الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

أتكل على الله (رباعيه من حكايات زيزو )


أتكل على الله

خرج الأمير محبوب للبريه للصيد والقنص مع الرعية.. ولمح وهو على حصانه غزاله فتيه تنطلق بين التباب والرمال الصحراويه فترك العنان للحصان وأستحثه على الجرى خلفها وهو مصمم على أن يفوز بها وأبتعدت الغزاله كثيرا عن معسكر الأمير ووجد نفسه وحيد ا فى الفلاة البعيدة القصيه ولم يستطع اللحاق به أحد من الأعوانوأستمرت الغزاله تراوغه بين الدروب والممرات والصخور العاليه والتباب وهو لا يبالى وأزداد تصميما على مطاردتها واللحاق بها ويتعثر حصان الأمير بالأحجار البارزه فى صحن الوادى الضيق الذى تحيط به الجبال الشاهقة من الجانبين فيقعا على الأرض وأصيب بجروح فى جسده ولم يقوى على القيام وكذلك أصيب الحصان أصابات بالغة جعلته يعانى من سكرات الموت ومالبث أن مات..ومن قوة الوقعة وشدة الألام نام الأمير مكانه ولا يعرف كم مر عليه من وقت وزمان.. ويفيق والشمس تتسلل على وجهة وصراخ الطيور الجارحة فوق رأسه وعواء الذئاب يهزه وجميعها تتسابق ..لتفترس جثة حصانه النافق فهب من رقدته بعد أن أستل سيفه وبدأ فى التعامل مع ضيوفه الثقلاء مره بالسيف وأخرى بقذف الحصى والحجارة لأبعادهم ودرأ شرهم ثم فك رحاله من فوق الحصان الميت وأستعوض الله وحمده على نجاته من الفناء وحفر قبر للحصان تحته ليواريه عن وحوش البر والهواء وظل يبحث له عن مخرج أو طريق للعودة لقصر أبيه الملك شعلان فعرف فى النهاية بأنه قد تاه بعد أن فقد الأتجاه.. فلم يجد من وسيله غير أن يتسلق أحد الجبال ويشعل النار لعل دخانها يشاهده أحد من الرعاة وينقذه من هذه البقاع ودخل عليه الليل وظل يرمى بالمزيد من الحطب لتستمر النار وتستعر ولا أحد يظهر من قريب أو بعيد فيأس وأفترش الأرض ونام.. ويصحو مع شروق الشمس فيجد أمامه الغزاله وهى تدور حوله وتتمسح به وتلعق فى وجهه وتجذبه من ثيابه وهى لا تخاف منه أو تهاب فقام من نومه وربت على ظهرها ومسح على رقبتها ولاول مره يشاهد حيوان أبكم يبكى والدموع تنزل من عينيه فيسائلها باستغراب: مالذى يبكيك يا غزالتى العزيزه وتزرفين العبرات السخان فيفاجأ الأمير بأن الغزاله قد ردت عليه بصوت أنثوى رقيق فيرجع للخلف وهو وجلان وهى تقول : أنى أبكى عليك أيها الأمير فقد كنت السبب فى ضياعك فى هذه الفلاه وموت حصانك العزيز يستجمع الأمير أعصابه ويسألها : هل أنت أنسيه أو جنيه.. فترد عليه : أنا أنسيه سحرتنى زوجة أبى الشريره وأطلقتنى فى الصحراء لتتخلص منى بعد أن شاهدت جرمها وخيانتها لأمى ..الأمير : أحكى لى قصتك ياغزاله وبالمناسبه ماهو أسمك الذى كانوا ينادونك به قبل أن تتحولى لتلك الهيئة الحيوانيه يجسو الأمير على ركبتيه وهو أمام الغزاله ليسمع حكايتها فتقول : صلى بنا على النبى > عليه أفضل الصلاة والسلام > أنا أسمى هنديه وكان عمرى عندما سحرتنى زوجة أبى 15 سنه وأنا مر عليا ثلاثة أعوام على هذه الحال فقد كنت البنت الوحيده لوالديا وكانوا يحبوننى حبا عظيما وكنت لا أفارقهما قط وكانت لنا جارة صديقة لأمى أسمها سعادات دائمة الدخول والخروج علينا وكانت أمى تحبها وتعتبرها أختها التى لم تلدها أمها وكانت سرها وسريرتها تفضى إليها بتفاصيل حياتها ..وجارتنا هذه كانت مطلقة بعد أن تركها زوجها وسافر إلى بلده بعد العراك والشجار والنقار

وكان أبى حمدان يعمل فى تجارة السجاد ودائم السفر والترحال لبلاد فارس والبنغال ليشترى بضاعته ويبيعها للتجار وكان مشهور عنه بالأمانه وحبه لفعل الخيرات ..وتمر الأيام وتشكو سعادات وحدتها لأمى وهى تتمنى أن تجد رجل يقفل عليها بابها وتأنس به وترتاح ..فتلح أمى على والدى أن يبحث لسعادات عن رجل أمين من الصحاب يتزوجها لتهنئ به وينصلح لها الحال فيسعى أبى للبحث عن زوج مناسب لسعادات فلم يجد غير صديقه شعبان تاجر الخيوط فى سوق بغداد الذى ماتت عنه زوجته وتركت له حفنة من الأولاد فيعزمه على العشاء فى دارنا ليشاهد سعادات فيرضى بها وترضى به فقد كانت على قدر معقول من الجمال وتزف إليه ويحضر أولاده ليعيش مع سعادات بعد أن أصرت ألا تغادر دارها إلى دار شعبان

يتبع الحلقة الثانية

حكاية هنديه الحلقة رقم (2)
حكاية هندية

وأعتدل الأمير فى جلسته وهو شغوف لسماع البقية وماحدث بعد ذلك لهنديه وتقول وهى تتنهد بحسرة : بعد أن تزوج شعبان من سعادات أرته النجوم فى عز الظهرية وأذلت أولاده الأيتام المفتريه ..فلم يطق صبرا على افعالها الشيطانيه وجاء كل منهما إلى بيتنا فى ساعة عصريه
ليحكتما إلى أبى حمدان الذى جلس فى الدار بعد أن بارت تجارته وخسر كثير من الأموال خلاف الديون التى تراكمت عليه من التجار وكانت أمى فى ذلك الوقت قد سافرت لأهلها لتحضر من أبويها المال اللازم لأستمرار الحياة ..شعبان وهو يشكو لأبى من أفعال سعادات : أسمع يا حمدان جارتكم المصونه قد فعلت بى وبأولادى مالم عين رأت ولا أذن سمعت من ضرب وقباحة وطولة لسان ووقاحة ويقول العقلاء كما دخلتم بالمعروف فتسريح بأحسان حمدان : وأنت مارأيك ياسعادات فيما يقول شعبان..سعادات : لا أستطيع الكلام أمامه الأن ولكنى موافقه على تركه فى الحال ولوسمحت ياحمدان أريدك على أنفراد ..حمدان : لك ماشئتى عن أذنك ياشعبان

وقامت الملعونه وأنفردت بأبى فى صحن الدار وكنت وقتها فى داخل عشة الفراخ أبحث عن بيض نأكله على الغداء فلم يتنبهوا لى وسمعت ماكان بينهما من كلام

فقالت سعادات وهى تبكى ليرق لها قلب أبى الغلبان : أنت السبب ياحمدان فيما أنا فيه الأن > أنا > أيوه أنت فقد أحببتك منذ أن سكنت معكم فى الجوار وكنت كلما رأيتك ينقلب بى الحال ولا أطيق أن يلمسنى أو يقترب منى الأزواج ..فأنت السبب فى طلاقى الأول وفى طلاقى الثانى ولم يتبقى لى سوى أن أقتل نفسى لأرتاح

يفاجأ أبى بهذا الكلام ولم يبقى على لسانه سوى كلمة : أنا ...أنا ياسعادات ..لكنى متزوج وزوجتى صديقتك فما العمل الأن > أنا توددت لها وصاحبتها ألا من أجلك أنت يا زينة الرجال حتى أكون قريبه منك فى جميع الأوقات وهذه فرصتى لأفصح لك عما فى قلبى من حب وولع وأشتياق > أنا > أيوه أنت الذى كلما شاهدتك وأنت مع زوجك تشتعل فى قلبى النيران ..> ولكنى !! > لا تقل شيئا فأنا أعرف ماتمر به من كساد وضيق الحال وأنا مستعده أن أسدد دينك وأرجع تجارتك لتزدهر ويصعد نجمك للأفاق

> وماهو المقابل الذى ستأخذيه ياسعادات فأنا تاجر أعرف الأصول فى خد وهات

> أوجزت ياسيد الرجال وقصرت عليا المسافات ..فتزوجنى وشوف ما سأجلبه لك من خير سعادة ورواج وترفل فى بحبوحة من العيش والأمان بدلا من أن تُجر إلى ساحة القضاء وتقضى بقية عمرك فى اللومان

> وماذا أفعل مع أم هنديه فهى زوجة طيبه وتقيه > طلقها ياحمدان فأنا مثل الفريك لا أحب أن يكون لى شريك > ولكننى لا أطيق أن تبتعد عنى هنديه فهى قرة عينى وأحب إلى من والديا > بسيطه ياحمدان أبنتك عندها كام عام > تخطت الرابعة عشر بقليل > أذن هى بلغت مبلغ النساء ومن حقك أن تحتفظ بها ويقف بجانبك القضاء

> أتركينى قليلا ياسعادات أقلب فى الأمر وأشاور نفسى.. قبل أن أندم على فعلى

> لاتضيع الوقت فى الخوف .. فالتردد آفة الرجال يمكن أن يجعلك فى خبر كان فقد جائت لك فرصة لاتعوض فسوف تنال المال والجمال والحب كمان وتنفذ بجلدك من الأهانة واللومان قولت أيه ياهمام

يسكت أبى قليلا وهو يدير كلام سعادات فى رأسه وفى النهاية يقول : على خيرة الله توكلنا على الذى لا يغفو ولا ينام..وطلقت سعادات ورحل عنها شعبان وخلا الجو لهما وبدأت ترمى عليه الشباك فقامت بسداد الديون ومدت بيتنا بالزاد والمؤن وهى فى أنتظار أن تنتهى العدة لتفيذ الخطة وعادت أمى بعد أيام وهى فى شوق لنا وأحتضنتنا فى حب وأشتياق ولكن أبى كان ينظر إليها وهو حزين حيران وأنا لا أستطيع أن أقول لأمى ماحدث ومادار بين أبى وسعادات فقد مرضت مرضا شديدا بعد عودتها مباشرة ولا أريد أن أزيد عليها الألام ..وعندما شفيت كان فى أنتظارها الغدر والحرمان فقد تلكك لها أبى على أتفه الأعمال وألقى عليها يمين الطلاق وطلب منها أن ترحل لأهلها فى التو والحال وغادرت الدار بعد أن بكت وولولت وتضرعت لحمدان أن يردها لعصمته وأن تعيش فى بيتها خادمه بدون نقديه من أجل بنتها هنديه ..ولكن أبى تملك فى قلبه الشر والعدوان الذى ملئت به قلبه جارتنا الشريرة سعادات.. وخرجت أمى وهى تدعو له أن يهديه إلى الطريق الصواب وأحتسبت أجرها وخدمتها وعشرتها معه عند الله الذى لاتضيع عنده الأعمال وأوصتنى بنفسى ووالدى وكل مافى الدار ورحلت بعد أن تركت الجمل والجمال

الحلقة رقم (3)

الساحرة أزمير الحلقة رقم (3)

وتستكمل هنديه بقية حكايتها فتقول : وتمر الأيام ويتزوج أبى سعادات وقد تملكنى الحزن والأسقام وبدأت زوجة أبى فى التعامل معى بكل أنحطاط وجعلتنى شغالة لها طوال النهار وهى تجلس تقلم فى أظافرها وتسبسب فى شعورها.. فمرضت وسقطت على الفراش من شدة الأسقام.. فشكتنى لأبى بأننى أمثل دور المريض باتقان حتى أهرب من نظافة الدار.. صدقها فى البداية ولكن عندما جلس أمامى على طرف الفراش وشاهد ما أعانيه بكى بدموع عينيه وأحس بما أرتكبه من أثم ونكرانه للجميل .. وبدأ يحكى لى بأنه مالجأ لهذا الأمر ألا أتقاء للحبس والبهدله على أخر الزمان وطلب منى العفو والسماح حتى ينصلح الحال وكانت سعادات تتصنت على حديثنا فأضمرت المزيد من الكره فى قلبها وبما أنها دائمة التردد على السحرة والدجالين لعمل الأسحار وتقديم القرابين لأسيادها من الجان والعفاريت فطلبت من الساحرة أزمير أن تتخلص منى بأى وضع وحال وأحضرتها معها الدار بحجة أنها ستعالجنى وتشفينى من الأمراض ..ودخلت عليا وأشعلت البخور والنار وعزمت وقالت تعاويذ السُحَار وأخرجتنى من صورتى الأنسيه لأكون فى صورة غزال وربطونى فى حوش الدار ووضعوا أمامى العلف والماء.. وعندما عاد أبى من الدكان وسأل عنى سعادات أدعت بأنى قد خرجت بدون علمها وهى مشغولة بنظافة بيتها ولربما تكون قد هربت وذهبت لأمها والله حليم ستار ..ثار أبى وشاط وأتهمها بأسائت معاملتى وهى السبب فى هربى من الدار ..وخرج المسكين يبحث عنى فى البيوت والشوارع والطرقات..ومر يوم ويومان ثم أسبوع وشهران ولم يعد أبى للبيت فقد عاش يبحث عنى فى أنحاء البلاد سواح حتى لجأ للسحرة وفاتحى المندل وقارئى الكف والفنجان ليعرف هل أنا مُت أو على قيد الحياة حتى أخبره أحدهم بأننى مسحورة فى صورة حيوان فعاد من ترحاله وبحثه وتجواله ودخل الدار فلم يجد سعادات ووجدنى أمامه مربوطة فى حوش الدار فى صورة غزال وأنا أبكى حزنا على حالى وفرحا على عودته للدار.. فيتعجب من أمرى وأندهش أكثر وظل يصرخ ويبكى عندما ناديته بأسمه وعرف حكاية حبسى على هذا الحال فربت على ظهرى وأخذنى فى حضنه وبكينا سويا على ما أصابنا على يد سعادات ولا ندرى من حمى اللقاء ألا وسعادات فى صحن الدار وهى تشاهد مايحدث أمامها فتهرب وتغلق علينا الباب بالقفل والمفتاح بعد أن أفتضح أمرها وعرف أبى حقيقتها المخجلة وألاعيبها القاتله.. ويحاول أبى أن يفتح الباب ولكن لم يفلح فصعد على سطح البناية ولكنه لا يستطيع أن يقفز ويتركنى وحيده فى الدار وعندما هبط الليل فك وثاقى ونمنا حتى نجد لنا من مخرج من هذه الدار وقرب الفجر سمعنا صوت مزلاج الباب وهو يفتح وأصوات عدد من الرجال يقوموا بالبحث عنا فقد أستأجرت الخبيثة بعض الرجال الحشيشه لتزهق أرواحنا ونموت ومعنا سرنا ..يتنبه أبى لما حاق بنا من مخاطر فيأمرنى أن أهرب من الباب بعد أن ينشغل الأشرار بمطادرته داخل الدار وقد كان وأنطلقت أعدو فى الطرقات حتى صعدت فوق الجبال المحيطه بالمدينه فكفوا عن مطادردتى الخبثاء وأنا لا أعلم عن أبى شيئا حتى الأن هل هو حى أومات ..وتنقلت بين الفيافى والصحروات آكل من خشاش الأرض ونعم الله فأى حيوان يرانى يجفل منى ويهرب فهو يحس ويشعر بأننى أنسانه فى صورة غزال وكما ترى فأنى وحيده فى هذه الجبال وعندما شاهدتك وأنت على ظهر الحصان جائت لى فكره هو أن أجعلك تجرى خلفى حتى يختلى بنا المكان لأحكى لك عن همى لعلى أجد النجاة على يد أى أنسان ولكن للأسف زاد حزنى عندما وقعت ومات حصانك وفقد أهلك وأصحابك أرجو أن تسامحنى فقد عرفت حكايتى وغلبى ..وبدأت تبكى بكاء مرا أوجع قلب الأمير محبوب فطيب بخاطرها ووعدها أن يجد حل لسحرها وأن تدعو الله أن يرزقهما بأحد الرعاة ليدلهما على الطريق للوصول لقصر السلطان..فتقول له : أنا يا أمير أستطيع أن أوصلك لبيتك الذى على مسيرة ثلاثة أيام فأنا أحفظ الأرض والأتجاهات لدوام أقامتى على مدى الثلاث سنوات وسنبدأ للأعداد لهذا المشوار فقم معى لأدلك على مكان الأبار ونملء القٍرَب بالماء ونأكل من أشجار الفاكهة ونتزود منها فى الترحال

الحلقة رقم (4)

الأرقط ملك الجان الحلقة رقم (4)
تمشى هنديه أمام محجوب لتدله على مكان الماء فتدخل به بين دروب الجبال الضيقة حتى تصل به إلى مكان متسع تحيطه الجبال الشاهقة وينساب من خلاله الماء فيملء صحن الوادى الضيق وأعداد كبيرة من الحيوانات تشرب فى أمان وبجواره بئر يلتف على مدخله أكبر ثعبان رأته عيناه ولا يستطيع أى حيوان أن يقترب أو يمر من أمام الثعبان فقالت له هنديه : هذا هو مشربنا على الأرض كماترى ماء عكر يحمل الأتربه والحصوات وهذا البير يسمى بئر الشيطان وحارسه هذا الثعبان الأرقط ذو الجناحان فتعال هنا خلفى لنعبر بعيد عنه ونملء القراب ونذهب فى الحال

محبوب : ولكن هذا ماء عكر لا يستذاق وهذا الثعبان يجلس فوق الماء الصافى الرقراق

هنديه: أمامك يا أمير أن تأخذ السهل اليسير أو تعرض نفسك للمخاطر والأهوال لتشرب الماء الرقراق أيهما تريد السهل أو الصعب المحال

> ومن يرضى بالسهل الضئيل وأمامه الصعب الوفير يظل عمره لا يحسب له حساب ويعش عيشة الذل والهوان ..سأملء قربتى من البير وسأقاتل هذا الثعبان الشرير

> حذار يا أمير فلا ترمى بنفسك فى المهالك وتضيع وليس معك من يعينك على هذا البلاء> لاصحبه ولا حراس ولا جيش جرار بدون توفيق من الله فأنى أتوكل على الله وهو المستعان > أتكل على الله الذى لايغفل ولا ينام > دعينى أفكر كيف أتحايل على هذا الوحش الأرقط ..هيا بنا نجمع أغصان شجر الشوك التى تحيط بالمكان ونضعها فى هذه الحفرة الواسعة ونغطيها بالحشائش وورق الشجر ونستدرج الثعبان لها

> هذه من نعمة الله على الأنسان أن خلق له عقل وفكر ووجدان هيا ياأمير نفعل ماتريد

وبدأ محبوب وهنديه فى تنفيذ خطتهما الجهنميه حتى تم تجهيز المكان ولم يتبقى غير أن يستدرجا الثعبان للمكان

فقالت هنديه : سأقوم أنا بأستدراجه فأنا خفيفة الحركة سريعة الركض والقفز فوق التباب وأنت تختبئ قرب الحفرة لتجهز عليه بسيفك البتار

ونفذا الخطة وبدأت هنديه تستفز الثعبان الأرقط وتقترب منه وتتراجع وتتظاهر بأنها لا تراه فيقوم الثعبان ليزحف خلفاها وهى تمشى ببطئ فى اتجاه حفرة الشوك وعندما يقترب منها تسلم ساقيها للرياح ثم تعود مرة أخرى لتكر عليه فيزحف سريعا فى أثرها..ومحجوب يشاهد مايجرى وهو خائف على هندية أن تقع بين فكى الثعبان وهو مشدوه بشجاعتها وقدرتها على الهربان وفى النهاية يقع الثعبان فى الفخ المنصوب له بأتقان فينغرز الشوك فى جسده اللامع ويصدر منه فحيح وصراخ ويحاول أن يتخلص من الشوك باللف والدوران ولكن تزداد الصرخات فقد أمتلء جسده بالكامل من الرأس حتى الذيل بالأشواك ..فيخرج الأمير محبوب شاهرا سيفه ويهم بضرب الثعبان على رأسه ولكنه يسمع من خلفه صوت جبار ينادى عليه أبعد سيفك عنه أيها الأنسان وأتركه لى فأننا بيننا حساب فيتراجع للخلف وهو يشاهد أمامه حوريه جميله تهبط من فوق الجبال وتتحول لوحش كاسر وتتصارع مع الثعبان الذى أستيأس وهو يصرخ كالرعد ويتلوى قبل أن يفارق الحياة..ويعود الوحش الكاسر لحالته الأولى فى صورة حوريه جميله وتقبل على محبوب وهنديه فى ود وهى تشكرهما على مساعدتها فى التغلب على الأرقط ملك الجان..وتقول الحوريه : هذا الثعبان هو ملك من ملوك الجان أستولى على بلادى وقتل أبى وولدى وأختبئ فى هذا الوادى السحيق حاولنا أن نصل أليه بشتى الطرق والأساليب ولكنه كان قوى وخبيث ونشر أعوانه فوق الجبال وكنا نراقبكما وأنتم تستدرجونه وتقاتلونه أحييكما على براعة صنيعكما وهذا مما سهل المسائل للهجوم عليه والأنتقام منه بارك الله فيكما ..أطلبا ماتتمنيان

محبوب : نشكرك يا أميره الجان فأنا أمير من أمراء الأنسان ولن نثقل عليكى فى الطلبات أولا أن تفكى سحر هندية لتعود إلى صورتها الأنسيه وأن تتكرمى بنقلنا إلى قصر أبى السلطان شعلان

> طلبك مجاب يا أمير محبوب (وتضع يدها على رأس الغزاله هنديه وتنفخ فى وجهها وهى تتمتم ببضع كلمات وهى تقول : أرجعى ياهندية إلى صورتك الأنسيه

فترتعد الغزاله ويحيط بها دخان كثيف يتلاشى بالتدريج لتخرج فتاة آية فى الجمال وهى تشهد بأن لا اله ألا الله وأن محمدا ً رسول الله وتتحسس نفسها وهى لا تصدق نفسها وتقبل على الحوريه وتحتضنها وتتشكرها على صنعها ولكنها تطلب منها طلب هى الأخرى

تقول هنديه : أشكرك يا أميرة الجان على حسن صنيعك ولكن لى طلب أنا الأخرى أن يجتمع شملى مع أبى وأمى لتعود لى روحى ويكتمل فرحى

الحوريه : لك ماتريدين عندما تعودين لبلدك أنت والأمير

يقف الأمير محبوب وهو ينظر لهنديه بحب وتلتقى أعينهما فى شوق وأنبهار وينسى كل منهما أن انهما فى حضرة الحوريه التى تنتظر منهما أن يقولا باقى طلبهاتما فتبتسم الحوريه بود : هل سنظل هكذا كثيرا ..نريد أن آخذكما على القصر ونطير فأهلك يا أمير قد أقاموا لك اليوم واجب العزاء ووالدك ووالدتك فى حالة من البؤس والشقاء والبكاء

ولكن الأمير محبوب يمسك بيد هنديه ويقول لها هل تقبليننى زوجا وعاشقا ومحبا لك لك ياهنديه .

فتقول : هل يستطيع أحد أن يرفض الحياة والحب من أميرى محبوب فلو لم تطلب منى الزواج لرجعت لأكون غزال أنا تحت أمرك يامولاى.. أتكل على الله

كوكوكوكو كوكوكو كاااااك كااااااك
تمت

ليست هناك تعليقات:

قهوة الحراميه

  ألتف الحرامية حول المعلم فيشه شيخ المنصر وهم فى حالة تزمر وأنزعاج بعد أن أعلن عن نيته فى التوبه والأعداد لرحلة الحج فقال له مقص الحرامى : ...