يحكى أن فى قديم الزمان وسالف العصر والأوان أن فى بلاد العدس
والآفوال عندما تلد المرأة لا تقوم بتسمية المولود بل تذهب به إلى المعبد بعد 40
يوما ليتوسمه الكاهن الذى يطلع على النجوم ويختار له الأسم المخطوط فى كتب الطالع
والأسحار
وفى ليلة رعداء من ليالى السنين العجاف ولدت كل من السيده نحس بنت أشمون وجارتها دواهى بنت
زعلوك طفلين جميلين فذهبا بهما إلى المعبد بعد الأربعين ليختار لهما الكاهن أسماء تتوافق
مع طالع الكواكب والنجوم فأطلق على الأول أسم وش الفقر لأبن نحس ..وبوز الأخص لأبن
دواهى فبكت نحس ودواهى وأستعطفتا الكاهن
أن يغير أسماء ولديهما بأسماء آخرى جميلة
نحس : أرجوك ياقداسة الكاهن غير لى أسم ولدى مش كفاية أن
أسمى نحس ليصبح أسم أبنى وش الفقر أبن نحس
الكاهن : لا تعترضى يا أمرأة.. النجوم تقول بأن ولدك
سيعلو علواً عظيماً وسيكون له شأن فى ذل العباد ولو غيرت الأسم سيفنى ويموت فأرضى
به وأنصرفى فى الحال
نحس تنظر لأبنها بعين دامعة : وهى تقول كيف تكون وش فقر
وأنت شكلك جميل وذو سن ضاحك .. أما دواهى
فترضى بالأسم وتقول : اللهم لا أعتراض بوز أخص بوز أخص
وبحكم الجيره والدراسة يصبح بوز الأخص بن دواهى من أعز أصدقاء وش الفقر بن نحس ويتدرجا فى
التعليم حتى يتخرجا من المدرسة الثانوية فيلتحق وش الفقر بجيش السلطان ويدخل بوز
الأخص مدرسة المهندسخانة وكانت كرامتهما تظهر فى كل مكان يحلون فيه فلو كان أخضر
بجف ويذيل ولو كان عمران يحل به الخراب و تكثر الكوارث والنصائب التى تصيب البلاد فيصرخ
الناس ويستغيثون ويلجأون لكهنة المعبد لينقذوهم فيشيروا عليهم بطرد كل من وش الفقر
وبوز الأخص خارج المدينه
يخرج وش الفقر وبوز الأخص خارج أسوار المدينة تشيعهما اللعنات وهم يحملان متاعهما وينطلقان فى
أرض الله الواسعة عسى أن يجدا مكان يلمهما وبعد مسيرة شهرين دخلا مدينة يقف على
أسوارها الناس بالمئات وبمجرد وصولهما لباب المدينة يتدافعون مهللين مكبرين ويحملونهم
على الأعناق حتى وصلا لمجلس المدينة وهم فى دهشة من أمرهم فيستقبلهما كبير الحكماء ويمشى بهما على البساط
الأحمر ليعتلى بهما المنصة ويأمرهما بالجلوس ويسألهما عن أسمائهما فكذبا وغيرا
أسمائهما.. أنا أسمى وش الخير وهذا صديقى بوز الهنا
كبير الحكماء يقوم مخاطباً الجموع الغفيرة : أيها الناس ياشعب
النفاق وبعد طول أنتظار لأول القادمين لمدينتنا ليحكم بيننا ويتولى أمرنا أرسل الله
لنا أثنين من الغرباء فأرضوا بهما وبحكمهما بدلا أن تقوم بيننا حرب أهلية لا تبقى
ولاتذر على من يتولى الحكم فهذا هو رئيسكم
وش الخير و ونائبه بوز الهنا .. حيييوهم ههييييه.....
وش ياوش يا أجمل وش
ويتقلد وش الفقر زمام حكم بلاد النفاق ويصبح بوز الأخص
نائبه الأول للمشروعات والفنكوشات وكبير الحكماء نائبه الثانى فى النصب والأحتيال فقد كان ذو نفس طماعة يعشش بها المكر والخسة
والدهاء ولتصبح ثروات أرض النفاق نهبا لهم وعندما يسأله العامة وأهل البلاد أن
يراعى الفقراء من غول الغلاء
يصرخ فيهم منددأ : مفيش ..ماعنديش خزائنكم خاوية على
عروشها .. أنتم فقراء يا أهل النفاق وليس
أمامنا غير أن نستلف من الجيران أو تتبرعوا بما تسمح به أنفسكم وألا سنضطر لرفع
الأسعار وزيادة المكوث والضرائب على الغنى والفقران
وأشتد الظلم فمات من مات وراح فى السجون آلاف من الشباب وأصبح
أهلها يأكلون طقة واحده فى اليوم والباقى ماء فأجتمع الجوعى من أهل النفاق فى
الميدان العام يتباكون على ما أصابهم من جدب وفقر ومرض منذ أن حكمهم وش الفقر وتابعه
بوز الأخص فتسلحوا بالعصى والفؤس وأنطلقوا يحاصرون قصر وش الفقر فهرب عسكره وعسسه
وبصاصيه خشية الفتك بهم ويبحث الثوار فى القصرعن عصبة الأجرام ليحاسبوهم على
فعلتهم الشنعاء فلم يجدوهم وكأنهم فص ملح وداب