الثلاثاء، 9 يناير 2018

لمـستشرق الإنكليزي ستانلي لين بول (1)



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏أحذية‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏المـستشرق الإنكليزي ستانلي لين بول، فهو أحد كبار العلماء المتخصصين في تاريخ مصر في العصر الإسلامي، وشغل لنحو عشرين عاماً (1884 – 1892) وظيفة أمين القسم الشرقي للمسكوكات في المتحف البريطاني، من مؤلفاته: «فن العرب في مصر»، و«معجم الأسرات الحاكمة الإسلامية»، و«صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس»، و«تاريخ مصر في العصور الوسطى»، و«سيرة القاهرة». يشير ستانلي لين بول في مقدمته إلى عرض صورة واضحة للقاهرة من خلال عين خبيرة ودقيقة كعين لين، استطاعت بحنكة التقاط بداية التأثير الغربي ونفاذه إلى المدينة، والفصل الدقيق بين كل ما ينتمي في الأصل إلى المدينة العربية الإسلامية وكل طارئ مستحدث عليها، هذا بالطبع غير وصف الكثير مما اندثر أو تغيرت معالمه على مر الزمن، إضافة إلى ذلك الأسلوب المنهجي التسلسلي الذي اتبعه لين في وضع الكتاب ومحتواه.
ونعود إلي إدوارد ويليم لين العلامة البريطاني المتخصص في الآثار المصرية والذي قام بمعايشة المجتمع المصري إبان القرن 19 ليقوم قبل ترجمة ألف ليلة وليلة إلي الإنجليزية بتأليف بعض الكتب المهمة عن المجتمع والحياة في مصر أهمها كتاب يعاد طبعه كثيرا إلي الآن وهو »السلوك والعادات في مصر الحديثة« (1836) والذي يعتبر دراسة متعمقة لمجتمع شرق أوسطي عربي أما كتابه »وصف مصر« الذي أعيد طبعه عام 2000 فهو كتاب قيم يدل علي سعة علم ومعرفة وريادة إدوارد لين في علم الآثار المصرية كأحد مؤسسيه وكذلك مكانته كمستشرق.
وتعتبر ترجمة إدوارد لين لمقاطع من القرآن الكريم من أبرز منتجاته للتواصل مع الحضارة الشرقيةالعربية كما أنه وضع أول قاموس عربي إنجليزي من جزءين. أما ألف ليلة وليلة فقد اتكأ في ترجمتها إلي الإنجليزية علي عدة نسخ أبرزها نسخة كلكتا الهندية ونسخة برسلو علي أن أهم نسخة اعتمد عليها هي نسخة مطبعة بولاق المصرية وهي النسخة ذاتها التي أعادت هيئة قصور الثقافة طباعتها مؤخرا والتي أطلق عليها إدوارد لين أحد الأمجاد المتوجة في مطبعة الباشا محمد علي ورغم إلمام إدوارد لين باللغة العربية والعامية المصرية، إلا أنه واجه بعض الصعوبات في ترجمة ألف ليلة وليلة لكونها مكتوبة بلغة عربية وسطي وبمزيج مثير من العناصر الكلاسيكية القديمة والعامية المعاصرة وقتها، وقد وجد إدوارد لين العون المطلوب من خلال صديقه الشيخ محمد الطنطاوي الذي قام بتبسيط النص وتذليل مصاعبه علي هوامش الكتاب العربي الذي كان إدوارد لين يترجمه للإنجليزية في نسخة تخص لين عن مطبعة بولاق وهي مازالت موجودة في مكتبة جامعة كامبردج تنتظر أن تعين الباحثين من دارسي اللغة العربية هناك. وقد طبعت الليالي في نسختها الإنجليزية بترجمة إدوار لين بين مايو 1838 وديسمبر 1840.
إدوارد لين الحلقة الثانية ( مؤلفاته )



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏ و‏نص‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يجلسون‏‏‏ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏وليم لين المستشرق الأنجليزى
عشق مصر وأحبها من أثارها فتعلم اللغة العربية وأعلن أسلامه بها وعرفه المصريون تحت اسم منصور أفندي وعاش حياتهم وارتدى زيهم وجاور عمائرهم الأثرية. 

ولد إدوارد وليم لين في السابع عشر من أيلول عام 1801 في مدينة هرفورد على بعد حوالي 166 ميلاً غرب لندن، ودرس اللغة العربية قبل عام 1822، واتخذ قراره بالرحيل إلى الشرق ومصر بعد انتهائه من قراءة قصص ألف ليلة وليلة التي كانت ذات تأثير كبير فيه، وكان قدومه للشرق ذا تأثير كبير في مصر أيضاً.
وبعد ثلاث رحلات إلى مصر مسح فيها وليم لين البلاد مسحاً كاملاً، والاتصال بما استطاع من العلماء، ونسخ ما يستطيع الوصول إليه من المواد في آلاف الصفحات، وبذل قصارى الجهد للوصول إلى المخطوطات الأصلية الملحقة بمكتبات المساجد وغيرها، استطاع لين أن يقدم مجموعة متميزة جداً من الكتب منها «المصريون المحدثون»، وكتاب «وصف مصر»، وكتاب «القاهرة منتصف القرن التاسع عشر»، وهو يعد أول كتاب بعد كتاب الحملة الفرنسية يتحدث عن مدينة القاهرة منذ نشأتها وحتى عصر المؤلف.

ينقسم الكتاب إلى عشرة فصول، حاول المؤلف بإيجاز في أول فصلين منها ذكر أهم ما يتعلق بنشأة المدينة وتطور حواضرها القديمة التي تتابعت منذ نشأة الفسطاط مروراً بالعسكر والقطائع حتى إنشاء القاهرة، ثم تطورها وامتدادها بعد ذلك في العصرين الأيوبي والمملوكي، اعتماداً على ما ذكره المقريزي.ومن الفصل الثالث بدأ في وصف المدينة الحديثة، بداية من بولاق وهو ميناؤها على النيل حتى المدينة نفسها بأسوارها وأبوابها، ومن الفصل الرابع أخذ في تقسيم ما سيتم تناوله داخل المدينة، بداية من قلعة صلاح الدين وتأسيسها وأهم المباني التي تشتمل عليها، ثم شوارع المدينة ودروبها وحاراتها ومتاجرها ومنازلها وأسواقها، يلي ذلك أهم المساجد داخل المدينة ثم أهمها خارج المدينة، وفي الفصل الثامن تحدث عن المقابر والجبانات، وأفرد الفصل التاسع عن جزيرة الروضة، واختتم الكتاب في الفصل العاشر بالحديث عن مصر العتيقة وأهم مبانيها القديمة كجامع عمرو وقصر الشمع.

ليست هناك تعليقات:

قهوة الحراميه

  ألتف الحرامية حول المعلم فيشه شيخ المنصر وهم فى حالة تزمر وأنزعاج بعد أن أعلن عن نيته فى التوبه والأعداد لرحلة الحج فقال له مقص الحرامى : ...