تمر الأيام والشهور وتحسنت حالة سعدية المادية والمعنوية
وصارت أستاذه فى فن الشحاته .. وبعد أن أقتسما غلة اليوم جلسا سويا فى ظل سور أحدى
الفيلات فى الزمالك ليستريحا
صبحى : أنا نفسى أقولك على حاجة ياسعدية ده مجرد أقتراح
وأنت حره توافقى أو متوافقيش .. خير ياعم صبحى
-
بما أنك أصبحتى مطلقة رسمى ماتيجى نتجوز يابت
ويبقى زيتنا فى دقيقنا وأنا بالعربى عندى خميره حلوه من الشحاته غير معاش الحكومة
لو وافقتى صار المال مالك وتورثى معاشى غير ماعندى أرض وبيت فى البلد و شهادات
أستثمار وأسهم وسندات وفلوس فكه ماتعديش فأنت المستفيده أنتى وعيالك وبعدين أنا مش
كبير قوى يعنى ..ده الدهن فى العتاقى يابت..
(
تسكت سعديه وهى تفكر ) – أدينى فرصه أفكر ياعم صبحى
( تسمع من خلفها صوت بواب الفيلا النوبى وهو ينادى عليها
) : أنتى ياست ياشحات أنت تعالى كلم الهانم فوق ..لفى وأدخل من البوابه
صبحى : قومى ياسعدية رزقك فى رجليكى زى القطط
تدخل سعدية وهى منبهرة بفخامة القصر وهى تتلفت حولها فى
جميع الأتجاهات فينهرها البواب : قفى مكانك هنا لحد ما الست هانم تطلع تشوفك .. وتظهر الهانم وهى تجلس على كرسى متحرك
سيده فى العقد الخامس يبدو عليها العز والثراء ذات شخصية حازمة وهى تقول : سيبها
ياعثمان .. تعالى هنا يابنتى .. أسمك أيه
-
خدامتك سعدية يا هانم ..- انتى بتشتغلى ايه
ياسعديه ..انا على باب الله عايشه على صدقات المحسنين أنا وأبويا المريض.- بتشتغلى
شحاته يعنى ( تهز رأسها دون ان تنطق )
-
ايه رأيك تشتغلى هنا وتاخدى مرتب 3000 جنيه
فى الشهر غير أكلك وكسوتك
-
لكن أنا عندى أربع عيال لازم أكون معاهم كل
يوم ما أنفعش فى الشغلانه دى ياهانم
-
الراجل العجوز اللى بره ده يبقى أبوكى ..
أيوه يا هانم
-
عموما فكرى وأبقى ردى عليا .. شغلك هنا أحسن
لك طالما معاكى عيال .. يعملوا أيه العيال دى لو أتمسكتى تسول وأتحبستى أكيد
مشغلاهم شحاتين
-
لأ ياهانم أنا عيالى فى المدارس وبيتعلموا
-
أنا لما شوفتك حسيت أنك ست كويسه وكفايه أنك
وشك بشوش وجميل ومش وش شحاته ولا بهدله
عموما فيه أوضتين فى البدروم ممكن تعيشى فيهم أنت وعيالك وأبوكى وقدامك يومين تردى
عليا.... كتر خيرك ويزيد فضلك ويتمم شفاكى
-
خدى ياسعدية القرشين دولت لعيالك ( تظل سعدية
تدعوا لها بجميع الدعوات التى تعلمتها على يد عم صبحى حتى تخرج )
تخرج سعدية وتجلس بجوار صبحى وهى لا تتكلم .. الست كانت
عايزه منك ايه ياسعديه
ردى يابت ايه اللى جرالك .. مفيش.. ياله بينا انا عايزه
اروح .. احنا لسه ماكملناش اللفه بتاعتنا .. لفها انت انا عايزه اروح .. ماشى
ياسعديه محطة الأتوبيس عندك اهه حعدى عليكى بالليل اطمئن
تظل سعدية تفكر فى العرضين .. عرض عم صبحى فى الجواز
وتعيش معاه على أمل ان ترث أمواله ومعاشه أو تعمل عند الهانم وتضمن مرتب ثابت
ومأوى لها ولأولادها أمرين الموت فيهما يغير حالها من حال إلى حال .. ومن يعلم متى
يحين الأجل للهانم أو عم صبحى فالهانم إذا ماتت فلن تتحصل على شيئ وياعالم ..الورثة
ماذا يفعلون يها من الممكن ان يطردوها هى وأولادها للشارع وترجع للشحاتة مرة أخرى
أما عم صبحى الله أعلم متى سيموت من الممكن أن أموت وهو يظل عايش ولو تزوجته سأظل
أشحت إلى ماشاء الله .. يارب دلنى على الطريق الصحيح .. وتدخل بيتها وهذه الأفكار
تكاد أن تعصف بها وتقع فى حيرة فى أى الأمرين تختار وتنام فى مكانها ولا تعرف كم
من الوقت مر على نومتها وتصحى على صوت أبنتها وهى توقظها : أصحى ياماما عم صبحى
قاعد بره
صبحى : مالك ياسعدية حالك أتلغبط بعد مادخلتى الفيلا
قولى أيه اللى حصل
سعدية : الست عيزانى أشتغل عندها وتدينى 3000 حنيه فى
الشهر وتدينى أوضتين فى بدروم الفيلا أعيش فيهم أنا والعيال وأسيب كار الشحاته وفهمتها
أنك أبويا
صبحى : أنتى بيطلع لك من الشحاته كل شهر مايقلش عن 10 آلاف جنيه تسبيهم مقابل 3000 جنيه
.. بالذمه ده كلام ناس عاقلين
>على الأقل حترحم من اللف فى الشوارع ومد الأيد وذل
النفس أنا بأكره شغلانة الشحاته
-
لو أفترضنا أن الست دى ماتت حتروحى فين
بعيالك .. حترجعى للشارع تانى تشحتى فكرى
فى جوازك منى واللى حتخديه من ورايا لما أموت
-
مش عارفه ياعم صبحى عين فى الجنه وعين فى
النار وكمان الأعمار بيد الله
-
أقولك أنا تعملى أيه.. أمسكى العصايا من النص
أشتغلى عند الست وأتجوزينى
وآجى أعيش معاكى والست عارفه أنى أبوكى ..
أنا بحبك ياسعدية ومش عايز أسيبك قولت أيه .. تنظر فى خجل للأرض .. موافقه .. طب
قومى بينا ع المأذون
عريس الغفلة
تنتقل سعدية وعم صبحى والأولاد إلى فيلا كوثر هانم لتصبح
مسؤله عن أكلها وشوربها وحمومها وتغيير ملابسها .. وكانت لا تبخل عليها بمال أو كساء
وأصبحت ترافقها فى جميع المشواير الخاصة وهى ترتدى أشيك الملابس وأغلاها فأزدادت
جمال على جمالها الفطرى ومن يشاهدها يعتقد بأنها هانم وليست خدامة الهانم .. أما
عم صبحى لم يتخلى عن مهنة الشحاته فيخرج صباحا ليشحت ويعود مساءً ليبيت فى غرفة
سعدية
بهجت بيه أخو كوثر هانم لواء سابق فى الشرطة أرمل وعلى
المعاش وهو الوريث الوحيد لكوثر هانم يزور أخته بين حين وآخر ولكن أصبحت زيارته
شبه يوميه بعد ماظهرت سعدية
-
تصب سعدية القهوة لكل من كوثر هانم وبهجت بيه
ساعة العصارى فى حديقة الفيلا وترتسم على وجه بهجت أبتسامة شوق وأعجاب : شكرا
ياسعدية يسلم أيدك
سعدية : العفو ياباشا يارب تكون قهوتى عجبتك
بهجت : أى حاجة من أيدك تعجبنى
-
الله يخليك ياباشا ويجبر خاطرك.. تأمرنى بأى
حاجة تانية .. شكرا ياسعدية
(تدارى
كوثر هانم ضحكتها وهى تشاهد هيام بهجت بسعدية )
بهجت : الست دى كويسه قوى أنت جبتيها منين ياكوثر
كوثر : جماعة صحابى جابوهالى أيه رأيك عجبتك
يهجت : ياريت أتجوزها ..
- حيلك حيلك دى أيدى ورجلى ما أقدرش أستغنى عنها وبعدين
دى عندها أربع عيال ماينفعش يقعدوا فى شقتك
- خلاص أعيش معاكى هنا فى الفيلا
- ده أنا ريقى نشف أنك تيجى تقعد معايا .. الظاهر أن
الحب غيرك قوى
- كلميها ياكوثر وشوفى رأيها أيه
- ما تكلمها أنت يكون أفضل ..حدخل جوه وأبعتهالك وورينى
ياسيادة اللواء حتعرف تقنعها أزاى ولا حتكسفنا يا دون جوان عصرك وأوانك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق