كُتّاب الشيخ نكله

عندما أذهب لزيارة السيده زينب مسقط رأسى أقف طويلا أما سبيل السلطان مصطفى فى الجهة المقابلة لجامع الست فهذا السبيل كان بداخله كتاب الشيخ نكله الذى حفظت فيه جزء عم وأنا عمرى 4 سنوات وذوقت فيه أول علقه بجريدة سيدنا وساقى معلقة فى فلقة العريف وجاء والدى وعنف الشيخ ومساعده عنما شاهد أثار الضرب ومن بعدها امتنع الشيخ عن عقابى أنا وأخواتى

الكتاب: الكتاب هو أول معهد لتعليم الأطفال، وكان في كل حي أو أكثر، وهي عبارة عن غرفة فسيحة بعضى الشيء فرشت بالحصير، وكثيرا ما يكون الحصير باليا، يجتمع فيها الأطفال، والحجرة مكونة من هذا الحصير، ومن صندوق توضع فيه الألواح، ومن زير مغطى بخشب، علق بكوز مربوط بحبل؛ فمن أراد أن يشرب أخذ الكوز وغمثه في الماء. والشيخ بيده عصا طويلة من جريد النخل
يستطيع أن يصيب بها أبعد ولد عنه، فإذا وجد طفلا لا يتحرك ضربه بالعصا وقال
له: اهتز. ومن أساس الكتاب «الفلقة» وهي عصا غليظة مصمتة في الغالب قد خرقت خرقين، ركب فيهما سير من الجلد، فإذا اراد «الفقي» ضرب ولد استعان بالعريف فى إدخال رجله داخل الفلقة، المشدوتين، وقد تتشقق رجل الطفل ويسيل منها الدم، وكان يأخذ الفقي من كل طفل نكله ويحضر الطفل من بيته رغيفا. والفقي يجمع هذه الملاليم ويشتري بها عند الظهر «فول ذابت» أو «مخلل» بمرقته في ماجورين، ويلتف الأطفال حولهما
ويتغذون، وهم يلغوصون بأيديهم فيهما. وكثير ما قد يكون أحدهم مريضا فيعدي
الأصحاء، وغالبا ما كانت هذه الكتاتيب في أمكنة غري صحية، كألا يكون فيها نور
كاف أو شمس كافية أو تكون بجانب مراحيض المسجد. وكانت هذه الكتاتيب هي
المدرسة الأولى لكل أطفال الشعب غنيهم وفقرهم، وذلك قبل أن تنشأ رياض الأطفال.
والفقي عادة يسمع للاولاد ماتم حفظه سابقا في يوم الخميس، وأحيائا
يقرئهم شيئا جديدا. وبعض الأغنياء يستغنون عن الكتاتيب بمدرس خصوصي يأتي
للأطفال في بيوتهم، أما البنات فقلما يتعلمن القراءة والكتابة في الكتاب، وقد كان
فاشيا أن تعليم البنات من المصيبات، ولذلك كان يقوم مقام الكتاب المعلمات، والمعلمة
هي آنسة أو سيدة تقبل في بيتها تلميذات تعلمهن الخياطة من أولها إلى آخرها، فتبدأبالأشياء السهلة إلى الأشياء المركبة. وقل من البنات من كن يتعلمن القراءة والكتابة. فى الصورة المرفقه سبيل السلطان مصطفى الذى بداخله كتاب الشيخ نكله