الخميس، 8 أكتوبر 2009

أحلام وعبده

أحلام وعبده
الحلقة رقم ( 1
يجلس عبده أمام حماته وهو حزينا ومنكسرا وهى تلقى على مسامعه هذا الكلام
> تشوف لك حل يا أبن الناس .. أنت من سكه وأحنا من سكه دى بنتى الوحيده أللى طلعت بها من الدنيا ..نفسى أشوف عيالها بيجروا حواليها
عبده بصوت خفيض:بس انا ما أقدرش أستغنى عن (أحلام )دى نور عنيه أللى بمشى بيه وأنت عارفه ياحماتى قد أيه أحنا بنحب بعض
> حبك مش حيحل المشكله ..لو بتحبها صحيح طلقها خليها تفرح بخلفها مفيش ست ألا لما يكون نفسها فى عيل يملء عليها البيت ويقول لها ياماما
> الصبر ياحماتى ربنا كبير .. يحيى العظام وهى رميم ..أحنا بقالنا سنتين بس
> ياعبده يابنى الدكاتره كلهم أجمعوا على أنك مش ممكن تخلف لو أنطبقت السماء على الأرض ..هو نصيبك كده
تدخل احلام وهى غاضبه وتصرخ فى امها وتحتضن عبده : قولت لك ألف مره يا أمى أنا مش حتطلق وراضيه بقسمة ربنا وأبيع الدنيا كلها علشان عبده حبيبى
تتساقط دموع عبده فتمسحها أحلام بكفها وتقبله فى جبهته وهى لاتقوى على منع دموعها من الهطول
> حقك عليا ياعبده ورحمة أبوك ماتزعل.. دموعك دى بتحرقنى أنا عمرى ماحسيبك ده عهد وأخدته على نفسى أمام ربنا
تستدير وهى تمسح دموعها وتوجه لأمها الكلام : قومى يامه روحى البلد كفايه كده حرام عليكى
الأم: يا أحلام يابنتى أحنا ناس فلاحين ماحدش حيفهم أن العيب مش من جوزك وحيجيبوا العيب فيكى ونفسى أشوفلك عيال ياحبيبتى
أحلام : عيب أيه يامه أللى بتتكلمى عليه؟؟.. عبده زى الفل وسيد الرجاله والخلفه دى بتاعة ربنا ..هو أحنا أللى خلقنا نفسينا والسيره دى ما أسمعهاش تانى ..أنا حره ياستى
الأم : يعنى لو كنتى أنت اللى مابتخلفيش مش كان عبده طلقك وأجوز واحده تانيه
عبده : أحلام دى حياتى وروحى وحبيبتى لو فيها أيه أنا أفديها بعنيا
الأم: الكلام ده بتقوله علشان ماجربتوش
عبده : الله يسامحك ياحماتى
أحلام تصرخ بعصبيه : كفايه ..كفايه يامه ..أوعى تغلطى فى عبده مايستحقش
مننا كده ..ده كان بينحت فى الصخر وأتبهدل علشان يتجوزنى ويفتح البيت ده
وشقى سنين وأيام وحرم نفسه من اللقمه والهدمه عشان يوفر لى عيشه شريفه
سبينا فى حالنا يامه الله يخليكى
> انت حره ذنبك على جنبك أشبعى به ولما تعدى سنين عمرك من بين أديكى وتكبرى وماينفعش لك خلفه أبقى أفتكرى كلام أمك.. بس أنا ليه تصريف تانى
يقضى كل من عبده وأحلام ليلتهما فى غم وبكاء هى تحلف له بكل أيمانات المسلمين بانها لن تتركه أبدا إلا وهى فى طريقها إلى القبر وهو ينظر إليها فى أسى ويزرف الدمع السخين حتى أذن آذان الفجر فيتوضئا ويصليان سويا جماعة ويبكى عبده وهو يقرأ الأية الكريمه لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} الشورى : 49 -50
يفرغا من صلاتهما ويجلس عبده فى ركن منزويا وهو يسبح وقامت أحلام إليه وأخذت بيده ليخلدا للنوم
> قوم ياعبده نام لك شويه فاضل لك ساعتين وتنزل شغلك ..علشان تعرف تشوف سكتك والفرج من عند الله ..أنت راجل مؤمن ماتعملش فى نفسك كده
قوم ياحبيبى الله يهديك
> ونعمه بالله ..حاضر
الحلقة رقم (2 )
الحاج محفوظ
يقف عبده أمام باب السيارة ويفتح بابها لركوب الحاج محفوظ صاحب شركة المقاولات ويأخذ منه الشنطة ويضعها
على الكرسى الأمامى ويلقى عليه تحية الصباح وهو منكسر حزين
> صباح الخير ياحاج على فين ان شاء الله
> أطلع على أسماعليه نشوف الموقع الجديد عملوا فيه أيه
ينطلق عبده بسيارة الحاج دون أن يثرثر معه كعادته فيلحظ ذلك عندما شاهد عينيه فى المرايه
> مالك يابنى مش عوايدك ولا فتحت الكاسيت على القرآن ولا بترغى زى عوايدك فيك أيه ..أوعى تكون أحلام مزعلاك حاكم الستات دول يا أما نعمه يا أما نقمه ..< أبدا ياحاج هو أنا ألاقى زى أحلام.. أصل أنا تعبان شويه .. > طب يابنى ماقولتش ليه كنت أخدت أجازه ولا تكون ياواد مزنوق فى قرشين
>خيرك ماغرقنا ياحاج
> ياواد أنت عنيك حمره زى كاسات الدم ..فيك أيه يابنى أحكيلى أنا فى مقام أبوك
وبعد تردد يقول : حماتى كانت عندى أمبارح وعيزانى أطلق أحلام علشان أنا مابخلفش ( ينزعج الحاج محفوظ ويضرب كف بكف)



> أكيد دى ست مجنونه انها بتفكر بالطريقة دى.. أستغفر الله العظيم هى الدنيا حصل فيها أيه ياولاد
>و بتقول أن أحلام بنتها الوحدانيه ونفسها تشوف ليها أولاد أصلها من الفلاحين وأهل البلد حتقول أن العيب فى بنتها
> غريبه بس أنت ياعبده ماقولتش لى على الحكايه دى وعرفت يابنى أزاى أنك مابتخلفش
> انا روحت ياحاج بدل من الدكتور عشرة وحللت كذا مره وكلهم قالولى مفيش فايده
> كل ده يحصل وماتقوليش ياعبده أخص عليك انا زعلان منك قوى وحماتك دى ست جاهله وماعندهاش دم ..أكيد التحاليل والكشوفات خلصت على فلوسك وأداينت.. طب وعايش أزاى يابنى
> ربنا سترها ياحاج ومعايا أحلام عمرها ما أشتكت
> ياااه.. ياعبده يابنى ماطلبتش فلوس منى ليه
> ياحاج ربنا يخليك مش كفايه أنك تكفلت بمصاريف الجواز وخلتنى اعيش فى شقه فى ملكك
> بتقول على الأوضتين أللى فوق السطوح دول يبقوا شقة ياريت كانت شقة مش خساره فيك.. وبعدين يابنى حقولك على سر أنا من ساعة ماساعدتك فى الجواز وأنا ربنا أدانى بعدها من وسع يعنى كان وشك حلو عليا وكرمنى آخر كرم
> ياحاج ده خيرك مغطينى من راسى لساسى ..حشيلك هم الخلفه كمان
> اسكت ياواد ماتقولش كده من بكره حعرضك على أحسن دكاتره فى البلد ومش حنسكت لحد مايأذن ربنا بالخلفه ..مصاريف علاجك عندى ماتشلش هم
عبده وهو يبكى > أنا مش صعبان عليا غير أحلام ذنبها أيه تنحرم من الخلفه ساعات يوزنى الشيطان أنى أطلقها زى ما بتقول أمها فأفتكر أزاى حعيش وحيد من غيرها أنا بتقطع من جوايا كل يوم ياحاج وحاسس انى أنا السبب
> أنت السبب فى أيه يا عبيط ..ده أمر الله.. وله فى ذلك حكم.. مانحن غير عبيده نقبل أحكامه ونحمده بالليل والنهار على نعمه علينا أللى لو قعدت عمرك كله تعدها ماتجيب نهايتها ..ربنا كبير يابنى وقول أستغفر الله العظيم وأحمده وأشكر فضله قادر يحلها من عنده
> بلاش ياحاج كشوفات وتحاليل وكفانى صدمات انا تعبت قوى من الدكاترة عقدونى فى عيشتى وكلامهم زى السكاكين ... وفر فلوسك أنا ممنيش فايده
> تف من بوئك ياواد.. دى دكاتره ماعندهاش رحمه أنا حبعتك لدكتور محترم عالج الواد أبن أختى وربنا كرمه وخلف تأخد الكارت بتاعى وأنا حكلمه فى التليفون عشان يهتم بحالتك من بكره تروحله سامع ولما ترجع من عنده تعال عندى البيت أنا عايزك فى حاجة مهمه... لف يا عبده وأرجع بينا مصر
> بس أحنا ياحاج قربنا ندخل أسماعليه
> اسمع الكلام وأرجع < حاضر أمرك ياحاج الحلقة رقم ( 3 ) منحة لا ترد يدخل عبده غرفة الكشف ويقوم الدكتور( كمال) بالكشف عليه ويأمره أن يرتدى ملابسه ثم يعود ويجلس على مكتبه وهو يقرأ فى التقارير الطبيه والتحاليل التى أحضرها عبده معه .. يجلس عبده امامه بعد أن فرغ من أرتداء ملابسه وهو مطأطأ الرأس لا يتكلم د. كمال : أن شاء الله خير ياعبده ..شوف يابنى ربنا سبحانه وتعالى له وحده جل وعلى.. كل أمور دنيانا وهو القادر على أن يقول للشيئ كن فيكون وما نحن ألا منفذين لمشيئته وكل شيئ بأمر الله لادخل لنا فيه وعشان كده حنبدأ العلاج من جديد ولن نيأس من رحمة الله ..أرفع رأسك كده وبص لى.. الأمل هو نصف العلاج ...ولا ييأس من رحمة الله ألا القوم الكافرين يرفع عبده رأسه: ونعمه بالله ..بس كل الدكاتره أجمعوا على أنى مافيش فايده د. كمال : سيبك من الكلام ده أنا شايف التحاليل قدامى مفيش تحليل زى التانى دليل على أنى فيه أمل ..وربنا هو الشافى وجعلنا الطب والدواء لننفذ مشيئته فإى دواء مهما كان فعال وناجح لن يشف المريض بغير أن تسبقه مشيئة الله لو أتفقنا على كده حنبدأ العلاج وإذا لم نتفق خذ ورقك وعيش فى أحزانك ويأسك > أتفقنا يادكتور
> عال كده يبقى أبتدينا العلاج ..أول حاجة تأخذ الورق ده ترميه أو تولع فيه وأنسى كل كلمه سمعتها عن حالتك وأشوفك كمان خمس أيام لا تعاشر فيهم زوجتك وأتغذى كويس وده بيان ببعض المؤكلات وفيتامين مقوى عام حتاخد حبايه كل يوم وتيجى علشان أبعتك لمعمل تحليل أنا واثق فيه
> حاحلل تانى يادكتور ..
> حتحلل تانى وتالت ورابع ..أحنا حنرجع فى كلامنا ولا أيه ..أحنا قولنا أيه مانقطعش الأمل بقدرة الله
> ونعمه بالله ..أستغفرك وأتوب أليك يارب
> أنت تقرب أيه للحاج محفوظ
> أبدا أنا مش قريب للحاج أنا السواق الخصوصى بتاعة
> الحاج ده ربنا يكرمه ويجعله فى ميزان حسناته الراجل متكفل بكل مصاريف العلاج وأنا كمان متبرع لك بمصاريف التحليل ياعم.. قوم يابنى أتكل على الله ونفذ كل أللى قولته ..مفهوم يا أسطى عبده
> مفهوم يادكتور ..سلامو عليكم
> الحاج سايب خبر أنك بعد الكشف تعدى عليه فى البيت ..سلام
يخرج عبده من عيادة الدكتور كمال وكلمات الرجل ترن فى أذنه وأنه لا ييأس من رحمة الله ألا القوم الكافرين
يطرق باب فيلا الحاج محفوظ فتفتح له الشغاله وتأمره أن ينتظر لحين أخبار الحاج بقدومه ..يسمع صوت الحاج وهو ينادى عليه تعال هنا ياعبده فى أوضة المكتب
عبده : مساء الخير ياحاج أأومر
> الأمر لله يابنى أنا لسه قافل السكة مع الدكتور كمال وعرفت كل حاجه بس هو مش مبسوط منك
> ليه ياحاج أنا زعلته فى حاجه
> لالا الراجل شايف أن حالتك النفسيه حتأثر على فرصة الشفاء ..أحنا حنعيدو تانى يابنى مش قولنا خليك مع الله وأللى مع الله عمره ماينضام
> ونعمه بالله ياحاج أن شاء الله حبقى كويس
يقوم الحاج بفتح الخزينه ويخرج رزمه من النقود ..خذ المبلغ ده ياعبده
> آخده أوديه فين ياحاج ؟؟
> خده سدد بيه ديونك وبر نفسك أنت وأحلام وأتغذى زى ما الدكتور قالك
> لا ياحاج أنا مش عايز حسنه أنا ما أقدرش آخد قرش من غير ما أتعب فيه
> أصيل ياعبده ..أعتبرها سلفه ياسيدى لا ترد
تنزل دموع عبده ويهم بتقبيل راس الحاج فيبتعد وهو يستغفر الله
> شوف ياعبده يابنى ماتفتكرش أن بأحسن عليك ده يابنى دين عليا
> بس انا عمرى مادينتك ياحاج
> يابنى بلاش مناهده ..مش ربنا قال فى كتابه العزيز ( وفى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم )..خد يابنى ماترجعش أيدى وربنا يكمل شفاك ..توكل على الله
عندك أجازه أسبوع تهتم فيها بصحتك وصحة مراتك سلام
يخرج عبده من بيت الحاج محفوظ ويتجه إلى بيته فيجد أحلام قلقه على تأخيره فتقوم بمساعدته فى خلع ملابسه وتخلع له الجزمه من قدمه وهذا على غير العاده
> فيه أيه يا أحلام أنت مابتعمليش كده
> فيها حاجة جوزى وحبيبى وحشنى ..مستغرب ليه ياعبده قوم ياله علشان نتعشى وتحكى لى أيه أللى حصل وأيه أللى أخرك كده
وعلى الطبليه المتواضعة يجلسان سويا ويضع عبده رزمه الفلوس أللى أعطاها له الحاج محفوظ فتتعجب أحلام : أيه الفلوس دى كلها ياعبده
> دى سلفه لاترد من الحاج محروس علشان نسدد منها ديوننا وتساعدنا فى مصاريف العلاج
> سبحان الله ياعبده أللى من دمى ولحمى يحرمنى والراجل الغريب يكرمنى
( ويظل لسانها يلهج بالدعاء للحاج محفوظ ) يطلعوا كام الفلوس دى ياعبده
> أنا ماعدتهمش خدتهم زى ماهم كده
> من بكره كل من له قرش ياخده وحنزل أشترى لك بيجامه بدل الدايبه دى ونجيب لقمه حلوه تبرنا أنا وأنت وأنشاء الله خير ياعبده مش بقولك أصبر ده ربنا كريم وعمره ماينسى عبده الشكور
> الحمد والشكر لك يارب
الحلقة رقم ( 4 )
ألحقينى ياحكومه
ينظر دكتور كمال فى نتيجة التحليل الجديده ويبتسم وهو يقول : عال ..عال فيه أمل كبير فى الخلفه ياعبده أنشاء الله بعد ماتستمر على الدوا ده بأستمرار لمدة 6 أشهر حتبقى زى الفل وربنا حيرزقك بالخلف الصالح بس تمشى على التعليمات وأنتظامك فى تناول الدواء ..خذ اللفه دى فيها الدواء اللى يكفيك لمدة شهرين دفع ثمنهم الحاج محفوظ ولما يخلص تعال أديك غيرهم
> الله يخليك يادكتور وربنا يعمر بيتك ياحاج محفوظ
> أتفضل أنت وماتنساش أنك تكون واثق من قدرة الله ويكون عندك أمل ..سلام
يستمر عبده فى تناول الدواء والمتابعة مع الدكتور والتشجيع الدائم للحاج محفوظ وهو يدعو الله ليل نهار أن يكرمه من أجل أحلام ويبعد عنه شبح حماته التى تهدد بخراب البيت وتفريقهما
وتمر أربعة أشهر وفى آخر النهار بعد أنتهاء عمله عاد إلى بيته فلم يجد أحلام فخرج يسأل الجيران فى السطوح عنها ..قالت له الجارة :
> أحلام سافرت مع خالتها وجوزها البلد وسيبالك خبر أنها مسافة السكة وحترجع النهارده تشقرر على أمها أصلها بعافيه وتعبانه قوى وعايزه تشوفها
يشكر الجارة ويدخل شقته وهو قلقل على زوجته من هذه الزيارة ويجلس وحيدا فى الشقة فى صمت ولم يخلع ملابسه.. ومن التعب نام فى مكانه على الكنبه فلم يجرأ أن ينام فىغرفة نومه بدون أحلام.. ويصحو فى الفجر على كابوس يكاد يخنقه فقد شاهد زوجته وهى ترتدى فستان الفرح وتنادى عليه وكلما أقترب منها تدفعه حماته ومعها بعض الرجال من فوق سطوح منزلها فيهوى على الأرض ويقوم ليكرر المحاوله حتى داسوا عليها بالأقدام فأختنق وتحشرجت أنفاسه فيقوم فزعا وهو يتحسس رقبته ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويتوضأ ويصلى الفجر ويرتدى ملابس أخرى ويخرج إلى الطريق ويظل هائما على وجهه حتى قادته قدماه إلى بيت الحاج محفوظ فيجلس على الرصيف المقابل للفيلا ينتظر ميعاد خروجه ..وينزل الحاج ويفتح باب الفيلا وهو فى غاية الأندهاش
> مالك ياعبده جاى بدرى قوى ليه ..منظرك مانمتش ..خير يابنى طمننى
> أبدا ياحاج أحلام سافرت البلد مع خالتها وجوزها وقالت أنها راجعة على طول بعد ماتشوف أمها العيانه ومارجعتش لحد دلوقتى
> يابنى الغايب حجته معاه ..أكيد أتأخرت فبيتت عند أمها قوم روح أنت عندك أجازه النهارده وبكره ..حتروح تلاقى مراتك فى البيت أن شاء الله
> أنا مش متطمن ياحاج ..أمها ست مفتريه وممكن تعمل أى حاجة
> خلاص ياعبده خد بعضك وسافر هاتها..قوم ماتضعيش وقت
يتجه عبده لموقف الميكروباص فى شبرا ويركب لبلد زوجته وهو تتقاذفه الأفكار السوداء ويسأل نفسه ياترى عامله أيه يا أحلام ..مش ممكن يحرمونى منك
ويدخل عبده البلد وهو يقدم رجل ويؤخرها حتى أقترب من بيت حماته فيقابله محمود زوج خالتها وهو خارج من البيت
عبده : خير يامحمود عامله أيه الست أم أحلام
محمود يسكت ولا يرد فيكرر عليه السؤال :حماتى ماتت !!
محمود : فال الله ولا فالك ياشيخ .. أهى قاعده جوه زى الجن.. بجولك أيه ياعبده تعال معايا نقعد على القهوة أفهمك على كل حاجه
عبده : تفهمنى على أيه يامحمود ..أيه أللى حصل أحلام فين ؟؟
محمود : تعال بس بعيد عن البيت أفهمك على كل حاجه
يمشى عبده مع محمود وهو قلبه يدق فقد أحس بأن الأجواء تنذر بقدوم الخطر وكلام محمود به رائحة الغدر
محمود : بالعربى حماتك حابسه مراتك جوه ولو دخلت البيت.. رجالة العيله حيتلموا عليك ويجبروك على أنك تطلقها وحيسمعوك كلام يزعلك.. نصيحة ياعبده خد الميكروباص وأمشى بدل مايأذوك ويزعلوك وهم مش حيقدروا يطلقوها ألا لما يجولك ..أمشى ياعبده بلاش تقابل الوليه السو دى
عبده: وأحلام عامله أيه
محمود : أحلام قاطعه الزاد ورافضه الأكل ومقفول عليها الأوضه ومابتطبلش عياط وصريخ
عبده : أنا حطلع المركز أعمل فيهم بلاغ
محمود : أنت حر..بس ورحمة أبوك ماتجبش سيرتى مش ناقص مشاكل مع حماتك ومراتى ..سلام
الحلقة رقم (5 )
نصره من الله
يقف عبده أمام الضابط النوبتجى لعمل بلاغ فى حماته التى خطفت مراته وحبستها فى غرفة بمنزلها
الضابط : أنت أزاى عرفت أن مراتك مخطوفه
عبده : جوز خالتها قال لى الكلام ده ياباشا
> طب خطفتها ليه يا أسطى عبده
> عشان موضوع الخلفة ياباشا ( ويحكى له عبده تفاصيل الموضوع ورحلة العلاج والمؤامرة التى دبرتها حماته لحضور زوجته للبلد وحبسها )
> طب ماروحتش لحماتك ليه علشان تقولها تسيب مراتك وترجع معاك بالمعروف بدل البلاغات والأقسام
> أنا خفت ياباشا ليتهجموا عليا ويبهدلونى مالقيتش غير الحكومه هى أللى تقدر ترجعلى مراتى
يظل الضابط يكتب ويقوم بتقفيل المحضر : تعال أمضى هنا وهات بطاقتك وحنحول المحضر للنيابه ونشوف حتأمر بأيه ؟؟ وتعدى علينا بكره لمعرفة القرار
> ياباشا أنا خايف على مراتى ليحصل لها حاجة
> مانقدرش نطلع معاك ألا لما ناخد أذن من النيابه وبكره من النهارده مش بعيد أتفضل وتعال بكره الصبح وأحنا حنبعت نجيب حماتك لسؤالها لمعرفة أيه الموضوع مع السلامه أنت
يخرج عبده من مبنى المركز وهو محتار كيف يخلص زوجته من براثن أمها التى أنعدمت فى قلبها الرحمه ويسير فى الطريق وهو مهموم وقد أظلمت الدنيا فى عينيه وقلبه مملوء بالحزن والأسى ويتحسر على نفسه ويتلاعب برأسه الشيطان فيستعيذ بالله ويعود إلى بيته وهو فى حالة يرثى لها فتخور قواه ويستسلم للنوم المتقطع وهو يقوم فزعا كلما ترائى له طيف أحلام فى منامه فينادى عليها ولايسمع غير الصمت والخواء فيعود للنوم مرة أخرى
ويشرق الصباح بنوره وتتسلل الشمس من الشباك الصغير المطل على ساحة السطوح لتلقى بنورها على وجهه فيقوم متخاذلا ليتوضأ ليصلى الصبح ويقف خاشعا باكيا على سجادة الصلاة ويدعو الله فى سجوده وهو يقول: الله أنت ربى أعلم بضعفى وقلة حيلتى وهوانى على الناس أدعوك بكل أسم سميت به نفسك وبركة حبيبك المصطفى أن تفك كربنا وترفع مقتك وغضبك عنا أن كان هذا من عندك فأرحمنى وأنت خير الراحمين وأن كان من عبادك فأنت القادر على نصرتى أنا وزوجى من القوم الظالمين ..أستغفر الله العظيم
يفرغ عبده من صلاته فيحس براحة وسكينه ونور قد ملء قلبه فيسند ظهره للحائط ويجلس يسبح ويحمد ويستغفر ربه
وهو فى تأملاته يسمع جلبه وضجيج وزغاريط فيستبشر خيرا حتى أقتربت الأصوات من باب غرفته ويسمع طرقات على الباب وصوت أحلام من الخارج وهى تنادى عليه
> أفتح ياعبده ..أفتح ياحبيبى ربنا نصرك ياغالى
يقفز عبده من فوق سجادة الصلاة ويجرى ليفتح الباب فيجد زوجته وهى فاتحة له ذرعيها فيضمها إلى صدره ويبكيان كطفل تائه وجدته أمه بعد طول بحث
> ربنا عوض صبرنا خير ياعبده ..أنا حامل ياحبيبى ..ربنا أستجاب لدعائك ..أفرح ياعبده
الخبر السعيد ورؤيته لزوجته ألجمت لسانه وكأن الدنيا توقفت عند هذه اللحظه وهو لا يصدق نفسه وهو يتحسس زوجته ودموع الفرح تتساقط من أعينهما فيحملها بين ذراعيه ويدخل بها غرفتها والجميع من ورائه لا يراهم ولا يسمعهم فقد أشرقت شمس حياته من جديد
وتربت حماته على كتفه برفق وتقبل رأسه وهى تطلب منه السماح والعفو عما سببته له من ألم وحزن فيسألها: أزاى ده حصل ياحماتى
> ربنا كبير مراتك أغمى عليها من قلة الأكل والعياط فبعتنا جيبنا الحكيمه فكشفت عليها وعملت لها تحليل وأكدت بأن أحلام حامل ..أفرح ياعبده أحلام حامل
> الحمد والشكر لك يارب ..ويستمر فى ترديد الدعاء ومعه الأهل والأقارب والجيران ويتحول السطوح إلى ساحة للرقص والطبل والتبريكات وعمت الفرحة الجميع وفى غمرة هذه الفرحة يتذكر عبده الحاج محفوظ فيجرى مسرعا ويكلمه فى التليفون من عند الجيران لأعلامه بالخبر السعيد
> آلو عايز أكلم الحاج محفوظ
> الحاج محفوظ تعيش أنت ياعبده أتوفى أمبارح
يرمى عبده سماعة التليفون ويجلس على الأرض وهو يبكى بحرقة ويترحم على هذا الرجل الصالح الذى وقف معه فى محنته
ويقرر كل من أحلام وعبده أن يطلقا أسم محفوظ على أول مولود لهما تخليدا لذكرى هذا الرجل ويترحما عليه فى كل وقت ويستعوضان ربهما فيه ويقولان
الله خد.. الله جاب.. الله عليه العوض ..وأنا لله وأنا إليه راجعون ..الله يرحمك ياحاج محفوظ ..الذى ترك وصيه بها مبلغ من المال وعقد لتمليك شقة السطوح لعبده السواق وزوجته أحلام
تمت

ليست هناك تعليقات:

قهوة الحراميه

  ألتف الحرامية حول المعلم فيشه شيخ المنصر وهم فى حالة تزمر وأنزعاج بعد أن أعلن عن نيته فى التوبه والأعداد لرحلة الحج فقال له مقص الحرامى : ...