فى الصحراء شفاء

عملت فى الصحراء أكثر من 35 عاما .. كثير من المصريين  يشعروا بالأكتئاب عندما يشاهدون الرمال والجبال وهم مسافرون على الطرق الصحراويه بعكس الآجانب يتشوقون للبيات ولو ليله على رمال الصحراء يلتحفون بالقبة السماوية المرصعة بالنجوم والكواكب من المحتمل أن طبيعتنا الزراعية التى ألفناها فى وادى النيل هى سبب لكرهنا للصحراء التى تعد من أنقى البقاع على الارض ففى فصل الشتاء عندما نزولى أجازه للقاهرة أصاب فى الغالب بنزلة برد وأنفلونزا حاده وعندما أسافر وأدخل الصحراء بعد ساعتين بالكثير يتوقف الزكام والكحة وتكسير العظام وكأنى شفيت وتعافيت فأمراض البرد هى أمراض التنفس وتنتقل عدواها من الشارع والآتوبيس وأماكن العمل والآسواق ودور العباده وبمجرد أصابة فرد واحد من العائلة ينتقل المرض إلى باقى أعضاء الأسرة بالتناوب ومهما تناولت من أدوية ومسكنات سيظل البرد ممسك بك لمدة أسبوع إلى عشرة أيام فنصيحة لكل من فى بيته مريض بالأنفلونزا أن يقوم بتهوية المكان وأخراج الفرش فى الشمس أو قضاء يوم كامل فى الصحراء فسكان المناطق الصحراوية لا يعرفون أمراض البرد فهواء الصحراء نظيف وقد أدرك القدماء أهمية هواء الصحراء وكانت حلوان من أشهر المنتجعات الصحراوية وهى واحدة من أقدم مدن مصر وكانت في الأصل مدينة فرعونية وفيها يوجد أول سد مائي في التاريخ بمنطقة وادي حوف ولكنها اندثرت عبر العصور إلى أن أحياها عبد العزيز ابن مروان والي مصر من قبل الامويين وكان قد خرج من الفسطاط العاصمة آنذاك متجهاً إلى الجنوب بعد أن دب الوباء فيها فأعجبته حلوان فاتخذها عاصمة مؤقتة لولاية مصر وأنشأ الدور والقصور وغرس فيها البساتين إلى أن توفي فيها فنُقل منها إلى الفسطاط عن طريق النيل وفيها ولد ابنه أمير المؤمنين الخليفة الأموي عمر ابن عبد العزيز ومع الزمن أهملت  وقام مكانها المنازل الحديثة وجائت ثورة 1952 فأفسدوا حلوان ببناء المصانع بالقرب من النيل وفى جبال حلوان وأصبحت أكثر مناطق القاهرة تلوثا