سنتر عايده
المعلمه عايده عالمه قديمه من عوالم الأفراح أعتزلت المهنه بعد أن كبرت فى السن وزاد وزنها وأصبحت غير قادره على هز البطن والوسط وهى صديقة وفيه لطائفة الهبيشه والحراميه الذين كانوا لها السند واليد الغليظه فى الوقوف أمام المساطيل ومخمورى الأفراح البلدى أستقبلتنا فى حفاوة بالغه
عايدة : أهلا بالغالى أبن الغالى ..تعالى هنا جنبى ..بسم الله مشاء الله يحرسك لشبابك ..أنت بلبل
نبيل : أيوه ياست عايده
عايده : عايزاك تبقى واد عتره زى أبوك ومتكسفناش ومن بكره يا حبيبى تلبس وتتشيك وتجيلى على سنجة عشره حتنزل فى سبوبه صغيره على قدك ..(وتنادى على أحد مساعديها ) واد يامشرط بلبل معاك من بكره هو والبت( ثومه ) عايزاك تاخد بالك منه وتعلمه الشغل على أصوله..(ثم تخرج من صدرها كيس النقود)
خلاص يابلبلتى خد القرشين دول علشان تشيك نفسك على الآخر
نبيل: حاضر يامعلمه ..بس أعرف أنا حعمل أيه
عايده : حيفهمك مشرط على كل حاجه ..يا حلاوتك يا جمالك ..الواد ده بكره حيبقى
أحسن واحد فيكم يا حراميه يانوار
يخرج نبيل من عند عايده ويمر على محلات نص البلد ليشترى أفخر الثياب والمبلغ المتبقى يعطيه لأمه ليساعدها على مصاريف البيت
وفى الميعاد والمكان المحدد يتقابل مع المشرط وثومه وباقى النشالين ..ثومه شابه جميله لا يتعدى عمرها عن 18 عاما ترتدى أحدث خطوط الموضه التى تظهر مفاتنها ليسيل لها لعاب أى شاب ..وشرح لهم المشرط خطوات العمليه
وهى تتلخص فى صعودهم أتوبيس أمبابه من موقف العتبه وفى زحمة الأتوبيس يحتك أحد رجال مشرط بثومه فيتعارك معه نبيل وتتدخل باقى العصابه فى المعركة
ويشدون معهم الركاب لتنشب معركة كبيرة داخل الأتوبيس المزدحم ويقوموا النشالين بتقليب الركاب وتنتهى المعركه بطلب نبيل وثومه النزول فى أقرب محطه
ثم الأنتقال لميدان رمسيس لأعادة الخناقة المفتعلة مرة أخرى ثم ميدان العباسيه ثم الحسين .وهكذا حتى تتجمع معهم حصيلة أو غلة اليوم ويتقابلوا جميعا عند عايده
فى آخر النهار لتوزيعها بمعرفتها فكل واحد يأخذ نصيبه حسب الدور أللى قام به والأقدميه فى المهنه والباقى يحفظ عند عايده تأمينات أجتماعيه وبدل ضيافه
كانت هذه أول عمليه مع طائفة النشالين تعلمت من خلالها خفة اليد وأستخدام الموس لشق الجيوب ..وأستمر هذا الحال لمدة أسبوع ثم أنتقلنا إلى قطارات الضواحى ومترو الأنفاق ثم مواقف السرفيس للأقاليم فى أيام الخميس والجمعه
لحد هنا كنت أقوم بدور الكمبارس مع ثومه حتى سقط أثنين من التشكيل فقامت عايده بتعديل بسيط وهو دخولى مع النشالين لأقوم بدور التعميه للمساعده فى نشل الزبون بواسطة الأحتكاك بالركاب بالضغط على القدم أو تخبية نظره بجرنان أو دفعه على أحدى السيدات أو البصق على ملابس الضحيه والأعتذار والأصرارعلى مسح ما علق به ثم يقوم النشال بباقى العمل
تعرضنا أكثر من مره للقبض علينا فكانت المطاوى والسنج هى سلاحنا لأرهاب الركاب لنتمكن من الهرب
وبعد ئلائة أشهر من هذه التجربه المريرة والمواقف الخطرة التى نتعرض لها نقلتنى عايده إلى فئة الخطافين لما أتمتع به من قوة بدنيه ورشاقه ومعرفتى بسواقة الموتوسيكلات وكانت الوقعة الأولى عندما قمنا بخطف شنطة أحدى السيدات فى مدينة نصر فأنقلب بنا الموتوسيكل وتجمع المارة لننال علقه لم أنالها فى حياتى فأستسلمت لهم بعد أن أصيبت ساقى بجرح كبير وعدم قدرتى على الجرى وتمكن المارة من تسليمى أنا وزميلى إلى قسم البوليس لأشاهد مالم أشهده فى حياتى من ضرب وسب والنوم على البلاط حتى تم أحالتنا للنيابه للتحقيق وتحيلنى النيابه إلى محكمة الأحداث لعدم أكتمالى 17 سنه وكان فى أنتظارى المحامى الذى أرسلته عايده للدفاع عنى وعن زميلى
وحكمت عليا المحكمه بسنه أقضيها فى الأصلاحيه رأفة بحالى وصغر سنى وأنها السابقة الأولى
فى الأصلاحيه
فى الأصلاحيه أختلطت مع المجرمين الذين هم من سنى وتعلمت منهم مالم أتعلمه فى سنتر عايده وحفظت لغة المجرمين والرموز والأصطلاحات المتداوله بينهم
وكان لى صديق فى هذه الأصلاحيه هو مصطفى سامبو كان أسمر من أب سودانى وأم مصريه وتركهم أبوه وولى هاربا إلى بلده وتشرد الأولاد فى الشوارع وتزوجت الأم وتربى سامبو تحت الكبارى وفى الحدائق العامه حتى تم القبض عليه وهو يسرق فى سوق الخضار ويقضى معى فترة الأصلاح وسنخرج سويا فى نفس الشهر وكان له فضل كبير فى تعليمى أساليب جديده فى النشل وكيف أستخدم المطواة للدفاع عن نفسى
كانت أمى تزورنى فى المناسبات ومعها بعض من أخواتى البنات
نبيل : أزى الحال يامه عامله أيه وبتصرفى منين ..
أم نبيل : عايده بتساعدنا وعندك أختك( سعاد) و(نحمده) بيشتغلوا فى مصنع شربات فى المطريه
والحال أهو ماشى ..المهم أنك تاخد بالك من نفسك وأتعلم لك صنعه تقدر تشتغل بيها بعد ماتخرج من هنا
نبيل : صنعة أيه يامه هنا ما بنتعلمش غير الأجرام والبهدله ..هانت كلها شهرين وأخرج وربنا يعدلها المهم خلى بالك من نفسك ومن أخواتى البنات
وتمر الأيام بطيئه وأتخرج من الأصلاحيه ومعى شهادة معتمده من مؤسسة الأجرام
ولم أجد غير السنتر وعصابات عايده ...أشترك فى العديد من العمليات وأثبت كفائه وسرعه وخفة يد وأصبحت من المبتكرين لأساليب جديده فى النصب والأحتيال
وصعد نجمى عاليا فى سماء الأجرام بعد سنتين من الشغل مع عايده ولكن دوام الحال من المحال لم يتركنى معاون المباحث فى القسم فى حالى وأصبحت من المشبوهين فى أى عمليه سرقة تقع فى دائرة القسم وأحجز بالأسبوع والأثنين وأدخل طوابير العرض أمام الضحايا وأرحل كعب داير لبعض المحافظات وما أدراك ما هو الكعب الداير حتى أسودت الدنيا فى عينى لايمر يوم أو أثنين ألا وأجد من يطرق باب بيتنا فى الفجر ليسوقنى إلى مصير مجهول لا أعرف هل أخرج منه متهم أو برئ
فقررت أن أترك هذه المنطقه وأغادرها إلى الأسكندريه لألجأ إلى أصدقاء التخشيبه والأصلاحيه وأضرب بطاقه جديده بأسم طالب بكليه هندسة الأسكندريه وأختفيت فى شقه مفروشه.. و أخرج يوميا وأنا أحمل فى يدى بعض الكشاكيل ومسطره حرف T وأصبحت محل أعجاب العديد من بنات الأسكندريه والأقاليم وأصبح مكانى المفضل كافتريات الجامعة لأحصل على صيد ثمين ..وظللت على هذا الحال أتنقل من بنت إلى بنت ومن سيده إلى سيده فمنهم من تزوجت زواج عرفى كما هو المتبع مع طلبة الجامعة لآخذ متعتى وماتحمله ضحيتى من مصاغ وأموال وأختفى لأظهر فى أماكن أخرى حتى قابلت ( زهيره )فى محطة ترام الرمل
يتبع
الحلقة رقم (3 )
زهيره حبى الأول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق