كان على نيل القاهرة مقياس الروضة الأثرى تجاه مصرعتيقة، وهوعبارة عن عمود من المرمر الأبيض، قائم وسط بحيرة تتصل بالنيل، والعمود ذو ثمانية أوجه، مقسم ستة عشر قسما، كل قسم منها ذراع، فإذا ارتفع النيل ارتفع ماء البحيرة فأمكن قياسه، وقبيل الاحتفال يمر المنادون عل أبواب البيوت ويغنون أغنيات مختلفة منها: البحر زاد! غرق البلاد! والأطفال حولهم يجيبونهم في كل نداء بقولهم: عوفا الله! بإمالة الألف إلى الياء، وربما كان أصلها أوفى الله؛ أي أوفى الله النيل، فإذا انتهى الاحتفال بالخليج مر المنادي وأطفاله عل البيوت يوزعون بعض البلح والليمون الحلو والبرتقال الحادق، يرجون بذلك المكافأة بقرشين أو خمسة أو عشرة،كل على حسب استعداده وقد كان هذا العمل رائجا في مصر ثم أندثر بعد بناء السد العالى.
وفي العادة يحمر ماء النيل في أيام الفيضان، أى فى مثل هذه الأيام ويخضر في أيام التحاريق. ومن الغريب فى ذلك الوقت عزوف الناس عن شرب الماء
المقطر أو المرشح، أو بعبارة أخرى من الطلمبات؛ لأنهم يعتقدون أن ماء النيل أبعث للقوة والنشاط ويقى من الأمراض ويزيد خصوبة المرأة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق