وبما أننا قد بلغنا من العمر عتيا كما يقولون وأمى وأمك قد
هلكا من عقود مضت وشبعوا موت كما يقولون ولا يجوز عليهما غير الرحمة وقدمنا جزء
ضئيل من العرفان بجمايلهم علينا فى طفولتنا وشبابنا فأننا لم نوافيهم حقهما فقد
ماتت أمى وأمك فى نهاية العقد الرابع من عمرهما فلم يلحقا بجنى ثمار جهودهما
وتعبهما ولم يسعدا بورودهما التى تفتحت بعد رحيلهما.. امهات زمان كن قصيرات الأجل
كثيرات الخلف أوفياء العهد لو رحل عنهم الزوج صامدات أما المحن وهبات العمر والصحة
والراحة من أجل أبنائهن .. دموعهن قريبه تسيل فى الفرح وفى الفراق .. قلوبهما
بيضاء وضحكاتهم من القلب على أبسط الأشياء فكانت أعينهم تتغرغر بالدمع على قفشات
أسماعيل ياسين والكسار وشرفنطح والريحانى ..
أبنائى وأحفادى
يتعجبون عندما أقول لهم بأن هؤلاء كانوا نجوم الكوميديا فى الزمن القديم سمعت رد
صدمنى وأحزننى : بأنه يا أما الناس دى عبط يا أما أجدادنا وجداتنا كانوا سذج أو
طيبيين قوى..لم يكونوا سذج ولكنهم كانوا طيبين قووى ليتكم تكونوا طيبيين مثلهم
رحمة الله عليك يا أمى ويا كل أم راحلة أمس أو من عشرات السنين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق