الأربعاء، 3 فبراير 2010

لعب عيال


لعب عيال
تأملت فى عجائب خلق الله عندما نظرت لطفل رضيع على صدر أمه وتابعت مسيرته الطفولية وتعجبت من طول مدة الطفولة التى يقضيها الأنسان من عمره بالمقارنة لباقى أعضاء المملكة الحيوانية فبنظرة سريعة على طفولة الحيوانات الأليفة والقريبه منا نتعجب فنجد الحمار.. مثلا بعد سنتين يصبح جحش ويكون مكلفا ببعض المهام مع صاحبة حتى يشتد عوده ليكون حمار شاب قوى بعد أربع سنوات وعنما يبلغ الخامسة من عمره يكون قد بلغ مبلغ شباب الحمير ومعدا للزواج والتناسل وتكوين أسرة حميرية محترمه وغير الحمير ننظر للقطط والكلاب والبقر والجواميس وغيرها من حيوانات الغابه فنجدها جميعا تنتهى فترة طفولتها مابين عامين إلى ثلاث أعوام .. فلو أفترضنا إن زوجتك أنجبت لك ولد أو بنت فى نفس اليوم الذى أنجبت فيه أنثى الحمار وأخذت الموضوع بنظرة العالم المتفحص وبدأت ترصد التطورات التى تلحق بطفلك وطفل أنثى الحمار سوف تتعجب قطعا وتصل فى النهاية إلى أن أبنك مازال عيل حتى يبلغ 18 عاما هذا فى عرف القانون ومن الممكن أن تمتد فترة طفولته لأكثر من ذلك ليصل على 25 عاما تكون فيها أنثى الحمار قد أنجبت فيها عشرات الحمير وأصبح لها مئات الأحفاد من الحمير البالغين المكلفين ومازال أبنك طفلا يعتمد عليك وعلى والدته من مأكل ومشرب وكسوة وتعليم وترفيه هذا بخلاف الرزالة والبجاحة وطولة اللسان طوال 21 عاما منذ مولده.. هذا إذا كان ولد سالك ومتربى صح ويمكن أن يظل مدة أطول معلق فى رقبتك إلى ماشاء الله
فترة الطفولة للأنسان تعتبر أطول فترة لهذا المخلوق على سطح الأرض وبدون مسؤلية وهذا فيه أرهاق شديد على الأب والأم وتبديد لثرواتهما المادية والذهنية والعصبية حتى يصبح أنسان واعى  يتحمل المسؤلية هذا فى مجتمعنا الشرقى والمصرى على وجه الخصوص
ولكن توجد مجتمعات أخرى تؤهل أطفالها مبكرا على تحمل المسؤلية مبكرا جدا وتختصر فترة الطفولة والأعتماد على الوالدين لتكون عشر سنوات لينطلق فيها الطفل فى الحياة معتمدا على نفسه مع رقابة مستمرة من الوالدين فيخرج إلى سوق العمل ليكسب ويصرف على نفسه ويستطيع أن يجهز طعامه ومشربه وينظم فراشه ويشترى مايحلو له من لعب ومسليات دون أن يرهق أسرته ويكافح ليحصل على مجانية فى التعليم ويسافر ألاف الأميال للدرس والعمل وعمره لا يتجاوز الـ16 عاما ومن هنا يتولد عنده الشعور بالمسؤليه الملقاة على عاتقه
فإذا أردت أن تعلم طفل السباحة فألقيه فى الماء وراقبه ولا تخاف من صراخه ومع مرور الوقت سيدافع عن بقائه وسيتعلم فن العوم
أذن المشكلة هنا فى داخل الأسرة المصرية التى تحتضن أولادها وأولاد أولادها ولا تتركهم يواجهوا مصيرهم ليعوموا فى تيار الحياة كما ينبغى
 فراقب البط أو الأوز وهو يربى فراخه وبمجرد أن يستطيع الوقوف والحركة تجرى بهم الأم إلى الماء ليسبحوا خلفها ليلتقطوا طعامهم كما تفعل ومن يتأخر تدفعه بقوة أمامها ليفعل مثل أقرانه أما نحن فى داخل العائلة المصريه لا نفعل ذلك بل نخاف أن يعمل أولادنا فى الأجازات الصيفية أو بعد الظهر .. هذا يحدث فى الأسر الميسورة أما الأسر الفقيرة فتدفع أولادها مجبرين لمواجهة متطلبات الحياة .. ولو عملت مقارنة بين طفل الأتارى وهو الذى يقضى أجازته ليلعب ويلهو وبين الطفل الذى يعمل فى الأجازات ستجد فارق شاسع بينهما من حيث الرجوله والذكاء والخبرة والأعتماد على النفس.. سيقول البعض المدرسة والتعليم والخوف من الأختلاط بأناس معدومى الضمير .. بالنسبه للدراسة لا تخف فالعمل يفتح مدارك الطفل ويضيف الجديد لخبراته ولكم أمثلة كثيرة فمعظم - أن لم يكن الكل - المتفوقين من المدارس الحكومية ومن الأقاليم ومعظمهم يساعدون أبائهم فى الحقول أو فى الورش ولم يأخذوا درس خصوصى واحد
 ويأتى دور الأسرة فى التربية الصحيحة المبنية على الأخلاق والضمير والدين وهذا هو الدرع الذى يحمية لو أختلط بمعدومى الضمير
الأم هى مفتاح هذه المشكلة أن تتخلى ولو قليلا عن حنيتها الزائده وتدليلها لأطفالها هذا سيجعل منهم رجال عظام وسيدات فاضلات فى المجتمع

ليست هناك تعليقات:

قهوة الحراميه

  ألتف الحرامية حول المعلم فيشه شيخ المنصر وهم فى حالة تزمر وأنزعاج بعد أن أعلن عن نيته فى التوبه والأعداد لرحلة الحج فقال له مقص الحرامى : ...