الأحد، 13 ديسمبر 2009

أبو عين زايغة (مسلسل كوميدى أجتماعى)


أبو عين زايغه




المقدمه

هذا المصطلح نطلقه غالبا على من يهوى التطلع للجنس اللطيف ولا يكتفى بما أعطاه الله من رزق طيب حلال فيستبيح بنظراته مافى يد الأخرين وبصرف النظر هل هذا الشيئ الذى ينظر إليه أكثر أو أقل قيمه عمّ يمتلكه

ويقول العامة بأنها طفاسة ودناوة نفس وفى كل الأحوال هل هذا المصطلح شتيمه أو مرض نفسى أو نقيصة أخلاقيه فالشتائم لا تعليق عليها أما المرض النفسى والنقيصة الأخلاقيه هل لهما من علاج !!..

وشخصية الرجل أبو عين زايغة يمكن أن تجدها فى نفسك أو أصدقائك أو أقاربك ويمكن أن يكون زوجك أو خطيبك وقد تسبب هذه العادة السيئة فى خراب البيوت والوقوع فى الخطيئة وهى حالة يصاب بها الكثير من الرجال فى أى سن أو مرحلة عمريه وتبدأ غالبا فى سن المراهقة ويمكن أن تستمر بعد الزواج .. وتزيد الأمور تعقيدا بما يراه كل يوم فى الطريق أو العمل أو النادى فلا يفلح معه علاج أو رادع أو وازع ضمير طالما الطريق مليئ بالمتبرجات والعاريات الكاسيات اللاتى يرحن ويجيئن أمام ناظريه فهل هو مريض فاقد للمناعة تحيط به المفاسد فى كل مكان فنعطيه عذره أو ننصب له المشانق؟؟..

وسوف نتناول هذه الشخصية باسلوب ساخر فكاهى يبعث على الضحك أحيانا والسخط أحيانا أخرى.. بين زوجين ..الزوج عينه زايغه مع سبق الأصرار والترصد والزوجة تطارده فى كل زمان ومكان وما يحدث بينهما من مفارقات ومواقف
جلسة حريمى




فى جلسة حريمى فى بيت عفاف تجتمع فيها ناديه وولاء وهن يثرثن فى شتى الموضوعات النسائية والعائليه كحال معظم السيدات عندما تجمعهن هذه القعدات

عفاف : أنا خلاص سمير طير الشويه أللى فى دماغى

ناديه : ليه بعد الشر ده جوزك أمير وطيب ما شوفتيش الخيبه أللى أنا فيها

عفاف: جوزك مقدور عليه أنما النصيبه أللى أنا فيها ماوردتش على حد

ولاء : خير يا عفاف عمل أيه سمير معاكى

عفاف : عمله أسود بعيد عنك ..تصدقى الراجل اخدنى النادى يوم الجمعة أللى فات فلبست وأتشيكت وأتوليت وبقيت زى القمر ويا أرض أتهدى ماعليكى قدى قام أيه قاعد لى فى النادى ومدينى قفاه وعامل نفسه بيقرأ الجورنان وعينه رايحه جايه مع كل واحده تعدى من قدامه ..أنادى عليه مابيردش ياسمير مفيش سمير أترنى البيه عينه متابعة بنت مقروده ماشيه عماله تتمايص ولابسه لبس التنس.. بالجيبه المينى أللى فوق الركبه بـ 20 سنتى .. الدم ضرب فى نفخوى فقمت قايمه وشده منه الجورنان وقولت : أن ماكنتش حتحترم نفسك أنا قايمه من هنا وراجعة البيت حالا ..أختشى على دمك الناس تقول عليا أيه مش ماليه عينك واللى قاعده جانبك دى حلة كيك ولا شوال بصل

ناديه : هيه وبعدين وعمل أيه

- قال أيه يحلف ويتحالف بأنه مابيبصش عليها وأنه بسلامته مشغول بحادثة فى الجورنان عن الراجل أللى خنق مراته وقطع لسانها..أخدت منه الجورنان أن ألاقى حادثة بتتكلم عن الحكاية دى مالقتش .. يعنى عينه زايغه وكذاب وأرهابى

ولاء : أرهابى أزاى يعنى

- فاكر لما حيقولى أن فيه واحد خنق مراته حخاف وأترعب وأنسى نصيبتة السوده فى البص على الستات ..أنا خلاص الراجل ده حيجننى ..أنا عفاف أللى الناس كلها بتحلف بجمالى وحلاوتى أتقرطس على آخر الزمن أومال لو كنت وحشه كان عمل أيه..؟؟

ولاء : ولا حاجة أعملى نفسك مش شايفاه وأشغليه معاكى بأى حديث

عفاف : أيه أيه أيه ..عايزه دمى يتحرق وأقعد ساكته .. مش أنا ياحبيبتى من النوع البارد ده.. ده أنا ضغطى أرتفع ودماغى سخنت وعنيه أحولت وأنا شايفاه عنيه حتطلع على البنت أم جيبه قصيره

ناديه :ماهو أنت يا أم مخ طاقق لو بصيتى حواليكى حتلاقى معظم الرجاله أللى قاعدين كانوا بيبصوا عليها أنت مش عارفه الرجاله أسألينى أنا.. جنس نمرود مايملاش عينه غير التراب

عفاف : أنا ماليش دعوه بالرجاله بتهبب أيه المهم عندى أنا جوزى .. ياجماعة أنتم مش عارفين أنا دمى بيتحرق أزاى

ولاء : أنت مكبره الموضوع قوى وأكيد نكدتى عليه وخليتى القاعده بقت غم

عفاف : أومال يعنى عايزانى أعمل أيه .. أضحك وأزقطط وأجيب له هديه ..وحياتك قوّمته على ملى وشه ومارش على البيت وكانت ليله كحلى على دماغه

ناديه : طب ده حصل وأنت معاه ..تفتكرى يعنى مش حيبص وهو لوحده ولا حتربطى عنيه وتمشى وراه فى كل حته

عفاف : يعمل أللى يعمله لوحده ربنا يحاسبه أنما يبقى قدامى ده لا ممكن أنشالله

يكون آخر يوم فى عيشتى معاه

ولاء : يعنى الموضوع دخل فى كرامتك ومش موضوع زوغان عين جوزك

عفاف : طبعا كرامتى فوق كل حاجة أن ماكنتش الست مننا تبقى ليها أحترامها وكرامتها عند جوزها يبقى يا لله السلامه
هدية بنت المدير


يفتح سمير باب الشقة وهو عائد من الشغل فيجد الجلسة النسائيه مازالت منعقده

فى الصالون بين عفاف وصديقاتها فيسلم عليهم ثم يعود ليجلس معهن فيقمن بالأستئذان ومغادرة البيت

سمير : صاحبتك ولاء دى ست بتلبس شيك قوى.. الفستان بتاعها ماحصلش

عفاف : يانهارك مدوحس أنت بتبص على صاحبتى كمان ورِقمّت فستانها أنت ياراجل مش حتبطل الداء أللى فيك ده ..وبعدين أنا قولت لك مية مرة لما يكون عندى صحباتى ما تجيش تقعد فى وسطينا

- ليه بقى أنت مش واثقة فى صحباتك !!

- لا مش واثقه فيك يا أبو عين زايغة (وتقوم بتقليده : صاحبتك ولاء دى ست بتلبس شيك قوى الفستان بتاعها ماحصلش) عاجبك قوى الفستان ولا عجبتك صاحبة الفستان قول ما هو أنت خلاص فلَتَّ عيارك

- الله يسامحك ياشيخة ما تسيبك بقى من العمايل دى وقومى حطى لنا لقمه أحسن أنا واقع وخلى الشويتين بتوعك لبعد الأكل

- أنا لو عليا ما عايزه أحط لك أكل ولا أتغدى ولا عايزه أسمع منك أى كلمه

- يا فوفو أنت مزوداها قوى أنا حيجيلى أعز منك ولا فيه أحلى منك ياجميل أنت يا طِعِمّ قومى وبطلى نكد عشان عايزين نخرج آخر النهار علشان نحضر عيد ميلاد

بنت المدير.. الراجل عزمنا

- أكلتنى بالكلمتين بتوعك.. أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب ..وأيه عيد الميلاد ده من أمتى بنروح أعياد ميلاد لناس غورب

- ياشيخه دى فرصة نتفرج على الناس الهاى وبيقولوا من جاور السعيد يسعد

- طب مش كنت تقوللى على التليفون كنت أجهز نفسى وأقدر أروح للكوافير وأطلع لبس عليه القيمه يمشى مع المناسبه والناس الهاى بتوعك

- أنا عرفت آخر النهار وعلى كولن الوقت لسه بدرى ممكن تجهزى نفسك وتعملى شعرك قدامنا أربع ساعات بس المهم أنك تحطى لنا الأكل أحسن أنا جعان

- الحقيقة يا سمير أنا ماطبختش النهارده أفتح لك علبة تونه

- وأيه أللى منعك من الطبيخ يا هانم أكيد قعدتى تلتى وتعجنى مع صحباتك ومش عامله أى حساب لللوح أللى جاى من الشغل

- أهو أللى حصل بقى ..هو كل يوم طبيخ طبيخ مفيش يوم راحة فيها أيه يعنى لما أقعد مع صحباتى أتسلى معاهم ..من نفسى يا أخى ولا أنت جايبنى هنا كمريره للطبيخ والغسيل وتربية العيال ..دى الخدامه بتاخد يوم أجازة فى الأسبوع يا أخى

- مفيش فايده مش حنخلص من لسانك قومى أفتحى علبة التونه خلينا نتسمم

- هو أنت على رجليك نقش الحنه العلبه عندك فى الثلاجة أفتحها وفرغها فى طبق وعندك الليمون والشطة والعيش وسيبنى علشان ألحق أجهز نفسى

- هو أنتى مش حتاكلى

- لأ.. أنت مش عارف أنى عامله دايت

- ماشى ياعفاف أنت أحوالك مش مظبوطه اليومين دول الدايت ملخبط دماغك

- من عمايلك السوده ..أفتكر كده أللى عملته يوم الجمعة أللى فاتت وبحلقتك فى البنت بتاعة التنس ولسه أقربها من ربع ساعة عينك طالعة على فستان ولاء

- ياحبيبتى دى تهيؤات ودايما كده ظلمانى معاكى

- يارب يصدق ظنك وتتطلع تهيؤات ..أنما ودينى وما أعبد لو عملت الحركات بتاعتك دى فى عيد الميلاد لأكون نطه فى كرشك ومخلصه عليك

- قومى وبلاش عبط جهزى نفسك مش عايزين نتأخر وكمان لازم نشترى هديه لبنت المدير

- وهى بنت المدير دى عندها كام سنه

- عيله بتاع 23 أو 24 سنه

- عيله ..وعايز تجيب أيه للعيله يا فالح.. عروسه ولا قطر ولا دبدوب

- أنت وذوقك بقى أسيبك تشترى لها حاجة مناسبه وقيمه وأنت عارفه اليومين دول فيه حركة ترقيات ومكافئات مش عايزين تفوتنا

- أحنا حمل الهدايا ..دى عايزه هديه بالشيئ الفلانى .. ياله ماهو خراب من كله
الونش


يركب سمير وبجواره عفاف سيارتهما الخاصة ويقوما بالمرور على حماته لترك الطفلين فى ضيافتها لحين العودة من عيد الميلاد ويمران على المحلات لشراء هديه لبنت المدير فتنزل عفاف أمام محل للعطور والمكياچ وتترك سمير فى السياره لوقوفه صف تانى فى الطريق وخوفا من سحبها بونش المرور

يجلس سمير خلف عجلة القياده وهو يتفرج على المارة فى هذا الشارع التجارى الذى يزخر بالنساء والبنات من كل شكل ونوع وعيناه لا تلاحق على الغائدات والمتأرجحات والمحزقات والمتبرجات وهو يفتح فمه منتشيا وهو سارح تماما عما يحدث خارج السيارة عندما حضر ونش المرور ورفعها من الخلف دون أن يدرى والسيارة تتحرك وهو لا يستطيع النزول ألا فى الأشاره فجرى إلى الضابط

ليخلصه من الونش ودار بينهما هذا الحديث

- ياباشا أنا قاعد فى العربيه أزاى تسحبونى بالطريقة دى

الضابط : أنت مش قاعد يا أستاذ أنت كنت سرحان ومش دريان بالدنيا

- مشاغل ياباشا الواحد حيلاقيها منين ولا منين وأديك شايف الشارع عامل أزاى ..كرنفال على كل صنف ولون ولو على المخالفه أنا مستعد أدفعها بس نزل العربيه أحسن أنا سايب المدام جوه المحل وورايا مشوار مهم

> وكمان متجوز وتقوللى مشاغل ولا الحريم طيروا مخك ..

- حريم أيه ياباشا ماتقولش حريم ..دول شياطين ماشيه على الأرض يطيروا دماغ أجدعها راجل..المفروض الونش يلمهم أو تكلبشوهم لحد ماييجوا أهاليهم

يدفعوا غرامه على تركهم ينزلوا الشوارع بالطريقة دى

الضابط يضحك: أيدك على 50 جنيه ياخفيف وأتفضل الوصل ومتبقاش تعملها وأنت سايق( الضابط يحدث نفسه عندما تمر أمامه أحدى الموزز) إلا حكاية الستات أللى نكلبشهم أو نسحبهم بالونش والله فكره

يعود سمير لمكان المحل فيجد عفاف وهى واقفة أمامه وهى منزعجة

- أيه.. كنت فين

- مش الونش سحب العربيه وأنا جواها ههههههه

- أزاى يسحب العربيه وأنت قاعد جواها أنت حتجننى أكيد قاعد سرحان فى اللى رايحة وأللى جايه أنا عرفاك وعارفه الداء أللى فيك

- الله يسامحك..أنت أتأخرتى قوى ياعفاف ياريت تكونى جيبتى حاجة عليها القيمه

ترد عليه فى غضب : سوق وأنت ساكت جيبت أللى جيبته

تتوقف السيارة فى أشارة المرور وتعبر من أمامهم عدد من البنات والسيدات ويتظاهر سمير بعدم النظر عليهم أتقاءا لشرها فيظهر عدم المبلاه فتتعجب عفاف وتبدأ فى أختباره لتتأكد من أنه لا ينظر ناحيتهم

عفاف : حلوة الست أللى لابسه بنطلون جينز وصابغة شعرها أصفر أيه رأيك

سمير يرد بأقتضاب : ماشوفتهاش

- بالذمه ياشيخ أنك ماشوفتهاش وحياة عنيك أللى حيكلها الدود

- وحياتك ماشوفتهاش يكونش قصدك على الصاروخ أللى كانت لابسه الجينز والبلوزه حمراء والشنطه البيضاء ولابسه كعب عالى وشبه نجلاء فتحى ماخدتش بالى منها وحياتك ( تصرخ عفاف وهى تمسك برقبته : سوق حسابنا فى البيت )

تصل عفاف وسمير لفيلا المدير وتتأبط زراعة وهى تلقى عليه النصائح والتعليمات والوصايا العشر بألا يتجاوز حدوده ويحرجها بتصرفاته أمام الأغراب وهو لا يمل من كلمة حاضر حاضر)

يدخلان الفيلا فتصعق من الأبهة والفخامة والأثاث والرياش وشكل المدعوين وملابسهم وكلما مر أمامها أو شاهدت شيئ مبهر لا تنفك أن تزغد سمير فى كتفه وهى تقول : تتنا نيله فى حظنا الهباب رضينا بالغلب والغلب مش راضى

شايف الناس المحترمه شايف البيوت والفرش والموبيليا.. فالح لى بس تبحلق فى أللى تسوى وأللى ماتسواش

- كفياك يا عفاف هريتى أيدى من الزغد ممكن تتفرجى من غير ماتطولى لسانك ولا تزغدينى وماتبصيش كده لكل حاجة ..الناس حتاخد بالها بلاش فضايح..أعتبرى أن ده بالنسبه لك شيئ عادى كأنه فيلم أجنبى ..وأمشى بألاطه

- آل أمشى بآلاطه آل على أيه ياحسره ..أسكت أحسن أنا مش طايقة منك ولا كلمه

- بس بس تعالى نسلم على المدير ومراته وبنته وماتنسيش تديلها الهديه طلعيها من الشنطه بسرعة

- أنا مكسوفه ياسمير العالم دى ماينفعش معاها البرفانات المصرى المضروبه

- ياستى الهديه مش بسعرها المهم أن أحنا عملنا الواجب

- بقولك أيه طب ماتخدها أنت تقدمها وأعفينى أنا من المهمه دى

- هاتى أقدمها أنا ..مابنخدش منك غير طولة اللسان وبس
عيد الميلاد


يقوم سمير بتقديم الهديه لأبنة المدير ذات الجمال الصارخ فيقف أمامها وهو مبهورا بها وقد فتح فمه ولا يتكلم وهو يسلم عليها فتركله عفاف فى الخفاء فى قدمه ليترك يدها ويقدم الهديه وهو يقول : تبارك الله فيما خلق ..أتفضلى يا آنسه هدية عيد ميلادك دى من نقاوة المدام حاجة كده مش قد المقام أنتى تستهلى أكثر من كده بكتير ..ترد عليه وعلى وجهها أبتسامه عريضه تظهر فيها أسنانها اللولى: مرسيه خالص على ذوقك يا أستاذ..

- سمير عبد الحميد يافندم بقلم المراجعة درجه خامسه وساكن جنبيكم فى المعادى

- أووه وكمان جيران .. مرسيه خالص ياسموره أتفضلوا فى الصالون لحد مانفتح البوفيه عيزاك تكون جانبى وأنا بطفى الشمع..لطيف خالص يا دادى

- ياوعدى ..

تسحبه عفاف من أمام بنت المدير وهى تتوعده ): أن ماوريتك وخليت نهارك زى ليلك مابقاش أنا عفاف

يتهرب منها سمير وينادى على زميله مصطفى : أيوه يامصطفى أنا جاى ..دقيقة واحده وراجع لك ..خدى راحتك أتفرجى على مزاجك

لا يعطيها سمير فرصة للمناقشة ويفلت منها ويختفى فى وسط تجمعات المعازيم

تظل عفاف تنتظره فتقوم بالبحث عنه فى الصالونات فتعثر عليه أخيرا فى حديقة الفيلا وحوله عدد من النساء والبنات وهو واقف بينهم يلقى عليهم النكات وهم يضحكون بصوت عالى فتدخل بينهم وتقف خلفه وعندما ينتهى من ألقاء النكته الجميع يضحك ألا هى وتقول

: بايخه ( فينظر خلفه فيجد عفاف وهى تعقد يديها ويبدو عليها الغيظ فيرتبك قليلا ثم يواصل ألقاء النكت فتشده من زراعة وتسحبه بعيدا وهو يقول: خليكم زى ما أنتم ياجماعة أنا راجع لكم تانى مشوار صغير مع أبو الوفا لحد القسم هههههه

عفاف : يومك مقندل بستين نيله.. اتفضل قدامى روحنى دلوقتى

سمير : مايصحش يا عفاف المدير وبنته يقولوا علينا أيه

- أتحرق المدير هو وبنته وعيلته كلها فى يوم واحد ..أن ماكنتش حتمشى حخرج آخد تاكسى وأسيبك مع الغنادير بتوعك ياسموره

- خلاص أهدى بلاش فضايح تعال نستأذن من الناس لأنه مايصحش كده

- أتفضل أستأذن أنا واقفه هنا وبسرعة مش عايزه أتصرف تصرف تندم عليه

يستأذن سمير من المدير مدعيا أصابة المدام بمغص مفاجأ ويخرج بها من الفيلا ويركب السيارة فى طريقه لبيت حماته لأحضار الأولاد وعفاف طوال الطريق لا تتوقف عن تأنيبه وهو لا يرد عليها وهو يرسم على وجهه أبتسامه بارده تجعلها تولع أكثر وتزداد عنفا وصريخا حتى يصلا لبيت حماته فتنزل من السيارة وهى تصفق الباب بشده وهو يستعجلها بأحضار الأولاد

فترد عليه : أنا مش راجعة البيت لحد ما نشوف حل يا أما تتعدل وألا الطلاق

- أهدى بس يابنت الناس وهاتى العيال علشان نروح

- أمشى ياسمير أحسنلك بدل ما أصوت وألم عليك الجيران

- ماشى ياعفاف أقعدى لك يومين عند والدتك لحد ماتهدأ أعصابك وأبقى آجى أخدك ( لا ترد عليه وتنطلق لتصعد لأولادها وهو يجلس فى العربية وهو يتعجب

ويقول فى نفسه :الست دى أجننت ولا أيه ..أنا عملت لها حاجة..

يدير المحرك ويعود لبيته ويفتح باب الشقة ويسمع جرس التليفون وصوت حماته على الطرف الأخر وهى تصرخ هى الأخرى وتكيل له السباب والتقريع بعد أن عرفت ماحدث لأبنتها وأخيرا تغلق السماعة وهى تقول : يا خرفان يا فلاتى يا أبو عنين زايغة أن ماوريتك ياسمير يا أبن عطيات ما أبقاش أنا أم عفاف

يضع السماعة وهو يستغرب وهو يقول : ماتبقاش أم عفاف أومال حتبقى مين.. أم عفريت ..الوليه أتجننت هى وبنتها ..ياله الصباح رباح
النظره الأولى لك والثانيه عليك


يمر يومان ويتصل سمير بمنزل حماته ليحضر ويأخذ زوجته وطفليه ولكن حماته تغلق فى وجهه السكة بعد أن سمعته كلام يسم البدن فيتركها حتى تهدأ الأمور وتمر عشرة أيام أخرى والحال على ماهو عليه ويحضر خالها الأستاذ جوده مدرس اللغة العربية بمدرسة بنات فى القاهرة ويلتقيان على القهوة التى عاد سمير للجلوس عليها مرة أخرى بعد ترك عفاف لبيت الزوجيه

سمير : تشرب أيه يا أستاذ جوده

جوده : لا أكل ولا ماء فأنا صائم اليوم ياولدى دعنا نبحث مشكلتك مع أم العيال

سمير : يا أستاذ جوده أنا مكفى بيتى أكل وشرب وكسوه ومصاريف وأعامل مراتى بما يرضى الله فهل أنا غلطان

جوده : ليست الحياة ياولدى أكل وشرب وكساء ومصاريف فأين المعامله بالمعروف التى أوصى بها الله ورسوله

- ياعم جوده أنا من ساعة ما أتجوزت بنتكم مفيش يوم شتمتها أو ضربتها أو هجرتها ولكنى أعاملها بما يرضى الله

- هى فى الحقيقة ياولدى لم تشتكى من هذه الأمور البته

- طب فين المشكله يا خال ..الست عفاف بتدلع يامولانا

- ليس هذا دلعا ياولدى من أن تطلب الزوجة من زوجها أن يغض بصره كما أمرنا الدين الحنيف

- هذه تهيؤات ياعم الشيخ وغيّرة عمياء على الفارغه والمليانه

- المؤمن الذى لا يغار على دينه وعرضه وبيته يكون ضعيف الأيمان

- أنا جوزها يامولانا مش عرضها

- يا أبنى هذه البنيه تحبك ولا ترضى أن يكون أهتمامك ونظراتك ألا لها فهى حلالك الذى أحله الله لك وهذه الأمور تضرها نفسيا وتضرك أنت دينيا فالله يحاسبك على ما تقترفه فى حق نفسك وأهلك والمحارم التى تنظر إليها

- يعنى أمشى مغمض ياعم الشيخ علشان يعجب الست هانم وأمها

- لا أقول لك هذا ياولدى فالنظره الأولى لك والثانية عليك

- كلام جميل ..طب لو كانت الست بتاعتى بتحاسبنى على النظره الأولى

- ماهو يا أبنى كما علمت منها بأنك تطيل فى النظرة الأولى ويبدوا على وجهك الأشتهاء وهذا ياولدى حرام.. حرام عليك ويبعث فى قلبها الغيرة والغضب

- ياعم الشيخ لو أفترضنا جدلا بأن نظرتى طولت شويه فأن حسابى عند الله الذى يحاسبنا على النيات وهو أعلم أن كانت نظرة بأشتهاء أو نظره عابرة فكيف تحاسبنى على شيئ هو من أمور الله وكل حى متعلق من عرقوبه

- ياولدى لا تشطح بعيدا توب إلى الله وأستهدى ولم شمل بيتك وعيالك

- ياخال أنا تعبت معها ومع أمها وحاولت الصلح وهم رافضين وبيقولوا عليا مجنون وطالبين آل أيه أروح لدكتور نفسانى يرضيك الكلام ده

- لو مريض فعلا ما الذى يمنع بأن تقوم بزيارة الطبيب لعل وعسى أن يجد لك حل فى هذا الداء ..

- حتى أنت كمان ياخال موافق على الكلام بتاعهم

- هم ياولدى حملوا لى هذه الرساله لأنقلها إليك وما على الرسول ألا البلاغ

- أيه بقى الرساله

- أن تقوم بزيارة الطبيب النفسى وزوجتك معك لو قال أنك سليم كفى المؤمنين شر القتال وعادت معك لبيتك وكأن شيئا لم يكن ولو أحتجت لعلاج أخذت الدواء وأنتظمت فى العلاج ويعود لبيتك النور مرة أخرى

- ياعم الشيخ نور أيه ومية أيه ..هو فيه واحد عاقل يروح عند دكتور نفسانى ويقوله أنا مشكلتى أنى ببص على الستات والست بتاعتى سابت البيت ومشيت عشان السبب الهايف ده.. أكيد حيقول عليا مجنون

- هذا شرطهم ياولدى قبلت أو لم تقبل

- وأنا كمان ليه شرط.. أنا وهى يكشف علينا الدكتور علشان نعرف مين أللى مخه طاقق فينا أنا ولا هى ..غير كده مش رايح وخليها تروح المحاكم وتقف قدام القاضى وتقوله أن هى عايزه تطلق لأن جوزها بيبص على الستات أن ماكنش يحبسها أو يطردها من المحكمه أبقى أنا ما أعرفش حاجة

- سأبلغهم ياولدى بما تريد ولنا لقاء بعد باكر فى نفس المكان والميعاد أستودعك الله ياولدى ..سلام
الأتفاق


وفى الميعاد يتقابل خال عفاف وسمير على القهوة ويبلغه بموافقتها على شروطه بأن يكشف كلاهما عند الطبيب وهو الذى يقرر أيهما يستحق العلاج ويصطحبه إلى بيت حماته ويدخل سمير مع الشيخ جوده إلى الصالون فى أنتظار عفاف وأمها لتبدأ موقعة جديده بينهم

أم عفاف : حيك ما أفتكرت تيجى تشوف مراتك وعيالك أنت ماصدقت عشان تاخد راحتك فى البص والجرى والسرمحة

سمير : مافيش داعى للكلام ده يا حماتى أحنا دلوقتى أتفقنا على أتفاق وجاى علشان ننفذه ونشوف أنا ولا بنتك أللى مجنون وبعد كده لينا كلام تانى

الشيخ جوده : خلاص يا أم عفاف مفيش داعى للكلام دلوقتى ..هى فين عفاف

- بتلبس وجايه حالا

تدخل عفاف وهى ضاربه تكشيرة ويبدو فى ملامحها بأنها كانت تبكى وتجلس بجوار أمها وهى تجز على سنانها كلما نظرت فى أتجاه سمير فيشيح بوجهه عنها تفاديا لنظراتها الناريه

الشيخ جوده : أتفقتم على أنكم تروحوا للدكتور سوا

عفاف : للدكتوره ياخالى مش الدكتور..حنروح للدكتوره بثينه

يقفز سمير من مكانه عندما يسمع أسم الدكتوره بثينه : لأ لأ ألا الدكتوره دى مش رايح ..وخلى بنتكم عندكم أن شالله تقعد مية سنه

يقوم الشيخ بتهدئته فيجلس مرة أخرى : أيه بس أللى مش عاجبك فى الدكتوره بثينه فهّمنى

عفاف : أقولك أنا يا خالى .. أصل الأفندى ده لما جات له حالة الأكتئاب بعد ما أدولوه زُمبه من سنتين فى الشغل وما ترقاش هى أللى كانت بتعالجه

سمير : الدكتوره دى مخه ضارب ياخال وصاحبة الهانم.. جننتنى وتعبتنى أكتر ماكنت تعبان معالجنيش ألا الدكتور صبرى ربنا يعمر بيته وأنا مش حروح ألا للدكتور صبرى أيه رأيكم بقى

عفاف : بلا نيله ده الراجل ده هو أللى زود جنانك وخلاك أتجننت على الستات

أبدا مانروحش للراجل ده حتى لو وصلنا للطلاق

الشيخ جوده : طب يا جماعة أستهدوا بالله.. أنت مش عايز تروح عند بثينه وهى مش عايزه الدكتور صبرى بلاش الأتنين علشان ماحدش يزعل ترضوا بالحكم بتاعى .. أيه رأيكم نفتح دليل التليفونات على صفحة الأطباء النفسيين وأغمض عينى وأشاور على أى أسم يطلع ست أو راجل مش مهم موافقين

- موافقين ..تحضر أم عفاف دليل التليفونات وتفتحه على صفحة الأطباء والشيخ جوده يغمض عيناه ويضع أصبعة على أحد الأسماء وهو يسمى ويفتح عينه ويقرأ الأسم : الدكتور / سعيد خليل المبسوط أخصائى أمراض نفسيه وعصبيه – 120 شارع رمسيس بالقاهرة أخصائى نفسى بمستشفى الخانكه

عفاف : أنا لا أثق فى الدكاتره الرجاله ليه ما تكونش واحده ست وكمان شغال فى الخانكة

الشيخ جوده : خلاص يا عفاف الخيره فيما أختاره الله وأنتم وافقتم على حكمى ولا أقوم أروح وماليش دعوة بشغل الجنان بتاع أهاليكم ده

أم عفاف : خلاص يا خويا ماتزعلش نفسك أحنا موافقين أما نشوف على الله يكون بفايده ..( وتوجه كلامها لسمير ) أنا بنتى أللى مجنونه بس أستنى عليا

الشيخ جوده : خلاص ياسمير أكتب الأسم عندك ورقم التليفون وأحجز عند الدكتور سعيد المبسوط وتيجى تاخد مراتك بكره وتروحوله أتفقنا

- أتفقنا حعدى بكره الساعة سته مساءً ألاقى المدام مستنيانى على باب البيت

- طب قوم بينا علشان توصلنى فى طريقك

- أنا عايز أشوف العيال ياخال

عفاف : العيال نامت ..سمير: برضه أشوفهم مش حقى ياعم الشيخ

- حقك يا أبنى خديه يا عفاف يشوف العيال

يدخل سمير غرفة الأولاد ويقبلهما وعفاف تقف خلفه وهى متأثره بما يحدث ولكنها تتمالك أعصابها وتخرج وتتركه فيسير فى أتجاه باب الشقة ويفتحه دون أن يتكلم وينزل على السلم والشيخ جوده فى أثره
عواطف كوبانيه


فى تمام السادسه يحضر سمير ويقف أمام العماره ولم يجد عفاف فيضرب كلاكس فتطل له حماته من البلكون وتطلب منه أن ينتظر لحين أن تنزل زوجته

يركن سيارته ويقف بخارجها فى أنتظارها ويسلى نفسه بالفرجة على الماره ويضرب بعينه فى الشبابيك والبلكونات التى تطل على الشارع فيلمح سيده جميله

هيفاء تقف فى الشباك وهى تبتسم فيبادلها الأبتسام ويظل ينظر إليها وهو يشاغلها وتشاغله ويلعن فى سره ميعاد عفاف والتى يمكن أن تنزل فى أى وقت ويدعو الله أن تتأخر أكثر ليأخذ حتى ولو ميعاد مع هذه البيضاء الجميله وقد كان فتشاور له أن يأتى تحت بلكونتها وهو لا يصدق نفسه

ويشاور على صدره وهو غير مصدق : أنا ..أنا ( فتهز رأسها بالأيجاب فيفرك يده وهو سعيد ويسير فى أتجاهها وهو يتلفت يمينا ويسارا لربما تشاهده زوجته حتى يصل تحت بلكونتها فتشاور له بالصعود إليها ..فيقف مترددا وهو يلوم نفسه على هذه الفرصة التى جائت فى غير ميعادها..فيقول لها بصوت هامس: ممكن بكره فى نفس الميعاد ( فيظهر على وجهها الأستياء ثم تشاور له بالأنتظار قليلا ثم تعود لتقذف له بقصاصة ورق فيلتقطها سريعا وينظر إليها فيجد بها رقم تليفون فيضعها فى جيبه وهو سعيد ويسير فى أتجاه سيارته فيجد عفاف تقف وهى تتلفت يمينا ويسارا تبحث عنه فيسرع ويفتح السياره ويركبا سويا وهو يحمد الله بأنها لن تلاحظ شيئا وفى الطريق إلى عيادة الدكتور تبادره بهذا السؤال : أنت كنت بتعمل أيه تحت بلكونة عواطف وأيه أللى كنت بتاخده من الأرض وحطيته فى جيبك( ينزل عليه السؤال كالصاعقة ويسكت قليلا قبل أن يرد) : أنت بتكلمينى ؟؟

- لا بكلم خيالى أيوه بكلمك.. أنطق أنت كنت بتعمل أيه تحت بلكونة عواطف

يرد عليها بأستهبال : عواطف مين وبلكونة أيه أنت مش حتبطلى الشك بتاعك ده ساعة يامدام لطعانى فى الشارع عشان تنزلى وأنا منبه عليكى أمبارح أن ميعادنا

الساعة سته بالظبط أيه بقى أللى أخرك

لا تأبه لكلامه وتزداد حنقا وغضبا : قول أنطق كنت بتعمل أيه تحت بلكونة عواطف وألا مش حيحصلك طيب

- كنت بتمشى يا هانم بعد مازهقت من اللطعه أللى أنت لطعهالى أستريحتى

ومين عواطف دى

- مش عارف مين عواطف أقولك يا روميو ..عواطف كوبانيه يابيه يا مفتح ست مجنونه خارجه من السرايا الصفراء بتعاكس الرجاله من البلكونه بتاعتها لحد مايطلع لحد باب شقتها فتمسك فيه وترنه العلقه أللى هيه وتفرج عليه أمة لا أله ألا الله وتدعى بأنه كان بيحاول الأعتداء عليها وكل يوم المنظر ده بيتكرر ألهى أشوف فيك يوم ياسمير وتقع فى أيدها وتخلص منك القديم والجديد قادر ياكريم

سمير يبتلع ريقه وهو يحمد ربنا أنه ما وقعش فى أيد هذه المجنونه ويقول فى سره : يانهار أبيض لو كنت قليت عقلى وطلعت كان زمانى بقيت فرجه وياشماتت حماتك وعفاف فيك .. ويستغل فرصة أنشغال عفاف بالنظر من شباك السيارة ويمد يده فى جيبه ويخرج الورقة ويرميها من الشباك المجاور فى هدوء

يقترب من العنوان ويبحث عن مكان يركن فيه السياره ويصعدا سويا إلى عيادة الدكتور سعيد المبسوط وتسمح لهما الممرضه بالدخول فيجد الدكتور مبتسما على غير العاده والأبتسامه لا تفارق وجهه رجل فى العقد الخامس من العمر تبدو عليه الرزانه مستدير الجسم ويحمل أطنانا من اللحم وكرش لا بأس به.. وبعد أن رحب بهما وأخذ البيانات اللازمه وقام بتسجيلها يسألهما

- خير ياجماعة فيه أيه بتشتكوا من أيه؟؟

يهم سمير بالكلام ولكن تسبقه عفاف فيفضل السكوت

الدكتور : أتفضلى يامدام أتكلمى أنا سامعك ياريت يا أستاذ سمير تنتظر شويه بره فى الأستراحه وحبعت أجيبك بعد ما نخلص

يخرج سمير وتبدأ عفاف بسرد المشكله وماتعانيه من تصرفات زوجها الطائشه ومايسببه لها من توتر ومشاكل وخناقات فيطلب منها الدكتور أن تتمدد على الشازلونج وتهدأ تماما وتحكى له المشكله بالتفصيل وأى أفكار ترد على ذهنها
 عالم تخاف ماتختشيش


الدكتورسعيد يقف فوق رأس عفاف بعد أن فتح الكاسيت على موسيقى هادئة وهو يمسك المطرقة الخشبيه التى يكشف بها على مرضاه ويتكلم بصوت حالم حنون

- أيه المشكله يامدام عفاف أحكى لى برااااحة ومن غير أنفعال لو سمحتى

- أيه ياعم الحاج أنت بتعاملنى كأنى أنا المريضه وأيه الشو أللى أنت عامله ده

يعلو صوته : يابنتى كلنا مرضى أنما الشاطر أللى فينا أن يلحق نفسه ويتعالج

- ياعم الريس أنا مش عيانه ولا بهلوس ولا بشد فى شعرى أنت عايز تجننى

ينفعل أكثر :خلاص ياستى أنت عاقلة وست العاقلين أتفضلى أحكى أيه مشكلتك

> جوزى يادكتور

> ماله جوزك بيضربك .. بيهزأك ..مش طايقك ..قرفان من منظرك ..كل ده عادى ..أنت متجوزه بقالك قد أيه ؟ ومعاكى عيال ولا لأ؟ وأتجوزتى على حب ولا عن طريق الخاطبه ولا مكتب تزويج ؟ وعملت فرح ولا قضاها توفير ؟ أمك عايشه؟ بتحبى حماتك.. مين أللى بيكرهك ومين أللى بتحبيه ..بتشربى سجاير بتتفرجى على المسلسلات.. بتشوفى كوابيس.. بتاكلى سمك كام مره فى الأسبوع.. أكلتى كام علقه فى حياتك أكلمى.. بتحبى أمك أكثر ولا أبوكى .. قوللى أنا سامعك أهه مش حتكلم خلصينى أنا مش فاضى أنااا أناااا

تقفز عفاف من فوق الشازلونج وتمسك فى رقبة الدكتور سعيد وهى تصرخ : بسس أخرسس خالص أنت عايز تجننى ..أكيد أنت مجنون أبن مجانين

ينظر إليها الدكتور سعيد فى أستعاطف لتترك رقبته وهو يبتسم ويهز رأسه : أيوه يابنتى من كتر القرف أللى بشوفه كل يوم.. طيروا نفوخى بمشكالهم وعقدهم وجنانهم أللى مابيخلص .. الناس أتجننت أنا لحد دلوقتى مادخلش عيادتى واحد عاقل ( عفاف تدفعه مكانها على الشازلونج )

- طب أترزع هنا يا أخ لما أشوف حكايتك أيه.. وهو فيه واحد عاقل يجيلك أنت (تشخط فيه )أرفع رجلك من على الأرض ومدد عدل وخد نفس عميق وسيب لى نفسك خالص عايزك تجاوبنى بصراحة ماتخبيش حاجة ..سامع أتخمد نام

- حاضر حاضر بس براحة أحسن أنا مابحبش الزعيق ومابحبش زققزة العصافير وبخاف من الفيران وبنام وأسيب الشباك مفتوح.. أحسن رقاصة دينا وأحسن مغنيه دينا برضه وأحسن ممثله دينا بس مابحبش اللمبى ولا مورجان ولا البلطى مابحبش الكوره آخر مرة أتجوزت المدام خلعتنى حاولت كثير أخس وماعرفتش

تضع عفاف يدها على فمه لتمنعه من الكلام : أخرس خالص ماتتكلمش ألا لما أقولك أتكلم فاهم.. ده أنت بؤجة عقد وبلاوى وعايز تروح لدكتور يشوف النصايب السوده أللى جواك

- حاضر بس أنا عايزأقولك يامدام..أنا كرهت الشغلانه دى وكرهت شكل الزباين وكرهت اليوم أللى أتولدت فيه واليوم الأسود أللى شوفتك فيه أنت وجوزك وأنا وأنا..

تصرخ فيه عفاف : أنت أيه

ينظر إليها بأستعطاف وهو يقول :أنا عايز أروح الحمام

ويحاول أن ينهض من مكانه فلا تتمالك عفاف نفسها فتضربه بالمطرقة الخشبيه التى يستخدمها فى الكشف على رأسه عدة ضربات قويه فيفقد وعيه فتهدأ وتأخذ شنطتها وتخرج من غرفة الكشف.. فتجد سمير يجلس أمام الممرضه وهى فى حالة توهان وهو يمسك يدها ...ويتناجيان ولا يدريان بما حولهما فتصرخ عفاف صرخة القتال فتنتفض الممرضه وتحاول أن تهرب ولكن عفاف كانت قد قبضت على شعرها بكلتا يديها وأشبعتها ضربا فينتهز سمير الفرصة ويهرب خارج العياده وينزل مهرولا على السلم ولا ينتظر ركوب الأسانسير ويجرى فى الشارع وهو يتلفت خلفه ويركب سيارته ويطير إلى بيته ويجلس وهو يرتعد بعد أن شاهد عفاف لأول مره بهذه الصورة المخيفه وبعد أن يهدأ ويطمأن قليلا يرفع سماعة التليفون ليتصل بخالها الأستاذ جوده فى بيته فلم يجده فيتصل به على الموبايل

جوده : أيوه ياسمير أنت فين يابنى

سمير : أنا فى البيت ياخال

- طب تعال يابنى خد مراتك أهى قاعده أهه وربنا هداها وملبسه العيال ومستنيه تيجى تاخدها

يلطم على وجهه : يا نهار أسود يانهار أزرق بتقول أنها عندك ومستنيه آجى أخدها

- أيوه يابنى تعال وبلاش تضييع وقت

- يانهار أسود يانهار أسود..وهى كويسه يعنى مش زعلانه ولا متضايقه

- يابنى بقولك كويسه وهاديه وزى الفل لو ماجتش حجيبها أنا وأجيلك

- مابلاش ياخال تجيبها النهارده خليها قاعده عندكم كام يوم لحد ماتهدى

- يابنى بقولك هاديه وزى الفل أنت أيه أللى جرالك

( تخطف عفاف الموبايل من خالها الأستاذ جوده وتكلم سمير بصوت هامس )

- ماتيجى ياسموره وبلاش تُقل بقى أنا مستنياك أنا والعيال بسرعة يا حبيبى

- يانهار أسود يانهار أغبر.. وفيها كمان حبيبى

- ياله ياسموره بلاش دلع بسرعة أحسن أنا مشتقالك موووت .. سلام

يضع سمير الموبايل جانبا وهو لا يصدق مايسمع ثم يتحسس رقبته ويتذكر هجومها على الممرضة وهى تضرب رأسها بعنف فى الحائط والدماء تتفجر منها وتسحبها من شعرها على أرضية العيادة وصرخاتها تدوى فى المكان فيرتعش خوفا فتحدثه نفسه بأن يهرب ولا يعود للبيت مرة أخرى وتدور فى رأسه هواجس سوداويه عما يمكن أن يحدث له على يد عفاف وفجأة يرن جرس الموبايل مرة أخرى فيصرخ ويقفز من مكان وهو خائف أن يمسك الموبايل ويفتحه وهو ينتفض ويسمع صوت عفاف:الو الو الو رد ياسموره أنت لسه عندك ياحبيبى سمير يرد وأسنانه تصطك ببعضها ويحاول أن يتماسك : حاضر ياعفاف أنا جيى ...أنا لله وأنا إليه لراجعون عليه العوض ومنه العوض
أسبوع عسل !!


يحاول سمير أن يهدأ ويقنع نفسه بأن عفاف لا يمكن أن تتهور معه وتفعل به مثلما فعلت بممرضة الدكتور سعيد وتمارس العنف معه ويبعد عن رأسه هذه الهواجس والمخاوف.. وفى النهاية لا يجد أمامه مفر من الذهاب إلى حماته لأحضارها للبيت.. وينطلق بسيارته ويقف تحت البيت ويضرب كلاكس فتطل عفاف من الشرفه : خمس دقايق ياسمير أنا نازله أنا والعيال حالا

يخرج سمير من السيارة ويقف فى الهواء الطلق ومازال يفكر كيف أنقلبت عفاف هكذا 360 درجه وأيه الذوق والرقة أللى نزلوا عليها مره واحده ..برضه الوضع مايطمنش تكونش ناويه ..لالا ..

وهو فى تخيلاته يسمع صوت رقيق ينادى عليه : بسس .. سسس سميررر سميررر سمورتى ( فينظر فى أتجاه الصوت فيجد عواطف كوبانيه وهى تشاور له بالصعود فيشيح بيده وهو يقول : الله يخرب بيتك أتسدى ..الوليه نازله حتودينى فى داهيه غوورى بجنانك أنا ناقصك ( يعطيها ظهرة ويبتعد ولكن عواطف ترتفع عقيرتها أكثر ويتحول إلى صريخ وهى تنادى : ياااسميررر ..يااااسميررر يااااسمورتيييي

- أخرسى أتسدى الله يخرب بيتك فضحتينى

تزداد دقات قلبه عنفا ويجرى ليأخذ سيارته ويهرب قبل أن تنزل عفاف ولكنه يجدها أمامه وهى تضحك من منظره وتوجه كلامها لعواطف : خلاص يا عواطف يا حبيبتى ماتزعليش نفسك ..حخليه يعدى عليكى بس يوصلنى للبيت وحيرجع لك تانى ( تسحب عفاف سمير من زراعه ) شاور لها ورد عليها وقولها حاضر بدل الفضايح دى خلينا نمشى

( ينزل سمير من السياره ويشاور لعواطف وهو يرتعد : حاضرحاضر أوصلهم وأجيلك ..مسافة السكه أدخلى جوه ربنا يهدك

عواطف : مين الست أللى زى القرد دى ياسميييررر

سمير :دى.. د ى..دى

تسعفه عفاف بالرد : أنا أخته يا عواطف ودول النسانيس ولادى أدخلى بقى الدنيا برد عليكى ياحبيبتى

تضحك عواطف ضحكة هستيرييه : أنا كنت فاكراها مراتك ومتجوزها عليا ههههه هئ هئ هئ..بسرعة ماتتأخرش وألا حبيتك برررره

ينطلق سمير بالسياره وعفاف تضحك : بنت الأروبه لقطت أسمك أزاى دى

- مش واقفه فى الشباك وعماله تقولى حاضر ياسمير أهى ماصدقت علشان تبقى من كله من بره وجوه

- يسكت سمير وهو يراقب عفاف من طرف عينه ويحاول أن يشاهد على وجهها أى تعبيرات تظهر ما بداخلها ولكنه تشاغلت عنه بالحديث مع الطفلين فأزداد توترا وهو يحدث نفسه : ياترى الست دى نويالى على أيه منظرها وتصرفاتها ماتطمنشى وبدأ يتلو بعض صور القرأن فى سره ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ولكنها تفاجأه بالسؤال : بقولك أيه ياسموره ..

- أأمرى ياحياتى

- ماتقدرش تأخد أسبوع أجازه ..( يرتبك سمير ويدوس على الفرامل بعنف فينطفئ المحرك ويقوم بأدارته مرة أخرى وهو يفكر ماذا وراء هذا السؤال ياترى

- وأيه لزمته الأسبوع يا حبيبتى أنت عارفه أنا بحوش الأجازات للمصيف

- مش كتير عليا أسبوع يا سمير نقضيه سوى مع بعض ونودى فيه العيال عند ماما ونعيد ذكريات زمان ..أعتبره أسبوع عسل يا أخى

( مازال يشعر بعدم الأمان ولكنه لا يريد أن يدخل معها فى مناقشات حاميه فيرد عليها بأقتضاب ) – حاضر ححاول معاهم فى الشغل

- وتحاول ليه مش المدير حبيبك ولسه جايب هديه لبنته ..أول مانروح البيت أتصل بيه وأطلب الأجازه دا الهديه لسه نارها مابردتش

- برضه مايصحش الراجل يقول عليا أنتهازى

- مش حيقول حاجة مش أنت لم أستأذنت قولت له أن مراتى تعبانه وعندها مغص

كمل بقية الكذبه وقوله مراتى راقده فى السرير وتعبانه وعايز أجازه علشان أقعد جنبيها فيها حاجة دى ولا مش عايز تقعد معايا نعيد أللى فات ولا أللى فات مات

- لا لا ياحبيبتى أصل أصل ..!!

- ولا أصل ولا فصل أطلب الأجازه زى ماقولت لك ومش حتندم يا جميل

- حاضر ياستى ..

- شاطر ياسمورتى ياجميله يا أم عين زايغه

- ماقولنا بلاش السيره الهباب دى أللى بتزعلك وأنا شايف أن مزاجك رايق وربنا هاديكى ..

- لا ماتخافش أنا خلاص عرفت الحل أللى حيرحنى وحيريحك على الأخر

- حل أيه ده أن شاء الله

- أصبر على رزقك لما نروح البيت

القط والفأر


تقوم عفاف بتجهيز العشاء على غير العاده فقد أحضرت معها أصناف مفتخره من البقاله وترص السفرة وتدخل بالأولاد لحجرتهم ليناموا وتغطيهم ثم تدلف لحجرتها لتغيب قليلا لتغير ملابسها.. وسمير يجلس على السفره فى أنتظارها ليأكلا سويا ويستغل غيابها ويقوم بشم الطعام خشية أن يكون به سم أو أى شيئ غير طبيعى وهو غير مطمئن لتصرفاتها ..تدخل عليه عفاف ورائحة البرفان تسبقها وهى ترتدى قميص نوم من الشيفون الأحمر لم يشاهدها به من قبل فيخاف أكثر ويشعر بأنها أعدت عدتها جيدا ( عشاء فاخر وقميص نوم جديد وتدخل العيال الفراش مبكرا شكل غير طبيعى وغير مألوف من عفاف ..ياترى مخبيه أيه ؟؟ ) يبتلع ريقه وينظر إليها بتوجس وهى ترسم على وجهها أبتسامه غامضه كأبتسامة الموناليزا

عفاف : مالك بتبص لى كده ليه ماقولتش أيه رأيك فى قميص النوم ياسموره

سمير وهو مازال فى حالة التوهان : جميل.. جميييل جدا

- مافيش مبروك عليكى يامراتى ولا تسألنى أيه المناسبه وأشتريته أمتى وبكام زى عوايدك (تضع يدها على جبهته فيتراجع للخلف ) أنت تعبان ياسموره

- لا أنا كويس أنت بتعملى كده ليه ؟؟

- أنا لسه عملت حاجه

يبلع ريقه مرة ثانيه ويقول : هو لسه فيه حاجة تانيه بعد كده

عفاف وهى تضحك : ده فيه حجات ومحتجات حفرجك أللى عمرك ماشفتوش ..بس أنت سَمّى وكُل أنا عملالك قرص عجة حتاكل صوابعك وراه

يتردد سمير قبل أن يمد يده للطعام ويسحب رغيف ويقطع منه لقمه ويلوكها فى فمه ومازالت نظراته معلقه بها

- أنتِ مش حتاكلى معايا

- أوُمال ( تسحب طبقين أمامها وتبدأ الأكل )

- أنا حاكل معاكى من الأطباق دى

تضحك عفاف وهى تضع الأطباق أمامه ليأكل منها : كُل ماتخافش أنا حاكل معاك

- حخاف من أيه.. (ويبدأ فى الأكل وهى تقوم بتقديم الأكل له وتضع الأكل فى فمه وهو لا يشعر بطعم الطعام وهو يتوقع فى أى وقت أن يتلوى من المغص )

يفرغ من طعامه سريعا ويقوم من مكانه ليغتسل : الحمد لله

- أيه ده ياسوسو أنت ماكلتش.. مش أكلتك دى

لا يرد عليها ويجرى فى أتجاه الحمام ويغلق عليه الباب ويجلس على قاعدة التواليت وهو يفكر

(الست دى بتعمل كده ليه تكونش بتخطط لقتلى .. مش بعيد الواحد كل يوم بيقرأ فى الجرايد حوادث أشكال وألوان عن الستات أللى بيقتلوا أجوازهم .. وبتعمل فيه كده زى القط أللى بيلعب بالفأر قبل مايأكله .أستر يارب ويعدى الليله دى على خير

يغيب طويلا فى الحمام وهو فى قرارة نفسه لا يريد الخروج ..فيسمع طرقات خفيفه على الباب وصوت عفاف وهى تنادى عليه من الخارج

- سمير أنت تعبان ياحبيبى ..يرد عليها بصوت محشرج : لا أنا كويس

- طب أطلع بقى حتقضى الليل فى الحمام ولا أيه ..أطلع أحسن الشاى حيبرد

يخرج سمير من الحمام وهو يحاول أن يتماسك أمامها ولا يريدها أن تشعر بمدى الخوف الذى يسيطر عليه فتأخذه من يده وتسير به فى أتجاه الصالون حيث صنية الشاى وتقدم له الشاى وهى تقول : أشرب بالهنا والشفا ماطرح مايسرى يمرى

يزيح يدها برفق :أنا حشرب من الكوبايه التانيه أشربى أنتى دى

- وماله يا حبيبى أشرب من الكوبايه أللى تعجبك

يتردد قليلا قبل أن يشرب ويعيد الكوبايه لمكانها وهو يقول : أنا ماليش مزاج أشرب الشاى.. بلاش

- مش عوايدك ياسمورتى ..أشرب ماتخافش أدينى بشرب قدامك أهه من الكوبيتين علشان تجرى ورايا ياسيدى بدل ماتجرى ورا حد تانى !!

