بلغنى
أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد أن نعمان أبن الزبير لا يملك من حطام الدنيا
غير جمل وناقه فأشار عليه جاره ابو السعدات أن يقوم ببيعهما فى سوق الجمال ببلاد
الغال ويتاجرا بثمنهما لعل الله يرزقهما بوفير
المال وتاه الرجلان
فى الطريق وأشرفا على الموت لولا أن وجدا بئر فى بطن أحد الجبال
فقال
النعمان : أنتظر هنا يا أبو السعدات سأنزل داخل البئر لأحضر الماء لكلينا وللجمال وبعد
أن رفع الماء لأبو السعدات وملء القرابى وسقى الجمال نادى عليه النعمان أن ينزل
الحبل ليصعد ويكملا المسير ولكن أبو السعدات طمع فى الجملين وقرر أن يأخذهما لنفسه
ويترك النعمان فى البئر ويهرب .. ونادى النعمان طويلا حتى بح صوته وأدرك فى
النهاية بأن صاحبه خانه وتركه فى الفلاوات
فأسلم
أمره لله لعل وعسى أن يمر بهذا المكان بعض السياره أو العربان .. ونام من التعب وصحى
على أصوات فى خارج البئر لمجموعه من السحره جاؤا من كل انحاء البلاد ليجتمعوا سويا
مره كل عام ليستعرضوا مهارتهم فى شتى أنواع السحر وإيذاء الناس فقال كبيرهم أنى
سحرت أبنة السلطان وقد أعيت حالتها الأطباء فليس لها من علاج .. وعلاجها هنا من
ماء هذه البئر ترش عليها فتعود عفيه سليمه
سمع
النعمان سر كبير السحره وبعد يومين حضر بعض الرجال وأخرجوه من البئر ومعه قربة ماء
منها لعلاج بنت السلطان
وقال فى
نفسه ان الله سيعوضه بدلا من البعير بمكافأة من السلطان .. عاد إلى بلده مع
الرحالة والعربان وأتجه مباشرة إلى قصر السلطان وطلب مقابلته وأعلم وزيره بأنه
يحمل دواء للأميره فسمحوا له بالدخول على الأميره المسكينه فى غرفة منعزله وهى فى
حالة هياج فقام برشها بالماء فسقطت على الأرض وغابت عن الوعى لحظات وتقوم بعدها وهى
تتسائل عن من فعل بها هذا ولماذا هى فى هذا المكان... يعلم السلطان بشفاء أبنته
فيقيم الأفراح والليالى الملاح وكانت الأميرة من نصيب النعمان ليعيشا فى تبات
ونبات ويخلفا صبيان وبنات ويأتى هادم اللذات ومفرق الجماعات ليتوفى السلطان ويعين
النعمان سلطاناً جديداً للبلاد وتمر السنين والأيام وأثناء تفقد نعمان لرعاياه
يلمح أبو السعدات فى وسط الناس فيأمر الحراس بأحضاره فى التو والحال للقصر
يقف أبو
السعدات وهو متعجب لماذا جاؤا به لحضرة السلطان وفوجئ بأن السلطان ينادى عليه أسمه
: أقترب يا أبو السعدات
-
هل تعرفنى ياحضرة السلطان
-
أنا لم أفعل شيئا شنيعا يا مولاى
-
نسيت ما فعلته فى جارك النعمان
-
النعمان مات من زمان يا مولاى
-
وكيف عرفت أنه مات .. ربما يكون حيا يرزق وأن ربك نجاه .. أقترب أكثر
يا أبو السعدات لربما تشاهد صديقك النعمان
-
يقترب أكثر وهو فى حيره حتى يخلع السلطان التاج فيخر أبو السعدات صعقا
وهو يطلب منه الصفح والغفران
قال السلطان : عفونا عنك فلولا خيانتك ما أصبحت سلطان .. وعسى أن
تكرهوا شيئا وهو خير لكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق