تزوجت طبيبتى
الحلقة رقم ( 1 )
بعد أن انتهت الحرب وخرجت منها بسلام حدث لى حادث على طريق السويس عند نزولى أول أجازه فقد أنقلب بنا ميكروباص الأجازات فمات من مات وأصيب من أصيب وكانت أصابتى كسر فى الساق وجروح بالرأس ورضوض وتم نقلنا فورا إلى مستشفى الحلميه العسكرى بالقاهرة لتوضع مسامير وشرائح بالساق المصابه وأرادة الله فوق كل شيئ لأنجو مرة أخرى من الموت المحقق ..أعمار بقى وعمر الشقى بقيى ومكثت بالمستشفى مايقرب الشهرين تحت العلاج والعمليات الجراحية المتعدده وكانت الدكتوره (ص) من ضمن طاقم العلاج المنتدب من مستشفى الدمرداش وتقضى فترة التكليف وهى تعلق على كتفها رتبة الملازم أول .. وأصاب كيوبيد الحب قلبينا بسهامه بدون أن ندرى فأبدت الأهتمام الزائد بى وهى تمر عليا كل وقت وحين وعلى وجهها الجميل أبتسامه مشرقة
> صباح الخير يافندم ..سيادتك عامل أيه ..تحب حضرتك أجيب لك حاجة
صوت كالكروان وهو يقول لى سيادتك وحضرتك وفخامتك وسعادتك
وشعرت بمدى التجاوب بيننا وأنتظرت حتى جائت فى أحدى الأيام فى نوبتجيه الليل ودخلت كعادتها وهى تطلق سيل الألقاب وهى تبتسم وأنا موجه نظرى فى الأتجاه الأخر غير مبالى بها ( لؤم بتاع زيزو ) فأنزعجت وأقتربت من السرير وهى تتفحص ساقى وتقول : مالك يافندم سيادتك بتشتكى من حاجة ..حضرتك ما بتردش ليه ( وأنا أكتم الضحكة داخلى ) ثم فاجئتها وأنا أقدم لها وردة حمراء كنت قد أخفيتها تحت الغطاء وأقدمها لها وأنا أقول : تفتكرى حتفضلى تقولى سيادتك وحضرتك ويافندم بعد ماتتجوزينى يا (ص)
البنت أضطربت ووجهها ضرب أحمر وقامت خارجه من الأوضه تجرى دون أن ترد وأغلقت ورائها الباب بهدوء وعرفت بعدها أنها كانت تقف خلفه ..فناديت عليها بأعلى صوتى وبدأت فى دق الجرس ففتحت الباب وهى واقفه بعيدا
أنا : قولت أيه حضرتِك وسيادتِك يا فندم
ص وهى تستهبل : فى أيه سيادتك يافندم
> تتجوزينى يا (ص)
ضحكت وهى تقول : مش سامعه بتقول أيه سيادتك يافندم
رفعت صوتى ليجلجل فى جنبات المستشفى : تتجوززززينىىىى
> بس ده أنت فضحيى..أسكت فى عارضك بعدين نتفاهم فى الموضوع ده لما تقوم بالسلامه
يعلو صوتى مره أخرى : المهم أنت موافقه ولا.. لأ
تهز رأسها بالأيجاب وتخرج والخجل يكاد يقتلها ..ونمت ليلتها وأنا أطير فوق السحاب ..وسبحان الله مدبر كل شيئ ولا تعرف نصيبك فين يصيبك لتكون الحادثة سبب فى أن تجمعنا سويا فى عش الزوجيه السعيد
هههههههههه
الحلقة رقم ( 2 )
يادبلة الخطوبه
عرضت ص الأمر على والدتها أللى أصبحت حماتى فيما بعد لتأخذ رأيها فأشارت عليها بأن تحضر لمقابلتى بالمستشفى ..وأخبرتنى بهذه الزيارة
ص : ماما عايزه تشوفك وتتعرف عليك عندك مانع يا فنددم
> حتشوفنى بالشكل ده وأنا مشعلق رجلى ودقنى طويله وشكلى أللى مايسرش
> وضب نفسك على قد ماتقدر قدامك ساعة وتكون هنا ..عندك كشف هيئة
أرسلت فى طلب الحلاق ..وحلقت وحط لى كولونيا 555 الرهيبه وجلست فى أنتظار حماة المستقبل لأول مقابله وأدعو الله أن ألقى القبول من حماتى العزيزه وكل شويه أبص فى المراية الصغيرة التى أضعها تحت المخده وأعيدها مرة أخرى وأنا مستاء من خلقتى المشلفطه بسبب الحادث
تدخل حماتى الغرفة ومعها ص وبعد السلامات والذى منه سحبت كرسى وجلست بجوار السرير وهى يبدو عليها الأمتعاض ..فقد كانت حماتى رحمة الله عليها سيده سمينه بيضاء قليلة الأبتسام ألا فى النادر ويرجع هذا لأصولها التركيه التى تعتز بها فهى تقول للأعور أنت أعور فى عينه ..شخصيه حديديه
وبدأت تفتح فى الموضوع
حماتى ( بدايه مشجعة ) : شوف يابنى أنا أكره ضباط الجيش وما بطيقهمش لله فى الله وماكنتش أتمنى أن بنتى الوحيده ترتبط بأحد من العسكر
> ليه كده ياحاجه ده العسكريين طيبين وهاديين وناس زى الفل ..أفهم من كده أنك مش موافقه
> موافقه ومش موافقه ..مش موافقه علشان مش عايزه بنتى جوزها يغيب عنها بالشهر ويجيلها فى الأجازات زى ما بيحصل عندنا فى العيله عيشه غير مستقره
وموافقه لأنك حاربت ورديت لبلدنا الكرامه
> ماشاء الله ياتانت كلك وطنيه وحماس
وبدأت أتكلم معها وهى سعيده بأخبار الحرب وكانت سيده مطلعة على الأحداث ولها فكر ورأى وأراده وتصميم وأستمرت معى لمدة ساعة وأستطعت أن أضحكها وهذا ما أدخل السرور فى قلب ص ..وفى النهاية قبلتنى أن أكوت عريسا لأبنتها الوحيده وأتفقنا على أقدم الشبكة بعد خروجى من المستشفى والأتفاق على باقى التفاصيل ..وتمر الأيام وأتعافى بعد جلسات العلاج الطبيعى وتنتهى فترة الأجازة المرضيه وأعود لوحدتى لأجد تعليمات بضرورة حضورى أدارة السلاح وكانت مفاجأة غير ساره فقد تم ندبى لقوات حرس الحدود لأستكمل شفائى ونقاهتى لمدة سنه أعود بعدها مرة أخرى للمدرعات عارضت وتظلمت ولكن فى النهاية كان قد صدر الأمر من المدير وأصبح واجب التنفيذ ..فجمعتى أغراضى من الوحدة وتوجهت لأدارة الحدود فى كوبرى القبة لأجد عدد لا بأس به من الضباط تم ألحاقهم على هذا السلاح من مختلف أسلحة الجيش وجلست فى أنتظار مقابلة رئيس فرع شؤن الضباط لمقابلته ومعرفة الوحدة التى أعمل بها وأنا حالتى النفسيه فى الأرض وحاول البعض التسرية عنى وهم يذكرون خصائص هذا السلاح ويتمنون أن يستمروا فيه بقية خدمتهم وأنا أعد الأيام والليالى لأعود لسلاحى من جديد ..وقابلت رئيس شؤن الضباط رجل أسمر ترتسم على وجهه الأبتسامه والهدوء قام بالترحيب بى وعندما شكوت له همى وعدم رضاى ..ضحك وقال :لربما تغير رأيك وتحبنا وتعشقنا كما تحب المدرعات جرب معانا السنه وشوف وأنا تحت أمرك بعد السنه سأعيدك لسلاحك لو أردت ..قولى تحب تخدم فين فقلت له: الصراحة أنا داخل على مشروع جواز ونفسى أقضى فتره ولو قليله أشعر بها بالأستقرار
> ضحك الرجل ونظر لى طويلا :يعنى مش نفسك تشتغل فى السلوم أو أسكنريه أو البحر الأحمر
> أنا قولت لسيادتك الصراحة وأنا تحت أمرك بعد ذلك
> خلاص ياسيدى أستلم جوابك وأطلع على ألماظه وحدتنا هناك وقائد الفوج فى أنتظارك
شكرت الرجل وأخدت الجواب وذهبت لألماظه لألتحق بوحدة الحدود الموجوده هناك وأنا سعيد بأنى سأقضى مده معقوله فى مصر بصحبة ص
وبدأنا الأستعداد للزواج ونزلنا الصاغة لشراء الشبكة أنا والعروسه وأمها وأختى الكبيرة ..وتجولنا بين المحلات وهمست لى ص فى أذنى
> أنت عامل حسابك على كام فى شراء الشبكة
خجلت أن أقول لها أن كل ما أملكه هو 120 جنيها وظلت تنقى وتبلس والصايغ يحسب الثمن وأنا أقول ياريت تشوف حاجة أتقل وحماتى سعيده بكرمى وتقديرى لأبنتها حتى وصل وزن الذهب 95جرام وأضفت عليهم محبس والدبلتين المهم كلهم قطعوا 110 جنيها ( طبعا البنات والستات حيسألوا هو الدهب كان وقتها بكام ؟؟ لا تستغربوا الجرام وقتها كان ..بـ 97 قرش وكمان وقتها كان شادد
هههههه
الحلقة رقم (3)
المطرب على رنجه
وتوفيت والدتى فى هذا العام وكانت (ص) هى البلسم الشافى لآلام الفراق وبعدها تم الأستعداد للزواج وأصبح همنا هو البحث عن شقة الزوجيه حتى وجدناها وبدأنا فى التجهيز وأقمنا ليلة الزفاف فى نادى الضباط بالزمالك ولا أنسى ماحدث فى الفرح عندما كلفت أحد الزملاء بعمل التجهيزات بأحضار فرقة موسيقيه وكام نمره كده ورقاصة لأحياء الحفل لخبرته فى هذه المناسبات فقال لى أيدك على مائة جنيه وسأقوم بعمل اللازم فقلت معقول مائة جنيه حتكفى فقال لى مالكش دعوة أنت.. أحنا حنلم من بعض وحنعملك أحلى ليلة ياعريس وقليل لما تلاقى عبد الحليم وورده وشاديه بيغنوا قدامك فى الفرح وتزفك نجوى فؤاد أو سهير زكى
شكرته وقبلته وأعطيته الفلوس وذهبت لأبشر العروسه بأسماء الفنانين الذين سيحيون حفل زفافنا السعيد فتشجعت هى الأخرى وقالت يبقى كده أقدر أعزم مدير المستشفى وطاقم التدريس والعميد ..قولت لها أعزمى ولا يهمك أحنا بيهمنا حاجة ده عبدالحليم وورده وشاديه يابنتى شوفتى فرح زى ده فى عليتكم أحنا شويه يابنتى فى البلد
ذهبت ومعى مجموعة من السيارات إلى الكوافير لأحضار العروس ثم توجهنا إلى الأستوديو لنلتقط صور الزفاف ثم أنطلقنا مهللين مزمرين بيب بيب فى أتجاه نادى ضباط الزمالك الشهير ونزلنا من السيارة فبدأت المفاجآت تتابع بدأًً بالزفه وهى عبارة جماعة من الزنوج يرتدون الريش ويدقون على طبول الحرب ويرقصون رقصات وغناء سودانى فقلت فى نفسى لا بأس مش مشكله الزفه ولكن المعازيم كانوا يضحكون وواصلت الزفه سيرها أمامنا وهم يتراقصون ويتنططون ويطلقون ألسنه من اللهب من أفواهم مثل الحواة ونصل إلى القاعة والعروسة مختبئه بى وهى خائفة منهم وأنا من داخلى أغلى وتبدأ فقرات الحفل بالمطرب الصاعد على رنجه مطرب الأذاعة والتليفزيون والمهرجانات كما قدمه مذيع الحفل (نحيف جدا وبشكل ملفت ومتقمص لشخصية عبد الحليم حافظ فى ألاطته ويبدأ بغناء أغانى عبد الحليم
والزملاء يضحكون ويهرجون على منظره فيتوقف عن الغناء ويشاور للموسيقى بالتوقف ويتقدم من الكوشه وهو يقول : أنا آسف ياكابتن أنا مضطر أنسحب ..
>ماينفعش يا أستاذ على ..غنى لهم أغانى وطنيه طقاطيق منولوجات أى حاجة
خلى ليلتك تعدى ..وبدأ على رنجه يظبط الموسيقى وهوب قام مغنى أغنيه فدائى لعبدالحليم وعندما وصل إلى مقطع ( أن مُت يا أمى ماتبكيش ) حتى قام أحد الزملاء وهو يرقع بالصوت ويقول : ياحبيبى يابنى يالهوووتى ..وأنقلبت القاعة إلى صريخ وتهريج وحاول أن يلم الموقف ويبدأ فى ألقاء النكت والمنولوجات والعروس تسألنى ..هو ده عبد الحليم أن ماوريتك ..وانا أرد عليها بس أشوفك يانبيل الكلب على الحركة النداله أللى عملتها فيه
وينزل المطرب بعد أن هاجمه المعازيم : وهم يقولون رنجه رنجه رنجه
وينزل على رنجه من على المسرح وتتوالى النمر المضروبه من مطربات الأفراح
البلدى حتى تختم بنمرة الرقص الشرقى وتخرج علينا راقصة من العيار الثقيل ضخمة الجثة سمراء تبدو أثار القشف فى قدميها منكوشة الشعر مخيفه بمعنى الكلمه تشبه مرضعة قلاوون وعلت الضحات ووقع الناس من فوق الكراسى وبدأت العروس تبكى من الغيظ من هذا الموقف وبدأت أتوتر فمال عليا خالى وهمس فى أذنى : أثبت يابطل وأعمل فيها عبيط لحد ماتعدى ليلتك على خير
وأختفى صديقى نبيل وأسمع صوته على التليفون فى اليوم التالى وهو يبارك لى فأصب عليه جام غضبى وهو يعتذر فقد حاول أن يحضر فرقة محترمه كما وعدنى ولكن ماطل معه الأصدقاء وأدّعوا بأنهم فى أخر الشهر فأضطر أن يحضر هذه النمر من شارع محمد على وكل نمره بعشرين جنيه أنقاذا للموقف ويتبقى لى عشرين جنيه فى زمته أبقى اخدهم منه أول الشهر وصباحية مباركة ياعريس
وهذه الليله لم أنساها حتى الأن وعندما يأتى ذكرها أمام العروس يركبها ستين عفريت ..مسكينه عندها حق...ههههههههه
الحلقة رقم (4)
الباشا والبيه وعم فلان
كان أول يوم فى سلاح الحدود يوم له العجب فقد أصبت بالدهشه والأنبهار فمعظم القوة الأساسية من المتطوعين ومن كبار السن وقليل من المجندين فتجد العريف بشيرطين وعمره أربعين سنه والصول من دور جدك أو أبوك وعدد كبير من الضباط الشرفيين والضباط الأحتياط مقابل أتنين أو ثلاثه من الضباط العاملين خريجى الكليه الحربيه فكنت رقم ثلاثه بعد القائد ورئيس العمليات وأصبحت قائد لوحدة الرئاسة والمتصرف فى شؤنها وأركان حرب العمليات والمسؤل عن الأمن وخمس ست وظائف جنبها وأستلمت مكتبى..مكتب ولا مكتب قائد الفرقة أو الجيش الذى كنت أعمل فيه.. وعليهم عربه جيب بسائق مخصوص وثلاث أربع مراسلات وحكمدارهم صول ..أيه الأبهة دى فلا يمكن أن أصل لهذه الأمتيازات فى المدرعات قبل 25 سنه خدمه على الأقل
وجاء الصول مرتضى حكمدار المراسلات وكبير الشماشرجيه وناقل أخبار المعسكر وعصفورة العصافير وهو يضرب قدميه فى الأرض فيخرج من تحتها ماء من قوة الضربه وهو يرفع يده مؤديا التحية العسكريه
> حمد الله على السلامه ياباشا (كلمة باشا غريبه عن مسامعى فلم أتعود عليها ولا فى الكلية ولا فى الجيش..ماشى باشا باشا يمكن ترحيب زايد )
ولكنى مع الوقت علمت أن الرُتب فى هذا المكان ملغيه ألا فى المكاتبات الرسميه
وكلمة باشا كلمه عاديه يمكن أن يضاف عليها معاليك وسعادتك وأفندينا فى أحوال كثيرة وأن الجنود لا ينادون على الصف ضباط ألا بأسم عم ( عم سيد عم زيد عم عبيد ) ماهو معذور فالصف ضابط من دور أبوه أو أكثر وحاولت أن ألغى هذا المفهوم وتطبيق الميرى والقوانين التى تعلمتها ولكن حعمل أيه فى مفاهيم تربوا عليها منذ الأحتلال الأنجليزى فتركت الأمور كما هى ..باشا وعم وبيه وبدأت أدرس مهام العمليات لهذه الوحده فوجدت أن جميع وحداتها تنتشر على مسافات تصل لـ 500 كم فى البحر الأحمر وأن القياده هى الموجوده فقط هنا
وبدأت العمل بالمرور على هذه الوحدات الذى أستغرق مده عشرة أيام فى أماكن يقطع فيها القرد وأنا أتعجب كيف يعيش هؤلاء البشر فى تلك الفيافى والبقاع المنعزله دخل الدروب الجبليه والوديان فى الصحراء الشرقيه ..حياة شاقة بمعنى الكلمه ففى داخل هذه النقط يقوم الجندى بتحضير طعامه بنفسه ويقوم بالخبيز لعمل العيش فلا يأكل خضار طازج أو لحوم ألا مره واحده فى الأسبوع وكان معظم الجنود والصف من أسوان والنوبه والصعيد الجوانى ..صلابه وقوه فى تحمل الصعاب من برد لحر لعواصف رمليه وكانت أول زياره لنقطة حدود فى الزعفرانه وفى نهاية طريق الكريمات مركز الصف على النيل والزعفرانه على شاطئى البحر الأحمر فى نهاية خليج السويس منظر رائع تنقصه الحياة فبداية هضبة الجلالة البحريه بجبالها التى تصل قممها إلى 1300 متر فوق سطح البحر
وصفحة الماء الزرقاء للبحر الأحمر تمتد فى منظر خرافى
وتقبع النقطه بالقرب من الشاطئ وعدد أفرادها لا يزيد عن عشرة رجال ولها حكمدار صول أسمر من أبناء النوبه وعند وصولنا بالعربات الجيب بعد سير متواصل خمس ساعات وجدنا الرجل فى أنتظارنا مرحبا وهو يقدم الشاى الصعيدى الثقيل ويحلف بالطلاق أنه لا بد من تناول لقمه على ما قسوم فاليوم كان هو يوم الخبيز وجلست وتناولت معهم بعض اللقيمات ذات الطعم الجميل والعيش الساخن وبعد ذلك قام عم نوبى بتقديم الشاى مرة أخرى ..النقطة فى منتهى النظافه والأنتظام سلاحهم نظيف ومعتنى به وكل فرد حافظ مهامه عن ظهر قلب وقفت وأنا منبهر فمعظم الموجودين أمُيين أو بكتيره أعداديه وهم سعداء ولا توجد لهم أى مطالب ودار فى ذهنى سؤال سألته لعم نوبى
> ماذا تفعل ياعم نوبى لو مرض أحد الرجال أو أصيب
تركنى الرجل ودخل إلى الخيمه وأحضر من الداخل شنطه أسعاف كبيره وبها مجموعة من الأدويه وكل كيس دواء مكتوب عليه أسم الدواء وطريقة ودواعى أستعماله بالأضافه إلى مصل للعقرب والثعبان ونقاله لحمل المريض
وظللت أسئل وأستفسر عن طريقة نزول الأجازات وكيفية وصول الطعام الشهرى والأسبوعى ..فنقطة الحدود تصرف لها مكونات التعيين جافة ليقوموا هم بانفسهم بالطهى فيصرف لهم الأرز والمكرونه واللوبيا والفاصوليا والفول والحلاوة والمربى والسمن وكافة شيئ بما فيها الملح والبهارات ودقيق الخبيز ويتعاون الجميع فى الطهى والخبيز تحت أشراف الحكمدار ..حياة عسكريه شاقه أول مره أشاهدها أثناء خدمتى بعكس ما يحدث مع جنود المدرعات والمشاه وغيرهم من كافة الأسلحة فيوجد مطبخ بكل وحده يقدم الوجبات الثلاثه جاهزه لهم آخر دلع
معلومه على الماشى :
طريق الكريمات الزعفرانه طوله مايقرب من 270 كيلومتر ويمكن الوصول له عن طريق حلوان – الصف وهو أحد الطرق العرضيه من النيل للبحر الأحمر ..وهذا الطريق مفتوح على وادى أسمه وادى عربه وهو الطريق الى أتخذه سيدنا موسى هو وقومه للهروب من فرعون وقام بالعبور منه إلى جنوب سيناء حيث عيون موسى الشهيره فى الناحية المقابله ..ويوجد على هذا الطريق محاجر قديمه للفراعنه وأبار للمياه مبطنه بالحجر ومنقوش عليها بالحروف الهيروغليفيه وهذه المنطقة تذخر بالحياة الطبيعية والحيوانات الصحراويه من ثعالب وغزال ووعول والماعز الجبلى وتتعرض للسيول من هضبة الجلاله وأرضها صالحة للزراعة والرعى
الحلقة رقم (5)
أول مولود والداده أم على
وتمر تسعة أشهر وعدة أيام ويشرف لنا أول مولود وكانت بنوته جميلة حلوة وكتكوته..بالرغم من أصولى الصعيديه فى رغبتى أن يكون المولود ولد ولكننى أحببتها حبا يفوق الوصف وأقنعت نفسى بأن التى تلد البنت مصيرها حتجيب الولد
وأحتفلنا بعيد زواجنا الأول ومعنا زهرة حبنا ..ولم يمر شهرين على المولوده إلا وكانت صاد حامل للمره الثانيه وسط دهشة زملائها وستات العيله ..كيف تكون طبيبه ولم تحترس من الحمل أو تنظر حولها
ورفضت أنا بشده فكرة الأجهاض لحرمانية هذا الفعل وفى نفس الوقت أملا فى أن يرزقنا الله بولد ليكون وليا للعهد فى مملكة صاد العظمى وتحقيقا لرغبتى الصعيدية المتغلغلة فى أعماقى دون أن أدرى ..وعادت صاد لترتدى شوالات الحمل مرة أخرى بعد ستة أشهر وتذهب إلى عملها بالمستشفى مصحوبه بدهشة الزملاء ورؤسائها فى العمل وبعدها أعتادوا على شكلها الجديد وهى تتأرجح ذات اليمين واليسار فى مشيه تشبه مشية طائر البطريق
أما أنا فقد كنت غارق لشوشتى فى العمل والسفر المستمر ولم أحمل هم فقد كانت والدتها شبه مقيمه معها لترعى المولوده الأولى أثناء غيابها فى عملها بالأضافة لم أقلقل على حالتها الصحية وهى فى معقل الرعاية الطبيه المستمره من زميلتها المتخصصات فى أمراض النساء والتوليد..وتمر شهور الحمل سريعا ويأتى لى أتصال تليفونى بالحضور لأن المدام بتولد وكان وقتها سيبدأ ماتش الأهلى والزمالك فى نهائى كأس مصر.. فتركت المعسكر بعد أستأذانى من القائد وركبت عربيتى مسرعا إلى المستشفى وأنا أقول فى سرى يارب ولد ..يارب ولد
أصل إلى المستشفى فأجدها قد نقلوها لغرفة الولاده وأستأذن وأدخل فالكل يعرفنى
فأنا زوج الدكتوره أرنبه وهو الأسم الذى أطلقوه عليها زميلاتها بالمستشفى
فأجد صاد راقدة أستعدادا للولاده وكل دقيقتين أو ثلاثه تصرخ وأم عاشور تمرجية الولاده شبه جالسه على بطنها وتضغط عليها ..حقيقى الستات فعلا غلابه ولا يعرف أحد مدى الألم والعذاب الذى يتحملنه أثناء الولاده..فالجنه تحت أقدام الأمهات ..وفجأة سمعنا صريخ وصياح يهز المستشفى ..جوووون جووون
فيجرى طاقم التوليد لمشاهدة الأعادة بما فيهم أم عاشور التمرجيه وأقف أتلفت حولى وقلبى واكلنى أريد أن أشاهد الجون ( شعب كروى ) فنظرت لى صاد بضعف وأشارت لى أن أذهب معهم ..ما صدقت ..دقيقة واحدة ياحبيبتى وأرجع لك
وخرجت أجرى أنا الأخر ولم أتغيب أكثر من ثلاثة دقائق ورجعت لأجد أم عاشور تحمل المولود وهى تزغرط وصاد شبه نائمه فحضرت الطبيبات ورئيس القسم وأكملوا عملهم وهم يضحكون فقد ولدت صاد فى لحظة تهديف الأهلى فى الزمالك ليحصل على كأس مصر..وسألت عن نوع المولود وكانت الصدمه ..بنت زى القمر ..حمدت الله وشكرته على قيام صاد بسلامة الله وفضله وصليت ركعتين شكر ورضيت بما قسمه الله لنا وعندما سألونى ماذا ستسمى المولوده قلت وأنا شبه حزين : خلوا المدام تسميها
وتحول البيت إلى مهرجان.. الصغيرة تبكى والكبيرة تصرخ كلما شاهدتها ترضع من صدر أمها.. وصاد وأمها أصبحن فى حيص بيص وبقت العمليه مورستان وتدهورت صحة حماتى وعادت إلى بيتها لتصارع المرض وتلقى ربها بعد أسبوعين فتحزن صاد على أمها حزنا شديدا فينقطع اللبن من صدرها فأضطررنا أن نستعين بالرضعات الخارجية واللبن الصناعى ..ولم نجد مفر أن نستعين بشغاله أو داده تساعد صاد على تربية البنتين ..ووضعنا شروط لهذه الداده أولا أن تكون متوسطة السن أو كبيرة مش مهم بس يكون فيها حيل للشغل وحمل الأطفال ..ووجدنا ضالتنا فى أم على التى أحضرها لنا أحد الأصدقاء الذى مدح فيها فقدر ربت على كتفيها برنسيسات وأمراء وطول عمرها بتخدم فى البيوت العريقة ..ففرحنا جدا وفى اليوم التالى حضرت أم على ومعها سرة هدومها وهى تتعكز على صاحبنا ..وهمست له
> أيه ياعم أللى أنت جايبها دى ..دى محتاجه أللى يخدمها
> خدها وجربها وحتعرف أللى أنت شايفها دى فيها صحة زى الحديد ..دى ست متأسسه ومتربيه فى بيوت الباشاوات..وبعدين هى تعمل أيه غير أن تقعد بالعيال وتأكلهم وترضعهم وتلاعبهم
> يعنى ولا تغسل ولا تطبخ ولا تنظف البيت
> لا لا ما أوعدكش ..دى مُربيه ياكابتن مش شغاله وبعدين ده طلبك وهى دى أللى أعرفها ..خد بس رأى المدام.. الستات ليهم وجهة نظر غيرنا أحنا الرجاله
> أيه رأيك ياصاد
> كويسه طالما حتاخد بالها من العيال ولو على التنظيف حجيب الشغالة بتاعة المرحومه مرتين فى الأسبوع تنظف البيت والطبيخ سيبه عليا أنا حتصرف
> يعنى موافقه <أيوه موافقه دى غلبانه وأنا أرتحت لها ..>على خيرة الله
الحلقة رقم (6)
المنتحره
بدأت أم على فى أداء وظيفتها بعد أنتهاء أجازة الوضع لصاد وتركت معها البنتين ونزلت عملها وهى متخوفه وتضع يدها على قلبها وتعود بسرعة لبيتها فتجدها تجلس كما تركتها وبجوارها رضعات البيبى والأطفال فى حجرها نائمون فتحمد الله ولكنها كانت فى الليل كثيرة التردد على دورة المياه فعرفت صاد بأنها مصابه بالسكرى ولا تتناول الدواء فأحضرت لها دواء السكر وتتأكد قبل خروجها بتناوله من يدها وبدأت تشتكى من الصداع فوجدتها تعانى من ضغط الدم المرتفع فأحضرت لها دواء الضغط وبدأت تظهر أعراض الروماتيزم فأعطتها دواء للروماتيزم واللمباجو وعرق النساء ثم صحبتها مع إلى المستشفى وقامت بعلاج أسنانها حتى جائت يوم وطلبتها الجاره التى تقطن أمامنا وأخبرتها بأن شاهدت الداده تقوم بتقاسم الرضعة مع البيبى (البيبى بوء وأم على بوء ) وهذا فيه خطر على صحته عند ذلك كانت صاد قد وصلت إلى قمة الأنفجار وبدأنا فى البحث من جديد على داده أحسن من أم على ولحين أن نجد الداده ولحماية طفلتها قامت صاد بعمل رضعات خاصة لأم على ووضعتها بجوارها بالأضافة للسندوتشات والفاكهة وحذرتها من حكاية بوء وبوء حتى أحضرت لها زميله شغاله جديده وقمنا بالأستغناء عن أم على
صابريه الشغاله الجديده
حضرت صابريه برفقة زميلة صاد وهى تحمل بؤجتها وهى فلاحة لا يتعدى عمرها عن ثلاثين عاما يبدو عليها الصحة والقوة والعافيه فأستبشرنا خيرا وقولنا كده الشغالين وألا فلا وبدأت هى فى الكلام
> شوف ياسيدى أنا ليه شرط أساسى علشان أشتغل عندكم
> قولى ياصابريه
> أولا يكون ليه أوضه لوحدى أنام فيها وبمفتاح
> يعنى مش حتنامى فى أوضة العيال
> لا مابعرفش أنام مع العيال لأنى نومى تجيل حبتين
> غيره ياصابريه > تانى هام آخذ يوم الأتنين أجازه
> أزاى وأجازتنا الجمعه مش حينفع ياصابريه
صاد: مفيش مشكله ممكن آخد اليوم ده أجازه من المستشفى..غيره ياصابريه
> وتالت هام وهو ده المهم ..أنك ياسى الأستاذ ترفع لى قضيه على طليقى أو تقبض عليه وتمرمطه وتحبسه وتجيب لى حقى فى النفقه والمؤخر
> ياصابريه أنا ضابط جيش مش بوليس ومالناش دعوه بالمواضيع دى
> طب أرفع لى قضية بالنفقه والمؤخر
> بسيطه أخويا محامى من بكره أخليه يرفع لك القضيه بس معاكى قسيمة الجواز والطلاق ( تقوم بأخراج القسمتين من البؤجه ) كويس هاتيهم وأنا حعملك اللازم أستريحتى ياستى ..هو طليقك ده بيشتغل أيه ياصابريه
> الله يحرقه كان بيشتغل صرماتى فى البلد وكان عنده محل ولما أتجوزنى جابنى على مصر وبيشتغل فى محل لتصليح الجزم هنا جنبكم
>وبعدين أيه أللى حصل > قعد معايا أربع سنين وربنا ما أردش أخلف منه عيال
روحت المستشفى والدكاتره ومفيش فايده ناس تقولى عمليه وناس تقوللى خدى دواء وأنت ونصيبك لحد ما جه يوم ماهر – ده أسم طليقى – قاللى ياصابريه لازم أتجوز عايز أشوفلى حتت عيل أفرح بيه ..قولت له أنت قرشك على أدك حتتجوز أزاى قام قاللى ماهو أنتى حتنزلى تشتغلى أنت كمان أنا شوفت لك شغلانه فى مصنع حلاوه جانبينا والعيل أللى أخلفه من الجديده أهو حيبقى أبنك وأبنها
وتعيشوا مع بعض فى الأوضة بتاعتنا دى ( وبدأت تبكى ) من جلة عجلى وافقته
علشان بحبه ومش عايزه أزعله ..ومفيش أسبوع دخل عليا بعروسته ..ماطقتش وأخدت بعضى وسافرت البلد وبعد شهر رجعت بأفتح باب الأوضه مارضاش يفتح ..طلعتلى مراته الجديده وقامت رمياللى هدومى وقالت لى ماهر طلقك روحى خدى ورقة طلاقك من القسم وقعدت فى الشارع ولولا ولاد الحلال والجيران أخدونى عندهم وشوفوا لى شغلانه فى البيوت وبقالى 9 شهور ماخدتش منه نفقه ولا مؤخر وكل ماروح له المحل يشتمنى ويتخانق معايا ويقوللى عندك المحاكم روحى أشتكينى
الحلقة رقم 7
التالته تابته
كانت صابريه قمة فى النشاط والحيويه والنظافه تقوم بعملها على أكمل وجه مفيش غلطه ولا تتكلم ولا تثرثركحال معظم الشغالين ولا تتفرج على التليفزيون ولا تكلم أحد وتسمع ماتقول لها دون أن تعلق أو تبدى أى أنفعال مثال متجسد للكآبه حتى الأبتسامه لاتعرف الطريق إلى وجهها الريفى الأصيل ..فعذرناها لما تمر به من أزمه عاطفيه أنتهت بزواج زوجها بأخرى ..ولكنها لا تنسى هذا الموقف وكانت صاد تسمع بكائها فى منتصف الليل وهى غالقة عليها باب حجرتها وقلبها يتقطع عليها.. وأستمرت فى حضور الجلسات فى المحكمه وبدأ زوجها فى أتباع أساليب ملتويه ليحرمها من النفقة فقد جعل زوجته الجديده ترفع قضيه وكذلك أمه وأحضر ما يثبت أنه عامل ظُهُرَات ويعمل بيوميه ضئيلة وحكمت لها المحكمه بنفقة 12 جنيه فى الشهر فأعترض فخفضت إلى 7 جنيهات وهذا مازادها غيظاً وكمداً وعادت فى هذا اليوم وحالتها النفسيه سية بعد أن شاهدت ضُرتها تحمل طفلها الرضيع أثناء الجلسة
وفى المساء خرجنا أنا وصاد لشراء بعض الأشياء للبيت وتركنا معها الأولاد وهم نائمين وفى منتصف الطريق فجأة قالت صاد :أنا عايزه أرجع البيت دلوقتى ..أنا قلبى واكلنى على العيال.. فرجعنا على الفور وفتحت باب الشقة لأجد صابريه تجلس فى منتصف الصالة وعلى الأرض تضع بجوارها زجاجة فارغة وتفوح منها رائحة البنزين وتقبض فى يدها على علبة الكبريت ..دخلت صاد سريعا لتطمئن على الأطفال وأخدتهم فى أحضانها وهى تصرخ بضروره أن تغادر هذه المجنونه البيت لأنها لو حرقت نفسها سوف تقضى على أولادها ..وقفت مذهولا وأنا متخيل هذا الموقف وماسوف يحدث لبناتى الصغار ..أخذت منها الكبريت وهدئتها وأمرتها أن تدخل تستحم وتستغفر الله ولنا فى الصباح تصريف آخر ولم ننم فى هذه الليله حتى طلع الفجر وأشرقت الشمس فجمعت ملا بسها وخرجت من البيت بعد أن أخذت حسابها لتعود لبلدها مرة أخرى ثم نسمع بعدها من صديقة صاد بأن صابريه أشعلت النار فى نفسها عندما عادت إلى قريتها بعد عدة أيام
وبعدهذه المآسى قررت صاد أن تأخذ أجازة بدون مرتب لتتفرغ لتربية الطفلتين ولمدة سنتين وأستطاعت أن تلحقهما بالحضانه وقامت بالنزول لعملها ولكنها بعد شهر وجدتها تجلس وهى تبكى وشايله طاجن ستها
> فيه أيه مالك ياصاد بتبكى ليه حد من العيال حصل له حاجة
> العيال كويسين والحمد لله > أومال أيه خضتينى
> أنا حامل > أيه أيه عايز أسمع تانى > بقولك أنا حاااامل أهئ اهئ اهئ
يسقط زيزو مغشيا عليه
وتسدل الستار
يتبع
الحلقة رقم (8)
لما قالوا ده ولد أنشد ظهرى وأتعدل
حاولت صاد أن تتخلص من هذا الحمل ولكن نصحها زملائها الأطباء بأنه خطر على حياتها فقبلت هذا الوضع وهى فاقده الأهتمام بهذا الحمل وليس كما كان يحدث فى المرات السابق من متابعة وعلاج وأنا بدورى فقدت الأهتمام أيضا فقد رسخ فى يقينى بأن المولود القادم سيكون بنتا أيضا بعد التجربتين فقلت فى نفسى الكوتشينه يظهر كلها بنات.. ولكن الرجل الصعيدى الذى بداخلى مازال يتمنى أن يرزقه الله بولد ونقفل على كده ونبنى حيطه ياولد وبارك الله فيما رزق وللأسف كانت صاد تعلم بهذه الرغبة التى بداخلى والتى لا أفصح عنها عندما تسألنى فى كل مره ..هل كان نفسك فى ولد؟؟ ..كنت أتحاشى الرد وأحمد الله على عطاياه
وكان لى قريب حسود عندما علم بأمر الحمل الثالث ضحك وقال : الله حى والثالث جاى ..يعنى بذلك أن المولود القادم سيكون أنثى
وتمر شهور الحمل على خير وأكون وقتها قد أنتقلت للعمل فى أسوان ومن حظنا أن أكون فى أجازة عندما فاجئتها ألآم المخاض فأحملها إلى المستشفى لتلد ولىّ العهد الذى كنا نتمناه ولا تعلموا مدى الفرحة التى عاشتها صاد وبجانبها هذا المولود وهى كل دقيقة تنظر إليه وتتفحصه وتقبله ..ولا تعلموا مدى الأهتمام الغير طبيعى بهذا الولد والحب والدلع الذى تلقاه على يد الجميع وتذكرت ما قولتنا فى الصعيد : لما قالوا لى ده ولد أنشد ظهرى وأتعدل
ولا تعلموا عمق العلاقة التى نشأت بين صاد وهذا الولد وهو ما تسبب فى الكثير من التصادم بيننا فأنا أريده أن ينشأ صلبا قويا يتحمل المسؤليه من بعدى فى رعاية القوارير وهى تعتبرأن الحنان والحب هو الذى يصنع الرجال ..فكانت جميع طلباته مجابه ولا تعنفه ولا تعاقبه على أى أخطاء ولكنى عندما أعود فى أجازه أظبَّطه وأبث فيه روح الرجوله وتحمل المسؤليه فأشركته فى فريق الجودو والكراتيه وعلمته السباحة وركوب الخيل وقيادة السيارات وأسلوب الكلام مع من هو أكبر سنا والوطنيه وحبه لبلده ولكن ما أبنيه فى شهر كانت صاد تهدمه فى لحظة.. بقبله على جبينه ..وعندما دخل فى دور المراهقة وبدايات الشباب بدأ يتمرد على تربية الأب ويترازل على أختيه كحال أى أسرة مصريه ولكننى أوقفته عند حده وفى أحد الجلسات بيننا بدأ يتكلم عن الجنس الأخر والبنات وغيرها من موضوعات المراهقين وأنا أسمع له وتركته يسترسل فى سرد وجهة نظره حتى بدأت أقلق من هذه المرحلة الخطيرة وخاصة أنه وصل إلى المرحلة الثانويه فى التعليم فكان لا بد أن أقوم بتوجيهه إلى الرياضة البدنيه وبعض الهوايات مثل الرسم والتلوين وتولت صاد شرح الحقائق الجنسيه بأسلوب علمى ..ومرت هذه الفتره بسلام وبدأت التليفونات تدق أجراسها فى البيت لنسمع أصوات أنثويه لبنات زميلات له بالمدرسه يسألن عنه بحجة الدروس وصاد سعيده بمعجبات أبنها الحبوب وأنا متخوف من هذه العلاقات المبكره وبدأ يهتم بملبسه ويقف أمام المرآه بالساعات ويسبسب فى شعره ويجلس سرحان ويتأخر عند العوده من المدرسه فقد كانت مدرسته مشتركه صبيان وبنات (لعنة الله على من أبتدع هذا النظام خاصة لأولاد فى سن المراهقة)..وجاء يوم رن فيه جرس التليفون وجائنى صوت عصافيرى حنون يسأل عنه
فرديت عليها بخباثه : أنت بقى صفاء ولا سناء ولا هيام ولا منى ولا سهى
أجابت : لا ياعمو أنا ندا > معلش يابنتى أصل صوت صفاء وسناء وهيام ومنى وسهى خلونى متلخبط مش عارف أنت مين فيهم
> هم كل دول بيتصلوا هنا > يووه دول بس أللى فاكرهم ياندا
> شكرا ياعمو وماتنساش تقوله أن الدرس أتأجل ومفيش دروس بعد كده
أترنى أن هذه رساله مشفره بينهم للمقابلات وأنا بدورى نقلتها له بعفويه عندما صحى من نومه ..وفى اليوم التالى جائتنى صاد وهى منفعلة بسبب ردى على تليفون حبيب القلب أبنها وأننى كنت السبب فى مشاكل وقعت بينه وبين صديقاته وزميلاته وأنه قاعد زعلان فى غرفته ومش عايز يذاكر
وأنا سعيد > مش كده أحسن بذمتك خليه يهتم بمذكراته ويشوف حاله مش وقته الكلام الفارغ بتاع العيال ده وأحنا داخلين على شهادة مصيريه
> تقوم تعمل كده تخلى البنات يتخانقوا معاه ويبعدوا عنه
> بقولك أيه أن شا لله يولعوا مستقبل أبنك أهم
ههههههههه
يتبع
الحلقة رقم (9)
بلابيعو ونايلون وجوازة البنات
وتمر السنوات بحلوها ومرها وتكبر البنتين وتلتحقان بالجامعة ولم يسمح لهم المجموع أن يدخلن كلية الطب بل أخدوها من أصيرها وألتحقوا بالقسم الأدبى
فدخلت الكبيره كلية الألسن ودخلت الأصغر كليه السياحة والفنادق قسم أرشاد سياحى وعرفت بطريق الصدفه أحلامهن فى عرسان المستقبل فالكبيرة معجبه بالممثل الأمريكى ذو العضلات سلفستر أستالونى والصغرى معجبه بالفنان حسين فهمى ويأتى النصيب وكل منهما فى السنة الثالثة فى الكليه وكانا العريسان لا يمتان بصلة لأحلامهن البريئه فالأول جسمه عادى لايمت لعم سلفستر بأدنى صلة والثانى أقرب فى الشكل لأحمد بدير والأثنان أصدقاء وجيران وخريجى كلية واحدة
ونبدأ بحكاية العريس الأول وهو شقيق صديقة الأبنه الكبرى فقد شاهدها مع أخته وأعجبته وأستفسر عن عائلتنا وأبدى رغبته فى الأرتباط بها ونقلت خبر رغبته هذه إلى أمها التى نقلته لى فى جلسة سريه مغلقة ذكرت فيه كافة البيانات عن العريس وأنه يريد أن يقابلنى للتعرف هو وأهله ..وفهمت من صاد بأن البنت موافقه عليه فطلبت تأجيل زيارة أهله ويحضر هو وأخته لزيارتنا أولا قبل أن أعطى موافقتى على هذا الموضوع والجلوس معه ومناقشته وكنت صارما ( مش عارف ليه ) بأن ميعاده فى السابعة مساءً ..سبعة وخمسه مايدخلش ولن أقابله ( تحكمات ميرى ) ونقلت صاد كلامى لأبنتى ومنها لصديقتها وهى تشدد على الميعاد ..وجاء ميعاد الزيارة وقبلها بعشرة دقائق جلست فى الصالون القريب من باب الشقة وأسمع صوت همس على باب الشقة فأقوم لأعرف من الواقف أمام باب شقتنا فتمنعنى صاد وهى تهمس لى بأنه العريس واقف أمام باب الشقة منذ ربع ساعة حتى تحين الساعة السابعة ونظرت فى الساعة وعينى على عقاربها وفى الميعاد تماما رن جرس الباب فيقوم أبنى الشملول ولى العهد بفتح باب الشقة ويستقبل الضيوف وينسحب تنفيذا لتعليماتى بتركى منفردا معه ودخول أخته لتجلس مع صديقتها فى أنتظار الأذن بالدخول بعد الموافقه والرضا عن أخيها وهم يرفعون أكفهم بالدعاء أن أوافق عليه
وجلس صاحبنا على طرف الكرسى وهو يتصبب عرقا وأخرج منديل ورقى وهو ينشف ثم منديل ثانى وثالث ويقبض عليهم بيديديه بعد التنشيف ويفركهم بحركة لا أراديه كتلميذ أمام لجنة أمتحان ( الولد كان صعبان عليا ) وكان يلبس بدله وكرافته ونحن فى الصيف وفهمت بعد ذلك أنه كان مرعوب وتوالت الأسئله وتوالى خروج المناديل وهو يفرك بها حتى أحسست بصدق نيته ورغبته فى الأرتباط فبدأت أهدىء وأضحك معه فتخرج من صدره زفره حاره دليل على شعوره بالأمن والأمان وكانت أجابته دائما بحاضر ونعم وموافقته على جميع الشروط أو الحواجز التى سيقفزها فى مشواره للجواز ..وهى قرائة فاتحة فقط ومعه والديه حتى تتخرج من الكليه ثم يقوم بتقديم شبكة
لا عقد للقران ألا فى ليلة الزفاف وأحضار شقة فى مكان محترم بخلاف القايمه والمؤخر وفترة الأعداد للزواج لا تتعدى السنتان من تاريخ تقديم الشبكة وهذا هو الأتفاق الذى سنقرأ عليه الفاتحة..ووافق وهو يلهث كأنه كان فى مارثون ..وأنادى على الأولاد للحضور والتعرف على العريس وأتركهم يثرثرون ويضحكون ويغادر البيت وهو سعيد بأنه مر من هذا الأختبار على خير
وتمر الأيام وتتم الخطبه وتنجح الكبرى وتصبح فى البكالوريوس وفى حفل الخطوبه تأخذنى صاد جانبا ..مبروك يا أبو البنات فيه عريس للصغيره عايز يقابلك ..زميل عريس بنتك الكبيره ..بسرعة كده البنت لسه صغيره ( الكلمتين بتوع كل أب وأم ) صاد : نصيبها وجالها وفاضلها سنه ونص وتخلص ..شوفى عايز يييجى أمتى بس أدينى بياناته علشان أسأل عليه
صاد: أهو قاعد هناك جنب العريس خد بالك منه من غير ماتبين أنك بتبص عليه
وأختلس النظر وأتفحصه فى الرايحه والجايه وأنا أقول فى نفسى ياربى ما فهوش حاجة خالص من حسين فهمى ..ياله سترة البنات حلوه
هههههههههه
الحلقة رقم (9 )
وجاء العريس الثانى فى الميعاد بالضبط فقد نقل له صديقه خبرته السابقة فجاء وهو متوجس خيفه من أن يرفض ولا يتم الموافقه عليه ولكنه كان رابط الجأش متماسك أكثر من صاحبه وجلس أمامى على كنبة الصالون بعد أن حذروه بعدم الجلوس على كرسى العرش وهو المكان الذى أفضله لأكشف فيه كل أنحاء الشقة
فعرف مكانه لوحده بدون توجيه وهو لا يحاول أن أن ينظر نحوى أو تلتقى عينى بعينه ففهمت أنه يخفى حالة التوتر التى يعيشها فسألته سؤال مباشروأنا أعرف أجابته : هل تعرف ابنتى حتى تتقدم لها وهل سبق لك رؤيتها
وبعد صمت وهو يتذكر ماقاله له صديقه أن يتكلم بصدق ولا يلف ولا يدورقال:
أنا لا أعرفها ولم يسبق لى الكلام معها ولكنى رأيتها فى النادى مع أختها وخطيبها..سؤال آخر : هل تعتقد أن هذا كافيا لأن تتقدم لخطبتها والزواج دون أن تعلم شيئا عن طباعها وأخلاقها
السؤال زاد أرتباكه : أنا سمعت كثير عنكم وعن تربيتها وأخلاقها وتدينها من فلان (أللى هو صاحبه )وده كفايه أن يكون لى الشرف أن أتقدم لها
لم يعجبنى هذا المنطق الصالوناتى وهذه الطريقة فى الزواج ليس خوفا منه ولكنه خوفا على أبنتى فكيف يدخل بيوت الناس بدون سابق معرفه ويتقدم لأبنتهم وهو لم يرى عروسته سوى مره واحده خاطفه الحقيقة الولد مناسب من جميع الوجوه عائله ومركز ومنظر طيب ولكن لا يوجد به شبه من حسين فهمى مش مهم ولا توجد بينهما أى مشاعر ففكرنى بزواج أمى وستى فى الأربعينات وماقبلها وهذا ماكان يقلقنى.. وبعد لحظة تفكير قمت من مكانى ودخلت لصاد وبناتها وقلت لأبنتى الصغرى أرتدى ثيابك وأخرجى لتجلسى مع العريس ..قامت بأحتضانى وقبلتنى وهى سعيده وأرتدت ملابسها على عجل و أنا أنبهها بأنى لن أعطى لهذا الشاب أى كلمه قبل أن أسمع موافقتها عليه وأنا أؤكد عليها : ده جواز مش لعبه فاهمه
تقوم صاد بتزويقها وتجعلها تحمل صنية العصير ويخرجان سويا لمقابلة العريس
وجلسا يتحدثان سويا وتركت لهم المكان ليتكلما براحتهما دون أن تخجل من وجودنا معهما
الحلقة رقم (10)والأخيرة
كانت هذه فترة عصيبه فى حياتنا أن تقوم الأسرة بتجهيز عروستين فى وقت واحد ولا تستطيع أن تقوم بالتقصير مع أى منهما على حساب الأخرى فهذه نشترى لها طاقم صينى ألمانى الأخرى لابد أن يكون عندها نفس الماركة مع أختلاف النقشة والألوان وقس على هذا جميع المتطلبات والأثاث الذى شاركنا بنصفه مع العرسان ولكن الله يفتح أبواب رزقه من حيث لا تعلم ولا تحتسب فأمكننى أن أبيع جزأ من نصيبى فى أرض والدى بسعر معقول وجعلته مناصفة بينهما لتجهيزهن بما يرغبن..وكانا العرسان ولاد حلال وقفن بجانبهما فى جميع المراحل نظرا لحداثة تخرجهما وعملهما وربنا بارك وأمكنا أن نسترهما
ولكن كنت ألاحظ الغيرة كانت تدب بين العريسان فأذا أشترى أحدهما شيٍء أشترى الأخر مثله وأحسن منه وبدأت المنافسة بينهما فى كل حاجة ولكننى كنت أؤكد على الأختين بضرورة ترابطهما ولا دخل لهما بهذه المنافسة
ومرت هذه الفترة بسلام وتزوجت الكبرى ثم تلتها الصغرى بعدها بستة أشهر
وفرغ علينا البيت وتفرد سبع البرمبه الأبن بنا بعد أن خلا له الجو حتى تخرج من الجامعة ونظرا لأنه وحيد فقد أعفى من الخدمه العسكرية وكنت أتمنى أن يلتحق بأحدى الكليات العسكريه وسحبنا الورق وحضر أول أختبار ونجح ولكنه فجأة رفض أن يكمل بتشجيع وإيعاذ من صاد وتخرج من كليته المدنيه بتقدير أمكنه أن يلتحق بأحد البنوك الأستثماريه بدون واسطه من أحد وأمكن أيعدى مرحلة أختبار القبول بسهوله لأجادته اللغات الأجنبيه وفى السنه النهائية من دراسته أشتريت له سيارة خاصة مستعمله وقام هو بأختيارها بنفسه وعارضته ونصحته كثيرا فى حالتها الفنيه وقطع غيارها ولكنه أستعان بأمه فى اقناعى بشرائها وكعيت ثمن العربه وهو سعيد بها وقام بشراء أكسسورات لها من بتوع الشباب الروش وكانت العربيه جولف ألمانى موديل 85 وباب واحد ولكنى عندما جربتها أحسست بالمقلب الذى سوف نشربه ولكن أصراره جعلنى أوافق بعد أن جعل عربيتى الخاصة تستجير ..وأستمر فى ركوب العربية وشهر والتانى ويرجع
لى كل يوم مشحم ومزيت وبدأت أعطالها تتزايد وعندما أشتغل بدأت يصرف من مرتبه مع مصاريف سريه من صاد من تحت الترابيزه ليتمكن من أصلاحها وشيئ طبيعى أثناء الأعطال التى تمتد بالأسابيع والشهور يعود ليركب عربيتى وكأنك يا أبو زيد ما غزيت مما جعلنى فى النهاية أن أبيعها وأنتظرت حتى يتصرف وفعلا قام ببيع الجولف المشؤمه التى عمل بها 12 حادثة فى 8 شهور ليحصل على مبلغ دفعه مقدمه فى عربية جديده وتحمل أقساطها وفى يوم أستلامه لعربيته أشتريت عربه أخرى جديده لنفسى فقد ضمنت أنه لن يعود لسابق عهده معى ومن الغريب أنه يتعامل مع عربته الجديده بكل أحترام ويحافظ عليها زى عنيه لأنه يدفع أقساطها من مرتبه وعندما علمت البنات بأنى أشتريت له عربه جولف سمعت بأنهم يشتكون لصاد بأنهما لم يتم المساواة بينهما ولذلك وجب عليا أن أقوم بترضيتهما بالرغم من زواجهن..وأعطيت كل منهما مبلغ كمنحة لا ترد..بدلا من سماعى كلمة أشمعنى
وزادت غراميات الشاب الطرب ولكن الشغل طحنه وجعله يأتى من عمله يبحث عن السرير قبل أن يأكل ..وهو ينام من هنا ويغلق الموبايل والتليفون الأرضى مايبطلش رن ..والرد دائما : نايم يابنتى > ماتعرفش حيصحى أمتى >الله أعلم
قوله زيزى أتصلت وشويه ميمى وبعدها صفصف ثم تختم بمرمر غير تليفونات زمايله والشله ..يعنى موروستان حتى جائنى تليفون من واحده أسمها دودى وعندما قلت لها أنه نايم .. ردت بحده : لو سمحت ياعمو صحيه ضرورى
> خير يابنتى فيه أيه > مسألة حياة أو موت > ياساتر يارب أقدر أعرف أيه هى يادودى > ياعمو ده موضوع بينى وبينه ومصيرك حتعرفه > حاضر يادودى خليكى على السماعة رغم أنه لما بيصحى من غير حاجة بيقوم لابس حيطه فى وشه وأنت وحظك أنا نبهتك ..أدخل لأصحيه : قوم يابنى فيه واحده على التليفون أسمها دودى وعيزاك تكلمها ضرورى وبتقول أنها مسألة حياة أو موت قوم شوفها عايزه أيه ..يرد وهو بين اليقظه والنوم ..دودى أقفل السكه يابابا وقلها لما يصحى حيكلمك ..يابنى أصحى دى مابطلتش رن كل شويه الله يخرب بيتك وبيت دودى فى يوم واحد ..يقفز من السرير وهو يسب ويلعن فى دودى وفى الأخر يهبد السماعة فى وجهها وهو يقول روحى أنشالله تولعى أنت وعمرو فى يوم واحد يامجنونه ياتيت و..و ودخل إلى سريره ليكمل نوم ..صاد قلبها أكلها على أبنها لربما يكون متورط مع البنت فى مواضيع كده ولا كده ..الستات وخيالهم الواسع وهى تجلس ومخها يجيب شمال ويجيب يمين حتى صحى من النوم وجلست تتحدث معاه : يابنى لو فيه حاجة بينك وبين البنت دى تغضب ربنا قول كل شيئ يتصلح أنت لك أخوات بنات
> يا أمى مفيش حاجة دى خطيبه عمرو صاحبى وكل شويه يتخانقوا مع بعض وآخر مره كنت بصالحهم على بعض وأخدت نمرة التليفون عشان لو حصل منه حاجة تبلغنى..وأدى آخرتها البنت مش عارفه تتصل به بعد مارمى لها الدبله مالقتش حد غيرى قدامها ..أعمل أيه بقى يا أمى
> ياحبيبى مالكش دعوة بالأشكال دى ..و...و (ونصايح ست صاد أشتغلت )
وكان القرار بتغيير رقم التليفون الأرضى رحمة بنا من هذا الأسهال الغرامى
أدعوا معى ليتزوج وأرتاح من مشاكله
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق