لن أنصرف
الحلقة رقم (1)
كتاب أبن ميمون الفاسى
فى تسخير الجن العاصى
المقدمه
حدثت وقائع هذه القصة بمدينة القاهرة فى حى الروضه فى صيف عام 1970 أحترق منزل مكون من ثلاثة أدوار عن آخرة وتحول إلى كتله من النيران أستمرت لمدة خمس ساعات دون أن تحرق البنايات المجاوره وهذا مما أثار الشكوك لدى أجهزة البحث الجنائى وخبراء الحريق المنتدبين من كلية الهندسه فى تفسير هذه الظاهرة الغريبه فقد فشلت جميع أجهزة ومعدات ووسائل الأطفاء فى أخماد النيران حتى توقفت لوحدها ..بعد أن أتت على جميع المفروشات والأثاث داخل الطوابق الثلاثه ويتبقى المبنى قائما دون أن ينهار ليكون شاهدا على ظاهرة لم يتم التوصل لتفسيرها حتى الأن وهى خروج كل من فيه سالمين دون أى أصابه عدا أختفاء الأنسة دعاء عبد الحميد التى لم يتم التوصل لجثتها فى مخلفات الحريق فقد أشتعلت النيران فى السطوح ثم أنتقلت إلى الدور الأول بعد أن هرب كل من فيه ثم الدور الثانى والأول والنيران تطارد سكانه لتجهز عليه بالكامل وقد ورد بمحاضر الشرطه جوانب القصة كاملة ولم يجد وكيل النيابه سبب مادى يمكن أن يستند عليه لأغلاق الواقعة غير أنه أمر بحفظها لعدم وجود أدله جنائية ويرجع لأسباب غير طبيعية ليس لها تفسير وتكلف المباحث العامه بالبحث عن الأنسة المذكورة وتحفظ القضية عوارض قسم الروضة
وتبدأ الأحداث
دقت الساعة لتعلن عن منتصف الليل ومازال ياسر يقلب فى كتاب أبن ميمون الفاسى فى تسخيرالجن العاصى وقد حصل عليه عند تجواله لشراء الكتب القديمه من على سور الأزبكيه وقد نصحه البائع بعدم قرائته ليلا ولكنه لم يأخذ بالنصيحة مستخفا بكلامه ولا يعرف كيف ساقته قدماه ليأخذ هذا الكتاب من على رف مكتبته فى هذه الليله ويتصفحه ليدفع عن نفسه الملل ..وظل يقرأ فيه وهو لايصدق ماهو مكتوب على صفحاته الصفراء الباليه
فقد جاء فيه وصف مفسر عن الجان وأسمائهم وقبائلهم وديانتهم( فمنهم الكافر والمؤمن) وطباعهم( فمنهم الطيب والشرير) وأماكن معيشتهم على الأرض فى الوديان والجبال والكهوف وفى أعماق البحار وفوق الكواكب وقصة تسخيرهم لسيدنا سليمان وكيف بنوا له القصور والمحاريب وأحضروا له الكنوز من كل مكان على الأرض وطبيعة الجن الناريه والفرق بين الجنى والعفريت حتى وصل إلى باب تحضير الجن العاصى وهو من أشد وأقوى فئات الجن وأشدهم قسوة وقدره على التنكيل بغيرهم من المخلوقات الناريه والبشريه وتميزهم بالحجم الضخم مايسمى بالمارد دون باقى المخلوقات الغير مرئية وقد أستعان بهم السحرة قديما فى دوواين الملوك والأباطره للبطش بالأعداء ونصرة الجيوش
ويجب عند الأستعانه بهم أن يكون الشخص على علم بقدرات هذا النوع من الجن وطباعه وأن يعرف كيف يستدعيه فى الأوقات المحدده وهى فى الخمسة أيام الأخيرة من الشهر القمرى لتنفيذ الطلبات والأوامر فى ذلك الوقت وإذا مرت هذه الفتره دون أن يقوم المحضر بصرفه يشيع فى المكان الذى تواجد به الدمار والحريق
وقد نبه أبن ميمون فى بداية هذا الباب ألا يتم تجربة هذه الطلاسم قبل أن يعلم صاحبها طريقة صرف الجن فى الباب التاسع
فقام بتقليب الصفحات ليصل إلى الباب التاسع لصرف الجن العاصى ولكنه وجد عدة صفحات مقطوعة لهذا الجزأ ..فدخل فى قلبه الخوف والرغبه فى تجربة هذه الطلاسم بعد أن شاهد فى النتيجه المعلقة أمامه بأن اليوم هو الخامس والعشرين من الشهر العربى وظل هكذا متردد قبل أن يفعل ذلك فوضع الكتاب جانبا وقام لينام ولم يدخل النوم جفونه فمازالت كلمات الكتاب تتراقص أمام عيناه والرغبه قد زادت لعمل التجربه ولكن الصفحات المقطوعة قد زادت فى نفسه القلق من مغبة تحضير الجن وعدم المقدره على صرفه وهو ما يسبب له الأذى البدنى والمس والجنون والدمار والحريق كما ورد بتعليمات أبن ميمون ..أذن مالعمل..فغادر فراشه وعاد إلى غرفة مكتبه فوجد أخته التوأم دعاء الطالبة بكلية التجارة تجلس على المكتب وهى تقرأ كتاب أبن ميمون وتردد الحروف والأرقام لطلسم التحضير وتدق بأصابعها على المكتب دقات متتاليه فوقف مذهولا من هول منظرها فقد جحظت عيناها وتتصبب عرقا وتغير صوتها فنادى عليها أن تتوقف ولكنها لم تلتفت إليه كأنها لاتراه ولا تسمعه فأقترب منها وحاول أن يشد الكتاب منها ليغلقه ولكنه تسمر فى مكانه ولم يستطع الحركة وشاهد دخان كثيف يلف دعاء وينتشرفى الغرفه وهويراقب ذلك دون أن يستطبع الحركة وأحس بشعر رأسه يقف وبتنميل فى أطرافه وزغلله فى عينيه
وتحشرجت الصرخات فى حلقه وأزدادت ضربات قلبه وهو يشاهد أخته وهى تحلق فىسقف الغرفة ثم أختفت من أمامه.. فخر على الأرض مغشيا عليه
الحلقة رقم (2)
hotmail.com@zhlola 000
يشعر ياسر بيد تهزه بعنف ليصحو من أغمائه ويفتح عيناه ببطء ليجد والده وأخته دعاء من حوله وهم يعملون على أفاقته من غَشٌيتِه
ياسر : فيه أيه ياجماعة أيه أللى حصل ..فين دعاء
دعاء : أنا أهه يا ياسر فوء
> أنتِ كويسه < أيوه ياحبيبى أنا بخير > الحمد لله
والده وهو ينهره : قوم يا أخى خضتنا عليك وقلت لك مية مرة ما تقراش الكتب الزفت دى وتجيبها البيت برضه ما بتسمعش الكلام أعمل فيك أيه
الأم: خلاص يا عبد الحميد مش وقته.. الحمد لله أنه بخير
عبد الحميد : حييجى منين الخير وأبنك معفرت لنا البيت بالكتب الهباب أللى مالى بيها المكتبه..انا حجمع الكتب دى كلها وولع فيها أحنا ناقصين بلاوى
ياسر وهو فى شبه أعياء : خلاص يابابا أللى تشوفه
الأم: خد ياحبيبى أشرب وقوم أغسل وشك وأهدأ وأدخل نام والصباح رباح
> خلاص ياماما أنا بقيت كويس ..
دعاء: قوموا أنتم ياجماعة ناموا وأنا حقعد معاه لحد ماينام
يخرج الأم والأب ويجلس كل من التوأم يتحدثان وتحين من ياسر ألتفاته نحو دعاء بعد أن أحس بسخونه وحرارة تنبعث منها وتغير فى شكلها وصوتها فتصدر منه صرخة مدويه وتنتابه حالة من الرعشة والقشعريرة ويتكوم فى أخر السرير وهو يخفى وجهه..ويسمع صوتها كفحيح الأفعى وهى تقول
> مافيش حد حيسمعك .. أهدأ كده وبلاش الخوف البشرى بتاعك ده
> أنتِ مِين ؟ أنتٍ مش دعاء أختى !!..دعاء فين ؟ أيه أللى بيحصلى ده
> عايز تعرف أيه أللى حصل ..أتعدلى كده وبلاش الرعشه دى وسنانك أللى بتخبط فى بعضها خلينى أعرف أتكلم معاك وألا حخليك تنسى أسمك وأسخطك برغوث ..أهدء أهداااأ
>أنتى مين الأول وعايزه منى أيه
> فيه حد يعزم ناس فى بيته من غير مايعرف هم مين ..الطلسم أللى أتقرأ كان دعوة للمرحوم والدى شنغور بالحضور على العشا ..وبما أننا الورثه فقد حضرنا بالنيابه عنه لتلبية الدعوة
> ورثة وعشا وشنغور أنا مش فاهم حاجة ..المهم فين أختى ؟
> أختك فى الحفظ والصون زمانها بتتفسح مع أخويا زغلول فى حدائق الموت اللذيذ وبيت الأشباح.. وحترجع كمان 3 أيام علشان يطلب أيدها من والدك
> ده أختطاف وسرقة أزاى ده يحصل يااا..أسمك أيه ؟
> أنا أسمى زغلوله أخت زغلول الصغيره ..وبعدين ماتقولش على أخويا خطاف وحرامى أختك راحت معاه بمزاجها وبأرادتها وهى مش قاصر ..أعجبت به زى ماهو أعجب بيها
> يانهار أسود ..ياوقعتنا السوده ..أختى ضاعت
> بطل العمايل الهبله دى أتنين بيحبوا بعض فيها أيه دى.. وبعدين أنا كمان معجبه بك أخويا يتجوز أختك وأنا أتجوزك ويبقى زيتنا فى دقيقنا
> زيت أيه ودقيق أيه أنا مش موافق أزاى بس أتجوز جنيه وأختى تتجوز عفريت
> ماترفضش ياياسر أنتم أللى طلبتونا وأحنا ماتأخرناش هو كلام عيال
> أيوه كلام عيال ..بس على كلامك أحنا كنا طالبين المرحوم والدك مش الورثه
> شوف يا أبن الأنسى أحنا ماعندناش هزار حتجوزك غصب عنك وأختك دعاء لزغلول وزغلول لدعاء مش عاجبك أصرفنا زى ماحضرتنا وذنبك على جنبك وشوف أيه أللى حيحصلكم أنت وأختك وجميع من فى البيت أسيبك دلوقتى تنام وتفكر فى الأوبشن ده قبل ما النهار يطلع ..باى باى
>ياست زغلوله أستنى شويه ورحمة أبوكى شنغور..عايز أسئلك فى حاجة ..ممكن تقوليلى على الطلسم أللى يصرفكم من هنا
> هه هه هه أنت عبيط ياض ..سلام أشوفك بكره ولو حبيت تشوفنى فى أى وقت أبعت لى مسج علىالأميل ده..hotmail.com@zhlola 000 باى باى
الحلقة رقم (3)
الأوبشن
يصحو ياسر متأخرا بعد أحداث الليله السابقه ولم يداعب النوم جفونه ألا مع زقزقة العصافير وأنبلاج الصباح فيقوم مسرعا ليطمأن على أخته فى غرفتها فلم يجدها ويجرى إلى غرفة أمه ليسألها عن دعاء
> فين دعاء ياماما < مالك ياحبيبى أنت لسه تعبان ..أختك خرجت من الصبح حتقضى كام يوم فى بيت خالتك ..أنت مالك ياواد شكلك مش طبيعى
> فين التليفون أنا حسأل عليها وصلت ولا لأ ( يطلب خالته على الهاتف فترد عليه : أيوه ياياسر أزيك وأزى أمك مش كنت تيجى تقضى لك يومين عندنا
> دعاء عندك ياتنت < أيوه يابنى بس خرجت تتمشى على الزراعيه
> خليها لما تيجى تكلمنى عايزها فى أمر ضرورى
(يضع سماعة التليفون جانبا وهو يدعو الله أن يكون ماحدث بالأمس هو مجرد كابوس عابر ولكنه يشعر بيد تربت على كتفه فينتفض ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فيجد فتاه رائعة الجمال
> أنت مين وعايزه منى أيه < أنت لحقت تنسى أنا زغلوله ياياسر > بس انت جميله قوى > أيه عجبتك لو عايز أغير لك منظرى دى حاجة سهلة شوف بتحب مين من الممثلين أو الجميلات أللى بتشوفهم فى السينما سعاد حسنى /هند رستم حتحول فورا لشكلها
> لا كده كويس ..أنت عايزه منى أيه دلوقتى وأختى فين ؟
> بقول لك أيه ماتقوم تطلع نقعد فى غرفة السطوح أحسن بدل ما يحد يسمعك فيفتكر أن مخك أتلحس وبتكلم نفسك وتروح سراية المجانين
> أمرك أسبقينى أنت لحد ماجيب المفتاح وأحصلك
يفتح ياسر باب الغرفة فيجد زغلوله تجلس علىالكنبه وقد رسمت على وجهها أبتسامه رائعة وهى تدعوه أن يجلس بجوارها فيرفض وهو خائف ويجلس على
كرسى قديم متهالك أمامها وهو فى منتهى الرعب وتبدأ هى بالكلام
> أنت لسه خايف منى أنت مش أول واحد ولا آخر واحد يتجوز جنيه يا أخى مش عارفه أنت مكبر الموضوع كده ليه
> يعنى يازغلوله من قلة الشبان العفاريت عندكم ..ضاقت بك الدنيا عشان تأخذى بنى آدم زيى حتعملى بى أيه وأنت شايفه أنا صحتى على قدى ومش قد جمالك ده
> أسمع ياياسر أن مكنتش حتبطل السيره دى وتوافقنى وتتجوزنى مش حيحصلك طيب ..مش حخليك تتلم على نفسك ..حد يطول يتجوز جنيه بجمالى وحلاوتى ده عفاريت الدنيا حفيت ورايا
> أشمعنى أنا بالذات عن دون الخلق ما عندك شباب زى الورد أحلى وأجمل منى
> القلب ومايريد وزى ما قولت لك علشان نخلى زيتنا فى دقيقنا
> يادى الزيت والدقيق أللى مسكالى فيهم دول ياستى أنا خايف وبأترعب منك أزاى حتجوزك وأعيش معاكى
> مع الوقت حتاخد عليا ومش حتقدر تستغنى عنى وحتحبنى أكتر مابحبك
> حاخدك على قد عقلك..فرضا أتهببنا قصدى أتجوزنا حنعيش فين وحيكون لينا ذريه قصدى عيال وحيكونوا بنى آدمين ولا عفاريت زيكم
> تعجبنى وأنت بتتجاوب معايا ..حفهمك كل حاجة ..شوف ياسيدى بمجرد ما نكتب الكتاب ونعلى الجواب حاخدك معايا على وادى الجن أقدمك لأهلى وصحباتى
وماتشلش هم ياعم القصر موجود فيه من مجاميعه كافة الكماليات بما فيهم التكييفات أبسط ياعم مش زيكم مركبين فى السقف ساقيه وبتقولوا عليها مروحه أسكت خلى الطابف مستوروكمان حتبقى جنب قصر أختك وحتعيش ملك أما الخلفه فحتبقى عيال معفرته فيها من صفات العفاريت وغباوة البنى آدمين
> يعنى العيال المعفرته دى خلفة عفاريت !! < طبعا
> طب وأصرف عليكى منين ..تضحك زغلوله> ..أحنا صنف العفاريت مالناش شغله ولا مشغله غير البنى أدمين أنت فاكر أيه يابنى ..عمرك سمعت أن فيه عفريت سمكرى ولا سباك ولا ميكانيكى ولا وزير أو حتى غفير
> طيب هم البنى آدمين عملوا لكم أيه ماتسيبوهم فى حالهم
> بالذمه ده كلام ..نسيبهم يدخلوا الجنه من غير ماناخد تلات تربعهم معانا جهنم
> بس انا قرأت فى كتاب أبن ميمون الفاسى أن فيه جن مؤمن وجن كافر وانت لامؤاخذه من أنهى نوع
> أنا مسلمه وموحده بالله
> الحمد لله أنك طلعتى مسلمه وموحده بالله ..أحلفك بأيمانات المسلمين أنك تسيبينا أنا وأختى فى حالنا وأعتبريها غلطه ولعب عيال ومش حيتكرر تانى
> أنت أنسان خنيق مش عارف مصلحتك بقولك يابنى آدم حخليك ولا الملوك وبرضه مُصّر على الفقر ..قولى بذمتك ليسانس الحقوق بتاعك ده تعرف تفتح بيه بيت ..غير أنك حتقعد كام سنه عواطلى وأبوك يصرف عليك وفين على ماتلاقى شقة وتدور على عروسه أنسيه ترضى بحالك غير القرف والغلب أللى حتشوفه على أديها وأدين أهلها ..أنا ياعم حاخدك بالهدوم أللى عليك وممكن من غيرهم وحتتبسط آخر أنبساط ومش حتتعب فى حاجة ..عايز تشوف أهلك أنشالله كل يوم ماعنديش مانع وحتلبس احسن لبس وحتاكل أحسن أكل ..طاوعنى يابنى وأنت تكسب
> لوسمحتى ياست زغلوله أدينى فرصة أفكر وأرد عليكى
> أيه ست زغلوله دى من هنا ورايح تقولى يازيزى ..وبعدين فكر براحتك قدامك أربع أيام لو ماردتش عليا حتلاقى نفسك عندى فى القصر فى وادى الجن ومش حتشوف ناسك تانى قولت أيه ياخفيف
> قولت لا اله إلا الله ..أنا لله وأنا إليه راجعون
> بعد بكره حاجى أنا وأخويا ومامى شعنونه هانم علشان نخطب دعاء ونقرأ فتحتك عليا ماشى ياعم الخواف > ماشى يازيزى > سلام
الحلقة رقم (4)
روحيه
يجلس ياسر فى غرفة السطوح وهو كئيب يفكر ماذا يفعل مع زغلوله وزغلول وكيف يستعيد أخته ويمنع هذه الجوازه ولا يستطيع أن يصارح والداه بالذى يحدث وألا أتهماه بالجنون فيزداد حزنا وتطرأ فى رأسه فكره وحيده لعل وعسى أن تفلح لتخرجه من هذه الورطه فقام على الفور وأرتدى ملابسه وخرج دون أن يكلم أحد وركب الأتوبيس ونزل فى ميدان العتبه ويتجه إلى محل الكتب الذى أشترى منه كتاب أبن ميمون فى تحضير الجان ويقابل عم عبده صاحب المحل ويجلس معه ويحكى له حكايته وماحدث لهم ويسأله أن يساعده فى معرفة الشخص الذىباع له الكتاب
عم عبده : شوف يايسر يابنى الكتاب ده وغيره من الكتب أشتريته من راجل ساكن فى الجماليه ..الحقيقة أنا ماقبلتش الراجل بس بنته الوحيده هى أللى باعت لى كل كتبه وآدى العنوان وأنت وحظك ممكن تقابل الراجل أو معارفه يمكن يكون محتفظين بالورق عندهم
> متشكر ياعم عبده أدعيلى ربنا يوفقنى وألاقى الصفحات دى
يخرج ياسر ويسير على قدميه من العتبه حتى الجماليه ليبحث عن العنوان حتى يعثر عليه فى زقاق ضيق فيسأل السكان عن المنزل رقم 10
> عايز مين يابنى فى نمره 10
> عايز عم محمود العطار >عمك محمود العطار تعيش أنت مات من أسبوع لقوه شانق نفسه فى أوضه فوق السطوح بتاع بيته
> أوضه فوق السطوح ( تذكر لقائه مع زغلوله فى غرفة السطوح فأحس بأن نهايته ستكون مثل نهاية محمود العطار فأحس بالرعب أكثر )
طب مافيش حد من ولاده أو مراته أقدر أقابله أو أكلمه
> البيت مافهوش غير مراته وبنته روحيه ..خبط على الباب أللى قدامك ده وأنت وحظك لردوا عليك أو ماردوش
يقف ياسر اما باب خشبى كبير متهالك وفى منتصفه يد حديد صدأة تستخدم للطرق.. يستجمع شجاعته ويطرق باليد الحديد عدة طرقات فيأتى من الداخل صوت أنثوى يسأل من الطارق ..ويفتح الباب فيصدر منه صريخ كئيب مزعج للمفصلات الصدأة وتظهر من خلفه فتاه سمراء لايتعدى عمرها الثمانية عشره عاما وهى متوشحة بالسواد ولا تظهر غير عيناها التى تتحرك فى كل أتجاه
> عايز أيه يا أستاذ > أنا جاى من طرف عم عبده بتاع الكتب أللى أشترى كُتُبْ المرحوم ممكن أتكلم معاكى شويه
تدقق فى وجه ياسر قليلا وهى متردده ثم تطلب منه الدخول > أتفضل أدخل
> أشكرك وأنا آسف لأزعاجك ولولا أنى فى ورطه كبيره ماكنت عملت كده
> تحب تشرب ايه > لا ولاحاجة بس عايز منك تسمعينى يمكن ألاقى عندك حل لمشكلتى ( ويحكى لها ياسر قصته كامله مع الكتاب وعدم قدرته على صرف الجان الذين أحتلوا بيته وخطفوا أخته ..فتستمع له بأنصات وهى تنظر إلى الأرض متأثرة بقصته )
روحيه فى هدوء : كل الكُتُب أللى كانت فى خزنة المرحوم بعناها بس فيه أوراق وكتب تانيه موجوده فى غرفة السطوح أللى مات فيها وما حدش قادر يطلع يفتحها ويشيل أللى فيها ..أصل الأوضه دى كانت الخلوه بتاعته أللى ممكن يقعد فيها بالشهر مايخرجش ..أصله كان مخاوى الجن ومتجوز منهم ..أمى كانت
بتقول كده قبل ماتمرض وتقعد فى أوضتها من خمس سنوات وكانت بتقولى أن بيتنا مسكون وأبوكى هو السبب وكل الناس فى الحته عارفه أن أبويا بيتعامل مع الجن فماكنش فيه حد بيزورنا أو يسأل علينا وكانت جميع طلباتنا بنلاقيها موجوده فى المطبخ.. فنطبخ وناكل ومانسألش أزاى وأمتى وفين وزى ما أنت شايف حالتنا بقت فى النازل من ساعة ما مات وأبتدينا نبيع أى حاجة موجوده فى البيت..لو عايز تشوف الأوراق والكتب أللى فى أوضة السطوح أتفضل أفتح الأوضه دور فيها براحتك
> أن ماكنش فيها أزعاج > لا أبدا.. أستنى لما أجيب المفتاح دقيقة واحده
يجيل ياسر نظره فى جنبات البيت القديم ويحس بأنقباض وخوف ويفضل ان يهرب على أن يعيش فى هذا الجو المقبض يحس بخطوات روحيه وهى تنزل من على الدرج الخشبى وهى قادمه ومعها المفتاح
روحيه : أتفضل المفتاح أهه السكه من هنا فى أخر السلم
ياسر: شكرا انتِ مش جايه معايا
روحيه : أنا عمرى ماطلعت فوق ..لو خايف هات المفتاح وأتفضل من غير مطرود ويادار مادخلك شر ..ما تّنحش كده
يقف ياسر وهو متردد ويشعر بالخوف يتسرب إلى كل خليه فى جسمه ولكنه يتذكر حجم المأساة التى يعيشها وفقدانه لأخته فيتشجع ويقوم بصعود الدرج الخشبى المظلم المؤدى للسطوح وبعد أن وصل إلى الدور الأول نظر خلفه فلم يجد روحيه التى كانت واقفه فى أسفل الدرج
فصرخ بأعلى صوته : روحييييه.. روحيه فلم يسمع ألا صدى صوته يرتد إليه
الحلقة رقم (5)
سورة الجن
وقف ياسر حائرا فماذا يفعل ولم يجد أمامه مفر غير أن يكمل الصعود للسطوح فوجد أمامه غرفة متداعية البناء مبنيه بكسر الحجارة وبدون محارة يبدو من منظرها أنها كانت تستخدم فى تربية الطيور وبابها عبارة عن ألواح خشبيه قديمة
مثبته مع بعضها بطريقة بدائيه ويعلو الباب قفل شكله غريب فنظر من شقوق الباب قبل أن يفتح فشاهد أشياء قديمه محطمه وكتب وأوراق منثورة فى الأرضيه فدب فى قلبه الأمل أن يجد ضالته فى هذا المكان المخيف ..فقرأ أية الكرسى وقام بفتح الباب بسهوله لتهب عليه رائحة كريهه تشبه رائحة القبور فتوقف قليلا وهو متردد فى الدخول فى هذا الجو الخانق ثم دلف إلى داخل الغرفة المحطمة الأثاث وهو يدعو الله أن يوفقه سريعا فى الحصول على طلسم صرف الجان
يجلس القرفصاء وهو يتفحص الأوراق والكتب وهو فى لهفة أن يتم العثور عليها بسرعة حتى وقعت عيناه على أوراق مكتوبه بخط غريب باللون الأحمر فبدأ بقرائتها فقد كانت عبارة عن عهد بين محمود العطار ومندوب ملك الجان يتعهد فيه له بالخضوع والطاعة مقابل أن يحقق له الجان كافة الطلبات وإذا خان العهد فأن عقاب ملك الجان يحل عليه بتعليقه بحبل المشنقة حتى الموت وفى النهاية بقعتان أحدهما حمراء باهته وهى تمثل توقيع محمود العطار بدمه والأخرى زرقاء وفوقها نقش غريب لم يفهم معناه وفجأة هبت ريح ساخنة لداخل الغرفة فأنغلق باب الغرفة عليه بقوة فأبتلت ثيابه من الرعب وظل يصرخ وصوته يتحشرج فى حلقة حتى عاد لم يسمع صوته فقد جلجت ضحكات عاليه فى المكان لا يعرف من أين مصدرها فوقعا مغشيا عليه من فرط الخوف والرعب وهو بستعيذ بالله من الشيطان الرجيم أن تنقذه العناية الألهيه من هذا البلاء
لايعرف كم مضى عليه من وقت وهو مطروح أرضا فى أرضية الغرفة فاقد الوعى
وأحس بيد رقيقه تمسح وجهه بالماء فيسترد وعيه قليلا قليلا فيجد روحيه وهى تأخذ رأسه على ذراعها وهى تحاول أفاقته وهى تتكلم بألفاظ غير مفهومه وفى نهايتها تقول : الأن الأن الساعة الساعة أنصرف يا شهبور أنصرف ياشهبور( ثم تشهق بصوت عالى وتسقف بيدها ثلاث مرات وتنفخ فى وجهى فأحس كأن حبال وجنازير قد فكت من حول جسدى وصفير يتباعد من أذنى وتدب فى الحياة والعافية فأجلس أمامها وأنا فى ذهول من جمال صورتها ودقة ملامحها وتغير لون عينيها من شدة الحمار إلى اللون الأسود ثم تسحبنى من يدى خارج الغرفة
فينغلق بابها بقوة وأشم نسيم الليل وأنظر إلى السماء وأن أحمد الله على نجاتى
واقول لها : أشكرك ياروحيه أنا مش عارف أقولك أيه
تضع يدها على فمى بهدوء لتمنعنى من الكلام وهى تقول : أنت لسه عايز الطلسم لصرف الجن بعد أللى شوفته
> أنا فى طولك أنا فى عرضك لايمينى عليه
> طب أسمع أللى بقولك عليه ونفذه بكل دقة ..بعد بكرة حيكونوا مجتمعين كلهم عندكم فى البيت عيلة شنغور وأقاربه لطلب أيد أختك دعاء لزغلول وخطوبتك على زغلوله..خد الأزازه دى حتفرغها فى كوبيات الشربات وتقدمها ليهم بنفسك
وكل كوبايه تقدمها لكل واحد فيهم وتقول فى سرك الأيات الأربعة التالية من سورة الجن رقم 14 و 15 و16 و 17* وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا* وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا* وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا* لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا *
>أشكرك ياروحيه ..يعنى تسيبينى أدخل الأوضه ماكان من الأول كنتى طلعت معايا < أنا مش روحيه ..أللى قابلتك كانت زغلوله هربت لما شافتنى ..خد بعضك وروح بيتكم وشيل الأزازة فى مكان أمين وماتطلعش أوضة السطوح مرة تانيه وربنا يصبركم على مابلاكم ..أحفظ الأيات كويس وماتخافش وأنت بتقراها سلام ينزل ياسر الدرج مهرولا ويخرج من البيت وهو يجرى دون النظر خلفه ويعود إلى بيته ويدخل غرفته ويخبأ الزجاجه فيسمع صوت أمه وهى تنادى عليه
> ياسر ..ياسر ..تعال أسمع آخر الأخبار > خير ياماما > مش أختك دعاء جالها عريس وحييجى هو وأهله علشان يخطبوها يوم الخميس
> عرفتى أزاى < أتصلت بى بالتليفون وبلغتنى ..وعماله تحكى وتتحاكى عليه عقبالك ياحبيبى لما أفرح بيك > العريس ده بيشتغل أيه
> بتقول أنه رجل أعمال وغنى قوى < رجل أعمال سفليه > أنت بتقول أيه ياواد
> أبدا مفيش حاجه > قالت لك جايه أمتى < قالت أنها راجعة بكره ..مالك مسهم كده ليه ياحبيبى أنت مش مبسوط أن أختك حتتجوز > لا أبدا أصل أنا تعبان شويه
حدخل أقعد شويه فى المكتب أقرأ قرآن
> أيوه كده الله يفتح عليك بقالك مده كبيره مامسكتش المصحف ربنا يهديك
يدخل ياسر غرفة مكتبه ويفتح المصحف على سورة الجن ويعيد قرائتها عدة مرات ليحفظ الأيات الأربعة التى فيها سر نجاته من الجن والشياطين وتنزل فى قلبه السكينه والهدوء لأول مرة ويترك المصحف مفتوح على هذه الأيات البينات ويدخل لينام وهو قرير العين مطمئن الوجدان
الحلقة رقم ( 6 )
يصحو من نومه فى الصباح وهو نشيط على غير العادة ويجلس مع والده ووالدته لتناول طعام الأفطار
> أنت لسه تعبان يابنى < لا انا بقيت كويس يابابا
> طب بعد ماتفطر طلع البدلة بتاعتك علشان نوديها للمكوجى علشان تقابل بيها الضيوف بكره أللى جايين يخطبوا أختك < حاضر ياماما
يقوم ياسر ويفتح دولابه فيجد أمامه زغلوله وهى تضحك ..
> أنت عايزه أيه دلوقتى على الصبح < وحشتنى قولت آجى أصبح عليك وأقعد معاك شويه فى أوضة السطوح
يصرخ ياسربعصبيه > لا لا أوضة السطوح لا.. أى حته تانيه غير أوضة السطوح تعالى نقعد بره > فكرة كويسه بس أنت عارف أن مفيش حد بيشوفنى غيرك ولو قعدنا نتكلم فى أى حته الناس حيقولوا أنك مجنون ماتيجى يابن الناس نطلع فوق أحسن ونبقى براحتنا > لا أوضة السطوح لا.. أى حته تانيه غير أوضة السطوح
تسمعه أمه وهو يتكلم بصوت عال فتجرى لزوجها وهى خائفة : ألحقنى يا أبو ياسر الواد يظهر أتجنن واقف قدام الدولاب بيكلم نفسه ..يالهوى يالهوى
الأب:أنا قولت كده من زمان الواد ده مخه حيضرب من كتر قرايته فى كتب العفاريت أللى مالى بيها البيت ..ربى لا أسئلك رد القضاء ولكنى أسئلك اللطف فيه
يرتدى ياسر ملابسه ويلقى السلام على والديه الواقفين فى حالة يرثى لها خوفا عليه وفرقا مما يحدث له
يسير فى الشارع وتتأبط زغلوله ذراعه وهى تتحدث معه وهو يرد عليها فيشاهده الجيران وهو يتحدث مع نفسه فيضربوا كفا بكف وهم يتحسرون عليه وعلى ما أصابه ..
زغلوله : تعال نقعد فى الكازينو ده > ماشى ( يدخل الكازينو ويجلس فيحضر الجرسون لأخذ الطلبات
ياسر: تشربى أيه يازيزى < جنزبيل > هات عصير ليمون لى وجنزبيل للأنسة
الجرسون يتراجع للخلف وهو مرعوب > فين الأنسه دى
زغلوله وهى تضحك : عاجبك كده الراجل حيقول عليك مجنون
ياسر :مجنون مجنون هات ياعم ليه جنزبيل وليمون حشربهم أنا لوحدى
يرفع الجرسون حاجبه ويبتعد عنه لأحضار الطلبات وهو يقول : أصحاب العقول فى راحة ياحول الله يارب كان بدرى عليك يابنى من الجنان منظرك لسه ماتجوزستش أيه أللى طير عقلك ....هو أكيد البانجو...ليمون وجنزبيل ياخرب بيت جنانك صاقع وسخن مره واحده ..ماشى ياعم الخلاط
زغلوله : نيجى للكلام الجد ..أنت كنت بتعمل أيه أمبارح فى بيت محمود العطار
> أبدا مافيش كنت بدور على الطلسم
> ولقيته على كده ؟؟ ... يرتبك ياسر وهو يقول :لا لا مالقتوش
> منظرك بتكدب > وحكدب ليه لو معايا كنت قريته وخلصت من أمبارح
> يابنى سيبك من الأوهام دى أنت مش عارف حتتبسط قد أيه معانا
> خلاص ياستى أنت مش جايه بكره مع أهلك كلهم علشان تخطبينا أنا وأختى
> تعجبنى وأنت مسالم وراضى بنصيبك كتوموتو يا خواتى
الجرسون يراقب ياسر وهو يجلس يكلم نفسه فينادى على مدير المحل ليشاهد معه منظر هذا الشاب وهو يتحدث كأن أنسان آخر يجلس أمامه
المدير: بقولك أيه روح ودى الطلبات وخليك واقف معاه لحد مايشرب وأطلب منه أن يسيب المكان مش ناقصين روشه مش عايزين نطفش الزباين فى يومك أللى مش فايت ده
الجرسون : أتفضل ياكابتن الليمون والجنزبيل أشربهم دلوقتى وأنا واقف لحد ماتخلص لأن المدير طلب أنك تمشى من هنا
ياسر : عاجبك كده ياستى الجرسون الفقرى ده عايزنا نمشى
الجرسون: لو سمحت بدون شوشره أنا فعلا فقرى لأن أول يوم أشتغل فى المكان الخولل ده ..ربنا يطلعنا من هنا على خير
زغلوله : سيبهولى بقى هو والمدير بتاعه لما أوريهم شغلهم
( تقوم من مكانها وتأخذ كوب الجنزبيل وهو ساخن وتسكبه فى قفى الجرسون فيصرخ ويتنطط ويخلع ملابسه فيخرج المدير على صراخه ويقوم الزبائن والعمال لمشاهدة ماحدث له فتشق بنطلون المدير فيقف بالسروال الداخلى فيجرى هو الأخر وهو يقول :عفريت ..عفريت .. وتتعالى ضحكات رواد الكازينو ومنهم من ترك المكان خوفا من الأشباح
زغلوله : قوم يايسر قبل مايأذوك وتعال معايا
ياسر : فى عرضك فى طولك بلاش فضايح سبينى أروح ونتقابل بكره فى الخطوبه ..> ماشى ياحبى الوحيد أشوفك بكره لأنى مش فاضيه لأنى ورايا شوية مشواير ولسه حروح للكوافير وأدهن ضوافرى وأشترى حاجه عليها القيمه علشان أشرفك قدام عيلتك ..باى باى لو عايز أى حاجة أبعت لى مسيج
> باى يازيزى ( وهو فى سره ..روحى ربنا يحرقك بجاز ..كان مالى أنا ومال أبن ميمون وعفاريته )
الحلقة رقم (7)
فى تمام الثانية عشرة ظهرا ومع دقات الساعة يدق جرس الباب وتستقبل عائلة ياسر العريس زغلول وعائلته وهم يرتدون أشيك الملابس ويدخلون من باب الشقه فتشعر أم ياسر بأن شعرها وقف فوقفت مبلمه وهى لاتدرى ماذا تقول وماذا تفعل أما الوالد عبد الحميد فلم يختلف كثيرا عن زوجته بل اللى طلع عليه كلمتان ظل يرددهما طوال القاعده الله أكبر منورين ياجماعة
شعنونه هانم أم العريس تسلم بطراطيف أصابعها فيشعر من يسلم عليها بأن أصابعة قد أحترقت ..اهلا وسهلا أف أى وهى تبتسم أبتسامه باهته
ويجلسوا جميعا وتدخل العروس وكأن على رأسها الطير وهى تسير كأنها منومه وتشير برأسها للمدعوين وتجلس بجوار العريس الذى بدى متأنقا وهو يجلس فى جديه صارمه وترك الحديث لوالدته وأخته زغلوله التى لبست أحدث خطوط الموضه والألماس الذى يضوى العيون
شعنونه هانم : أحنا النهارده يا أستاذ عبد الحميد يشرفنا أن نخطب الأنسة دعاء لأبنى الوحيد زغلول بيه أكبر رجل أعمال فى العالم وأحنا مش طالبين غير العروسه فقط مش حنكلفكم ولا مليم وعندك شيك أهه أكتب فيه المبلغ أللى يعجبك
قولت أيه يا أبو العروسه
> الله أكبر ..منورين ياجماعة
> بيقولوا فى المثل أخطب لبنتك ولا تخطب لأبنك وأنا شايفة أبنك الأستاذ ياسر عريس مناسب للأنسه زغلوله بنتى ياريت خير البر عاجله نتفق على الأتنين قولت أيه يا أم العريس
> أبنى لسه صغير وماخلص تعليمه نستنى شويه عليه
> تعليم أيه وصغير أيه ده حيبقى مليونير وحيدير أعمال العروسه ..بلاش أنت ياست أم ياسر ..قولت أيه يا أبو العروسه
> الله أكبر ..منورين ياجماعة
> وافقى ياماما خلينى أقوم أجيب الشربات
> مالك أنت ياواد بالشربات ..دى شغلتى أنا > والله ياست الحبايب ماتقومى من مطرحك أنا نادرها أنى أسقيهم الشربات من أديا
زغلول : أنا مابحبش الشربات يا أستاذ ياسر ماتعملش حسابى
> ده يصح برضه واحد مايشربش شربات فرحه عن أذنكم لما أقوم أحضر الشربات ..عبد الحميد: الله أكبر ..منورين ياجماعة
>أستنى يا ياسر خدنى معاك أجهز الشربات معاك
يدخل ياسر غرفة المطبخ ويصب الشربات فى الكؤس ويخرج من جيبه الزجاجه الصغيرة ويصب منها فى الكاسات الثلاثه
الأم: أنا جسمى شايل من الناس دى يابنى ليهم نظرات غريبه ماتطمنش أنا خايفه منهم قوى > ماتخفيش ياماما أن شاء الله مش حيحصل أللى جايين علشانه
> من بؤك لباب السماء قادر ياكريم ..أنت بتعمل أيه وبتحط أيه فى الكوبايات أوعى تكون عايز تسمهم وتودى نفسك فى داهيه
> لا ياماما سم أيه ده روح النعناع شاريه لهم مخصوص
> ياخويا مش عوايدك ذوقنى كده ..لا بلاش أنتى بعدين يا أمى
> ماتصب لينا ولأختك مايصحش كده ..> بعدين يا أمى حنبقى نشرب أحنا الشربات براحتنا بعد مايغوروا من هنا > أنا قلبى مقبوض بشكل من الناس دى
> أن شاء الله خير ياله بينا أحسن نتأخر عليهم
يدخل ياسر وهو يحمل صنية الشربات ويقدمها للضيوف وهو يقرأ عليها آيات صورة الجن ويضع الصنيه على الترابيزه ويقوم بتقديم الكوبايه الأولى لشعنونه هانم وهو يقرأ عليها فى سره الأيات الكريمه فتأخذ أول شفطه ثم الثانيه فتتغير لون عيناها وكذلك فعل مع زغلوله أما زغلول فقد رفض أن يشرب
> مش ممكن يا أستاذ زغلول لازم تشرب < لا مش قادر > ورحمة المرحوم أبوك شنغور باشا لازم تشرب
عبد الحميد : شنغور مين > أستنى أنت ياوالدى > الله أكبر منورين ياجماعة
> أيوه خليك كده ..أشرب بقى يازغلول بيه أنا حفضل واقف كده ماسك الكوبايه
>سيبه براحته ياياسر > لا بقى لو ماكنش حيشرب مفيش جواز ومفيش خطوبه
شعنونه وهى فى حالة أعياء : أشرب يازغلول أحسن أنا تعبانه وعايزه أروح
ياسر : أن شاء الله حتروحوا كلكم ..أشرب يا أخى ماتزعلش والدتك أنا حلفتك بأغلى حاجه عندك ..يأخذ شفطه فيصر ياسر على أن يشرب الكوبايه عن آخرها
فينظر له بتحدى : هى الكوبايه دى فيها أيه
مافيهاش حاجه ياعم العفريت .(ويقوم ياسر بدفع الكوبايه لفم زغلول حتى تفرغ تماما ثم يبدأ فى قرأة صورة الجن من أولها حتى آخرها فيتكمشوا فى أماكنهم وتصدر عنهم أصوات أستغاثة كأنهم يهوون فى بأر عميقة
وفجأة يظلم المكان وتعلو الصرخات من العفاريت وعائلة ياسر عبد الحميد وتبدأ النيران تشتعل فى المكان وهى تطارد سكانه حتى يخرجوا جميعا من البيت
يظل المنزل مشتعل لمدة خمس ساعات ولم تفلح جهود رجال الأطفاء فى أحتوائه
وبعد عشرة أيام من هذه الواقعة يتم العثور على دعاء وهى هائمة على وجهها فى مقابر الغفير ومع العلاج النفسى المكثف تستعيد وعيها ويلتزم جميع عائلة عبد الحميد بقرائة القرآن وتعلوا أصوات المقرأين بالأيات البينات فى منزلهم الذى أعيد بنائه مرة أخرى ويخصص الحاج عبد الحميد الدور الأول منه كزاويه تقام فيها الشعائر والصلوات الخمس
تمت
الحلقة رقم (1)
كتاب أبن ميمون الفاسى
فى تسخير الجن العاصى
المقدمه
حدثت وقائع هذه القصة بمدينة القاهرة فى حى الروضه فى صيف عام 1970 أحترق منزل مكون من ثلاثة أدوار عن آخرة وتحول إلى كتله من النيران أستمرت لمدة خمس ساعات دون أن تحرق البنايات المجاوره وهذا مما أثار الشكوك لدى أجهزة البحث الجنائى وخبراء الحريق المنتدبين من كلية الهندسه فى تفسير هذه الظاهرة الغريبه فقد فشلت جميع أجهزة ومعدات ووسائل الأطفاء فى أخماد النيران حتى توقفت لوحدها ..بعد أن أتت على جميع المفروشات والأثاث داخل الطوابق الثلاثه ويتبقى المبنى قائما دون أن ينهار ليكون شاهدا على ظاهرة لم يتم التوصل لتفسيرها حتى الأن وهى خروج كل من فيه سالمين دون أى أصابه عدا أختفاء الأنسة دعاء عبد الحميد التى لم يتم التوصل لجثتها فى مخلفات الحريق فقد أشتعلت النيران فى السطوح ثم أنتقلت إلى الدور الأول بعد أن هرب كل من فيه ثم الدور الثانى والأول والنيران تطارد سكانه لتجهز عليه بالكامل وقد ورد بمحاضر الشرطه جوانب القصة كاملة ولم يجد وكيل النيابه سبب مادى يمكن أن يستند عليه لأغلاق الواقعة غير أنه أمر بحفظها لعدم وجود أدله جنائية ويرجع لأسباب غير طبيعية ليس لها تفسير وتكلف المباحث العامه بالبحث عن الأنسة المذكورة وتحفظ القضية عوارض قسم الروضة
وتبدأ الأحداث
دقت الساعة لتعلن عن منتصف الليل ومازال ياسر يقلب فى كتاب أبن ميمون الفاسى فى تسخيرالجن العاصى وقد حصل عليه عند تجواله لشراء الكتب القديمه من على سور الأزبكيه وقد نصحه البائع بعدم قرائته ليلا ولكنه لم يأخذ بالنصيحة مستخفا بكلامه ولا يعرف كيف ساقته قدماه ليأخذ هذا الكتاب من على رف مكتبته فى هذه الليله ويتصفحه ليدفع عن نفسه الملل ..وظل يقرأ فيه وهو لايصدق ماهو مكتوب على صفحاته الصفراء الباليه
فقد جاء فيه وصف مفسر عن الجان وأسمائهم وقبائلهم وديانتهم( فمنهم الكافر والمؤمن) وطباعهم( فمنهم الطيب والشرير) وأماكن معيشتهم على الأرض فى الوديان والجبال والكهوف وفى أعماق البحار وفوق الكواكب وقصة تسخيرهم لسيدنا سليمان وكيف بنوا له القصور والمحاريب وأحضروا له الكنوز من كل مكان على الأرض وطبيعة الجن الناريه والفرق بين الجنى والعفريت حتى وصل إلى باب تحضير الجن العاصى وهو من أشد وأقوى فئات الجن وأشدهم قسوة وقدره على التنكيل بغيرهم من المخلوقات الناريه والبشريه وتميزهم بالحجم الضخم مايسمى بالمارد دون باقى المخلوقات الغير مرئية وقد أستعان بهم السحرة قديما فى دوواين الملوك والأباطره للبطش بالأعداء ونصرة الجيوش
ويجب عند الأستعانه بهم أن يكون الشخص على علم بقدرات هذا النوع من الجن وطباعه وأن يعرف كيف يستدعيه فى الأوقات المحدده وهى فى الخمسة أيام الأخيرة من الشهر القمرى لتنفيذ الطلبات والأوامر فى ذلك الوقت وإذا مرت هذه الفتره دون أن يقوم المحضر بصرفه يشيع فى المكان الذى تواجد به الدمار والحريق
وقد نبه أبن ميمون فى بداية هذا الباب ألا يتم تجربة هذه الطلاسم قبل أن يعلم صاحبها طريقة صرف الجن فى الباب التاسع
فقام بتقليب الصفحات ليصل إلى الباب التاسع لصرف الجن العاصى ولكنه وجد عدة صفحات مقطوعة لهذا الجزأ ..فدخل فى قلبه الخوف والرغبه فى تجربة هذه الطلاسم بعد أن شاهد فى النتيجه المعلقة أمامه بأن اليوم هو الخامس والعشرين من الشهر العربى وظل هكذا متردد قبل أن يفعل ذلك فوضع الكتاب جانبا وقام لينام ولم يدخل النوم جفونه فمازالت كلمات الكتاب تتراقص أمام عيناه والرغبه قد زادت لعمل التجربه ولكن الصفحات المقطوعة قد زادت فى نفسه القلق من مغبة تحضير الجن وعدم المقدره على صرفه وهو ما يسبب له الأذى البدنى والمس والجنون والدمار والحريق كما ورد بتعليمات أبن ميمون ..أذن مالعمل..فغادر فراشه وعاد إلى غرفة مكتبه فوجد أخته التوأم دعاء الطالبة بكلية التجارة تجلس على المكتب وهى تقرأ كتاب أبن ميمون وتردد الحروف والأرقام لطلسم التحضير وتدق بأصابعها على المكتب دقات متتاليه فوقف مذهولا من هول منظرها فقد جحظت عيناها وتتصبب عرقا وتغير صوتها فنادى عليها أن تتوقف ولكنها لم تلتفت إليه كأنها لاتراه ولا تسمعه فأقترب منها وحاول أن يشد الكتاب منها ليغلقه ولكنه تسمر فى مكانه ولم يستطع الحركة وشاهد دخان كثيف يلف دعاء وينتشرفى الغرفه وهويراقب ذلك دون أن يستطبع الحركة وأحس بشعر رأسه يقف وبتنميل فى أطرافه وزغلله فى عينيه
وتحشرجت الصرخات فى حلقه وأزدادت ضربات قلبه وهو يشاهد أخته وهى تحلق فىسقف الغرفة ثم أختفت من أمامه.. فخر على الأرض مغشيا عليه
الحلقة رقم (2)
hotmail.com@zhlola 000
يشعر ياسر بيد تهزه بعنف ليصحو من أغمائه ويفتح عيناه ببطء ليجد والده وأخته دعاء من حوله وهم يعملون على أفاقته من غَشٌيتِه
ياسر : فيه أيه ياجماعة أيه أللى حصل ..فين دعاء
دعاء : أنا أهه يا ياسر فوء
> أنتِ كويسه < أيوه ياحبيبى أنا بخير > الحمد لله
والده وهو ينهره : قوم يا أخى خضتنا عليك وقلت لك مية مرة ما تقراش الكتب الزفت دى وتجيبها البيت برضه ما بتسمعش الكلام أعمل فيك أيه
الأم: خلاص يا عبد الحميد مش وقته.. الحمد لله أنه بخير
عبد الحميد : حييجى منين الخير وأبنك معفرت لنا البيت بالكتب الهباب أللى مالى بيها المكتبه..انا حجمع الكتب دى كلها وولع فيها أحنا ناقصين بلاوى
ياسر وهو فى شبه أعياء : خلاص يابابا أللى تشوفه
الأم: خد ياحبيبى أشرب وقوم أغسل وشك وأهدأ وأدخل نام والصباح رباح
> خلاص ياماما أنا بقيت كويس ..
دعاء: قوموا أنتم ياجماعة ناموا وأنا حقعد معاه لحد ماينام
يخرج الأم والأب ويجلس كل من التوأم يتحدثان وتحين من ياسر ألتفاته نحو دعاء بعد أن أحس بسخونه وحرارة تنبعث منها وتغير فى شكلها وصوتها فتصدر منه صرخة مدويه وتنتابه حالة من الرعشة والقشعريرة ويتكوم فى أخر السرير وهو يخفى وجهه..ويسمع صوتها كفحيح الأفعى وهى تقول
> مافيش حد حيسمعك .. أهدأ كده وبلاش الخوف البشرى بتاعك ده
> أنتِ مِين ؟ أنتٍ مش دعاء أختى !!..دعاء فين ؟ أيه أللى بيحصلى ده
> عايز تعرف أيه أللى حصل ..أتعدلى كده وبلاش الرعشه دى وسنانك أللى بتخبط فى بعضها خلينى أعرف أتكلم معاك وألا حخليك تنسى أسمك وأسخطك برغوث ..أهدء أهداااأ
>أنتى مين الأول وعايزه منى أيه
> فيه حد يعزم ناس فى بيته من غير مايعرف هم مين ..الطلسم أللى أتقرأ كان دعوة للمرحوم والدى شنغور بالحضور على العشا ..وبما أننا الورثه فقد حضرنا بالنيابه عنه لتلبية الدعوة
> ورثة وعشا وشنغور أنا مش فاهم حاجة ..المهم فين أختى ؟
> أختك فى الحفظ والصون زمانها بتتفسح مع أخويا زغلول فى حدائق الموت اللذيذ وبيت الأشباح.. وحترجع كمان 3 أيام علشان يطلب أيدها من والدك
> ده أختطاف وسرقة أزاى ده يحصل يااا..أسمك أيه ؟
> أنا أسمى زغلوله أخت زغلول الصغيره ..وبعدين ماتقولش على أخويا خطاف وحرامى أختك راحت معاه بمزاجها وبأرادتها وهى مش قاصر ..أعجبت به زى ماهو أعجب بيها
> يانهار أسود ..ياوقعتنا السوده ..أختى ضاعت
> بطل العمايل الهبله دى أتنين بيحبوا بعض فيها أيه دى.. وبعدين أنا كمان معجبه بك أخويا يتجوز أختك وأنا أتجوزك ويبقى زيتنا فى دقيقنا
> زيت أيه ودقيق أيه أنا مش موافق أزاى بس أتجوز جنيه وأختى تتجوز عفريت
> ماترفضش ياياسر أنتم أللى طلبتونا وأحنا ماتأخرناش هو كلام عيال
> أيوه كلام عيال ..بس على كلامك أحنا كنا طالبين المرحوم والدك مش الورثه
> شوف يا أبن الأنسى أحنا ماعندناش هزار حتجوزك غصب عنك وأختك دعاء لزغلول وزغلول لدعاء مش عاجبك أصرفنا زى ماحضرتنا وذنبك على جنبك وشوف أيه أللى حيحصلكم أنت وأختك وجميع من فى البيت أسيبك دلوقتى تنام وتفكر فى الأوبشن ده قبل ما النهار يطلع ..باى باى
>ياست زغلوله أستنى شويه ورحمة أبوكى شنغور..عايز أسئلك فى حاجة ..ممكن تقوليلى على الطلسم أللى يصرفكم من هنا
> هه هه هه أنت عبيط ياض ..سلام أشوفك بكره ولو حبيت تشوفنى فى أى وقت أبعت لى مسج علىالأميل ده..hotmail.com@zhlola 000 باى باى
الحلقة رقم (3)
الأوبشن
يصحو ياسر متأخرا بعد أحداث الليله السابقه ولم يداعب النوم جفونه ألا مع زقزقة العصافير وأنبلاج الصباح فيقوم مسرعا ليطمأن على أخته فى غرفتها فلم يجدها ويجرى إلى غرفة أمه ليسألها عن دعاء
> فين دعاء ياماما < مالك ياحبيبى أنت لسه تعبان ..أختك خرجت من الصبح حتقضى كام يوم فى بيت خالتك ..أنت مالك ياواد شكلك مش طبيعى
> فين التليفون أنا حسأل عليها وصلت ولا لأ ( يطلب خالته على الهاتف فترد عليه : أيوه ياياسر أزيك وأزى أمك مش كنت تيجى تقضى لك يومين عندنا
> دعاء عندك ياتنت < أيوه يابنى بس خرجت تتمشى على الزراعيه
> خليها لما تيجى تكلمنى عايزها فى أمر ضرورى
(يضع سماعة التليفون جانبا وهو يدعو الله أن يكون ماحدث بالأمس هو مجرد كابوس عابر ولكنه يشعر بيد تربت على كتفه فينتفض ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فيجد فتاه رائعة الجمال
> أنت مين وعايزه منى أيه < أنت لحقت تنسى أنا زغلوله ياياسر > بس انت جميله قوى > أيه عجبتك لو عايز أغير لك منظرى دى حاجة سهلة شوف بتحب مين من الممثلين أو الجميلات أللى بتشوفهم فى السينما سعاد حسنى /هند رستم حتحول فورا لشكلها
> لا كده كويس ..أنت عايزه منى أيه دلوقتى وأختى فين ؟
> بقول لك أيه ماتقوم تطلع نقعد فى غرفة السطوح أحسن بدل ما يحد يسمعك فيفتكر أن مخك أتلحس وبتكلم نفسك وتروح سراية المجانين
> أمرك أسبقينى أنت لحد ماجيب المفتاح وأحصلك
يفتح ياسر باب الغرفة فيجد زغلوله تجلس علىالكنبه وقد رسمت على وجهها أبتسامه رائعة وهى تدعوه أن يجلس بجوارها فيرفض وهو خائف ويجلس على
كرسى قديم متهالك أمامها وهو فى منتهى الرعب وتبدأ هى بالكلام
> أنت لسه خايف منى أنت مش أول واحد ولا آخر واحد يتجوز جنيه يا أخى مش عارفه أنت مكبر الموضوع كده ليه
> يعنى يازغلوله من قلة الشبان العفاريت عندكم ..ضاقت بك الدنيا عشان تأخذى بنى آدم زيى حتعملى بى أيه وأنت شايفه أنا صحتى على قدى ومش قد جمالك ده
> أسمع ياياسر أن مكنتش حتبطل السيره دى وتوافقنى وتتجوزنى مش حيحصلك طيب ..مش حخليك تتلم على نفسك ..حد يطول يتجوز جنيه بجمالى وحلاوتى ده عفاريت الدنيا حفيت ورايا
> أشمعنى أنا بالذات عن دون الخلق ما عندك شباب زى الورد أحلى وأجمل منى
> القلب ومايريد وزى ما قولت لك علشان نخلى زيتنا فى دقيقنا
> يادى الزيت والدقيق أللى مسكالى فيهم دول ياستى أنا خايف وبأترعب منك أزاى حتجوزك وأعيش معاكى
> مع الوقت حتاخد عليا ومش حتقدر تستغنى عنى وحتحبنى أكتر مابحبك
> حاخدك على قد عقلك..فرضا أتهببنا قصدى أتجوزنا حنعيش فين وحيكون لينا ذريه قصدى عيال وحيكونوا بنى آدمين ولا عفاريت زيكم
> تعجبنى وأنت بتتجاوب معايا ..حفهمك كل حاجة ..شوف ياسيدى بمجرد ما نكتب الكتاب ونعلى الجواب حاخدك معايا على وادى الجن أقدمك لأهلى وصحباتى
وماتشلش هم ياعم القصر موجود فيه من مجاميعه كافة الكماليات بما فيهم التكييفات أبسط ياعم مش زيكم مركبين فى السقف ساقيه وبتقولوا عليها مروحه أسكت خلى الطابف مستوروكمان حتبقى جنب قصر أختك وحتعيش ملك أما الخلفه فحتبقى عيال معفرته فيها من صفات العفاريت وغباوة البنى آدمين
> يعنى العيال المعفرته دى خلفة عفاريت !! < طبعا
> طب وأصرف عليكى منين ..تضحك زغلوله> ..أحنا صنف العفاريت مالناش شغله ولا مشغله غير البنى أدمين أنت فاكر أيه يابنى ..عمرك سمعت أن فيه عفريت سمكرى ولا سباك ولا ميكانيكى ولا وزير أو حتى غفير
> طيب هم البنى آدمين عملوا لكم أيه ماتسيبوهم فى حالهم
> بالذمه ده كلام ..نسيبهم يدخلوا الجنه من غير ماناخد تلات تربعهم معانا جهنم
> بس انا قرأت فى كتاب أبن ميمون الفاسى أن فيه جن مؤمن وجن كافر وانت لامؤاخذه من أنهى نوع
> أنا مسلمه وموحده بالله
> الحمد لله أنك طلعتى مسلمه وموحده بالله ..أحلفك بأيمانات المسلمين أنك تسيبينا أنا وأختى فى حالنا وأعتبريها غلطه ولعب عيال ومش حيتكرر تانى
> أنت أنسان خنيق مش عارف مصلحتك بقولك يابنى آدم حخليك ولا الملوك وبرضه مُصّر على الفقر ..قولى بذمتك ليسانس الحقوق بتاعك ده تعرف تفتح بيه بيت ..غير أنك حتقعد كام سنه عواطلى وأبوك يصرف عليك وفين على ماتلاقى شقة وتدور على عروسه أنسيه ترضى بحالك غير القرف والغلب أللى حتشوفه على أديها وأدين أهلها ..أنا ياعم حاخدك بالهدوم أللى عليك وممكن من غيرهم وحتتبسط آخر أنبساط ومش حتتعب فى حاجة ..عايز تشوف أهلك أنشالله كل يوم ماعنديش مانع وحتلبس احسن لبس وحتاكل أحسن أكل ..طاوعنى يابنى وأنت تكسب
> لوسمحتى ياست زغلوله أدينى فرصة أفكر وأرد عليكى
> أيه ست زغلوله دى من هنا ورايح تقولى يازيزى ..وبعدين فكر براحتك قدامك أربع أيام لو ماردتش عليا حتلاقى نفسك عندى فى القصر فى وادى الجن ومش حتشوف ناسك تانى قولت أيه ياخفيف
> قولت لا اله إلا الله ..أنا لله وأنا إليه راجعون
> بعد بكره حاجى أنا وأخويا ومامى شعنونه هانم علشان نخطب دعاء ونقرأ فتحتك عليا ماشى ياعم الخواف > ماشى يازيزى > سلام
الحلقة رقم (4)
روحيه
يجلس ياسر فى غرفة السطوح وهو كئيب يفكر ماذا يفعل مع زغلوله وزغلول وكيف يستعيد أخته ويمنع هذه الجوازه ولا يستطيع أن يصارح والداه بالذى يحدث وألا أتهماه بالجنون فيزداد حزنا وتطرأ فى رأسه فكره وحيده لعل وعسى أن تفلح لتخرجه من هذه الورطه فقام على الفور وأرتدى ملابسه وخرج دون أن يكلم أحد وركب الأتوبيس ونزل فى ميدان العتبه ويتجه إلى محل الكتب الذى أشترى منه كتاب أبن ميمون فى تحضير الجان ويقابل عم عبده صاحب المحل ويجلس معه ويحكى له حكايته وماحدث لهم ويسأله أن يساعده فى معرفة الشخص الذىباع له الكتاب
عم عبده : شوف يايسر يابنى الكتاب ده وغيره من الكتب أشتريته من راجل ساكن فى الجماليه ..الحقيقة أنا ماقبلتش الراجل بس بنته الوحيده هى أللى باعت لى كل كتبه وآدى العنوان وأنت وحظك ممكن تقابل الراجل أو معارفه يمكن يكون محتفظين بالورق عندهم
> متشكر ياعم عبده أدعيلى ربنا يوفقنى وألاقى الصفحات دى
يخرج ياسر ويسير على قدميه من العتبه حتى الجماليه ليبحث عن العنوان حتى يعثر عليه فى زقاق ضيق فيسأل السكان عن المنزل رقم 10
> عايز مين يابنى فى نمره 10
> عايز عم محمود العطار >عمك محمود العطار تعيش أنت مات من أسبوع لقوه شانق نفسه فى أوضه فوق السطوح بتاع بيته
> أوضه فوق السطوح ( تذكر لقائه مع زغلوله فى غرفة السطوح فأحس بأن نهايته ستكون مثل نهاية محمود العطار فأحس بالرعب أكثر )
طب مافيش حد من ولاده أو مراته أقدر أقابله أو أكلمه
> البيت مافهوش غير مراته وبنته روحيه ..خبط على الباب أللى قدامك ده وأنت وحظك لردوا عليك أو ماردوش
يقف ياسر اما باب خشبى كبير متهالك وفى منتصفه يد حديد صدأة تستخدم للطرق.. يستجمع شجاعته ويطرق باليد الحديد عدة طرقات فيأتى من الداخل صوت أنثوى يسأل من الطارق ..ويفتح الباب فيصدر منه صريخ كئيب مزعج للمفصلات الصدأة وتظهر من خلفه فتاه سمراء لايتعدى عمرها الثمانية عشره عاما وهى متوشحة بالسواد ولا تظهر غير عيناها التى تتحرك فى كل أتجاه
> عايز أيه يا أستاذ > أنا جاى من طرف عم عبده بتاع الكتب أللى أشترى كُتُبْ المرحوم ممكن أتكلم معاكى شويه
تدقق فى وجه ياسر قليلا وهى متردده ثم تطلب منه الدخول > أتفضل أدخل
> أشكرك وأنا آسف لأزعاجك ولولا أنى فى ورطه كبيره ماكنت عملت كده
> تحب تشرب ايه > لا ولاحاجة بس عايز منك تسمعينى يمكن ألاقى عندك حل لمشكلتى ( ويحكى لها ياسر قصته كامله مع الكتاب وعدم قدرته على صرف الجان الذين أحتلوا بيته وخطفوا أخته ..فتستمع له بأنصات وهى تنظر إلى الأرض متأثرة بقصته )
روحيه فى هدوء : كل الكُتُب أللى كانت فى خزنة المرحوم بعناها بس فيه أوراق وكتب تانيه موجوده فى غرفة السطوح أللى مات فيها وما حدش قادر يطلع يفتحها ويشيل أللى فيها ..أصل الأوضه دى كانت الخلوه بتاعته أللى ممكن يقعد فيها بالشهر مايخرجش ..أصله كان مخاوى الجن ومتجوز منهم ..أمى كانت
بتقول كده قبل ماتمرض وتقعد فى أوضتها من خمس سنوات وكانت بتقولى أن بيتنا مسكون وأبوكى هو السبب وكل الناس فى الحته عارفه أن أبويا بيتعامل مع الجن فماكنش فيه حد بيزورنا أو يسأل علينا وكانت جميع طلباتنا بنلاقيها موجوده فى المطبخ.. فنطبخ وناكل ومانسألش أزاى وأمتى وفين وزى ما أنت شايف حالتنا بقت فى النازل من ساعة ما مات وأبتدينا نبيع أى حاجة موجوده فى البيت..لو عايز تشوف الأوراق والكتب أللى فى أوضة السطوح أتفضل أفتح الأوضه دور فيها براحتك
> أن ماكنش فيها أزعاج > لا أبدا.. أستنى لما أجيب المفتاح دقيقة واحده
يجيل ياسر نظره فى جنبات البيت القديم ويحس بأنقباض وخوف ويفضل ان يهرب على أن يعيش فى هذا الجو المقبض يحس بخطوات روحيه وهى تنزل من على الدرج الخشبى وهى قادمه ومعها المفتاح
روحيه : أتفضل المفتاح أهه السكه من هنا فى أخر السلم
ياسر: شكرا انتِ مش جايه معايا
روحيه : أنا عمرى ماطلعت فوق ..لو خايف هات المفتاح وأتفضل من غير مطرود ويادار مادخلك شر ..ما تّنحش كده
يقف ياسر وهو متردد ويشعر بالخوف يتسرب إلى كل خليه فى جسمه ولكنه يتذكر حجم المأساة التى يعيشها وفقدانه لأخته فيتشجع ويقوم بصعود الدرج الخشبى المظلم المؤدى للسطوح وبعد أن وصل إلى الدور الأول نظر خلفه فلم يجد روحيه التى كانت واقفه فى أسفل الدرج
فصرخ بأعلى صوته : روحييييه.. روحيه فلم يسمع ألا صدى صوته يرتد إليه
الحلقة رقم (5)
سورة الجن
وقف ياسر حائرا فماذا يفعل ولم يجد أمامه مفر غير أن يكمل الصعود للسطوح فوجد أمامه غرفة متداعية البناء مبنيه بكسر الحجارة وبدون محارة يبدو من منظرها أنها كانت تستخدم فى تربية الطيور وبابها عبارة عن ألواح خشبيه قديمة
مثبته مع بعضها بطريقة بدائيه ويعلو الباب قفل شكله غريب فنظر من شقوق الباب قبل أن يفتح فشاهد أشياء قديمه محطمه وكتب وأوراق منثورة فى الأرضيه فدب فى قلبه الأمل أن يجد ضالته فى هذا المكان المخيف ..فقرأ أية الكرسى وقام بفتح الباب بسهوله لتهب عليه رائحة كريهه تشبه رائحة القبور فتوقف قليلا وهو متردد فى الدخول فى هذا الجو الخانق ثم دلف إلى داخل الغرفة المحطمة الأثاث وهو يدعو الله أن يوفقه سريعا فى الحصول على طلسم صرف الجان
يجلس القرفصاء وهو يتفحص الأوراق والكتب وهو فى لهفة أن يتم العثور عليها بسرعة حتى وقعت عيناه على أوراق مكتوبه بخط غريب باللون الأحمر فبدأ بقرائتها فقد كانت عبارة عن عهد بين محمود العطار ومندوب ملك الجان يتعهد فيه له بالخضوع والطاعة مقابل أن يحقق له الجان كافة الطلبات وإذا خان العهد فأن عقاب ملك الجان يحل عليه بتعليقه بحبل المشنقة حتى الموت وفى النهاية بقعتان أحدهما حمراء باهته وهى تمثل توقيع محمود العطار بدمه والأخرى زرقاء وفوقها نقش غريب لم يفهم معناه وفجأة هبت ريح ساخنة لداخل الغرفة فأنغلق باب الغرفة عليه بقوة فأبتلت ثيابه من الرعب وظل يصرخ وصوته يتحشرج فى حلقة حتى عاد لم يسمع صوته فقد جلجت ضحكات عاليه فى المكان لا يعرف من أين مصدرها فوقعا مغشيا عليه من فرط الخوف والرعب وهو بستعيذ بالله من الشيطان الرجيم أن تنقذه العناية الألهيه من هذا البلاء
لايعرف كم مضى عليه من وقت وهو مطروح أرضا فى أرضية الغرفة فاقد الوعى
وأحس بيد رقيقه تمسح وجهه بالماء فيسترد وعيه قليلا قليلا فيجد روحيه وهى تأخذ رأسه على ذراعها وهى تحاول أفاقته وهى تتكلم بألفاظ غير مفهومه وفى نهايتها تقول : الأن الأن الساعة الساعة أنصرف يا شهبور أنصرف ياشهبور( ثم تشهق بصوت عالى وتسقف بيدها ثلاث مرات وتنفخ فى وجهى فأحس كأن حبال وجنازير قد فكت من حول جسدى وصفير يتباعد من أذنى وتدب فى الحياة والعافية فأجلس أمامها وأنا فى ذهول من جمال صورتها ودقة ملامحها وتغير لون عينيها من شدة الحمار إلى اللون الأسود ثم تسحبنى من يدى خارج الغرفة
فينغلق بابها بقوة وأشم نسيم الليل وأنظر إلى السماء وأن أحمد الله على نجاتى
واقول لها : أشكرك ياروحيه أنا مش عارف أقولك أيه
تضع يدها على فمى بهدوء لتمنعنى من الكلام وهى تقول : أنت لسه عايز الطلسم لصرف الجن بعد أللى شوفته
> أنا فى طولك أنا فى عرضك لايمينى عليه
> طب أسمع أللى بقولك عليه ونفذه بكل دقة ..بعد بكرة حيكونوا مجتمعين كلهم عندكم فى البيت عيلة شنغور وأقاربه لطلب أيد أختك دعاء لزغلول وخطوبتك على زغلوله..خد الأزازه دى حتفرغها فى كوبيات الشربات وتقدمها ليهم بنفسك
وكل كوبايه تقدمها لكل واحد فيهم وتقول فى سرك الأيات الأربعة التالية من سورة الجن رقم 14 و 15 و16 و 17* وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا* وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا* وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا* لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا *
>أشكرك ياروحيه ..يعنى تسيبينى أدخل الأوضه ماكان من الأول كنتى طلعت معايا < أنا مش روحيه ..أللى قابلتك كانت زغلوله هربت لما شافتنى ..خد بعضك وروح بيتكم وشيل الأزازة فى مكان أمين وماتطلعش أوضة السطوح مرة تانيه وربنا يصبركم على مابلاكم ..أحفظ الأيات كويس وماتخافش وأنت بتقراها سلام ينزل ياسر الدرج مهرولا ويخرج من البيت وهو يجرى دون النظر خلفه ويعود إلى بيته ويدخل غرفته ويخبأ الزجاجه فيسمع صوت أمه وهى تنادى عليه
> ياسر ..ياسر ..تعال أسمع آخر الأخبار > خير ياماما > مش أختك دعاء جالها عريس وحييجى هو وأهله علشان يخطبوها يوم الخميس
> عرفتى أزاى < أتصلت بى بالتليفون وبلغتنى ..وعماله تحكى وتتحاكى عليه عقبالك ياحبيبى لما أفرح بيك > العريس ده بيشتغل أيه
> بتقول أنه رجل أعمال وغنى قوى < رجل أعمال سفليه > أنت بتقول أيه ياواد
> أبدا مفيش حاجه > قالت لك جايه أمتى < قالت أنها راجعة بكره ..مالك مسهم كده ليه ياحبيبى أنت مش مبسوط أن أختك حتتجوز > لا أبدا أصل أنا تعبان شويه
حدخل أقعد شويه فى المكتب أقرأ قرآن
> أيوه كده الله يفتح عليك بقالك مده كبيره مامسكتش المصحف ربنا يهديك
يدخل ياسر غرفة مكتبه ويفتح المصحف على سورة الجن ويعيد قرائتها عدة مرات ليحفظ الأيات الأربعة التى فيها سر نجاته من الجن والشياطين وتنزل فى قلبه السكينه والهدوء لأول مرة ويترك المصحف مفتوح على هذه الأيات البينات ويدخل لينام وهو قرير العين مطمئن الوجدان
الحلقة رقم ( 6 )
يصحو من نومه فى الصباح وهو نشيط على غير العادة ويجلس مع والده ووالدته لتناول طعام الأفطار
> أنت لسه تعبان يابنى < لا انا بقيت كويس يابابا
> طب بعد ماتفطر طلع البدلة بتاعتك علشان نوديها للمكوجى علشان تقابل بيها الضيوف بكره أللى جايين يخطبوا أختك < حاضر ياماما
يقوم ياسر ويفتح دولابه فيجد أمامه زغلوله وهى تضحك ..
> أنت عايزه أيه دلوقتى على الصبح < وحشتنى قولت آجى أصبح عليك وأقعد معاك شويه فى أوضة السطوح
يصرخ ياسربعصبيه > لا لا أوضة السطوح لا.. أى حته تانيه غير أوضة السطوح تعالى نقعد بره > فكرة كويسه بس أنت عارف أن مفيش حد بيشوفنى غيرك ولو قعدنا نتكلم فى أى حته الناس حيقولوا أنك مجنون ماتيجى يابن الناس نطلع فوق أحسن ونبقى براحتنا > لا أوضة السطوح لا.. أى حته تانيه غير أوضة السطوح
تسمعه أمه وهو يتكلم بصوت عال فتجرى لزوجها وهى خائفة : ألحقنى يا أبو ياسر الواد يظهر أتجنن واقف قدام الدولاب بيكلم نفسه ..يالهوى يالهوى
الأب:أنا قولت كده من زمان الواد ده مخه حيضرب من كتر قرايته فى كتب العفاريت أللى مالى بيها البيت ..ربى لا أسئلك رد القضاء ولكنى أسئلك اللطف فيه
يرتدى ياسر ملابسه ويلقى السلام على والديه الواقفين فى حالة يرثى لها خوفا عليه وفرقا مما يحدث له
يسير فى الشارع وتتأبط زغلوله ذراعه وهى تتحدث معه وهو يرد عليها فيشاهده الجيران وهو يتحدث مع نفسه فيضربوا كفا بكف وهم يتحسرون عليه وعلى ما أصابه ..
زغلوله : تعال نقعد فى الكازينو ده > ماشى ( يدخل الكازينو ويجلس فيحضر الجرسون لأخذ الطلبات
ياسر: تشربى أيه يازيزى < جنزبيل > هات عصير ليمون لى وجنزبيل للأنسة
الجرسون يتراجع للخلف وهو مرعوب > فين الأنسه دى
زغلوله وهى تضحك : عاجبك كده الراجل حيقول عليك مجنون
ياسر :مجنون مجنون هات ياعم ليه جنزبيل وليمون حشربهم أنا لوحدى
يرفع الجرسون حاجبه ويبتعد عنه لأحضار الطلبات وهو يقول : أصحاب العقول فى راحة ياحول الله يارب كان بدرى عليك يابنى من الجنان منظرك لسه ماتجوزستش أيه أللى طير عقلك ....هو أكيد البانجو...ليمون وجنزبيل ياخرب بيت جنانك صاقع وسخن مره واحده ..ماشى ياعم الخلاط
زغلوله : نيجى للكلام الجد ..أنت كنت بتعمل أيه أمبارح فى بيت محمود العطار
> أبدا مافيش كنت بدور على الطلسم
> ولقيته على كده ؟؟ ... يرتبك ياسر وهو يقول :لا لا مالقتوش
> منظرك بتكدب > وحكدب ليه لو معايا كنت قريته وخلصت من أمبارح
> يابنى سيبك من الأوهام دى أنت مش عارف حتتبسط قد أيه معانا
> خلاص ياستى أنت مش جايه بكره مع أهلك كلهم علشان تخطبينا أنا وأختى
> تعجبنى وأنت مسالم وراضى بنصيبك كتوموتو يا خواتى
الجرسون يراقب ياسر وهو يجلس يكلم نفسه فينادى على مدير المحل ليشاهد معه منظر هذا الشاب وهو يتحدث كأن أنسان آخر يجلس أمامه
المدير: بقولك أيه روح ودى الطلبات وخليك واقف معاه لحد مايشرب وأطلب منه أن يسيب المكان مش ناقصين روشه مش عايزين نطفش الزباين فى يومك أللى مش فايت ده
الجرسون : أتفضل ياكابتن الليمون والجنزبيل أشربهم دلوقتى وأنا واقف لحد ماتخلص لأن المدير طلب أنك تمشى من هنا
ياسر : عاجبك كده ياستى الجرسون الفقرى ده عايزنا نمشى
الجرسون: لو سمحت بدون شوشره أنا فعلا فقرى لأن أول يوم أشتغل فى المكان الخولل ده ..ربنا يطلعنا من هنا على خير
زغلوله : سيبهولى بقى هو والمدير بتاعه لما أوريهم شغلهم
( تقوم من مكانها وتأخذ كوب الجنزبيل وهو ساخن وتسكبه فى قفى الجرسون فيصرخ ويتنطط ويخلع ملابسه فيخرج المدير على صراخه ويقوم الزبائن والعمال لمشاهدة ماحدث له فتشق بنطلون المدير فيقف بالسروال الداخلى فيجرى هو الأخر وهو يقول :عفريت ..عفريت .. وتتعالى ضحكات رواد الكازينو ومنهم من ترك المكان خوفا من الأشباح
زغلوله : قوم يايسر قبل مايأذوك وتعال معايا
ياسر : فى عرضك فى طولك بلاش فضايح سبينى أروح ونتقابل بكره فى الخطوبه ..> ماشى ياحبى الوحيد أشوفك بكره لأنى مش فاضيه لأنى ورايا شوية مشواير ولسه حروح للكوافير وأدهن ضوافرى وأشترى حاجه عليها القيمه علشان أشرفك قدام عيلتك ..باى باى لو عايز أى حاجة أبعت لى مسيج
> باى يازيزى ( وهو فى سره ..روحى ربنا يحرقك بجاز ..كان مالى أنا ومال أبن ميمون وعفاريته )
الحلقة رقم (7)
فى تمام الثانية عشرة ظهرا ومع دقات الساعة يدق جرس الباب وتستقبل عائلة ياسر العريس زغلول وعائلته وهم يرتدون أشيك الملابس ويدخلون من باب الشقه فتشعر أم ياسر بأن شعرها وقف فوقفت مبلمه وهى لاتدرى ماذا تقول وماذا تفعل أما الوالد عبد الحميد فلم يختلف كثيرا عن زوجته بل اللى طلع عليه كلمتان ظل يرددهما طوال القاعده الله أكبر منورين ياجماعة
شعنونه هانم أم العريس تسلم بطراطيف أصابعها فيشعر من يسلم عليها بأن أصابعة قد أحترقت ..اهلا وسهلا أف أى وهى تبتسم أبتسامه باهته
ويجلسوا جميعا وتدخل العروس وكأن على رأسها الطير وهى تسير كأنها منومه وتشير برأسها للمدعوين وتجلس بجوار العريس الذى بدى متأنقا وهو يجلس فى جديه صارمه وترك الحديث لوالدته وأخته زغلوله التى لبست أحدث خطوط الموضه والألماس الذى يضوى العيون
شعنونه هانم : أحنا النهارده يا أستاذ عبد الحميد يشرفنا أن نخطب الأنسة دعاء لأبنى الوحيد زغلول بيه أكبر رجل أعمال فى العالم وأحنا مش طالبين غير العروسه فقط مش حنكلفكم ولا مليم وعندك شيك أهه أكتب فيه المبلغ أللى يعجبك
قولت أيه يا أبو العروسه
> الله أكبر ..منورين ياجماعة
> بيقولوا فى المثل أخطب لبنتك ولا تخطب لأبنك وأنا شايفة أبنك الأستاذ ياسر عريس مناسب للأنسه زغلوله بنتى ياريت خير البر عاجله نتفق على الأتنين قولت أيه يا أم العريس
> أبنى لسه صغير وماخلص تعليمه نستنى شويه عليه
> تعليم أيه وصغير أيه ده حيبقى مليونير وحيدير أعمال العروسه ..بلاش أنت ياست أم ياسر ..قولت أيه يا أبو العروسه
> الله أكبر ..منورين ياجماعة
> وافقى ياماما خلينى أقوم أجيب الشربات
> مالك أنت ياواد بالشربات ..دى شغلتى أنا > والله ياست الحبايب ماتقومى من مطرحك أنا نادرها أنى أسقيهم الشربات من أديا
زغلول : أنا مابحبش الشربات يا أستاذ ياسر ماتعملش حسابى
> ده يصح برضه واحد مايشربش شربات فرحه عن أذنكم لما أقوم أحضر الشربات ..عبد الحميد: الله أكبر ..منورين ياجماعة
>أستنى يا ياسر خدنى معاك أجهز الشربات معاك
يدخل ياسر غرفة المطبخ ويصب الشربات فى الكؤس ويخرج من جيبه الزجاجه الصغيرة ويصب منها فى الكاسات الثلاثه
الأم: أنا جسمى شايل من الناس دى يابنى ليهم نظرات غريبه ماتطمنش أنا خايفه منهم قوى > ماتخفيش ياماما أن شاء الله مش حيحصل أللى جايين علشانه
> من بؤك لباب السماء قادر ياكريم ..أنت بتعمل أيه وبتحط أيه فى الكوبايات أوعى تكون عايز تسمهم وتودى نفسك فى داهيه
> لا ياماما سم أيه ده روح النعناع شاريه لهم مخصوص
> ياخويا مش عوايدك ذوقنى كده ..لا بلاش أنتى بعدين يا أمى
> ماتصب لينا ولأختك مايصحش كده ..> بعدين يا أمى حنبقى نشرب أحنا الشربات براحتنا بعد مايغوروا من هنا > أنا قلبى مقبوض بشكل من الناس دى
> أن شاء الله خير ياله بينا أحسن نتأخر عليهم
يدخل ياسر وهو يحمل صنية الشربات ويقدمها للضيوف وهو يقرأ عليها آيات صورة الجن ويضع الصنيه على الترابيزه ويقوم بتقديم الكوبايه الأولى لشعنونه هانم وهو يقرأ عليها فى سره الأيات الكريمه فتأخذ أول شفطه ثم الثانيه فتتغير لون عيناها وكذلك فعل مع زغلوله أما زغلول فقد رفض أن يشرب
> مش ممكن يا أستاذ زغلول لازم تشرب < لا مش قادر > ورحمة المرحوم أبوك شنغور باشا لازم تشرب
عبد الحميد : شنغور مين > أستنى أنت ياوالدى > الله أكبر منورين ياجماعة
> أيوه خليك كده ..أشرب بقى يازغلول بيه أنا حفضل واقف كده ماسك الكوبايه
>سيبه براحته ياياسر > لا بقى لو ماكنش حيشرب مفيش جواز ومفيش خطوبه
شعنونه وهى فى حالة أعياء : أشرب يازغلول أحسن أنا تعبانه وعايزه أروح
ياسر : أن شاء الله حتروحوا كلكم ..أشرب يا أخى ماتزعلش والدتك أنا حلفتك بأغلى حاجه عندك ..يأخذ شفطه فيصر ياسر على أن يشرب الكوبايه عن آخرها
فينظر له بتحدى : هى الكوبايه دى فيها أيه
مافيهاش حاجه ياعم العفريت .(ويقوم ياسر بدفع الكوبايه لفم زغلول حتى تفرغ تماما ثم يبدأ فى قرأة صورة الجن من أولها حتى آخرها فيتكمشوا فى أماكنهم وتصدر عنهم أصوات أستغاثة كأنهم يهوون فى بأر عميقة
وفجأة يظلم المكان وتعلو الصرخات من العفاريت وعائلة ياسر عبد الحميد وتبدأ النيران تشتعل فى المكان وهى تطارد سكانه حتى يخرجوا جميعا من البيت
يظل المنزل مشتعل لمدة خمس ساعات ولم تفلح جهود رجال الأطفاء فى أحتوائه
وبعد عشرة أيام من هذه الواقعة يتم العثور على دعاء وهى هائمة على وجهها فى مقابر الغفير ومع العلاج النفسى المكثف تستعيد وعيها ويلتزم جميع عائلة عبد الحميد بقرائة القرآن وتعلوا أصوات المقرأين بالأيات البينات فى منزلهم الذى أعيد بنائه مرة أخرى ويخصص الحاج عبد الحميد الدور الأول منه كزاويه تقام فيها الشعائر والصلوات الخمس
تمت
هناك تعليق واحد:
حبيت بس أمسى
أنا وجدت معلقتك قدراً على جوجل
إرسال تعليق