هانى صبى عوضين السباك شاب صغير لا يتعدى عمره الثامنة عشر جاء مع معلمه لشغل فى منزلى لاحظت أنه كلما طلب منه شيئا كان رده دائما : حاضر مصر هى أمى.. أفتح الحنفيه ياهانى: حاضر مصر هى أمى.. أمسك قصادى حاضر مصر هى أمى .. تشرب شاى ياهانى.. حاضر مصر هى أمى
أنفرد بالأسطى عوضين جانبا : هو أيه حكايته الجدع ده حاضر مصر هى أمى
حاضر مصر هى أمى.. هو فيه أيه ؟؟
عوضين يهز رأسه فى أسى : الواد ده هو كان فيه زيه ربنا يلطف به .. فى يوم ماطلعتلوش شمس كنا فى شغل فى شبرا وأرسلته لشراء ماسوره حديد طولها متر وياريتنى مابعته .. وهو راجع مسكته الدوريه الراكبه وهاتك ياضرب فيه لحد ماضحضحته وهو يقولهم أنا هانى صبى عوضين السباك مصر دى أمى ..ومين يسمع ومين يفهم وكانت الماسوره هى السبب وراح المعتقل وقعدت أنا وأهله ندور عليه لمدة 5 شهور لحد ما عرفنا أنه فى معتقل الفيوم وأحضرنا له محامى فقال أنه متهما بالأنضمام إلى الجماعة الأرهابية والأشتراك فى المظاهرات المؤيده لها وكان يحمل ماسوره من الحديد طولها متر قام بالأعتداء بها على العقيد / سيد بيومى والمقدم على شلبى و7 جنود مما أدى إلى أصابتهم أصابات بالغة كما هو موضح بالأوراق.. والماسورة ضمن الأحراز ...ها وبعدين
- الواد أنضرب لما أتعمى فى مباحث أمن الدوله وفى المعتقل لحد ما مخه فوت زى ما أنت شايف وبالرغم من هذا لم يرحمه القاضى وحكم عليه بسنتين سجن وهو يغنى فى القفص أمامه مصر هى أمى ولا هى بتشتغلنى.. لما حالته سائت وتأكد لدى إدارة السجن أن مخه أتلحس أرسلت لأهله لأستلامه .. هيه أحنا فين وبقينا فين ده حالته أتحسنت كثير عن الأول.. كان أى واحد يقول قدامه كلمة مصر .. عاديك يقوم يقلع كل هدومه ويقف سلابيته
- نسمع هانى وهو يغنى بصوت مرتفع وقد أغلق الحمام عليه
مصر هى امى نيلها هو دمى
شمسها فى سمارى شكلها فى ملامحى
حتى لونى قمحى لون نيلك يا مصر
مصر ... مصر
ماتلاقيش مثالها ست كل عصر
ضله جنب نيلها تسوى الف قصر
ولا ورده بلدى فيها عطر مصر ولا جو مصر ولا سحر مصر
مصر ... مصر
يخرب بيتك يامصر ... يالهوتى
يحاول الأسطى عوضين فتح باب الحمام ليمنع هانى من خلع ملابسه فيستحلفنى لنحضر أكبر عدد من الموجودين والجيران لنغنى مع هانى حتى يفتح الباب
- نقف جميعا أمام الباب ونمثل دور الكورس ونردد من خلفه كلمات الأغنيه حتى هدأ وفتح باب الحمام وخرج وهو يبصق علينا وهو يقول : خونه مجرمين أخوان مسلمين مصر هى أمى ياكلاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق