الدلع السياسى
قالوا زمان ..يبقى غلطان أللى يلاقى دلع ومايدلعش..فكثير منا يحب الدلع وخاصة الجنس اللطيف والأطفال وكل من كتب عليهم الشقى والبعض يرفض الدلع بأى صورة من الصور حتى لو كان من أقرب الناس لهم
ولكن أن يكون الدلع جماعى من أسكندرية حتى أسوان فهذا نهج جديد لم يشهده شعب فى الدنيا غير شعب مصر فى هذه الحقبة الفلته من التاريخ المعاصر.. نعم مرت بنا فترات أدلعنا فيها على يد المستعمرين والمستبدين ولكن لا تقارن بما ينعم به الشعب الأن من دلع وطنى على يد الحزب الوطنى الذى دلعنا على مدى 30 عاما مضت متصلة بعرض مستمر لاينقطع ولو حتى بفاصل أعلانى
وكان نتيجة هذا الدلع أن تجرأ الشعب وخرج فى مظاهرات وأعتصامات ووقفات أحتجاجية وأضرابات وأنبثقت من داخل الجماهير حركات مشاغبة مثل كفاية والجمعية العامة من أجل التغيير ناكرين فضل سادتنا الذين حرصوا على تدلعينا ليلا ونهارا وهذا يرجع لزيادة جرعة الدلع فى الأونة الأخيرة مما أفسد هذا الشعب الذى يجب أن يكون معه وقفة جاده ومنع الدلع من هنا ورايح .. وأصاب هذا التجرأ نفسية وزراء الحكومة مما جعلهم محبطين ويقول لسان حالهم فى السر والعلن : ده كله نتيجة الدلع
سألوا يوسف بطرس غالى وزير الماليه أن يجد حلا لموظفى الضرائب العقارية
المعتصمين أمام مصلحة الضرائب منذ شهر مضى أن يلبى مطالبهم فأجاب بكل ثقة : دى عالم بتدلع..وعندما سألوا الوزيرة عائشة عبد الهادى أن تحضر لمناقشة مطالب عمال المحلة رفضت الحضور وقالت دى ناس بتدلع حتى الوزير الجديد أحمد زكى بدر (بدر الجمالى ) أعلنها صريحة أنه سيوقف الدلع فى المدارس والعوده للعصى لمن عصى وباقى الوزراء من صحة وزراعة وثقافة وغيرهم يشجبون بشده أثار الدلع التى ظهرت مؤخرا على الشعب المصرى
وعندما أعتصم سكان حى الدويقة أمام ديوان عام محافظة القاهرة للحصول على مساكن بدلا من التى هدمتها المحاقظة نظر إليهم المحافظ وهو يتحداهم وهو يقول :والله لو قعدتم هنا 100 سنه .. أنتم عالم بتدلع
وتأتى حبيبتنا أمريكا من خلف المحيط وتطالب بكل ثقة وجبروت الدوله العظمى وعمدة الكرة الأرضيه أن تتوقف الحكومة عن ممارسة الدلع مع شعبها وكأننا ولاية من ولايتها ولكن حكومتنا الهمامة الشجاعة الوطنيه أسما وفعلا رفضت بكل أباء وشمم أى تدخل فى شأنها الداخلى فهى حرة تدلع شعبها بمعرفتها ولا دخل لأحد (شعبى أنا حره فيه أفرده وأكويه )
فعندما تنتشر البطاله ويجلس العاطلين على القهاوى فهذا دلع حكومى للشباب لأراحته من عناء العمل .. وعندما تختفى معظم المواد الغذائية أو ترتفع أسعارها ولا يقدر الفقير على شرائها فهذا دلع حكومى مدبر حفاظا على صحة الشعب من أمراض المعدة والكليسترول عملا بمبدأ جوعوا تصحوا ..فيه بعد كده دلع بالذمة
وعندما تمتلء صناديق الأنتخابات ببطاقات مزوره للموتى والأحياء فهى تقوم بتدليع الناخبين وتوفر عليهم عناء الوقوف فى طوابير اللجان
وعندما تعين وزرائها من رجال المال والأعمال فهى تدلعهم بدلا من الجرى وراء المسؤلين ودفع الرشاوى لتسهيل الأعمال فما عليه غير التوقيع والختم فى الدرج
وعندما تفتعل الأزمات مثل الخبز والبوتاجاز والسولار فهو دلع من نوع آخر للحفاظ على الليقة البدنيه لشعبها الحبيب وتريبه على الجرى والمصارعة وحمل الأثقال فيه بعد كده دلع
وعندما ترفع الأسعار لجميع الخدمات والمرافق ووسائل المواصلات فهى تنمى داخل الشعب الواعظ الدينى باللجوء إلى الأضرحة والمساجد والكنائس للدعاء والتقرب لله وتبث فيه فضيلة الصبر على المكاره التى تفتح لصاحبها أبواب جنة عرضها السموات والأرض أعدت للصابرين
ولو قعدنا نعد فضائل الحكومة فى شتى المجالات لعرفنا بأننا أدلعنا مافيه الكفاية
ولم يتبقى فى حياتنا شيئا لم تدلعه الحكومة وبالرغم من هذا كرهنا هذا الدلع الماسخ الذى عافته الأنفس
كفاية كده أحسن منظرنا حندلع آخر دلع عند حبايبنا
سلاموز بطعم الموز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق