كنا ﻻ نفترق سواء فى العمل او خارجه سوى الذهاب إلى الحمام أو غرفة النوم وكنت اعتبره أكثر من أخ وكنت أفضى إليه بأدق أسرار حياتى وكان يستمع لى صامتا ﻻ يبدى رأيا أو يناقشنى وكانت طبيعته هادئة قليل الكلام وكانت صدمتى عندما وجدناه فى غرفته منتحرا بتقطيع شرايينه وظل ينزف حتى الموت.. وجاء المحققون وفتشوا غرفته ليعثروا على سبب أنتحاره وكنت أول من أستدعاه المحقق بصفتى أقرب أصدقائه ليسألنى العديد من اﻷسئله عن المرحوم وخاصة حياته العائليه والعاطفيه فقلت ﻻ أعرف شيئاً عنه وكان سؤاله الصادم الذى ألجمنى
- أنت تقول أنك أقرب اصدقائه وأنكما ﻻ تفترقان أﻻ عند النوم فكيف تفسر هذا العدد الهائل من الشكاوى الكيدية التى كتبها المرحوم فى حقك
قلت له : ﻻ يمكن
قال : ماهذا الغير ممكن فقد تأكدنا من مكتب الشكاوى فى اﻷداره بأن خط يده هو نفس الخط الذى وجدناه فى صور الشكاوى فى حجرته
مازالت هذه الصدمه تجعلنى فى حيره ﻷسأل نفسى لماذا كتب فى حقى الشكاوى ولماذا أنتحر.. وكتب المحقق فى نهاية التحقيق شعور بالذنب دفعه للأنتحار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق