ماذا يحدث بعد حكم مبارك؟؟
وجهة نظر
دعونا نتخيل ماذا يحدث بعد حكم مبارك لو أنتهى فجأة بقدر من الله - والأعمار بيد الله طبعا - أو حدثت ثورة شعبية لتعديل الدستور وتنحى عن الحكم لنجله السيد جمال مبارك بطريقة أوبأخرى أو عن طريق الأنتخابات المعروفه
الأحتمال الأول وارد وفى أى لحظة وهو أصعب الأحتمالات التى سيواجهها الشعب المصرى لعدة أسباب
أول هام : لايوجد نائب للرئيس يحكم البلاد لحين أجراء أنتخابات وهذا ماحرص عليه الرئيس مبارك طوال فترة حكمه الطويله.. أيه السبب لا أحد يعلم وعندما سأله صحفى أسرائيلى أجاب بأنه ليس بحاجة لنائب !!
ثاني هام ظهور جماعات المعارضة التى تحلم بالتغيير والوصول للحكم
ثالث هام فقدان الثقة الشعبية فى الحرس القديم من وزراء ومسؤلين وشخصيات عامه الملتفه حول الرئيس فى حياته
ومن الأمر الطبيعى كما ينص الدستور يعين رئيس مجلس الشعب رئيسا للبلاد لمدة ستون يوما يتم بعدها فتح باب الأنتخابات لرئاسة الجمهورية طبقا للتعديلات الدستوريه الجديده التى تم أقرارها ولم يتم تغييرها كمطلب شعبى وهى المادة 75 و76 و77 وباقى المواد التى تنص على أن يكون المرشح من داخل حزب من الأحزاب وأن يوافق عليه ثلثى مجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية
وهى شروط تنطبق بالطبع على جمال مبارك ولا أحد سواه فمن أين سيحصل أى رئيس حزب من الأحزاب على موافقة الثلثين من الأعضاء
ثانيا تظل الوزارة بكامل وزرائها فى الحكم طوال الستون يوما ولا تحل ألا بعد انتخاب الرئيس الجديد وهم دعم لجمال مبارك لأن معظمهم تم تعيينه بموافقته وبالتالى ستكون الستون يوما من أصعب الفترات على الجميع حكومه أو معارضة تحت قانون الطوارئ
ثالثا وهو الأهم والأخطر القوى الفاعلة فى الحزب الوطنى وما يحتويه من خلايا ومراكز للقوى ليس من مصلحتها التخلى عن مكاسبها لأنها ستكون عرضة لفتح ملفاتها القديمة من أستغلال للسلطة والفساد وتعلق لها المشانق من معارضيها
وبالتالى ستنشأ معركة البقاء بين الحزب الوطنى وباقى الأحزاب وستكون النهاية للأقوى وغالبا ماسيكون للوطنى الذى سيأيد بشده وبعنف ترشيح ونجاح جمال مبارك لتولى الحكم.. رابع هام وهو الأخطر سيتم تفعيل قانون الطوارئ للقضاء على أى معارضه فى هذه الفتره ...والأن ماذا يحدث على الساحة
ظهور أصوات معارضة تطالب بتغيير الدستور وأنا أقول لن ولم يتغير الدستور ولن يوافق الوطنى على الأشراف الدولى للأنتخابات ولن يلغى قانون الطوارئ
وبالتالى سيتولى نجل الرئيس الحكم بقوة الدستور وموافقة ثلثى مجلسى الشعب والشورى وبأنتخابات غير نزيهه أستبعد فيها رجال القضاء والأشراف الدولى
ولكن أصبح لدينا خصمين عنيدين الأول هو الرضا الشعبى بمختلف طوائفه وتوجهاته والخصم الثانى هو القوى الدوليه الفاعلة وعلى رأسها الولايات المتحده الأمريكية التى يمكن أن تعارض وترفع الأمر للأمم المتحدة لأعادة الأنتخاب وعدم الأعتراف بالرئيس الجديد ألا إذا قدم الكثير من التنازلات ومنح العديد من الأمتيازات للقوى الأجنبية والعناصر التى تخدم مصالحها داخل مصر وهى لعبة مارستها أمريكا فى كثير من دول العالم بأسلوب الضغط المعروف بأسم الحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان ووقف المعونات والحصار والحظر وغيرها أما القوى الوطنية فتوجد أكثر من طريقة لقمعها سواء بالمعتقلات أو أستمالتها بمختلف الطرق والوسائل الشريفه والغير شريفه ولكنها فى النهاية ستستسلم
ويظل بعدها حكم جمال مبارك مهدد بالثورة والتمرد على مدى سنه أو سنتين على الأكثر حتى يتمكن من الوصول لقلب وعقل المواطن المصرى ورضا القوى الدولية ولكنه سيواجه مشاكل ضخمه فى الداخل أقلها تدنى مستوى المعيشة والبطاله والأصلاح الأدارى والسياسى
وإذا لم يقدم جديد سيتحمل وزر من سبقوه فى الحكم ويكون كبش للفداء لمرحلة طويله فى حياة الشعب المصرى
فهل يستطيع إن يدخل قلوب المصريين ويلعب على الحبل السياسى فى سيرك الوصول للسلطه.. وهل عنده من اللياقة والذكاء والحنكة ليثبت أقدامه فى الداخل والخارج أو سيعتمد على مستشارين من أياهم وتتكرر نفس مسرحية مع أختلاف فى شخوص التمثيل
المرحلة القادمة أعتقد بأنها ستكون شديدة الصعوبة فى حياة الشعب المصرى لأنها مرحلة كشف المستور لكل السياسين سواء من كان فى الحكم أو فى صفوف المعارضة ولن تنتقل السلطة بسهوله ويسر لجمال مبارك طبقا للمخطط الذى تبنته الحكومه طوال السنوات السبع الماضية..لأن المناخ الحالى من أزمة أقتصادية ومشاكل أجتماعية ونشاط المعارضة لا يسمح لأعادة نفس المسلسل القديم حتى لو تغيرت الوجوه ليصبح العرض مستمر
وأخيرا يتبقى سؤال معظمنا يعرف أجابته .. من المستفيد من تولى جمال مبارك الحكم خلفا لوالده فى ظل هذه الظروف البالغة التعقيد ؟؟
أنا عن نفسى أشفق عليه ولو كنت مكانه لنفذت بجلدى وبارك الله فيما رزق وأترك السفينة تغرق بجرذان الوطنى حتى لا تعلق أثامهم فى رقبتى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق