هل تعلم أنه كان يمر بصحراء مصر الغربية أقدم طريق لتجارة العبيد يبدأ من كردفان بالسودان مارا بطريق توشكا - باريس - أبو بلاص – الخارجه – والداخله - ليصل إلى سيوه مخترقا الصحراء الليبية متخذا من ساحل البحر المتوسط مسارا حتى يصل للمغرب ويعبر منها لأوروبا .. وكانت أحدى محطاته فى امبابه حيث يعقد سوقين فيها أحداها للجمال ( الأبل ) والتانى للعبيد وبما أن المملكة المصرية منذ عصر الدوله الآسلامية كانت تمتد حدودها لتشمل اوغندا والسودان والحبشه ( اثيوبيا ) والصومال فكانت تجارة الأبل والعبيد مصدر من مصادر الدخل القومى فى ذلك العهد بما تفرضه من ضرائب على تجار الجمال والعبيد وكانت هذه القوافل تحمل بالأضافة للعبيد والجمال المنتجات الأفريقية من جلود ومواد غذائية وأخشاب هذا عن طريق البر أما عن طريق النيل فحدث ولا حرج فكانت المراكب تنقل البشر حتى النوبه ليعقد بها سوق يماثل سوق أمبابه
فى النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأت مصر في اتخاذ موقف معاد لتجارة الرقيق حين أصدر سعيد باشا في عام 1856م أمرا بمنع تجارة الرقيق، غير أن الأمر لم يجد طريقه للتنفيذ بسبب أن غالب مناطق اصطياد الرقيق في الجنوب لم تكن تحت سيطرته الفعلية. ولكن سعيد باشا نجح في تثبيط تلك التجارة في شمال السودان، خاصة الخرطوم. وكان رد تجار الرقيق على ذلك الاجراء بنقل مركز تجارتهم إلى قرية كاكا في الجنوب حيث لم تكن للخديوي سلطة أو نفوذ.
ولما تولي الخديوي اسماعيل حكم مصر كان متأثرا إلي أقصي حد بالفكر الأوروبي وعزم علي أن ينضم الي حركة المطالبين بتحرير الأرقاء, وبالفعل أصدر أمرا إلي حكمدار السودان عام1863 م بتعقب تجار الرقيق ومنعهم بالقوة من ممارسة تجارتهم المحرمة, ونفذ الحكمدار أوامر الخديو فضبط سبعين سفينة مشحونة بالأرقاء واعتقل التجار الذين جلبوهم, أما الأرقاء فقد أطلق سراحهم وأعادهم إلي بلادهم ,وفي عام1865 احتل الجيش المصري بلدة فاشودة فى جنوب السودان لكي يسد الطريق علي تجار الرقيق, ووضع بها نقطة حربية دائمة لمنع تجارة الرقيق.
في الرابع من أغسطس عام1877 م, أرغمت الحكومة البريطانية الخديو اسماعيل علي توقيع معاهدة معها للتعاون علي منع الاتجار بالرقيق في مصر والسودان واسند الخديو اسماعيل رئاسة مقاومة الاتجار بالرقيق لكولونيل جوردون, الذي أثار مشاعر تجار الرقيق الذين جمعوا ثروات طائلة من هذه التجارة , , وقد انضم هؤلاء إلي الحركة المهدية في عهد الخديو توفيق, وكانوا سببا في نجاح ثورته التي تذرع بها الانجليز لكي يستولوا علي السودان ويحتلوه ويستغلوا ثرواته لصالحهم
أكد الخديوى اسماعيل أنه بمحاربة تلك التجارة فسوف ينهى في نهاية المطاف الرق في مصر وجميع المناطق التي تتبع لها، حتى وإن استغرق ذلك خمسة عشر أو عشرين عاما.
واتخذ الخديوي إسماعيل عدة إجراءات لمحاربة تجارة الرقيق ومنها:
- أنشأ ء شرطة نهرية وأقام نقطة مراقبة حكومية في فاشودة بأعالي النيل.
- وأحكم سيطرته على كثير من المناطق التي كان يؤتى بالمسترقين منها مثل بحر الغزال ودارفور وأعالي النيل،وترتب على هذه الاجراءات أن غير
تجار الرقيق من خيط سير قوافلهم المحملة بالمسترقين من نهر النيل إلى الصحراءوأتخذوا طريق الواحات المصرية الخمسة مسارا آمناَ (طريق العبيد القديم)
- أنشأ ء شرطة نهرية وأقام نقطة مراقبة حكومية في فاشودة بأعالي النيل.
- وأحكم سيطرته على كثير من المناطق التي كان يؤتى بالمسترقين منها مثل بحر الغزال ودارفور وأعالي النيل،وترتب على هذه الاجراءات أن غير
تجار الرقيق من خيط سير قوافلهم المحملة بالمسترقين من نهر النيل إلى الصحراءوأتخذوا طريق الواحات المصرية الخمسة مسارا آمناَ (طريق العبيد القديم)
وعلى الرغم تلك الجهود للتخلص من الرق فإن الخديو اسماعيل نفسه ظل محتفظا بحريمه ومحظياته حتي آخر أيامه في مصر, وكان يتكون من أربع عشرة امرأة بين زوجة ومستولدة, وقد تسبب هذا العدد الكبير في أزمة عند رحيل الخديو اسماعيل منفيا الي أوروبا, فلم يكن في مقدوره أن ينفق علي ذلك العدد الضخم من الجواري والمحظيات وأبنائهن, وبالتالي اضطر لأن يوزع العديد منهن علي أقاربه من العائلة المالكة ورجال الحاشية ليتزوجوهن ,وفى عصر الخديو توفيق تم تصفية الحريم في مصر إلي الأبد واتخذ سلاطين وملوك مصر زوجة واحدة. لم يرحب الأثرياء المصريين بالقانون الجديد ا وألقوا به عرض الحائط, واستمرت عمليات بيع وشراء النساء والأطفال بمصر رغم صدور المعاهدة الثانية لمنع الرقيق في بروكسل عام1890 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق