البتنجان أبو خل

 خرجت قرب الفجر لأصطاد وأمارس هوايتى المفضله وجلست فى مكانى المعتاد فوق أحدى الصخور وسميت بأسم الله الرحمن الرحيم ورميت سنارتى وبدأت أتناول أفطارى الدائم والمفضل من الفول والطعميه والبتنجان المخلل أبو ثوم وخل الذى يجعل العينان تفنجل وتصحصح الدماغ النعسانه وفجأه أرتفعت أمواج البحر دون سابق أنذار لأجد نفسى فى قاع البحر فى صندوق زجاجى لا أعلم كيف دخلت فيه وألتفت حولى الأسماك من كل حجم ونوع وتقدم كبيرهم وهو ينادى على بمكيرفون متصل بسماعات داخل الصندوق الزجاجى : يا أنسى تحب السمك المقلى ولا المشوى.. فقلت مش مهم مقلى ولا مشوى المهم طلعونى من هنا

- بالذمه ده كلام لما أنت بتصطاد سمكه كبيره فى حجمك كده ترميها تانى فى البحر علشان صعبت عليك ..   - لكن أنا لست سمكه أنا أنسان

- أنسان يعنى أيه أنسان على رأسك أبوك ريشه ..أشمعنى أنت مش عاتق عمال تحش فى كرشك سمك وطيور وحيوانات ونباتات..فمن حقنا ناكلك .. تحب بقى تتشوى ولا تتقلى

- الحقيقه مش حتفرق معايا طالما حموت أتشوى أو أتقلى ( أسمع أصوات السمك وهى تهتف فى الخارج  مشوى مشوى مشوى ) يصرخ فيهم كبيرهم : خلاص مشوى مشوى

- تحبوه محشى بالخضروات ولا سنجارى زيت وليمون ولا مقفول ..نعمل قرعه

- نتيجة القرعه 70% يفضلونه مقفول ومتنضف ومفهوش ولا أظافر وبدون ولا شعرايه  أنا من الداخل : أنا أعترض لا يجوز تعذيبى قبل شويى  بنزع شعرى وأظافرى - لا تخاف لن تشعر بشيئ .. أدخلوا فرقة التنظيف يمتلء الصندوق بقناديل البحر والأخطبوط ولم أشعر بشيئ فعلا ..افاقونى لأجد نفسى بدون شعر وبدون حواجب ولا توجد شعرايه واحده على جسدى وبقيت ألمعوناعم حرير ولا أجدعها مزيل للشعر سبحان الله ..ينادى عليا كبيرهم من الخارج بعد أن أنفض كل من حوله من سمك وهم ينظرون لى نظرة قرف وأحتقار وهم ينصرفون- يا أنسى قررنا الأفراج عنك بعد أن أكتشفنا بأنك ملوث ولا تصلح للأكل لوجود العديد من الميكروبات والطفيليات والرائحة الفظيعه التى تنبعث من فمك .. أنت أكلت أيه قبل مانصطادك

- أبدا مفيش غير طبق فول بالزيت الحار وفحل بصل وقرص طعميه بالبيض وبتنجان عروس بالخل والثوم

- هل تعلم يا أنسى بأن هذه الوجبه كافيه لقتل كل البساريه الموجوده فى المنطقه أنت خطر على مستقبل وصحة أطفالنا من البساريه .. خذوه وأرموه على أقرب كوم زباله فى منطقة المكس أطرحوه

أخرج من البحر وأنا أهتف : ياعيش البتنجان أبو خل.. ياعيش البتنجان أبو خل