(يعود ويأخذ منها كوباية الشاى التى شربت منها ويهدأ قليلا )

عفاف : أنت ساكت ليه يا حبيبى أنت حاسس بحاجه

- لا لا أبدا بس ..> بس أيه.. مستغرب طبعا

- أيوه أنا مستغرب

تضع كوب الشاى جانبا وتجلس بجواره على الكنبه وتأخذ رأسه فى صدرها وهى تربت عليه بحنان وعطف فيستسلم لها وهى تهمس فى أذنه : أنت خايف مش كده ( يهز رأسه بالأيجاب ) خايف أقتلك أو أسمك ( يهز رأسه مرة أخرى ) ماهو أنا يا حبيبى سمتك فعلا.. عشر دقايق وتكون فى الباى باى هههههه

يقفز سمير من بين زراعيها وهو يصرخ : سمتينى يا جبانه يا مفتريه حتروحى من ربنا فين .. تضحك وهى تقول : ماهو أنا أكلت وشربت من نفس الأكل

- مش مهم أنت ..عايزه تموتى موتى لوحدك

- ينفع برضه أنك تموت وتسيبنى ..وأزاى أعيش من غيرك ده أنت حبيبى وروحى

- أنا مش حبيب حد أبعدى عنى.. منك لله يابعيده ....آى آى آى أوه أوه

يقع سمير على الأرض وهو يمسك بطنه ويتلوى وتقف عفاف فوق رأسه وهى تضرب كفا بكف وهى تضحك على منظره ...
السم والترياق


يستمر سمير يتلوى فى الأرض من المغص بعد أن قالت له عفاف بأنها قد سمته

وهى تقف فوق رأسه وتضحك على ما أصابه وتتركه وتجلس بكل هدوأ على الكنبه وهى تستعجله

- موت وخلصنا ياعم الحبوب يا أبو عين زايغه أنت فاكر أن الحكاية دى حتعدى على خير ألا لما أنتقم منك وأخلص القديم والجديد ده أنت جننتنى بعمايلك

سمير وهو يتألم من المغص : حرام عليكى ياعفاف يرضيكى كده أخلص قدامك وقاعده بتتفرجى عليا ..أنقذينى شوفى دكتور أتصلى بالأسعاف حموت ياعالم ألحقونى المغص حيقطع مصارينى آى آى آى

عفاف : أنا ممكن أنقذك عندى الدواء أللى بيوقف مفعول السم بس بشرط

سمير وهو يزحف عند قدميها : أشرطى زى ما أنتى عايزه بس أدينى الدواء

- ما تخافش مش حتموت دلوقتى السم بياخد وقت على مايخلص عليك ( تنظر إلى ساعة الحائط ) فاضل على نهايتك نصف ساعة

- فى عرضك يا عفاف الوقت بيجرى مش وقت الكلام والشروط ألحقينى بالدواء

( تخرج زجاجة صغيرها من صدرها )

– الدواء أهه حتوافق على شروطى ولا أطوحها من البلكونه وتبقى تدور على أللى ينقذك

- موافق على كل شروطك من غير ماتقوليها

- ولو رجعت فى كلامك ودُورت تانى على حل شعرك ومابطلتش بصبصه وغراميات أعمل فيك أيه

– قطعينى حتت أعملى أللى أنت عايزاه خلصينى وهات الدواء

- حتتقى ربنا وترجع تصلى زى زمان وتسيبك من الأنحلال أللى كنت عايش فيه

- حاضر ..

- وتعلنها توبه أمام ربنا أنك ماترجعش تانى

- حاضر هاتى الدواء بقى

- أستنى لما أشرب نصه وأديك النص التانى مستعجل على أيه

- بقولك بموت يا مفتريه

- رجعنا لطولة اللسان ..خليك بقى مرمى لحد ماتخلص وأشرب النص بتاعك

- خلاص ياعفاف حقك عليا أنا آسف

- أتعدل أفتح بؤك زيح العيا مر..خمس دقايق حتبقى زى الفل

بعد فتره يتحسس سمير بطنه بعد أن شرب الدواء ويزول عنه الألم ويجلس فى مكانه وهو يحدق فى عفاف وهو لا يتكلم

عفاف: هيه بقيت كويس دلوقتى طب قوم تعال أقعد جانبى هنا ( يتحامل سمير ويأخذ يدعفاف التى مدتها له لتساعده على النهوض ويجلس بجوارها ويرسل رأسه للخلف وهو مغمض العينين وهو لا يصدق بأنه قد كتبت له الحياة مرة أخرى..

عفاف وهى تهزه برفق : وحد الله ياراجل وأحمد ربنا

يفتح سمير عيناه وينظر إلى عفاف نظره كلها عتاب : كنت عايزه تموتيتى

عفاف وهى تضحك : ده أقل واجب.. أنت ماتعرفش حجم الجريمه أللى بترتكبها فى حقى وحق نفسك وحق بيتك وعيالك والألم وحرقة الدم أللى كنت معيشنى فيها

يأخذ سمير يدها بين يديه ويضغط عليها : حقك عليا يا عفاف ماتزعليش منى

أنا غلطان وأستاهل كل أللى بيحصلى

تنزل الدموع من عين عفاف وتحتضنه وهى تبكى ثم تتركه وتنظر فى عينه بكل جديه

- أحنا بعيدنا أنا وأنت عن ربنا ودخل الشيطان بيتنا.. من بكره وليه من بكره من دلوقتى نقوم نصلى ونستغفر ربنا ..وأنت ماتقطعش الصلاة وأنا معاك ومجهزه الحجاب لأرتديه للأبد ونحمد ربنا فى كل ساعة ونستغفره وكفيانا معاصى ...

سمير : فعلا ياعفاف أحنا بعدنا كثير عن ربنا وكان لازما يحصلنا كده قدر ولطف قومى بينا نتوضئ ونصلى ونستغفر ربنا

وبعد أن يصليان ويستغفران يظل سمير يتجشأ ويتكرع فيسأل عفاف

- الدواء أللى أخدته طعمه مش غريب عليا فيه طعم الليمون أو التفاح أو حاجة كده زى النعناع

عفاف : عايز تعرف فيه طعم أيه..فيه طعم الوهم المخلوط بطعم المعصيه وقلة العقل والضلال

- صحيح أنت جيبتى الدوا والسم ده منين

- دواء أيه وسم أيه ياسموره قوم ننام الأول حبقى أقولك الصبح يا عريس



هئ هئ هئ


























ليست هناك تعليقات:

قهوة الحراميه

  ألتف الحرامية حول المعلم فيشه شيخ المنصر وهم فى حالة تزمر وأنزعاج بعد أن أعلن عن نيته فى التوبه والأعداد لرحلة الحج فقال له مقص الحرامى : ...