الخطاب الساخر وأثره على المتلقى
نحن شعب ساخر فى الأساس أصحاب نكته منذ أيام الفلاح الفصيح ..نتذوق الفكاهة ونضحك على أنفسنا وعلى مشاكلنا ونتأثر جدا بالكلمه المضحكة وأبتسامتنا هى سر شخصية الأنسان المصرى الطيب المسالم وهى سلاح فتاك يخاف منه العدو قبل الصديق والنكته أو الكلمه الساخرة تنتشر أسرع من البرق وتكون كالسهم فى قلب المخطئ ويخشاها الحكام ويخاف منها الفاسدين لأنها فى النهاية تشكل رأى عام لدى جمهور هذا الشعب الجميل وهى وسيلة قويه للأصلاح فويل لمن يقع تحت تحت اللسان الساخر للمصريين والكلمة والنكتة المصريه لها مذاق خاص يختلف عن باقى الشعوب العربيه المحيطه من المحيط إلى الخليج
أكتشاف الموهبه
سوف تضحك كثيرا عندما تعلم بأننى أكتشفت موهبتى فى الكتابة الساخرة عندما كتبت جواب غرامى ملتهب لزميله لى أيام الشقاوه ..جاء مسخره..وظلت تضحك حتى بكت
وأنا أنظر إليها فى غيظ مالذى يضحك هذه الملعونه ..أكيد مش عاجبها الكلام
ثم أستحلفتنى بالله أن أكتب لها كل يوم جواب من هذه النوعيه فتشجعت وكتبت لها قصيدة غزل مش فاكر أبياتها غير مطلعها طوبه ياطوبه بحبك أنت يامضروبه
على وزن أغنية فريد الأطرش نوره نوره ويا نوره..وكانت نهاية لقصة حب كنت أعتقد أنها مثاليه
ثم جائت الطامة الكبرى عندما كتبت نداء لسكان العماره أوضح لهم جبن وندالة وكيل المالك الذى يستغل السكان ويفرض عليهم مصاريف أضافيه بدعوى الأصلاحات والصيانه فكتبت مقال وعلقته على باب الأسانسير تحت عنوان الماسوره الذهبيه وشغل المهلاباتيه..وأنا لا أعلم من هو الوكيل فقد أتضح أنه شقيق صاحب الملك ويعمل محامى تعويضات ..تقول ياخويا ما صدق ..وقام واخد مقال الماسوره الذهبيه ورفع به قضية سب وقذف وجرجرنى وراه فى المحكمه ولولا ستر ربنا وأحتفاظى بفواتيره المزوره وبيان الأسعار الحقيقى من المحلات التى أشترى منها لطلب تعويض مادى لا أقوى على دفعه وعندما شاهد القاضى الفواتير أعاد قرائة المقال مرة أخرى بصوت عالى فى المحكمه وهو يضحك ثم قال للمحامى : أنت بجح بشكل تحب ندخل الفواتير فى القضيه وتبقى سرقة وأختلاس ولا تراجع نفسك وتتقى الله وتتنازل عن الدعوه وتتحمل المصاريف..والعجيب فى هذا الموضوع بأنى كسبت هذه القضيه بدون محامى لأنى صادفت قاضى مصرى محترم يتذوق الكلمه الساخره والنكته الظريفه وأشتهرت بين سكان العقار بأننى زيزو
هـ الموسيقى
عشقت الموسيقى وأغانى أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد وسيد درويش
وكان يعجبنى فى آلات التخت العربى العود والقانون
فقررت أن أشترى عود ونزلت شارع محمد على وأشتريته من أحدى الورش المتخصصه..وأنا أجهل تماما العود يتمسك أزاى أو نوعية الأوتار وتسلسلها
وكان فى الوقت ده معرض القاهرة للكتاب فأخدت بعضى وروحت على المعرض وأشتريت كتاب من هناك أسمه التعليم على العود
تعلمت منه حاجات كتير قوى ولكنى لا أعرف أعزف جيدا
وفضلت أعافر من العود وأقرأ وأعزف كل يوم من 3- 4 ساعات لحد ما صوابعى أتهرت وبرضه مفيش فايده ..وقمت شايل العود على كتفى ونزلت وكالة الغورى
قصر الثقافه فوجدت شباب صغيرين بيلعبوا على العود بمهارة فائقة
فجلست بجوارهم وأنا أراقب حركة أصابعهم وأسلوب التصاعد على الأوتار
وبعد أن أنتهوا من العزف أجتمعوا حولى وهم فاكرنى موسيقار كبير وخاصة وأنا لابس بدله شيك وقاعد قاعده موسيقيه وعلى حجرى يرقد عودى البائس
وطلبوا منى أن أعزف لهم مطلع الربيع لفريد الأطرش ..يانهار أبوكم أسود مالقتوش غير أستاذ العود فى العالم ده أنا يادوبك بعزف ماما زمانها جايه
والصدق منجى فى هذه الحالات وقلت لهم الحقيقة المره بأنى مبتدأ ونفسى أتعلم العزف ضحكوا ولم يصدقوا بأن راجل كباره زيى جاى يتعلم منهم
حلفت لهم بمقام سيدى الغورى بأننى أقول الحقيقة
وبدأ الولاد الطيبين يعلمونى وظبطوا لى الأوتار ونظموا لى السلم الموسيقى وظللت أحضر معهم ما يقرب من شهر وهم سعداء بى عمو زيزو جه عمو زيزو راح
وكانوا يشكرون فى لأنى أملك أذن موسيقيه حتى جاء أستاذ العود الكتور شكرى فأفتكر بأنى ولى أمر أحد تلاميذه فحيانى بعنف فذكرت له الهدف الذى جئت من أجله الراجل الحقيقة عقدنى قالى شوف يا عم الحاج أنت عايز تتعلم العود ليه
هل ستنضم لفرقة موسيقيه أو ستدق وراء عالمه من العوالم قلت له لآ أنا بتعلم لنفسى وأعزف لنفسى وأطرب نفسى
قال لى : علشان تتعلم عود يلزمك 3 سنوات وعشان تعزف بطريقه جيده يلزمك ثلاثه مثلهم ..تركته ولم أيأس فأنا من النوع العنيد الذى يحب أن يعلم نفسه بنفسه
وأكتفيت بتعليم الشباب ودوامت معهم لفتره ثم أنقطعت وبدأت أدرس العود عن طريق القرائة وصفحات النت التى قدمت لى أكبر خدمه فى حياتى
فتعلمت الكثير وأصبحت أعزف منفردا كالمحترفين وتحديت نفسى وأصدقائى وأقاربى وهم لا يصدقون ما أقوم به بعزف أغانى المطربين الكبار
والعزف على العود أصبح عاده من عاداتى اليوميه
ووسيله رائعة لأستلهام الخيال وهدوء للأعصاب
الحلقة الثانية
من مشوار زيزو
تعدد المواهب يمكن أن يوقع الأنسان فى حيرة وهذا ما صادفته عندما حصلت على الثانوية العامة وأصابتى بالأحباط لعدم مقدرتى على السفر لأى جامعة أقليميه لأدرس الطب فلم يكن لى رغبه من داخلى أن أدرس طب الأسنان وبالرغم من هذا ذهبت إلى الكليه وأنا متضرر فقد كانت أحلامى أكبر من الفك والأسنان والتسوس وخلع الضرس وظللت أفكر فى أن أرحل عنها إلى كلية الأداب قسم صحافة أو كلية الفنون الجميله ولكنى كنت غير مقتنع بهما فيمكننى أن أكون طبيب وأديب مثل مصطفى محمود أو يوسف أدريس وغيرهم
ويمكننى أن أرسم فى وقت الفراغ وأن أزود معلوماتى الفنيه بالدراسات الحره
حتى قرأت فى الجورنان خبر عن قبول دفعة جديده بالكليات العسكريه
وفوجئت بأن أخى الأكبر وهو المتولى أمرنا بعد وفاة الوالد رحمة الله عليه
يحضر ومعه الجورنان ويشير إلى نفس الخبر وجلس أمامى وهو يقنعنى بوجهة نظره المادية البحته وله حق فى ذلك بأن أخفف عنه المصاريف وأحمل معه
مسؤلية الباقين وأن أمارس هواياتى اللعينه فى وقت الفراغ
وأجتمع الملء وبقية القبيله وقرروا أن ألتحق بالكليات العسكريه
ولكنى أصررت أن تكون الكليه البحريه ولا بديل عنها
وأنا فى حقيقة الأمر لم أحلم البته أن أسير فى هذا الطريق
لعنة الله على الفقر ونظام الثانوية العامة القديم
طبيعة عملى السابقة تستلزم منى الصحيان فى الفجر ..أصلى وأقرأ ماتيسر من القرآن الكريم غالبا مايكون جزأ كامل والخروج بعد ذلك والسير لمدة ساعة
وغالبا مايكون مع أصدقاء من المسجد الذى أوأدى فيه الصلاة وهم أكبر منى سنا وخبره ونتحدث فى شتى المجالات أثناء السير
وبعد العوده تنزل الأفكار على رأسى ترخ كالمطر ..وحتى لا أنسى أسجلها فى نوته بجوار الكمبيوتر
وأقوم بعمل القهوة وأجلس فى مكتبى وأدخن أول سيجاره وأول وآخر فنجان قهوة فأنا لا أشرب ألا فنجان واحد فى اليوم.. وفى كوبايه
أنا لا أستطيع الجلوس على الكمبيوتر أكثر من ساعتين وأبدأ فى الكتابه يوميا
فى برنامج الورد وأحتفظ بأعمالى فى البلوجر
بعد ذلك أقرأ أخبار الدنيا من على النت وهى الجرائد المصريه والعالميه
ثم أدخل على القهوة لأرد على موضوعاتى وموضوعات الأصدقاء ثم أنتقل لمنتدى آخر أعمل فيه مشرف بقسم الضحك والفرفشه
تكون الساعة قد وصلت للعاشرة أو الحادية عشر ألبس وأخد عربيتى للذهاب إلى مكتب الديكور الذى يديره أحد الأصدقاء وهو عمل معظمه على الكمبيوتر
لعمل تصاميم وديكورات للشقق والشركات وفى حالة عدم وجود شغل أدخل مره أو أثنين على المنتديات
أحب أتفرج على الأفلام المصريه القديمه والجزيره الأخباريه والوثائقيه ودبى للمعلومات متعة ما بعدها متعة على آخر محطتين.. التمثيليات ترفع لى الضغط ولا أقوى على متابعتها..أحتفظ بأغانى أم كلثوم وأقوم بتشغيلها أثناء عملى أو الكتابه فهى تضفى جو شاعرى على المكان أتقابل مع الأصدقاء فى مكانى المفضل على قهوه بلدى فى حينا الشعبى القديم مره أو مرتين فى الأسبوع
أحب السفر والرحلات وميكانيكا السيارات
بمناسبة ميكانيكا السيارات كان عندى عربيه روسى أستمرت معى 17 سنه
قمت بنفسى بتعديل دورة التبريد لتتناسب مع الجو الحار بتاع بلدنا وكنت كل أسبوع ألبس افرول أو عفريته زرقاء شيك وأقوم بعمل الصيانه أو تغيير قطع الغيار
وأنا منهمك فى شغلى وسعيد أفاجأ بسيده شيك وهى تقف أمامى وتقول : لو سمحت يا أسطى عربيتى واقفه وما بدورش ممكن تشوفهالى ..سوقت فيها أسطى أسطى وماله حاضر ياست هانم أخلص أللى فى أيدى وآجى أبصلك عليها
هى : لوسمحت أنا مستعجله الله يخليك وحاديك أللى أنت عايزه
أنا : حاضر يامدام ..وسرت معها لمكان العربيه وكشفت عن البنزين والكهرباء فوجدتها قاطعة كهرباء..بدأت بالبطاريه فوجدت الكابل متآكل فأحضرت لها قوطاش جديد أحتفظ به فى صندوق قطع الغيار فى سيارتى وقمت بتركيبه وأدرت لها العربيه وضربت أيديها فى الشنطه وأخرجت أللى فيه النصيب فى لحظة مرور جارى الأستاذ عوض الحشرى ( الحشرى دى صفه مش أسمه )
قال : صباح الخير يازيزو باشا أى خدمه
أنا: شكرا يا أستاذ عوض كتر خيرك ( وهو حمار أصلا وماعندوش عربيه )
مش يسكت ويمشى ..ووقف ليرغى مع المدام
عوض : زيزو باشا ده جارنا بروفسير فى السيارت وكان بيشتغل ... وبيقدم الخدمه مجانا لسكان الشارع ..و ...و حكى لها قصة حياتى
الست الشيك أرتبكت بعد أن كانت مصدعانى بكلمة يا أسطى يا أسطى ..وقامت مرجعة الفلوس فى الشنطه وبدأت فى الأعتذار والشكر والذى منه ثم ركبت عربيتها وأنطلقت وهى تشاور لنا باى باى مع أبتسامه جميله
>الله يخرب بيتك يا عوض ضيعت حق الدخان
عوض : هو فيه حاجه يازيزو باشا مزعلاك شايفك بتبرطم
> مفيش ياعوض ..الهى يخرب بيتك أنت طلعتلى منين يافقرى
يتبع
يتبع الحلقة رقم (4
مشوار زيزو مع الكليات العسكريه
بعد أن قررت العائله أن أقوم بتقديم أوراقى لمكتب تنسيق القبول للكليات العسكريه
وجدت مجموعة كبيره من زملاء المدرسه والحى وكلية الطب عندهم نفس الرغبه
وأتفقنا جميعا على التقديم وذهبنا برابطة المعلم إلى الكليه الحربيه للتقديم وأجراء الكشف الطبى ومن حظهم جميعا أنهم سقطوا فى الطبى ولم ينجح غيرى وجار لى من الأرياف نزح هو وعائلته إلى القاهرة
وتحدد يوم الأختبار الرياضى وكان يجب أن أكون فى الكلية الساعة الثامنه صباحا
وأخنا مترو مصر الجديده ووصلنا قبل ميعادنا بربع ساعة ووجدنا عربية فول مدمس بالقرب من باب الدخول والخلق عليها أمم ..قولنا نشترى سندوتشين نتقوت بهم لحين فتح باب الدخول ..القصد. مالحقناش ناكل وأخد كل واحد فينا سندوتشاته
وأنطلقنا للجان الأمتحان وكانت أول لجنه هى أختبار السباحة وقفزة الثقة من أرتفاع 11 متر وجلست أنتظر نداء أسمى لأنزل للحمام وطال الوقت قولت ياواد ماتتسلى فى السندوتشين الفول فبل ما يبردوا ويادوبك أخدت قطمه والثانيه ألا وأجد فمى قد ألتهب من الشطه تحملت وأنا أوحوح حتى نادوا أسمى لأقفز فى الحمام لأبرد هذه النار وشربت من ماء الحمام وأنا أعوم وفجأة وجدت نفسى أقوم بالترجيع وأحساس بالدوخه فأمسكت بسور الحمام لأستعيد وعى وأسمع صوت المشرف وهو يصفر بأن الطالب فى حارة 8 ساقط خرجت من الحمام وذهبت لرئيس اللجنه وحكيت له حكاية سندوتش النابلم ..وأننى من أبطال السباحة ولكن تقول لمين فقد أستبدل رأسه بفردة جزمه ميرى (بياده ) ورفض أن أعيد الأختبار
وأستكملت باقى الأختبارات بنجاج ولم يتبقى غير كشف الهيئه ولكنى كنت قد فقدت ميزة القبول للكلية البحريه وحكيت ما حدث لأخى الأكبر فقال لى أذهب لكشف الهيئه وأعرض مشكلتك أمامهم لربما يعيدو لك الأختبار وقد كان ودخلت لجنة كشف الهيئة بها لا يقل عن 10 لواءات غير الفكه ووقفت أمام مدير مكتب التنسيق لواء مشهور عنه بالفظاظه والقسوه
وبعد أن قدمت نفسى لهم قال المدير بصوت كئيب وكله تشفى : أنت ياطالب كاتب الرغبات الثلاثه قوات بحريه وأنت ساقط سباحة تحب تدخل الكليه الحربيه
ووقفت بكل شجاعة وحكيت له ماحدث وأننى فى كلية طب أسنان القاهرة ولن أرضى ببديل عن الكليه البحريه وأننى مستعد لأجراء الأختبار الأن وفتحت سوستت البنطلون ليشاهدوا المايوه ..أنشغل المدير بالرد على التليفون فنادانى اللواء البحرى مدير الكليه البحريه وهو مبتسم وسعيد برغبتى فى الأنضمام للبحريه وقال : إذا كنت ياطالب لك رغبه أكيده للأنضمام للبحريه أقبل الأنضمام للحربيه وفى نهاية فترة الأساس أمتحن سباحة وتعال عندنا
يفرغ المدير من التليفون ثم يعيد على نفس السؤال : هل تقبل بأضافة رغبتك للحربيه ..وكان ردى هو الذى صدمه وجعله ينفعل وكان فاضل يقوم يأكلنى
فقلت له : زى بعضه لحد مانشوف لها حل ..فضحك باقى اللواءات وهذا ماجعله يعطينى درس فى الوطنيه والمسؤليه وقيمة الكليه الحربيه فى أنها خرج منها الزعيم جمال عبد الناصر ومعظم الضباط الأحرار وهم قادة وأسياد هذه البلد وأنها مصنع الرجال وعرين الأسود وأنهى حديثه بشخطه أرتعدت منها وهو يقول : أتفضل أطلع بره
وسرت وحدى شريدا محطم الخطوات
وتأكدت بما لا يدع مجالا للشك بأنى ياولدى مرفوض مرفوض ولم أحكى على ماحدث لأحد وعدت إلى كلية طب الأسنان لأحضر محاضراتى ولغيت من دماغى فكرة الكيات العسكريه ولم أذهب طبعا للأطلاع على نتيجة كشف الهيئه ..وبعد شهروأنا فى غرفتى أذاكر وأنقل المحاضرات يدخل أخى الأكبر ومعه تلغراف وأسمع تهليل وزغاريط فى الصالهع أجمل شيئ أن تحب ماتتعلم الحلقة رقم 5
من مشوار زيزو
وكانت المفاجأة فقد أرسل مكتب التنسيق تلغراف بقبولى بالكليه الحربيه وكانت سعادة أخى وأمى وأخوتى لا توصف وخاصة أمى التى كانت نفسها وُمنى عينها أن يتحقق حلمها فى أن تجد أبن من أبنائها يرتدى البدله الميرى ليكمل مشوار أبيها (أللى هو جدى) فى السلك العسكرى
تحتفظ بصورته فى الصالون وهو بالبدله الميرى المزينه بالنياشين ويضع تحت أبطه عصا القياده وهو بارم شنباته وينظر نظره كلها ضبط وربط بالطربوش الشهير فقد كان من شهداء حرب فلسطين فى عام 1948 وكان برتبة صاغ (رائد) فى ألاى المدفعيه المضاده للدبابات ومع الصورة كانت تحتفظ بوسام الشرف الذى أهداه مولانا المعظم فاروق الأول ملك مصر والسودان لروح الشهيد ..ولا تمر مناسبه ألا وحكت عن بسالة جدى وشجاعته وأنها بنت عيله وأبنة شهيد ..وخاصة عندما يدب أى خلاف عائلى مع والدى أو عماتى
وعندما علمت بالنتيجه خلعت الصوره من على الحائط وهى تبكى وتقبلها وهى تقول : أخيرا يابابا أبنى حيبقى ضابط زيك وياخد بتارك ..لقد هزتنى هذه الكلامات وظلت عالقه فى أذنى حتى يومنا هذا وكنت أريد أن أعترض بعدم الذهاب للكلية الحربيه ولكنى أمام كلماتها وفرحتها ودموعها لزت بالصمت وسلمت أمرى لله
وفى الميعاد المحدد سحبت ورقى من كلية طب أسنان القاهرة وقدمتها بالكلية الحربيه وألتحقت بالكليه على أمل أن اقضى أول سنه وأنقل إلى الكليه البحريه وبدأت فترة المستجدين وما أدراك ما فترة المستجدين ولكننى صمدت وتحملت من أجل أمى ..وأنا من داخلى بألعن اليوم الذى دخلت فيه وأنتهت فترة المستجدين لأخرج فى أول أجازه ببدلة الكليه الحربيه وكنا فى وقتها لنا شنه ورنه وقيمه وسيما ودخلت على أمى بعد غياب 45 يوما فأحتضنتنى وهى تبكى وتترحم على أباها الشهيد
نترك هذه الذكرى المليئه بالدموع ونستمر فى سرد باقى الذكريات
عندما دخلت الكليه الحربيه كان عمرى وقتها 18 سنه وثلاثة أشهر فأنا من مواليد برج الأسد ..وأنا كشاب صغير فرحت بالبدله والأحترامات والتعظيمات التى أنالها من الجميع ونظرات البنات ومعاكساتهم وسهولة التعرف عليهن فقد كنت شاب ملو هدومى وتتمناه أكبر العائلات
وعرضت عليا وأنا مازلت طالب بنات زى القمر ولكن أمى نصحتنى ألا أقبل ألا بعد أن أتخرج وأكون على الأقل يوزباشى ( نقيب)
ونسرع قليلا فى هذه الفتره لأنها كلها غراميات ومقابلات وحاجات ومحتاجات محتاجة أن أكتب فيها كتاب فقدعرفت فى هذه الفترة العديد من بنات العائلات وبنات الجيران وزميلات أخواتى البنات وكانت لى أخت تكبرنى بعامين جائت لى يوما وأخبرتنى بأن صديقتها (ل) تريد أن تتعرف عليا فقلت لها أنها تكبرنى بثلاثة أعوام فقالت لى أنها قالت لها ذلك ولكنها أستحلفتها بالله أن تعرض الأمر عليا وفى الحقيقة كانت بنت جميله جدا ..وأخذنى الغرور وقلت لها خلينى أقابلها الخميس والجمعه القادمين ..وفى الميعاد حضرت( ل ) وجلسنا نتحدث سويا على أنفراد وفى نهاية الحديث نظرت أليا وهى تقول : أنت بتقول عليا مجنونه أزاى أفكر فى واحد أصغر منى ولكنه الحب وأتمنى أن نتزوج ..سكت وأنعقد لسانى ماذا أقول لها .. ..وعندما سكت ولم أرد قامت بهدوء وأنسحبت من المكان على وعد أن أفكر حتى يتم التخرج ومازالت ل تعيش حتى الأن
وعندما أقابلها تضحك وتقول سميت أسم حفيدى على أسمك حتى لا أنساك
ما أصعب الحب عندما يكون من طرف واحد..وسلطان الغرام أقوى سلطان
( كفايه كده غراميات )
الحلقة رقم 6
من مشوار زيزو
أمى بعد أن قامت بترتيب دولابى الخاص وقفت حائره أمام هذا الكم الهائل من الهدايا والكروت الحمراء والتذكرات وبلاوى ثانيه كثير فسألتنى رحمة الله عليها عن هذه الهدايا فقلت لها الصراحة: بأنها من صديقاتى وخطيبات وزوجات المستقبل فقالت : طب يابنى حترد الهدايا أزاى وأنت لسه طالب
أنا :ياستى ماتشليش هم مصيرهم يرجعوا لصحابتهم
كان زمان الهدايا مش دباديب ولا قلوب ستان حمراء ولا ورد بلاستيك كانت الهدايا كرفتات سوليكا وبلوفرات هاند مايد ومحافظ ودبابيس للقمصان والكرفتات ودبل وخواتم ذهبيه وحاجات عليها القيمه وكانت هدايا الشباب فساتين وجزم وشنط ومشغولات ذهبيه
حكاية ناديه التلاجة
ظل الأستاذ س يتردد على بيتنا كل خميس وجمعه ومعه أبنته ناديه الجميله لعل وعسى أن تكعبل الواد الظبوطه الحليوه وتنبهت أمى لهذه الزيارات الغير مبرره ولكنها كانت راضيه عن ناديه الجميله فتركت الأمور تسير كما يحب أهلها ..البنت كانت جميله وبيضااا زى القشطه ومبطبطه مثل مياده الحناوى المغنيه ..زرقاوية العينان ذهبية الشعر
(طبيعى مش أوكسجين) البنت مافيهاش غلطه ياخلق تحل من على المشنقه
ولكن كان فيه شيئ يقلقنى فى هذه الناديه فهى مثل تمثال الشمع الجميل الملظلظ لا أنفعلات ولا حراره ولا خفة دم (سبحان الله ..الحلو مابيكملش ) فلم أشعر ناحيتها بأى شيئ وطلبت منى أمها أن أقوم بتوصيلها للبيت ( حركات ستات عشان تدينى فرصة للتعارف ) البيت كان قريب ولكنها كانت تسكن فى الشارع الذى تقع فى القهوه التى كنت أجلس فيها أيام ثانوى
وأمسكت يدها لنعبر الطريق ( قال أيه خايف عليا ) ولكنى أرتجفت فقد شعرت ببروده عجيبه كأننى أمسك حتت ثلج وهى ولا هى هنا ومررنا من أمام القهوة فسمعت التعليقات والصفافير ..أشطه ياكابتن زيزو (الله يخرب بيوتكم يابوعده الناس فعلا بتاخد بالمنظر ) وتركتها تصعد لبيتها وكفايه عليها كده فقد أخذت مافيه الكفايه من دعاية غير مدفوعة الثمن ..وعدت فى المساء لتسألنى أمى عن رأيى فى ناديه فقلت لها : ثلاجه 18 قدم.. ضحكت وقالت أنا كان رأيى كده
هههههههه
الحلقة رقم 7 من مشوار زيزو
الصدمه
وتمضى أيام الكليه الحربيه بحلوها ومرها ولقاءات الخميس والجمعة حتى جاء يوم
25 مايو سنة 1967 عندما صدر أمر بتخريج دفعة القسم النهائى أثر التوتر الذى نشب بين مصر وأسرائيل وقيام الرئيس جمال عبد الناصر بغلق المضايق فى خليج العقبه أمام أسرائيل وأصبحت الأجواء مجهزه لقيام حرب ثالثه ..كانت الجماهير تهتف فى الشوارع حنحارب حنحارب وتخرجت الدفعة على عجل وخرجت باقى الكليه فى الصحراء القريبه من الكليه ( أللى أنشئ عليها حى النزهة الجديده ) خشية ضرب الكليه بالطيران كأنتشار
وبيتنا فى الخنادق وتشكلت منا مجموعات للدفاع عن مطار القاهرة ومداخل طريق مصر أسماعليه وطريق السويس وتم ترحيل جنود الخدمه بالكليه إلى الجبهة ولبسنا لبس الميدان وأستعدينا للمعركة المرتبقة كقوات حماية عن القاهرة
وتمر الأيام ونحن مرابضين فى الخنادق وكان مكانى بالقرب من ممر الطائرات على رشاش مضاد للطائرات عيار 12.7 ولم يصلنا أى أنذار بهجوم جوى حتى صباح يوم 5 يونيه قى الثامنه صباحا شاهدنا طائرتين يحومان حول الممر ومرسوم عليهم نجمه ونسأل بعضنا البعض الطيارات دى بتاعة أنهى بلد فواحد قال دى تونسيه وواحد حلف برأس أبوه أنها مغربيه حتى أقتربت فوق الممر وخرجت منها صواريخ وقنابل لتدمر بداية الممر ونهايته ونحن فى ذهول وبعد أن غادرت المكان سمعنا صوت صفارات الأنذار وطلقات المدافع القديمه 15 رطل وهى تضرب فى فرح العمده بيضرب على أيه ماحدش يعرف فهو معذور أو مذعور الله أعلم فلم يصله أنذار بالهجوم الجوى على جميع الطائرات وبعد ساعتين ظهرت الطائرات المصريه الميج وهى تنطلق فى السماء ونحن نهلل بالنصر مع صوت المذيع محمد سعيد فى صوت العرب وهو يعلن كل 5 دقائق بأننا أسقطنا عشرات الطائرات
وظللنا نتابع الحرب من خلال الراديو لمدة أسبوع وخفة حدة البلاغات العسكريه
وبدأت معلومات الهزيمة تصلنا وكلفنا بأستقبال الشاردين وتجميعهم فى معسكرات
ونحن لا نعلم أبعاد هذه الهزيمه سوى أن الجيش أنسحب لخط الدفاع الثانى وفى يوم 12 يونيه نفتح المذياع على بيان للرئيس جمال عبد الناصر ليخاطب به الأمه
ونجلس وكلنا أذان صاغيه وقلوبنا وجله على مصير هذه الأمه وفى نهاية الخطاب أعلن تنحيه عن الحكم وبتحمله المسؤلية كامله كان هذا الخطاب بمثابة الصدمه التى قضت على كل أمل فى الحياة ولا تتصوروا مدى حب الناس لجمال عبد الناصر فكيف تستقيم الحياة وتعود الأرض بدون هذا الزعيم العظيم وبكينا كالأيتام وبكى معنا الشعب المصرى كله وخرجت المظاهرات من كل بيت وكل شارع وأندفعت الجماهير لقصر القبه وهى تنادى برفض التنحى وأنها ستقاتل بكل ما أوتيت من قوة وهذه من اللحظات التاريخيه لهذا الشعب العظيم وعاد جمال عبد الناصر للحكم وأحتلت أسرائيل الضفة الشرقيه للقنال وبدأت فى ضرب مدن القتاه الثلاثة وبدأت الهجرة وأخليت من سكانها وحدثت تغيرات سياسيه وأنتحر المشير وبدأ الأعداد لتنظيم الجيش وتطهيره من العناصر الفاسده وتحولت مصر إلى سكنه عسكريه تحت شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وأستدانت مصر ولجئنا للأتحاد السوفيتى القديم ليمدنا الحلقة رقم 8 من مشوار زيزو
ضياع الحلم
ونتيجة طبيعية للنكسه أختفت القيادات السابقة وتغيرت الأوضاع ولم يعد أحد يسمع أو يستجيب ولم أستطع أن أحقق حلمى بالألتحاق بالكلية البحريه أو حتى تقديم الأستقاله فى هذه الظروف السيئة وتم دمج سنين الدراسة وألغيت الأجازات وأمتدت ساعات الدراسه لتشمل الليل والنهار وتخصصت فى جناح المدرعات (الدبابات) وتخرجنا على جيش مهزوم وتوزعنا فورا على الجبهة
وبدأت ملحمه جديده فى التدريب والتجهيز لمعركة التحرير ولم يعد لنا أجازات أو ترقيات أو أى أمتيازات بل تعرض هذا الجيش لحرب داخليه لتقضى على البقيه الباقيه من روحه المعنويه بالرغم بأن القوات المسلحة المصريه لم تحارب أصلا وحسبت عليها هذه المعركة الخاسرة نتيجة لسوء التخطيط من القيادة العليا وأن مصر تم جرها لهذه المعركة دون أن تستعد لها وأصبح على الجيش المصرى أن يكون أو لا يكون وبدأ التدريب على العبور والأسلحة الجديده لتحقيق النصر
وجائت وفاة جمال عبد الناصر المفاجأة صدمه ثانيه فقد كان يحضر بنفسه مناورات وتدريب الجيش وفى أواخر أيامه كنا على وشك العبور وأجريت العديد من التحركات والمعارك الفرعية مثل رأس العش وتدمير ميناء أيلات ومعارك البلاح وخطف جنود وأسرى يهود وقصف بالمدفعية والطيران على طول الجبهة
وتولى الرئيس السادات فى وقت كانت فيه القوات المصريه مستعده لتفيذ معركة العبور وتأخرت هذه المعركة سنتان لظروف سياسيه بالداخل مثل ثورة التصحيح وغيرها وأصبحت القوات متعطشة ليوم الثأر وقد جاء هذا اليوم فى السادس من أكتوبر عام 1973 وكان لى شرف الأشتراك فى هذه المعركة المقدسه
وسأحدثكم عن هذه المعركة بالتفصيل حتى يعلم أبنائى وبناتى شجاعة وأستبسال الأنسان المصرى فقد سرت فى هذه السنوات لغة غريبه تقلل من قيمة هذا النصر
نعم هو النصر الوحيد للشعب المصرى فى العصر الحديث وأى نصر لو علم الجميع بالصعوبات التى كانت تواجه الجيش المصرى ومابذلوه من دماء لأحتفلوا أحتفالا يليق بهم
كنت فى هذه الفترة برتبة نقيب وقائدا لسرية دبابات فى قطاع الجيش الثالث الميدانى وكنا نشكل الكتيبة المقدمه للجيش وكانت الخطة تبدأ بالضربه الجويه على مراكز وحشود العدو فى العمق وعلى شاطئ القناه ثم يتبعها قصف بالمدفعية على النقط الحصينه كانوا تقريبا 31 نقطة وكان قائد المدفعية فى الجيش الثالث العميد اركان حرب محمد عبد الحليم أبو غزاله ..وبعد الضربه الجويه والتمهيد النيرانى تبدأ المشاه بالعبور بقواربها المطاطيه ومعها عناصر من سلاح المهندسين لفتح الثغرات فى الساتر الترابى كل هذا تم فى ساعتين وهذا الجيش صائم وهو يقاتل ويظهر العلم المصرى على الضفه بعد أن عبرت رؤس الكبارى
( رؤس الكبارى هى القوات التى تقوم بحماية الكوبرى من الناحية الأخرى )
وأندفعت عربات الكبارى لتسقط أجزاء الكوبرى فى مياه القناه وتم أنشاء أول كوبرى لتندفع عليه كتيبتى التى أعمل بها ( لا أستطيع أن أصف لكم يا أبنائى شعورى وأنا أعبر القناه ويصل جنزير دبابتى على أرض سيناء بكاء وصريخ وتكبير وفرحة ما بعدها فرحة وأنت تحرر أرضك من دنس الصهاينة الأنجاس
وظهرت صورة جدى الشهيد وأمى وهى تبكى وتوعده بأن أبنها سيأخذ بثأره
حقا أنها لحظات لا أنساها
وبدأت دباباتنا تعبر الواحده تلو الأخرى ونندفع داخل سيناء لمسافة كيلو ونصف وكلما أزداد عددنا نتقدم أكثر للمسافة التى تحمينا من ضرب طيران العدو وفى حماية قواعد الصواريخ فى الضفة الغربيه وكنا نعلم تماما بأن العدو لن يسكت وسيقوم بهجوم مضاد لأحباط عملية العبور وكنا فى الأنتظار ونحترق شوقا لمقابلة العدو ..وبدأت المعارك الحقيقية ويبدأ سقوط خط بارليف الحصين أسطورة أسرائيل
الحلقة رقم 8 من مشوار زيزو
معركة الدبابات
اليوم هو التاسع من أكتوبر عندما قام العدو بمحاولة الهجوم على رؤس الكبارى فى قطاع الجيش الثالث لمنع تدفق قواتنا للضفة الشرقية من القناه وبدأ هجومه طبقا لعقيدته القتاليه سنتوقف قليلا ياصحاب لمعرفة عقيد الصهاينه حتى يمكنك تفهم طبيعة هذا العدو الجبان الذى ملء الدنيا ضحيح بأنه الجيش الذى لا يقهر ..وتعتمد عقيدته على الأتى ..على الهجوم الخاطف وأمتلاك زمام المبادئه والأستخدام الكثيف للنيران وعندما يلقى مقاومه يقوم بعمل الأتى
1- أستدعاء القوات الجويه للتغلب على المقاومه
2- إذا فشلت القوات الجويه يلجأ للصواريح بعيدة المدى ولا يمنع من أستخدام الغازات السامه وكل ماهو محرم دوليا
3- إذا لم ينجح الهجوم الجوى أو النيران الكثيفه فيلجأ للأنسحاب أو الألتفاف أو الأستسلام
وفى حرب أكتوبر المجيده قامت القوات المصريه بحرمان العدو من وسائل وأساليب عقيدته القتاليه وذلك بأنها أمتلكت زمام المبادئه بأقتحامها المدبر لقناة السويس.. وأسرائيل فى تاريخ حروبها مع العرب كانت هى البادئه بالهجوم
حرمان العدو من أستخدام قواته الجويه أمام حائط الصواريخ والمعدات الجديده التى أستخدمها الجيش المتقدم لحماية القوات المقتحمه وأثناء تقدمها
- حرمان العدو من أستخدام صواريخه وأحتياطاته التكتيكيه القريبه والتعبويه البعيده فى عمل هجمات مضاده على قواتنا المتقدمه فى العمق وذلك عن طريق ضربها بالطيران والقوات التى تم أنزالها خلف خطوطه ( الصاعقة والمظلات )
- أفقاد العدو سيطرته عن طريق ضرب وتدمير مراكز قيادته
كانت ملحمه مخططه على أعلى مستوى أستخدم فيها المصريون عقلهم وفكرهم بدون تدخل من أحد ..وأختفت طائرات العدو من سماء المعركة بعد أن تكبدت خسائر فادحة أمام حائط الصواريخ ولم يبقى أمامهم غير الهجوم بالدبابات والمشاه الميكانيكه وظهرت أول دبابه للعدو فى قطاع كتيبتنا وكان من نصيبها طلقة قاتله أشعلت فيها النيران وتوقف تقدم العدو ليقوم بالألتفاف حولنا بقوة لواء مدرع ولكن قائد الكتيبه الشهيد عبد المنعم أمرنا أن نتقدم لنكون فى قلب هذا اللواء المدرع لحرمانه من حرية المناوره وضرب لنا المثل بدباته الى أندفعت كالصاروخ فى أتجاه العدو وفتحنا جميعا فى تشكيل المعركه 31 دبابه أمام لواء مدرع به 100 دبابه نسبه لا تقارن فى الهجوم ولكنها تصلح للدفاع ..فتفاجأ العدو بالأقتراب مع ضرب شديد للنيران بكثافة عاليه فنصطدم بقيادة اللواء المدرع الأسرائيلى فتفنى عن آخرها وبدأت كتائب اللواء تتخبط وهى لا تعرف فى أى أتجاه تسير وأنهالت قنابل الدبابات من كل مكان والمدفعية من خلفنا أحالت المنطقة إلى جحيم والعدو يحاول أن يتخلص من المعركة بأى طريقه ونحن نتقدم فى أتجاهة بجرأة وبسالة منقطعة النظير ودمرت لنا 7 دبابات وخسائر العدو تزداد فى كل لحظه وياله من منظر وأنا أشاهد دبابات العدو وهى تحترق وجنودها تهرب فى الصحراء لتحصدهم دانات المدفعية والهاونات ..ومازال الشهيد عبد المنعم يتقدم ونحن من خلفه حتى أصبحت سرية المقدمه على مسافة 300 م من دبابات العدو وهى مسافة لا تسمح بتصويب مدافع الدبابات ( توجد منطقة ميته تنعدم فيها الرؤيا لجميع الدبابات ) وخرجت أطقم الدبابات وأستخدمت الرشاشات المثبته فى الأبراج ومرت 15 دقيقه كأنها 15 سنه والقتال على أشده حتى هدأ المكان سوى من صوت الرشاشات والصرخات والتكبيرات وتوقفت مدفعيتنا ومدفعية العدو عن الضرب وهرب القليل والمتبقى من اللواء المدرع الأسرائيلى فى أتجاه الشرق بعد أن دمرنا وأصابنا أكثر من 50 دبابة وناقلة جنود وأسرنا 15 جندى وضابط من أطقم الدبابات الأسرئيليه وجائت لنا الأوامر بالتمسك بالمكان لحين وصول النسق الثانى لقواتنا وعندما غربت الشمس تجمعنا لنعود للخلف ومعنا شهدائنا الأبرارونقوم بتسليم الموقع للقوات الجديده
وفى اليوم الحادى عشر تم تدعيمنا وأعادة تشكيلنا من جديد بدبابات وأطقم جديده وقائد جديد لنعمل فى النسق الثانى وعلى مسافة 5 كيلومتر من القناه وتقدمت القوات فى أتجاه المضايق وتوقفت بأوامر من القياده العامه لحين وصول أحتياطات أخرى لتطوير الهجوم ولولا هذه الوقفه لأستكملت القوات المصريه تقدمها حتى الحدود الدوليه ولم تحدث الثغرة
وبعد هذا النصر والتوقف أرتكبت القياده أكبر غلطه أستراتيجيه لتطوير الهجوم لرفع الضغط عن الجبهة السوريه فقامت بتحريك الفرق المدرعة التى تحمى ظهر الجيش الثانى والثالث الميدانى من الغرب إلى الشرق وظهرت هذه الصور واضحة على اقمار التجسس الأمريكيه وأستغل العدو هذه الغلطه وعبر غرب القناة بقوات صغيره ثم أزدادت مع الوقت وتنبهت القياده لهذا الخطأ فكان يوجد أمران رأى للفريق سعد الدين الشاذلى وهو أن يعود جزأ من القوات التى عبرت للقضاء على الثغرة وتدمير من فيها ورأى آخر أن يتم محاصرتها بقوات جديده تندفع من القاهرة ( فرق الحرس الجمهورى وقوات من القاهرة ولكن الرئيس أنور السادات كان مع الرأى الثانى
فقد كان الشاذلى يخطط لتدمير كل من فى الثغره بفتح الأهوسه وتقدم اللواءات المدرعة من خلالها مع قوات الصاعقة لتجميع هذه القوات فى مكان يسمح بأبداتها بالصواريخ ..وأختلف الفريق الشاذلى مع السادات وقام الأخير بأقالته وسلم قيادة الأركان للفريق عبد الغنى الجمصى ..ويقال أن السادات تعرض لضغط من الأمريكان على يد هنرى كسينجر وزير خارجيتهم لثبيت الوضع على ماهو عليه وعدم تصفية الثغرة التى بها عشرة آلاف صهيونى وهو مايسبب كارثه لأسرائيل ووعدوه بأسترداد كامل أرضه وأنسحاب كانت مصر قبل النكسه فى حالة يرسى لها فتحكمها المخابرات وزوار الفجر والأعلام الموجه والرقابه ومراكز القوى وكان عبد الناصر فى وادى والعصبه الأثمه فى وادى آخر..وعندما قام مدير صوت العرب محمد سعيد بأذاعة بلاغات كاذبه كانت بتوجيه من مدير المخابرات العامه صلاح نصر وكانوا بهذا يقصدون رفع الروح المعنويه لرجل الشارع وتم محاكمتهم ودخلوا السجن فى قضية المشير
كان عبد الناصر حبيب الجماهير فى كل الوطن العربى وليس فى مصر فقط فهو الذى أحيا فكرة الأمه العربيه وكان العدو اول لأمريكا وأسرائيل وكان زعيم له وزنه وشعبيته يخشاه العدو قبل الصديق ولو ذكرت أنجازات هذا الرجل وأخطائه لكتبنا فيها كتب ومراجع وأنا بقول وأنا واثق أن بطل العبور ليس حسنى مبارك ولا السادات ولكنه عبد الناصر الذى مات قبل أن يحرر أرضه وهو الذى قام ببناء الجيش من جديد وبعث فى الأمه روح الصمود
وخلت الساحة العربيه من الزعامه بعد وفاته وظهرت مُسخ فى الدول العربيه تحاول تقليده وتتربع على كرسى الزعامه وهم أقزام بالنسبه له
ولاداعى لذكر الأسماء
وجاء أنور السادات ليتولى الحكم وهو لا يملك مواصفات الزعيم السابق ولكنه كان يملك عقليه ذكيه أستطاع بها أن يضحك على اليهود والأمريكان ولا نقلل من شأنه فقد كان يملك الجرأه فى أن يوقع قرار الحرب وعندما ظهرت بوادر النصر أستطاع أن يستثمرها لتوقيع معاهدة السلام ويبدأ عصر جديد من البناء والأنفتاح والتخلص من أخطاء عبد الناصر السابقة
وجاء الرئيس حسنى مبارك وأستطاع بدبلوماسيه هادئة أن يستعيد طابا
ويحافظ على المكاسب التى حققها السادات ورغم طول فترة رئاسته تعرضت مصر لأكثر من مره للوقوع فى الفخاخ التى كان ينصبها اليهود والأمريكان وأستطاع ببراعة أن يخرج منها دون أن يعرض شعب مصر للوقوع تحت يد المستعمر الصليبى الأمريكى
وتعرض الرجل للكثيرمن النقد والهجوم من أذيال العرب
الخلاصة
يابنيتى بأن جمل عبد الناصر وأنور السادات وحسنى مبارك رجال مصريون مائه فى المائه وعندهم وطنيه وشجاعة وأخلاص لوطنهم وكل منهم له أخطائه وأنجازاته
وأنا شخصيا أكن لهم جميعا كل الحب والأحترام
أسرائيل الآمن داخل حدودها دون أن يحدث هذا الدمار
الحلقة رقم 9 من مشوار زيزو
طلبنى قائد الكتيبه لتلقى المهمه الجديده وكنا فى ذلك الوقت على مسافة 10 كيلو من شاطئ القناه وكانت المهمه تتلخص فى حماية الجانب اليسار أثنا تقدم القوات لتطوير الهجوم فى أتجاه الغرب وكنا نعلم بأن العدو أعاد تجميع قواته ودفع بقوات جديده من عمق سيناء ومن داخل أسرائيل لأنقاذ مايمكن أنقاذه لقواتهم التى دمرت فى خط بارليف وكانت قواتنا قد قامت بدفع اللواءات المدرعة والميكانيكيه بعد أن عبرت القناه وهى فى أنتظار معركة تصادميه مع لواءات العدو الأحتياطيه
مهمة التامين أصعب من مهمة الهجوم للجوء العدو لأعمال الألتفاف والتطويق من الأجناب بمعنى أنه فى أى وقت يمكن أن تكون فى مواجهة القوة الرئيسية للعدو
أستلمنا المهمه وبدأنا التحرك لتعديل أوضاعنا بحذر خشية الأصابه بالصواريخ التى تطلقها الطائرات الهليكوبتر التى تظهر وتختفى أمامنا ومن خلف التباب ..وأستطعنا أن نحتل مجموعة من التباب التى تشرف على وادى متسع يحتمل أستخدامه لعمليات تقدم وألتفاف العدو وبدأ المراقبين من المشاه حاملى الأر بى جيه فى الأختباء والتبليغ عن أى تحركات للعدو كان المكان مثاليا للمعركة يخفى الوحدات
تماما وحدث ماتوقعته القياده وبدأ العدو المعركة بقصف جوى متتابع أستمر مايقرب من ساعة والصواريخ المضاده للطائرات التى يحملها جنودنا تتراشق معه بالأضافه إلى صواريخ الشيلكا المحمله على المجنزرات تصطاد طائراته وتسقطها وتجعلها تحلق على أرتفاع عالى وتوقف الهجوم الجوى بعد أن فشل وبدأت المدفعيه الأسرائيليه بالتمهيد للهجوم ولا ترد عليها المدفعيه المصريه حتى لا يتم تحديد أماكنها والقيادة الأسرائيليه تتعجل الهجوم بعد أن وصلتها أستغاثات جنودها المحاصرين فى النقط الحصينه لخط بارليف وتقوم المشاه والقوات الخاصة بتصفيتها ..وبدأ خروج الدبابات الأسرائيليه بوحدة أستطلاع ومعها دبابتين وبدأت بأطلا ق النيران على قواتنا لتحديد مواجهتها وأعدادها وأجنابها وقواتنا لاترد فقد تعلمنا الدرس جيدا وحفظنا العقيده القتاليه للجيش الأسرائيلى وبدأ قائد القوة المهاجمه اليهوديه بدفع طابور من الدبابات والمركبات المجنزره دون أن يفتح فى تشكيل قتال لأنه لا يعرف كيف تنتشر قواتنا
وبدأت مدفعيتنا فى الضرب ومعها مدفعيتنا الموجوده فى جهة الشرق والتى لم تعبر
فهربت دبابات العدو لجهة الغرب وأستمر هذا الحال يتكرر ودباباتنا لم تطلق طلقة واحده لعدم كشف أماكنها ..وبدأنا ندخل فى ساعة العصر وأصبحت الشمس فى وجوهنا وبدأ الهدوء يخيم على المكان ولكن أصوات الجنازير تصل لمسامعنا فقد بدأ العدو يمارس هوايته فى الألتفاف ويبتعد عن مرمى أسلحتنا المباشره وتظهر تشكيلاته بعيدا فى الأفق وهو يتقدم فى أتجاه سرية الجنب الموجود فيها وينبهنى قائد الكتيبه أن لا يتم الرمى ألا على أفضل مسافه وهى تتراوح من 500 إلى 700 متر وبدأ الهجوم من الجنب وأقتربت دبابات العدو وهى تطلق نيرانها بعشوائيه
وأصدرت الأمر بالخروج والضرب سويا والعوده خلف التباب وفوجئ العدو بنا وأبراج دباباته تتطاير فى الهواء فمنهم من تراجع ومنهم منأصيب أصابة قاتله وتقدمت ثلاثة دبابات بسرعة رهيبه لأختراق الموقع وهنا جاء دور المشاه التى أحالتهم لشعلة من النار بواسطه قذائف الأر بى جيه التى تحتاج لدقة فى التصويب وقلب من حديد أن يقف الجندى أمام دبابه وهى تجرى فى أتجاهه وتطلق نيرانها عليه ويصوب ناحيتها ويطلق قذيفته هذا هو منتهى الشجاعة والفدائيه
نفس ماحدث على الجنب اليمين هو ماحدث على الجانب اليسار وأنطلقت دبابات اللواء المدرع المصرى لتلتف حول القوات المهاجمه وأحدثت بها خسائر فادحة وتجبرها على الأنسحاب
وأذن أذان المغرب من فوق الدبابات المصريه ومع الأذان صيحات خمسة آلاف مقاتل الله أكبر ..الله أكبر .. وعندما هبط الليل بدأت القوات الأسرائيليه تسحب قتلاها من أرض المعركة على ضوء القمر وتحت طلقات رشاشات المشاه المصريه ومدافع الهاون وزادت خسائرهم فى هذه الليله المباركه التى أكتمل فيها القمر لتذكرنا بمنقلب بدر الذى توارى فيه الكافرين
الحلقة رقم (10) من مشوار زيزو
السلاح السرى فى معارك أكتوبر
لن أحكى كثيرا على البطولات الكثيره التى شاهدتها فى معارك أكتوبر فالجندى المصرى الشجاع كان هو السلاح السرى فى المعركه وقد تسبب فى أحداث الصدمه الكبرى لقادة أسرائيل فقد أستطاع هذا المقاتل أن يهزم التكنولوجبا والأسلحة الحديثه بالرغم من أرتفاع نسبة الأميه قياسا للجندى الأسرائيل الذى تعلم وتخرج من الجامعات فقد كانت هذا هو سبب الحسرة التى أكلت قلوب الشعب الأسرائيلى وهو يشاهد أبنائه على شاشات التليفزيون وجيشه الذى لا يقهر وهذا الأنسان البسيط وهو يسحبهم أمامه كالقطيع وهم أسرى ولا زالت هذه الصورة عندما يشاهدوها يبكون ويولولون بالرغم من مرور 36 سنه عليها وكذلك صورته وهو يدُك أقوى الحصون العسكريه ويقتحم أكبر مانع مائى فى التاريخ العسكرى ويدمر أحدث الأسلحة التى زودتها بهم الولايات المتحده الأمريكيه والغرب وكان تسليحه البندقيه والأراده الحديديه ولا أخفى عليكم سراً.. بأن معظم تسليح الجيش المصرى كان أقل كثيرا من جيش اليهود فقد حاربنا بدبابات موديل سنة 1939 وصواريخ موديل 1950 وطائرات أقل أمكانيه بمراحل مما تملكه أسرائيل وقس على ذلك مختلف الأسلحة فى الوقت الذى سخرت لهم الولايات المتحده كافة الأمكانيات والتكنولوجيا الحديثه وفتحت لهم جميع ترسانتها الحربيه وأمدتهم بأسلحة لم يستعملها الجيش الأمريكى نفسه بالأضافة إلى اقمار التجسس التى أمدت أسرائيل بكافة المعلومات مما ساعدهم فى عمل الثغرة ولولا هذه المساعدات لتمزقت أسرائيل تحت أقدام الجنود المصريين ..وقالها واضحة وبصراحة وزير الخارجيه الأمريكى اليهودى هنرى كسينجر للسادات بأن أمريكا لن ولم تسمح بتغلب السلاح الشرقى على السلاح الأمريكى رغم تقوق السلاح الأمريكى بمراحل ..وظهرت الأسلحة الجديده فى المعركة وشاهدنا دبابات أصابها الجنود المصريين ولم تسير على الأرض أكثر من 100 كيلومتر وبشحمها ..وأشترك طيارين من حلف شمال الأطلنطى بالأغارة على قواتنا ..وبكت جولدا مائير رئيسة الوزراء فى ذلك الوقت علنا وهى تطلب مساعدة أمريكا ويهود العالم قبل أن تُمحى أسرائيل من الوجود
أبنائى جُرح حرب أكتوبر مازال ينزف فى أسرائيل حتى الأن ونحن هنا نسينا قيمه هذا الأنتصار ولا نعرف أبعاده وتأثيره على المواطن الأسرائيلى ..مازال بعض القاده هناك يرددون مقوله بأن العدو الحقيقى لأسرائيل هو مصر حتى لو كُتبت مئات المعاهدات .. فى كتاب النبؤات المقدس لليهود بأن النار التى ستحرق شعب أسرائيل ستأتى من الغرب ..ولا نستغرب عندما يقف وزير خارجيتها الحالى (ليبرمان )وهو يهدد بضرب السد العالى لأغراق المصريين ومحوهم من الوجود
يا أبناء مصر يا شرفاء فوقوا وتنبهوا وأعلموا من هو عدوكم ورسخوا فى أذهان وضمير الأجيال القادمه أهمية نصر أكتوبر ..وأقرأوا تاريخ أبائكم وأجدادكم الذى سطروه بالدم وأعلموا بأن النصر حليفنا وهو وعد من الله الذى لا يخلف وعده ولتعلموهم كيف أشاد رسول الله بالجندى المصرى عندما قال : إذا فتح الله عليكم مصر فأتخذوا منهم جندا كثيفا فأنهم فى رباط إلى يوم القيامه
وكثيرا ما كان يؤلمنى من بعض المقالات التى ظهرت فى بداية شهر أكتوبر فى هذا المنتدى.. وهى تسخر من أحتفال أجهزة الأعلام بنصر أكتوبر وتقلل من قيمة هذا النصر وتستخف به عن جهل وغباء وأختلطت عليهم الأمور فسبوا وطنهم وقللوا من شأنه وعظمه وتاريخ وحضارة أجدادهم وهذا مالم يحدث فى العالم من أبناء أى شعب ..وأسمع أصوات تردد وماذا بعد حرب أكتوبر ولماذا هذا الأحتفال طوال 36 عاما ..وأقول تاريخ الشعوب لا يحسب بالسنين.. وأنتصاراتها تعتبر الحافز والشرارة التى تنهض بها من بعد ضعف ..عرف هذا أجدادنا المصريين القدماء فتجد المعابد المصريه القديمه تخلد ذكرى أنتصارات رمسيس وتحتمس ومينا وأحمس وغيرهم من الملوك.. ومن العجيب أن هذه اللوحات حفظت على الجدران حتى هذا اليوم وكنت أتأملها وأنا سعيد بها بالرغم من مرور ألاف السنين وتمنيت أن تكون لوحة أكتوبر خالده أبد الدهر .. وياليت أهلى يعلمون
الحلقة رقم 11
يا أهلا بالمعارك
لو عاد بى الزمن من جديد وخضت هذه المعركة كنت سأصحب معى كاميرا للفيديو لأسجل بها هذه الأحداث الخالده ليشاهدها أبنائنا وبناتنا ويتيهنا بها فخرا فى كل وقت ويعلموا جيدا معدن وأصالة الأنسان المصرى صاحب الحضارة والتاريخ..سأذكر لكم بعض المعارك التى لم تسجلها كاميرات الأفلام التى تعرض فى ذكرى حرب أكتوبر
الأستيلاء على موقع عيون موسى
موقع عيون موسى كان يقع أمام مدينة السويس الباسله وعلى مسافة 5كيلومتر غرب القناة ..ويحتوى هذا الموقع على ست مدافع حديثة عيار 175 مم ومحصنه تحصين هائل أستخدمت فيه جميع وسائل التكنولوجيا من تدابير أمنيه ووسائل للراحة ومخازن للذخيرة الصاروخيه ..فهذه المدافع بعيدة المدى وتقوم الهليوكبتر بتصحيح الضرب لأصابة الأهداف التى تتحرك فى عمق قواتنا وكانت لها قوة تدمير هائلة ..وأستخدمها العدو الجبان فى ضرب مدية السويس الباسلة طوال فترة الأحتلال وأحال هذه المدينه الجميله إلى خراب فاق ماشاهدتوه من تدمير فى غزة أو الجنوب اللبنانى ..وكان صوت هذا المدفع معروف ويعلمه كل من خدم فى قطاع الجيش الثالث وقد أطلق عليه جنودنا الأبطال أسم ( أبو جاموس) لصوته المميز والغليظ عن باقى مدافع الميدان ولا أستطيع أن أصف لكم صوته البغيض
وما يسببه من تدمير على نطاق واسع وهذا المدفع تطوير للمدافع الساحليه بعيدة المدى ويصل مداه إلى 25 كيلو متر بالذخيرة العاديه وإلى 40 كيلومتر للذخيره الأضافيه ومساحة مربع التدمير تصل إلى فدان (4200متر مربع) وظل هذا الموقع يصب نيرانه طوال فترة الأقتحام وهذا ما أخر عبور الجيش الثالث الميدانى لما تعرض له من كمية النيران التى يطلقها هذا الموقع وأستطاعت الفرقة 19 مشاه بقيادة اللواء يوسف عفيفى أن تسحق هذا الموقع لتفتح الطريق أما باقى القوات بالعبور
ويقول الفريق عبد الغنى الجمصى فى مذكراته وصف عام للمعارك التى دارت على الجبهة المصريه
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( كان لإسرائيل ظهر يوم السبت 6 اكتوبر فى شمال سيناء مجموعة العمليات رقم 252 بقيادة الجنرال مندلر وهى مكونة من ثلاث لواءات دبابات بها حوالى 350 دبابة ولواء ميكانيكى ولواء مشاة
وفى صباح اليوم التالى 7 أكتوبر كانت قواتنا قد نجحت فى الهجوم والعبور مع اقتحام أعقد مانع مائى ، وحطمت خطا دفاعيا محصنا .. وأنشات خمسة رءوس كبارى فى سيناء بواسطة خمس فرق مشاة وقوات قطاع بورسعيد بعمق 6 - 8 كيلو مترات بعد خمس معارك هجومية ناجحة ، ورفعت الأعلام المصرية على أرض سيناء
لقد تحقق هذا الإنجاز بأقل خسائر ممكنة ، فقد بلغت خسائرنا 5 طائرات ، 20 دبابة ، 280 شهيد ويمثل ذلك 2 ونصف فى المائة من الطائرات و 2% فى الدبابات و 3 % فى الرجال وهى خسائر قليلة بالنسبة للأعداد التى أشتركت فى القتال
الحلقة رقم 12
تابع من مذكرات الفريق عبد الغنى الحمصى
وفى نفس الوقت خسر العدو 25 طائرة و120 دبابة وعدة مئات من القتلى مع خسارة المعارك التى خاضها وسقط خط بارليف الذى كان يمثل الأمن والمناعة لإسرائيل ، وهزيمة الجيش الإسرائيلى الذى رددوا عنه أنه غير قابل للهزيمة
فقد سقط منها 15 حصنا تمثل عدد حصون خط بارليف وأصبحت الحصون الباقية تحت الحصار ..... وكان فى تقديرنا وتقدير القيادة الإسرائيلية أن خط بارليف فقد قيمته العسكرية بعد أن سقط نصف عدد الحصون وفقد حوالى 100 دبابة تمثل ثلث دبابتهم التى تقاتل فى الخط الأمامى
تحرك إلى سيناء يوم 7 أكتوبر فرقتان مدرعتان .. إحداهما بقيادة الجنرال ابراهام أدان على المحور الشمالى فى اتجاه القنطرة والفرقة الأخرى بقيادة الجنرال اريل شارون على المحور الأوسط فى اتجاه الإسماعيلية بالإضافة لفرقة مدرعة كانت موجودة فى الجبهة منذ بداية الحرب بقيادة الجنرال مندلر وبذلك أصبح لدى إسرائيل حوالى 950 دبابة بالجبهة مشكلة فى ثلاث فرق مدرعة تحت قيادة ثلاثة من القادة البارزين فى الجيش الإسرائيلى
وبينما كان حشد الاحتياطى الإسرائيلى يتم خلال 7 أكتوبر ( فرقة أدان وفرقة شارون) .. طار ديان إلى قيادة الجبهة الجنوبية سيناء حيث استعرض الموقف مع قائدها الجنرال جونين . ولا شك أن ديان أصبح على علم تام بالموقف المتدهور على الجبهة والخسائر التى لحقت بالفرقة المدرعة التى يقودها مندلر والتى وصلت خسائرها إلى مائتى دبابة أى ثلثى عدد دباباته وضياع فاعلية حصون خط بارليف والفشل فى إنقاذ الأفراد الإسرائيليين المحاصرين فيها
معركة القنطرة شرق
لقد كانت الحصون التى بناها العدو فى قطاع القنطرة شرق من أقوى حصون خط بارليف وصل عددها إلى سبعة حصون ، كما أن القتال داخل المدينة يحتاج إلى جهد لأن القتال فى المدن يختلف عن القتال فى الصحراء ، ولذلك استمر القتال شديدا خلال هذا اليوم .. واستمر ليلة 7 / 8 أكتوبر استخدم فيه السلاح الأبيض لتطهير المدينة من الجنود الإسرائيليين وتمكنت قوات الفرقة 18 بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى فى نهاية يوم 7 أكتوبر من حصار المدينة والسيطرة عليها تمهيدا لتحريرها
وجاء يوم الأثنين 8 اكتوبر وتمكنت الفرقة 18 مشاة بقيادة العميد فؤاد عزيز غالى من تحرير مدينة القنطرة شرق بعد أن حاصرتها داخليا وخارجيا ثم اقتحامها ، ودار القتال فى شوارعها وداخل مبانيها حتى انهارت القوات المعادية واستولت الفرقة على كمية من أسلحة ومعدات العدو بينها عدد من الدبابات وتم اسر ثلاثين فردا للعدو هم كل من بقى فى المدينة واذيع فى التاسعة والنصف من مساء اليوم 8 أكتوبر من إذاعة القاهرة تحرير المدينة الأمر الذى كان له تأثير طيب فى نفوس الجميع
الحلقة رقم 13
معركة الفردان
اعاد العدو تنظيم قواته وحاول أدان ـ فرقة ابراهام ادان المكونة من ثلاث لواءات مدرعة حوالى 300 دبابة ـ مرة أخرى الهجوم بلواءين مدرعين ضد فرقة حسن أبو سعدة واللواء الثالث ضد الفرقة 16 بقيادة العميد عبد رب النبى فى قطاع شرق الإسماعيلية ( الجيش الثانى ) ودارت معركة الفردان بين فرقة أدان وفرقة حسن أبو سعدة ..وفشل الهجوم وتم تدمير لواء عساف ياجورى وأسره
وهذه سطور من مذكرات عساف ياجورى وهو فى الأسر
كتب يقول : يبدو أنه مبنى التليفزيون ، وعندما رفعوا العصابة عن عينى ليبدأ المذيع حواره معى ، لم استطع فتحهما فى البداية لشدة أضواء الكشافات فى الاستوديو ، بعد ذلك ألقيت نظرة على الوجوه المحيطة بى ، كانوا ينظرون إلى بفخر وحب استطلاع . وكان شاب صغير بينهم يدخن فى عصبية ويرمقنى بنظرات حادة ثم يتحدث إلى من معه.
بعد انتهاء التسجيل معى للتليفزيون والتسجيل لإذاعة القاهرة الناطقة بالعبرية قادونى إلى مقر الأسر وقد نظموا لى طوال فترة وجودى عدة رحلات إلى الأهرام وفندق هيلتون كما التقيت ببعض اليهود الذين لا يزالون يعيشون فى مصر وذلك بناء على طلبى.
أثناء فترة أسرى كنت أقول لنفسى ترى ماذا حدث لبقية زملائى ترى هل وجدوا طريقهم إلى النجاة.
بعد عودتى من الأسر فوجئت بل أذهلنى حجم الخسائر التى وقعت فى صفوفنا ومع ذلك لم تعلن حتى الآن الارقام الحقيقية لخسائرنا.
حائر أنا ..حيرتى بالغة .. كيف حدث هذا لجيشنا الذى لا يقهر وصاحب اليد الطولى والتجربة العريضة ؟ كيف وجدنا أنفسنا فى هذا الموقف المخجل ؟ أين ضاعت سرعة حركة جيشنا وتأهبه الدائم ؟ ـ من مذكرات عساف ياجورى أشهر أسير إسرائيلى .
.حديث عساف يجورى لجريده الأخبار المصريه يوم 10 /10/ 1973
الحلقة رقم 14
لعبة القط والفار
أستطاع السادات أن يتلاعب بالقياده الأسرائيلية ومشاعر الشعب اليهودى بعد أنتهاء الحرب وأنسحاب اليهود وفك الأشتباك الأول والثانى فى محادثات الكيلو 101 التى كان يخوضها الفريق الجمصى وبعض القاده وكان فى يد السادات ورقتين أذل بهما الشعب والقياده الأسرائيليه وهى الأسرى وجثث ورفات القتلى اليهود
أما الأسرى فقد أصر السادات أن يتم الأفراج عن جميع الأسرى العرب سواء كانوا مصريين أو سوريين أو فلسطينين أو لبنانين أو غيرهم
وكما هو حال اليهود فى المماطله لم يستطيعوا أن يقفوا أمام مطلب السادات ولم يبحث فقط عن مايخصه دليل على وطنية وشجاعة هذا الرجل العجيب
أما الجثث ورفات القتلى اليهود تم تسليمها بالتقسيط المريح على مدى خمس سنوات للضغط على اليهود بأستكمال الأنسحاب ..وسنقف هنا قليلا لنعرف أهمية الجثة أو الرفات فى العقيده الدينيه والأجتماعية لدى اليهود
فلا أرث أو زواج بدون أن يتم أجراء الصلاة فى المعبد على جسد القتيل ولا يعرفون معنى أنه مفقود ففى الشريعة اليهوديه تظل روح القتيل معذبه حتى يتم الصلاة عليها فى المعبد ودفنها بواسطة الأسره ..هذا الأعتقاد جعل القياده والجيش الأسرائيلى تعمل المستحيل للحصول على جثثهم حتى لو وصل الأمر أن يقوموا بعمل معركة جديده للوصول لهذه الجثث وسحبها وهذا ماشاهدناه فى ميدان القتال فى سيناء وأثناء حرب الأستنزاف عندما ضربت زوارقهم فى البحر ..ظلوا طوال الليل يلتقطون جثثهم من عرض البحر بعد أن أحالوا ليله نهار وتحت حماية القطع البحرية والطيران وهذا ماحدث أمام بورسعيد ورأس البر ورمانه وأيلات أما فى حرب أكتوبر فكانت الخسائر فادحة ووحدات بأكملها أبيدت وجثث وأشلاء منهم أنتشرت وتبعثرت على مواجهة 250 كيلو وبعمق حتى 40 كيلو وهذه المنطقة واقعة تحت سيطرة الجيش الثانى والثالث الميدنى فأصبح فيه أستحالة للوصول لأماكن الجثث فتم تجميعها فى عدة أماكن ودفنها وكل فتره أو أزمه يرسل لهم السادات بأن القوات المصريه أثناء تطهيرها لأرض سيناء وجدوا بطريق الصدفة عدد من الجثث الأسرائيليه ..تخيل ياولدى مدى الحزن والنكد الذى يعم أسرائيل ولعدة شهور وهياج المعارضه على الحكومه والجيش ومعها باقى طوائف اليهود
مما أدى إلى أمرين مهمين أولا أستقالة جولدا مائير من منصبها وهذا لم يحدث من قبل فى أسرائيل وأستقالة موشى ديان وزير الدفاع بعدها فتى أسرائيل المدلل وبطل حروبها السابقة ..تشكيل لجان ومحاكمات لقادة الفرق بالفطاع الجنوبى وأقالة مدير المخابرات (الموساد )
ولو كانت أسرائيل دولة منتصرة كما يدعى بعض الحاقدين العرب فلماذا أستقالت جولدا وموشى ديان وأنعقدت المحاكمات والأستجوابات فى الكنيست وهذا لا يحدث ألا مع جيش أنهزم وأتمسح به الأرض
وظلت الحرب النفسيه تمارسها القياده المصريه بعد أنتهاء الحرب بحرفيه وذكاء.. واليهود فى أسرائيل وخارجها هم الذين طالبوا قادتهم بضروره أن تعقد أتفاقية سلام موثقة بدلا من المحادثات والوعود مع مصر التى أصبحت لها القدره أن تكيل لهم وتدمر أحلامهم وظهرت جماعات وأحزاب فى أسرائيل تبحث عن السلام
وجماعات تبحث عن الحرب والثأر من مصر وأطلقوا عليهم الحمائم والصقور
ومن خبرة حرب أكتوبر السياسيه عند التعامل مع هذا الشعب لا بد أن تكون أقوى منه وليس فقط القوه بل تجعله يشعر بأنك قادر على أن تستخدم هذه القوة فى أى وقت ..وبدأت المساعى بين الطرفين تحت الرعاية الأمريكيه وزار السادات القدس
وخطب فى الكنيست الأسرائيلى خطبه أرجوكم أرجوكم أن تستمعوا لها لتعرفوا مدى قوة وزعامه هذا الرجل الذى لم ولن يأتى زعيم مثله فى أن يقف فى عقر دارهم يبكيهم ويوبخهم ويضع العار فوق رؤسهم رحمة الله عليك ياسادات وخسئت أيدى القتله الذين أغتالوك يابطل
وبدأت محادثات السلام فى كامب دافيد بين السادات وبيجين والرئيس الأمريكى كارتر وأستمرت ما يقرب من شهر حتى خرجت المعاهده إلى النور
الحلقة رقم 15
معاهدة كامب دايفيد
تم التوقيع على المعاهده فى 29 /3 / 1979 وأصبحت سارية المفعول من يوم توقيعها على أن تنسحب القوات الأسرائيليه من سيناء على مراحل تستغرق ثلاث سنوات داخل حدود فلسطين قبل الأنتداب وتضاربت الأقوال والأراء من كل صوب وحدب عن حجم القوات داخل سيناء ووجود مناطق على جانبى الحدود منزوعة السلاح تتواجد فيها قوات بوليس الحدود وتحديد لعدد الأسلحه الموجوده على الجانبين وقد راعت المعاهدة حجم ومساحة أسرائيل وعدم وجود عمق لها يسمح بنزع السلاح فيه وهذا معناه أن تنسحب كافة قواتها حتى حدودها مع لبنان وهو وضع غير منطقى ونظمت المعاهده أماكن تواجد قوات الجيش الثانى والثالث على خطوط المنطقة أ,ب , ج , د وهذا واضح ومحدد فى المعاهده لمن يقرأ المعاهدة الموجوده على صفحات النت لمن يريد أن يعرف
وخرجت علينا الصحف العربيه ومازالت وهى تهاجم السادات وتصف المعاهده بالذل والخنوع والأستسلام وبما أننى كنت فى صفوف القوات المسلحة ورجل عسكرى مخضرم ودارس لأسلوب نقل وتحرك القوات والفتح الأستراتيجى للجيوش والوحدات المقاتله أقول وأنا كلى ثقه بأن مصر قادره على نقل جيوشها الموجوده فى شرق القنال بكامل عتادها وأسلحتها داخل عمق سيناء وخلف الممرات فى زمن لا يتعدى الست ساعات وتكون جاهزه للقتال وهذا ما حدث فى مناورات النجم الساطع فى عام 2007 عندما أنتقلت وتحركت القوات المصريه فوق الكبارى بقوة الجيشين فى ست ساعات فقط وهذا ما سبب أزمه كبرى وجدل كبير فى داخل أسرائيل صدر بعدها العديد من التقارير العسكريه بين البانتجون الأمريكى ووزارة الدفاع الأسرائيليه وتأكد للجميع بأن السادات رحمة الله عليه لم يكن أهبل أوعبيط أو مستسلم كما يدعى الأخوة العرب بل أستشار قادته العسكريين وأجريت الحسابات الدقيقه والأختيار المناسب لحدود المناطق الوارده بالمعاهده ..وأثبت الرجل وهو بين يدى الله الأن بأنه رجل محنك يعرف مصلحة شعبه وكيف يتصرف لمن يجيئ بعده
المهم أنه تم أستعادة كامل تراب أرضه ..ستقرأون يا أبنائى ويا أخوانى على صفحات النت بمن يسب فى السادات
ومن يشكك فى معاهدة السلام ويصف مصر بالعماله وبأنها باعت القضيه
كان يمكن للسادات أن يتفاوض بدلا من الفلسطينين فى كامب دافيد ويعلن قيام الدوله الفلسيطنيه التى فشلت القيادات الفلسطسنبه من فتح وحماس أن يتقدما خطوه واحه منذ 36 سنه ولكنه كان بعيد النظر وأفكاره كانت تسبق أفكار العرب بـ 50 سنه وأتصل بياسر عرفات ليلحق به فى كامب دايفيد ولكنه ذهب إلى العراق والخليج وليبيا ليستعدى عليه العرب ويكيل السباب لهذا الزعيم العظيم
أما باقى بنود المعاهده فهو كلام أنشائى يشيد بالسلام والتعاون دون أن يكون فيه أى ألزام على مصر مثل أى معاهدة أو أتفاق بين أى دولتين
وقامت الدنيا ولم تقعد بعد هذه المعاهده وخرجت قرارات مؤتمر بغداد وهدد صدام حسين العرب بكل سفاله عندما صوب مسدسه فى وجوههم وأمرهم جميعا بالتوقيع على قرارين القرار الأول مقاطعة مصر دبلوماسيا وأقتصاديا ونقل مقر جامعة الدول العربيه من القاهرة إلى تونس وأستمرت هذه المقاطعة لمدة عشر سنوات حتى أعادتها العراق وباقى الدول فى عصر الرئيس مبارك عنما أنهزمت القوات العراقيه وحوصرت فى جزيرة الفاو ولم يحل هذه المشكله ألا العسكريين المصريين الذين سافروا سرا إلى العراق للتخطيط وحل هذه المشكله العويصة التى أوقع نفسه فيها صدام حسين وأمدت مصر العراق بالسلاح الشرقى بعد أعادة تسليح القوات المسلحة المصريه بالسلاح الغربى وأتخاذ مبدأ تنوع مصادر السلاح الذى له أهميه أستراتيجيه كبرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق