوفتها ياباشا ومعالمها مش واضحة ممكن تكون لمعيط أو أى حد تانى والعلم عند ربى
- ورد بأقوال الغفير سنقر أبن أختك بأنك أستدعيته بعد منتصف الليل وطلبت منه نقل جثة معيط من خلف دوار العمده وانه قال لك الجثة دى مش بتاعة معيط
- ماحصلش ياباشا ده واد مخلول ودماغه ضاربه ومايتخدش على كلامه وأهى الجثة حداكم شوفوا أن كانت لمعيط أو لحد تانى
- يعنى بتنكر أقوال سنقر ياعبد الجبار .. ياباشا ماتصدقوش الواد ده بيتخيل حاجات ويفتكر بأنها حقيقه خدوه وأكشفوا على مخه
- أنا لن أوجه لك أتهام دلوقتى لحد مايوصل تقرير الطبيب الشرعى .. يحبس على ذمة القضيه أربعة أيام لحين ورود تقرير الطب الشرعى وأستكمال تحريات المباحث
ويراعى التجديد أتفضل ياشيخ الغفر خده ياعسكرى وحطه فى الحجز
هات العمده السرساوى ( يدخل العمده السرساوى أمام وكيل النيابه )
وكيل النيابه : أسمك وسنك ومهنتك وماهى أقوالك بخصوص الجثة التى تم العثور عليها فى الترعة قصد غيط رفاعى التبت
- رشوان عبد الحميد السرساوى 60 سنه عمدة كفر الجرابيع ..الجثة أللى عثر عليها
رفاعى التبت النهارده الصبح ماليش دخل بيها .. جثة ولقينها وبلغنا المركز وعملنا كافة شيئ أنطلب مننا من النيابه والمأمور
- ورد بأقوال الغفير سنقر بأن شيخ الغفر عبد الجبار أستدعاه منذ شهرين تقريبا بعد منتصف الليل وفى وجودك ليقوم بدفن جثة موجوده خلف دوارك فما هى أقوالك
- ماحصلش ياباشا حتصدقوا واد مخلول وتكدبوا شيخ الغفر وعمدة البلد
- هل هذه الجثة تخص المدعو معيط الهارب
- الله أعلم ياباشا .. وأنا شخصيا ما أعرفش معيط ولا الأشكال المجرمه دى
- تقول التحريات وأقوال الشهود بأن معيط كان بيحضر كل شهر البلد ويقوم بجمع الفرده من الفلاحين ومنك أنت شخصيا
- بالذمه ده كلام ياباشا أومال فين رجالة الحكومه والبوليس والمباحث والغفر .. طول عمر بلدنا وأمنها مستتب ولو كان حصل حاجة زى كده كان زمااان أيام العمده محمود الشوادفى - أللى من عيلة الشوادفيه - أللى كانت ماسكه العموديه قبلينا .. أنما عيلة السرساوى معروفه وتقدر تحقق الأمن فى البلد غصبا عن عين التخين
- طب ياعمده حضرتك حتشرف عندنا لحد مايوصل تقرير الطب الشرعى ونعرف جثة مين وأستكمال التحريات
- ياباشا أنا عمدة البلد وكبيرها أزاى تحبسنى فى جثة معفنه مالهاش صاحب وتصدق كلام واد أهبل
- الكل سواء أمام القانون ياعمده مفيش فرق بين عمده وأصغر فلاح
- أنا حبعت للمحامى بتاعى يشوف الكلام ده .. أبعته ياعمده بس علشان تبقى عارف لم توجه إليك النيابه أى أتهام حتى الأن
- ياسعادة الوكيل طالما جنابك لم توجه ليه أتهام حبسنى ليه سعادتك
- ده مش حبس ياعمده ده حجز تحفظى بالمركز لعدم التأثير على سير أجراءات القضيه
أتفضل أمضى ياعمده ..خده ياعسكرى .. وأقفل المحضر فى ساعته وتاريخه ويتم أستعجال تقرير الطب الشرعى ويراعى التجديد للمحبوسين فى الميعاد
تقرير الطب الشرعىيدخل باشكاتب النيابه وبيده ظرف مغلق بالشمع الأحمر : تمام ياباشا تقرير الطبيب الشرعى لجثة كفر الجرابيع
يأخذ منه التقرير على عجل ويقوم بفض الأختام ويقرأ : سبب الوفاة أصابه بالظهر بعيارين من سلاح آلى ومن مسافة قريبه أدت لأختراق الرئتين من ناحية الظهر وتوجد أثار تعذيب وأصابات فى اليدين والوجه نتيجة المقاومه والجثة لا يوجد بها وجه للشبه بينها وبين المدعو معيط فهى لشاب فى أوائل العشرينات والمدعو معيط كما هو مذكور بسجلات البحث فوق الأربعينات ... وأن الجثة كانت مدفونه منذ فتره تصل لشهرين بأرض طينيه وهذا واضح من أثار الطين العالقة بثياب المجنى عليه وتم تصوير الوجه بالأشعة وأرسلت الصور للحاسب الآلى لعمل تصور لشكل المجنى عليه وستصلكم الصورة بعد يومين وتفضلوا بقبول وافر التحيه
يضع رشدى بيه يديه فوق رأسه وهو يفكر فى هذه المفاجاة التى وردت بتقرير الطب الشرعى وهو يتسائل : الجثة مش جثة معيط أومال فين معيط ..الجثة لشاب مجهول فى العشرينات تم تعذيبه قبل قتله .. وماهى صلة العمده وشيخ الغفر بهذا الشاب .. الموضوع يلزم تكثيف أعمال المباحث والتحريات لمعرفة من صاحب الجثة ومن القاتل وأسباب القتل وشهادة الغفير سنقر لا تكفى لأدانة أى من العمده وشيخ الغفر .. فهل يوجد طرف ثالث فى الموضوع أبحث عن المرأة وياترى أى أمرأة فى كفر الجرابيع التى أرتكبت من أجلها هذه الجريمه البشعة ( يعتدل فى جلسته ويسحب التليفون ويطلب مأمور المركز .. )- ألو.. لو سمحت ياجناب المأمور أبعت لى معاون المباحث المكلف بقضية قتيل كفر الجرابيع .. ياريت يكون عندى بكره الصبح للأهمية القصوى .. سلام
ملاحظات ضابط المباحث
وكيل النيابه : هه أيه الأخبار ياهيثم بيه تحرياتكم وصلت لحد فين
معاون المباخث : الحقيقة يا باشا الكلام كثير فى البلد من بعد ماحجزت العمده وشيخ الغفر ولكن لا يوجد أى دليل مادى نقدر نقدمه
- خد أقرأ تقرير الطبيب الشرعى وخد صوره عندك منه وعلى آخر النهار حتوصل صورة الجثة بعد معالجتها بالكمبيوتر ودى حتساعدك كتير فى معرفة شخصية القتيل يمكن حد من البلد يقدر يتعرف عليه
- فيه خبر مهم سيادتك لازم تعرفه أن معيط أتقتل فعلا ومدفون فى الجبل وده من أحد مصادرنا من المطاريد ومطلوب قوة تأمين من المديرية لدخول الجبل الغربى للكشف عن جثة معيط وفى نفس الوقت نقوم بعملية تمشيط للكهوف والمغارات للقبض على الهاربين .. ياريت ياباشا تساعدنا فى المديريه لقيام هذه الحمله ويبقى ضربنا عصفورين بحجر ننظف الجبل من المجرمين وفى نفس الوقت نقدر نكشف سر معيط هل هو قتل وأندفن هناك ولا لأ وده حيأكد خطة سيادتك فى الكشف عن قتيل كفر الجرابيع
- كلام مظبوط وأنا حكلم الحكمدار دلوقتى لتجهيز الحمله ربنا يوفقك وأى حاجة جديده تتوصل لها أدينى بها خبر على طول .. شكرا ياشكرى بيه
( فى المساء تصل صورة القتيل التى تم معالجتها بالكمبيوتر إلى وكيل النيابه الذى يأمر بأستدعاء الغفير سنقر فهو الشخص الوحيد الذى يعرف شكل القتيل قبل أن يتحلل نتيجة الدفن .. ويتم إحضاره من الحجز .. يعرض وكيل النيابه عدة صور ألتقطت بواسطة الكمبيوتر ويسأله أى منها تخص القتيل الذى قام بدفنه فيقف مذهولا وهو يشير لأحد الصور : هو ده ياباشا
- متأكد ياسنقر بأن دى صورته
- أيوه ياباشا صورته عمرها ماكانت بتفارق عنيا كنت باشوفها وأنا صاحى لما أمر من جنب شجرة النبق حتى وأنا نايم كنت أشوفه وهو بيكلمنى ويقولى قول الحقيقه ياسنقر أنا دمى فى رقبتك.. واصحى ياباشا وأنا مفزوع .. هى دى صورته ياباشا أنا متأكد
- أتفضل ياسنقر خده ياعسكرى
.. أكتب تطبع الصورة وترسل للمباحث العامة لمعرفة شخصية القتيل
على أن توافى النيابه بما هو جديد وأغلق المحضر فى ساعته وتاريخه
نظيره درويش
توزع صورة القتيل على أقسام ومراكز الشرطه ومديريات الأمن للبحث عن المتغيبين فى دائرة المديريه ولم يمر سوى يومان حتى حضر إلى مقر النيابه سيده متشحة بالسواد وتطلب مقابلة رشدى بيه وكيل النيابه
رشدى : ايوه ياستى بتقولى أنك تعرفى الشخص أللى فى الصوره
تبدأ فى البكاء : أيوه ياباشا ده أبنى أللى طلعت بيه من الدنيا أختفى من قيمة شهرين أو أكثر منذ آخر زياره لصاحبه أللى معاه فى الكليه فى كفر الجرابيع ومن بعدها مانعرفش عنه حاجه
- لو سمحتى ياحاجه أهدى شويه علشان نقدر نسجل البيانات والأقوال بتاعتك فى المحضر
- أسمك وسنك وعنوانك
- أسمى نظيره درويش عمرى 45 سنه أسكن فى فى قرية المناشى قبلى كفر الجرابيع
- وأسم أبنك وسنه ووظيفته وهل بلغتى المركز عن أختفائه
تبدأ فى البكاء فيهديها وكيل النيابه : أبنى أسمه وليد السيد الشيخ عمره 22 سنه فى آخر سنه بكلية التجاره .. من يوم ما أختفى وأنا دايره أنا وأهلى وأصحابه على أقسام الشرطه ومفيش نتيجه
- تعرفى أسم زميله أللى كان بيروح عنده فى الكفر
- أيوه ياباشا أسمه علاء عبد المجيد معاه فى نفس الكليه وفى نفس السنه كان دايما بيروح عنده علشان يذاكروا سوا وكذا مره قولت له ياضنايا ماتتأخرش عند صاحبك الطريق بالليل مالوش آمان يقولى ماتخافيش يا أمى صاحبى بيمشى معايا لحد ما أطلع من البلد لحد آخر مره راح عند صاحبه ومارجعش وصاحبه لما سألناه عنه حلف ستين يمين أن وصله لحد ماخرج من الكفر بعد نص الليل .. وماشفنهوش من ساعتها ياباشا
- طب ياست حفيظه أحنا حنعمل اللازم بس مطلوب منك أنك تتعرف عليه فى مشرحة المستشفى يمكن مش هو
- حاضر ياباشا .. حيطلع معاك مندوب من النيابه وفى تعرفك عليه حنأمر بتسليمه ونصرح بالدفن ربنا يصبرك وشدى حيلك تعالى أبصمى هنا .. أتفضلى مع السلامه
يرفع سماعة التليفون ويطلب مأمور المركز : لو سمحت ياباشا مطلوب ضبط وأحضار الطالب علاء عبد المجيد دلوقتى حالا من كفر الجرابيع ويعرض بكره الصبح على النيابه
فى صباح اليوم التالى يحضر علاء للعرض على رشدى بيه
- أسمك وسنك ووظيفتك
- أسمى علاء عبد المجيد طالب بكلية التجارة فى سنه رابعة
- تعرف أيه عن وليد السيد الشيخ
- وليد ده صاحبى وزميلى من أيام ثانوى بنزور بعض بأستمرار أنا أروح بلدهم وهو بييجى بلدنا لحد ما أختفى من قيمه شهرين بعد ماوصلته لنص المسافه ولقيت تانى يوم أهله وأمه عندنا فى البلد وبيقولوا أن وليد مابيتش فى بيته الليله أللى فاتت حكيتلهم على كل حاجة وأشتركت معاهم فى البحث عنه عند كل أصاحبنا
- تفتكر أيه سبب أختفائه ياعلاء
- الله أعلم ياباشا
- بتقول أن وليد صاحبك من أيام ثانوى أكيد تعرف عنه كل حاجة
- كل حاجة زى أيه ياباشا
- زى غرامياته مثلا
- وليد ماكانش بيتكلم معايا فى حاجات زى كده
- هل كان له أعداء أو عداوات فى الكليه أو بلدهم
- ما أعرفش ياباشا
- لوشفت جثة وليد تقدر تتعرف عليه
- أللى تشوفه ياباشا
يفرج عن المذكور بضمان محل أقامته ويقوم معه مندوب للتعرف على جثة القتيل
وأغلق المحضر فى ساعته وتاريخه
كلام البلد
تتعرف الأم على جثة أبنها وتدلى بأقوالها مرة أخرى فى النيابه التى كلفت المباحث بالعثور على القاتل وأفرج عن العمده وشيخ الغفر والغفير سنقر بضمان محل أقامتهما
وتمر عدة أسابيع وتقوم مديرية الأمن بعمل حمله مكثفه على الجبل الغربى لتطهيره من الهاربين وكانت المفاجأة بأعتراف المقبوض عليهم بمقتل معيط الهارب وأرشدوا عن مكان جثته .. وأن أعوانه قاموا بنقله بعد أصابته بطلق نارى خارج كفر الجرابيع ولم يتمكنوا من أسعافه فدفنوا جثته بالجبل وأرشدوا عن المكان وهنا تأكد للنيابه بما لايدع مجالا للشك بأن الجثة هى للمدعو وليد السيد الشيخ المقيم فى قرية المناشى وبعد ثلاثة أشهر من البحث سجلت القضية ضد مجهول ومع أستمرار البحث عن القاتل لعدم توفر الأدله وظلت هذه القضية تشغل الناس لفترة وأصبحت حديث المصاطب فى كل من كفر الجرابيع وكفر المناشى ولكن مازالت الأتهامات تحوم حول العمده وشيخ الغفر ولم يعرف أحد السبب الذى أدى إلى مقتل هذا الشاب الصغير ودفنه فى كفر الجرابيع
فى عشة فاطمه وأبو العلا
فاطمه : عارف يا أبو العلا أنا بأشك فى العمده أنه هو أللى قتل الأفندى بتاع المناشى
أبو العلا : ماهو كل الناس بتقول كده .. يعنى جيبت التايهه يافلحوسه نامى وأحنا مالنا أنشالله تولع أحنا مالناش دعوه
- أنا عايز أقولك على سر يا أبو العلا .. قولى ياوش النصايب
- وأنا شغاله فى بيت العمده لاحظت حاجة غريبه قوى على سوسن بنت العمده ..البنت أللى بتتعلم فى البندر
- لاحظتى أيه يافالحه .. كانت كل يوم قبل المغرب تخرج من دار أبوها فى السر من باب المطبخ أللى من ورا ء الدار وهى لابسه أللى بيقولوا عليه النقاب ده .. وكنت فى يوم فوق السطوح وشوفتها وهى بتمشى بين شجر الموز فى غيط أبوها فراقبتها لحد ما قابلت واحد جواه وأختفوا بين الشجر .. ماسكتش فقلت ألمح بالكلام ده للحاجه سعديه
-هيه وبعدين ..- بس يا أبو العلا أنا قولت لها على أللى بيحصل وعينك ماتشوف ألا النور ورتنى النجوم فى عز الظهر بعد ماكانت بتعطف عليا أتقلبت
سحنتها وبقت مش طيقانى وجابتنى فى يوم وقالت لى حسك عينك الكلام ده حد يسمعه وألا مش حيحصلك طيب
- هسس أكتمى يخرب مطنك أحنا مش حمل العمده ولا الحاجة سعديه وأياك تنطقى بالكلام ده بره أو حد يعرفه
- جرى أيه يا أبو العلا .. الكلمتين كانوا محشورين فى زورى وتعبينى من زمان وكان لازم أقولهم أفضفض بيهم عن نفسى معاك أهييه ..الحق عليا
- تفضفضى معايا ماشى لكن الكلام ده لو وصل للعمده وأتنتور فى البلد قليل مادفنونا أنا وأنت أو خلصوا علينا ويولعوا بينا العشه بجاز وسخ .. أنا عارف لسانك ده حيودينا فى داهيه .. مش حنستنى لما تطبى فى الكلام زى عوايدك .. أحنا لازمن نطفش من البلد بس المره دى حنروح نستأذن العمده ونخرج بكرامتنا من البلد .. ونبعد عن الشر وربنا يسترها من لسانك المتبرى منك.. نامى قبر يلمك
(فى الصباح يذهب أبو العلا لمقابلة العمده فى الدوار )
العمده : أيه ياوله ..سايب شغلك وجاى تهبب أيه هنا
أبو العلا وهو يتراجع خوفا من بطشه : كنت عايز أستأذن من جنابك علشان أسافر أنا وفاطنه عند أبن عمى فى مصر .
- العيشه هنا مش عجباك ياوله .. حقيقى صنف نمرود مايستهلش النعمه
تدخل الحاجة سعديه التى كانت قريبه من المكان : بيقولك أيه الواد ده ياعمده
- آل عايز يسيب البلد ياستى هو ومراته ويروح يشتغل مع أبن عمه فى مصر
- الواد ده هو ومراته مايتنقلوش خطوة واحده بره البلد ياعمده
- ليه ياحاجة مايغور فى داهيه أحنا ناقصين بلاوى
- بعدين أبقى أقولك ياعمده .. ياله ياواد من هنا دلوقتى وأبعت لفاطمه أنا عايزاها
بعد أن يخرج أبو العلا يسأل العمده : هو فيه أيه ياحاجة مالهم العيال دى
- البت فاطمه ياعمده عارفة كل حاجة عن سوسن شافتها وهى بتخرج من الدار متخفيه وجت قالتلى ولو مشيناها من البلد أيش ضمننا أنها تبعبع بكلام كده ولا كده والحكومه تيجى تفتح الموضوع ..هى كده تحت أدينا لو خرج كلام منها حنعرف أزاى نسكتها .. العمده وهو فاتح فمه متعجب : وماقولتيش ليه الكلام ده ياحاجة من بدرى كنا سكتناها على طول
- كفايه دم ياعمده أحنا مش ناقصين وأنا قمت بالواجب معاها .. أنما مشى من البلد لأ وألف لأ سامع ياعمده وأنا بعت أجيبها أشوف أيه حكايتها
- مانخلص منها ونريح دماغنا
- ماينفعش ياعمده علشان تخلص منها لازم تخلص كمان من أبو العلا وأحنا مش عارفين العيال دى يمكن فى أى وقت تطلع منهم كلمه كده ولا كده
الوعود
يرجع أبو العلا للعشه وهو مهموم فتقابله فاطمه فتلاحظ العبوس البادى على وجهه
فاطمه : مالك مقلوب كده ليه يا أبو العلا أكيد العمده ما وفقش .. ورحمة أبويا كنت عارفه أنه حيقولك لأ
- مش كده وبس دى الحاجه سعديه عايزاكى عندها فى الدار دلوقتى .. لسانك يافطنه حيجيب لنا الأذيه
- ماتخافش يا أبو العلا ده العمده ومراته هما أللى خايفين مننا لأننا الوحيدين فى البلد أللى عارفين سرهم ..أنا قايمه لما أشوف الست المفتريه دى عايزه أيه
-خلى بالك من نفسك يافاطمه ..- قول يارب
( تدخل فاطمه غرفة الحاجة سعديه بعد أن طرقت الباب )
- أيوه ياحاجة كنت بعتى مع أبو العلا أنك عايزانى خير
- تعال هنا يابت أنت عايزه تمشى وتسبينا ليه أنت وجوزك .. يخونك العيش والملح
- أحنا تعبنا قوى ياحاجه .. ولا لينا دار ولا أرض ولا أهل والعيشه بجت غاليه نار أحنا مش لاقيين الهدمه أللى تسترنا أو الغطا أللى يدفينا وسقف العشة بيخر علينا فى الشتاء..وأنت عارفه الحاله فقلنا نمشى نشوف مكان تانى ربنا يرزقنا منه
- طب أنتى يابت كنت جيتى وأشتكيتى ولا قولتى الكلام ده قبل كده وعلى كل حال ملحوقه يافاطنه مدى أيدك يابت خدى القرشين دول روحى أكسى نفسك أنت وجوزك
- ده كتير قوى ياست 100 جنيه مره واحده
- ولسه كمان لو عرفتى أن سيدك العمده حيديكم الدار القديمه بتاعة أخوه أللى فى قبلى البلد .. – ربنا يخليكى ياغاليه ويوسعها عليكى كمان وكمان وتفرحى بست سوسن
عايزه حاجة تانيه ياست سعديه
- من ناحية عايزه ومش عايزه ..- فزوره دى ياست
- لأ مش فزوره يافاطمه يابنت ستيته .. كل أللى عايزاه أنك تلمى لسانك أللى عايز قطعه ده وموضوع سوسن ده مايخرجش من خشمك وألا حقطع لسانك
- ياست أنا ما بتكلمش ولو الكلام ده طلع منى حيوصلك وست سوسن دى فى عنيا الأتنين .. أزيها دلوقتى هى مش باينه فى الدار بقالها مده هى فين ياست هى صحيح مسافره ولا بعد الشر بعد الشر بعافيه
- حنرجع تانى للكلام يافاطمه .. أنت مالكيش دعوه خالص زى ما أتفقنا ولا حتخلينى أزعل منك وأنت عارفه زعلى شكله أيه
- ياست أنا ما أقصودش أزعلك أنا بس بسأل وعايزه أطمن عليها
- أطمنى هى كويسه أتفضلى والكلام أللى قولته ماحدش يعرفه حتى أبو العلا نفسه
- ياحومتى ياحاجة أنت عيزانى أخبى عن جوزى
- أيوه يافاطنه ده سر بينى وبينك ولا تجيبى المية جنيه وبلاش الدار كمان
- لأ ياست سركم فى بير المهم تكونى راضيه عننا وتفكيها علينا ربنا يكرمك
- أهو لكك وكلامك الكتير ده أللى مخوفنى منك روحى تتك الهم
تعود فاطمه إلى العشة وفى المساء تحكى فاطمه كل ماحدث بينها وبين الحاجة سعديه
فاطمه : مش قولت لك يا أبو العلا أنهم هما أللى خايفين أكثر مننا أهو ياسيدى حيدونا دار تانيه بسقف مسلح وحيزودوا أجورتك والأشيا حتبقى معدن
- تفتكرى بيعملوا كده ليه يافاطنه
- عشان يضمنوا أننا مانتكلمش
- طب وايه دخل العمده ومراته وبنته بقتيل المناشى ..وبنته مش باينه ليه
- شوف ياسيدى هما عارفين أننى شوفت الواد الأفندى وهو بيقابل البنت لكن كلامهم وكلام الحاجة بيأكد أن ليهم دخل وبنتهم كانت على علاقة بالأفندى وأنه كان بييجى البلد مخصوص علشان يقابلها .. وحكاية أختفاء بنتهم دى أنا مش عارفه لها تفسير لحد دلوقتى ولما سألت عليها الحاجة زغرت لى وقالت لى ماليش دعوة وكانت حترجع فى كلامها وقالت لى ما أقولكش أى حاجة عن أللى بيحصل
- يخرب بيتك يافاطمه أحنا كده بقينا تحت رحمة العمده ومراته وأى كلمه حتوصلهم حيقولوا أحنا أللى قولناها
- طب والعمل يا أبو العلا فى الورطه دى
- الورطه دى أنت أللى وقعتينا فيها بلسانك الزالف .. يبقى مفيش غير أن أحنا نطفش من البلد وأللى يحصل يحصل
- والفلوس والأجره والدار الجديده
- يغوروا من وشهم دى ناس يابنتى مالهاش أمان .. رتبى نفسك يابت أن أحنا نطفش بكره سامعه مش عايز حد ياخد باله وتروحى تخدمى فى دار العمده عادى خالص فاهمه
- حاضر يا أبو العلا لك حق ما عدش فيه أمان بعد أللى حصل
أجررررى يافاطناااوبعد منتصف الليل يبدأ الزوجان بالأعداد للهروب من البلد تحت جنح الظلام ولكنهم يسمعان صوت حركة وناس تتحرك حول العشه
فاطمه : سامع أللى سمعاه يا أبو العلا قوم براحة شوف مين بره
يقوم أبو العلا بفتح الباب بعد أن حمل معه لمبة الجاز فى يد وشومه فى اليد الأخروهو يتجول حول العشه ليبحث عن مصدر الصوت ويقول وهو خائف : مين بره .. مين هناك
تسمع فاطمة صوت صرخة أبو العلا التى أفزعتها فتخرج من العشه وهى تصرخ : أبو العلاااا فتسمعه وهو ينازع وتخرج كلماته بصعوبه : أجرررى يافاطناااا
وتجرى بين الحقول وهى تشعر بأن أقدام تلاحقها حتى أختبئت بين سيقان الزره وهى تسمع أصوات المطاردين وهم يتكلمون
- هربت منك ياثور .. الدنيا ضلمه ودخلت فى الدره .. العمل دلوقتى حنعمل أيه .. هات الجاز وولع فى الغيط ..ياماتت جواه يا هربت وشوفناها
عندما سمعت فاطمه أن المطاردين سيشعلون النار فى الغيط أسلمت ساقيها للريح مرة أخرى وهى ترى ألسنة النار وصلت لعنان السماء وهى تلاحقها من كل أتجاه ولم تتوقف عن الجرى ألا بعد أن تعثرت قدميها فتقع على الأرض وهى تنطق بالشهادتين لتنتظر مصيرها المحتوم
فى دار العمده
الحاجة سعديه وهى تؤنب فى العمده : عاجبك كده ياعمده أهى البت هربت ومش عارفين راحت فين وزمان الحكومه والدنيا كولتها حتيجى على هنا وسين وجيم والكلام يكتر..
- وأحنا مالنا عشه وولعت بأللى فيها والنار وصلت لغيط الدره يعنى حادثة قضاء وقدر زى أى حادثة بتحصل فى الأرياف وليست بفعل فاعل
- الكلام ده يتقال لما الأثنين يولعوا جوه العشه ..شوف بقى لما البنت دى تظهر وتقول أقوالها فى المركز
- أنا بعت شيخ الغفر يدور عليها هو والرجاله ولسه ماجاش أهدى بس وبلاش قلق وكله من تحت راسك وراس بنتك أللى عايزه الحرق
- ياعمده الحكاية بقت فيها قتيل تانى والدم بيجيب الدم ولسه الحكاية ما خلصتش وكله من المغفل بتاعك شيخ الغفر وش الفقر
يدخل أحد الغفر على العمده : ياعمده يا عمده .. أيه ياوله فيه أيه أنطق
- المأمور والمباحث والنيابه والدنيا كلها مقلوبه عند عشة ابو العلا وفاطمه وجايين على هنا دلوقتى
- جهزى الفطار ياسعديه والشاى لما نشوف البلاوى دى عايزه أيه على الصبح
يصل المأمور ووكيل النيابه وضباط المركز لدوار العمده فيستقبلهم بحفاوه بالغة
العمده : أكيد البهوات جايين على لحم بطنهم : هاتى الفطار والشاى ياحاجه
وكيل النيابه وهو مازال يكتب فى أجندته : ماتعملش حسابى ياعمده أنا فطرت هات شاى
العمده :ده كلام ياباشا كل ماتيجى حدانا الكفر ماتشربش ألا الشاى وحياة النبى تدوق فطير الحاجة سعديه وعسل النحل بتاعنا
- قولت لك أنا فطرت ياعمده وخلينا نشوف شغلنا
- شغل أيه ياباشا الحكاية قضاء وقدر لمبة الجاز وقعت على العيال وهما نايمين فولعت العشه والغيط ودايما الحكاية دى بتحصل فى كل البلاد
- أحنا أللى نقول أن كانت الحكاية دى قضاء وقدر ولا بفعل فاعل ولا أيه ياعمده لو سمحت ياحضرة المأمور أبعت هات لنا شهود الحادثة علشان نبدأ التحقيق ولو سمحت ياعمده هات التليفون علشان ييجى المعمل الجنائى لمعرفة أسباب الحريق
براحتك ياباشا أتفضل هنا فى مكتب العموديه لحد ما الغفر يجيبوا الشهود .. الشاى بسرعة ياوله للبيه وكيل النيابه .. أتفضلوا أنتم يابهوات السفره جاهزه
النيابه فى حيره
بعد معاينة مكان الحريق بواسطة المعمل الجنائى أمرت النيابه بنقل جثة أبو العلا لمعرفة أسباب الوفاة وكلفت النيابه بالبحث عن فاطمه التى هربت أثناء الحريق
وكانت المفاجأة فى تقرير المعمل الجنائى بأن الحريق كان بفعل فاعل وجاء تقرير الطب الشرعى ليؤكد تعرض المجنى عليه أبو العلا للضرب بجسم ثقيل أدى إلى تهتك فى فروة الرأس وكسر فى عظام الجمجمه
يضع وكيل النيابه التقريرين أمامه وهو فى حيره مما يحدث فى كفر الجرابيع ويسأل نفسه هل توجد صله بين الجريمة الأولى النى قتل فيها الطالب الجامعى وليد وتم دفنه وأشعال النيران فى عشة أبو العلا وفاطمه فكلا منهما الفاعل مجهول وأن الجريمة الثانية وهى الحريق تمت أيضا فى أرض العمده وعلى زوجين يعملان عنده ولن يحل هذا اللغز ألا العثور على فاطمة زوجة أبو العلا الهاربة فهل تستطيع المباحث الوصول لها قبل أن تصل لها يد القاتل لتخرسها إلى الأبد وتقيد هذه الجريمة مرة أخرى ضد مجهول وبعد طول تفكير يقوم رشدى بيه وكيل النيابه بالأتصال بالضابط هيثم معاون المباحث المكلف بهاتان القضيتان ويطلب منه الحضور على وجه السرعة
يدخل هيثم على وكيل النيابه فيحييه ويجلس : أيه الأخبار ياكابتن قدرت توصل لحاجة فى قضية فاطمه وأبو العلا
- الحقيقة ياباشا القضية معقده .. فاطمه وأبو العلا من أغلب خلق الله فى البلد ومالهمش أعداء.. أنا مش عارف المجرم أللى حرق لهم العشه كان غرضه أيه
- أقولك أنا ياحضرة الضابط .. ألا عمل كده ماكانش قصده أنتقام أو سرقة .. كان قصده يسكتهم .. الولاد دول يعرفوا أو شافوا أو عندهم معلومات عن الفاعل أو المجرم فقرر التخلص منهم
- تفتكر ياباشا أن ده سبب كافى بقتلهم
- أنت مش واخد بالك ياهيثم بيه أن الولاد دول كانوا بيشتغلوا فى أرض ودوار العمده
- أيوه واخد بالى الحقيقة فيه معلومات غير مؤكده بتقول أن فاطمه مختبئة فى أحد البيوت فى البلد ومش عارفين نوصلها وهى مسألة وقت ليس ألا
- بلاش البلد ياهيثم وسع دايرة البحث وشوفها فى البلاد أللى حول الكفر .. ياريتك تشد حيلك شويه ياهيثم قضيتين فى مكان واحد يقيدوا ضد مجهول ده مش كويس فى حقك
- أعمل أيه ياباشا آدينى قاعد ليل نهار فى الكفر ومانزلتش أجازه لما أشوف أيه حكايتهم .. نفسى أفتش دوار العمده .. فيه سر كبير وراء الراجل ده مش لاقى له حجه أدخل بيها عنده أو آخد أذن بالتفتيش ..
- لو قدرت تشغل دماغك وتحبك العمليه وتطلع بسبب معقول للتفتيش أنا مش حتأخر عنك وحصدر لك أمر التفتيش ولو بالتليفون .. خلى رجالتك يسافروا البلاد أللى حولينا يدوروا كويس على البنت الهربانه فهى دى معاها السر وحتقول لنا كل حاجه
سوسن بنت العمده
يدخل سكرتير وكيل النيابه : فيه واحد بره ياباشا أسمه عطيه درويش بيقول أنه خال المرحوم وليد السيد الشيخ وعنده معلومات عن القضيه .. دخله حالا
- أنا عطيه درويش خال المرحوم وليد حضرتك فاكر قضيته ألا وجدت جثته مدفونه فى كفر الجرابيع .. أيوه فاكر طبعا .. أنا مش حتكلم خد حضرتك الكشكول ده ومجموعة الجوابات دى حتعرف منها أنا جاى ليه
يأخذ وكيل النيابه الكشكول والجوابات ويبدأ فى قرائتها ويرتفع حاجباه من الدهشه وهو يقلب صفحات الكشكول والرسائل العديده التى قدمها عطيه
- أنت جيبت الأوراق دى كلها منين
- كنا بنلم أوراق وكتب المرحوم من مكتبه وأدراجه لأنها كانت تسبب ألم لأمه وهى بتشوفها قدامها فقررنا أن نشيل كتبه وملابسه من البيت رحمة بالمسكينه فلقينا
الكشكول ده وشوية الجوابات دى محطوطه فى درج مكتبه الأخرانى
- شكرا يا أستاذ عطيه .. يستدعى سكرتير النيابه ليحضر أوراق القضيه ويتصل بالنائب العام ليفتح القضية من جديد ويأخذ أقوال عطية درويش ويطلب منه عدم الكلام فى هذا الموضوع حتى يتم أستكمال التحقيق والكشف عن القاتل
يتصل بمأمور المركز : أيوه ياباشا لو سمحت تطلع قوة من المركز لكفر الجرابيع لضبط وأحضار سوسن بنت العمده حالا وأبعت لى الضابط هيثم لأستلام أمر الضبط وأذن التفتيش .. حاضر يا رشدى بيه
تتحرك قوة الضبط وعلى رأسها الضابط هيثم لضبط وأحضار سوسن بنت العمده وأجراء التفتيش اللازم
هيثم : فين الأنسه سوسن ياعمده
العمده : عايزها فى أيه دى كمان ياحضرة الضابط
- معايا أمر من النيابه بضبطها وأحضارها وعندى أذن بالتفتيش ياعمده
- تفتيش أيه وضبط وأحضار أيه هو فيه ياحضرة الضابط
- ماتعطلناش ياعمده خلينا نشوف شغلنا
- البنت مش هنا ياحضرة الضابط عند خالها فى مصر
- لوسمحت عنوانه ورقم تليفون الخال وتعال معانا ورينا أوضتها من فضلك
يصعد العمده مع الضابط هيثم لغرفة سوسن لأجراء التفتيش ويبدأ بدولابها وملابسها
والمكتبه الصغيره الموجوده بغرفتها والعمده فى ذهول مما يحدث
العمده : هى البنت عملت أيه ياحضرة الضابط علشان ده كله
- حتعرف بعدين ياعمده
يبدأ الضابط فى تحريز بعض الأوراق والصور التى وجدها فى غرفة سوسن
بقولك أيه ياعمده ياريتك تبعت تجيبها من مصر وتحصلنى بيها على النيابه بدل الشوشره وأرسال لها مأموريه لأحضارها وتيجى كده معززه مكرمه أحسن
بعد أن يخرج ضابط المباحث من دوار العمده تدخل الحاجة سعديه وهى مضطربه : أيه أللى بيحصل ده ياعمده .. أحنا عيلة السرساوى يحصل لنا كده الحكومه تدخل دوار العمده وتفتشه كده فى عز الظهر
يرفع رأسه ويمد لها يده بورقة ضبط وأحضار سوسن ..وهو لايتكلم ..
- وأيه ده كمان ياعمده
- الضابط كان جاى مش للتفتيش وبس .. ده كان جاى يقبض على بنتك ويرحلها للنيابه ونصحنى بأحضارها بالذوق بدل ما يجبوها بمعرفتهم من عند خالها فى مصر
- يا ليله سوده .. يبقى أنكشفنا يا عمده .. ما قولت لك من الأول مفيش داعى للدم وكنا جوزنا البنت للواد ولمينا فضيحتنا
- كله منك ياسعديه ياوش النصايب أنت أللى ماعرفتيش تربى وسيبت بنتك تقابل الواد من غير ماتقوليلى لحد ما حبلت منه فى الحرام وعيزانى أسكت على فضيحتنا وتقولى كانوا يتجوزوا ولما تخلف بعد ماتتجوز بثلاث شهور كنت حترفعى راسك أزاى فى وسط البلد .. تف من بؤك بنتى ماخلفتش فى الحرام كانت متجوزه الواد عرفى ووريتك الورقه وقولت لك ياعمده على الحل أننا نسقط البنت وبعدين نبقى نجيب الواد يتجوزها رسمى.. أخدتها ونزلت بيها مصر وسقطتها وسيبتها عند خالها أرجع ألاقيك قتلت الواد
- بتقولى على حتة الورقة دى جواز ده أسمه زنا ومسخره وعدم تربيه والبنت الحره ماتعملش كده وتحط رأس أبوها وأهلها فى الوحل أسكتى ياوليه ياوش الفقر ماشوفهمش وهما بيسرقوا شافوهم وهما بيتحاسبوا .. قومى حالا جهزى نفسك وحنجيب لك عربية مخصوص تسافرى بيها على مصر تروحى تجيبى بنتك وترسيها تقول أيه فى النيابه وتنكر معرفتها بالواد ده لحد ما أتصرف أنا وأشوف المحامى وآخد رأيه ويحضر مع بنتك فى النيابه
الصدمه
تصل الحاجة سعدية إلى القاهرة وتتوجه إلى بيت أخيها وتختلى بأبنتها سوسن فى أحدى الغرف
سعديه : عايزاك تقومى تلمى خلجاتك علشان حنسافر النهار ده البلد
سوسن وهى سعيده : صحيح يا اماى .. أنا فرحانه جوى جوى
- ماتفرحيش قوى كده .. أنت مطلوبه تقولى أقوالك فى النيابه وأنا جايه أخدك من سوكات .. مش عايزه حد يعرف من عيلة خالك .. مفهوم
سوسن وهى منزعجة : نيابة .. نيابة أيه يا اماى أللى حقول أقوالى فيها .. هو أيه أللى حصل واصل
بعد سكوت تنظر الحاجة سعديه إلى الأرض وهى يبدو عليها الحزن وهى تعلم بأن الخبر سينزل كالصاعقه على سوسن ..فتهزها الأخيرة وهى تصرخ : جولى أيه أللى حصل
تنطق بصوت منخفض : وليد أتقتل ( ثم تحتضن أبنتها التى أنهارت فى البكاء )
سوسن من خلال دموعها : أتقتل أزاى ومين أللى قتله .. أنت وأبوى أللى قتلتوه .. حرام عليكم ياظلمه كنتم قتلتونى أنا .. أنا المجرمه مش هو .. مش هو ده سلو بلدنا تقتلوا الحُرمه الخَاطيّه
- أهدى يا بنيتى .. كلامك ده يلف حبل المشنقة حوالين راسى وراس أبوك..عايزه الناس تقول عليك أنك أعترفت علينا فيفضل العار ملاحقك لحد الممات
تستمر سوسن فى البكاء وهى تدفن رأسها فى صدر أمها وهى تردد : كان فيها أيه لو كنت أتجوزته ..كان فيها أيه؟؟
- يابنتى قدر الله ومشاء فعل
تنتفض سوسن وعلى وجهها طفح الغضب : ماتجبيش سيرة ربنا على لسانك .. أنتم مجرمين .. وأديكم متعاصة بدمه .. وأنتِ السبب فى كل أللى حصل ..ماكنتش عايزه تسمعينى وقلبك ماحنش عليا لما قولتلك أنى بحبه .. قلوبكم أنت وأبويا أتشال منها الرحمة حتى على بنتكم .. أنا مش مصدقة أن كل ده يطلع منكم ..تاخدينى وتسقطى حملى فى مصر وتقتلوا حبيبى وجوزى فى البلد
- شوفى يابنيه أللى حصل حصل .. قومى لمى هدومك وياله بينا على البلد بدل ماتيجى الحكومه تستلمك من بيت خالك وحفهمك فى السكة حتقولى أيه وتعيدى أيه أمام النيابه والحى أبقى من الميت ومصيرى ومصير أبوكى متعلق بكلمه تخرج من خشمك
- جه اليوم أللى خلى مصيركم فى أيدى ولما كان مصيرى ومصير أبنى وجوزى كان فى أيديكم مارحمتوناش وقتلتونا أحنا التلاته
تركب سوسن بجوار أمها لتتوجه بها إلى البلد وفى الطريق تطلب سوسن التوقف لتشترى لها دواء من الأجزخانه لتتغلب على الصداع الذى أصابها ثم تعاود السير وأمها تهمس لها بالتماسك وعدم الضعف لتمر هذه الأزمه على خير .. وهى تهز رأسها ولا ترد عليها ..يصلوا إلى الكفر قبل منتصف الليل فيجدوا العمده يجلس فى المندره ومعه شيخ الغفر ويتركه ويسرع إلى الحاجة سعديه : خير ياحجه أيه الأخبار !!
- زفت ياعمده .. البنيه لما عرفت الحكاية وهى منهاره وطلعت أوضتها علشان ترتاح
والصباح رباح
- طب خدى بالك منها والصبح من بدرى حييجى المحامى ونروح كلنا نقابل وكيل النيابه
تصبح على خير ياحاجة
- ومنين حييجى الخير طول مابوز الفقر عبد الجبار راقد فيها
تشرق شمس الصباح على كفر الجرابيع على صرخات نسائية تنطلق من بيت العمده وأهالى القرية يتدافعون ليصلوا هناك ليتأكدوا من الخبر الذى تناقلته الألسنه وولولات النساء بوفاة سوسن بنت العمده.. الذى يجلس على الأرض وهو فى حالة ذهول
ومن حوله جمع غفير من أهالى البلد منتظرين خروج الطبيب من حجرتها الذى ربت على كتفه وهو يعزيه : البقية فى حياتك ياعمده .. أنا مضطر أن أبلغ السلطات لأن الوفاه غير طبيعية .. شد حيلك ياعمده والبقاء لله وكلنا لها
يمسك العمده بذراع الطبيب : بتقول أيه يادكتور أزاى الوفاه غير طبيعية وعرفت أزاى
يتخلص الطبيب من يد العمده بهدوء ويختلى به جانبا حتى لا يسمع أحد :ياعمده المرحومه سوسن أنتحرت وأخدت حبوب منومه عملت لها هبوط حاد فى الدوره الدمويه وميته بقالها أكثر من أربع ساعات
تظهر الدموع لأول مره فى عيون سرساوى العمده وهو يتخاذل وينظر فى الأرض ويترك الطبيب ويمشى وهو يترنح على غير هدى والناس من حوله : على فين ياعمده
الطبيب : سبوه يظهر الصدمه شديده عليه شويه ربنا يلطف به
عودة الهاربه
لم يتحمل العمده السرساوى صدمة أنتحار أبنته سوسن فيقع صريع المرض ويصاب بجلطة دماغية تؤدى لشلل أقعده عن الحركة ولم يلبث أن توفى لتخرج العمودية من عائلة السرساوى كل هذا لم يستغرق فترة لا تتعدى عدة شهور والنيابة رجعت مرة أخرى لتحفظ التحقيق بشأن قضيتى أبو العلا ووليد لوفاة المتهم الرئيسى وهو العمده ولم تصل إلى الفاعل الحقيقى لهذه الجرائم ومن الذى أستخدمه العمده فى تنفيذها
وبوفاة العمده أنتشرت الشائعات فى البلد حول مصرع أبو العلا وعن أختفاء فاطمة بعد حادث الحريق لعشتهما فمنهم من يقول أنه شاهدتها فى القاهرة وآخرين يقولون أنها قتلت وأخفيت جثتها والبعض يحكى بأنها تختبئ عند بعض أقاربها فى سوهاج وآخرين شاهدوها وهى تتسول بجوار سيدى القناوى.. ولا يعلم أحد عنها شيئا مؤكدا وأوقفت المباحث البحث عنها فهذا غالبا هو حال الفقراء الذين يتعرضون لمصاعب الحياة وقهر الظالمين
وفى صباح أحد الأيام يتصل مأمور المركز بوكيل النيابه
- صباح الخير ياباشا عندى لك مفاجأة مذهله ..فى قضية أبو العلا بتاع كفر الجرابيع
عارف مين عندى دلوقتى فى المركز .. مين .. فاطمة زوجة أبو العلا .. البنت الطفشانه !! أيوه هى عندى دلوقتى بتقدم بلاغ عن أللى حرق عشتها وقتل جوزها
- خد أقوالها وأبعتهالى بسرعة
تدخل فاطمه على رشدى بيه وكيل النيابه بصحبة عسكرى وهو لا يصدق عينيه بعودتها بعد هذه المده فيرحب بها ويجلسها ويصرف العسكرى ويبدأ معها التحقيق
- أحكى لى واحده واحده يافاطمه أيه أللى حصل من أول ما أتحرقت العشه لحد دلوقتى
تبدأ فاطمه تحكى بعد أن جففت دموعها : بعد ما عرف العمده - الله يجحمه مطرح ماراح - بأننى وأبو العلا نعرف حكاية سوسن ووليد منعنا من السفر أو الخروج بره البلد والحجه سعدية عرضت عليا دار تانيه بدل العشه وأدتنى 100 جنيه علشان نستر نفسينا أنا وهو.. لكن حسينا أن الغفر مراقبنا ليل ونهار أنا وجوزى وفى الرايحه والجايه فقررنا الهرب فى الليله السوداء دى وكنا بنجهز نفسينا وبعد نص الليل سمعنا حركة بره العشه قولت لأبو العلا أخرج شوف مين بره أخد لمبة الجاز فى أيد والشومه وطلع بره وماسمعتش غير أبو العلا بينازع وهو بيصرخ ويقول أهربى يافاطنه خرجت من العشه لقيت فى وشى شيخ الغفر عبد الجبار ومعاه أتنين ما أعرفهمش لأن الدنيا كانت ضلمه .. ملصت منه ودخلت فى الدره والأتنين أللى معاه فضلوا يجروا ورايا فأستخبيت فى الدره وسمعتهم بيقولوا نولع فى الغيط ياماتت جواه لهربت وقدرنا نشوفها وخلتهم مشيوا عشان يولعوا فى الغيط وفضلت أجرى وأجرى لحد ماوقعت فى الأرض وأنا بتشهد على روحى وروحت فى دنيا غير الدنيا فتحت عنيا لقيت نفسى فى بيت ناس طيبين ساكنين فى طرف البلد فوقونى وسترونى وحكيتلهم حكايتى فقالوا تعالى نوصلوكى لحد المركز تبلغى على اللى حصل وكل ماييجوا يخرجونى يلاقوا رجالة العمده بيعثوا فى المنطقة بيدوروا عليا فالراجل الطيب ومراته صعبت عليه وخافوا عليا ليقتلونى رجالة العمده فخبونى عندهم الفترة أللى فاتت لحد ماسمعنا بخبر وفاة العمده .. فقلت طالما الظالم ربنا أخذه أخذ عزيز مقتدر جزاء أللى عمله فى الناس لازمن أبلغ الحكومة عن شريكة شيخ الغفر عبد الجبار أللى ماحدش عرف يوصله وتاخد الحكومه حقى منه ويرتاح أبو العلا فى نومته
- يغلق وكيل النيابه أوراق التحقيق ويأمر بضبط وأحضار عبد الجبار وتستمر التحقيقات حتى تقوم النيابه بتقديمه إلى محكمة الجنايات بتهمة قتل وليد السيد زوج سوسن وأبو العلا زوج فاطنه وتنتهى بأحالة أوراقه لفضيلة المفتى .. ولكل ظالم نهاية
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق