العونه تعنى المساعده ولكن فى تاريخ الفلاح المصرى حدث
بغيض بدأ من قيام مديريات الأمن بأستنفار الفلاحين لبناء الجسور وتطهير الترع
وتمهيد الطرق بدون اجر وأمتدت بعد ذلك
لتكون العونه فى خدمة أرض الباشا وسراياه فيفرض على كل بيت خروج رجل أو امرأة
للعونه أو رجلين حسب المتيسر وأصبحت فى الحياة العامه يستخدمها الأقطاعيين للكفور
والقرى الصغيرة التى تقع فى زمامهم فكان الفلاحين يهربون من المركز او القرية
لأماكن اخرى لا يعرفهم فيها شيخ الخفر الذى كان يدق على باب كل دار وهو ينادى
العونه يا أبو سليمان العونه يابقرر وحفرت قناة السويس بالعونه المستديمة (السخره)
بأجر زهيد عبارة عن ثلاثة أرغفه (الجرايه )
وثلاثة مليمات تكفيه لشراء الجبنه والجرجير والجعضيد
وكانت تنتشر الأمراض فى مجموعات العونه ومات المئات ودفنوا فى مجرى القناة وكان
يشرف على تشغيلهم خفر النواحى وهم يستخدمون الكرباج لقيادتهم وتأديبهم والأغنية
الشهيرة لسيد درويش ياعزيز عينى أنا نفسى أروح بلدى..ياعزيز عينى السلطة أخدت ولدى
اما فى الجيش تسمى العونه (بالطولبه) لنظافة العنابر
والمراحيض وزراعة الحدائق وتجهيز الخضار للمطبخ وفى اى شيئ يراه حضرة الصول فمن الممكن
ان تخرج الكتيبه كلها للسخره هذا فى الجيش المصرى قديما وحديثا... ولو قارنا بينه
وبين جيش الأحتلال البريطانى نجد أن المحتلين ارحم وأخف هوناً.. كان يستخدمون
الألاف من العمال المصريين فى القناة لخدمة معسكراته من بنائين ونجارين وحدادين
وترزيه وكافة المهن والحرف بالأجر المعقول وعندما تدنت معاملة العمال المصريين
ومماطلتهم فى مفاوضات الجلاء قامت حكومة الوفد بقيادة مصطفى النحاس باشا بمنع
العماله المصرية عن المعسكرات فى القنال بل قامت بتوظيفهم فى وزارة الأشغال بأجر
مضاعف لحفظ كرامة العامل المصرى فأضطروا أن يستعينوا بجنود المستعمرات من الأفارقة
والهنود لخدمتهم بأجر أضعاف أضعاف أجر العمال المصريين
عاوز للجمل ناقه
كان
لمأمور البندر جمل يتركه يسرح فى البلاد ليل نهار يأكل من أى غيط ومن أى جرن ومن
أى شجر فهاج الناس وقرروا أن يشتكوا الجمل للبيه المأمور ليبعده عن زراعتهم التى
يتلفها فأختاروا عشرون رجلاً منهم ليرفعوا مظلمتهم لجنابه وكلما اقتربوا من مكتبه
يتناقصون ويتسربون واحد وراء الأخر حتى أصبح واحداً فقط أمام باب المأمور فشخط فيه
المأمور .. ماذا تريد .. فقال الجمل جنابك .. ماله الجمل يابنى آدم .. الجمل عاوز
ناقه ياباشا
فأنقلب
المسكين منافقا بعد أن أنفض الخلق من حوله وخاف بطش المأمور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق