عفريت الست
النساء هن أكثر زبائن الدجالين والمشعوزين والسحرة فهذه عليها أسياد وتلك فاتها قطار الزواج ...وأخريات محرومات من الخلفة والأطفال.. ومنهن من يكدن لضرائرهن والحماة وأخت الزوج... وبعضهن يكرهن صنف الرجال وسيرتهم
وبعضهن يطلبن العون فى إيقاع الزوج أوالحبيب أو الخطيب فى دباديبهن(حبهن )
وأخريات يكدن للرجال بربطهم عن المعاشرة الزوجيه وإيقاف الحال ..ومنهن من يطلبن قراءة الطالع والمستقبل ..ألخ من المعجزات والرغبات والأمنيات
لماذا أذن النساء بالذات يجرين وراء هذه الأوهام ؟؟
هل لأنهن يؤمن بالغيبيات أكثر من الرجال !!
هل طبيعة تكوينهن النفسى والبيولوجى تقودهن لمثل هذه المواضيع؟؟
هل زيادة نسبة الأميه بين النساء تدفعهم لذلك ؟؟
وأعود لأسأل نفسى لماذا النساء يدخلن دائرة الدجل والشعوذه ببساطه شديده بالرغم من نيل العديدات منهن شهادات ودرجات علميه عاليه لتتساوى الرؤس بين المتعلمات والجاهلات ..فلا غرابه فى ذلك ففى حمله على أحد بيوت السحر والشعوذه كان من بين الزبائن نساء متعلمات وللاسف طبيبات ومدرسات ومحاميات
سنشرح الموضوع سويا بأستفاضه من خلال ثلاث حكايات مختلفه لنماذج حقيقيه
من واقع الحياة
فيوجد لدينا ثلاثة أهداف يبغينها السيدات من محترفى السحر والشعوذه
1- لجلب المنفعة
2- لوقوع الأذى والشر على الأخرين
3- لقراءة المستقبل والغيب
والأنواع الثلاثه تكون فى حكم الشرع والدين كبيرة من الكبائر يلزم عنها الكفارة
والتوبه النصوح والأستغفار
أنواع السحرة والمشعوذين
السحر علم شيطانى ..علمه الشياطين لبعض البشر وبين الساحر والشيطان عهد كفر وفسق وخروج عن المله والشرع
النوع الأول : يقرأ الطالع والكف والنجوم ويفتح الكوتشينه ويعلن عن المستخبى
بقرائة الفنجان وضرب الودع
النوع الثانى:يفك السحر ويطرد الجان والشياطين والأرواح الشريرة
النوع الثالث : وهو أشد خطرا فيقوم بالسحر الأسود وعمل العملات والأحجبه التى تؤذى البشر وهم قلة فى مصر ومنتشرين بكثرة فى المغرب العربى والهند وأيران
النوع الرابع والأخير : وهم من طائفة النصابين ويدعون بمقدرتهم على عمل كل شيئ ويقال عنه ممارس عام وليس متخصص كما سبق وهم كثرة وينتشرون فى ريف وصعيد مصر ..مافى قرية أو نجع أوكفر ألا وفيه واحد أو أثنين من هؤلاء النصابين يبسط سيطرته على أبنائها
وسنتعرض فى حكايتنا عن بعض النماذج التى تسعى وراء السحر والخزعبلات
الحلقة الأولى
عفريت بنت السكرى
هذه الحكاية حقيقيه حدثت وقائعها فى مدينة الأسكندريه بحى الحضرة مابين عام
1945 – 1948 عاش أحداثها رجل من كبار العائله ولم يتزوج حتى الأن.. ونتركه يحكيها على لسانه
كنت فى سن الزواج فى ذلك الوقت وعمرى لا يتجاوز العشرين عاما أرادت أمى أن تزوجنى وتفرح بى لأنى أكبر أولادها فقد حصلت على شهادة الثقافة وتعينت بها كاتب فى ميناء البصل بمرتب محترم ثلاثة جنيهات وثلاثون قرش بالتمام والكمال فلبست أحسن البدل وأفخم الطرابيش والجزم الأجلسيه الطليانى ..يعنى كنت شاب قيمه وسيمه وأخذت لقب الأفندى ..محمود أفندى جه..محمود أفندى راح
وفى يوم وأثناء عودتى من حى اللبان بالقرب من عملى لمحت شابه تبارك الخلاق فيما خلق جمال أيه.. وقوام أيه والملائة السوداء تكاد تنطق وتتمرد وهى تتمخطر بها فى الشارع وجائت عينيها فى عينى فوقع حبها فى قلبى من أول نظره ..فلم أتمالك نفسى من السير خلفها لعل وعسى أن أعرف بيتها وأتقدم لها ..وكل حين تنظر خلفها وترسل لى أروع أبتسامه فأتشجع بالسير خلفها وأنا قلبى يطير فرحا
ووصل بنا الطريق ألى منطقة المكس حيث عزبة الصيادين ومعسكرات السواحل
وقد هبط الليل ومازلت أسير خلفها وهى لا تتوقف عن أرسال أبتساماتها الساحرة
حتى دخلت ورائها طريق ضيق داخل العزبه يؤدى إلى المنطقة الصحروايه
فتوقفت وأستدارت ناحيتى فى دلال وهى تشير لى بأن أتوقف..وتقدمت ناحيتها وأنا قلبى يخفق وأسمع ضرباته وأنا غير مصدق نفسى
هى : أنت أسمك أيه يا أفندى
أنا : محسوبك محمود
هى : أنت ماشى ورايا من بدرى عايز منى أيه
أنا : طالب القرب فى الحلال ( كل هذا وأنا هايم فى حسنها ولا أعرف ماذا أقول )
هى تبتسم : وماله بس أستنى لما ييجى أبويا وأخويا من السفر وأطلبنى منهم
أنا : مش حقدر أشوفك تانى ..طب فين بيتكم
هى : شايف الجبلايه العاليه أللى هناك دى بيتنا أللى منور فوقيها
أنا : انا مش شايف غير بيت واحد بس أللى هناك
هى : أهو ده بيتنا ما تقربش هناك لحد ما قولك أمتى مش عايزه فضايح
أنا : مش حشوفك تانى
هى : عايز تشوفنى ليه
أنا : لأنى حبيتك..أنتى أسمك أيه ياشابه
هى : أسمى حوريه...وأبوكى أسمه أيه..المعلم سيد السكرى ..بكره بعد المغرب تعالى عند عزبه الصيادين حتلاقينى قاعده مستنياك جنب الفناره
أمشى بقى عايزه أروح بعدين حد يشوفنا
انا : مش قادر أمشى ألا لما تمشى أنتى الأول
هى : طب روح أنت الأول ..لأ روحى أنتى الأول ..مع السلامه يا حوريه ..مع السلامه يابو حنفى ..أشوفك بكره ..أشوفك بكره ..مع السلامه
أقفل راجعا من حيث أتيت فسمعت صوت أجش يأتى من خلفى فى الظلام
..مين هناك ..أقف عندك ..أنت بتعمل أيه هنا يا جدع أنت وجاى منين
أنا : أنا جاى من بيت المعلم سيد السكرى ومروح
هو : أنت كنت مع حوريه
أنا بأستغراب : أيوه كنت مع حوريه
هو: روح يابنى ربنا يسترها معاك
أنا : أنت مين ياعم
هو : أنا يابنى التربى بتاع الجبانه دى
أنا وقد وقف شعرى وأرتعدت أوصالى :جب..جب جباااانه
هو : وأنت واقف دلوقتى فوق تربة حوريه السكرى أللى أتقتلت من خمس سنين
هى وأبوها وأخوها وأشعل الجناة النار فى بيتهم
لا أعرف كيف واتتنى القوة لأسابق الريح وأنا أصرخ ..يالهوتى يالهووووى
وصوت التربى يأتى من خلفى أستنى أستى يابنى حقولك بقية الحكايه..طب حطلعك بره على مهلك يابنى الأرض كلها حفر
وأجرى وأقوم وأقع واجرى ولا أتوقف حتى أصل إلى بيتنا فى الحضرة فأنادى على أخوتى ليضيؤا السلم ود خلت غرفتى وأنا أرتعد خوفا وأظل أهلوس طول اليل ووالدتى ووالدى جنبى وأخواتى يرثون لحالى حتى طلع النهار فيخرج أبى ليحضر الشيخ حمزه من الجوار ليطمئن عليا
الشيخ حمزه يظل يرقينى ويقرأ فى أذنى بعض أيات الذكر الحكيم فتهدأ نفسى وأروح فى ثبات عميق لأصحى قرب المغرب فأجد الشيخ حمزه وجميع أقاربنا وأهلى ملتفين حولى وهم هلعين وينظرون لى فى أسى
حمزه : محمود أفندى صحصح ياراجل عايزك فى كلمتين..لو سمحتم ياجماعه سيبونا لوحدنا ( يخرج الجميع ويجلس أمامى الشيخ حمزه ورائحة البخور تعبق المكان
حمزه : احكى لى أللى حصل وبالتفصيل الممل ومش عايزك تنسى حاجه أبدا
أنا أحكى له كل ماحدث ..فيبتسم : أنشاء الله خير ربنا نجاك ياولدى من مس الجان
وسأقوم بتحصينك ضدها وحتبقى كويس بعون الله
يظل الشيخ حمزه يقرأ فى قرأن وأدعيه ويفتح فى كتب ويقرأ ويتغير صوته ويعلو وينخفض واسمع أصوات نساء ويأمر الجميع بالأنصراف ثم يخرج من جيبه حجاب مثلث الشكل ويأمرنى أن أربطه حول كتفى الشمال ولا أخلعه أطلاقا حتى تزول الغمه وأتحصن من شرورهم
وتمر سنتين على هذه الواقعة فأعود إلى طبيعتى وأستمر فى مزاولة عملى ليل نهار وخلعت الحجاب فلم يعد لى به حاجه وأصبحت تمام التمام فتشجعت أمى بالبحث لى عن عروسه لأكمل نصف دينى وقد عرضت عليا الكثيرات وأخيرا وافقت على بنت خالتى( سعديه) لأتزوجها ..فتم الأعداد للزواج ودفعت المهر والشبكه وجهزت الشقه ولم يتبقى غير يومان على ميعاد الزفاف
يتبع
الحلقة رقم 2
عودة حوريه
وكنت وردية ليل وأنتهت فى الثانية عشرة مساء ولم أجد أى وسيله لأعود بها إلى البيت فأخذتها سيرا على الأقدام وكان الوقت شتاء وما أدراك بشتاء الأسكندريه
فأحتميت تحت الشرفات من المطر الذى ينزل بغزاره وأنا أتلفت يمينا ويسارا لعلى أجد حنطور أركبه لبقية المسافة
ويخرج حنطور فجأة من أحد الأزقه فأقف أمامه ليأخذنى معه
العربجى : يسسسسسسسس معانا حريم ياسى الأفندى
أنا فى عرضك يامعلم خدنى معاك
أسمع صوت حريمى رقيق من داخل الحنطور : خليه يطلع ياريس
أركب الحنطور فى خجل وأتكوم فى جنب ولا أنظر ناحية الراكبه ويستمر الحنطور فى السيرفى أتجاه الحضرة
هى : أنت مابتبصش ناحيتى ليه يامحمود
أنا أنظر ناحيتها فأجد( حوريه) فأصرخ بأعلى صوتى ولكنى لا أسمع نفسى :بالهوى يالهوى ألحقونى
هى : أسكت يامحمود ما حدش حيسمعك غيرى أنا ..أهدأ وما تخافش ..أنا بحبك
ومش ممكن أأذيك
أنا بعد أن لملمت نفسى التى تبعثرت من هول المفاجأة والخضه : أنتى أنتى أنسيه
ولا بسم الله الحمن الرحيم
هى : ايه أللى يهمك فى كده أنسيه ولا جنيه ..أنت مش قولت أنك بتحبنى وعايز تطلبنى من أهلى ..خلاص أنا موافقه
أنا وركبى تخبط فى بعضها : بس أنا دخلتى بعد بكره على بنت خالتى
هى : مين سعديه ..مش حيحصل يا محمود ..أحنا أتفقنا وبلغت أهلى أننا حنجوز..
وحنجوز.. حنجوز أيه رأيك بقا
أنا : نجوز نجوز ..بس أزاى
هى : زى الناس ما بتجوز
أنا : طب أدينى فرصه أشوف حل فى سعديه
هى بغضب: أنزل يامحمود بيتكم أهه
أنزل من الحنطور وأذهب لأحاسب العربجى
العربجى : هات قرش تعريفه ..أنما قولى يا أفندى أنت كنت بتكلم نفسك ولا أيه
تكونش مونون ومتقل فى العيار
أنا : مونون أيه ومتقل أيه ياعم أنا كنت بتكلم مع الست أللى كانت راكبه ورا
العربجى يضحك ويضرب كف على كف : ست مين ياعم ده مفيش غيرك أللى ركب
حقه بطلوده وأسمعوده قال ست قال..ربنا يشفى
أنا : أنت متأكد أن ماكانش فيه ست راكبه ورا
العربجى : ياعم أطلع نام وبكره الصبح حتبقى كويس..سلام ما تعطلنيش
أاخذ سلم البيت جرى وأنا أخبط على الباب بهستريا ..وأدخل على غرفتى وأنا أرتعش فيصحوا أهل البيت ويلتفوا حولى حتى الصباح ليحضر أبى الشيخ حمزه
ليشوفنى ..ويدخل وهو يزعق : أكيد قلع الحجاب ..ربنا يستر عليه..ربنا يتولاه
الشيخ حمزه : فين الحجاب يا محمود يابنى
أنا : كنت حاطه تحت المخده هنا بس مش لاقيه من ساعة ما قلعته
هو: الحجاب أهه بس محروق ..أنت خلاص بقيت تحت سيطرتها..وما أقدرش أعمل ليها حاجه غير أنى أقرأ لك بعض أيات الذكر الحكيم وربنا يتولاك برحمته
تسقط أمى مغشيا عليها ويبكى أبى وهو يحتضننى ..وأنا شبه نائم ولا أدرى ما يحدث من حولى
ويتكتم أهلى الخبر بحجة أنى مريض ويؤجل الزفاف حتى أتعافى ..ويمر شهر على هذه الواقعة وأرجع إلى حياتى الطبيعيه فيتشجع والدى بأن نتتم الزواج ..فالحياة الزوجيه يمكن أن تلهينى عن هذه الخرافات ..وفى أول خميس تم قد القران عصرا وزفتنا كانت بعد العشاء وأنا أتوجس خيفه أن يحدث مالا تحمد عقباه وأحاول أن أنسى تحذير حوريه وأشغل نفسى بالأهل والأصدقاء والمعازيم ولكنى أتذكر فألوذ بالصمت فينادونى أهلى بعدم السرحان فقد بقى ساعات قليله ليغلق عليا باب مع عروستى الجميله فأبتسم أبتسامه خوف ورعب لعما يمكن أن يحدث
وتدق الدفوف وتصدح الموسيقى بقرب تحركنا إلى عش الزوجيه السعيد
ونصل إلى البيت وهو بالقرب من منزل عروستى ويصعد معنا الأهل ليباركوا ويتفرجون على فرش العروسه ويباركون لنا سريعا ويتحركون خارج الشقه فينفرد بى والدى ويوصينى وصية الرجال ويدعوا لى بالسعادة والستر
ويغلق علينا الباب ويغادر الناس المكان وأصبح وجها لوجه أمام سعديه ..وهنا يحدث ما كنت أخافه و أتوقعه
يتبع
الحلقة رقم (3)
الكارثة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق