الأحد، 18 أبريل 2010

الست شريهان والعلاج على نفقة الدوله

الست شريهان

والعلاج على نفقة الدوله

- أيوه يادكتور كانت رغاية وصوتها عالى ..أنام وهو بترغى وأصحى ألاقيها بترغى بس ده عادى وخدنا على كده..وعلشان أسمعها كويس كنت بقف فى أخر الشقة .. مش عارف أيه أللى جرى لها ..مره واحده تفقد صوتها وعايشه بالمشاوره دى نصيبه يادكتور

الدكتور : يا أستاذ عبد العزيز مدام شريهان هل كانت بتعانى من مرض ولاحاجة قبل ما تحصلها الحكاية دى

- أبدا يادكتور دى كانت صحتها زى البومب وحضرتك شايفها قدامك أهيه

- قصدى أن درجة حرارتها مازادتش ما أشتكيتش من صداع ولا دوخه ولا أى حاجة غير طبيعية قبل ماينقطع صوتها

- بص يادكتور أهى بتشاور وبتقولك لأ

- طب خلاص يامدام شريهان أهدى حنشوف أيه السبب بعد الأشعة

- ربنا يخليك يادكتور تشوف لها حل أحنا كلنا بنتعذب لما بنشوفها كده

- ربنا يسهل ونحاول نشوف لها حل أعمل الأشعة وعدى بيها بكره أشوفها

يصطحب عبد العزيز شريهان ويخرج من العياده فيجد أولاده مجدى ومجيده فى أنتظاره خارج غرفة الكشف وهم قلقين على أمهما

مجدى : الدكتور قالك أيه يابابا .. طلب أشعة

مجيده : ياحبيبتى ياماما دى عين وصابتها من يوم فرح البنت رئيفه بنت خالتى

- ماحدش قالى بحكاية الفرح دى يامجيده

- ماهو أنت كنت مسافر وماتعرفش ..قولى أيه أللى حصل

- يوم الحنة بتاعة البت رئيفه أمى من بدرى خادتنى ورحنا وأنت عارفها بتحب تجامل .. أول مادخلت هاتك يازغاريط .. وبعدين جابوا الحنه وأتحنينا وأبتدينا نغنى.. وأمى بقى وأنت عارفها هاتك ياغنى ولعلعت وصوتها كان طالع للجو وأندمجت وأتسلطنت آخر سلطنه كل المعازيم سابوا الأوضه وقاعدوا فى الأوضة التانيه عشان يعرفوا يسمعوها ( تزغدها شريهان فى ظهرها) أستنى ياماما لما أكمل بقية الحكاية

- كملى يامجيده أستنى شويه ياشريهان لما نعرف أيه الحكاية ماتضربيش فى البنت كده

- قفلوا عليها باب الأوضه وحطوا قطن فى ودانهم مفيش فايده .. لحد ما أبتديت تغنى وتقول موال الليل فضلت مطوله في كلمة ياليل قول بتاع ربع ساعة وبعدها سكتت مره واحده ولا أكنى الكهربا أتقطعت عنها وماطلعلهاش صوت تانى فتحنا عليها الباب لقيناها ماسكه زورها ومش قادره تتكلم ..

- تقدرى تدخلى تقولى الكلام ده للدكتور .. أقول ماقولش ليه .. قدامى يا خلفة الهنا أنت وأمك

بعد أن يسمع الدكتور الحكاية بأهتمام يصر على عمل الأشعة فورا وفى الحال يجرى عبد العزيز لعيادة الأشعة ويعود للدكتور بعد ساعة

يضع الدكتور الأشعة على المونيتور ويظل يكتب وهو يقول مش معقول دى حاجة غريبه بتحصل لواحد فى المليون

عبد العزيز : خير يادكتور

- مراتك يا سيد عبد العزيزحالة شاذه لم يسجلها الطب من 150 سنه

- شاذه أزاى يادكتور طمنى

- أفهمك .. كل بنى آدم ربنا خلقه بحبلين صوتيين تحت الحنجرة

الست شاريهان عندها أربع أحبال صوتيه .. والحبال الأربعة لفوا على بعض

وهما سبب المشكله دى

- يعنى يادكتور ماتقدرش تسلكهم من بعض

- دى تبقى عايزه عمليه كبيره ونسبة نجاحها فى مصر ضعيفة ولو تقدر تعملها العملية بره يكون أحسن

- أحنا على قد حالنا يادكتور ومش حمل بره ماينفعش تتعمل جوه

- ينفع بس حتتكلف ..وماوعدكش أن العملية تنجح قوى فهى معرضة أن تفقد الصوت كليا أو تتغير نغمة الصوت

- أزاى يعنى .. يعنى ممكن صوتها يتحول من صوت حريمى لصوت رجالى أو صوت أطفالى أو تمأمأ زى الماعزه

- تمأمأ تنهق أو حتى تهوهو مش مهم .. أهم حاجة تطلع صوت

- ماتفتكرش أن العمليه سهلة وبرضه حتتكلف..تتكلف كام يعنى .. بتاع عشرين ألف بس .. لو حبيت تعملها بره حتكلفك بتاع 250 ألف.. عليك بقى والتأمين الصحى للعلاج على نفقة الدوله .. شوف عضو مجلس الشعب أللى أنت تبعه يطلع لك القرار بقيمة العملية .. وأنصحك بسرعة عمل العمليه لأن حالتها ممكن تتدهور فى أى وقت ويحدث لها أختناق وتروح منك

الحلقة رقم (2)

رحلة العلاج

يخرج عبد العزيز من العياده وقد أزداد هما على هم وهو يفكر كيف يصل لعضو مجلس الشعب لدائرته وهو لا يعرف أسمه ولا يعرف مكانه

وفى اليوم التالى يذهب إلى القهوة ويسأل عن أسم عضو المجلس وكيفية الوصول إليه ويدله عثمان القهوجى على مكان مكتبه .. لم يكدب خبر وبدأ بالبحث عنه حتى وصل إليه فوجد طابور طويل أمام المكتب يمتد من باب المكتب وعلى السلم ويتلوى كالثعبان حتى يصل للشارع فوقف على أمل أن يوفق

وبعد طول أنتظار يصل لسكرتير المكتب ويعرض عليه المطلوب يطمأنه الرجل ولكن يطلب منه أستكمال الأوراق والتقارير والأشعات ثم العرض على القومسيون لأستخراج القرار .. ويبدأ عبد العزيز رحلة جديده لجمع التقارير والأشاعات والعرض على القومسيون أستفذ فيها جهده وطاقته ومايملكه حتى تمكن من تجميع كافة الأوراق المطلوبه ويسرع بها إلى مكتب النائب ويقف فى نفس الطابور الطويل

السكرتير : كده الأوراق كملت هاتها وخد الرقم ده وعدى علينا كمان شهر

عبد العزيز : شهر بحاله مش كتير ياباشا دى حالتها مستعجلة وممكن تتخنق فى أى وقت وتموت

- أنت فاكر الحكاية سهله شايف الطلبات قدامى قد أيه لازم تستنى لما تاخد دورك

- يعنى لو كانت عملية عاجلة يكون المريض مات وشبع موت

- بالظبط بس آدى الله وأدى حكمته

يخرج عبد العزيز من مكتب النائب وقد أزداد هما أكثر وقادته قدماه إلى القهوة مرة أخرى وجلس فى ركن بعيد وهو يفكر والمرارة تملء حلقة شارد الذهن وحزين على شريهان التى فقدت صوتها ومعرضة للموت وهى فى عز شبابها ويفيق على صوت عثمان جرسون القهوة

- تشرب أيه يا عبد العزيز أفندى

- أشرب السم علشان أخلص وأرتاح

- ليه كده كفانا الشر .. أكيد ماعرفتش تسلك فى مكتب النائب

- أيش عرفك يا عثمان .. دى خبره ياباشا ما تشلش هم عندى لك الحل

- ألحقنى به أنا فى عرضك

- شخش جيبك ياباشا وكل الأبواب تتفتح لك

- أزاى يعنى قولى ينوبك ثواب

- بسيطه يامحترم .. هى العمليه حتتكلف كام .. عشرين ألف غير مصاريف المستشفى أنا اللى حدفعها

- هات خمس تلاف ويكون قرار العلاج عندك بكره الصبح

- ولو معييش .. لو معكش أستنى بقى دورك وموت ياحمار وأبقى قابلنى لو طولت حاجة

- ودى مش رشوة يا عثمان لبتوع المكتب والنائب المحترم

- رشوة أيه يا عبد العزيز أفندى ده أسمه تبرع وحتاخد وصل بالمبلغ كمان

- تبرع لأيه ده أنا أللى أستحق التبرع

- بقولك أيه أقعد كده أتناقش ودوحر وأفتح فى حوارات لحد ما المدام تروح منك أنا قولت لك أللى عندى.. أتصرف هات المبلغ وألحق نفسك قبل ماتندم والغريق محتاج أيه غير قشايه

- قشايه بخمس تلاف جنيه أجيبهم منين بس ياربى .. متشكر يا عثمان ربنا يقدرنى ونشوف ولاد حلال يرضوا يسلفونى

- أهو كده عليك نور .. أتصرف .. دى مراتك ياراجل أم عيالك حتسيبها كده لحد ماتفطس علشان مبلغ تافه زى ده

- فعلا هو تافه .. بس التافه ده مفيش معايا منه ولا جنيه

يبدأ عبد العزيز فى سؤال الأهل والأصدقاء لتجميع المبلغ اللازم لأستخراج تصريح العلاج على نفقة الدوله فمنهم من أعطاه ومنهم من أعتذر وأستطاع أن يكمل المبلغ بالسلف بعد أن باع الثلاجة والتليفزيون والمروحة وبعض المصاغ القليل لزوجته ودبلة الزواج وعندما أكتمل المبلغ ذهب بسرعة للقهوة لمقابلة عثمان القهوجى

- المبلغ أنا جهزته ياعثمان قولى نعمل أيه

- أستنانى خمس دقايق أستأذن من المعلم وأوصل معاك لحد المكتب نجيب القرار

ينطلق عثمان وعبد العزيز ويقابلا سكرتير المكتب الذى أستلم منهم المبلغ وأعطاهم أيصال بقيمة التبرع لبناء مسجد بالحى ويعدهم بأحضار التصريح فى اليوم التالى .. يستلم عبد العزيز تصريح العلاج وهو سعيد ويهرع به إلى البيت

ليزف الخبر لأولاده وشريهان فتبدو الدمعة فى عينيها بعد أن شاهدت مافعله عبد العزيز ومابذله من جهد من أجل علاجها وفى اليوم التالى أصطحبها لمستشفى التأمين الصحى لأدخالها لأجراء العمليه وهو يدعو لها بالشفاء

الحلقة رقم (3)

تدخل شريهان المستشفى ويقوم الأطباء بفحصها وأعدادها لأجراء العملية ويطلب الطبيب المعالج عبد العزيز للتوقيع على الأقرار ويأمره بأحضار أكياس الدم اللازمه وشاش وقطن ومطهرات أو أحضار أربع متبرعين لتقديم دمائهم لبنك الدم بالمستشفى بدل الشراء من الخارج

يعود عبد العزيز لبيته وهو مهموم وتبدأ رحلة السلف من الأهل والأصدقاء لشراء الطلبات ويبحث عن متبرع رابع من أقاربه ويذهب هو وأولاده وأقاربه إلى المستشفى للتبرع بالدم كطلب الطبيب المعالج

وفى اليوم المحدد تدخل شريهان غرفة العمليات وتشيعها دموع ودعوات زوجها وأقاربها بأن تشفى وتعود لهم بالسلامه

وتغيب فى الداخل ويطلب الطبيب دماء أخرى من المتبرعين فيتقدمون بنفس راضية فى سبيل نجده مريضتهم

تخرج شريهان من غرفة العمليات وتنقل للأنعاش والعناية المركزه وتظل بها عدة أيام حتى تتعافى وتنقل لعنبر المرضى لأستكمال العلاج

وأستمرت لمدة عشر ايام وأبنائها وزوجها يبيتان بالمستشفى وفى يوم يحضر الطبيب ويفك الرباط عن رقبتها ويطلب منها الكلام ولكنها كانت تنطق كلمات غير مفهومه مثل الخورس

الدكتور : مبروك يا عبد العزيز أفندى مراتك أهه بتتكلم

عبد العزيز وهو مذهول : وده يتقال عليه كلام

الدكتور بحده : أيوه كلام أنت مش كنت جايبها مابتنطقش أهى قدامك أهه بتنطق

أنت عايز تنهب أحنا كنا فين وبقينا فين

- يادكتور دى مش بتنطق دى بتهبهب زى الخورس

- طبعا لازم تهبهب لأنها محتاجة لأعادة تأهيل علشان تتكلم وده مش من أختصاصنا .. حكتب لها على خروج بكره وتحويل على قسم تأهيل الكلام للصم والبكم – بس يادكتور دى مش خرسه دى بتسمع دبة النمله

- علشان كده التأهيل مش حياخد وقت كتير بتاع ستة أشهر أو سنه بالكتير وترجع تتكلم من تانى

يضرب عبد العزيز كفا بكف وهو يتحسر على حالة شريهان ولكنه فى النهاية يحمد الله على شفائها

ويخرج عبد العزيز وزوجته من المستشفى وأستعد لمرحلة جديده وهى التأهيل

لتستطيع الكلام .. وبعد عدة أيام يصطحبها لمركز التأهيل ويشاهدها الأخصائى

- دى ياحاج يلزم لها 3جلسات فى الأسبوع ولمدة 6 أشهر فى الأول

وبعد كده نشوف النتيجة.. قيمة الجلسة 80 جنيه حتدفع المبلغ مقدما أو تجيب قرار بالعلاج على نفقة الدوله

- تانى حرام عليكم أنا ماعدش حلتى حاجة .. ماشى يادكتور لنا رب أسمه الكريم

قومى ياشريهان ياله بينا

تصرخ شريهان :هبا هبا هبا كيخ كيخ خخخ هبوب

الدكتور : هي عايزه تقول أيه أنت فاهم حاجة

- هى غالبا والله أعلم بتدعى على الظالم والمفترى وأبن الحرام والتأمين الصحى والعلاج على نفقة الدوله واللى خلاه فى أيدين النواب

تمت

ليست هناك تعليقات:

قهوة الحراميه

  ألتف الحرامية حول المعلم فيشه شيخ المنصر وهم فى حالة تزمر وأنزعاج بعد أن أعلن عن نيته فى التوبه والأعداد لرحلة الحج فقال له مقص الحرامى : ...