-المرتبه و المخده وكلام المنجدين
كنا ننام ملء جفوننا على مرتبة ومخده صنعت لنا بأيدى أمهر المنجدين وعشنا فوقها أسعد الأوقات وخلفنا عليها أبنائنا وأحفادنا .. وزاد عددنا فوق المرتبه فتلاحمنا أكثر وأكثر بحميمية عجيبة ولكنها لم تسعنا فأفترش البعض منا الأرض بجوار المرتبه ولكننا لم نكف عن قضاء الأوقات السعيده ليزداد عددنا أكثر وأكثر لنشغل باقى أرضية الغرفة التى خصصت لنا بالرغم من أتساع الدار ولكننا نحب اللمه والزنقة والخنقة ولم نجد موضع لقدم فنام الأحفاد وقوفا كالخيل ولم يتوقفوا عن قضاء الأوقات السعيده وقوفا ليزداد عددنا أكثر وأكثر ولكنهم آتوا بأجيال مقروده ومريضه وأختفت المرتبه والمخده تحت الأجساد المتراصة وأستولى عليها البعض بالرغم من أنها مرتبة ومخده رديئتان صنعت من أحقر وأسوء الخامات ولكنها فى النهاية مخده ومرتبة توارثناها جيل من بعد جيل
وعلى مر السنين أصبح شكل المرتبه مخيف فقد أسودت وأصبحت كلها مطبات والنوم عليها يحتاج لقدرات خاصة وأجسام لها مقدرة على التكيف مع التعرجات والتباب والوديان التى شقت عليها
وكل عام يطلب أصحاب المرتبه من أصحاب الدار أن يتم تنجيد المرتبه أوعمل مراتب جديده فتشترط عليهم أن يتوقفوا عن قضاء الأوقات السعيده أولا ولكن أهل المرتبه والمفترشين الأرض يرفضون فلم يبقى لهم من متع الحياة غير هذه الأوقات فكيف يستغنون عنها من أجل مرتبه حقيره صنعت بأيدى منجدين مهرة من أسوء المواد والخامات
وفى ثورة غضب قرر المنبطحين على المرتبه والمفترشين الأرض والمستندين على الحيطان أن يقوموا بتمزيق المخده المرتبة ليعرفوا مابداخلها قال البعض ماذا سيكون بداخلها هو مجرد قطن ولكنها كانت المفاجأة تنتظرهم وهم يخرجون من داخلها أشياء لا تمت للقطن بأى صله ..أشياء رائحتها تزكم الأنوف وعندما أفرغوا مابداخلها لم يجدوا مكان للتخلص من هذه القمامة فجلسوا يتشاجرون وأنقسموا إلى ثلاثة أحزاب ..حزب نادم على تمزيق المرتبة ..وحزب ينادى بتمزيق كل شيئ فى الدار للوصول لحشو مناسب للمرتبه أما القسم الثالث فجلس بائس حزين فلم يعد بمقدوره أن يقضى أوقاته السعيده لينشد الأستقرار بعد أن دمرت المرتبه المحشوة بالفضلات والزباله والتى
صنعت بأيدى منجدين مهرة من أسوء المواد والخامات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق