الاثنين، 9 يناير 2017

آه لو لعبت يازهر



عندما حل بها التعب والهم جلست على الرصيف ووضعت يدها على خدها حزنا على حالها وحال أولادها بعد أن هرب الزوج من المسؤلية وتركها وحيدة تواجه عواصف الحياة منفرده فأنسابت دموعها كحبيبات اللؤلؤ على وجهها الفلاحى الجميل ..جلس قريباً منها رجل كهل ومد يده يسأل الناس أن يعطوه مما رزقهم: لله يامحسنين لله .. فأبتعدت عنه قليلا فبادرها بالحديث قائلاً
-       ما تخافيش يابنتى أصل الحته دى بتاعتى بشحت فيها من شهرين وبدفع أجرتها 20 جنيه فى اليوم والواد (حُكشه بلطجى السوق ) ماقليش أن نزل عليها حد جديد.. خليكى قاعده زى ما أنتى ورزقى ورزقك على الله وآخر النهار نقسم بالنص
-       بس ياعم أنا مش شحاته.. طب بتعيطى ليه ؟. الدنيا ملطشه معايا معييش فلوس تكفى أشترى بيها أكل للعيال .. هو : مش بدل ماتعيطى ببلاش مش الأفضل تعيطى بفلوس.. هى : أعمل أيه يعنى
-       خليكى زى ماأنتى بتعيطى ومدى أيدك وقولى لله
-       ما أعرفش ولا عمرى مديت أيدى  أحلف لك بأيه ياعم أنا مش شحاته
 هو : حتأكلى عيالك كرامه وعفه ..مد أيدك.. وما تقوليش حاجه وكلها ساعتين زمن رزقك حييجى لحد عندك وتعجبك الشغلانه
ومضت ساعتان وأمتلء جيب الرجل العجوز بالجنيهات وهى الأخرى نالها من الحب جانب فأرتسم على وجهها الملائكى الحزين أبتسامة رضا وتوقفت عن البكاء فنهرها العجوز .. شغلنتنا مافيهاش سعادة وأنبساط بل كآبة وبكاء فلن يعطيكى أحد مليما وأنت يبدو عليك الهدوء والسعادة أستمرى يا أبنتى فى بكائك فقد نلنا منه الكثير اليوم فلا داعى لوقف الحال
< ولكن ليست عندى رغبة فى البكاء فماذا أفعل.. أنت نسيت أتفقنا أن نقسم الغلة بالنصف
 هو : وأنا عند وعدى ..لكن بشرط أن تحضرى باكر لنعمل سويا سأضع نظارة سوداء على عيناى مثل العميان وأنتى ترتدى ملابس قديمه وتسحبينى وأنا أنادى وأنت تردى عليا ونوسع دائرة نشاطنا.. خدى نصيبك النهارده خمسين جنيه وجهك الحلو حنن قلوب الناس ميعادنا بكره هنا الساعة سابعة.. أنت أسمك أيه ياعم .. أسمى صبحى وانتى أسمك أيه : أسمى سعدية وبينادونى بأم سماح .. أنت متجوزه ياسعديه .هة : مطلقه .. الرجل من قلة الفلوس طفش ورمى لى 4 عيال وأنا كل يوم فى شغلانه شكل لحد آخرها أشتغلت مع توربى لتغسيل الميتين .. أعصابى تعبت فتركته لأن الميتين كانوا بيطلعوا بالليل وأنا نايمه
-       شغلنتنا دى مافيهاش ميتين ولا مدبوحين وتعتمد على التمثيل وكل ما تعيشى الدور كل ما رزقك يكتر .. ميعادنا بكره ياسعدية
فى اليوم التالى تسحب الرجل العجوز وهو يوجهها إلى أماكن البنوك ومحطات المترو ومداخل المحاكم حتى أنتصف النهار فدلفا إلى مبنى خرب ليحصيا غلة الظهيرة التى بلغت 300 جنيهاً فتأخذ نصيبها وتهم بأن تتركه وتعود لبيتها
-       قبل ماتمشى حتيجى بكره فى نفس الميعاد أما أنا فسأسرح فترة العصارى والمغربية دى غلتها ضعف غلة الصبح عايزه تيجى تعالى فى نفس المكان الساعة 3 العصر
-       تعود لبيتها وتحمل فاكهة وكفته وطرب ولحمة رأس.. لتطعم البطون الخاوية

-       سماح خدى بالك من أخواتك أنا عندى أوفر تايم النهارده حاجى بعد العشاء وخدى خمسه جنيه أشترى بها حلويات لأخواتك .. العيال تهلل فرحاً هيييه

ليست هناك تعليقات:

قهوة الحراميه

  ألتف الحرامية حول المعلم فيشه شيخ المنصر وهم فى حالة تزمر وأنزعاج بعد أن أعلن عن نيته فى التوبه والأعداد لرحلة الحج فقال له مقص الحرامى : ...