الأربعاء، 8 مايو 2019

3- ما أبشع أن تكون ضعيفاً في هذه الدنيا0من حكايات رمضان 2019)


نتيجة بحث الصور عن ما أبشع أن تكون ضعيفاً في هذه الدنيامنذ أيام دعوتُ إلى غرفة مكتبي مدرسة أولادي ” يوليا ” لكي أدفع لها حسابها , فقلت لها: اجلسي يا يوليا , هيّا نتحاسب ..
أنتِ في الغالب بحاجة إلى النقود، ولكنك خجولة إلى درجة انك لن تطلبينها بنفسك ..
حسنا .. لقد اتفقنا على أن ادفع لك ثلاثين روبلا في الشهر ؟
قالت : أربعين .
قلت : كلا، ثلاثين هذا مسجل عندي .. كنت دائما ادفع للمربيات ثلاثين روبلا .حسناً، لقد عملت لدينا شهرين .
قالت : شهرين و خمسة أيام !
قلت : شهرين بالضبط هكذا مسجل عندي .. إذن تستحقين ستين روبلا .. نخصم منها تسعة أيام آحاد.. فأنت لم تعلّمي في أيام الآحاد بل كنت تتنزهين مع أصدقائك .. ثم ثلاثة أيام أعياد !!
تضرج وجه ” يوليا” ، وعبثت أصابعها بأهداب الفستان ولكن لم تنبس بكلمة !
واصلتُ : نخصم ثلاثة أعياد، إذن المجموع اثنا عشر روبلا .. وكان الولد مريضا أربعة أيام ..و لم تدرسى سوى للبنت فقط !!
وثلاثة أيام كانت أسنانك تؤلمك فسمحتْ لك زوجتي بعدم التدريس بعد الغداء .. إذن اثنا عشر زائد سبعة .. تسعة عشر.. نخصم الباقي .. هم واحد وأربعون روبلا .. مضبوط ؟
احمرّت عين  يوليا و امتلأت بالدمع، و ارتعش ذقنها .. وسعلت بعصبية ولكن لم تنبس بكلمة.. قلت: قبيل رأس السنة كسرتِ فنجانا وطبقا , نخصم روبلين .. الفنجان أغلى من ذلك، فهو موروث، ولكن فليسامحك الله ! علينا العوض !!
وبسبب تقصيرك تسلق الولد الشجرة ومزق سترته .. نخصم عشرة ..
وبسبب تقصيرك أيضا سرقتْ الخادمة من البنت الحذاء .. ومن واجبك أن ترعي كل شيء، فأنتِ تتقاضين مرتباً .. وهكذا نخصم أيضا خمسة !!
وفي 10 يناير أخذت مني عشرة روبلات ..
همست يوليا : لم آخذ..... قلت: ولكن ذلك مسجل عندي !
  قالت: حسناً، ليكن
واصلتُ : من واحد وأربعين نخصم سبعة وعشرين .. الباقي أربعة عشر !
امتلأت عيناها الاثنتان بالدموع .. وظهرت حبات العرق على انفها الطويل الجميل .. يا للفتاة المسكينة 
قالت بصوت متهدج : أخذتُ مرة واحدة .. أخذت من حرمكم ثلاثة روبلات .. لم آخذ غيرها .
قلت : حقا ؟ انظري، وأنا لم أسجل ذلك !
إذا نخصم من الأربعة عشر ثلاثة، الباقي احد عشر .. ها هي نقودك يا عزيزتي!
ثلاثة .. ثلاثة .. ثلاثة .. واحد ، واحد .. تفضلي !
ومددت لها احد عشر روبلا .. فتناولتها ووضعتها في جيبها بأصابع مرتعشة .. وهمست: شكراً !!!!!!!!!!!!
انتفضتُ واقفا وأخذت أروح وأجئ في الغرفة واستولى عليّ الغضب
سألتها : شكراً على ماذا ؟
قالت : على النقود
قلت : يا للشيطان، ولكني نهبتك، سلبتك ! لقد سرقت منك ! فعلام تقولين شكراً ؟
قالت : في أماكن أخرى لم يعطوني شيئا !!
قلت: لم يعطوكِ ؟! ليس هذا غريبا !
لقد مزحتُ معك، لقنتك درسا قاسيا .. سأعطيك نقودك، الثمانين روبلا كلها !
هاهي في المظروف جهزتها لكِ ! ولكن هل يمكن أن تكوني عاجزة إلى هذه الدرجة ؟ لماذا لا تحتجين ؟ لماذا تسكتين ؟ هل يمكن في هذه الدنيا ألاّ تكوني حادة الأنياب ؟ هل يمكن أن تكوني مغفلة إلى هذه الدرجة ؟
ابتسمتْ بعجز فقرأت على وجهها : يمكن !
سألتُها الصفح عن هذا الدرس القاسي وسلمتها بدهشتها البالغة، الثمانين روبلا كلها .. فشكرتني بخجل وخرجت .
تطلعتُ في أثرها وفكّرتُ :
ما أبشع أن تكون ضعيفاً في هذه الدنيا

ليست هناك تعليقات:

قهوة الحراميه

  ألتف الحرامية حول المعلم فيشه شيخ المنصر وهم فى حالة تزمر وأنزعاج بعد أن أعلن عن نيته فى التوبه والأعداد لرحلة الحج فقال له مقص الحرامى : ...