العسكرى والشمامه
الأمهات زمان كانت لهن أساليب عجيبة فى تربية الأطفال وقد توارثن هذه الأساليب من أمهات أمهاتهن وهى أساليب تتراوح بين الترغيب والترهيب
يدخل معظمها تحت بند الخرافة المقبوله والتى تتناسب مع عقلية الطفل
صحيح أن معظمها يأتى بمفعوله فى التو واللحظة ولكن مع مرور الزمن تصبح
نكته نضحك عليها ونسخر منها
ومن وسائل الترهيب
- أبو رجل مسلوخة..والعوو .. والعفريت..وأمنا الغوله ..وأبو شوال ..والعسكرى
أشياء كلها خرافية كنا نرهبها ونتخلى عن عنادنا الطفولى عندما نسمعها ولم يتبقى منها شيئ فى اللاوعى غير العسكرى وهو شيئ حقيقى وليس وهمى ونشاهده ليلا ونهارا مرتبط بمخيلتنا بالقسوة والصرامة وبالتالى تولدت لدينا كراهية لكل ماهو بوليسى وأعرف أناس تفتخر بأنها لم تخطو إلى قسم البوليس طوال حياتها إلا مرة أو مرتين ..مرة عند أستخراج البطاقة ومرة ثانية للشباب عند طلبهم للتجنيد..وهذا الخوف الطفولى أمتد طوال حياتنا وتعاملنا مع أفراد الشرطة مازال يفتقد للثقة وعدم الأمان
ولم يصلح شعار الشرطة فى خدمة الشعب ما أفسده الدهر وما رسخ وتوطن فى عقولنا الصغيرة ونحن أطفال فعندما يبكى الطفل فى الطريق أو يعاند ماكان على الأم أن تقول: ياعسكرى تعال خد ميزو أو خد سوسو
وكبر ميزو وكبرت سوسو وهما يعتقدان بأن العسكرى أنسان شرير يسحب الأنسان من قفاه ليضعه فى زنزانه مظلمه مع الفئران.. وللأسف العسكرى لم يحاول أن يغير هذه الصوره بل عجبته هو الأخر وتمادى فيها لأنه كان يخاف هو الأخر من العسكرى
وتلجأ بعض الأمهات لوسيلة أخرى للترغيب مثل : أسمع الكلام علشان ربنا يحبك وأعمل الخير عشان تروح الجنة أو لا تفعل كذا حتى لا ربنا يسخطك وتكون قرد أو أغسل أديك ورجليك وبؤك قبل ماتنام حتى لاتشمك الشمامه.... فإذا شمتك
ووجدتك رائحتك جميله طبعت على جبينك قبله رائعة وتجعلك تحلم أحلام جميله تنعم فيها بمأكولات شهيه مثل البسبوسه والحلويات والشيكولاته أما إذا وجدتك ذو رائحة كريهه ستتورم عيناك وتظهر الدمامل والفسافيس على وجهك الجميل .. حاضر يامامى ويسألها الصغير : هى الشمامه دى شكلها أيه ..فترد الأم : شكلها شمامه ويسأل مرة أخرى : يعنى شكل الشمامه أللى بناكلها ..الأم : تقريبا.. ويسأل ببرائة : هى الشمامه دى طيبه ولا وحشه ..الأم : طيبه مع الأولاد النضاف بس ووحشه قوى مع الأولاد أللى مابيغسلوش أديهم ولا بؤهم ولا رجليهم
شيئان متضدان الأول للترهيب وهو العسكرى والثانى للترغيب وهو الشمامة وهو ماجعل الصغير يسأل أمه مرة أخرى : هو ليه الشمامه ما بتشمش العسكرى
سكتت الأم ووقعت فى حيرة فكيف ترد على هذا السؤال المباغت وحاولت أن تصيغ كدبه وهميه جديده لترد بها على تساؤلات طفلها ولم تجد غير أن تتخلص من هذه المعضله غير أن تحكى له حدوتة الشاطر حسن وست الحسن والجمال ولكن بقى السؤال يدور فى عقلها : هو ليه الشمامه مابتشمش العسكرى؟؟
آه صحيح ليه فتضحك فى سرها وتطبع قبلة حانية على جبينه بعد أن أستغرق فى النوم ولكنها لم تنام فتسأل زوجها بطريقة عفويه قبل أن تنام : هو ليه الشمامة مابتشمش العسكرى .. يضحك الأب ويضع يده على جبينها ليتأكد بأنها غير مريضة ولا تكتنفها الهلاوس ويقول : نامى يا أم العيال وألا أجيب لك العسكرى أو أخلى الشمامه تيجى تشمك...
هههههه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق