نحن فى فصل الصيف المعروف فى مصر بفصل الأمراض
الصيفية مثل التيفود والتسمم الغذائى وأخطرها جميعا هو الكوليرا و أصيبت مصر
بالكوليرا فى شكل وباء قاتل ثلاث مرات
الأولى فى عام 1883 وحصد 200 الف من المصريين فى القاهرة فى كل من حى
الخليفه وبولاق لأزدحام المنطقتين بالسكان وكان يقاوم المرض بطرق بدائية مضحكه بأن
يقف رجل فى الشارع على سلم مزدوج وهو يحمل مقص يفتحه ويغلقه ليقص به الوباء فى
الهواء
وفى عام
1902 كان أخف وطأة بعد أكتشاف السلفا والبنسلين
والمحاليل ولكن حصد مالا يقل عن 40 ألف وكان ماء اللفت هو الوصفه السحريه
للمصريين فى مقاومة الكوليرا لما يحتويه على نسبه عالية من الصوديوم
وعند
حدوث الحرب العالمية الثانية حدثت تحركات بشرية ضخمة من البلاد الآسيوية مما مكن
الكوليرا من غزو العالم مرة أخرى. وبعد مدة عادت الكوليرا إلى موطنها الأصلى على
ضفاف نهر الجانج والراهما بوترا بالهند ومضت عدة سنوات واعتقد الكثيرون أن أوبئة
الكوليرا العالمية قد انتهت. ولكن مع بداية الستينات اجتاحت بعض بلاد العالم موجات
من أوبئة الكوليرا بلغت ذروتها فى السبعينات ولكن مسببها لم يكن باشيل الكوليرا الأصلى
التى تؤدى إلى مرض الكوليرا المعروف بصورته العنيفة وأوبئته الخطيرة بل كان مسببها
هو باشيل كوليرا المطور الذى سبق أن اكتشفه جوتشلش سنة 1905 فى محجر الطور فى مصر
أيضا
وفى عام
1947 كانت الشوطه الثالثة على مصر التى حصدت 20 ألف وتعاونت الدول الأوروبيه مع الملك
فى مقاومة المرض فالعدوى جائت من ميناء بورسعيد الذى أستخدمه الأنجليز فى نقل
الجنود الهنود المصابين بالمرض فى معسكرات التل الكبير
السبب
الرئيسى للأصابة بالمرض سببه الماء الملوث ففى خلال العامين الماضيين نسمع عن
حوادث التسمم الجماعى فى المدارس والقرى الريفية التى لم تدخلها مياه الشرب ومن
أخطر المأكولات التى ينتقل فيها ميكروب الكوليرا هى الخضروات والفواكه التى تؤكل
نيئة مثل الفجل والجرجير والخس والفواكه مثل البلح الأمهات بالأخص والعنب ومنتجات
الألبان بكافة أنواعها
ويذكر
التاريخ أن معظم الحملات العسكرية فى القرون الوسطى والقرت 17 و18 أصيب فيها
الجنود بالكوليرا وقد أدى هذا إنسحاب هذه القوات وتوقف زحفها مثل الحملة الفرنسية
على مصر والشام وغزوات المغول والترك وغيرها وفى زمن الخلافة الأسلامية فكان
الفاروق عمر ينبه على عماله بالأمصار بعدم دخول او خروج الناس للمناطق المصابه وهو
مايعرف حديثا بأسم العزل الصحى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق