القفا

 تحدثنا فى الحلقة السابقة عن الشلاليت وأنواعها وفى حلقتنا اليوم سنتحدث عن ضربة القفا وهو فى عرف المصريين قمة الأهانة وذروة المهانة
 والقفا هو الموضع المحبب فى بعثرة كرامة المواطن لدى ضباط وأمناء ومخبرى الشرطة وأهانة القفا السبب الرئيسى لحالات الوفاة داخل الأقسام والسجون فبمجرد ضرب المتهم أو المشتبه فيه على قفاه فأنه يثور ثورة عارمة ويحطم أى شيئ أمامه ويصبح كالثور الهائج وينتهى فى النهاية بجريمة ضرب أفضى للموت فى داخل الأقسام ..ولو ان الداخلية حذرت أفرادها من عدم الأقتراب من قفا المواطن المصرى لكنا تلافينا جميع هذه المأسى لكلا الطرفين وعلى رأى المثل : اصبر علي الجوع والجفا، لكن كله إلا ضرب القفا"، وهذا المثل يعني أن القفا يرمز للكرامة، والضرب عليه يعني أن هذا المرء لا يمتلك شيئًا من الكرامة.
والقفا عند الرجل يمثل كرامته أما عند الستات مايفرقش
وفى المقابل يوجد ناس وصوليين لا يؤثر فيها ضرب القفا  وماشيين بمبدأ الشيخ سيد درويش فى أغنيته الشهيرة : (علشان مانعلى ونعلى لازم نطاطى نطاااطى) ويقولون "ضرب القفا أحسن من الجفا"، هو مثل مصري أيضا يعنى أن الضرب على القفا من المحبوب أو ولى النعم او من مديرك في العمل أهون بكثير من ابتعاده عنك،
 ومعنى كلمة " قفا" يختلف عند المصريين منه عند الشوام ف"القفا" عند المصريين هو المنطقة خلف الرقبة الواصلة من الرأس للجسد ، أما " القفا" عند الشوام فهي مؤخرة الإنسان أي "مقعدته"
 ويحظى القفا فى سيرتنا الشعبية على حظ كبير من الأهمية ويرد فى العديد من الأمثال الشعبية مثل خدنا أيه من وشك عشان تدينا قفاك، في الوش مراية وفى القفا سلاية، الراجل ده قفا، شايفني مختوم على قفايا، على قفا مين يشيل
والضرب على "القفا" يرتبط في كثير من الأحيان برمزية  عند المصريين وليس بالضرورة تنفيذ الشىء عمليا فيقال "ضربونا على قفانا" بمعني "خدعنا" وتم " غبننا" أي أنه لا يضرب على قفاه سوى الإنسان "عديم الخبرة" و" البصيرة" وهى اهانة أيضا، أما إذا وصل الأمر إلى الفعل المادي فهى عند الطبقات الشعبية والريفية "إهانة كبرى" ربما لا يغسلها سوى "الدم"
 ومن أشهر ما ضرب بالقفا "السيد البدوي، رئيس حزب "الوفد"، والإعلامي أحمد موسي،ويوسف الحسينى ومرتضي منصور رئيس نادي الزمالك، والذين أصبحوا مواد للسخرية والتندر من جانب المصريون، حيث يفقد الشخص شخصيته وكرامته بمجرد أن يُضرب على قفاه. وأترككم مع رائعة محمود عبد العزيز وهو يغنى للقفا