وجدها فى
ليله شديدة البروده ترتعش وهى تبكى من الجوع والوحده والبرد فحملها بين يديه وأسرع
بها إلى بيته وقدم لها أطيب الطعام وفرش لها فراش وثير لتنعم بالدفئ والأمان ولكن
فى منتصف الليل وجدها نائمه بين أحضانه فأبتسم وقال أخيرا جاء من يشاركه الفراش ذكرته
بزوجته التى هجرته منذ سنوات
فى
الصباح ألقى عليها تحية الصباح قدم لها الطعام وجلس يفطر بجانبها ولكنها تركت
طعامها وشاركته طعامه فلم يمانع بل كان سعيدا بهدية السماء التى تؤنس وحدته .. خرج
إلى عمله وتركها فى البيت وعندما عاد وجدها تنتظره على الباب وهى تقفز مرحبة به ..
عاشت فى بيته سنتان يراعيها ويطعمها وجائت فى يوم أشتد صراخها وهى تجرى لتحاول فتح
باب الشقه .. ففتح لها فأنطلقت كالصاروخ وأنتظرها أيام كثيره لتعود ولكن أحلامه
تبخرت فخرج يبحث عنها فى الشوارع وفى
مداخل البيوت والمحال ولكن هيهات وبعد أربعة أشهر سمعها وهى تبكى على الباب وتحاول
أن تفتحه فهب من نومه مسرعا وفتح لها وبدون أى مقدمات دخلت مسرعه وهى تحمل طفلها
ووضعته فى فراشها القديم وعادت لتحمل الواحد تلو الأخر حتى أصبحوا خمسه صغار
وأنطلقت إلى المطبخ تبحث عن أكلها ولبنها فقدم لها ماتريد فقامت تتمسح به وتلعق
وجهه ولكنها بعد شهرين أختفت وتركت له أولادها يعيثون فسادا فى شقته حملهم جميعا وتركهم
فى الشارع
وفى أحدى الأمسيات عاد من القهوة فوجد زوجته تنتظره
على باب الشقة وهى تسترحمه وتطلب العفو والسماح لها بالدخول ولكنه رفض وأغلق فى
وجهها الباب فقد وعيى الدرس جيدا بأن قطط الشوارع لا تحفظ الجميل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق