بدأ دور
هؤلاء الفتوَّات يتجاوز كونهم حُماةً للأحياء والشوارع والحارات إلى اشتراكهم في
المواقف الخطيرة التي تمسُّ مصالح الشعب، وفي المواقف الوطنية، وظهر ذلك جليـًّا
بالفعل فيما يرويه المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي بشأن الدور البارز الذي لعبه
الفتوَّات في التصدي للحملة الفرنسية على مصر عام 1798، وكيف تلاحم هؤلاء الفتوات
العظام مع صفوف الشعب المصري في التصدي للفرنسيين، وأظهروا مقاومة باسلة في ثورتَي
القاهرة الأولى والثانية.ويُشير علي مبارك إلى أن نابليون كان يضيق كثيرًا بالشغب
الذي يُثيره هؤلاء الفتوَّات، الذين كان يطلق عليهم لقب "الحشاشين
البطالين"، بل إنَّه كان في كثيرٍ من الأحوال وعندما يضيق به الأمر، يُصدر
منشوراته إلى طوائف الشعب يُناشدهم فيها بعدم سماع كلام هؤلاء الحشاشين.
وكان
بونابرت حينما بلغ بجيوشه منطقة إمبابة في طريقه إلى مصر، استنجد
الأمراء المماليك بالعامة من الناس، بعد أن تخاذلتْ جنودهم، فخرج له "أولاد
الحسينية" يتقدمهم الفتوَّات، ونازلوا الجيش الفرنسي بعصيِّهم فحصدتْهم
مدافعه حصدًا.
ولكن
لماذا يتكرر اسم حي الحسينية في تاريخ الفتوَّات؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق