كلمة فارسية مركبة من كلمتين، أولهما بيمار
ومعناها المريض، وثانيهما ستان ومعناها مقر، فالكلمة أذن تعني مقر المرضى، أو ما
نسميه نحن اليوم المستشفى
وإذا
تنقلنا إلى الحديث عن البيمارستانات في مصر، نجد العديد من البيمارستانات الشهيرة،
نذكر منها بيمارستان زقاق القناديل، من أزقة فسطاط مصر، وبمارستانات المعافر في حي
المعافر بالفسطاط قرب القرافية، بناه الفتح بن خان في أيام الخليفة المتوكل على
الله، والبيمارستان العتيق الذي أنشأه احمد بن طولون داخل بعض الأبنية منها دوره
الأساكفة والقيسارية وسوق الرقيق، وشرط إلا يعالج فيه جندي ولا مملوك، وجعل له
حمامين: أحدهما للرجال والأخر للنساء، وأدخل «ابن طولون» في هذه البيمارستانات
ضروباً من النظام جعلته في مستوى أرقي المستشفيات في الوقت الحاضر، وبلغ من عناية
أحمد بن طولون بهذا البيمارستان، أنه كان يتفقده بنفسه يوماً كل أسبوع، كان في
الغالب يوم الجمعة، فيطوف على خزائن الأدوية ويتفقد أعمال الأطباء ويشرف على سائر
المرضى، ويعمل على مواساتهم وإدخال السرور عليهم، ولعل أشهر البيمارستانات في
العصرين الأيوبي والمملوكي ذلك التي أنشئت في عهد كل من صلاح الدين الأيوبي،
والناصر قلاوون، فقد افتتح السلطان صلاح الدين الأيوبي ثلاثة بيمارستانات، الأول
في إحدى قاعات القصر الفاطمي الكبير، وهو البيمارستان العتيق، كما أمر بإعادة فتح
بيمارستان الفسطاط القديم، وفي أثناء زيارته للإسكندرية عام 577هجرية 1182ميلادية،
أمر بإقامة مدرسة وألحق بها بيمارستاناً وتولي الإنفاق على هذه البيمارستانات
ديوان الأحباس ( الأوقاف ) على اعتبار أن الرعاية الصحية في ذلك العهد كانت من
أعمال البر والخير، أكثر منها من مهام الدولة الحاكمة. أما في العصر
المملوكي، فمن أشهر البيمارستانات كان البيمارستان المنصوري، الذي أنشأه الملك
الناصر قلاوون الألفي الصالحي، ذلك في موضع قاعة ست الملك
أخيراً: وفي
النهاية نقول، هذا حال البيمارستانات في عصور ازدهار الحضارة الإسلامية في القرون
الوسطى، بينما كانت مستشفيات أوربا وكراً للأمراض والجراثيم، ولم يكن لدى
الأوربيين إنسانية نحو المرضى، فقد كان بعض ملوكهم يحرقون المجذومين ويعذبون
المجانين، ولا يكترثون لصحة المسجونين وحياتهم في حين كاتبه مثل «سيجر يد هونكه»
تعترف بفضل العرب الطبي على الغرب بقولها «ان كل مستشفى مع ما فيه من ترتيبات
ومختبر وصيدلية ومستودع أدوية في أيامنا هذه، إنما هو في حقيقة الأمر نصب تذكارية
للعبقرية العربية»(16).